الرئيس محمد أنور السادات

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أهى ديمقراطية , أم حكم رجل واحد , أم ديكتاتورية , أم هلوسة دينية

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فوزى عبد الحافظ

Hit Counter

 

  أهى ديمقراطية .. أم حكم رجل واحد ..    أم ديكتاتورية .. أم هلوسة دينية ..

 أم سذاجة قروية .. أم فهلوة مصرية

إن طبيعة الحكم فى مصر ومعظم بلاد العالم الثالث تتأرجح بين شرعية تقليدية عرفية ذات أصول قبلية دينية – وشرعية حضارية تستقر ثابته على قواعد دستورية وقانونية مثل الدول المتقدمة ولهذا فالحكم لا يصل أبداً إلى قمة الحضارة لأن الرجال الذين فى يدهم السلطة  ينغمسون فى الرمال المتحركة التى أتت منهم عقيدتهم .

وعند إتجاه الدولة إلى الديمقراطية الحقيقية يبرز فيها دور القانون القوى ويستقر تكوين الرأى العام فى صحافة مستقلة فيكون هناك حرية رأى وعداله ويبرز دور القوات المسلحة والشرطة فى تأمين الحماية لنسيج المجتمع .

ولكن فى العاده يظهر دور الرجل الواحد المسيطر على الحكم يديره حيثما يشاء .. وترى فى العالم اليوم تفاوت أنواع سلطه هذا الحكم الفردى ما بين الحرية الشبه حقيقية والديكتاتورية وذلك حسب مزاج الحاكم وقوة قبضته الحديدية علىأجهزة الدولة .

ولكن هذا لا يعنى أن مصر حينما يحكمها النوع السابق من الحكم أنها فى حالة جمود وركود حتى لو إتجهت إلى الديكتاتورية.. إنما تظهر الحركة الفكرية السياسية تتناقش وتنقض , وتظهر على هيئة تيارات جديدة وتتبلور على شكل حركات تحت الأرض ثم تتحول بفعل الزمن إلى قوة فاعلة – ثم تجرى صراعات وتقوم مخالفات وتحدث تحولات تتراكم كل يوم لتخلق أوضاعاً جديدة تدفع مصر إلى الحرية الحقيقية .

والديمقراطية التى رأيناها فى مصر أيام السادات بتكوين الأحزاب إنما هى ديمقراطية زائفة هشة تعتمد على حكم الفرد والهلوسة الدينية فى المقام الأول

وعندما نبدأ بعصر جمال فقد إستبدل الأحزاب القديمة بتنظيم سياسى واحد كانت مهمته – تمثيل كل طبقات مصر الإجتماعية – وتذويب الفوارق سواء أكانت طبقية أو دينية وتكوين رأى واحد وأطلق على عمل هذا التنظيم تحالف قوى الشعب العامله .

وبعد مايو 1971  كانت مصر تواقة إلى ممارسة مزيد من الحرية خاصة حرية التعبير ولكن ما حصلت عليه مصر لم يشبع رغبات أبنائها وجائت حرب إكتوبر وتطلع الشعب بعد المعاناه والتضحية والبذل والعطاء الذى تم خلال وأثناء الحرب لمكافأته بالحرية ولكن لم يتحقق شئ لأن السادات إعتقد أن الإنتصار إنتصاره هو وحده فكان الإحباط هو الوقود الذى أشعل مظاهرات 1977 .

ثم إنقض السادات على المعارضة – وبعد الإستفتاء الذى جرى فى أعقاب حوادث القاهره أشار بوضوح " الحق فى تكوين الأحزاب " .

محاولة إنشاء حزب الوفد إنكشف حكم السادات الفردى عندما تقدم حزب الوفد بقيادة السياسى المخضرم فؤاد سراج الدين الذى ينتمى إلى طبقة ملاك الأراضى الواسعة التى أضيرت بالإصلاح الزراعى بعد ثورة 1952 فى هذا الوقت كانت مصر إتجهت إلى الإقتصاد الحر وتكونت بها طبقات مستفيدة ومتعددة ومتصارعة فى نفس الوقت – وكان حزب الوفد ما زال رسمياً محظوراً – فأرسل سراج الدين إلى ممدوح سالم رئيس الوزراء يطلب منه أن يخطر السادات برغبة حزب الوفد فى التصريح بعودة الحزب لمزاولة نشاطة .. وأوضح فى طلبه أن الحزب لا يعارض سياسة الرئيس فأعداء السادات هم الناصريون والشيوعية , وأن الوفد يستطيع أن يؤثر فى الشارع المصرى خاصة بعد حوادث يناير 1977 . فأصدر السادات القيود المفروضة على سراج الدين والوفد , وعينه عضواً فى اللجنه المركزيه للإتحاد الإشتراكى العربى (1)

وكانت أول دعايه لحزب الوفد فى دائره خاليه بمنطقه الجمرك بالأسكندرية – ودعى السيد فؤاد سراج الدين لكى يخطب لتأييد مرشح الوفد – وحدثت مفاجأة لم يتوقعها أحد فقد حضر   000 ,40 مصرى لكى يسمعه , وكان إستعماله حماسياً لدرجه أنهم كانوا يريدون حمل سيارته من على الأرض على أكتافهم , وكان ملخص خطبته أنه يوافق على الإصلاح الزراعى ( حتى لا يهاجم أتباع عبد الناصر وسياسته ) وبدأ يتكلم عن المشاكل التى يعانى منها الناس فلمس قلوبهم , وتحدث عن موضوع مظاهرات القاهرة , والفساد المتفشى فى أجهزة الدوله وغيرها , والتضخم وإرتفاع الأسعار وغيرها من المواضيع التى يعانى منها الشعب , وطبع أنصارالوفد نسخا من الخطاب وشرائط تسجيل ووزعوها وقرأها وسمعها ملايين المصريين , ثم دعى لألقاء خطاب فى نقابه المحاميين وبدأ الشعب يشم نسيم الحرية .

وبدأ السادات يشعر أن الأضواء المسلطه على حكمه الفردى بدأت تسطع على شخص آخر وبدأ يشعر بانه قزما فوضع تشريعاً وقانوناً يفرض قيوداً عمن أسماهم  " هؤلاء الذين أفسدوا الحياه السياسية قبل وبعد الثورة " كما بدأ السادات يهاجم سراج الدين .

وعقدت الجنه التأسيسية لحزب الوفد الجديد إجتماعاً  وكانوا أمام إختيارين وضعهم فيه حكم السادات إما حل الحزب إو المواجهه مع السادات ولما كانوا كلهم من المنتفعين بالمكاسب الماديه لسياسه الإنفتاح ولا يستطيعون التضحيه بغضب السادات وسيخسرون حتما مع رجل المؤامرات والدسائس كما أنهم لا يستطيعون أن يستمروا فى مهزلة ديمقراطية فأقروا أنهم متمسكين برئاسة فؤاد سراج الدين للحزب وحل الحزب وهكذا خسرت مصر تجربة ديمقراطيه حقيقية تفرحها وتفرح شعبها وكان سراج الدين يعرف الكثير من الحقائق عن ماضى السادات فقد كان وزير للداخليه قبل الثورة .

كيف تخلص السادات من جريدة حزب التجمع " الأهالى "

إجتذب حزب التجمع التجمع الوحدوى الإشتراكى الديمقراطى برئاسة خالد محى الدين تأييداً لا بأس به فخالد هو أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة وكان ماركسى الإتجاه وإنضم له الشيوعيون  ومما أثرى الحزب أن إنضم إليه المفكرين المستقلين والتقدميين , وكذلك الناصريين فمثل الحزب كل أفرع الفكر وإتسع لأوجه شريحه كبيرة ومتنوعة من المثقفين الذين تتنوع إنتماءآتهم – وبهذه الإمكانيات الفكرية المتنوعة أصدر الحزب جريدة إسبوعياً بإسم " الأهالى " لاقت رواجاً وشهرة ملحوظة من النجاح وكان الحزب مرناً فلم يجد تناقضاً بين التقدم والتراث الدينى المعتدل وقام بإنشاء أمانه للشئون الدينية فى الحزب وهو الشيخ " مصطفى عاصي " وسرعان ما وجد نفسه فى السجن من ضمن الذين إعتقلهم السادات فى سبتمبر 1981

ولم يقبض على رئيس الحزب خالد محى الدين لأنه كان من أعضاء الثورة , وقد وضعت جريدة الأهالى الكثير من الأخطاء أمام شعب مصر فهاجمت السادات فى إتجاهه  للصلح مع إسرائيل ونادت بشعارها المشهور " لا للصلح المنفرد مع إسرائيل " وهاجمت الفساد والروتين المتفشى فى الدوائر الحكومية وسمته " الإمبراطورية العثمانية " ولكن السادات كان لها بالمرصاد فواجهت الأهالى مشكلتين – الأولى : أنها كانت تطبع فى إحدى المطابع الحكومية وذلك جعل صدورها تحت رحمة نظام الحكم – الثانية : وهى أن محكمة جنوب القاهرة كانت تحت رئاسة قاضى إسمة أنور أبو سحلى وكان صديق عثمان أحمد عثمان الذى كان إبنه متزوج من بنت السادات وكان ابو سحلى موظفا فى شركاته فى وقتمن الأوقات – تفرغت هذه المحكمة وهذا القاضى بالكامل للإجهاز على جريدة الأهالى , وكان أبو سحلى ينتمى إلى عائلة إقطاعية تأثرت بالإصلاح الزراعى فأبعد عن مناصب القضاء , فعمل مستشاراً قانونيا للمقاولين العرب , وبواسطه عثمان أحمد عثمان أعيد إلى القضاء كما لو كان وضع فى هذا المنصب ليجهز على الأهالى فكانت أعدادها تحمل لمحكمته كل أسبوع بتهمة الإثاره والتحريض , وكان حكمه الدائم الذى لا يتغير هو مصادرتها ولعدم إنتظام صدورها لمصادرتها سقطت رخصتها بحكم القانون وتوقفت عن الصدور وتم للسادات التخلص من عنصر ثانى ديمقراطى بناء هو عنصر النقد والمعارضة وأصبح هو الزعيم الأوحد.

حزب العمل أنشأه أحمد حسين وتم حله طبقا لقانون حل الأحزاب 1953 وكان معه أحمد شكرى وهو من عائلة ملاك الأراضى وأوائل من فكروا فى ضرورة تطبيق قانون الإصلاح الزراعى وتصورالسادات أنه عندما يساعد الحزب فى إعادة تكوينه سوف يكون معارضة مخلصة وكان القانون يتحتم لتكوين حزب أن يكون له 20 عضوا من أعضائه فى مجلس الشعب ومن الغريب أن الإنتخابات قد سبقت تكوين الأحزاب وذهب إلى إجتماع الحزب ووقع على بيان التأسيس معتبراً نفسة راعياً للحزب وأخطرهم أنهم سيعطيهم العدد القانونى من الأعضاء وبالفعل أعطاهم 20 عضواً ليكونوا نواه لحزب العمل وكان صهرة السيد محمود أبو وافيه منهم  وإنقسم الحزب الجديد على ذاته قسم يتبع القيادة القديمة والأخرون يتبعون السادات وأنشأوا جريدة " الشعب " وافقت على معاهدة كامب ديفيد بتحفظ ثم حدث إنقسام فى الحزب فعاد نواب السادات العشرون إلى حزبه وبدأ الحزب يمارس نشاطاً حزبياً حقيقياً وإنضم إليه د/ حلمى مراد الذى ضمن مقالاته وضع " سيدة مصر الأولى" ثم كتب على " الطابع الإرهابى للسادات "  بدأ يكتب فىأعدادها ثم د/ فتحى رضوان الذى كتب عن " العتقاء " وكان السادات يتفاخر بأنه " أعطى " للشعب المصرى حريته  ولكنه علق على هذا القول بأن الناس ولدوا أحراراً ولم يمنحهم عبد حريه الله ثم د/ محمد عصفور وكان من السادات أن ذكرهم بمساعدته فى تكوين الحزب وأحرجهم فإنتهت فتردة التردد وأعلن الحزب أنه يعارض كامب ديفيد فإستشاط السادات غضبا فوجد زعماء حزب العمل أنفسهم فى زنازين السجون سبتمبر 1981 (2)

   أحداث مجزرة الزاوية الحمراء سنة 1980

وبداية النهاية لحياة السادات رئيس جمهورية مصر

 بدأت أحداث الزاوية الحمراء تضفى ظلالا قاتمة على مصر وأعلنت بصراحة مدى إنهيار الدولة وفشلها فى السياسة الداخلية وكان العنف جاثما فى الأفق خاصة وأن السادات الحاكم الوحيد  فى العالم الذى تحدى الشعور الإسلامى فى العالم بإستضافة شاه إيران المريض لاجئاً من الثورة الإسلامية فى بلاده ( يناير 1979 ) وكان الحكم الإسلامى فى إيران يريد أن يقتص من الشاة المريض , وثار رجل الشارع المصرى على تصرف السادات فى هذا الأمر وقد إندلعت أعمال العنف فى المحافظات بقيادة بعض الجماعات الإسلامية خاصة فى صعيد مصر , كما إندلعت فى بعض مصانع القطاع العام المملوك للحكومة وقد أخمدتها عناصر أمن الدولة وقتل بعض الأفراد من الشرطة و المواطنين ويقول محمد حسنين هيكل (3) وخرجت المظاهرات المعادية للضيف – وبالتالى المُضيف – وكانت هذه المظاهرات أقوى ما تكون فى أسيوط  وخلال عمليات العنف نهبت بعض محلات الأقباط , وبتدخل البوليس القوى لفض المظاهرات قتل بعض المتظاهرين , وتوتر الجو بشكل لم يسبق له مثيل  وفى هذا المناخ فإن أحد الشيوخ من قيادات الجماعات الإسلامية أصدر فتوى يجوز بمقتضاها " للمجاهدين المسلمين أن يحصلوا على الأموال اللازمة لهم من إستباحة أموال المسيحين "(4) – فلم تعد هناك معونه مالية من الحكومة للجماعات الإسلامية , وبإنقطاع هذا المورد فإن هذه الجماعات كان لابد أن تجد بديلا له لتمويل نشاطها , وبدا أن محلات وخزائن صياغ الذهب من المسيحين خزينة جاهزة يمكن الحصول منها على الموارد اللازمة " 0  ومن المعروف أن السادات كان لا يفعل أمراً إلا ويجنى من وراؤة منفعة شخصية فقيل أن شاة إيران أهداة فيلا فى أمريكا ثمنها فى ذلك الوقت 40 مليون دولار أمريكى  ولكن أذاعت وكالات الأنباء أن إبنه السادات تزوجت من إبن الشاة محمد رضا بهلوى

ويقول محمد حسنين (5) "  فى يونيو 1981 شهدت مصر أسوأ حوادث الفتنة الطائفية منذ سنوات بعيده . لقد تحٌول فى حى الزاوية الحمراء شجار شخصى إلى معركة مسلحة . ومرة أخرى كانت بدايةالشجار محاولة " غير قانونية " لبناء كنيسة , وسارع بعض أعضاء حزب السادات إلى التدخل فى الموضوع فى محاولة إنتهازية لإثبات تمسكهم الإسلامى , فإذا هم يدخلون فى محاولات قانونية وغير قانونية لإيقاف بناء الكنيسة التى دار حولها النزاع , وفى يوم 21 يونيو قال وزير الداخلية فى ذلك الوقت أمام البرلمان أن عشرة قتلى سقطوا فى حوادث المصادمات , كما جرح خمسة وأربعون , ولقد زادت أعداد القتلى والجرحى فيما بعد , كما جاء فى بيان وزير الداخلية أنه تم ضبط ثلاثة وأربعون قطعة سلاح , كما جرى إعتقال 113 فردا من المتظاهرين , وكانت أهمية هذه الحادثة أنها أظهرت الإستقطاب الطائفى الشديد الذى كان يجرى فى تلك الأيام ... ولقد أدت ملابسات رافقت هذه الأحداث والتطورات وغيرها – إلى تحول فى بنية المؤسسات الدينية فى البلاد

وتعددت وقائع العنف فى طول البلاد وعرضها , ولم تجد الجماعات الإسلامية من يوقفها – وخلال ذلك عرض عثمان أحمد عثمان على السادات أن تجرى إتصالات عن طريق قيادة الإخوان المسلمين مع شباب الجامعات , وكان عثمان أحمد عثمان أغنى رجل فى مصر وصاحب المشروعات الضخمة بها على علاقة نسب مع السادات وعلى علاقة جيدة مع الإخوان المسلمين أيضاً  وتم عقد هذا الإجتماع ولكنها لم يثمر على إتفاق , وكان فشلة بمثابة مضى الجماعات فى خطة فتوتهم الشهيرة .

وتدهورت الحالة الإقتصادية وظهر إتجاهين واضحين مختلفين : -

·                               الإتجاة الدينى كان قوياً وعنيفاً , وظروف المجتمع الذى يعنى الطبقة الكادحة والعاملة التى شجعت على إنتشار الفكر المتطرف الإرهابى الإجرامى بسبب الأزمات القاسية التى تمر بها البلاد , من إرتفاع الأسعار وأزمة المساكن ومعانه الشباب ..الخ

·                               وفى الطرف الآخر ظهرت مظاهر البذخ على السادات وكبرياؤة – كما ظهرت مظاهر الثراء على الطبقة القريبة منة والمستفيدين من رفع الأسعار , والمشتغلين بسياسة الإنفتاح التى إبتدعها , وغيرهم ممن أتخموا من الغنى الفاحش نتيجة لسياسة إقتصادية غير مدروسة وغير صالحة لمصر , كما تدهور النظام الإقتصادى المصرى نتيجة للإستيراد والتصدير بدون ضوابط ... 

·                               وظهرت فى الجرائد المصرية لأول مرة عن إعلانات الفنادق الكبرى لأسعار حفلات رأس السنة والكريسماس  , كما ظهرت ايضا دعاية لشركات سياحية لقضاء عدة أيام فى قبرص وجزر أخرى فى البحر الأبيض المتوسط بأسعار كانت تعتبر بالنسبة للمعدمين أسعار خيالية 

وتضاعف روح السخط عند عامة الشعب ولم يصبح تطبيق الشريعة الإسلامية الهدف  الدينى الوحيد فأصبح هناك هدف دينى آخر هو تكفير الحاكم والإفتاء بتحليل دمه.. ظهر إتجاه عام من المصريين جميعا مسيحين ومسلمين أن السادات إنما فعل ما فعل للتغطية على تصالحة مع إسرائيل وإتهام العرب له الخيانة فلم يكن هناك مفر للشعب من بضرورة الدعوه ضد هذا التصالح ورأى الشعب أن الهبات التى قدمتها أمريكا نهبتها فئة مستغلة محيطه به

وحاول السادات أن يصالح الأقباط بعد إدخال الشريعة الإسلامية فى القانون المصرى فأراد أن يعين ثلاثة من الوزراء الأقباط كصورة غير واضحة وباهتة لمشاركة الأقباط فى حكمة وكان مكرم عبيد نائب رئيس الوزراء وكان بطرس غالى الرجل السياسى المحنك التى لم تنجب مصر رجلا مثلة أعطاه السادات وزارة جديدة إخترعها خصيصاً وهى "وزارة الدولة للشئون الخارجية " ليتجنب كلام المسلمين إذا عينه وزيراً للخارجية فكيف يقول أن دين الدولة الإسلام ويكون وزير خارجية الدولة بطرس غالى المسيحى , أما ألبرت برسوم سلامة فقد صدرالقرار بتعينة وزير دولة أيضاً ولم تحدد قرارات إختصاص وزارته ( يعنى وزير بدون وزارة أو بالمعنى الأدق لم يخترعوا وزارة له )  وكان ألبرت يكتب عن المصريين فى الخارج فإخترعوا وزارة جديدة أسموها وزارة الهجرة  . كل هذه الوزارت كانت وزارت هامشية , وإن كان عمل بطرس غالى وسياستة الدولية غطت على وزارة الداخلية أصبح سكرتير عام الأمم المتحدة فيما بعد 0

أما نقطة التحول الكبرى فقد تكتلت أحزاب المعارضة جميعها وإتجهت للتعاون مع الشعب بجميع فئاتة مسيحية وإسلامية .(6)

ونما إلى علم السادات ما حدث وفى 21 أغسطس 1981 إستدعى السادات د/ زكريا البرى وصرح له بأنه يريد أن يتخذ قرارات تشمل جميع القوى والتيارات المعارضة والجماعات الإسلامية كما تشمل البابا شنودة ليضمن حياده وعدله أمام رجل الشارع أى أنه كما قبض على المسلمين فهو لم يترك المسيحين أيضاً حتى ولو كانوا أبرياء . وقال د/ البرى : " أن هذه الإجرائات بالغة الخطورة والشدة داخلياً وخارجياً , ويحسن أن يترك تنفيذها

 للحكومة , بحيث لا يظهر فى الصورة , فإذا أحدَثت الإجراءات أثراً سيئاً فيمكن أن يتدخل كرئيس دولة لعلاج هذه الآثار " ..  وقال السادات : " هذه مسألة كبيرة لا يقدر عليها إلا أنا " لهذا قرر المضى فى تنفيذها بنفسه ويقوم هو  بمواجهه الشعب بأكملة .

ويقول محمد حسنين هيكل  (7): " كان البابا شنودة يوم 3 سبتمبر موجوداً فى دير وادى النطرون , ولعل البابا كان يتوقع اجراءاً من الرئيس السادات ضده , وذلك منذ اليوم الذى هاجمه فيه علناً لأول مرة فى إجتماع البرلمان يوم 14 مايو 1980 وكان البابا يعرف أن عدداً من كبار الأقباط المستفيدين من الإنفتاح يؤيدون السادات ضده , كما أنه كان يعرف أيضاً أن بعض رجال الدين المسيحى وفى مقدمتهم الراهب متى المسكين , على إتصال وثيق بالسادات وفى يوم 3 سبتمبر عرف البابا أن مئات من الأساقفة والرهبان والقسس قد جرى إعتقالهم , ولكن أحداً لم يقترب من البابا نفسه حتى ذلك الوقت , وفى صباح يوم 5 سبتمبر عرف البابا أن الدير الذى يقيم فيه جرى تطويقه بواسطة قوات من البوليس الأمن المركزى . وكانت صحف الصباح تقول أن السادات سوف يتحدث فى نفس هذا اليوم عن الأوضاع الراهنة فىالبلاد , بما فى ذلك أسبابة لحركة الإعتقالات الواسعة التى قام بها , وأدرك البابا من فرض الحصار حول الدير الذى يقيم فيه أن هناك إجراء منتظراً ضده هو الآخر , وذهب الأنبا بيشوى – سكرتير البابا – يسأل رئيسه ما إذا كان يريد مشاهدة خطاب الرئيس على التلفزيون , ورد الأنبا شنودة بأنه لن يفعل , وأنه سوف يأوى إلى غرفته ليقرأ وتولى الأنبا بيشوى مهمة متابعة خطاب الرئيس على شاشة التلفزيون وهكذا سمع قرار السادات بسحب إعتراف الدولة بإنتخاب البابا وتعيين لجنة باباوية مؤقتة من خمسة أعضاء أبرزهم الأنبا صمؤيل أسقف الخدمات , لكى يتولوا مهام ومسؤليات الكرسى البابوى  وتوجه الأنبا بيشوى إلى غرفة البابا متحرجاً لا يعرف كيف يبلغة النبأ , ولكنه وجد البابا مستعداً لتقبٌل ما هو أسوأ من العزل , وفور إنتهاء خطاب السادات وصلت تعزيزات أخرى إلى الحصار المضروب حول الدير , وتقدم قائد القوة الجديدة يقرع باب الدير , وفتح له أحد الرهبان يسأله ماذا يريد ؟  فإذا هو يقول : " أنهم يريدون الأنبا بيشوى " وذهب الأنبا بيشوى إلى البابا يسأله ماذا يفعل ؟ وكان رد البابا : " إذهب معهم : وأقفل باب الدير بعد خروجه , وزادت حلقة حصار الدير حوله إحكاما .

وفى 5 سبتمبر 1981 ألقى السادات خطاباً قال فية :" أنا فى تشكيل الحكومة عينت ألبرت برسوم سلامة وبعدين نتيجة تصرفاتة (يقصدالبابا شنودة ) قالوا لى

 أنا حيقول أنا اللى جبت الوزير الثالث , ما هى أصل الحسبة عنده كام عدد وتعدادكم كام , أنا لما كنت باعين ألبرت , ما فكرت كام وزير قبطى وكام وزيرمسلم أبداً طبيعى 2,3,4,5, يبقوا محافظين ... بعت إشارة يوم 10 رمضان – المدينة الجديدة – ولأول مرة فى تاريخ الأقباط مصر تقوم ببناء الكنيسةعلى حساب الدولة بدون طلب الأقباط !! ليه !! لأن إحنا دخلنا مرحله جديدة ورساله يقول فيها حكاية بناء الكنائس بقيت كلام فارغ إنتهينا منه وعديناها . وقلت يا أزهر إشترك فى وضع الأساس وإشترك الأزهر وأنتم تعلمون مدى عنف الأزهر . وإضطريتهم وكنت عنيفا معهم وفعلا وضع حجر الأساس للمسجد والكنيسة . والرسالة كانت موجهه فىالمقام الأول لرئيس الكنيسة . تعليق : إن بناء كنيسة على حساب الدولة بهذه الطريقة وإرغام الأزهر على وضع حجر أساس كان حماقة من رئيس الدولة لقيامة بهذا العمل فظهر أن الأزهر غير موافق وأنه أعلى من سلطة الدولة ! وأنه فى يده السلطة الفعلية وأن الدولة تقوم ببناء كنيسة لماذا ؟ إن مطالب الأقباط كانت واضحة هى بإختصار التساوى فى حقوق المواطنة وليس بناء كنيسة أو تعيين وزراء فى وزارات بهذا الشكل المزرى بدون التفكير فى عمل الوزير ونوع الوزارة ومكان الوزارة  أنه نوع من التخبط السياسى . وقد قال فكرى مكرم عبيد أن الشيخ عبد الحليم محمود رفض الإشتراك فى وضع حجر أساس الكنيسة وتمت الإستعانة بالشيخ عبد الرحمن بيصار وكيل الأزهر ومما يذكر أنه صار شيخاً للأزهر بعد وفاة الشيخ عبد الحليم 

ومن المعروف أن د محمد حسن الزيات وهو قانونى متمرس وكان من أقرب المقربين إلى السادات فى بداية حكمة أعتقلة السادات مع آخرين ضمن الإعتقالات الواسعة التى جرت فى سبتمبر 1981 (8)

وقد إستند السادات فى قراراته على المادة 74 من الدستور وهى منقوله حرفيا من المادة 16 من الجمهورية الخامسة الفرنسية , وهى تنص أنه عند وجود حالة طوارئ فعلية فى البلاد تعطى للرئيس كل الضمانات الدستورية .. وإتخاذ أى إجراء يراه مناسبا لمواجهه حاله الطوارئ , كان هذا دستور فرنسا فقد إستعمل ديجول المادة 16 مرة واحدة فقط ولمدة 24 ساعة خلال مظاهرات صيف 1968 وكان فى لقاء مع قيادة الجيش الفرنسى فلا ألمانيا وعند عودته ألغى هذا الإجراء الفورى السريع , ولكن مصر لم يكن قانون الطوارئ سارياً كما أن السادات لم يكفيه إعتقال 3000 شخص صباح يوم 3 سبتمبر فقط بل أنه أجرى عملية تطهير وإعتقل أساتذة جامعات وصحفين وحدد إقامة بابا الأقباط

كما ذكرت سابقا .

وفى 15 مايو 1981 أعلن السادات فى خطاب رسمى : " أن البابا شنودة يريد أن يكون زعيماً سياسياً للأقباط فى مصر .. " وأعلن أيضاً : " أنه يريد إنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط .. " وقال " أنه كان على وشك إتخاذ إجراءات رادعة فى هذا الموضوع , لولا خطاب وصله من فتاة قبطية صغيرة , وصفها بأنه إبنته تطلب منه الصبر والسماح وطول البال .. وبحرمة من حركاته المسرحية أخذ السادات يقرا سطور من الخطاب على الملأ : " يأبى أشعر أنك غاضب وأنا أقدم روحى فداء لك وأتمنى لو إستطعت أن أضيف بكل ما تبقى من عمرى إلى عمرك لكى تعيش لنا دائماً " ثم سئل السادات عما يعنية بإجراءات رادعة فقال : " كنت سأطرد البابا " وعندما قيل له ليس من سلطته قال : " كنت سأطردة بإستفتاء شعبى !!!! "

وبعد أكثر من شهر قتل الأنبا صمؤيل جنباً إلى جنب مع الرئيس السادات فى حادث المنصة , وبدأ الكثير من عامة الأقباط يعتقدون أن كرامات البابا تتجلى وتحل على الذين ظلموه أو ساعدوا ظالميه , ثم أضيف إلى أسطورة الكرامات عنصر آخر حين أصيب بالسكتة القلبية صحفى قبطى تطوع لكتابة مقال عنيف ضد البابا شنودة فى جريدة الأهرام " ومات بعد صدور مقالته بيوم واحد0

وظل البابا شنودة الثالث فى منطقه منفاه بأديرة وادى النطرون مفروضاً عليه الحصار ولكنه خرج مرة واحدة قبل قرار الحكومة بإعادة تعيينه وكان خروجه لإجراء مراسيم جنازة الأنبا صمؤيل – وكان القداس مزدحماً بكبار الأقباط وموظفى الحكومة المصرية والمصليين من الأقباط وسائر الملل المسيحية , ويقول محمد حسنين هيكل (9) ومن المفارقات أن هذة الصلاة الجنائزية أقيمت بإسم البابا فى الوقت الذى كان مبعداً عن كرسيه بقرار رسمى لكن سلطته الفعلية كانت غير قابلة للعزل . 

وكان على الكنيسة أن تتحرك بحكمة فأصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية بيانا فى يوم الثلاثاء 22 سبتمبر 1981 بعد إن إستمر منعقداً لمدة 4 ساعات وكان يحضرة 44 من مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية :-

جاء فية أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تلتزم بتعاليم الإنجيل وقوانين الكنيسة فهى :-

·       تلتزم بطاعة السلطات الحاكمة أيا كانت عملا بالنص الإنجيلى " تخضع كل نفس للسلاطين الكائنة لأنه ليس سلطان إلا من الله .

 والسلاطين الكائنة مرتبة من الله . حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله . والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة " ( الرسالة إلى رومية 3: 1,2)

·       القوانين الكنسية مرعية ومحفوظة ولا مساس بالكهنوت المقدس للبابا البطريرك الأنبا شنودة الثالث

 الهضيبى بعد الحكم المؤبد عليهوقال البيان أنهم يقدرون على السيد الرئيس السادات إتخاذ ما أعلنه من قرارات من أجل الوحدة الوطنية والقضاء على الفتنة الطائفية .

ووجه نداء إلى المغتربين يحذر فيه من التيارات المنحرفة وألفكار الغربية المضادة لمصلحة الكنيسة والوطن

وسجل البيان أيضاً لقاء اللجنة الباباوية بالسادات بالقصر الجمهورى

وفى ختام البيان جاء بند هام وهو البند رقم 12 وهو " أعضاء المجمع المقدس  إذ يفتقدون إخوتهم من الآباء الأساقفة الذين إضطروا إلى التغيب عن حضور جلسة المجمع , يصلون غلى الله من أجلهم لكى يشملهم بنعمته وسلامه " ( وكان المقصود الأساقفة الذين قبض عليهم وأودعوا السجون " (10).. ومما يذكر أن الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى كان متغيب عن البلاد وكانت اللجنة الباباويه خائفة من رد فعله إذاء ما حدث إلا أنه تفهم الموقف الذى جر السادات البلاد إليه بحماقه .

    كان التيار الدينى منظم وناجح ووقعت أحداث الزاوية الحمراء وعرف السادات أن الجماعات الإسلامية قد أفتت بقتلة .

-----------------------------------------------------------------

        (1) كان الإتحاد الإشتراكى العربى قد تم حله – أما لجنته المركزية فقد ظلت كما هى لتمثل فى رأى السادات " مجلس العائلة المصرى " وطبعا هو رئيس وكبير العائلة وسميت فيما بعد " مجلس الشورى " وهى قادمه قاعده المصطبه فى القريه المصريه أو قاعده الخيمه وشيخ القبيلة

      (2)  كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص 425- 433

      (3) كتاب خريف الغضب لمحمد حسنين هيكل  مركز الأهرام للترجمة والنشر الطبعة المصرية الأولى  1983 ص 456

(4)  يرجح مؤرخى التاريخ  أنه الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون حالياً فى الولايات المتحدة الأمريكية مدى الحياة

     (5) هيكل  كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص 457  

      (6) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 ص 184- 185

     (7) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص484 – 485 

      (8) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988

      (9) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص 486 

      (10) السادات الحقيقة والأسطورة – موسى صبرى المكتب المصرى الحديث – الطبعة الثانية 1985

*********************************************

من طرائف ونكت الأقباط حول نية الرئيس السادات ضد البابا شنودة

ان الرئيس المصري في زيارة لإحدى الدول وكان معه البابا شنودة وشيخ الأزهر فحضر كابتن الطائرة مسرعا واخبره بان الطائرة مهدده بالسقوط نظرا لزيادة عدد الأفراد فما كان من الرئيس العادل لحل المشكلة إلا انه قام بالحديث مع البابا شنودة وشيخ الأزهر قائلا أنا ما عنديش محاباة كل أفراد الوطن سواسية (وغير ذلك من الكلام المستهلك محليا) ولحل المشكلة لابد من التضحية بشخص منكم و كل فرد له سؤال واحد فقط واللى مش حيجاوب سوف يقذف خارج الطائرة - أولا سؤال إلى شيخ الأزهر كم عدد سكان مصر؟ أجاب 65 مليون يا رايس الرئيس الإجابة صحيحة تماما
ثانيا سؤال للبابا شنودة ما هو اسائهم وعناوينهم وسنهم ونوعهم وأرقام بطاقاتهم الشخصية !!!!!!!!!!!!!؟

 This site was last updated 12/31/09