Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا ساويرس الكبير بطريرك إنطاكيه

 

الحكام المعاصرين

كانت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية البيزنطية الشرقية وكانت عاصمتها القسطنطينية وكانوا يرسلون ولاه يحكمون مصر

1 - الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م مسيحى - لا خلقدوني
2 - الإمبراطور جوستنيانوس1 Justinian I   527 – 565 م : مسيحى - خلقدونى

 

إنتخاب البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32

أختار الشعب القبطى  تيموثاوس الثالث ليكون البطريرك رقم 32 ويجلس على كرسى مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر فى 1 هاتور 235 ش التى توافق 8 نوفمبر 518 ش فى نهاية حكم الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس وكان هذا ألمبراطور من المتمسكين بعبارة النبا ديسقوروس الشهيرة "طبيعة واحدة للكلمة المتجسد "

ولما كانت الكنيستين الأنطاكية والقبطية مشتركتين فى الإيمان ولذلك جدد البابا المصرى تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 العلاقات مع مار ساويرس بطريرك أنطاكية عندما إستلم مقاليد لارئاسة وكتب له رسالة متضمنة الإيمان الصحيح
تقول المؤرخة مسز بتشر (1) : "  كان من سوء حظ مصر أنه مات البطريرك ديسقوروس ولحق به ألإمبراطور أناستاسيوس ففقدت مصر بموتهما رجلين عملا على تقدمها وإجتهدا على إحلال السلام فحلت الرفاهية والراحة فى ربوعها ، وجلس على كرسى العرش البيزنطى بالقسطنطينية الإمبراطور يوستنيان أو
يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول وكان رجلاً عسكرياً بسيطاً أمياً من الجنس السلافى المغولى فقادة طبعة وجهله إلى السير ضد الخطة الحكيمة التى سار فيها الإمبراطور السابق أناستاسيوس بترك كل أسقف يعتنق ما يراة صحيحاً ، بالإضافة إلى أن كان مؤيد لقرارات مجمع خلقيدونية (خلكيدونية)

محاولة القيصر إخضاع مسيحى أنطاكية وأقباط مصر لعقيدته الخلكيدونية

فلما جلس الإمبراطور جوستنيانوس1 على كرسى القيصر بالقسطنطينية صمم على أن يجبر كل المسيحيين الأرثوذكسيين فى إمبراطوريته الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدونية إلى الإعتراف بهذا المجمع المشئوم ووجه نظره خاصة إلى مسيحى مصر قاصداً إضطهادهم لأنهم كانوا أكثر من غيرهم فى ولايات افمبراطورية كراهة لمجمع خلكيدونية وررسالة (طومس) لاون ، فأرسل قوة عسكرية إلى الإسكندرية لكى ترغم أهلها على قبول قرارات مجمع خلكيدونية المشئوم .

ولما عرف البابا تيموثاوس 3 الخطر المحدق برعيته سعى للسلام وأرسل وفداً إلى القيصر بالقسطنطينية يطلب منه إلغاء هذه الإجراءات خوفاً من حدوث ثورة بالإسكندرية تذهب بالأخضر باليابس ، وتقابل الوقد مع زوجة القيصر الإمبراطورة ثيؤوذوره وكانت ترفض أيضاً قرارات مجمع خلكيدونية وعلى عقيدة المصريين فأقنعت القيصر بالعدول عن خطته بإضطهاد من يعتقد بالطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فقبل وأرسل الأوامر للفرقة التى أرسلها إلى الإسكندرية بالتوجه إلى شمال أفريقيا .

أحداث مجمع القسطنينية

ولكن عاد القيصر لهدفه ولكن بطريقة أخرى فأعد خطة لعقد مجمع بالقسطنطينية كان هدفه بالطبع إجبار الأرثوذكسيين (2) الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدون على الإعتراف به ودعا إليه جميع بطاركة الكنائس فى ذلك الوقت .. فحضر منهم كليسوس أسقف روما (لأول مرة يحضر اسقف روما مجمعاً بالأمبراطورية الشرقية) وابوليناريوس الذى عينه القيصر جوستنيانوس1 بطريركا ملكياً تابعا له على الإسكندرية فيما بعد ، كما حضره بالطبع أوطيخيوس بطريرك القسطنطينية والأساقفة الذين تحت أيديهم .

مذبحة الأقباط ونفى البابا

وكان أول من كان يريده حضور هذا المجمع المدبر هو البابا المصرى تيموثاوس الثالث البطريرك32 ومار ساويرس بطريرك أنطاكية ، ولما كان للبطريرك السكندرى تجربة مع هذا الإمبراطور من قبل عندما أرسل فرقة عسكرية لبلاده لكى تجبر المصريين على قبول قرارات مجمع خلكيدونية ففهم أن الغرض من هذا المجمع هو إجبارهم على مجمع خلكيدون فأبى قبول هذه الدعوة ورفض الذهاب إلى القسطنطينية وإستمر فى مكانه يرعى رعيته ، فهاج لذلك غضب القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه لينفيه فقام الشعب الأرثوذكسى ليدافع عن بطريركه وهددوا كل من يمد يده إليه ، فأمر الإمبراطور جوستنيانوس1 والى الإسكندرية بأن يستخدم القوة معهم فحدثت مجزرة كبيرة فى الإسكندرية وسالت دماء المصريين فى شوارعها وقتل عدد كبير من اهلها الأرثوذكس المسيحيين الأقباط ، وإقتفى الوالى آثار البطريرك وتمكن من القبض عليه ونفيه ثلاث سنوات قاسى فيها شدائد عظيمة جداً وبعدها عاد إلى أسقفيته ومكانه كبطريرك للكنيسة القبطية المصرية الوطنية .

مارساويرس أسقف أنطاكية فى مجمع القسطنطينية

أما مار ساويرس أسقف أنطاكية قد قبل دعوة القيصر لحضور المجمع وكان شجاعاً وذهب ومعه بعض الأساقفة من العلماء منهم فيلوكسينوس أسقف مابوغ ، فلما وصل إلى القسطنطينية أكرمه الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 إكراماً عظيماً وقد ظن أنه قد يستميله إلى الإعتراف بقرارات مجمع خلكيدون ويساعده على تعميم طومس لاون ، ولكن لما أتى موعد إنعقاد المجمع حضر جميع الأساقفة إليه ليترجوا ساويرس الشجاع لحضور المجمع  فوقف بينهم مثل الأسد يزار  وقال : " إن لم تحرموا أولاً طومس لاون والمجمع الخلكيدونى المشئوم والمرزول فلا أقبل الإجتماع مع احد "

وفى الحال أخبروا القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه وعلى أساقفته وألقى فى السجن هو وبعض أساقفته أما الباقيين منهم فنفاهم الإمبراطور ، وعين افمبراطور مكانه رجل يتبع مجمع خلكيون وأسمه بولس ، وبعد سنين أفرج عنه بعد أن ترجت الإمبراطورة ثيؤوذوره زوجها الأمبراطور ، (تعليق من الموقع : يظهر أنه كان محب للنقاش حول موضوع الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فلم يسكت بالقسطنطينية) وحدث أنه هرب من القسطنطينية وذهب إلى مصر فقابلة البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 الذى رحب به أما عن سبب هروبه فقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر (3) : " قيل أن الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 أمر بالقبض على مار ساويرس وقطع لسانه ففر هارباً إلى الإسكندرية حيث أضر باهلها لأنه أوجد فيه ميلاً للمناقشات والنزاعات المذهبية لولا أن البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 كان عاقلاً وحكيمأً أبى هذا البطريرك أن يجعل مصر متحزبة مع أنه كان يكره قرارات مجمع خلكيدون ولكن هذا الكره لم يكن مطلقاً ومن ناحية اخرى هرب مار ساويرس من ألسكندرية وكان يهرب من مدينة إلى أخرى ومن دير إلى آخر خوفاً من القبض عليه ثم إستقر فى مدينة سخا (محافظة الغربية) وإختفى فى بيت أرخن (4) أسمه درتاوس ، وكان مشهوراً بالأهتمام بأمور الشيوخ والرهبان الذين رفضوا ضلال يوليانوس الهرطوقى ، وكان مار ساويرس اسقف أنطاكية يكتب رسائل ويرسلها غلى اصدقائة اساقفة مصر الذين بالإسكندرية وباقى أبروشيات مصر وكان يعزيهم ويصبرهم ويقويهم ويوصيهم أن بثبتوا امام الشدائد ولاضيقات .

أما البابا المصرى تيموثاوس الثالث فبعد رجوعه من منفاة بمدة ظهر فى الإسكندرية يوليانوس الإليكربشى قادماً من القسطنطينية وقام بنشر بدعة أوطاخى فحرمه البابا المصرى وفصله من شركة الكنيسة ، وخرج مار ساويرس من مكان إختفائه  وإشترك مع البطريرك السكندرى فى مقاومة هذه البدعة وكتب مار ساويرس رسالة غلى يوليانوس يفند فيها بدعته .
 

نياحة البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32   

وتمتعت مصر بالسلام فى مدة الخمس سنين الأولى من حكم الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 القصية المدى لأنه كان مشغولاً بتدعيم أواصر حكمه فى المشرق والمغرب وعمل على الصلح بين الكنيسة اليونانية وكنيسة روما ، ثم حول أنظاره لمصر قاصداً إضطهاد المسيحيين المصريين لأنه كان من أتباع مجمع خلكيدون ، ولما كان البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 بعيداً عن الإسكندرية أمره بالحضور إلى المدينة فإنصاع (3) البطريرك المصرى ورضخ للأمر وأخذ يستعد للسفر ولكنه اصيب بمرض خطير كان السبب فى لإنتقاله ليس من الإسكندرية إلى القسطنطينية ولكن من هذه الإرض إلى السماء فإستراح بعد أن أبلى بلاءاً حسنا فى تمسكه بالإيمان الأرثوذكسى وظل البابا تيموثاوس مجاهداً فى سبيل الإيمان المستقيم مشتركاً مع مار ساويرس ودحض جميع مقالات يوليانوس الذى كان ينشر البدعة الأوطاخية بالإسكندرية وكانت مدة إقامة البابا تيموثاوس على كرسى مار مرقس رسول المسيح لمصر 17 سنة و 3 أشهر .

وقد تنيح فى 13 أمشير 252ش التى توافق 8 فبراير 536 م بركة صلاة هذا البطريرك العظيم تكون معى ومعكم يا آبائى وأخوتى آمين .
*******************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 81

(2) اريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص265

(3) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 82

 

his site was last updated 10/14/16