Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الثورة والطبقات الإجتماعية الملاك والفلاحين فى سنة 1919م

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
أول وثيقة من وثائق ثورة ١٩١٩
عبد الرحمن فهمى
وعد بلفور بوطن لليهود
النحاس باشا ورمضان
الأقباط ودستور 23
مولد السنهورى
حمد باشا شيخ العرب
الشيخ امين الخولى
الأستقبال الشعبى بعد النفى
خلاف بين الملك وسعد
عيد‏ ‏الجهاد‏ وسعد زغلول
خلاف بين النحاس وعبيد
صفية هانم زغلول
الملك أحمد فؤاد وسعد زغلول
إستقبال سعد زغلول
سعد زغلول رئيساً للوزارة
اغتيال السير لى ستاك
حياة سعد زغلول
سعد زعيماً بلا معارض2
سعد زعيماً بلا معارض1
سعد زعيماً بلا معارض3
تسعون عاما الثوار
ضريح سعد زغلول
ثورة الألف شهيد
سعديين أم عدليين
مظاهرة المرأة
من هو سعد زغلول
نتائج ثورة 19 الإجتماعية
يا عم حمزة إحنا التلامذة
Untitled 4290
Untitled 4291

Hit Counter

 

الأهرام عن خبر بعنوان [ ثورة ‏1919‏ تسعون عاما الثوار‏(3‏ ـ‏3)‏] بقلم: د‏.‏ رفعت السعيد

كبار الملاك الذين سماهم كرومر ـ عميد الاحتلال ـ بأصحاب المصالح الحقيقية‏,‏ والمرابين وأغلبهم من الأجانب ينتهزون بؤس الفلاحين فيشترون منهم المحاصيل الشتوية قبل أن تنضج بأبخس الأسعار واذ يأتي الخريف ويحتاج الفلاح الي زراعة ذات المحاصيل يشتريها بأضعاف السعر الذي باع به‏,(‏ عبدالرحمن الرافعي ـ نقابات التعاون الزراعية ـ ص‏176),‏ ولا يكون أمام الفلاح سوي الاستدانة من المرابين وتبلغ جملة الأراضي المرهونة‏619,214‏ فدانا وتكون جملة الديون علي المالكين لخمسة أفدنة فأقل‏17‏ مليون جنيه‏(‏ كتشنر ـ التقرير السنوي لعام‏1912‏ ـ ص‏25),‏ ويسجل كتشنر في تقريره عن عام‏1910‏ ان البنك الزراعي
وكان مملوكا لأجانب يباشر هذا العام وحده اجراءات نزع الملكية من‏2544‏ مدنيا‏,‏ وتتوالي الكوارث علي الفلاحين ففي الفترة من‏1907‏ الي‏1917‏ فقد الفلاحون‏40,000‏ رأس من الماشية بسبب مرض الطاعون البقري‏(‏ عزيز خانكي ـ شئون مصرية ـ ص‏34),‏ وفي عام‏1908‏ خسر الفلاحون‏8‏ ملايين جنيه بسبب دودة القطن‏(‏ روزنشتين ـ دمار مصر ـ ص‏456)‏ ثم كانت السخرة حيث اختطف جنود الاحتلال آلاف الفلاحين للعمل في خدمة جيش الاحتلال في فلسطين والشام‏(‏ أحمد بهاء الدين ـ أيام لها تاريخ ـ ص‏86),‏ وهكذا تراكم الغضب الفلاحي ليتفجر مع الثورة بصورة بالغة العنف ليس فقط ضد الاحتلال وانما أيضا ضد الطغاة من كبار الملاك وهم في الوقت نفسه عملاء للاحتلال‏,‏ ويصف فكري أباظة في فزع واضح أحداثا شاهدها بنفسه في أسيوط زحف البؤساء العزل زحف الأسود الكاسرة مستودعات الذخيرة المحلية وإلي سلاح البوليس فيتخاطفونه تخاطفا ويتقلدونه فارغا ومملوءا ويتكون في لمح البصر جيش الثورة من أصحاب الجلاليب‏,‏ ثم أخذت صفائح البنزين تكوم علي محاذاة جدار قصر محمد محمود باشا أحد قادة الوفد المنفيين الي مالطة‏,‏ ويوشك الثائرون علي إحراق القصر‏,‏ وقلت لهم‏:‏ هذا قصر محمد محمود وهو أحد المنفيين مع سعد باشا ولأجل حريته وحرية بلاده ثرتم‏,‏ فصاح وحش من الوحوش‏,‏ اسكت هل وزع علينا محمد محمود أرغفة العيش ونحن جائعين؟ احنا عايزين ناكل‏(‏ الضاحك الباكي ـ ص‏43),‏ ان كلمات فكري أباظة توضح مدي فزع الملاك من ثورة الفلاحين‏,‏ كذلك يوضحهما بيان أصدرته قيادة الوفد يدين الاعتداء علي الأنفس والأملاك‏,‏ كما أن قطع الطرق والمواصلات يضر أهل البلاد ويفقد المصريين ما ينتظرونه من عطف‏(‏ محمد صبيح ـ مواقف حاسمة ـ ص‏392),‏ لكن ثورة الفلاحين تمضي‏,‏ وحاربوا الاحتلال بالفئوس والعصي‏,‏ بما دفع الاحتلال الي استخدام الطائرات الشراعية في إلقاء قنابل حارقة عليهم في دير مواس وديروط‏,‏ وفي المنطقة نفسها قلب الفلاحون قطارا عسكريا وقتلوا ثمانية ضباط من الانجليز وقبض علي‏51‏ فلاحا حكم علي‏24‏ منهم بالاعدام‏,‏ والمثير للدهشة أن سلطات الاحتلال طلبت منهم تقديم طلب بالعفو حتي يمكن تخفيف هذا الحكم القاسي لكنهم جميعا رفضوا وأعدموا‏(‏ صلاح عزام ـ مارس‏1919‏ الدامي والفلاحون ـ ص‏14),‏ ويمكن القول إن الفلاحين كانوا أكثر القوي ثورية خلال أحداث الثورة‏,‏ وكانوا أكثرها تضحية‏,‏ يقول الرافعي انهم قدموا ثلاثة آلاف شهيد‏(‏ مذكراتي ـ ص‏35),‏ وان كان الانجليز قد اعترفوا بعدد أقل‏,‏ ففي تقرير قدمه هارموت وكيل الخارجية البريطانية أمام مجلس العموم قال قتل‏1000‏ وجرح‏1600‏ وسجن‏3700,‏ وأعدم منهم‏149,‏ وحكم علي‏47‏ بالأشغال الشاقة المؤبدة‏(‏ صلاح عزام ـ المرجع السابق‏).‏
ولأن الفلاحين كانوا ضد الاحتلال وضد كبار الملاك سواء بسواء‏,‏ فقد رفضوا أن يخضعوا لسلطة أي منهما ومن ثم اعلنوا استقلال أماكن عدة وأنشأوا لأنفسهم سلطة محلية تحت قيادة محلية فأعلنت زفتي والمطرية وفارسكور والمنيا وغيرها الاستقلال‏,‏ الأمر الذي أفزع الاحتلال والقصر وكبار الملاك علي السواء‏,‏ وقد قاد هذه الجمهوريات المستقلة شبان صغار‏(‏ زفتي‏)‏ أو شيخ الصيادين‏(‏ المطرية‏)‏ وأفندية‏(‏ فارسكور والمنيا‏),‏ لكن تجربة جمهورية زفتي تستحق بعض التأمل حيث شكلت لجنة للثورة انتخبها الفلاحون في اجتماع عام‏,‏ وكان للجنة مطبعة تصدر بيانات إعلامية تحدد أولا بأول أهداف الثورة وواجبات الثوار‏,‏ ونقرأ في واحد منها لابد من حماية الأمن من كل عابث‏,‏ ولابد من تحقيق العدالة لكل ساكن‏,‏ وتشكلت فرق من الفلاحين ردمت المستنقعات وأصلحت الطرق وقامت بحماية الحدود واصلاح الجسور‏..‏ واستمر استقلال الجمهورية‏19‏ يوما فقط حققوا فيها كل أحلامهم‏,‏ حتي إنهم أقاموا كشكا للموسيقي تعزف فيه احدي الفرق عند غروب كل يوم‏.‏
وعندما أرسل الاحتلال فرقة من الجنود الاستراليين لحصار القرية طبع الثوار منشورا بالانجليزية وزعوه علي الجنود الاستراليين يقولون فيه أيها الجنود إنكم مثلنا تعانون من الاحتلال‏,‏ ونحن نثور علي الانجليز وليس عليكم أنتم‏,‏ اننا نثور من أجل الخبز والحرية والاستقلال‏(‏ المرجع السابق ـ ص‏39).‏
لقد لخصوا شعارات جديدة لعمل ثوري جديد ومختلف عن شعارات سعد زغلول ورفاقه‏:‏ خبز وحرية واستقلال‏.‏
ويمكن القول إن الفلاحين كانوا يتحركون في الظاهر تحت قيادة الوفد‏,‏ لكنهم كانوا في الواقع يفجرون غضبهم المتراكم وأحلامهم المتراكمة‏,‏ ويحاولون صياغة وطن جديد أكثر تحررا وأكثر عدلا مما كان يطمح إليه كثيرون من قادة الوفد‏.‏

 This site was last updated 03/14/09