المصرى اليوم تاريخ العدد ١٨ مايو ٢٠٠٨ عدد ١٤٣٥عن خبر بعنوان [ إعدام الجاسوس إيلي كوهين ] كتب ماهر حسن
كان إيلي كوهين، الجاسوس الأشهر في تاريخ الجاسوسية الإسرائيلية داخل سوريا، وإيلي بن شاؤول كوهين يهودي من مواليد الإسكندرية في ٢٦ ديسمبر عام ١٩٢٨، وفي عام ١٩٤٤ انضم لمنظمة الشباب اليهودي الصهيوني وأسس شبكة جاسوسية نفذت مجموعة من التفجيرات في بعض المنشآت الأجنبية في القاهرة، والإسكندرية،
وفي عام ١٩٥٤ تم القبض علي عناصر الشبكة، فيما عرف آنذاك باسم فضيحة «لافون» واستطاع إيلي تبرئة ساحته وترك مصر عام ١٩٥٥ ليلتحق بجهاز الموساد، وتم إعداده من جديد للعمل في الجاسوسية في سوريا، واختار له الموساد اسم «أمين ثابت» وأقام شبكة علاقات واسعة ومهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين العسكريين الذين كانوا يتحدثون معه بثقة وحرية، وكان يزورهم في أماكن عملهم، وصوّر تحصينات الجولان وأرسلها لإسرائيل،
وبعد أربع سنوات تقريباً تم اكتشاف أمره عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري، واكتشفت أن هناك رسالة لاسلكية تم توجيهها من المبني الذي يقيم فيه فحوصر المبني وكثفوا المراقبة ورصدوا تحركاته وراقبوا البث الذي يقوم به وتم القبض عليه وإعدامه فى 18/5/2008م .
***********************
إيلي كوهين يهودي من أصل سوري من مدينة حلب ولد بالأسكندريه التي هاجر إليها مع عائلته عام 1924 وفي مصر انضم الى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني.
وقبل ان يهاجر الى اسرائيل عمل تحت قيادة (إبراهام دار) وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء، واتخذ الجاسوس اسم( جون دارلينج) وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف افساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و في عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة (لافون)، وبعد انتهاء عمليات التحقيق كان أيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلي أن خرج من مصر عام 1955 حيث التحق هناك بالوحدة رقم 131 بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي ثم أعيد إلي مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي ضد مصر في أكتوبر 1956م، وبعد الإفراج عنه هاجر إلي إسرائيل عام 1957, حيث استقر به المقام محاسبا في بعض الشركات, وانقطعت صلته مع "أمان" لفترة من الوقت, ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربي عام 1959.
وقد رأت المخابرات الإسرائيلية في ايلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر, ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت, ورأي أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق. وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد, ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية, لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية.
ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقه يبدو بها مسلما يحمل اسم (كامل أمين ثابت) هاجر وعائلته الى لاسكندرية ثم سافر عمه الى الارجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفى والده في الارجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة اشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة. وفي الارجنتين استقبله عميل اسرائيلي يحمل اسم( ابراهام) حيث نصحه بتعلم اللغة الاسبانية حتى لا يفتضح امره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الاسبانية وكان ابراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب ان يعرفه لكي ينجح في مهمته. وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك, واكتسب وضعا متميزا لدي الجالية العربية في الأرجنتين, باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه وأصبح شخصية مرموقة في كل
ندوات العرب واحتفالاتهم، وفي عام 1957م عمل مترجما لدى وزارة الدفاع الأسرائيلية، وخلال هذه الفترة تزوج من ناديا وهي يهودية من أصل مغربي.
وبحسب روايات بعض المؤرخين فقد جندت أجهزة المخابرات الأسرائلية موهين، وبدلت شخصيته ليصبح مسلما يحمل أسم ( كامل امين ثابت) وطلب منه السفر الى الأرجنتين ليعمل على أنه رجل أعمال سوري مغترب وهناك برز اسمه كقومي سوري.
وتعرف على أهم الشخصيات العربية والسورية المتواجدة هناك بما فيهم رئيس سوريا الأسبق أمين الحافظ الذي جمعته به علاقة صداقة.
قرر كوهين العودة لبلده سوريا كما كان يقول ليعمل فيها فتوجه اليها في عام 1962م ليعمل فيها جاسوسا حتى عام 1965م حيث كشف امره واعدم بعد ثلاث سنوات قضاها في نقل أهم المعلومات العسكرية والسياسية من سوريا الى اسرائيل.
***********************
كيف تم القبض عليه ؟
قاموا برصد المبنى فوجدوا أنه يرسل رسائله الساعة السابعة مساءً فقاموا بقطع الكهرباء عن الشقق واحدة بعد الأخرى ليروا هل سيتوقف الإرسال وعند الوصول لشقته توقف الإرسال تأكدوا أنه من يرسل الرسائل للخارج. وأثناء غيابه دخل المحققون لمنزله ففتشوا المنزل ولم يجدوا ما يدعو للشبهة وأخذ مخطط المنزل واقتحموه في اليوم التالي ساعة الإرسال وقبضوا عليه ووجدوه قد أخفى جهاز الإرسال في الساتر الخشبي للنافذة والهوائي وكان دقيقاً جداً قد وضعه على علبة الحبر. عندما اكشتفوه حاول أن يشرب السم لكنهم منعوه وأخذوه للتحقيق فاعترف وسيق بعد محاكمة علنية لحبل المشنقة.
*************************
(المصريون): : بتاريخ 22 - 8 - 2008 م عن خبر بعنوان [ شغل منصب قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.. وفاة بنيامين جيبلي المتهم الرئيسي في "فضيحة لافون" التي شهدتها مصر في الخمسينات ] كتب محمد عطية
توفي قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق بنيامين جيبلي الذي ارتبط اسمه بشبكة التجسس الإسرائيلية في مصر في القضية المعروفة باسم "فضيحة لافون"، نسبة إلى بنحاس لافون الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأول، أن جيبلي كان يلقب باسم "الضابط الكبير" في القضية التي لم يتم الكشف فيها حتى اليوم عن المسئول الإسرائيلي الذي أصدر الأمر بتفعيل الشبكة اليهودية في مصر، لذا يرى الإسرائيليون أن هذا الأمر بقي سرا ودُفن مع جيبلي.
وترجع "فضيحة لافون" إلى حقبة الخمسينات، بعد قيام ثورة "يوليو"، حيث تم التخطيط لقيام مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب لتخريب بعض المنشآت الأمريكية، بهدف زعزعة الأمن المصري، وتوتير العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد تم اكتشافها بعد سلسلة من التفجيرات بالقاهرة والإسكندرية وقتذاك.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك قضيتين أساسيتين تورط فيهما جيبلي القضية، الأولى تتعلق بإعدام جندي صهيوني رميا بالرصاص خلال الحرب العام 1948، حيث اشتبه في أنه كان يمرر معلومات إلى الجيش الأردني، وأن هذه المعلومات مكنت الأردنيين من قصف القدس.
وأضافت أن محاكمة ميدانية أجريت للجندي مائير توبيانسكي حيث حكم عليه بالإعدام، ونفذ جيبلي الحكم بنفسه بأن أطلق النار عليه في إحدى قرى منطقة اللطرون التي احتلتها العصابات الصهيونية،
أما القضية الثانية، التي ارتبط بها جيبلي فتتعلق بـ "فضيحة لافون"، حيث تم تعيينه في العام 1950 رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، وأقام بعد ذلك وحدة سرية تعرف بـ "الوحدة 131"، مهمتها إدخال عملاء إلى الدول العربية بهدف التجسس وتنفيذ مهام سرية.
وبموجب أمر أصدره جيبلي، تم إعداد شبان يهود من مصر لتنفيذ مهمات، وقررت إسرائيل في العام 1954 تفعيل الخلايا النائمة في القاهرة والإسكندرية وتنفيذ أعمال تفجير من دون تدريبهم على ذلك، حسب الصحيفة.
وأكدت أن الهدف من هذه التفجيرات كان زعزعة نظام الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، وإقناع بريطانيا بعدم الانسحاب من قواعدها في قناة السويس، لكن أجهزة الأمن المصرية تمكنت من اعتقال أفراد الخلية، بعد أن أحاول حدهم زرع عبوة ناسفة في دار سينما وحكم القضاء المصري على اثنين من أفراد الخلية بالإعدام، فيم تم سجن المتهمين الآخرين 12 سنة لكل واحد منهم.
وبعد فترة تزايدت الشكوك في إسرائيل بأن ضابط الاستخبارات الإسرائيلية أفري إلعاد ومعروف أيضا باسم ابراهام زايدنبرج والملقب في ملف القضية بـ "الرجل الثالث" هو الذي سلم أفراد الشبكة، حسب الصحيفة.
وأضافت "هآرتس"أن نقاشا جرى داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي حول "من أصدر الأمر" بتفعيل الخلية في مصر: وزير الدفاع بنحاس لافون، أم رئيس أركان الجيش موشيه ديان، أم رئيس الاستخبارات العسكرية بنيامين جيبلي.
وأدى السجال حول الشبكة المذكورة التي كانت تحت إمرة زايدنبرج، وتحت إشراف وتوجيه رئيس شعبة الاستخبارات بنيامين جيبلي إلى انسحاب دافيد بن جوريون من حزب "مباي"، وبعد مرور سنوات كشفت لجان فحص أن جيبلي أمر بتزوير تاريخ في رسالة كي لا تقع المسئولية عليه.
من جانبه، قال محلل الشئون الاستخباراتية في "هآرتس" يوسي ميلمان إنه "ليس واضحا حتى اليوم من الذي كان مسئولا عن صدور الأمر بتفعيل الشبكة، وعلى ما يبدو فإن الثلاثة جميعهم عرفوا بالأمر لكنهم تنكروا لذلك لاحقا"، حسب قوله.
يشار إلى أنه في العام 1968، تم الإفراج عن المتورطين في "فضيحة لافون" في إطار صفقة لتبادل الأسرى بعد نكسة يونيو 1967.