شارع المعز بجانب مسجد سليمان اغا السلحدار والمسجد عمره 250سنة تقريبا
شارع المعز احد شوارع القاهرة سنة 1890م

شارع المعز لدين الله الفاطمى يتحول لتاريخ معاش يحكى قصة تاريخ حكم الفاطميين لمصر

الأهرام 25/2007م السنة 131 العدد 44030  عن مقالة بعنوان " بعد أشهر قليلة شارع المعز لدين الله متحف مفتوح - إغلاق الشارع أمام السيارات وتحويله لمزار سياحي عالمي - إنقاذ‏517‏ أثرا إسلاميا وتاريخيا تضررت من زلزال‏1992 م " تحقيق‏:‏ ماري يعقوب
 شارع تاريخي الي متحف  الانتهاء من أعمال تطوير وترميم شارع المعز لدين الله الفاطمي وتحويله الي متحف مفتوح للآثار الاسلامية في سابقة تعتبر الأولي من نوعها في مصر سيتم مع نهاية العام إغلاق الشارع امام السيارات وفتحه للمشاة فقط كمزار سياحي وذلك بطول كيلو مترا من شارع الازهر وحتي باب الفتوح وربطه بالشوارع الجانبية والازقة من خلال السلالم والمنحدرات الطبيعية للمكان‏.‏
يأتي ذلك في إطار المشروع الضخم المتكامل لتطوير القاهرة التاريخية وترميم وإنقاذ‏517‏ أثرا إسلاميا وتاريخيا تضررت بفعل زلزال‏1992.‏
وفي الإطار نفسه يتم إنشاء أكبر وأهم متحف للنسيج‏(‏ تكلفته‏12‏ مليون جنيه‏)‏ فهو يحتوي علي‏250‏ قطعة نسيج نادرة من بداية العصر الفرعوني وآخر قطعة كسوة للكعبة المشرفة خرجت من مصر‏.‏
وكما يقول الأثري رجائي حسين مدير عام مناطق آثار الجمالية إن تكلفة المشروع بلغت‏35‏ مليون جنيه مصري انفقت علي إنقاذ‏135‏ اثرا ما بين مساجد ومدارس واسبلة تم ترميم‏34‏ منها حتي الآن خلال هذه المرحلة‏..‏ هذا بخلاف تجديد شبكات البنية الاساسية للشارع من مياه وكهرباء وصرف صحي بالكامل والتي تتحملها إدارات الحكم المحلي بمحافظة القاهرة‏..‏ بالاضافة الي مشاركة المجتمع المدني في أعمال التطوير وإعادة تأهيل بعض الوكالات والمباني المهمة ذات الطابع التاريخي الإسلامي والحرفي للحفاظ علي هويتها‏.‏
وشارع المعز لدين الله هو الشارع الرئيسي الذي أنشأه الفاطميون للمرور لمدينة القاهرة القديمة وقد سمي قبل ذلك بشارع بين القصرين‏.‏
وهو الشارع الذي كانت تمر من خلاله مواكب الاحتفالات بالمحمل وكسوة الكعبة‏.‏ والشارع بالفعل متحف مفتوح إذا يضم جميع العمائر الاسلامية والحربية والدينية والاجتماعية والتعليمية‏.‏
ولأهمية هذه الآثار اعتبرت الحكومة إنقاذ وتطوير آثار القاهرة التاريخية مشروعا قوميا فتم تخصيص‏850‏ مليون جنيه لتمويل وتنفيذ المشروع الذي تقوم به وزارة الثقافة من خلال التعاون مع الوزارات والهيئات المعنية ومحافظة القاهرة‏.‏
ويؤكد الأثري ايمن عبد المنعم ان الوزارة أعدت مخططات متكاملة للشارع بالتنسيق مع أهالي المنطقة ويتم تحديد مواعيد فتح الشارع ابتداء من الحادية عشرة ليلا أمام السيارات للأغراض التجارية وحتي الثامنة صباحا حيث سيتم تزويد الشارع ببوابات اليكترونية تسمح بفتحه نهارا خلال الطواريء والاسعاف عبر نقاط أمنية معينة‏,‏ كما يتم تزويد الشارع بدورات مياه وأماكن خدمات للسياحة والسائحين والزوار علي امتداد‏1200‏ متر من باب الفتوح حتي باب زويلة‏.‏
ويشير مدير عام آثار الجمالية‏..‏ إلي إن هذا الشارع كان غير مدرج علي الجدول السياحي‏,‏ لذلك كان هذا المشروع الضخم حتي يمكن ان يجد له المكانة والمكان علي الخريطة السياحية‏.‏
ويضيف‏:‏كل شبكات الخدمات بالمنطقة لم تمسها يد الصيانة او التغيير منذ أمد طويل‏.‏ وقد تم من خلال المشروع الحالي عمل مرافق كاملة لشارع المعز لدين الله‏.‏
ويضيف‏:‏ نتمني استكمالا لهذا التطور أن تكون الانشطة بالشارع متناسبة مع الاهمية السياحية‏,‏ وان تكون صديقة للبيئة بعيدة عن التلوث والاهتزازات واستخدام المواد التي تساعد علي الاشتعال وأنابيب الغاز وخلافه ولان عملية النشاط هي مسئولية المحافظة والحي نطالب كمتخصصين في الأثار بمحاولة نقل المسابك والورش المسببة للضوضاء والدخان‏.‏
ويؤكد مهندس حسين احمد حسن مدير عام الإدارة الهندسية بوزارة الثقافة أن وراء المشروع خطة وضعت منتصف التسعينيات وتم البدء فيها بمنتصف العام‏1998‏ وتتم علي اربع مراحل‏.‏
الاولي تمتد من منطقة آثار قلاوون وحتي سبيل عبد الرحمن كتخدا والثانية من مجموعة قلاوون حتي شارع بيت القاضي‏,‏ والثالثة من سبيل عبد الرحمن كتخدا وحتي شارع أمير الجيوش‏,‏ والأخيرة من شارع أمير الجيوش حتي بوابة الفتوح‏,‏ وقد تم ترميم وتطوير‏34‏ أثرا تطل علي جانبي الشارع بامتداد‏1200‏ متر بين باب الفتوح وباب زويلة إضافة الي‏67‏ أثرا نادرا تحيط بالشارع‏,‏ ثم جاءت الخطوة الثانية وهي تطوير الشارع نفسه بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمحافظة بتجديد جميع شبكاته ومرافقه من كهرباء وماء وصرف صحي وتليفونات‏.‏
ويضيف‏:‏ لقد تم دعم هذا المشروع بمبلغ‏35‏ مليون جنيه من وزارة الثقافة بينما تقوم المحافظة والحكم المحلي بتمويل باقي الإنشاءات‏.‏
يقول مهندس حسين احمد مدير الإدارة الهندسية بوزارة الثقافة‏..‏ الوزارة ترحب بمشاركة الجمعيات الاهلية لإقامة اية مشروعات داعمة لمشروعاتنا وتهيئة السكان لتقبل هذه المشروعات ورفع الوعي بينهم‏.‏
ويقول الاثري رجائي حسين مدير عام مناطق آثار الجمالية ان جمعية أصدقاء البيئة والتنمية هدفها التنمية المتواصلة للوكالات القديمة وغير المدرجة أثريا وتقوم بإعادة ترميمها وبنائها وتطويرها لتقديم خدماتها المتصلة لأهالي الحي وسكان المنطقة‏.‏
ولاستكمال الصورة كان لقاء الأهرام مع رائد العمل الأهلي لتأهيل القاهرة التاريخية‏,‏ دكتور عدلي بشاي أستاذ العلوم بالجامعة الأمريكية ورئيس مجلس إدارة جمعية فدا للتنمية المتواصلة‏,‏ الذي يقول‏:‏ لقد بدأ العمل بمنطقة القاهرة الفاطمية كإحدي المناطق الهشة منذ عام‏1993‏ في إطار المشروع الشامل للتنمية المتواصلة بمصر‏,‏ حيث بدأ بدراستها بغرض تحسين المستوي البيئي للمنطقة وحماية التراث بها لاحتوائها علي الكثير من القيم التراثية المتمثلة في المباني الأثرية والتاريخية بالإضافة إلي نوعية سكانها والحرف التقليدية المتوطنة بها‏,‏ حيث بدأت الدراسة بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلا أن التطبيق الفعلي لتلك الدراسة بدأ بتمويل من الصندوق المصري السويسري للتنمية لجمعية أصدقاء البيئة والتنمية المنبثقة من مشروع التنمية المتواصلة بمصر‏,‏ وقد قامت الجمعية بالتعاون مع كل من محافظة القاهرة وهيئة الأوقاف المصرية بالعديد من الإنجازات بالمنطقة‏.‏
المشاركة الحكومية
ويضيف الدكتور عدلي‏:‏ برغم أن المشروع جاء في إطار تعاون بين إحدي المنظمات غير الحكومية فدا مع محافظة القاهرة وهيئة الأوقاف المصرية‏,‏ كان من المهم الحصول علي العديد من الموافقات الحكومية‏,‏ منها موافقة هيئة الآثار المصرية‏,‏ وموافقة هيئة الأوقاف‏,‏ ومحافظة القاهرة‏,‏ ووزارة التعاون الدولي‏,‏ ووزارة الشئون الاجتماعية وقتئذ‏,‏ والهيئة العامة للتخطيط العمراني‏,‏ وجهاز شئون البيئة‏,‏ وكان من ثمار هذه المشاركة دعم المشروع من محافظة القاهرة بمبلغ مليوني جنيه للبنية الأساسية‏,‏ وموافقة وزارة الإسكان علي تخصيص‏13‏ وحدة سكنية بمنطقة الدويقة بديلة للوحدات العشوائية بوكالة الخروب يتم توزيع ثمنها مناصفة بين الجمعية ودعم الدولة‏,‏ ويسدد السكان الباقي علي‏40‏ عاما بتقسيط شهري‏25‏ جنيها‏.