Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

التمييز الدينى فى التعليم ضد المواطنة2

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
كتاب التعليم والمواطن1
كتاب التعليم والمواطن2
كتاب التعليم والمواطن3

Hit Counter


مجدى خليل يكتب .. التعليم والمواطنة (2-3) .. " فى مقرر الصف الثانى الثانوى للتعليم الأزهرى .. تكره الصلاة فى الأسواق وفى الحمام وفى المزبلة وفى الكنيسة وهى معبد النصارى، وفى معبد اليهود ونحوهما من أماكن الكفر."
مجلة إيلاف كتب الأستاذ / مجدي خليل السبت 10 أبريل
مازلنا نستعرض كتاب "التعليم والمواطنة" الصادر فى يناير 2010 عن أوراق وابحاث المؤتمر الثانى لمناهضة التمييز الدينى.فى المقال الأول أستعرضنا أختراق الإسلام السياسى للعملية التعليمية على كافة مستوياتها من خلال بحث الدكتور عصام صيام، وفى هذه المقالة نسنعرض التردى الفظيع فى المناهج التعليمية ذاتها من خلال عدة اوراق، وفى المقال القادم سوف نتناول المناخ المحيط بالعملية التعليمية برمتها، وبهذا نكون قد غطينا بشكل متوال العامل البشرى ثم المنهج الدراسى ثم المناخ التعليمى.
نبدأ بالبحث المقدم من الأستاذ طلعت رضوان وهو عن التعليم الأزهرى، ولعله يكون رسالة لشيخ الأزهر الجديد للفت نظره لما يدرس فى المدارس الأزهرية من أمور لا يصدقها عقل، ففى كتاب " تقريب فتح القريب" المقرر على الصف الثالث الأعدادى الأزهرى جاء فيه،" الاستبراء هو انتظار العبدة مدة بسبب حدوث البلل فيها، اى بعد ممارسة سيدها للجنس معها، أو زواله عنها تعبدا أو براءة من الحمل!!". وفى كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" الجزء الأول المقرر على الصف الأول الثانوى يشير الكتاب إلى تحديد مواقيت الصلاة " إما بالخروج لرؤية الفجر أو سماع صوت ديك مجرب"(ص 188). وفى نفس الكتاب يتكلم عن أفتراضات عبثية فيقول "لو خلق للمرأة فرجان فيكون الخارج من كل منهما حيضا"(ص145)، أو الغاز جنسية غير مفهومة مثل "من أولج أحد ذكريه أجنب إن كان يبول به وحده"، و"وإذا أولج الخنثى فى الرجل المولج فإن كلا منهما يجنب" (ص91).
فى كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" الجزء الثانى المقرر على الصف الثانى الثانوى من التعليم الأزهرى تقرأ هذا العبث "من الأشياء التى يصح رهنها ولا يصح بيعها المرأة العبدة التى لها ولد غير مميز" (ص 153). ومن نفس الكتاب فصل بعنوان ( حكم استعمال أوانى الكفار وأشباههم) يقول "أنه يجوز استعمال أوانى الكفار إن كانوا لا يتعبدون باستعمال النجاسة كأهل الكتاب"(ص 172). وفى فصل ( مبطلات الصلاة) يقول المؤلف " تكره الصلاة فى الأسواق وفى الحمام وفى المزبلة وفى الكنيسة وهى معبد النصارى، وفى معبد اليهود ونحوهما من أماكن الكفر... ويختم المؤلف بحديث يقول: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(ص232). وفى دواعى الحجر على الاشخاص "يجوز الحجر على الصبى والمجنون والسفيه والمبذر والعبد الذى لم يؤذن له بالتجارة وعن المرتد عن دين المسلمين"(ص162). وفى موضع آخر من الكتاب يقول المؤلف "أن المحظور هو أى شئ محرم مثل عمارة الكنائس ونحوها من متعبدات الكفار، أو كتب التواراة أو الإنجيل أو السلاح لقطاع الطرق لأنه إعانة على معصية" (ص309). ويشرح المؤلف للتلميذ أنواع القتل فيقول " يمكن انقسام القتل إلى الأحكام الخمسة: واجب وحرام ومكروه ومندوب ومباح، فالأول قتل المرتد إذا لم يتب، والحربى إذا لم يسلم أو يعطى الجزية" (ص171). وفى حالة السرقة يتعلم التلميذ فى حد السرقة " أن حد السرقة (قطع اليد) لا يطبق فى حالة سرقة مزمار وصنم وصليب وطنبور، لأن التوصل إلى إزالة المعصية مندوب إليه فصار شبهة كإراقة الخمر"(ص240). وفى فصل آخر عن شروط وجوب القصاص يشجع المسلم على قتل غير المسلمين بقوله "لا قصاص بين عبد مسلم وحر ذمى، لأن المسلم لا يقتل بالذمى والحر لا يقتل بالعبد" (ص 176). ويتعلم التلميذ كذلك بأن المسيحيين ليس لهم حق فى موارد بلدهم بقوله "يمنع الذمى من أخذ المعدن والركاز(الموارد الطبيعية) بدار الإسلام. كما يمنع من الإحياء بها، لأن الدار للمسلمين وهو دخيل عليها" (ص355). وفى موضع آخر من الكتاب يقول المؤلف " لا يصح بيع كتب الكفر والتنجيم والشعوذة والفلسفة" (ص 108)، أما الوصية فيشترط فيها " أن لا تكون فى معصية مثل كتابة التواراة والأنجيل وقراءتها وكتابة كتب الفلسفة وسائر العلوم المحرمة" (ص 390). أما عن الخرافة فحدث ولا حرج مثل "لو ارتضع صغيران من شاة لم يثبت بينهما أخوة فتحل مناكحتها وكذلك الجنية إن تصور إرضاعها بناء على عدم صحة مناكحتهم وهو الراجح" (ص 140)، ومثل " من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه" (ص 219)، ومثل" أم الجنين اليهودى أو النصرانى بالتبع لأبويه تجب غرة فيه ثلث غرة مسلم كما فى ديته وهى بعير وثلثا بعير وفى الجنين المجوسى ثلث خمس غرة مسلم كما فى ديته وهى ثلث بعير، أما الجنين الحربى المرتد تبعا لأبويهما فمهدران"(ص 202). وفى موضع أخر يسأل التلميذ " عرف الاستبراء. وفرق بين المسببة والمشتراة، ولو وطئ أمة شريكان فى حيض أو طهر ثم باعاها أو أرادا تزويجها، فم الحكم؟" (ص 139)،ويواصل المؤلف " يغسل الميت وترا ويكون فى غسله سدر أو خطمى، ومعنى السدر: شجر النبق. والخطمى: نبات يغسل به"(ص317)... هل فهمت شئ من هذا؟ ولا أنا أيضا؟.
هذه عينات مما يدرسه طالب الأزهر فى مصر كما أوردها الأستاذ طلعت رضوان فى بحثه فهل بعد ذلك يتسائل البعض ما هى أسباب التطرف وإنغلاق العقل وإستحلال أموال وارواح الأقباط فى مصر؟.
وإذا تركنا هذا البحث إلى ورقة قيمة أخرى بعنوان " بنية التمييز الدينى فى مناهج التاريخ" كتبها الدكتور شريف يونس يبدأ المؤلف ورقته بعبارة تلخص بحثه كله " توحى قراءة مناهج التاريخ بأن واضعيها ممتلئين اقتناعا برسالة مقدسة فحواها تديين وأسلمة التعليم عموما، بحيث يمكن القول بأن أسلمة المناهج مجرد أحد مظاهر جهود الأسلمة المستمرة فى كل جوانب التعليم وفى غير التعليم". وينطلق المؤلف من تعريفه للتاريخ بأنه المختص أكثر من غيره ببناء هوية مشتركة معينة لمواطنى الدولة، وبالتالى فأن دراسة التاريخ فى مصر تكشف عن التمييز لا كمجرد خطأ أو مشكلة ملتصقة تعسفا بالمنهج وإنما كعنصر فى تصور عام للتربية الوطنية التى يعتبر التاريخ حجر الزاوية فيها، لأنه بطريقة غير مباشرة يضع الفرد داخل انتماء معين. ويصل المؤلف من خلال بحثه الطويل إلى أن اقحام الأسلمة فى مناهج التاريخ ليس فقط الغرض منه بناء هوية إسلامية بديلا عن الهوية الوطنية المصرية وأنما أيضا إذلال الأقليات والكيد بهم لدرجة إنه فى نهاية الوريقات القلائل المقررين عن الحقبة القبطية يأتى السؤال المستفز: أكتب عشرة أسطر إلى الرسام الدنماركى الذى أساء إلى رسول الله!!!. ويلخص الدكتور شريف يونس القصة كلها فى مصطلح جميل هو " الذمية الحضارية"، فما يحدث فى مناهج التاريخ المصرى هو ذمية حضارية مع سبق الأصرار والترصد وهو جزء من مشروع أكبر غرضه إذلال الأقباط فى كل مناحى الحياة.
وفى بحث آخر لمجدى خليل عن السمات الرئيسية لمقررات اللغة العربية والتربية الدينية يخلص إلى "فى النهاية لا تشعر انك أمام تعليم حر يقوى مناعة الإنسان الفكرية والإنسانية وإنما امام غسيل مخ دينى إجبارى، تعليم إستعلائى سلبى دفاعى عن الذات الدينية،تعليم منغلق متعصب عنصرى فى بعض اجزاءه، يعادى العقل والعلم ويروج للخرافات والشعوذه والهلوسة وعالم الميتافيزيقا، تعليم عدوانى جامد يرفض التطوير ويدعو للقيم المطلقة، ويحقر من المنتج العقلى ومن انجازات البشر الحقيقية وينسبها للإسلام، يعادى ثقافة الحياة، ويناصب الذات والعالم غير المسلم العداء، تعليم يمثل سوط لجلد قيم الحياة المعاصرة... تعليم يخلق فى النهاية شخصيات مصابة بإنفصام فى الشخصية".
هذا جزء بسيط جدا مما تزخر به المناهج التعليمية فى مصر، والضلع الثالث فى هذا التخريب لعقول ومستقبل مصر وهو المناخ العام الذى يحيط بالعملية التعليمية نتناوله فى المقال القادم.

تاريخ نشر الخبر : 10/04/2010

 

This site was last updated 04/11/10