Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أول محاولة بشرية لجمع / إصدار القرآن تمت فى عهد الخليفة أبى بكر
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ثلاثة آيات مع خزيمة الأنصارى
سورة براءة/ التوبه
كيفية جمع زيد الأول للقرآن
نكليف زيد بالجمع الأول للقرآن
نقد الروايات

Hit Counter

 

وتجمع الروايات والأحاديث أن الجمع الأول أو الأصدار الأول للقرآن كان بيد اليهودى زيد بن ثابت الذى أسلم وتقول : أنه خلال الحرب مع مسيلمة (النبى الذى يطلق عليه المسلمون الكذاب) وخاصة فى معركة اليمامة (عقربا) الحاسمة فى سنة 11 أو 12 قتل الكثيرون من حفظة القرآن لهذا خاف  عمل بن الخطاب من أن يقتل الواحد تلو الاخر فى المعارك فيبيدوا كلهم ، فيضيع القسم الكبر من القرآن ، فأشار إلى الخليفة أبو بكر بأن يجمع ما مع المسلمين من الآيات القرآنية ولكن فى البداية تحفظ أبو بكر على القيام بهذا العمل ، ووقع إختيارهم على شاب الذى كان يهودياً وأسلم  أسمه زيد بن ثابت وكان ذكيا ذو عفلية فذة وكان من ضمن كتبة الوحى لنبى الإسلام الأربعة المميزيين ولكنه تردد فى البداية ثم وافق وأعلن على إستعداده لإنجاز هذا العمل على الرغم من أنه قال : أنه من السهل نقل جبل من مكانه  (*)  ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن وقال :  كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله فجمع القرآن من الرقاع واللخاف وجريدة النخل والأكتاف والأضلاع وقطع الأديم والألواح وكان المصدر الأخير الذى إستعان به زيد هو "صدور الناس" أى أن زيد لجأ إلى كل ما كان متاحاً ليحصل على القرآن فلجأ إلى أشخاص كانوا يحفظون مقاطع من القرآن غيباً بعد أن سجل ما كان متاحاً أمامه وقد وجد سورة التوبة 9: 128/ 129 لدى جزيمة أو أبى خزيمة من المدينة كتب المقاطع المختلفة على صحف  على صحف منسقة () وسلمها إلى الخليفة أبو بكر بعد الإنتهاء منها ، وبعد موت الخليفة أبو بكر وصلت هذه الصحف إلى خلفه عمر بن الخطاب الذى نركها بدوره بوصية إإبنته حفصة أرملة رسول الإسلام وسمى هذا المصحف بإسم مصحف حفصة

من هو صاحب أول محاولة لـ جمع للقرآن ؟

هناك فرق بين تعبير " جمع القرآن " وتعبير "جمع القرآن وإصداره " فجامع القرآن هو من يحاول جمع القرآن بين غلافين أى فى مصحف مكون من أوراق فقد كان كتبة القرآن الأربعة المميزون وغيرهم يكتبون فى ألواح أو أوراق ولكنها كانت غير مجموعة فى كتاب واحد ربما تكون مطوية كأوراق البردى مثلاً ونجد إجابة سؤال من هو صاحب أول جمع للقرآن ؟  فى الأحاديث التالية يتضح أنه أبو بكر قبل موت الرسول ( ذكرت كتب المؤرخين المسلمين 26 مصحف بأسماء الصحابة ولا يوجد مصحف بأسم ابو بكر ولكن يوجد مصحف بإسم عائشة لربما الحديث قصد أن المصحف الذى جمعه أبو بكر سمى بأسم مصحف عائشة) وعلى بن ابى طالب بعد موته ولكن هذه المحاولات فيما يبدوا لم تأخذ أهميتها بين المسلمين لأنه ما يهمنا من الناحية التاريخية هو تاريخ تطور القرآن الذى بين أيدى المسلمين اليوم والذى يسمى بقرآن عثمان بن عفان ونحيط علم القارئ أن المؤرخين المسلمون يشيدون بقرآن على ويقولون أنه أكبر من قرآن عثمان وأن عثمان رفض أن يأخذ شيئاً من قرآن على  وإليكم بعض الأحاديث التى تقودنا إلى التصور السابق :-

هناك حكايات مفادها أنه كلما نزل شيء من القرآن كان محمد يطلب من كتابه و من بينهم زيد أن يكتبوه ( صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن 4606 على سبيل المثال)
{حدثنا عبيدالله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) ( والمجاهدون في سبيل الله ) قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال اكتب ( لا يستوي القاعدون ) وخلف ظهر النبي صلى اللهم عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر فنزلت مكانها (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) ( والمجاهدون في سبيل الله ) ( غير أولي الضرر )}
لكن لا شيء يؤكد أن القرآن كان مجموعا بأكمله في بيته. هناك أيضا روايات عديدة في كتاب المصاحف لابن أبي داود تشير إلى أن أبا بكر كان أول من قام بتدوين القرآن نذكر من بينها : "حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص قال حدثنا خلاد قال حدثنا سفيان عن السدى عن عبد خير عن علي قال : رحمة الله على ابي بكر كان أعظم الناس أجرا في جمع المصاحف‚ و هو أول من جمع بين اللوحين. " (كتاب المصاحف‚ ص 5). هنا أيضا نجد أدلة قوية على أن أشخاصا آخرين سبقوا أبا بكر لجمع القرآن في مصحف واحد :
"عن بن بريدة قال : أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حديفة" (السيوطي - الإتقان في علوم القرآن). سالم هذا كان من بين أربعة رجال أمر محمد أصحابه أن يأخذوا القرآن عنهم (صحيح البخاري-كتاب فضائل القرآن 4615 و كتاب المناقب 3524) و{ حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق ذكر عبدالله بن عمرو عبدالله بن مسعود فقال لا أزال أحبه سمعت النبي صلى اللهم عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب} كان من القرأء الذين قتلوا في معركة اليمامة. بما أن أبا بكر لم يأمر بجمع القرآن إلا بعد هذه المعركة فمن البديهي إذا أن سالما سبق زيد بن ثابت لجمع القرآن.

 

من هو صاحب أول جمع/ إصدار للقرآن ؟

ويظهر ثلاثة أشخاص وراء الجمع الإصدار الأول للقرآن الخليفة أبو بكر وعمر بن الخطاب وزيد بن ثابت ويظهر عمر بن الخطاب فى الروايات الإسلامية الشائعة بكونه العقل المدبر للجمع / الإصدار الأول ، إلا أن الخليفة أبو بكر بصفته الخليفة الحاكم ، هو الذى بدأ بالعمل ، وسمى المدبر التقنى ، ووضع العمل المتمم تحت رعايته ، إلا أنه هناك روايات أخرى تؤكد أن الخليفة الأول لم تكن له أى علاقة بجمع االقرآن ، ويوحى نص الرواية () التى تقول بأن " عمر كان أول من جمع القرآن فى صحف" أى أنه لم يكن للخليفة أبو بكر صلة بجمع / إصدار الأول للقرآن وأن بداية العمل ونهايته كانا فى أيام الخليفة أبو بكر ولكن تأتى ملاحظة بأن عمر مات قبل أن يجمع / يصدر القرآن كاملاً () وفى هذه الملاحظة إشارة إلى النسخة الرسمية التى كان ينوى إنجازها

************************************

كتبة الوحى

إن المتصفح لاحوال الصحابة ، وأحوال النبي - ص - يحصل له العلم اليقين بأن القرآن كان مجموعا على عهد رسول الله - ص - وأن عدد الجامعين له لا يستهان به وكان لمحمد كتبة للوحى (كان محمد نبى الإسلام يملى ما يقوله الوحى لكتبة خصصهم لتسجبل الوحى كتابة ) هم :

  أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان وأبان بن سعيد وخالد بن الوليد وأبى بن كعب وزيد بن ثابت اليهودى وثابت بن قيس وغيرهم ، وكان الأربعة التاليين هم الثابتين والمصرح لهم من قبل نبى الإسلام وهم المخصصين لكتابة القرآن أما الآخرين فكانوا يعتبروا مساعدين لهم فى حالة غياب أحد من الأربعة .

كتبة القرآن الأربعة : عبد الله بن مسعود ‏ ‏قال سمعت النبي ‏ ‏يقول ‏ ‏خذوا القرآن من أربعة من ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏وسالم ‏ ‏ومعاذ بن جبل ‏ ‏وأبي بن كعب http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4615&doc=0

كان هناك 26 قرآناً كتبت ورسول الإسلام حى وقد أملاها نبى الإسلام بنفسه على كتبة الوحى الأربعة ، ولكن فيما يبدوا كانت هناك سور وآيات أخرى لم تكتب حفظها القراء ولم تدون .

أهم مصاحف النبى التى ظلت موجوده بيد أصحابها حتى حرقها عثمان أبن عفان أثناء ولايته ، هذه القرائين تعتبر أقدم الأصول وأصحها لأنها كتبت بأشراف محمد نبى الإسلام وكتبها كتبة الوحى الأربعة وأهمها :1- مصحف عمر ابن الخطاب الذى حرقة عثمان بن عفان   2- مصحف على ابن أبى طالب  الذى حرقة عثمان بن عفان  3- مصحف أبى ابن ابى كعب  الذى حرقة عثمان بن عفان  4- مصحف سالم مولى حزيفه  الذى حرقة عثمان بن عفان  5- مصحف عبد الله ابن مسعود  الذى حرقة عثمان بن عفان   6- مصحف أبو موسى الأشعرى  الذى حرقة عثمان بن عفان  7- مصحف عبد الله ابن عمرو بن العاص  الذى حرقة عثمان   8- مصحف أبو زيد  الذى حرقة عثمان بن عفان  9- مصحف معاذ ابن جبل  الذى حرقة عثمان بن عفان  10- مصحف عبد الله ابن عباس  الذى حرقة عثمان بن عفان  11- مصحف عبد الله ابن الزبير  الذى حرقة عثمان بن عفان   12- مصحف عائشة  الذى حرقة عثمان بن عفان  13- مصحف أم سلمة زوجة النبى  الذى حرقة عثمان بن عفان  14- مصحف عبيد ابن عمير الليثى  الذى حرقة عثمان بن عفان   15- مصحف عطاء ابن أبى رياح  الذى حرقة عثمان بن عفان   16- مصحف عكرمة  الذى حرقة عثمان بن عفان  17- مصحف مجاهد  الذى حرقة عثمان بن عفان  18- مصحف سعيد ابن جبير  الذى حرقة عثمان بن عفان   19- مصحف الأسود ابن زيد  الذى حرقة عثمان بن عفان  20- مصحف علقمة بن قيس  الذى حرقة عثمان بن عفان   21- مصحف محمد أبى موسى  الذى حرقة عثمان بن عفان  22-  مصحف حصال ابن عبد الله الرقاشى  الذى حرقة عثمان   23-  مصحف صالح ابن كيسان  الذى حرقة عثمان بن عفان   24-  مصحف طلحة ابن مصرف  الذى حرقة عثمان بن عفان  25- مصحف الأعمـش  الذى حرقة عثمان بن عفان 26- مصحف حفصة زوج النبى الذى حرقة عثمان بن عفان
 

يرجح المؤرخون أن جمع القرآن أثناء خلافة أبى بكر  ما هو إلا جمع لما فى المصاحف المكتوبة وما هو محفوظ فى صدور الناس أى جمع القرآن المكتوب والقرآن المقروء فى قرآن واحد مكتوب وهذا ما أوضحه حديث زيد بن ثابت التالى عن قراء القرآن الذين قتلوا أثناء المعارك صحيح البخاري . باب جمع القرآن ج 6 ص 98

 

المرة الأولى لجمع القرآن  : ابى بكر يجمع القرآن ولكنه لم يحرق القرآئين التى أملاها محمد وهو حى

سبب جمع الخليفة أبى بكر للقرآن : هو قتل قراء القرآن فى المعارك

لاحظ عمر ابن الخطاب أن جمعٌ كثير من حفظة القرآن قتلوا فى المعارك والحروب وخاصة فى واقعة اليمامة فى عهد أبو بكر وسنة 11 هجرية أى بعد مات الرسول بسنة . فهرع إلى أبى بكر وطلب منه تجميع القرآن فى مصحف واحد فطلب أبو بكر من زيد ابن ثابت أن يقوم بهذه المهمة فى جمع القرآن وتم ذلك وجمع القرآن بالأحرف السبعة أى القراءات المختلفة وحفظ المصحف عند أبى بكر وعند عمر من بعده ثم عند حفصة بنت عمر بعد وفاته وكان مرجعاً للمصحف الذى كتبه عثمان ابن عفان ثم أرجعه إليها وبعد موت حفصة أستولى مروان ابن الحكم حاكم المدينة على هذا المصحف الذى يعتبر المرجع الأصلى للقرآن كما قرأه محمد ثم دمره وشققه ومحاه من الوجود . راجع المراجع الآتية :
1) صحيح البخارى باب الفتح حديث رقم 4000
2) دلائل النبوة ( للييأفل " جزء 3 ص 277
3) كتاب الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى جزء 1 ص 60
4) كتاب المصاحف للسنجستانى .

 

**************************

رواها البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال : ( أرسل إليّ أبو بكر - مقتل أهل اليمامة - فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه : إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقرآء القرآن ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقرآء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرى ( جمع القرآن كان بأمر من أبي بكر بعد أن قتل سبعون رجلا من القراء في بئر معونة ، وأربعمائة نفر في حرب اليمامة فخيف ضياع القرآن وذهابه من الناس )، قلت لعمر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن . فاجمعه ، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أ حد غيره ، ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) [التوبة: 128- 129] حتى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه  ( 1 ) صحيح البخاري . باب جمع القرآن ج 6 ص 98 .
 وقد أخرج ابن اشته ، عن الليث بن سعد . قال : " أول من جمع القرآن أبو بكر ، وكتبه زيد ، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت ، فكان لا يكتب آية إلا بشهادة عدلين ، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع أبي خزيمة بن ثابت . فقال : اكتبوها فإن رسول الله - ص - جعل شهادته بشهادة رجلين ، فكتب ، وإن عمر أتى بآية الرجم فلم نكتبها لانه كان وحده " ( 1 )  ( 1 ) الاتقان النوع 18 ج 1 ص 101

تاريخ جمع ابى بكر للقرآن : هو كما جاء في الحديث بعد معركة اليمامة ، وفي السنة الثانية عشر من الهجرة .

*****************************

السبب فى جمع قرآين النبى هو إختلافها - إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا

*** وروى ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه : " ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق . فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة . فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه
الامة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثم نردها اليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمرزيد بن ثابت ، و عبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ،
وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان
الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل افق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق " . قال ابن شهاب : " وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الاحزاب حين نسخنا
المصحف ، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الانصاري : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه 33 : 23 " . " فألحقناها في سورتها في المصحف " ( 1 ) صحيح البخاري ج 6 ص 99 ، وهاتان الروايتان وما بعدهما إلى الرواية الحادية والعشرين ، مذكورة في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 2 ص 43 - 52 . ( * ) ( البيان - 16 ).

*** وروى سليمان بن أرقم ، عن الحسن وابن سيرين ، وابن شهاب الزهري . قالوا : " لما أسرع القتل في قراء القرآن يوم اليمامة قتل منهم يومئذ أربعمائة رجل ، لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب ، فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا ، وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب ، فقال له : انتظر حتى أسأل أبا بكر ، فمضيا إلى أبي بكر فأخبراه بذلك ، فقال : لا تعجل حتى اشاور المسلمين ، ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك ، فقالوا :  وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى : ( وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لا من مجرد الحفظ ) .أصبت ، فجمعوا القرآن ، فأمر أبو بكر مناديا فنادى في الناس : من كان عنده شئ من القرآن فليجئ به . . "

*********************************************

ابى بكر يستعين بمصحف حفصة

 وروى ابن شهاب . عن سالم بن عبد الله وخارجة : " أن أبا بكر الصديق كان جمع القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ففعل ، فكانت الكتب عند أبي بكر حتى توفي ، ثم عند عمر حتى توفي ، ثم كانت عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها ، حتى عاهدها ليردنها إليها فبعثت بها إليه ، فنسخ عثمان هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها . . . "

 


***********************************
 أسم المصحف قادم من لغة الأحباش :

لم يكن (المصحف) يُطلق على القرآن قبل جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وإنما عُرف هذا الاسم بعد أن أتم زيد جمع القرآن . فقد روى السيوطي عن ابن أشته في كتابه (المصاحف) أنه قال : ( لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر : التمسوا له إسماً . فقال بعضهم السّفر ، وقال بعضهم : المصحف فإنّ الحبشة يسمونه المصحف . وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وأسماه المصحف ) .
***************************************************************************************************
تاريخ المصحف الذى جمعه الخليفة أبو بكر :

بعد أن أتّم زيد جمع القرآن في المصحف سلمه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فحفظه عنده حتى وفاته ، ثم انتقل إلى أمير المؤمنين من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبعد وفاته انتقل المصحف إلى حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ، لأن عمر رضي الله عنه جعل أمر الخلافة من بعده شورى ، فبقي عند حفصة إلى أن طلبه منها عثمان رضي الله عنه لنسخه بعد ذلك ثم أعاده إليها - ولما توفيت حفصة رضي الله عنها أرسل مروان بن الحكم إلى أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليُرسلن بها فأرسل بها ابنُ عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رضي الله عنه .

لم يكن هو  مصحف حفصة الوحيد

وروى أبو إسحق ، عن بعض أصحابه . قال : " لما جمع عمر بن الخطاب المصحف سأل : من أعرب الناس ؟ قيل : سعيد ابن العاص . فقال : من أكتب الناس ؟ فقيل : زيد بن ثابت . قال : فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتبوا مصاحف أربعة ، فأنفذ مصحفا منها إلى الكوفة ، ومصحفا إلى البصرة ، ومصحفا إلى الشام ، ومصحفا إلى الحجاز " .

مصحف حفصة وهو الذى جمعه أبو بكر

وأما الصحف التي كتبت في زمن أبي بكر t، فقد ردَّها عثمان t إلى حفصة بعد كتابة المصاحف، كما في حديث أنس بن مالك أنه قال: حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ.(9)
وقد أبقى عثمان الصحف التي كان كتبها أبو بكر، لأنه كان قد وعد حفصة -رضي الله عنها- أن يردَّها إليها، كما في الحديث المذكور آنفًا، عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ.
وعند ابن أبي داود من طريق ابن شهاب عن سالم قال: فأرسل إليها عثمان، فأبت أن تدفعها إليه، حتى عاهدها ليَرُدَّنَّها إليها، فبعثت بِها إليه.(10)
ويحتمل أنه أبقاها أيضًا لاحتمال الرجوع إليها؛ لأنَّها كانت أصلاً  لمصاحفه، وانعقد عليها إجماع الصحابة، وأما غيرها، فقد تكون مخالفةً لمصاحفه؛ فتكون سببًا للاختلاف.

قال الجعبري: ونزل تحريقه ما سواها(11) على مصاحف الصحابة ؛ لأنَّهم كانوا يكتبون فيها التفسير الذي يسمعونه من النَّبِيّ r، ويحتمل ذلك نحو الرقاع؛ لئلا ينقلها من لا يعرف ترتيبها، فيختلَّ، لا الصحف، لاحتمال الرجوع إليها.(12)

ولَما تولى مروان بن الحكم(13) إمرة المدينة في خلافة معاوية ، طلب الصحف من حفصة -رضي الله عنها- ليحرقها؛ حتى لا يرتاب في شأنِها أحدٌ، فيظن أن فيها ما يُخالف المصحف الذي استقرَّ عليه الأمر، أو يظن أنَّ فيها ما لم يكتبه عثمان في المصاحف، فأبت حفصة أن تعطيها إياها، فبقيت تلك الصحف عندها إلى وفاتِها، فلمَّا توفيت حضر مروان جنازتَها، ثم أرسل إلى عبد الله بن عمر بالعزيـمة أن يرسل الصحف إليه، فنشرها بين الناس وأحرقها، ليعلم الجميع بذلك، ولا تتشوَّف نفس أحد إلى ما فيها ظنًّا أنَّها تَختلف عن مصاحف عثمان .
عن سالم بن عبد الله أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كُتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلمَّا تُوفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيـمة إلى عبد الله بن عمر ليُرسِلنَّ إليه بتلك الصحف، فأرسل بِها إليه عبد الله بن عمر، فأمر بِها مروان فشُقِّقت، فقال مروان: إنَّما فعلت هذا لأن ما فيها قد كُتِب وحُفِظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمانٌ أن يرتاب في شأن هذه الصحف مُرتابٌ، أو يقول: قد كان شيءٌ منها لم يُكْتب.(14)
وفي رواية: ففشاها وحرَّقها، مَخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلافٌ لَمَّا نسخ عثمان -رحمة الله عليه.(15)
وفي رواية فغسلها غسلاً.(16)
قال ابن حجر: ويجمع بأنه صنع بالصحف جميع ذلك من تشقيق، ثم غسل، ثم تحريق.(17)

********************

الأحاديث التى تثبت جمع أبو بكر للقرآن

رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: ( من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)رواه مسلم. ثم قال : فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة.
ونختم هذا المقال بما رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: رحمة الله على أبي بكر، كان أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف، وهو أول من جمع بين اللوحين، قال ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يُعدُّ في فضائله، ويُنوِّه بعظيم منقبته، لثبوت قوله صلى الله عليه وسلم: ( من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)رواه مسلم. ثم قال : فما جمع أحد بعده إلا كان له مثل أجره إلى يوم القيامة.

*** كتاب الاوائل ( 19 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : سمعت عليا يقول : رحمة الله على أبي بكر ، كان أول من جمع بين اللوحين . ( 20 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : سمعت عليا يقول : رحمة الله على أبي بكر ، وهو أول من جمع بين اللوحين .

=====================

المــراجع

(9) رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.
(10) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع أبي بكر الصديق القرآن ص 16، وعند الطحاوي: وَحَلَفَ لَهَا لَيَرُدَّنَّ الصَّحِيفَةَ إلَيْهَا. تأويل مشكل الآثار، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ r مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/193).

(11) يعني الصحف التي كتبها أبو بكر.

) انظر الكواكب الدرية ص 25.

(13) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص، ولد سنة اثنتين من الهجرة، ولم ير النَّبِيّ r، استعمله معاوية t على مكة والمدينة والطائف، وبويع له بالخلافة بعد وفاة معاوية بن يزيد بن معاوية، وكانت مدة ولايته تسعة أو عشرة أشهرٍ. أسد الغابة في معرفة الصحابة (5/144،145).
(14) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 32، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (7/159)، وقال ابن كثير: إسنادٌ صحيح. فضائل القرآن ص 46.
(15) كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 28.
(16) ذكرها الحافظ في الفتح (8/636).
(17) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/636).
http://answering-islam.org/Arabic/Gilchrist/Jam/index.html
 

 

This site was last updated 12/28/10