Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مذابح العرب المسلمين وإحتلال الإسكندرية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المذابح وإحتلال الإسكندرية
معارك القرى ضد المسلمين

Hit Counter

 

لمذبحه التى قام بها القائد العربى المسلم وردان

 واصل العرب زحفهم قاصدين الاسكندريه , مر العرب بمدينه تسمى طرنوتى ويسميها العرب الطرانه ودار قتال هناك وانهزم الرو, 0ومر العرب بعد ذلك على قريه على الجانب الغربى من النيل تعرف اليوم ب(خربه وردان)!

 قال سعيد بن عفير: ( أن وردان عدل لقضاء حاجته عند الصبح فإختطفه اهل القريه وأخفوه عندهم 0 فتفقده عمرووسأل عنه وقفا أثره فوجدوه فى بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها )0وقيل ان اهل القريه كانوا  رهبانا كلهم فغدروا بقوم من صحابه عمرو0وتوجه اليهم وردان فقتلهم وخربها (3)

وصل العرب الى نقيوس وهى مدينه تقع على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قريه أبشادي وزاويه رزين حاليا ) وكان سكانها من الاقباط المسالمين ومركزا لاسقفيه كبيره0وكان اسقفها فى ذلك الوقت هو يوحنا النقيوسى الذى عاصر الغزو العربى ورأى وشاهد وكتب تاريخه بكل دقه ووقائعه بكل أمانه (4) قال المؤرخ يوحنا عن مدينته ورعاياة :( عندما دخل العرب إليها فقتلوا كل من وجدوه بها فى الطريق من اهلها0ولم ينج من دخل الكنائس لائذا0ولم يتركوا رجلا او إمرأة ولا طفلا0ثم إنتشروا فيما حول نقيوس فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوهم هناك .

 فلما دخلوا مدينه ( صوونا ) وجدوا بها إسكوتاوس وعائلته وهو قريب القائد تيودور وكان قد اختبأ فى حائط كرم مع اهله فوضعوا فيهم السيف فلم يبقوا على احد منهم ) ثم واصل العرب سيرهم  حتى مدينه كريون وبها اخر حصن من سلسله الحصون قبل الاسكندريه0وكانت مركز تجمع صادرات القمح والحبوب للعالم وحدث هناك قتال عنيف بين الروم والعرب وإستمر أكثر من 10 أيام وتساوت الكفتان الا ان العرب قالوا انه كانت نصر عظيم لهم0

ذكر المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الأول  -  35 / 167  : "وكان عمرو حين توجه إلى الإسكندرية خرّب القرية التي تعرف اليوم بخربة وردان‏.‏واختلف علينا السبب الذي خربت له فحدثّنا سعيد بن عفير‏:‏ أنّ عمرًا لما توجه إلى نفيوس لقتال الروم عدل وردان لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه أهل الخربة فغيبوه ففقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره فوجدوه في بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها وقيل‏:‏ كان أهل الخربة رهبانًا كلهم فغمروا بقوم من ساقة عمرو فقتلوهم بعد أن بلغ عمرو الكريون فأقام عمرو ووجه إليهم وردان فقتلهم وخرّبها فهي خراب إلى اليوم وقيل‏:‏ كان أهل الخربة أهل تويت وخبت فأرسل عمرو إلى أرضهم فأخذ له منها جراب فيه تراب من ترابها فكلمهم فلم يجيبوه إلى شيء فأمر ب خراجهم ثم أمر بالتراب ففرش تحت مصلاه ثم قعد عليه ثم دعاهم فكلمهم فأجابوه إلى ما أحبّ ثم أمر بالتراب فرفع ثم دعاهم فلم يجيبوه إلى شيء فعل ذلك مرارًا فلما رأى عمرو ذلك قال‏:‏ هذه بلدة لا يصلح أن تُوطأ فأمر بإخرابها فلما هزم الله الروم أراد عثمان رضي الله عنه أن يكون عمرو بن العاص على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج فقال عمرو‏:‏ إنا إذًا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها فأبى عمرو وكان فتح عمرو هذا عنوة قسرًا في خلافة عثمان سنة خمس وعشرين وبينه وبين الفتح الأوّل أربع سنين‏.‏
شطـــــا أبن الهاموك
 بشطا بن الهاموك وكان أبوه خال المقوقس وكان على دمياط فلما فتح الله الحصن على يد عمرو بن العاص واستولى على أرض مصر جهز بعثًا لفتح دمياط فنازلوها إلى أن ملكوا سور المدينة فخرج شطا في ألفين من أصحابه ولحق بالمسلمين وقد كان قبل ذلك يحب الخير ويميل إلى ما يسمعه من سيرة أهل الإسلام‏.‏
ولما ملك المسلمون دمياط امتنع عليهم صاحب تنيس فخرج شطا إلى البرلس والدميرة وأشموم طناح يستنجد فجمع الناس لقتال أهل تنيس وسار بهم من كان بدمياط من المسلمين ومن قدم مددًا من عند عمرو بن العاص إلى قتال أهل تنيس فالتقى الفريقان وأبلى شطا منهم بلاءً حسنًا وقتل من أبطال تنيس اثني عشر رجلًا واستشهد في ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة إحدى وعشرين من الهجرة فقبر حيث هو الآن خارج دمياط وبني على قبره وصار الناس يجتمعون هناك في ليلة النصف من شعبان كل عام ويغدون للحضور من القرى وهم على ذلك إلى يومنا هذا وكانت تعمل كسوة الكعبة بشطا‏.‏

 

إحتلال العرب المسلمين للأسكندرية المرة الأولى

حصار الإسكندريه

أعد قسطنطين ابن هرقل جيشا وجهز سفنا لنقله الى الاسكندريه الا انه مات كما ذكرنا سابقا فى25 مايو641 م بعد 100 يوم فقط وحكم ابن مرتينه

هرقلوناوس ( الإبن الغير شرعى للإمبراطور) الذى فضل هو وأمه مصالحه العرب وإرجاع المقوقس الى مصر أما  مدينه الاسكندريه فكانت محصنه تماما البحر يحميها من الشمال0وترعه وبحيره مريوط من الجنوب0والغرب يحميه ترعه الثعبان0ولم يبق الا شرقها وجنوبها0اراد العرب الإقتراب من اسوارها فرمتهم المجانيق بالحجاره من فوق الاسوار فإرتدوا بعد ان فقدوا عددا من رجالهم0وقنعوا بمحاصرتها والوقوف بعيدا عن مرمي قذائف الحجاره والاسهم

اما فى داخل مدينه الاسكندريه :

فقد كانت الروح المعنويه منخقضه عند سماعهم موت هرقل وموت ابنه قسطنطين وإرتقاء إمبراطور غير محبوب العرش

 وبدلا من وصول امداد من القسطنطينيه  وصل المقوقس لمصر ليعقد صلحا فدفع بالروح المعنويه للانهيار0وإقتنعا كلا من دومنتياس وكذلك) ومنسيوس ( الذى كان صاحب الحظوه عند الامبراطوره مارتين)

حرب أهلية داخل الأسكندرية

بدأ الأسكندر الأكبر فى التخطيط لإنشاء الأسكندرية بعد غزوه لمصرولكنه لم يراها عندما أكتملت وقد أنشأها البطالمة  من بعده وقد أنشأوا بالمدينة ثلاث أحياء أو أقسام:
1. يوناني (حي بروشوم).
2. مصري (حي راكتوس والمعروف الآن بكوم الدكة)
3. يهودي (في المنطقة الشرقية من المدينة).

وأدى هذا التقسيم العرقى ظهور بعض الاضطرابات فى عهد بطليموس الرابع (221-204 ق م) وكان تأثير الحروب التى حدثت فى الشام أن قام يهودي الإسكندرية الذين كانوا من القوة أنهم أظهروا كثير من التمرد و العنف طيلة الثلاثون عاماً التالية و من وقت لآخر حتى سقوط البطالمة (*) وكانت كثيراً ما تهاجم عصابات الشباب بين هذه الأجناس بعضها البعض , ةكان دائماً يوجد خلاف فى هذه المدينة بسبب هذا التقسيم .

 

وكان الاهالى فى مدينه الاسكندريه منقسمين فيما يشبه الحرب الاهليه (5) بين المصريين (الذين يسكنون حي راكتوس والمعروف الآن بكوم الدكة) واليونانيين ( الذين يسكنون حي بروشوم) وكان القائد الجيش الاروام هو تاودروس 0 ويوجد قائد اخر هو دومنتياس النذل الجبان الذى هرب تاركا جنوده يذبحون 0 وكان عدوا لصهر البطيريرك كيروس ولاثنين من وجهاء مصر هما مينا ( وهو قبطى مصرى) والاخر يونانى إسمه فيليادس شقيق البطيرك السابق0جند المختل دومنتيانوس جماعه يونانيه ( الحزب الازرق ) بالأسكندريه ليقاتل مينا فلم يجد مينا مفرا الا ان يجمع مواطنيه المصريين وجندهم تحت رايه سماها  ( الحزب الأخضر ) وقاما كلا من الحزبيين يتقاتلا في شوارع الاسكندريه . وكان هذا فى خريف 640 م ولما رأى تاودروس ان العدو واقف ينتهز الفرص فض الخلاف بين الحزبين بتجريد دومنتياس من وظيفته ورتبته وأنتظر وصول الإمدادات الحربيه إلا أن هرقل أصبح كهلا وكان أصيب بمرض قضى عليه فى 641م

 وبينما تم الصلح بينهما إلا أن النفوس قد توترت وإزداد كره الأقباط للبيزنطين والعرب خارج الاسوار يحاصرون المدينه يستعدون للانقضاض عليهم جميعا

 

القصه الحقيقيه وراء أسر عمرو بن العاص وصاحبه الشهير وردان

الفتره ما بين603م-644م

قصه أسر عمرو:

ذكر بعض المؤرخين العرب ان قتالا نشب بين الروم والعرب عند أبواب الاسكندريه0أخذ الروم عمرو بن العاص وصاحبه الشهير وردان اسرى0أحضروهم أمام تاودروس الذى حقق معهم ولم يعرف رتبهما العسكريه0 فرفع عمرو صوته ودعا القائد التدين بدين الاسلام أو دفع الجزيه 0 فتدارك وردان   ( لاحظ ان اسمه ورد قبل ذلك فى خربه وردان) الخطر فلكمه على فكه وإنتهره لانه كان يعرف اللغه اليونانيه واحس ان القائد شعر انه قد يكون من كبار القواد العرب 0

 

ولكن بعد ما فعله وردان من تدارك للموقف صرفهم ورجع عمرو الى معسكره وضج الجنود المسلمين وكبروا بسلامه قائدهم من الخطر ونجاته من الاسر0!!

 

ويعتقد معظم المؤرخين والمحللين للتاريخ ان هذه  القصه ما هى الا محض خيال وخرافه0*

** لانه لا يعقل ان يتصرف داهيه مثل عمرو هذا التصرف الاحمق وهو فى الاسر0

** والاروام أيضا ليسوا بهذه السذاجه ان يطلقوا أسيرين ليعودوا لمحاربتهم ثانيه0 *

**  كما ان هذه القصه ذكرت بحذافيرها عن هذين الرجلين عمرو ووردان فى دمشق0ثم ذكرها ابن البطريق وجعلها ختام حصارالاسكندريه0وجاء فى روايه اخرى انها حدثت فى غزه بفلسطين0*

**  لهذا يؤكد المؤرخين ان منشأ هذه القصه هو ما تميز به ابن عبد الحكم من الخيال الخصب فى تأليف القصص الخياليه0

 

هجوم العرب المسلمين على الوجه البحرى

اتجه عمرو الى دمنهور ثم الى الشرق حتى وصل الى بجوس(محافظه الغربيه) ثم بلغ سخا وكان هناك موقع  مرتفع حصين شمال (طنطا) على بعد 12 ميلا منها لم يستطيع عمرو ان يستولى عليه لانه يحيط به اسوار عاليه من جميع الجهات وخنادق مياه تحيط به0 تركه وقصد مدينه طوخ على بعد سته اميال من الشمال الغربى لمدينه طنطا0ثم الى دمسيس ولم يستطيعوا الاستيلاء على اى من هذه القرى0 وقضى الجيش العربى فى محاوله الاستيلاء على قرى الوجه البحرى 12 شهرا كامله وهذا دليل آخر على المقاومه التى كان يواجهها

 

ومن القري التى قاتلت عمرو بن العاص قريه يقال لها بلهيب واخري يقال لها الخيس0وقريه يقال لها سلطيس 00 فوقع سباياهم بالمدينه (اى ارسلهم عمرو ليباعوا كعبيد فى المدينه) فردهم عمر بن الخطاب الى قراهم وصيرهم وجماعه القبط أهل ذمه0وفى روايه اخرى:ان اهل سلطيس وقرطبا وبلهيب ظاهروا الروم على المسلمين فى جمع ما كان لهم فلما ظهر عليهم المسلمون0 استحلوهم  وقالوا : هؤلاء لنا مع الاسكندريه0فكتب  عمرو الى عمر بن الخطاب بذلك 0

 

فرد عمر بكتاب قائلا:  ان تجعل  الاسكندريه  وهؤلاء الثلاث القريات ذمه للمسلمين0وتضرب عليهم الخراج0 ويكون خراجهم وما صالح عليه القبط قوه للمسلمين على عدوهم ولا يجعلون فيئا ولا عبيدا ففعل ذلك ويقال ردهم عمر رضى الله عنه لعهد كان تقدم لهم (6) ومات كثير منهم فى الرحله الى المدينه والعوده الى مصر من المدينه  0

الهامــــــــوك خال المقوقس المقاتل

ذكر المؤرخ المسلم المقريزى فى لمواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار البلاد التالية فى الجزء الأول  42 / 167 : ولما قدم المسلمون إلى أرض مصر كان على دمياط رجل من أخوال المقوقس يقال له‏:‏ الهاموك فلما افتتح عمرو بن العاص مصر امتنع الهاموك بدمياط واستعدّ للحرب فأنفذ إليه عمرو بن العاص المقداد بن الأسود في طائفة من المسلمين فحاربهم الهاموك وقتل ابنه في الحرب فعاد إلى دمياط وجمع إليه أصحابه فاستشارهم في أمره وكان عنده حكيم قد حضر الشورى فقال‏:‏ أيها الملك إنّ جوهر العقل لا قيمة له وما استغنى به أحد إلا هداه إلى سبيل الفوز والنجاة من الهلاك وهؤلاء العرب من بدء أمرهم لم تُردّ لهم راية وقد فتحوا البلاد وأذلوا العباد وما لأحدٍ عليهم قدرة ولسنا بأشدّ من جيوش الشام ولا أعز ولا أمنع وإنّ القوم قد أيدوا بالنصر والظفر والرأي أن تعقد مع القلوم صلحًا ننال به الأمن وحقن الدماء وصيانة الحرم فما أنت بأكثر رجالًا من المقوقس‏.‏
فلم يعبأ الهاموك بقوله وغضب منه فقتله وكان له ابن عارف عاقل وله دار ملاصقة للسور فخرج إلى المسلمين في الليل ودلهم على عورات البلد فاستولى المسلمون عليها وتمكنوا منها وبرز الهاموك للحرب فلم يشعر بالمسلمين إلا وهم يكبرون على سور البلد وقد ملكوه فعندما رأى شطا بن الهاموك المسلمين فوق السور لحق بالمسلمين ومعه عدّة من أصحابه ففت ذلك في عضد أبيه واستأمن للمقداد فتسلم المسلمون دمياط واستخلف المقداد عليها وسير بخبر الفتح إلى عمرو بن العاص وخرج شطا وقد أسلم إلى البرلس والدميرة وأشموم طناح فحشد أهل تلك النواحي وقدم بهم مدد للمسلمين وعونًا لهم على عدوّهم وسار بهم مع المسلمين لفتح تنيس فبرز لأهلها وقاتلهم قتالًا شديدًا حتى قتل رحمه اللّه في المعركة شهيدًا بعدما أنكى فيهم وقتل منهم فحمل من المعركة ودفن في مكانه المعروف به خارج دمياط وكان قتله في ليلة الجمعة النصف من شعبان فلذلك صارت هذه الليلة من كل سنة موسمًا يجتمع الناس فيها من النواحي عند شطا ويحيونها وهم على ذلك إلى اليوم وما زالت دمياط بيد المسلمين إلى أن نزل عليها الروم في سنة تسعين من الهجرة فأسروا خالد بن كيسان وكان على البحر هناك وسيروه إلى ملك الروم فأنفذه إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك من أجل الهدنة التي كانت بينه وبين الروم‏.‏ " أنتهى

 

الإسكندريه ومعاهده الصلح :

كان الاروام كانوا يوظفون ابناء جنسهم فى كل مناصب الدوله ليضمنوا تبعيه مصر لهم0وكان للمقوقس قريب يسمى الهاموك عينه واليا على دمياط 0 وكان شجاعا ذو بأس لا يهاب الموت أبى ان يتنازل ويسلم المدينه للعرب وينجوا بحياته ويعيش ذليلا (يعطى الجزيه صاغرا)0واثناء قتاله مع العرب سقط احد اولاده قتيلا الا ان العرب لم يستطيعوا الاستيلاء على المدينه .

 

جمع الهاموك مستشاريه ووجهاء وشيوخ البلده لاخذ رأيهم فى إداره المعركه فقال احدهم: " إعلم ايها الامير ان العقل لا قيمه له وما إستغني به احد الا وهداه الى سبيل الفوز والنجاه من المعاطب وقد رأينا ان العرب لم

تنخفض لهم رايه ولم ينكس لهم علم 0 ولسنا نحن اشد قوه من جيوش الشام فالرأى عندى ان نعقد صلح معهم لننال الامن ونفوز بصون حرمنا ونأمن سفك دماؤنا كما فعل المقوقس وما انت اكثر درايه منه وليس عندك رجالا اكثر منه ولا امضى منه عزيمه0"

 

إشتد الحوار بينهم وتطور النقاش الى معركه فإنقض  الهاموك عليه إنقضاض الاسود وقتله بيده0 وكان للقتيل ولدا اراد ان ينتقم لابيه0فلما خيم الظلام تسلق  ااسور وذهب الى العرب ودلهم على مناطق الضعف فى سور المدينه فإقتحم العرب المدينه وقاتلهم الهاموك هو ورجاله فى شوارع المدينه ثم فر هو وأتباعه وظل يقاتلهم حتى تغلبوا عليه 0

وبإنهزامه سقطت دمياط وكل توابعها وإنتقموا من الاهالى كما قال يوحنا النقيوسى المؤرخ بان" أحرق العرب المزارع والحقول وقد اوشكت ان ينضج ثمارها .

عقد صلح تسليم الاسكندريه تم فى نوفمبر 641 م0وبمقتضاه يتم دفع الجزيه وهدنه 11 شهرا يرحل الروم بأسلحتهم ومتاعهم موالهم 0 يكف المسلمون عن أخذ كنائس المسيحيين أو تدميرها 0ولا يتدخلوا فى أمورهم اى تدخل0 ويباح لليهود الاقامه فى مصر يأخذ المسلمون رهائن 150 جندى - 50 مدنى من الاهالى 0أقره إمبراطور الروم وناب عن الخليفه عمر بن الخطاب معاويه بن خديج لتوقيعه0حدث هذا الاتفاق فى بابليون0ثم اقنع المقوقس شيوخ الاسكندريه والجيش بهذا الاتفاق 0

ويقول صاحب كتاب الكنز المخفى : "  بل ثلاثة أشهر من الرعب و البكاء عاشها أهل الإسكندرية قبل أن تدخلها جيوش المسلمين و تفتك بها و كما هو مذكور (عنوة) .. بارك الله فيكم يا رجال الإسلام على فتوحاتكم العظيمة ، و لتبكى يا مصر على الدماء التى أرتوى منها نيلك .. دماء الأقباط و غيرهم من أهل الذمة ، الذى اسالها الفاتحين العظماء .
و يُذكر عن الإسكندرية أيضاً فى المرجع السابق : "ثم كتب عمرو بن العاص بعد ذلك إلى عمر بن الخطاب‏:‏ أمّا بعد‏!‏ فإني فتحت مدينة لا أصف ما فيها غير أني أصبت فيها أربعة آلاف بنية بأربعة آلاف حمام وأربعين ألف يهودي عليهم الجزية وأربعمائة ملهى للملوك‏.‏"
"وعن أبي قبيل‏:‏ أنّ عمرًا لما فتح الإسكندرية وجد فيها‏:‏ اثني عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وترحل من الإسكندرية في الليلة التي دخلها عمرو وفي الليلة التي خافوا فيها دخول عمرو سبعون ألف يهوديّ‏.‏ "
 

http://www.geocities.com/christianity_truth/TRK_4.htm  راجع كتاب الكنز المخفى

 

اما اهل الاسكندريه فقد فاجأهم ظهور فئه من العرب فى المدينه0وكانت دهشتهم ان العرب لم يحضروا لمقاتلتهم0بل جاؤا ليحصلوا على الجزيه0فثار الاهالى وأرادوا قتل المقوقس الملكى بطرك الاروام فى قصره0الا انه خرج لهم واقنعهم بفصاحته وبلاغه لسانه0وفى اثناء خطابه لهم بكى لكي يهدئهم ووصلت 100 سفينه للروم الى الاسكندريه وأقلع 30000من مقاتلى الاروام مع اسره واخذ الاهالى يجمعون الجزيه ووضعوا المال فى سفينه خرجت من الباب الجنوبى للاسكندريه التى تدخل منه الترعه وذهب المقوقس بنفسه ليحمله وقدمه الى قائد المسلمين (7)

ويقول أبى مكاره فى تاريخه (8) لما فتح عمرو ابن العاص الإسكندريه كتب الى عمر ابن الخطاب يصفه لها فقال يوجد بها أربعه الاف حمام (الحمامات الرومانيه العامه ) وأربعين ألف يهودى يزنون الجزيه وأربعه مائه ملهى وأثنى عشر ألف بقالا يبيعون البقول وذكر هذا الخطاب سعيد ابن بطريق المؤرخ وقال ابو مكاره المؤرخ ان عمرو دخل الإسكندريه فى الجاهليه وعرف أحوالها وبعد فتحها بشهر واحد عزل من ولايه مصر

 

إحتلال العرب المسلمين للأسكندرية المرة الثانية

 

سنة خمس و عشرين هجرية ـ ذكر خلاف أهل الإسكندرية 

أولاً : من كتاب البداية والنهاية لأبن كثير
في هذه السنة خالف أهل الإسكندرية و نقضوا صلحهم .
و كان سبب ذلك أن الروم عظم عليهم فتح المسلمين الإسكندرية و ظنوا أنهم لا يمكنهم المقام ببلادهم بعد خروج الإسكندرية عن ملكهم ، فكاتبوا من كان فيها من الروم و دعوهم إلى نقض الصلح ، فأجابوهم إلى ذلك . فسار إليهم من القسطنطينية جيش كثير و عليهم منويل الخصي ، فأرسوا بها ، و اتفق معهم من بها من الروم ، و لم يوافقهم المقوقس بل ثبت على صلحه . فلما بلغ الخبر إلى عمرو بن العاص سار إليهم و سار الروم إليه فالتقوا و اقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم الروم و تبعهم المسلمون إلى أن أدخلوهم الإسكندرية و قتلوا منهم في البلد مقتلة عظيمة ، منهم منويل الخصي . و كان الروم لما خرجوا من الإسكندرية قد أخذوا أموال أهل تلك القرى من وافقهم و من خالفهم . فلما ظفر بهم المسلمون جاء أهل القرى الذين خالفوهم فقالوا لعمرو بن العاص : إن الروم أخذوا دوابنا و أموالنا و لم نخالف نحن عليكم و كنا على الطاعة . فرد عليهم ما عرفوا من أموالهم بعد إقامة البينة . و هدم عمرو سور الإسكندرية و تركها بغير سور .
و فيها بلغ سعد بن أبي وقاص عن أهل الري عزم على نقض الهدنة و الغدر ، فأرسل إليهم و أصلحهم و غزا الديلم ثم انصرف

ثانياً: من المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب

ذكر المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الأول  -  35 / 167  : " وكان سبب نقض الإسكندرية هذا أن ظلما صاحب إخنا قدم على عمرو فقال‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصير لها فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الركن إلى السقف ما أخبرتك‏.‏

إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله تعالى وأسر فأتي به إلى عمرو فقال له الناس‏:‏ اقتله فقال‏:‏ لا بل انطلق فجئنا بجيش آخر وسوّره وتوجه وكساه برنس أرجوان فرضي بأداء الجزية فقيل له‏:‏ لو أتيت ملك الروم فقال‏:‏ لو أتيته لقتلني وقال‏:‏ قتلت أصحابي وعن أبي قبيل‏:‏ أن عتبة بن أبي سفيان عقد لعلقمة القطيفيّ على الإسكندرية وبعث معه اثني عشر ألفًا فكتب علقمة إلى معاوية بن أبي سفيان يشكو عتبة حين غرّر به وبمن معه فكتب إليه معاوية‏:‏ إني قد أمددتك بعشرة آلاف من أهل الشام وبخمسة آلاف من أهل المدينة فكان في الإسكندرية سبعة وعشرون ألفًا وفي رواية‏:‏ أن علقمة بن يزيد كان على الإسكندرية ومعه اثنا عشر ألفًا فكتب إلى معاوية‏:‏ إنك خلفتني بالإسكندرية وليس معي إلا اثنا عشر ألفًا ما يكاد بعضنا يرى بعضًا من القلة فكتب إليه معاوية‏:‏ إني قد أمددتك بعبد الله بن مطيع في أربعة آلاف من أهل المدينة وأمرت معن بن يزيد السلميّ أن يكون بالرملة في أربعة آلاف مسكين بأعنة خيولهم متى بلغهم عنك فزع يعبروا إليك‏.‏
قال ابن لهيعة‏:‏ وقد كان عمرو بن العاص يقول‏:‏ ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة‏

هزيمة الروم وقائدهم منويل من عمرو بن العاص

ذكر المقريزى فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الأول  -  35 / 167  : " وكتب عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح‏:‏ قد علمت كيف كان همّ أمير المؤمنين بالإسكندرية وقد نقضت الروم مرّتين فألزم الإسكندرية مرابطيها ثم أجر عليهم أرزاقهم وأعقب بينهم في كل ستة أشهر قال‏:‏ وكانت الإسكندرية انتقضت وجاءت الروم عليهم منويلَ الخصيّ في المراكب حتى أرسوا بالإسكندرية فأجابهم من بها من الروم ولم يثن المقوقس تحرّك و نكث وقد كان عثمان رضي الله عنه عزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فلما نزلت الروم سأل أهل مصر عثمان أن يقرّ عمرًا حتى يفرغ من قتال الروم فإن له معرفة بالحرب وهيبة في العدوّ ففعل‏.‏

وكان على الإسكندرية سورها فحلف عمرو بن العاص‏:‏ لئن أظفره الله عليهم ليهدمن سورها حتى يكون مثل بيت الزانية يؤتى من كل مكان فخرج إليهم عمرو في البرّ والبحر فضموا إلى المقوقس من أطاعه من القبط وأمّا الروم فلم يطعه منهم أحد فقال خارجة بن حذافة لعمرو‏:‏ ناهضهم قبل أن يكثر مددهم فلا آمن أن تنتقض مصر كلها فقال عمرو‏:‏ لا ولكن أدعهم حتى يسيروا إليّ فإنهم يصيبون من مرّوا به فيخزي الله بعضهم ببعض فخرجوا من الإسكندرية ومعهم من نقض من أهل القرى فجعلوا ينزلون القرية فيشربون خمورها ويأكلون أطعمتها وينتهبون ما مرّوا به فلم يتعرّض لهم عمرو حتى بلغوا نفيوس فلقوهم في البرّ والبحر فبدأت الروم القبط فرموا بالنشاب في الماء رميًا شديدًا حتى أصابت النشاب يومئذِ فرس عمرو في لبته وهو في البرّ فعقر فنزل عنه عمرو ثم خرجوا من البحر فاجتمعوا هم والذين في البرّ فنفحوا المسلمين بالنشاب فاستأخر المسلمون عنهم شيئًا وحملوا على المسلمين حملة ولى المسلمون منها وانهزم شريك بن سميّ في خيله وكانت الروم قد جعلت صفوفًا خلف صفوف وبرز يومئذِ بطريق ممن جاء من أرض الروم على فرس له عليه سلاح مذهب فدعا إلى البراز فبرز إليه رجل من زبيد يقال له‏:‏ حومل يكنى‏:‏ أبا مذحج فاقتتلا طويلًا برمحين يتطاردان ثم ألقى البطريق الرمح وأخذ السيف فألقى حومل رمحه وأخذ سيفه وكان يعرف بالنجمة فجعل عمرو يصيح‏:‏ أبا مذحج فيجيبه‏:‏ لبيك والناس على شاطئ النيل في البرّ على تعبيتهم وصفوفهم فتجاولا ساعة بالسيف ثم حمل عليه البطريق فاحتمله وكان نحيفًا فاخترط حومل خنجرًا كان في منطقته أو في ذراعه فضرب به نحر العلج أو ترقوته فأثبته ووقع عليه فأخذ سلبه ثم مات حومل بعد ذلك بأيام رحمه الله فرؤي عمرو يحمل سريره بين عمودي نعشه حتى دفنه بالمقطم ثم شدّ المسلمون عليهم فكانت هزيمتهم فطلبهم المسلمون حتى ألحقوهم بالإسكندرية ففتح اللّه عليهم وقتل منويل الخصي وقتلهم عمرو حتى أمعن في مدينتهم فكلم في ذلك فأمر برفع السيف عنهم وبنى في ذلك الموضع الذي رفع فيه السيف مسجدًا وهو المسجد الذي بالإسكندرية الذي يقال له‏:‏ مسجد الرحمة سُمي بذلك لرفع عمرو السيف هناك وهدم سورها كله وجمع ما أصاب منهم فجاءه أهل تلك القرى ممن لم يكن نقض فقالوا‏:‏ قد كنا على صلحنا وقد مرّ علينا هؤلاء اللصوص فأخذوا متاعنا ودوابنا وهو قائم في يديك فردّ عليهم عمرو ما كان لهم من متاع عرفوه وأقاموا عليه البينة وقال بعضهم لعمرو‏:‏ ما حلّ لك ما صنعت بنا كان لنا أن تقاتل عنا لأنا في ذمّتك ولم ننقض فأما من نقض فأبعده الله فندم عمرو وقال‏:‏ يا ليتني كنت لقيتهم حين خرجوا من الإسكندرية‏.‏

 

موت المقوقس

وفى القسطنطينيه بويع لقسطانز امبراطورا الأبن الشرعى للإمبراطور فابعد كل من كان له صله بالمقوقس وعين اعدائه بدلا منهم فوضع امله فى العرب ان يعطوه السلطه على مصر فلما رفض عمرو طلبه فىعوده الاقباط الى قراهم خاب أمله وحزن على ما فعله فى خيانته لمصر وتسليمها لهم واصابه مرض الدوسنتاريا ومات فى احد الشعانين(السعف) يوم الخميس 21 مارس    642 م  (9) ويقال بل انه مص خاتم مسموما ومات 0 وعندما مات دفن فى كنيسه أبو يحنس بالحبالين الملكيه اليونانيه بالأسكندريه0

 

وأيد القول السابق أبو المكارم (10) من مؤرخى القرن 12 أن بالأسكندريه كنيسه للملكين فيها قبر المقوقس فقال :{ بيعه ( كنيسه ) إسمها أبو يحنس بالحبالين فيها قبر جريج إبن مينا المقوقس والى مصر هربا وخرابا من قبل هرقل ملك الروم 0

كما شهد تاريخ سعيد أبن بطريق (11) أن الشروط التى شرطها قيرس وهو المقوقس وإسمه جريج أبن مينا على عمر بن العاص عند فتحه لمدينه مصر والإسكندريه هى يقرر على كل نفس فى كل سنه دينارين ما عدا الصبى والشيخ والنساء 00وأن يدخله معهم ( أى يدفع جزيه دينارين مثلهم) ويلزمه ما يلزمهم

وأنه إذا مات يدفن فى بيعه ( كنيسه ) أبو يحنس بالأسكندريه وقيل أن (عمرو نفذ كل ما طلبه منه المقوقس) }

 وأجابه عمرو بن العاص الى جميع ذلك وهو مقوقس الروم (12)

 

ومما ذكره بتلر وأيضا أبو المكارم فى تاريخ الكنائس والأديره فى القرن 12 يتضح لنا ان المقوقس ليس مصريا أو قبطيا كما إدعى بعض المؤرخين وإنما من ( البيزنطيين) الأروام اليونانين0لانه طلب دفن جثمانه فى كنيسه تابعه للطائفه الملكيه اليونانيه البيزنطيه بل ودفن فعلا بها0

 

المصرى الذى صفعه أبن العاص

ومشهورة قصة المصري مع ابن عمرو بن العاص ، حين تسابقا فسبقه المصري ، فاغتاظ ابن عمرو ، فضرب المصري قائلا : كيف تسبق ابن الاكرمين ، فجاء المصري الي المدينة وشكي ابن عمرو واباه ، فأمر عمر بن الخطاب بأن يضرب المصري ابن عمرو، وقال لعمرو : ( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) . وقد اصبحت تلك المقولة من مآثر عمر .

واصبحت مثلا من الامثال الدالة علي المساواة والعدل التى أشتهر عمر بن الخطاب بها كما يقول المسلمون ولكن القبطى المصرى هو من الأقباط الذين اسلموا أى اصبح من الموالى ويسكن فى منطقة المسلمين بدليل أنه كان يتسابق مع ابن عمرو بن العاص وهل ضرب الموالى القبطى أبن عمرو بن العاص ؟ كما أنه من الظاهر انه يتكلم العربية ايضاً , وهذه القصة على أى حال لا تدل على أنه يوجد عدلاً فى الإسلام سواء للأقباط المسيحيين أو للأقباط الموالى الذين اسلموا لأنه لم يحدث أن المسلم قد عوقب , لأن كيف يضرب القبطى ابن الأكرمين ؟ !!!!! القبطى طلب العدل من الحاكم لأنه إذا كان له القوة أن يأخذه بنفسه لما سافر إلى مكة ليطلب العدل , لأنه يخاف من أنتقام أبن الأكرمين والخليفة الحاكم الذى أطلق عليه العادل لم يعدل ويعاقب المعتدى لأنه ابن الأكرمين ! فشريعة الأسلام تبيح للمسلم قتل القبطى بدون عقاب لأنهم أولاد الأكرمين العرب الذين أتوا من الجزيرة العربية حفاة ولا يلبسون حتى القبطية التى هى الملابس الداخلية .

 

عمر بن الخطاب يقول الجزية على جماجم أهل الذمة

ونعود الي ابن سعد وهو يقول عن عمر ( وضع الخراج علي الاراضين ، والجزية علي جماجم اهل الذمة فيما فتح من البلدان ، ووضع علي الغني ثمانية واربعين درهما ، وعلي الوسط اربعة وعشرين درهما ، وعلي الفقير اثني عشر درهما ، وقال : لا يعوز " أي لا يرهق" رجل منهم " أي الفقراء" درهم في الشهر : الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 202 )

 

معركة ذا الصوارى

وقال الليث‏:‏ كان فتح الإسكندرية الأوّل سنة اثنتين وعشرين وكان فتحها الآخر خمسة وعشرين‏.‏
وأقامت الجيش من السماء يقاتلون الناس سبع سنين بعد أن فتحت مصر مما يفتحون عليهم من تلك المياه

والغياض قال‏:‏ ثم غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ذا الصواري في سنة أربع وثلاثين‏.‏
وكان من حديث هذه الغزوة‏:‏ أنّ عبد الله بن سعد لما نزل ذو الصواري أنزل نصف الناس مع بسر بن أرطاة في البرّ فلما مضوا أتى آتٍ إلى عبد الله بن سعد فقال‏:‏ ما كنتَ فاعلًا حين ينزل بك ابن هرقل في ألف مركب فافعله الساعة وكانت مراكب المسلمين مائتي مركب ونيفًا فقام عبد اللّه بن سعد بين ظهراني الناس فقال‏:‏ بلغني أن ابن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب فأشيروا عليّ فما كلمه رجل من المسلمين فجلس قليلًا لترجع إليهم أفئدتهم ثم قام الثانية فكلمهم فما كلمه أحد فجلس‏.‏
ثم قام الثالثة فقال‏:‏ إنه لم يبق شيء فأشيروا عليّ فقام رجل من أهل المدينة كان متطوّعًا مع عبد الله‏.‏

فقال عبد الله‏:‏ اركبوا فركبوا وإنما في كل مركب نصف شحنته لأنه قد خرج النصف الآخر إلى البرّ مع بسر فلقوهم فاقتتلوا بالنبل والنشاب وتأخر ابن هرقل لئلا تصيبه الهزيمة وجعلت القوارب تختلف إليه بالأخبار فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏
قالوا‏:‏ قد اقتتلوا بالنبل والنشاب فقال‏:‏ غلبت الروم ثم أتوه فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏
قالوا‏:‏ قد نفد النبل والنشاب فهم يرمون بالحجارة فقال‏:‏ غلبت الروم ثم أتوه فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏
قالوا‏:‏ قد نفدت الحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف قال‏:‏ غلبت الروم وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال قال‏:‏ فقرن مركب عبد الله يومئذٍ وهو الأمير بمركب من مراكب العدوّ فكان مركب العدوّ يجترّ مركب عبد الله إليهم فقام علقمة بن يزيد القطيفيّ وكان مع عبد الله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها فسأل عبد الله امرأته بعد ذلك بسيسة ابنة حمزة بن يشرح وكانت مع عبد اللّه يومئذٍ وكان الناس يغزون بنسائهم في المراكب‏:‏ من رأيتِ أشدّ قتالًا‏.‏
قالت علقمة‏:‏ صاحب السلسلة وكان عبد الله قد خطب بسيسة إلى أبيها فقال له‏:‏ إن علقمة قد خطبها وله عليّ فيها رأي فإن تركها أفعل فكلم عبد الله علقمة فتركها فتزوّجها عبد اللّه بن سعد ثم هلك عنها عبد اللّه فتزوّجها بعده علقمة بن زيد ثم هلك عنها علقمة فتزوّجها بعده كريب بن أبرهة وماتت تحته‏.‏
وقيل‏:‏ مشت الروم إلى قسطنطين ابن هرقل في سنة خمس وثلاثين فقالوا‏:‏ أنترك الإسكندرية في أيدي العرب وهي مدينتنا الكبرى فقال‏:‏ ما أصنع بكم ما تقدرون أن تمالكوا ساعة إذا لقيتم العرب قالوا‏:‏ اخرج على أنا نموت فتبايعوا على ذلك فخرج في ألف مركب يريد الإسكندرية فسار في أيام غالبة الرياح فبعث الله عليهم ريحًا فغرّقهم إلا قسطنطين فإنه نجا بمركبه فألقته الريح بصقلية فسألوه عن أمره فأخبرهم فقالوا‏:‏ شَتَّتَ النصرانية وأفنيت رجالها لو دخلت العرب علينا لم نجد من يردّهم فقال‏:‏ خرجنا مقتدرين فأصابنا هذا فصنعوا له الحمام ودخلوا عليه فقال‏:‏ ويلكم يذهب رجالكم وتقتلون ملككم قالوا‏:‏ كأنه غرق معهم ثم قتلوه وخلوا من كان معه في المركب‏.‏
قال أبو عمرو الكنديّ‏:‏ وإنما سميت غزوة في الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها‏.

 

---------------------------------------------------

(1)  تاريخ يوحنا النقيوسى أسقف نقيوس طبع بباريس سنه 1889 ناشره M. H. Zotenlexg    ص550

(2) صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر تأليف الفرد 0ج0بتلر - عربه محمد فريد أبو حديد بك مكتبه مدبولى بالقاهره ص299

(3)  المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى 0 طبع بولاق 1272هجريه  ص309

(4) كامل صالح نخله ص87

(5) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج 2  ص138-140

(6) المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى 0 طبع بولاق 1272هجريه  ج8 ص309-310

(7) صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر تأليف الفرد 0ج0بتلر عربه محمد فريد أبو حديد بك مكتبه مدبولى بالقاهره ص 354

(8) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى  سنه 1999 ص116

(9) صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر تأليف الفرد 0ج0بتلر عربه محمد فريد أبو حديد بك مكتبه مدبولى بالقاهره ص580- 581

(10) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى  سنه 1999 ص138

(11) تاريخ سعيد بن البطريق- نشرهالأب شيخو طبع ببيروت 1909

(12) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى  سنه 1999 ص138

(*) وكان البطالمه قد حولوا الإسكندرية من قرية صغيرة على شواطئ إلى عاصمة العالم القديم كله : فالنهضة العلمية و الفكرية..المكتبة..منارة الإسكندرية ..القصر الملكي ..المعابد و على رأسها معبد سيرابيس..و وصل جزيرة فاروز بالشاطئ الرئيسي (ما يعرف بالمنشية حاليا) الذي لم يتح فقط سهولة الانتقال للجزيرة بل سمح كذلك بوجود ميناءين للمدينة (ميناء شرقى و غربى).. كذلك إلتزم البطالمة بالتقاليد و العقائد المصرية حيث مزجوا بين المعبودات المصرية القديمة واليونانية، فقد اعتمدوا بصفة عامة على ولاء الشعب المصري و حكموا كمصريين، و على الجانب الآخر، كانت معاناة المصري البسيط من سوء الأحوال الاقتصادية بسبب الضرائب المرتفعة..كذلك كان اليونان يمثلون الطبقة العليا في مصر رغم أن الجهاز الإداري ظل في أيدي المصريين.. فضلاً عن أن القصر الملكى قد كثير من الفضائح العائلية من قتل وسرقة للعرش وغيرها.. غير أن العصر الذهبي للإسكندرية كان وبحق من نصيب أول ثلاث حكام بطالمة..

 

 

 

======================================================================

الحـــــــــــرب وإستيلاء عمرو بين العاص على الإسكندرية

وذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الأول53/761  كتب قائلاً : "  وعن يزيد بن أبي حبيب‏:‏ أنّ عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية ورأى بيوتها وبناءها مفروغًا منها همَّ أن يسكنها وقال‏:‏ مساكن قد كفيناها فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في ذلك فسأل عمر الرسول‏:‏ هل يحول بيني وبين المسلمين ماء قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين إذا جرى النيل فكتب عمر إلى عمرو‏:‏ إني لا أحب أن تنزل بالمسلمين منزلًا يحول الماء بيني وبينهم شتاء ولا صيفًا فتحوّل عمرو بن العاص إلى الفسطاط وقال‏:‏ وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص وهو نازل بمدائن كسرى وإلى عامله بالبصرة وإلى عمرو بن العاص وهو نازل بالإسكندرية أن لا تجعلوا بيني وبينكم ماء متى ما أردت أن أركب إليكم راحلتي حتى أقدم عليكم قدمت فتحوّل سعد بن أبي وقاص من مدائن كسرى إلى الكوفة وتحوّل صاحب البصرة من المكان الذي كان فيه فنزل البصرة وتحوّل عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط وكان عمر بن الخطاب يبعث في كل سنة غازية من أهل المدينة ترابط بالإسكندرية وكان على الولاء لا يغفلها ويكنف مرابطها ولا يأمن الروم عليها‏.‏

وكتب عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح‏:‏ قد علمت كيف كان همّ أمير المؤمنين بالإسكندرية وقد نقضت الروم مرّتين فألزم الإسكندرية مرابطيها ثم أجر عليهم أرزاقهم وأعقب بينهم في كل ستة أشهر قال‏:‏ وكانت الإسكندرية انتقضت وجاءت الروم عليهم منويلَ الخصيّ في المراكب حتى أرسوا بالإسكندرية فأجابهم من بها من الروم ولم يثن المقوقس تحرّك و نكث وقد كان عثمان رضي الله عنه عزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فلما نزلت الروم سأل أهل مصر عثمان أن يقرّ عمرًا حتى يفرغ من قتال الروم فإن له معرفة بالحرب وهيبة في العدوّ ففعل‏.‏

وكان على الإسكندرية سورها فحلف عمرو بن العاص‏:‏ لئن أظفره الله عليهم ليهدمن سورها حتى يكون مثل بيت الزانية يؤتى من كل مكان فخرج إليهم عمرو في البرّ والبحر فضموا إلى المقوقس من أطاعه من القبط وأمّا الروم فلم يطعه منهم أحد فقال خارجة بن حذافة لعمرو‏:‏ ناهضهم قبل أن يكثر مددهم فلا آمن أن تنتقض مصر كلها فقال عمرو‏:‏ لا ولكن أدعهم حتى يسيروا إليّ فإنهم يصيبون من مرّوا به فيخزي الله بعضهم ببعض فخرجوا من الإسكندرية ومعهم من نقض من أهل القرى فجعلوا ينزلون القرية فيشربون خمورها ويأكلون أطعمتها وينتهبون ما مرّوا به فلم يتعرّض لهم عمرو حتى بلغوا نفيوس فلقوهم في البرّ والبحر فبدأت الروم القبط فرموا بالنشاب في الماء رميًا شديدًا حتى أصابت النشاب يومئذِ فرس عمرو في لبته وهو في البرّ فعقر فنزل عنه عمرو ثم خرجوا من البحر فاجتمعوا هم والذين في البرّ فنفحوا المسلمين بالنشاب فاستأخر المسلمون عنهم شيئًا وحملوا على المسلمين حملة ولى المسلمون منها وانهزم شريك بن سميّ في خيله وكانت الروم قد جعلت صفوفًا خلف صفوف وبرز يومئذِ بطريق ممن جاء من أرض الروم على فرس له عليه سلاح مذهب فدعا إلى البراز فبرز إليه رجل من زبيد يقال له‏:‏ حومل يكنى‏:‏ أبا مذحج فاقتتلا طويلًا برمحين يتطاردان ثم ألقى البطريق الرمح وأخذ السيف فألقى حومل رمحه وأخذ سيفه وكان يعرف بالنجمة فجعل عمرو يصيح‏:‏ أبا مذحج فيجيبه‏:‏ لبيك والناس على شاطئ النيل في البرّ على تعبيتهم وصفوفهم فتجاولا ساعة بالسيف ثم حمل عليه البطريق فاحتمله وكان نحيفًا فاخترط حومل خنجرًا كان في منطقته أو في ذراعه فضرب به نحر العلج أو ترقوته فأثبته ووقع عليه فأخذ سلبه ثم مات حومل بعد ذلك بأيام رحمه الله فرؤي عمرو يحمل سريره بين عمودي نعشه حتى دفنه بالمقطم ثم شدّ المسلمون عليهم فكانت هزيمتهم فطلبهم المسلمون حتى ألحقوهم بالإسكندرية ففتح اللّه عليهم وقتل منويل الخصي وقتلهم عمرو حتى أمعن في مدينتهم فكلم في ذلك فأمر برفع السيف عنهم وبنى في ذلك الموضع الذي رفع فيه السيف مسجدًا وهو المسجد الذي بالإسكندرية الذي يقال له‏:‏ مسجد الرحمة سُمي بذلك لرفع عمرو السيف هناك وهدم سورها كله وجمع ما أصاب منهم فجاءه أهل تلك القرى ممن لم يكن نقض فقالوا‏:‏ قد كنا على صلحنا وقد مرّ علينا هؤلاء اللصوص فأخذوا متاعنا ودوابنا وهو قائم في يديك فردّ عليهم عمرو ما كان لهم من متاع عرفوه وأقاموا عليه البينة وقال بعضهم لعمرو‏:‏ ما حلّ لك ما صنعت بنا كان لنا أن تقاتل عنا لأنا في ذمّتك ولم ننقض فأما من نقض فأبعده الله فندم عمرو وقال‏:‏ يا ليتني كنت لقيتهم حين خرجوا من الإسكندرية‏.‏

وكان سبب نقض الإسكندرية هذا أن ظلما صاحب إخنا قدم على عمرو فقال‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصير لها فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الركن إلى السقف ما أخبرتك‏.‏

إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله تعالى وأسر فأتي به إلى عمرو فقال له الناس‏:‏ اقتله فقال‏:‏ لا بل انطلق فجئنا بجيش آخر وسوّره وتوجه وكساه برنس أرجوان فرضي بأداء الجزية فقيل له‏:‏ لو أتيت ملك الروم فقال‏:‏ لو أتيته لقتلني وقال‏:‏ قتلت أصحابي وعن أبي قبيل‏:‏ أن عتبة بن أبي سفيان عقد لعلقمة القطيفيّ على الإسكندرية وبعث معه اثني عشر ألفًا فكتب علقمة إلى معاوية بن أبي سفيان يشكو عتبة حين غرّر به وبمن معه فكتب إليه معاوية‏:‏ إني قد أمددتك بعشرة آلاف من أهل الشام وبخمسة آلاف من أهل المدينة فكان في الإسكندرية سبعة وعشرون ألفًا وفي رواية‏:‏ أن علقمة بن يزيد كان على الإسكندرية ومعه اثنا عشر ألفًا فكتب إلى معاوية‏:‏ إنك خلفتني بالإسكندرية وليس معي إلا اثنا عشر ألفًا ما يكاد بعضنا يرى بعضًا من القلة فكتب إليه معاوية‏:‏ إني قد أمددتك بعبد الله بن مطيع في أربعة آلاف من أهل المدينة وأمرت معن بن يزيد السلميّ أن يكون بالرملة في أربعة آلاف مسكين بأعنة خيولهم متى بلغهم عنك فزع يعبروا إليك‏.‏

قال ابن لهيعة‏:‏ وقد كان عمرو بن العاص يقول‏:‏ ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة‏.‏

وكان عمرو حين توجه إلى الإسكندرية خرّب القرية التي تعرف اليوم بخربة وردان‏.‏واختلف علينا السبب الذي خربت له فحدثّنا سعيد بن عفير‏:‏ أنّ عمرًا لما توجه إلى نفيوس لقتال الروم عدل وردان لقضاء حاجته عند الصبح فاختطفه أهل الخربة فغيبوه ففقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره فوجدوه في بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها وقيل‏:‏ كان أهل الخربة رهبانًا كلهم فغمروا بقوم من ساقة عمرو فقتلوهم بعد أن بلغ عمرو الكريون فأقام عمرو ووجه إليهم وردان فقتلهم وخرّبها فهي خراب إلى اليوم وقيل‏:‏ كان أهل الخربة أهل تويت وخبت فأرسل عمرو إلى أرضهم فأخذ له منها جراب فيه تراب من ترابها فكلمهم فلم يجيبوه إلى شيء فأمر ب خراجهم ثم أمر بالتراب ففرش تحت مصلاه ثم قعد عليه ثم دعاهم فكلمهم فأجابوه إلى ما أحبّ ثم أمر بالتراب فرفع ثم دعاهم فلم يجيبوه إلى شيء فعل ذلك مرارًا فلما رأى عمرو ذلك قال‏:‏ هذه بلدة لا يصلح أن تُوطأ فأمر بإخرابها فلما هزم الله الروم أراد عثمان رضي الله عنه أن يكون عمرو بن العاص على الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج فقال عمرو‏:‏ إنا إذًا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها فأبى عمرو وكان فتح عمرو هذا عنوة قسرًا في خلافة عثمان سنة خمس وعشرين وبينه وبين الفتح الأوّل أربع سنين‏.‏

وقال الليث‏:‏ كان فتح الإسكندرية الأوّل سنة اثنتين وعشرين وكان فتحها الآخر خمسة وعشرين‏.‏

وأقامت الجيش من السماء يقاتلون الناس سبع سنين بعد أن فتحت مصر مما يفتحون عليهم من تلك المياه والغياض قال‏:‏ ثم غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ذا الصواري في سنة أربع وثلاثين‏.‏

وكان من حديث هذه الغزوة‏:‏ أنّ عبد الله بن سعد لما نزل ذو الصواري أنزل نصف الناس مع بسر بن أرطاة في البرّ فلما مضوا أتى آتٍ إلى عبد الله بن سعد فقال‏:‏ ما كنتَ فاعلًا حين ينزل بك ابن هرقل في ألف مركب فافعله الساعة وكانت مراكب المسلمين مائتي مركب ونيفًا فقام عبد اللّه بن سعد بين ظهراني الناس فقال‏:‏ بلغني أن ابن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب فأشيروا عليّ فما كلمه رجل من المسلمين فجلس قليلًا لترجع إليهم أفئدتهم ثم قام الثانية فكلمهم فما كلمه أحد فجلس‏.‏

ثم قام الثالثة فقال‏:‏ إنه لم يبق شيء فأشيروا عليّ فقام رجل من أهل المدينة كان متطوّعًا مع عبد الله‏.‏

بن سعد فقال‏:‏ أيها الأمير إنّ الله جلّ ثناؤه يقول‏:‏ ‏"‏ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ‏"‏ البقرة 249 فقال عبد الله‏:‏ اركبوا فركبوا وإنما في كل مركب نصف شحنته لأنه قد خرج النصف الآخر إلى البرّ مع بسر فلقوهم فاقتتلوا بالنبل والنشاب وتأخر ابن هرقل لئلا تصيبه الهزيمة وجعلت القوارب تختلف إليه بالأخبار فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏

قالوا‏:‏ قد اقتتلوا بالنبل والنشاب فقال‏:‏ غلبت الروم ثم أتوه فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏
قالوا‏:‏ قد نفد النبل والنشاب فهم يرمون بالحجارة فقال‏:‏ غلبت الروم ثم أتوه فقال‏:‏ ما فعلوا‏.‏
قالوا‏:‏ قد نفدت الحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف قال‏:‏ غلبت الروم وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال قال‏:‏ فقرن مركب عبد الله يومئذٍ وهو الأمير بمركب من مراكب العدوّ فكان مركب العدوّ يجترّ مركب عبد الله إليهم فقام علقمة بن يزيد القطيفيّ وكان مع عبد الله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها فسأل عبد الله امرأته بعد ذلك بسيسة ابنة حمزة بن يشرح وكانت مع عبد اللّه يومئذٍ وكان الناس يغزون بنسائهم في المراكب‏:‏ من رأيتِ أشدّ قتالًا‏.‏
قالت علقمة‏:‏ صاحب السلسلة وكان عبد الله قد خطب بسيسة إلى أبيها فقال له‏:‏ إن علقمة قد خطبها وله عليّ فيها رأي فإن تركها أفعل فكلم عبد الله علقمة فتركها فتزوّجها عبد اللّه بن سعد ثم هلك عنها عبد اللّه فتزوّجها بعده علقمة بن زيد ثم هلك عنها علقمة فتزوّجها بعده كريب بن أبرهة وماتت تحته‏.‏
وقيل‏:‏ مشت الروم إلى قسطنطين ابن هرقل في سنة خمس وثلاثين فقالوا‏:‏ أنترك الإسكندرية في أيدي العرب وهي مدينتنا الكبرى فقال‏:‏ ما أصنع بكم ما تقدرون أن تمالكوا ساعة إذا لقيتم العرب قالوا‏:‏ اخرج على أنا نموت فتبايعوا على ذلك فخرج في ألف مركب يريد الإسكندرية فسار في أيام غالبة الرياح فبعث الله عليهم ريحًا فغرّقهم إلا قسطنطين فإنه نجا بمركبه فألقته الريح بصقلية فسألوه عن أمره فأخبرهم فقالوا‏:‏ شَتَّتَ النصرانية وأفنيت رجالها لو دخلت العرب علينا لم نجد من يردّهم فقال‏:‏ خرجنا مقتدرين فأصابنا هذا فصنعوا له الحمام ودخلوا عليه فقال‏:‏ ويلكم يذهب رجالكم وتقتلون ملككم قالوا‏:‏ كأنه غرق معهم ثم قتلوه وخلوا من كان معه في المركب‏.‏
قال أبو عمرو الكنديّ‏:‏ وإنما سميت غزوة في الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها‏.‏

This site was last updated 11/08/08