Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

حكومة السادات تحاول إبادة المسيحيين

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الضرب تحت الحزام
محبة الأقباط والسادات
New Page 2112

الهلوسة الدينية الإسلامية التى كان يعيشها السادات

وكان كلما الرئيس محمد أنور السادات زار طنطا أصر على أنّ يزور سيدي سيد البدوي. وكان قبل إقدامه على أيّ قرار مصيري خطير، يزور سيدي سيد البدوي تبركاً.. وقد فعل ذلك قبل ثورة التصحيح، وقبل العبور، وقبل زيارة القدس، وقبل مباحاث كامب ديفيد. وكان يدعو الشيخ سيد النقشبندي من طنطا إلى ميت أبو الكوم – قرية السَّادَات بالمنوفيّة – لينشد له التراتيل الدينية وقصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. عرف السَّادَات في حياته، مشايخ عديدين، ورجال دين بلا عدد، وأصحاب عمائم بلا حصر. وخمسة من الشيوخ كانوا قريبين منه وهو أيضاً قريباً منهم، وهؤلاء الخمسة هم: الشيخ متولي الشعراوي، والشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ سيد النقشبندي، والشيخ عبدالحميد عيسى، وأخيراً، الشيخ محمد خليل الخطيب..}( د/ محمود جامع – كتاب: عرفت السَّادَات – المكتب المصري الحديث / الطبعة الرابعة يونيو 2004م.)

صورة نادرة
نيروز ١٩٥٢
البكباشي السادات الي جوار كاهن كنيسة العدرا المغيثة بحارة الروم ابونا غبريال بولس وقد كانت تربطهما صداقة قبل قيام الثورة فقد اختبأ السادات لفترة في كنيسة العدرا وسراديبها وقت ان كان مطارد من الأمن وكان يتنكر في زي بائع فاكهة .. ولذلك كانت كنيسة العدرا المغيثة اول من هنأ بقيام ثورة يوليو ودعا الضباط للكنيسة في احتفال نيروز ١٩٥٢ ولبي النداء عدد كبير منهم ونري البكباشي السادات والي جواره ابونا غبريال واحد المشايخ
جدير بالذكر ان ابونا غبريال هو ابن ابونا بولس احد الآباء الكهنة الاقباط الذين انضموا لجموع الشعب في ثورة ١٩ وكان يفتح كنيسته للثوار وقت غلق الجامع الازهر ...

السَّادات تحالف مع الجماعات الإسلاميّة لأجل ضرب الشيوعيين والناصرين، وإنّه زج بإعداد كبيرة من الإسلاميين بعدما أصبح صوتهم الأقوى وربّما الأخطر على نّظام حكمه إلاّ أنّ السَّادَات ظل طوال حياته يزور الأولياء تبركاً.. ويحب حلقات الذكر والاستماع إلى التراتيل الدينيّة وقصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصاً من صوت المنشد الشيخ سيد النقشبندي.. ويخشى من غضب مشايخ يعتقد أنّ غضبهم يُغضب الله. وهذا يذكرني بحادثة وقعت بين السَّادَات ومرشد الإخوان المسلمين المرحوم الشيخ/ عمر التلمساني رواها د/ محمود جامع في كتابه: "عرفت السَّادات".
يقول د/ محمود جامع..{.. كان السَّادَات يحتفل باستراحته بالمعمورة كلّ عام بذكرى إنشاء الحزب الوطني ويخطب خطبة سياسيّة يدعو إليها كبار رجال الدولة ومؤسسي الحزب. هاجم السَّادَات الشيخ التلمساني هجوماً شرساً بشأن الفتنة في الزاويّة الحمراء، وهنا قام الشيخ عمر التلمساني من مكانه ووجه كلامه للسَّادَات وقاطعه في خطبته قائلاً له:..".. لمن أشكوك وأنت رئيس الجمهورية – فقد ظلمتني ونسبت ليّ إتهامات باطلة غير صحيحة – إنّما أشكوك إلى الله عز وجل وحسبي الله ونعم الوكيل..".
بعد هذه الكلمات، أصفر وجه السَّادات وارتعشت يداه وسقط البايب من فمه ويده. ووجه كلامه للشيخ عمر التلمساني مسترضياً إياه، فقال له:.."..لا تزعل يا شيخ عمر أنا لا أقصد إهانتك أو تجريحك – وأرجوك أنّ تسحب شكواك إلى الله – أرجوك أنّني أخاف الله..".
وبعد الخطبة اندفع السَّادات إلى الشيخ عمر التلمساني وعانقه وقبّله معتذراً. وبعد ذلك قابله في مدينة الإسماعيليّة وطلب منه السَّادات أنّ يقبل التعيين في مجلس الشورى لكن الشيخ عمر التلمساني رفض..}(
د/ محمود جامع – كتاب: عرفت السَّادَات – المكتب المصري الحديث / الطبعة الرابعة يونيو 2004م.)

 

  سياسة المصالحة بين مسلم مجرم قاتل ومسيحى مجنى عليه مقتول

 وأعطت حكومة السادات الضوء الأخضر لتصفية المسيحين بعدم تحرك قوات البوليس لحفظ الأمن وأيقظت روح الفتنة فى البلاد , والفتنة معناها روح التعصب والكره والبغضاء من المسلمين ضد المسيحين الأقلية – ووقعت أحداث متفرقة  فى بعض المدن الصغيرة والقرى ووقع مصابون من المسيحين .. وكانت سياسة الحكومة بعد تحقيقات النيابة العامة  هى إيجاد سبيل للمصالحة من كبار المسيحين .. وكبار المسلمين فى القرية أو المدينة التى يقع فيها الحادث .. لأن تطبيق القانون فى هذه الحالة سيوجد مزيدا من الضغائن .. وكان الهدف هو القضاء على هذه الضغائن حتى لا تثور من جديد (1) .

وبدأت البلاد كأنها فى حالة من الفوضى بسبب التسيب الأمنى , وإنتشر نار إضطهاد الأقباط إلى الجامعات مثل جامعة أسيوط والمنيا والإسكندرية .. وكان يحدث التدخل من السلطات لتهدئة الخواطر ولكن كان الوقت قد فات وتفشى مرض الفتنة التى وضعها السادات فى نسيج شعب مصر فقد إنتشرت الجماعات الإسلامية الإجرامية فعلا داخل الجامعات  وبدأ شباب الأقباط التحدث عن الإستشهاد فى سبيل المسيح , وسقط فعلا عدداً من الشهداء للمسيح فى هذه الفترة من الشباب فى أسيوط وغيرها من المدن , وبدأ نفوذ الجماعات الإسلامية الإجرامية يتزايد وسيطرت فعلا على إتحادات الطلبة وإمتدت سيطرتها إلى إدارة الجامعة بفضل تأييد بعض أعضاء هيئة التدريس من دكاترة ومعيدين وأساتذة  وتدخلت الجماعات الإسلامية الإجرامية فى جميع أوجه الحياة الجامعية لدرجة أنها منعت بالقوة حفلات الترفية وغيرها من الأنشطة الجامعية .

وعقد السادات إجتماعاً مع عبد الحليم محمود شيخ الأزهر إستمر ساعة ونصف , ثم عقد إجتماعاً بالقيادات الدينية المسيحية إستمر أكثر من أربع ساعات تحدث هو فى معظم عن زكرياته فى تاريخ الوحده الوطنية ثم طلب من الحاضرين أن يتكلموا بصراحة وتكلم بعض الأساقفة عن حوادث الإضطهاد التى تقع ضمن إدارتهم الدينية وكان أكثرهم عنفاً مطران أسيوط (2)

الذى طلب أن الأمان من الرئيس لكى يتحدث بصراحة وتكلم طويلا ضد محافظ أسيوط  محمد عثمان إسماعيل الذى ظل محافظا طول فترة السبعينات وعن إتحادة مع المجرمين من الجماعات الإسلامية , وروى وقائع عن منع المحافظ لإحتفال بعيد العذراء فى كنيسة العذراء بالجبل .. وقد إعتاد الأقباط الإحتفال بهذا العيد منذ مئات السنين , وكان المسيحيون والمسلمون يحتفلون معا بهذا العيد . وقال السادات أنه كان لا يعلم عن حوادث إضطهاد الأقباط شيئاً وكانت المعلومات التى وصلته تذكر أن الحوادث متمركزة فى أسيوط والمنيا فقط ( إذا كان يعرف أن هناك حوادث فماذا فعل ؟ ) وقال أنه يسمح بإنشاء مكان للصلاة فى كل قرية مثل الزوايا وأنه غير مقتنع بأن إنشاء الكنائس يتم طبقا للقرار الهمايونى (3)

ووجه اللوم إلى ممدوح سالم بعدم إخطارة بخطورة الموقف الذى قال أنها حوادث طفيفة وتواجهها الحكومة وأرسل إلى كل حكام المديريات المصرية     ( المحافظين ) أنه لا يسمح بأن يتم الإعتداء على أى كنيسة , وسيفصل المحافظ الذى لا يستطيع ذلك .

 وتولى د/ مصطفى خليل رياسة الوزارة بعد عدم تمكن الدولة على السيطرة على الفوضى التى تفشت فى البلاد ... بل أن الأحداث الدموية بدأت تتفاقم أما فى باقى البلاد وقام الأقباط بإزالة كل ما يشير إلى الدين فى العربات الملاكى الخاصة من صلبان وصور خوفاً من إنقضاض المسلمين على عربياتهم

فقد وجدت الجماعات الإسلامية الإجرامية نفسها فى موقع السلطة فى الجامعات وغيرها ودان لها الجميع بسبب حالات الإعتداء الدموية اليومية وإختفاء الأمن والبوليس الذى كان كل عملة المصالحة , ووجد الأقباط أنفسهم يواجهون هذا الإجرام , المضايقات اليومية فى الجامعات وفى الحياة العامة وكان أكثر حوادث الجامعات إضطهاداً كان فى جامعة الإسكندرية , ومن المعروف أن الكنيسة تعقد إجتماعات روحية لفئات مختلفة بها مثل إجتماع الشابات ( الفتيات ) , الخادمات .. الخ وكان هناك إجتماعا لطلبة جامعة الإسكندرية فى الكنيسة ونما إلى علم نائب مطران ما يحدث فى جامعة الإسكندرية للطلبة الأقباط .. فطلب من الطالبات الجامعيات تعليق صلبان خشبية كبيرة على صدورهن إعلاناً لتمسكهن بالمسيح وتمسك الأقباط بالمسيح  وقد أغاظ هذا الأمر الجماعات الإسلامية الإجرامية .

وكثرت إعتداءات الجماعات الإسلامية على إدارات الجامعات  والطلبة الأقباط فى جميع فروع الجامعات المصرية وتميزت جامعة أسيوط بعنف التواجد الإجرامى بها وحاولت الجماعات الإسلامية الإجرامية منع الطلبة

 الأقباط من الإحتفال  بأحد إحتفالاتهم الدينية , فحدثت إتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الذى أعطى تعليمات مباشرة إلى وزير الداخلية بالتصدى بالقوة لهذه الجماعة وأتيح للطلبة الأقباط أن يحتفلوا بعيدهم فى حرية , وأنذر د/ مصطفى خليل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى خليل محافظ أسيوط بالفصل إذا لم يعمل على تنفيذ هذه التعليمات . وذهب السادات إلى جامعة أسيوط وعقد إجتماعاً أذيع  بالتلفزيون على الهواء مباشرة وعرض كل ما حصل عليه من تقارير , وكانت توصيات أساتذة الجامعة جميعا على ضرورة وقف هذه الأحداث حتى تقوم الجامعة برسالتها التعليمية .. وتحدث أحد الأساتذة قائلاً : " أن الدولة قامت عن قصد بتشجيع هذه الجماعات على أساس أنها تناوئ المد الشيوعى , وهذا سبب تضاعف قوة إجرام الجماعات الإسلامية "

وكان حنا نيروز المحامى مستشار البابا القانونى يترك الرسائل فى مكتب السادات عن مطالب الأقباط التى منها إجراء محاكمات قضائية للمجرمين الذين خالفوا القانون فى كل الحوادث  وأيضاً رفع الإضهاد عن أحقية الأقباط فى المشاركة فى الوظائف الحكومية فى عدل – وعندما ضاق السادات بإسلوب حنا نيروز المحامى فأراد أن يغرية بمنصب فإستدعاه يوما وأبلغة بتعيينه عضواً فى مجلس الشعب , وكان حنا نيروز المحامى والسادات زميلين فى الدراسة فى المرحلة الثانوية – وكانا يجلسان فى تختة واحدة وروى السادات بنفسة أن حنا نيروز كان من عائلة مستورة ( غنية نوعاً ) وكانوا يرسلون له كل يوم طعامه فى " عامود" أما السادات فكان يعتمد على سندوتش الفول والطعمية , وكان حنا نيروز إنساناً محباً لمن حولة فكان يصر على أن يشاركة زميلة وصديقة أنور فى طعام " العامود" وظل حنا نيروز على موقفة السابق من الحقيقة وفشلت خطة السادات معه

 وكان المهاجرون المصريون فى أمريكا سمعوا بالحوادث المؤسفة فى مصر من أهاليهم , فكانوا يتابعون أعضاء الكونجرس الأمريكى بالخطابات التى تتحدث عن كل واقعة من وقائع الأحداث الجارية بمصر , وذكروا أن الأقباط فى بعض القرى والمدن لا يستطيعوا الخروج من منازلهم لحضور الكنيسة فقد ضرب المسلمين الأقباط الذاهبين للصلاه لدرجة أن ساق أحدهم قطعت وتعرض بعضهم للقتل أو الإختطاف والضرب بالجنازير , كما حدثت حالات إغتصاب النساء القبطيات . ووزعت منشورات بما يحدث فى مصر فى أثناء زيارة السادات لأمريكا وفى الشوارع المحيطة بمقر إقامتة , وقام المهاجرون بمظاهرة أمام البيت الأبيض وكانوا يحملون لافتات تتكلم بإختصار عما يحدث فى مصر , وظهرت إعلانات تحكى عن الآم الأقباط من وعود الحكومة الزائفة بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية ثم قامت بعد ذلك بتطبيقها فى صحيفتى النيويورك تايمز والواشنطن بوست ووصفت مصادرالحكومة هذه الإعلانات أنها مستفزة  وقد طلب السادات من البابا أن يرسل الأنبا صمؤيل لتهدئة أقباط المهجر , وقد إتهم السادات البابا شنودة بأنه كان وراء موقف أقباط أمريكا وأن ما حدث كان مدبر من البابا وقال أنه تلقى تقارير عن الأشخاص الذين حضروا من أمريكا لهذا الغرض , وكان إتهامة هذا مبنى على دليل أن الأنبا صمؤيل وصل إلى أمريكا متأخراً بعد أن حدثت المظاهرات .

وكان ما حدث فى أمريكا مع إصرار البابا بإجرائات محاكمات للمجرمين من الجماعات الإسلامية هو الذى أنهى العلاقة التى كانت شبة منتهية من قبل بينهما . 

وكانت بعض جهات الأمن قد طلبت من بعض الشخصيات القبطية الموالية للحكومة أن تخبر البابا أن يلغى البابا شنودة محاضراتة الأسبوعية التى يلقيها على الشباب كل يوم سبت ويحضرها الألاف والتى كان يعظهم فيها عن قوة الإيمان  !!!

ورفض البابا شنودة الثالث هذا الإقتراح , كما رفض البابا إقتراح آخر بنقل نائب مطرانية الإسكندرية فى ذلك الوقت ولكنه نقلة بعد عامين إلى لندن .

وأعلن البابا يأسة من إتجاه السادات وإصراره على إضطهاد المسيحين وترك الجماعات الإسلامية الإجرامية من الهجوم على المسيحين وكإعلان للوصول إلى الطريق مسدود إتخذ عدة قرارات بموافقة المجمع المقدس هى :-

·       دعا المجمع المقدس فى إجتماع مستمر

·       عدم الإحتفال بالشعائر الدينية فى العيد

·       عدم إستقبال الوفود من ممثلى الدولة والطوائف والهيئات الأجنبية فى إحتفالات العيد

تلاوة رسالة البابا التى توزع على الكنائس فى كل عيد بأن هذه القرارات قد أتخذت إحتجاجاً على إضطهاد الأقباط فى مصر , ( وكانت هذه المرة الأولى يصدر بابا قبطى إعلاناً بهذا الإضطهاد ) وذهب البابا إلى الدير   

ومن الواضح إسلوب التجاهل الحكومى لما يحدث مع الأقباط كان من ضمن مخطط مدروس بتطبيق الشريعة الإسلامية كما هو المتبع حتى الآن فى المصالحة بين الطرفين المسلم الجانى والقبطى المجنى علية كان وسيظل اسلوب غير مجدى للأسباب التالية

·       أنه يعنى تطبيق الشريعة الإسلامية التى تنص بعدم معاقبة مسلم مجرم إعتدى على مسيحى قبطى أو ممتلكاتة أو نساؤة ولو حتى قتلة .

·       إنه نوع من التعصب بإجبار الأقباط على مصالحة وتخويفهم بسلطة الدولة أو تهديدهم بالقول أن ما حدث حدث وإن لم تتنازلوا عن القضايا وحقوقكم سيكون هناك أشر وهذا عمل إجرامى فى حد ذاتة ضد الإنسانية وضد حقوق الأقباط .

·       كيف يمكن للمقتول أن يتصالح مع قاتل .

·       أنه قانون بدائى قبلى لا يمكن تطبيقة فى العصر الحديث الذى فية سلطة القانون هى الأعلى فى الدول المتحضرة .

·       أنه توجد حقوق مختلفة لا يصح التنازل عنها فإذا تنازل المقتول عن حقة فالقانون المدنى يجب أن يقتص من القاتل حتى لا يحدث تسيب وفوضى وتفقد الدولة هيبتها كما هو حادث الآن فى مصر .

وفى وسط هذا التصاعد من الحكومة المصرية والمتزامن مع هجمات العصابات على الأقباط فى جميع الأقاليم وفى إجتماع المجمع المقدس .. ظهر ان مطران أسيوط الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف دعا إلى إجتماع فى الكنيسة حضرة الرسميون والقيادات الإسلامية فى مدينة بنى سويف وتبادل الخطباء الكلمات عن الوحدة الوطنية وإلتحام الصليب والهلال .. فسألة البابا شنودة كيف تفعل هذا ؟ .. فقال الأنبا أثناسيوس : " أريد أن أوضح ياسيدنا .... " وهنا قاطعة البابا شنودة قائلا " .... لا أريد توضيح .. وإذا إستمريت فى الكلام سأغادر هذا الإجتماع .."

وهكذا وصلت الأزمة إلى طريق مسدود وكان البابا شنودة يصلى فى الدير طوال الوقت ليرفع الرب الأزمة عن شعبة .. ولكنة كان يرجع إلى القاهرة لحضور إجتماعات المجمع المقدس – أما أعضاء مجلس الشعب من المسيحين الذين كانوا يحاولون الوساطة فقد عاملهم معاملة جافة –وقد أدت هذه المعاملة إلى تراجع بعض منهم عن موقفة ( الوساطة يعنى إطلاق اليد للمسلمين أن تعمل ما بدا لها )

وتوجة الأنبا صمؤيل لزيارة د/ مصطفى خليل رئيس الوزراء فى منزلة لمحاولة لإيجاد حل , ولكنه قال  : " يعود البابا من الدير ويقيم مراسم العيد فى الكنيسة مقابل أن يحضر رئيس الوزراء هذه المراسم نيابة عن الحكومة " وطلب الأنبا صمؤيل قائلا : " يتوجه أحد الوزراء لدعوة البابا شنودة للحضور .. وإقترح إسم منصور حسن – وأبلغ د/ مصطفى خليل  السادات بالإقتراح فرفض .

وهنا تعثر حل الموقف .. وتوتر الموقف من القاعدة إلى القمة وبدأ السادات نهاية رحله حياتة  فقد إستعد لتفجير الأزمة فى خطاب كان سيلقيه فى إجتماع عام .

وفى هذه الأثناء توجة البابا لحضور إجتماع السبت الذى يعقد بالكاتدرائية وبعدها إتصل الأنبا صمؤيل وكذلك فوميل لبيب مدير تحرير المصور بالأستاذ موسى صبرى وأبلغاه أن الإجتماع كان رائعاً وأن الشباب القبطى هتف بحياة السادات .. وطلبوا منه إبلاغ السادات بذلك وأبلغة وفرح بهذه الأنباء ولكن إتضح بعد ذلك عدم صحة واقعة الهتاف بحياة السادات ( إن الذى كان بعيش فى هذه الأيام كان يشعر بشعور الأقباط نحو رئيساً كاذباً وكان يشعر بمدى إحتقار المسلمين لرئيسهم وإطلاق لقب الخائن عليه )

وأعد السادات فى قريتة بميت أبو الكوم مائدة صيامى خاصة للإجتماع بالنواب الأقباط , وتحدثوا إليه وطلبوا منه أن يحل الموقف بحكمته على أساس أنه كبير البلد .. وروى لهم عن أسباب ألمه .. وروى لهم عن موقف حكومته من مشكلة دير الراهبات فقد تلقى مذكرة من حنا نيروز أنه كانت هناك تعديات على أراضى ديراً للراهبات على شاطئ البحر قريباً من الأسكندرية فإتصل بنائبة محمد حسنى مبارك وطلب إليه أن تحل مشكلة الدير وأن تعاد للراهبات أرضهم المغتصبة وإقامة السور خلال 24 ساعة , وفعلا حلت هذه المشكلة , وكانت تعثرت طويلا فى إجراءات روتينية وخلاف على الإختصاصات بين عدد من الوزارات وجهات الأمن ووزارة الحربية . وفى نهاية الإجتماع قال السادات من ناحيتى لا توجد أزمة .

وبعد أن أوهم السادات جميع من حوله من الأقباط أنه لا توجد أزمة وأن الأزمة فى طريقها إلى الحل ولكن فوجئ الجميع بأن خطابه كان تفجيراً للأزمة وإثارة للوحدة الوطنية والفتنة داخل البلاد وظن أنه بهذا يضم المسلمين إليه فقد كان خطابه فى قمه العنف .. وكله حول تصرفات البابا وأن ملخصة يعنى إتهاماً للبابا شنودة الثالث بالخيانة .

ومما يذكر انة بعد الخطابات الثلاثة التى ألقاها كل من السادات كرئيس الجمهورية , والشيخ عبد الحليم شيخ الأزهر , والبابا شنودة بابا الأقباط فى إجتماع تهدئة الموقف فى المظاهرات التى كانت ضد السادات وأسماها إنتفاضة حرامية – ظلت الإذاعة المصرية تذيع كلمة البابا شنودة بدون توقف , وأحدثت تأثيراً قوياً لدى المسلمين ورأى المسلمين أكبر شيوخهم لا يصل إلى مستوى البابا شنودة فى أحاديثة وخطبه ومعلوماته , ومنذ ذلك الوقت حقد شيخ الأزهر عبد الحليم على البابا وحمل فى قلبة حساسية خاصة من البابا شنودة وأعلن السادات فى جلسات خاصة أنه لا ينوى تجديد مدة خدمة الشيخ عبد الحليم كشيخ الأزهر ولكنه عدل عن موقفة ولم يعرف السبب . ولكن ظهرت حملات فى الصحف تهاجم إبن الشيخ عبد الحليم ففى جريدة الأخبار كان عبد الوارث مصراً على بدء الحملة وقال : " أنه لا كهنوت فى الإسلام .. وأن شيخ الأزهر وإبنه أشخاص عاديين يمكن نقدهم "(4) ومن المرجح أن شيخ الأزهر تبنى وجهه نظر الجماعات الإسلامية كنوع من رد الإعتبار وحتى يثأر من البابا القبطى صاحب البلاغة فى الأسلوب أنه بهذا راهن على فكرة الحصان الأرهابى الذى يتقدم حلبة الصراع على السلطة بواسطه فكر إسلامى لم يستطع الأزهر أن يقاومة فظهر الأزهر أنه أكثر إسلامية من الجماعات ووصل الإرهاب بهذا إلى خط النهاية حينما أعلن منظم السباق أن الخائن والمتآمر على الوحدة الوطنية أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع – وبهذه الحركة الأزهرية أعلن الأزهر أنه موافق على فتوى تكفير السادات وتحليل دمه بطريقة ملتوية

 ----------------------------------------------------------------------------------

المـــــــــــــراجع

(1) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 ص 137

(2) وكان السادات يعرف الأنبا ميخائيل مطران أسيوط منذ أشهر الثورة الأولى – فقد كان الشخص الوحيد الذى خطب ( ألقى كلمة ) أمام الرئيس جمال عبد الناصر فى أسيوط وهاجم الثورة

(3) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 ص 138- 139

(4)  البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998ص 148-149

 

This site was last updated 06/08/14