Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

عودة اريوس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا أسكندر وآريوس
ما قبل نيقية
موضوعات مجمع نيقية
مناظرة أثناسيوس وآريوس
جلسات مجمع نيقية
رسالة مجمع نيقية بخصوص قراراته
القرار الأول لمجمع نيقية
قوانين مجمع نيقية
أثناسيوس ومجمع الأسكندرية
المسيح الإله والأبن
أسماء الاباء الأساقفة 318 ج1
نفى يوسيبيوس وسيامة اثناسيوس أسقفا
عودة اريوس

 

فيما يلى جزء من كتاب الـتـاريـخ الـكنسـى" للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس - تعريب الدكتور الأب/ بـولا ساويرس  - مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار -
*********

الكتاب الأول: الفصل الخامس والعشرون
(الكاهن([82]) الذى اجتهد لأجل عودة اريوس)
(1/25/1) كان للإمبراطور قنسطنطين أخت تدعى قنسطانتيا، وهى أرملة ليسينيوس الذى شارك قنسطنطين فى السلطة الإمبراطورية لفترة ما، ولكنه قام بأعمال طاغية فقُتِل بالتالى. وكانت هذه الأميرة تثق فى كاهن ما مشايعا للمفاهيم الأريوسية. فلما حرَّضه يوسيبيوس وآخرون، انتهز ألفته مع قنسطانتيا وأوحى إليها أن المجمع الذى عُقِد ضد أريوس كان ظالما وأن التقارير التى قُدِّمت ضده لم تكن صحيحة. ولأن قنسطانتيا كانت تثق فيه بالكلية فقد أولت تأكيدات القس كل عناية، ولكنها لم تجرؤ على نقلها إلى الإمبراطور.
(1/25/2) ثم حدث أن مرضت مرضا خطيرا، وجاء أخوها لزيارتها يوما ما. وإذ كان المرض قد استفحل وأوشكت على الموت عهدت بالقس للإمبراطور وشهدت بتقواه واجتهاده وأيضا بولائه للسلطة، وسرعان ما ماتت بعد ذلك.
(1/25/3) وصار القس بناء على ذلك أحد الأشخاص الذين يحظون بثقة الإمبراطور. وإذ ازدادت حريته فى الكلام، كرر أمام الإمبراطور ما قاله قبلا لأخته مؤكدا أن أريوس لم تكن له آراء أخرى خلاف تلك التى أقرها المجمع، وأنه إذا سُمِح له بالمثول فى حضرة الإمبراطور فإنه سيُقدِّم تأكيدا وافيا على أنه يتمسك بكل ما سنَّه المجمع. وعلاوة على ذلك، أضاف أنه قد حُكِم عليه بغير عدلٍ.
(1/25/4) وبدا كلام القس غريبا على الإمبراطور وقال "إذا وقَّع اريوس على [قرارات] المجمع واعتنق عقائده فإننى سأهبه المثول وأيضا الرجوع إلى الأسكندرية بإكرام". وإذ قال ذلك كتب إليه على الفور هذا الكلام:
"قنسطنطين مكسيموس اوغسطس المنتصر إلى اريوس. بلغنى أن قدسك قد رغبت فى وقت ما فى الحضور إلى بلاطى لكى ما تحظى بمقابلة معنا، وإننى أعجب لماذا لم تفعل ذلك فورا. ولذلك استقل مركبة عامة وأسرع بالوصول إلينا لكى ما تختبر كرمنا وتنال عودتك إلى وطنك. ليحفظك الله أيها الحبيب."
(1/25/5) هذا كان الخطاب الذى أرسله الإمبراطور إلى اريوس ومؤرخ بالخامس والعشرين من نوفمبر. وإنه لا يسعنى إلا أن اتعجب من الغيرة الحارة التى أظهرها الإمبراطور نحو الدين إذ يبدو من هذا المستند أنه حث اريوس مرارا على العدول عن وجهة نظره حيث أنه ينتقد تأخره فى العودة إلى الحق على الرغم من أنه قد كتب إليه مرارا.
(1/25/6) وعند استلامه لهذه الرسالة، حضر اريوس إلى القسطنطينية مصحوبا باوزيوس الذى جرده الكسندروس من الشموسية عندما حُرِم اريوس وأنصاره. وسمح لهما الإمبراطور بالمثول فى حضرته، وسألهما عما إذا كانا يوافقان على قانون الايمان أم لا. وعندما أبديا موافقتهما أمرهما بتقديم إقرار ايمانهما كتابة له

الكتاب الأول: الفصل السادس والعشرون.
(اريوس يقدم اقرارا للإمبراطور، ويتظاهر بقبول قانون نيقية)
فحررا الإقرار التالى، وقدماه إلى الإمبراطور:
"اريوس واوزيوس إلى سيدنا التقى والديّن الامبراطور قنسطنطين. بناء على أمر تقواكم ايها السيد المبجل نعلن هنا ايماننا ونقر أمام الله كتابة أننا وأتباعنا نؤمن بما يلى:
"نؤمن بإله واحد، الله الآب ضابط الكل. وبرب واحد يسوع المسيح ابنه المولود من الآب قبل كل الدهور، الله الكلمة، الذى به كان كل شىء، ما يُرى وما لا يُرى، مما فى السماء وما على الأرض، الذى تنازل وصار انسانا، وتألم وقام ثانية وصعد إلى السموات، وسيأتى ثانية ليدين الأحياء والأموات. وأيضا بالروح القدس. وبقيامة الأجساد، وبالحياة فى الدهر الآتى، وبملكوت السماوات، وبكنيسة الله الجامعة الواحدة الممتدة من أقاصى الأرض إلى أقاصيها.
وهذا الإيمان، هو الذى استلمناه من الأناجيل المقدسة عندما قال الرب لتلاميذه([83]) "اذهبوا وعلّموا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". فإذا كنا لا نؤمن ولا نقبل بالحقيقة الآب والابن والروح القدس، كما علّمنا الكتاب المقدس(الذى نؤمن به من جميع النواحى) وتُعلِّمنا الكنيسة الجامعة كلها، فإن الله يديننا الآن وفى الدينونة الآتية.
لذلك نلتمس من تقواكم، أيها الإمبراطور التقى، أن تعيدنا بتقواكم السلامية بصفتنا أشخاص مكرسون للخدمة ونتمسك بإيمان ومفاهيم الكنيسة، والأسفار المقدسة إلى أمنا الكنيسة. ولنتجنب سائر المنازعات والمجادلات التى لا لزوم لها([84]) لكى ما نكون جميعا نحن والكنيسة كلها فى سلام ولنقدّم معا صلواتنا المعتادة من أجل هدوء المملكة، وبالنيابة عن عائلتكم

الكتاب الأول: الفصل السابع والعشرون
(عودة اريوس إلى الأسكندرية بموافقة قنسطنطين. أثناسيوس لا يقبله. اتهامات حزب يوسيبيوس النيقوميدى لأثناسيوس)
(1/27/1) وهكذا إذ أقنع اريوس الإمبراطور، عاد إلى الأسكندرية. ولكن حيلته لم تفلح. لأنه عند وصوله إلى الأسكندرية لم يستقبله أثناسيوس بل ابتعد عنه كطاعون. فحاول أن يثير نزاعا جديدا فى تلك المدينة بنشر هرطقته.
(1/27/2) ثم كتب هو ويوسيبيوس([85]) إلى الإمبراطور لكى ما يُعاد قبول اريوس وانصاره فى الكنيسة. ومع ذلك رفض أثناسيوس بتاتا قبولهم وكتب إلى الإمبراطور يُعلِمه أنه من المستحيل قبول أولئك الذي رذلوا الايمان، وحُرِموا فى الشركة ثانية عند عودتهم.
(1/27/3) ولكن هذا الرد أغضب الإمبراطور، فهدَّد اثناسيوس بالكلام التالى
"حيث أنك عارضت إرادتى ووضعت العراقيل أمام الراغبين فى الانضمام إلى الكنيسة، فإنه إذا بلغنى أنك قد منعت أحدا ما من الراغبين فى الاتحاد ثانية بالكنيسة أو عرقلت قبولهم فإننى سأرسل فى الحال مَن يعزلك بأمرى ويطردك، إلى المنفى".
لقد كتب الإمبراطور هكذا، من رغبته فى الصالح العام ولأنه لم يشأ أن يرى انشقاقا فى الكنيسة لأنه اجتهد بحماس لجعل الجميع فى انسجام([86]).
(1/27/4) وتخيل حزب يوسيبيوس([87]) المستائين من أثناسيوس أنهم قد وجدوا فرصة مواتية ورحبوا بغضب الإمبراطور كعامل مساعد فى تحقيق مآربهم الخاصة. فأثاروا فى هذا الصدد اضطرابا كبيرا وسعوا إلى عزل أثناسيوس من الاسقفية، إذ أنهم شعروا أن التعليم الاريوسى لن يسُد هناك إلاَّ عندما يُعزَل فقط أثناسيوس. وكان الخصوم الرئيسيون ضده، يوسيبيوس اسقف نيقوميديا، وثيوجنيس اسقف نيقية، وماريس اسقف خلقيدون، وأورساكيوس [اسقف] سينجدنوم Singidnum من موسيا Mœsia العليا، وفالنس اسقف مورسا Mursaفى بانونيا العليا. وهؤلاء الأشخاص رشوا أتباع الهرطقة الميليتية لإختلاق التهم ضد أثناسيوس. فإتهموه أولا عن طريق اسيون الميليتى وادمون([88]) وكالينيكوس([89]) أنه قد أمر المصريين أن يدفعوا كجزية الثياب الكتان لكنيسة الأسكندرية. ولكن هذه الفرية قد دُحِضت فى الحال بواسطة الكاهنين بكنيسة الأسكندرية البيوس ومكاريوس اللذين تصادف وجودهما آنذاك فى نيقوميديا وأقنعا الإمبراطور بزيف هذه الإدعاءات ضد أثناسيوس.
(1/27/5) لذلك انتقد الإمبراطور بشدة المدعين، وحث أثناسيوس على المجىء إليه. ولكن قبل وصوله أضاف حزب يوسيبيوس إلى اتهامه السابق اتهاما آخر يعد أخطر من الاتهام السابق إذ اتهموه بتدبير المكائد ضد الإمبراطور وأنه أرسل بهدف الخيانة كيسا مملوءَ بالذهب إلى فيلومينوس. ومع ذلك عندما فحص الإمبراطور هذا الادعاء بنفسه فى ابساماثيا Psamathia التى هى إحدى ضواحى نيقوميديا، وجد أن أثناسيوس بريئا. فشيعه بإكرام وكتب بيده إلى كنيسة الأسكندرية ليؤكد لهم أن أسقفهم قد أُتُهِم باطلا.
(1/27/6) وفى الحقيقة من المرغوب فيه والملائم أن نعبر فى صمت على الهجمات اللاحقة التى شنها يوسيبيوس ضد أثناسيوس لئلا تُدان كنيسة المسيح بغير عدل من قِبل أولئك الذين هم خصوم لمصالحها([90]). ولكن إذ أننا ملزمون بالكتابة، وقد صارت معروفة للجميع، فإننى أحسبه من الضرورى الإشارة إلى هذه الأمور على قدر ما يُمكن، حيث أن تفاصيلها تتطلب مقالات خاصة. وإننى سأدون بإختصار هنا سمات أولئك الذين اختلقوا هذه التهم ومن أين نشأت اساسا.
(1/27/7) هناك عدة قرى فى ماريوتيس Mareotes احدى ضواحى الأسكندرية([91]) مكتظة بالسكان، وبها كنائس عديدة فاخرة. وهذه الكنائس جميعها تحت اشراف اسقف الأسكندرية، وخاضعة لمدينته كإيبارشية. وكان هناك فى هذا الاقليم شخص يسمى اسخيراس Ischyras، كان مذنبا بذنب يستوجب ميتات كثيرة([92]). لأنه على الرغم من أنه لم ينل أية رتبة كنسية مقدسة حمل جهرا لقب قس ومارس الخدمات المقدسة الخاصة بالكهنوت([93]). وعندما أكتُشِف انتهاكه للمقدسات هرب من ثم إلى نيقوميديا طالبا اللجوء وملتمسا حماية حزب يوسيبيوس الذين من فرط كراهيتهم لأثناسيوس لم يقبلوه فقط كقس، بل ووعدوه أيضا بمنحه كرامة الاسقفية إذا ما صاغ اتهاما ضد أثناسيوس، واصغوا إلى أية قصص اختلقها من أجل ذلك.
(1/27/8) وأشاع خبرا أنه قاسى على نحو مرعب من غارة [عليه]، قام بها مكاريوس ([94])بوحشية، واندفع فيها نحو المذبح وقلب المائدة المقدسة، وكسر الكأس السرائرية. وأضاف أيضا أنه قد أحرق الكتب المقدسة. وكمكافأة أيضا على هذا الاتهام، وعده حزب يوسيبيوس، كما قلتُ بالأسقفية متطلعين إلى ضم الاتهامات ضد مكاريوس إلى جانب تلك الموجهة ضد اثناسيوس الذى بناء على أوامره قد تصرَّف. ولكن هذه التهمة قد أدرجوها فيما بعد قبل أن يختلقوا تهمة أخرى مملوءة بأشر خبث، وهى التى سأتحدث عنها الآن.
(1/27/9) لقد حصلوا بوسيلة ما لا أعرف ما هى، على يد إنسان. وسواء أقتلوا هم شخصا ما وقطعوا يده، أم قطعوا يد من جسد ميت ما، الله وحده هو الذى يعرف وأولئك الذين قاموا بهذا العمل. على أية حال ليكن ما يكن، وأعلنوا جهرا أنها يد ارسينيوس الاسقف الميليتى، بينما اخفوا المالك المزعوم. وأكدوا أن هذه اليد استخدمها أثناسيوس فى أغراض سحرية([95]).
(1/27/10) وبذلك تكدست التهم الثقيلة التى اختلقها هؤلاء المفترون ضد أثناسيوس. ولكن كما يحدث بصفة عامة حضر جميع المدعين ضد أثناسيوس فى نفس الوقت بتهم أخرى متعددة. وعندما علِم الإمبراطور بهذه الإجراءات كتب إلى ابن أخيه([96])، دالماتيوس المراقب([97]) الذى كان يقيم آنذاك فى انطاكية بسوريا وأمره بإحضار الأطراف المتهمة إليه، وبعد فحصهم يوّقع عليهم العقوبات التى يقتنع بها. وأرسل إلى هناك أيضا يوسيبيوس وثيوجنيس لكى ما تُفحص القضية فى حضورهم.
(1/27/11) وعندما علِم أثناسيوس بأنه مستدعى للمثول أمام الرقيب أرسل إلى مصر للتفتيش الدقيق عن ارسينيوس لأنه تأكد، فى الحقيقة، أنه مخفى هناك، ولكنه غير قادر أن يعرف أين لأنه كان يُغيّر محل اقامته مرارا. وفى نفس الوقت أجَّل الإمبراطور نظر المحاكمة التى كان من المفترض أن تتم أمام الرقيب بسبب ما يلى
 

 

 

 

 

 

This site was last updated 02/12/18