جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الثلاثاء ٢٨ اغسطس ٢٠٠٧ عدد ١١٧١ عن مقالة بعنوان [ «البيئة» تتهم دبلوماسيين بلجيكيين بتدمير هيكل حوت عمره «٤٢» مليون سنة ] كتب مني ياسين ٢٨/٨/٢٠٠٧
قدمت وزارة البيئة مذكرة إلي أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، المحامي العام، تتهم فيها دبلوماسيين من السفارة البلجيكية في مصر بالتعدي علي بقايا أحفورية، عمرها ملايين السنين لحوت في وادي الحيتان منذ أيام، متسببين في خسائر فادحة مادية وتراثية.. وطالبت بالتحقيق في الواقعة وتغليظ العقوبة علي المتهمين.
وقال الدكتور محمد إبراهيم، مستشار قطاع المحميات بوزارة البيئة لـ«المصري اليوم»، إن مجموعة من الدبلوماسيين التابعين للسفارة البلجيكية دخلوا محمية وادي الحيتان بالفيوم مستقلين سيارة بـ«الدفع الرباعي» محرم دخولها هذه المنطقة، إلا أن الدبلوماسيين خالفوا ذلك واندفعوا بسيارتهم إلي الداخل مما تسبب في تدمير فقرة من هيكل حوت كبير يعود عمره إلي ٤٢ مليون سنة، فقام الباحثون المشرفون علي المنطقة والمسؤولون عن عملية الرقابة بإبلاغ الشرطة علي الفور بالواقعة، وتم إخطار النيابة وإجراء المعاينة الميدانية وتشكيل لجنة لتقييم حجم الخسائر.
وأضاف إبراهيم أنه تم إبلاغ المحامي العام ووزير الخارجية للتحقيق في التجاوزات التي حدثت لثروات مصر الطبيعية، وكذلك اتخاذ وزارة الخارجية الإجراءات الدبلوماسية المطلوبة.
وقال إبراهيم إن وزارة البيئة تنتظر انتهاء تحقيقات النيابة في الواقعة، للمطالبة بتعديل القانون بمادة تسمح بتغليظ العقوبات للتجاوزات علي الثروات البيئية

*************************************

المصريون ـ خاص : بتاريخ 28 - 8 - 2007 م عن مقالة بعنوان [ طالبتهم بدفع التعويضات عن الأضرار.. الخارجية المصرية تهدد بطرد دبلوماسيين بلجيكيين متهمين بتدمير آثار مصرية عمرها 40 مليون سنة ]
اتهمت وزارة الخارجية المصرية رسميًا، دبلوماسيين يعملون بالسفارة البلجيكية بالقاهرة بتدمير آثار مصرية نادرة يعود تاريخها إلى 40 مليون سنة قبل الميلاد في منطقة وادي حيتان بالفيوم، وهي محمية طبيعية ترعاها منظمة "اليونسكو".
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد كشفت عن أن سيارتين تحملان لوحات دبلوماسية تابعة للسفارة البلجيكية بالقاهرة قد دمرت حفرية نادرة لحوت متحجر في منطقة وادي حيتان الصحراوية القريبة من الفيوم الأسبوع الماضي.
وطالبت الخارجية المصرية، السفارة البلجيكية بدفع التعويضات التي سيحددها خبراء وزارة البيئة المصرية والآثار، والتي قد تتجاوز أكثر من 10 ملايين دولار.
كما هددت الخارجية، السفارة البلجيكية بطلب مغادرة الدبلوماسيين المتورطين في تدمير أثار المحمية للبلاد فورا، وعرض الأمر على منظمة "اليونسكو".
إذ تعتبر منطقة وادي حيتان جزءًا من التراث الطبيعي العالمي أضافته "اليونسكو" إلى التراث العالمي منذ عامين وأصبحت ثاني أكبر المحميات العربية بعد محمية المها في سلطنة عمان تضاف للتراث العالمي.
وكانت الخارجية المصرية تلقت تقارير أمنية تحدثت عن تورط دبلوماسيين بالسفارة البلجيكية بالقاهرة في محاولات سرقة وتهريب آثار مصرية، وكذا نباتات وطيور نادرة من المحميات المصرية، وأنهم اعتادوا الاحتماء وراء حصانتهم الدبلوماسية واستخدامهم سيارات تحمل لوحات دبلوماسية تابعة لسفارة بلادهم.
ومن المتوقع أن تشكل قضية تدمير دبلوماسيين بالسفارة البلجيكية لآثار محمية وادي حيتان أزمة دبلوماسية بين مصر وبلجيكا، خاصة بعد إصرار السفارة البلجيكية على نفي الاتهامات المصرية والزعم أن القضية حدثت منتصف يوليو وليس الأسبوع الماضي دون وقوع أية خسائر.
وجاء في تقرير لأجهزة الأمن المصرية رفعته لوزيري الخارجية والبيئة، أن سيارتين تحملان لوحات دبلوماسية تعود للسفارة البلجيكية بالقاهرة يقودها دبلوماسيون يعملون بها دمرت بقايا حفرية لهيكل عظمي لأحد الحيتان يرجع تاريخها لأكثر من 40 مليون سنة.
وأكد التقرير أن قائدي السيارتين الدبلوماسيتين تعمدا دخول المحمية والخروج عن الطريق المخصص لسير السيارات، رغم التحذيرات التي تلقاها بهذا الخصوص.
على الجانب الآخر، نفي إيفان فيز المتحدث باسم السفارة أمس الأول، اتهامات الخارجية المصرية، مؤكدا أن السيارتين دخلا فعلا المحمية في منتصف يوليو الماضي لكنهم لم يدمرا شيء .
وأضاف أن السفارة تبادلت رسائل دبلوماسية مع الخارجية المصرية في هذا الخصوص في يوليو الماضي أكدت فيها أن السيارتين التزمتا الطريق ولم تدمرا شيئًا وأن السفارة مستعدة لتوضيح الأمر.
وقال إن الخارجية المصرية التزمت الصمت ولم يصدر عنها أي رد فعل على رسائل السفارة البلجيكية، وإن الأخيرة مندهشة لإعادة إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت .
يذكر أن منطقة محمية وادي الحيتان تقع في الشمال الغربي من وادي الريان في منطقة صحراوية بالفيوم، وكانت تلك المنطقة قبل 40 مليون سنة تقع تحت محيط ضخم.
وبسبب التغيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط مخلفا وراءه أعدادًا هائلة من الحيوانات البحرية؛ أهمها الحيتان حيث تم اكتشاف المئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض الأنواع منها.
وكانت منطقة وادي حيتان تعرف باسم "وادي جهنم" قديما، وهي متحف جيولوجي مفتوح يتميز بنظام بيئي فريد من حيث وجود الأراضي الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة.
ويصل عدد الهياكل الحفرية للحيتان بها إلى 406 هيكلاً يرجع تاريخها لنحو 40 مليون سنة، بالإضافة إلى مجموعة من الدلافين والسلاحف البحرية وعروس البحر.
وتعد المنطقة من أجمل بقاع العالم وتسكنها أنواع نادرة من الطيور البرية مثل صقر شاهين وطيور الشرشير الشتوي والسمان والبط والنورس والعقاب النسارية.
كما يضم وادي حيتان، أديرة أنشأها الرهبان منحوتة بالجبال وكثيرًا من الحفريات تعود إلى عصر الأدينوسين، مثل حفريات النيوميوليت أو قروش الملائكة.
يذكر أنه يوجد في مصر حاليا 24 محمية طبيعية، تمثل 10 % من مساحتها الإجمالية، ويطبق عليها القانون رقم 102 لسنة 1983 بشأن المحميات الطبيعية. وتهدف مصر الوصول لعدد المحميات إلى 40 محمية للحفاظ على التنوع البيولوجي والثقافي والحضاري.