هرم الفرعون خوفو مصر ، بناه خوفو فى عصر الأسرة الرابعة فى الدولة القديمة. وهرم خوفو يعد أول عجائب الدنيا السبع والوحيد المكتمل من عجائب العالم القديم والتى لا تزال قائمة حتى الآن.
ويرتفع المدخل الأصلى للهرم بحوالى 16.8 متراً أو 55.1 قدم من سطح الأرض ويفتح على الجهة الشمالية ليواجه النجم القطبى، حيث تقطن روح الملك فى العالم الآخر. ويبلغ طول كل ضلع من الأضلاع المكونة للقاعدة حوالى 230.38 متراً أو 755.65 قدم. وهو مبنى من 210 طبقة لم يبق منها سوى 201 فقط.
وكان الارتفاع الأصلى للهرم شاملاً قمته هو 146.5 متراً أو 480.5 قدم ولكنه الآن حوالى 137.2 متراً أو 450 قدم، وزاوية الجوانب حوالى 51 و 50 درجة. وقد عثر على التابوت والهرم فارغين عند فتح الهرم فى القرن التاسع.

وعندما درس علماء الاثار لتمثال “أبو الهول”, الذي نحته المصريون في تلّة صخرية ثم ألبسوه بالحجر. وقد تم بناء الطبقات الأولى من الحجارة حول هذا التل المنخفض فى وسط المنطقة التى تركت غير ممهدة وتم دمجها فى بناية الهرم. وهذا التل بمثابة قلب الهرم كما قللت من حجم البناء المطلوب تشييده توصلوا إلى أنهم فعلوا نفس الشئ  بالنسبة لبناء الهرم الذي دُفن فيه ابن الملك “خوفو”. فقد كشفت عوامل التعرية التي جرّدته من طبقته الخارجية, عن هضبة صخرية من الهضبات العديدة التى ترتفع على هضبة الجيزة الكبرى تشكل قاعدته, وتمثل نسبة أربع وأربعين بالمئة من حجمه الكلي, الأمر الذي يخفض بشكل كبير من حجم الأحجار التي تطلبتها عملية بنائه. هذا, وتقدّر جهات رسمية حجم الأحجار التي استلزمها بناء هرم الملك “خفرع”, بمليوني متر مكعب. غير أن الواجهتين الغربية والجنوبية لهذا الهرم, تكشفان بوضوح عن الصخرة النواة, التي أنشئ عليها. وهي تظهر بدءاً من قاعدته, وحتى إرتفاع اثني عشر متراً. وفي تقدير الجيولوجيين المصريين والفرنسيين, أن حجم هذه النواة الصخرية يشكّل نسبة واحد على ستة, من حجم الأحجار الكلّي للهرم, الذي يُقدر بمليوني متر مكعّب كما سبق وذكرنا.
وبهذا يمكن تفسير بالذي يحيط بغرفة الملك في هرم “خوفو”. فالسقف في هذه الغرفة التي تقع على مستوى ثلث ارتفاع الهرم, يتألّف من صخور من الغرانيت تزن عشرات الأطنان. ولا يعرف العلماء كيف توصّل البناؤون الى رفع هذه الحجارة الهائلة
وبهذه النظرية يمكن تفسير بناء غرفة الملك على قمة الهضبة, وأن البنّائين قد حفروا السراديب في جوفها الصخري, الأمر الذي سمح في ما بعد, بتمرير أحجار الغرانيت الهائلة الحجم, عبر الدهاليز, وصولاً الى غرفة الملك.
ويختفى المدخل الرئيسى لهرم الملك خوفو ويفتح على ممر منحدر يبلغ طوله حوالى 28.21 متر أو 95.53 قدم. ثم يصل إلى ممر ضيق صاعد يبلغ طوله حوالى 37.76 متر أو 123.85 قدم، كما يبلغ ارتفاعه حوالى 1.20 متر أو 3.94 قدم و1.05 متر أو 3.44 قدم فى العرض.
وهو يؤدى على الوصلة التى تقود إلى القاعة المسماة "غرفة الملكة" والبهو العظيم. ويعتقد أن هذه الغرفة قد صممت لتكون مكان الدفن الأصلى ولكنها هجرت لسبب ما فيما بعد. وفى المنتصف، توجد غرفة ثانية لها سقف جمالونى الشكل ومساحتها حوالى 5.23 × 5.76 متر أو 17.15 × 18.89 قدم كما يبلغ ارتفاعها حوالى 6.26 متر أو 20.53 قدم. وقد أطلق على هذه الغرفة "غرفة الملكة" وهى تسمية خاطئة حيث كان يتم دفن الملكات فى أهرامات أخرى منفصلة وصغيرة حول أهرامات أزواجهن.
كما تم مؤخراً فحص التجاويف الصغيرة المستطيلة فى الجداران الشمالي والجنوبي لهذه الغرفة، باستخدام كاميرا آلية. ومن المرجح أن هذه التجاويف تؤدى إلى ممرات سرية، ومع ذلك فلم يظهر بعد أى برهان على ذلك.
ويمتد البهو العظيم من الممر الأفقى الذى يؤدى من غرفة الملكة إلى حجرة دفن الملك. ويبلغ طول البهو حوالى 46.71 متر أو 153.21 قدم كما يبلغ ارتفاعه حوالى 8.46 و 8.74 متر أو 27.75 و28.67 قدم. وتميل جدرانه الجانبية إلى داخل البهو تدريجياً مشكله سطح مدعم بدعامة حجرية. تبرز من سطح الجدار.
أما الفجوات المستطيلة والأخاديد المقطوعة فوق الدعامة المرتفعة على كلا الجانبين للبهو فمن الجائز أنها كانت مزودة بعوارض خشبية كانت تستخدم لتنزيل وتأمين السدادات الحجرية لغلق البهو العظيم. وفى نهاية هذا البهو يوجد ممر ضيق به منصة مرتفعة فى الوسط. وقد غطت جدرانه بكتل من الجرانيت بها أربعة فتحات رأسية على الجوانب الشرقية والغربية، من المعتقد أنه كان يتم إنزال قطع من الجرانيت بهذه الفتحات بواسطة الحبال أو وسائل أخرى لغلق مدخل حجرة دفن الملك.
أما حجرة الدفن والتى تقع على محور شرق-غرب، على ارتفاع حوالى 42.30 متر أو 138.75 قدم فوق سطح الأرض. وتبلغ مساحتها حوالى 10.49 متر أو 34.41 قدم × 5.24 متر أو 17.19 قدم، كما يبلغ ارتفاعها 5.84 متر أو 19.15 قدم. وجدران وأرضية الغرفة مغطاة بكتل من الجرانيت المصقول صقلاً جيداً والسقف مكون من تسع كتل من الجرانيت.
كما يوجد فجوتان مستطيلتان ضيقتان مقطوعتان فى الجدارين الشمالى والجنوبى، ويعرفان باسم ممرات التهوية ولكنها فى أغلب الظن كانت تخدم أهداف دينية أخرى. وقد تم تنظيف هذه الفجوات وهى تستخدم حالياً للتهوية ولتحسين دورة الهواء داخل الهرم.
وتحتوى غرفة الملك على تابوت خاو مستطيل، مصنوع من الجرانيت بدون غطاء، وكان يوماً يحوى تابوت من الخشب لجثمان الملك.
وفوق حجرة الملك، توجد خمس مقصورات منفصلة بنيت الواحدة فوق الأخرى. وجميعها لها أسقف مسطحة فيما عدا أعلاهم فلها سقف جمالونى الشكل.

*************************

الصورة الجانبية : صوره نادره لمنطقة اهرامات الجيزة اثناء وصول فيضان النيل الي المنطقة في بداية القرن العشرين قبل بناء السد العالى الذى حمى مصر من الفيضان فهل إستخدم قدماء المصريين فيضان النيل فى نقل الأحجار أو بطريقة أخرى؟

جريدة الأهرام 7/7/2007م السنة 131 العدد 44042 عن مقالة بعنوان " خوفو‏..‏ هل كان ملكا ‏32‏ سنة‏!‏ - " بقلم: د‏.‏ زاهي حواس

هرم الملك خوفو‏..‏ هو أقدم أعجوبة من عجائب الدنيا السبع القديمة التي مازالت باقية‏,‏ لأن العجائب الستة الأخري تم تدمير معظمها عن طريق إما الزلزال أو بفعل الزمن‏..‏ وقد فطن المصري القديم الي بناء خمس حجرات الاخيرة منها لها سقف جمالوني لتخفيف الضغط عن سقف حجرة الدفن الرئيسية ولكي تتحمل ثقل الاحجار في حالة حدوث زلازل‏.‏ وهناك أدلة الي ان الهرم قد صمد امام زلازل مدمرة حدثت في العصر الفرعوني‏,‏ ولكن العبقرية هنا ان المصري القديم لو كان قد ترك سطح حجرة الدفن الذي يتكون من تسعة مداميك من الجرانيت تزن نحو‏400‏ طن دون وجود حجرات خمس فوقها لما ظل الهرم باقيا علي هذه الحال لأكثر من‏4500‏ سنة‏,‏ والسبب كما ذكرنا ان هذه الحجرات الخمس تتعاقب فوق بعضها البعض‏,‏ وآخر حجرة تأخذ الشكل الجمالوني لتوزيع ضغط أحجار الهرم الثقيلة علي الجوانب‏.‏
عدد احجار الهرم
إن عدد احجار الهرم قد قدرت بأكثر من مليوني حجر‏,‏ وقدر ان وزن هذه الاحجار يصل الي اكثر من ستة ملايين طن‏..‏ اما الإعجاز في البناء فقد جعل العديد من الرحالة والمؤرخين ينظرون الي الهرم بإعجاب‏,‏ قائلين بإن هذه الاحجار تكفي لبناء سور يحيط بثلثي محيط الكرة الارضية عند خط الاستواء بطول قدم واحد او سور حول فرنسا بارتفاع ثلاثة امتار‏.‏
معدل الخطأ فى بناء الهرم
اما الكتب التي تتحدث عن تاريخ العلم واهمها ما نشره جورج سارتون في الجزء الأول‏,‏ ان معدل الخطأ في ضبط ضلعي الهرم الشرقي والغربي لا يزيد عن‏3:100,‏ وأن الفواصل بسيطة جدا تقدر بنحو نصف ملليمتر‏.‏

نظريات حول كيفية بناء الهرم
ناك آلاف النظريات الجديدة التي تدور حول بناء الهرم‏,‏ ولكن أهم ما في الموضوع هو أننا قد كشفنا بمنطقة الجيزة عن أدلة جديدة لبناء الهرم‏,‏ وهي ليست افكارا للمناقشة‏,‏ بل هي اكتشافات ملموسة وموجودة‏,‏ وتم نشرها في مقالات علمية عديدة‏,‏ بل وفي كتابي معجزة الهرم الأكبر‏,‏ أما عن الكشف الأول‏,‏ فهو موقع المحجر الذي جلب منه المصريون القدماء الأحجار التي بني بها الهرم ويقع هذا المحجر في الناحية الجنوبية من هرم الملك خوفو والي الشرق من هرم الملك خفرع‏..‏ فقد استطاع العمال أن يقوموا بنقل كل الاحجار التي بني منها جسم الهرم بالكامل‏,‏ وحجم الواحد يزن ما بين نصف طن وطنين‏,‏ اما الاحجار التي كسي بها جسم الهرم والمتبقي علي قمة الهرم الثاني هو دليل علي وجودها فقد احضره المصريون من
المحاجر الملكية بطرة‏,‏ ونقلوها عبر النيل المتصل بقناة تتصل بالميناء الذي كان موجودا امام المجموعة الهرمية الخاصة بالملك خوفو وقد كشفنا عن بقايا هذا الميناء بالقرب من قرية نزلة السمان بالهرم‏.‏

وقد قمنا باجراء حفائر بالناحية الجنوبية للهرم للكشف عن بقايا الطريق الصاعد‏,‏ الذي نقل عليه الأحجار‏,‏ خاصة لأن بعض العلماء اعتقدوا ان الطريق كان يسير من المحجر الي الناحية الجنوبية مباشرة‏,‏ وقدوجد ان هناك صعوبة في ذلك لأنه كلما ارتفع الهرم كان يجب ان تتم إطالة الطريق حتي يمكن نقل الاحجار عليه‏,‏ لذلك فقد تم الكشف عن بقايا الطريق‏,‏ حيث كشف عن جزء كبير منه بالناحية الشمالية للطريق الاسفلتي الموجود جنوب هرم خوفو وكذلك اجزاء اخري من الطريق عثر عليه الي الناحية الجنوبية من الطريق الاسفلتي‏,‏ وقد ثبت ان الاحجار كانت تنقل من المحاجر التي تقع جنوب الهرم الي الناحية الجنوبية الغربية عبر هذا الطريق‏,‏ وفي هذه الحالة سوف تظل راوية ارتفاع الطريق الصاعد واحدة طوال بناء الهرم‏..‏ وقد يفسر هذا عدم وجود اهرامات للملكات في الناحية الجنوبية‏,‏ مثل اغلب اهرامات الدولة القديمة‏,‏ حيث ان الجانب الجنوبي من اي هرم لابد من وجود اهرامات جانبية به‏,‏ وقد بدأ فعلا في عمل الأنفاق الداخلية لهرم جانبي في الناحية الجنوبية من الهرم‏,‏ ولكن نظرا لاختيار موقع المحاجر جنوب الهرم‏,‏ لم يتم بناء هذا الهرم الجانبي‏.‏