Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة إحدى وأربعين ومائة سنة اثنتين وأربعين ومائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
باقى 136 وخلافة المنصور
سنة 137 قتل أبي مسلم الخراساني
سنة ثمان وثلاثين ومائة
سنة 139 وعبد الرحمن بن معاوية بالأندلس
سنة أربعين ومائة
سنة 141 و142
سنة 143 و144
سنة خمس وأربعين ومائة
سنة ست وأربعين ومائة
سنة148 و149 و150
سنة 151 وسنة 154
سنة 156 و158

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة
ذكر خروج الراوندية

وفي هذه السنة كان خرروج الراوندية على المنصور؛ وهم قوم من أهل خراسان على رأي أبي مسملم صاحب الدعوة، يقولون بتناسخ الأرواح، يزعمون أن روح آدم في عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو المنصور، وأن جبرائيل هو الهيثم نب معاوية.
فلما ظهروا وأوا قصر المنصور فقالزا: هذا قصر المنصور فقالوا: هذا قصر ربنا. فاخذ المنصور رؤساءهم فحبس منهم مائتين، فغضب أصحابهم وأخذوا نعاشلً وحملو السرير، وليس في النعش أحد، ومروا به حتى صاروا على باب السجن فرموا بالنعش، وحملوا على الناس ودخلوا السجن وأخرجوا أصحابهم،وقصدوا نحو المنصور، وهم يومئذ ستمائة رجل، فتنادى الناس وغلقت أبواب المدينة فلم يدخل أحد؛ فخرج المنصور من القصر ماشياً، ولم يكن في القصر دابة، فجعل بعد ذلك اليوم يرتبط دابه معه في القصر.
فلما خرج المنصور أتي بدابة فركبها وهويريدهم، وتكاثروا عليه حتى كادوا يقتلونه وجاء معن بن زائدة الشيباني، وكان مستتراً من المنصور بقتاله مع ابن هبيرة، كما ذكرناه والمنصور شديد الطلب له وقد بذل بلاء حسناً، وكان المنصور راكباً على بغلة ولجامها بيد الربيع حاجبه، فأتى معن وقال: تنح فأنا أحق بهذا اللجام منك في هذا الوقت وأعظم غناء. فقال المنصور: صدق فادفعه إليه. فلم يزل يقاتل حتى كشفت الحال وظفر بالرواندية. فقال له المنصور: من أنت؟ قال: طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة. فقال: آمنك بالله على نفسك ومالك وأهلك، مثلك يصطنع.
وجاء أبو نصر مالك بن الهيثم فوقف على باب المنصور وقال: أنا اليوم بواب. ونودي في أهل السوق فرموهم وقاتلوهم وفتح باب المدينة فدخل الناس، فجاء خازم بن خزيمة فحمل عليهم حتى ألجأهم إلى الحائط، ثم حملوا عليه فكشفوه مرتين، فقال خازم للهيثم بن شعبة: إذا كروا علينا فاستبقهم إلى الحائط، فإذا رجعوا فاقتلهم. فحملوا على خازم، فاطرد لهم وصار الهيثم من ورائهم فقتلوا جميعاً.
وجاءهم يومئذ عثمان بن نهيك فكلمهم، فرموه بسهم عند رجوعه فوقع بين كتفيه فمرض أياماً ومات منها، فصلى عليه المنصور وجعل على حرسه بعده عيسى بن نهيك، فكان على الحرس حتى مات، فجعل على الحرس أبو العباس الطوسي، وكان ذلك كله بالمدينة الهاشمية بالكوفة.
فلما صلى المنصور الظهر دعا بالعشاء وأحضر معناً ورفع منزلته وقال لعمه عيسى بن علي بن عبد الله بن عابس: يا أبا العباس أسمعت بأشد رجل؟ قال: نعم. قال: لو رأيت اليوم معناً لعلمت أنه منهم. فقال معن: والله يا أمير المؤمنين لقد أتيتك وإني لوجل القلب، فلما رأيت ما عندك من الاستهانة بهم وشدة الإقدام عليهم رأيت ما لم أره من خلقٍ في حرب فشد ذلك من قلبي وحملني على ما رأيت مني.
وقيل: كان معن متخفياً من المنصور لما كان منه من قتاله مع ابن هبيرة، كما ذكرناه، وكان اختفاؤه عند أبي الخصيب حاجب المنصور، وكان على أن يطلب الأمان، فلما خرجت الراوندية جاء معن فوقف بالباب، فسأل المنصور أبا الخطيب: من بالباب؟ فقال: معن بن زائدة. فقال المنصور: رجل من العرب شديد النفس علم بالحرب كريم الحسب، أدخله، فلما دخل قال: أيه يا معن! ما الرأي؟ قال: الرأي أن تنادي في الناس فتأمرهم لهم بالأموال.(3/18)
فقال: واين الناس والأموالل؟ ومنة تقدم على أن يعرض نفسه لهؤلاء العلوج! لم تصنع شيئاً يا معن! الرأي أن اخرج فأقف للناس، فإذا رأوني قاتلوا وتراجعوا إلي، وإن أقمت تهاونوا وتخاذلو: فأخذ معن بيده وقال: لا أمير المؤمنين إذاً، والله تقتل الساعة، فأنشدك الله في نفسك! فقال له أبو الخطيب مثلها، فجذب ثوبه مهما وركب دابته وخرج ومعن آخذ بلجام دابته وأبو الخصيب مع ركابه، وأتاه رجل فقتله معن حتى قتل أربعةً في تلك الحالة، حتى اجتمع إليه الناس فلم يكن إلا ساعة حتى أفنوهم، ثم تغيب معن، فسأل المنصور عنه أبا الخطيب فقال: لا أعلم مكانه. فقال المنصور: ايظن معن أن لا أغفر ذنبه بعد بلائه؟ أعطه الأمان وأدخله علي فأدخله إليه، فأمر له بعشرة آلاف درهم، ثم ولاه اليمن.
ذكر خلع عبد الجبار بخراسان وسمير المهدي إليه
في هذه السنة خلع عبد الجبار بن عبد الرحمن عامل خراسان للمنصور.
وسبب ذلك أن عبد الجبار لما استعمله المنصور على خراسان عمد إلى القواد فقتل بعضهم وحبس بعضهم، فبلغ ذلك المنصور وأتاه من بعضهم كتاب: قد نغل الأديم. فال لأبي أيوزب: إن عبد الجبار قد أفنى شيعتنا، وما فعل ذلك إلا وهو يريد أن يخلع. فقال له: اكتب إليه أنك تريد غزو الروم فليوجه إليك الجنود من خاسان وعليهم فرسانهم ووجوههم، فغذا خرجوا منها فابعث إليه من شئت فلا تمنع.
فكتب المنصور إليه بذلك، وأجابه: إن الترك قد جاشت وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان. فألقى الكتاب إلى أبي أيوب وقال له: ما ترى؟ قال: قد أمكنك من قياده، اكتب إليه: إن خراسان أهم إلي من غيرها وأنا موجه إليك الجنود، ثم وجه إليه الجنود ليكونوا بخراسان، فإن هم بخلعٍ أخذوا بعنقه.
فلما ورد الكتاب بهذا على عبد الجبار أجابه: إن خراسان لم تكن قط أسوأ حالاً منها في هذا العام، وإن دخلها الجنود هلكوا لضيق ما هم فيه من الغلاء. فلما أتاه الكتاب أقلاه إلى أبي أيوبن فقال له اظبو أيوب: قد أبدى صفحته وقد خلع فلا تناظره.
ووجه المنصور ابنه لمهدي وأمره بنزول الري، فسار إليها المهدي، ووجه خازم بن خزيمة بين يديه لحرب عبد الجبار، وسار المهدي فنزل نيسابور، فلما لغ ذلك أهل مرو الورذ ساروا إلى عبد الجبار وحاربوه وقاتلوه قتالاً شديداً، فانهزم منهم لجأ إى معطنة فتوارى فيها، فعبر إليه المجشر بن مزاحم، من أهل مرو الروذ، فاخذه أسيراً، فلما قدم خازم أتاه به فألبسه جبة صوف وحمله على بعير وجعل وجهه مما يلي عجز البعير وحمله إلى المنصور ومعه ولده وأصحابه، فبسط عليهم العذاب حتى استخرج منهم الأموال، ثم أمر فقطعت يدا عبد الجبار ورجلاه وضرب عنقه، وأمر بتسيير ولده إلى دهلك، وهي جزيرة باليمن، فلم يزالوا بها حتى أغار عليهم الهند فسبوهم فيمن سبوا ثم فودوا بعد ذلك. وكان ممن نجا منهم عبد الرحمن بن عبد الجبار، صحب الخلفاء ومات أيام الرشيد سنة سبعين ومائة.
قيل: وكان أمر عبد الجبار اثنتين وأربعين في ربيع الأول، وقيل:س نة أربعين.
ذكر فتح طبرستان
ولما ظفر المهدي بعبد الجبار بغير تعب ولا مباشرة قتل كره المنصور أن تبطل تلك النفقات التي أنفق على المهدي، فكتب إليه أن يغزو طبرستان وينزل الري ويجه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة والجنود إلى الأصبهبذ، وكان الأصبهبذ يومئذ محارباً للمصمغان، ملك دنباوند، معسكراً بإزائه، فلما بلغه دخول الجنود بلاده ودخول أبي الخصيب سارية قال المصمغان للأصبهبذ: متى قهروك صاروا إلي؛ فاجتمعا على حرب المسلمين. فانصرفالأصبهبذ إلى بلاده فحارب المسلمين، فطالت تلك الحروب، فوجه المنصور عمر بن العلاء إلى طبرستان؛ وهو الذي يقول فيه بشار:
إذا أيقظتك حروب العدى ... فنبه لها عمراً ثم نم (3/19)
وكان علماً ببلاد طبرستان، فأخذ الجنود وقصد الرويان وفتحها، وأخذ قلعة الطاق وما فيها، وطالت الحرب، فألح خازم على القتال ففتح طبرستان وقتل منهم فأكثر، وسار الأصبهبذ إلى قلعته فطلب الأمان على أن يسلم القلعة بما فها من الذخائر، وكتب المهدي بذلك إلى المنصور، فوجه المنصور صالحاً صاحب المصلى، فأحصوا ما في الحصن وانصرفوا، ودخل الأصبهبذ بلاد جيلان من الديلم فمات بها، وأخذت ابنته، وهي أم إبراهيم بن العباس بن محمد، وقصدت الجنود بلد المصمغان فظفروا به وبالبحيرة، أم منصور بن المهدي.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة عزل زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة والمدنة والطائف، واستعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري في رجب، وعلى الطائف ومكة الهيثم بن معاوية العتكي من أهل خراسان.
وفيها نوفي موسى بن كعب وهو على شرط المنصور وعلى مصر والهند، وخليفته على الهند عيينة أبنه، وكان قد عزل موسى عن مصر ووليها محمد ابن الأشعث ثم عزل ووليها نوفل بن محمد بن الفارت.
وحج بالناس هذه السنة صالح بن علي بن عبد الله بن عباس وهو على الشام، وعلى الكوفة عيسى بن موسى، وعلى البصرة سفيان بن معاوية، وعلى خراسان المهدي، وخليفته بها السري بن عبد الله، وعلى الموصل إسماعيل بن علي.
وفيها مات سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد الأنصاري. وأبان بن تغلب القارئ.


ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة
ذكر خلع عيينة بن موسى بن كعب

في هذه السنة خلع عيينة بن موسى بالسند وكان عاملاً عليها.
وسبب خلعه أن أباه كان استخلف المسيب بن زهير على الشرط، فلما مات موسى أقام المسيب على ماكان يلي من الشرط، وخاف أن يحضر المنصور عيينة فيوليه ما كان إلى أبيه، فكتب إليه ببيت شعر، ولم ينسب الكتاب إلى نفسه:
فأرضك أرضك إن تأتينا ... تنم نومةً ليس فيها حلم
فخلع الطاعة. فلما بلغ الخبر ؟إلى المنصور سار بعسكره حتى نزل على جسر البصرة ووجه عمر بن حفص بن أبي صفراء والعتكي عاملاً على السند والهند، فحاربه عيينة، فسار حتى ورد السند فغلب عليها.
ذكر نكث الأصبهبذ
في هذه السنة نكث الأصبهبذ بطربرستان العهد بينه وبين المسلخمين وقتل من كان ببلاده منهم، فلما انتهى الخبر إلى المنصور سير مولاه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة وروح بن حاتم فأقاموا على الحصن يحاصرونه وهو فيه، فلما طال عليهم المقام احتال أو الخصيب في ذلك فقال لأصحابه: اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي. ففعلوا ذلك به. ولحق بالأصبهبذ فقال له: فعل بي هذا تهمةً منهم لي أن يكون هواي معك؛ وأخبره أنه معه وأنه دليل على عورة عسكرهم. فقبل ذلك الأصبهبذ وجعله في خاصته وألطفه.
وكان باب حصنهم من حجر يلقى إلقاء، ترفعه الرجال وتضعه عند فتحه وإغلاقه، وكان الأصبهبذ يوكل به ثقات أصحابه نوباً بينهم، فلما وثق الأصبعبذ بأبي الخصيب وكله بالباب، فتولى فتحه وإغلاقه حتى أنس به.
ثم كتب أبو الخصيب إلى روح وخازم وألقى الكتاب في سهم وأعلمهم أنه قد ظفر بالحيلة، وواعدهم ليلةً في فتح الباب، فلما كان تلك الليلة فتح لهم، فقتلوا من في الحصن من المقاتلة وسبوا الذرية وأخذوا شكلة، أم إباهيم بن المهدي. وكان مع الأصبهببذ سم فشربه فمات.
وقد قيل: إن ذلك سنة ثلاث وأربعين ومائة.
ذكر عدة حوادث
وفيها مات سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو على البصرة في جمادى الآخرة وعمره تسع وخمسون سنة، وصلى عليه أخوه عبد الصمد.
وفيها عزل نوفل بن الفرات عن مصر ووليها حميد بن قحطبة.
وحج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد الله، وكان العمال من تقدم ذكرهم.
وولى المنصور بالجزيرة والثغر والعواصم أخاه العباس بن محمد، وعزل المنصور عمه إسماعيل بن علي عن الموصل واستعمل عليها مالك ابن الهيثم الخزاعي جد أحمد بن نصير الذي قتله الواثق، وكان خير أمير.
فيها مات يحيى بن سعيد الأنصاري أبو سعيد قاضي المدينة، وقيل سنة ثلاث، وقيل سنة أربع وأربعين. وفيها مات موسى بن عقبة مولى آل الزبير. وفيها توفي أيضاً عاصم بن سليمان الأحول، وقيل سنة ثلاث وأربعين. وفيها مات حميد بن أبي حميد طرخان، وقيل مهران مولى طلحة بن عبد الله الخزاعي، وهو حميد الطويل، يروي عن أنس بن مالك، وعمره خمس وسبعون سنة.(3/20)
 

 

 

This site was last updated 07/07/11