Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

النصارى العرب فى الشام

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المسيحية فى العربية
النصارى العرب فى الشام
النصارى العرب فى العراق
النصارى العرب بأطراف العربية
النصارى العرب باليمن ونجران
معتقدات طوائف العرب النصرانية
التنظيم الدينى للنصارى العرب
أثر النصرانية على العرب

Hit Counter

 

  جارى العمل فى هذه الصفحة

********************************************************************************************************

الجزء التالى للمؤرخ العلامة جــــواد عــلى فى موضع آخر من كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثانية الجزء الثالث 1980م الفصل التاسع والسبعون - النصرانية بين الجاهليين  ص 795 - 804  نقلنا هذه الصفحة بدون تغيير ولكننا وضعنا لكل فقرة عنوان
**********************************************************************************************************

 

المسيحية فى عرب الشام
وطبيعي أن يكون انتشار النصرانية في العرب ببلاد الشام واضحاً ظاهراً أكثر منه في أي مكان آخر. وأقصد ببلاد الشام ما يقصده علماء الجغرافيا العرب من هذا المصطلح. فقد كان لعرب هذه الديار علاقة مباشرة واتصال ثقافي بغيرهم من سكان هذه الأرضين الذين دخل أكثرهم في الديانة النصرانية، والذين صارت هذه الديانة ديانة بلادهم الرسمية بعد دخول الروم فيها واتخاذهم النصرانية ديناً رسمياً للدولة منذ تنصر أول قيصر من القياصرة، فكان من أولى واجبات الروم السعي في تنصير الشعوب الخاضعة لهم، لا تقرباً إلى الله وحده، بل لتمكين سلطانهم عليهم، واخضاعهم روحياً لهم. ولهذا كان من سياسة البيزنطيين نشر النصرانية بين أتباعها وفي الخارج وارسال، المبشرين والاغداق عليهم ومدهم بالأموال لنشر الدعوة وتأسيس مكاتب للتبشير، وبالفعلة لبناء الكنائس الفخمة الجميلة على طراز فني أنيق جميل غير معروف بين من سيبشر بهذا الدين بينهم. وبذلك تبهر عقولهم، فتشعر أن للدين الجديد مزايا ليست في دينهم، وأن معابده أفخم من معابدهم،ورجال دينه أرقى من رجال دينهم. وبذلك يأتون اليها. وللبهرجة والفخفخة أثر عظيم في كثير من الناس، فالعين عند أكثرالبشر، تقوم مقام العقل. وقد يكون ما قام به الأحباش في اليمن من انشاء الكنائس العظيمة فيها وتفننهم في تزويقها وتجميلها وفي فرشها بأفخر الرياش والفراش لصرف الناس عن الكعبة كما يزعم أهل الأخبار دليلاً على ما أقول.
وقد وجدت النصرانية لها سبيلاً بين عرب بلاد الشام وعرب بادية الشام والعراق. فدخلت بين "سليح"، و "الغساسنة"، و "تغلب"، و "تنوخ"،و "لخم"،و "إياد". وقد انتشرت بين عرب بلاد الشام بنسبة تزيد على نسبة انتشارها بين عرب بلاد العراق، وهو شيء طبيعي، فقد كانت بلادالشاًم تحت حكم البيزنطيين، وديانتهم الرسمية، هي الديانة النصرانية، وكانوا يعملون على نشرها وترويجها بين شعوب "امبراطوريتهم"، وبين الشعوب الأخرى،لا سيما الشعوب التي لهم مصالح اقتصادية معها. ففي نشر النصرانية بينهم وادخالهم فيها، تقريب لتلك الشعوب منهم، وتوسيع لنفوذهم السياسى بينهم،. وتقوية لمعسكرهم المناهض لخصومهم الفرس، أقوى دولة معادية لهم في ذلك الوقت.
ولهذا سعت القسطنطنية لادخال عربهم في النصرانية، وعملت كل ما أمكنها عمله للتأثير على سادات القبائل لادخالهم في دينهم، بدعوتهم لزيارة كنائسهم وبارسال المبشرين اللبقين اليهم، لاقناعهم بالدخول فيها، وبارسال الأطباء الحاذقين اليهم لمعالجتهم، وللتأثير عليهم بذلك في اعتناق النصرانية. كما دعوهم لزيارة العاصمة، لمشاهدة معالمها ولابهار عقولهم بمشاهدة كنائسها، والاتصال بكبار رجال الدين فيها، لتعليمهم أصول النصرانية. وأظهروا لهم مختلف وسائل المعونة والمساعدة إن دخلوا في ديانتهم، وبذلك أدخلوهم في النصرانية فصاروا اخواناً للروم في الدين.

نصرانية العرب غير مسيحية الكنيسة الأرثوذكسية
نعم، دخل سادات القبائل والحكام العرب التابعون لهم في هذه الديانة، فصاروا نصارى، ولكنهم لم يأخذوا نصرانية الروم، بل أخذوا نصرانية شرقية مخالفة لكنيسة "القسطنطنية"،فاعتنقوها مذهباً لهم. وهي نصرانية عدت "هرطقة" وخروجاً على النصرانية الصحيحة "الأرثوذكسية" في نظر الروم. نصرانية متأثرة بالتربة الشرقية، وبعقلية شعوب الشرق الأدنى، نبتت من "التفكير الشرقي في الدين، ولهذا تأثرت بها عقلية هذه الشعوب فانتشرت بينها، ولم تجد لها اقبالاً عند الروم وعند شعوب أوروبة. وكان من جملة مميزاتها عكوفها على دراسة العهد القديم، أي التوراة، أكئر من عكوفها على دراسة الأناجيل.
والنصرانية التي شاعت بين عرب بلاد الشام، هي النصرانية اليعقوبية، أو المذهب اليعقوبي بتعبير أصح. وهو مذهب اعتنقه أمراء الغساسنة وتعصبوا له، ودافعوا عنه، وجادوا رجال الدين في القسطنطنية وفي بلاد الشام في الذب عنه.


فزعم مثلاً أن "الحارث بن جبلة" "ملك العرب النصارى" تغلب في مناظرة جرت له مع "البطريرك افرام" "526 - 545م" على "البطريرك" وأفحمه في جوابه. وكان افرام، وهو على مذهب "الملكيين"، قد قصده لاقناعه بترك المذهب "المنوفيزيتي" والدخول في مذهبه. ونسبوا إلى "المنذر بن الحارث" دفاعاً شديداً عن "المنوفيزيتية"،أي المذهب الذى كان عليه الغساسنة من مذاهب النصرانية، وذكروا أنه أنب "البطريرك دوميان" وهو في القسطنطنية على تهجمه على المنوفيزيتيين"، وعمل جهده في التقريب بين مذهبه ومذهب القيصر، واتصل بالقيصر "طيباريوس" "578 - 582م" ليعمل على بث روح التسامح بين المذاهب النصرانية وترك الحرية للافراد في دخول المذهب الذي يريدونه والصلاة في أية كنيسة يريدها النصراني.
ويظهر ان بعض الضجاعمة الذين كانوا يتولون حكم عرب الشام قبل الغساسنة كانوا على دين النصرانية. غير اننا لانستطيع ان نحكم على اي مذهب من مذاهب النصرانية كانوا. فذكروا ان "زوكوموس"، وهو "ضجعم" جد الضجاعمة تنصر على يد أحد الرهبان، وذلك ان هذا الرئيس كان متلهفاً إلى مولود ذكر، فجاءه هذا الراهب، وتضرع إلى الله ان يهبه ولداً ذكراً، فلما استجاب الله له تعمدّ وتبعته قبيلته.

القديس "سرجيوس"
وقد كان مشهد القديس "سرجيوس" في "الرصافة"، من أهم المزارات التي تقصدها المتنصرة من عرب الشام، مثل الغساسنه وتغلب. وقد تقرب إليه بعض ملوك ألغساسنة بتقديم الهدايا والنذور اليه وبتزيينه وبزيارته، وبالاعتناء بالمدينة وبصهاريجها تكربماً له، وتقرباً اليه، وظل هذا المزار مقصوداً مدة في الإسلام. وقد عدّ التغلبيون هذا القديس شفيعهم،جعلوا له راية حملوها معهم في الحروب، وكانوا يحملونها مع الصليب تبركاً وتيمناً بالنصر.

أبو عبيدة يدعو العرب النصارى إلى الإسلام وهم تحت الحصار
وكان حاضر "قنسرين" لتنوخ. أقاموا في طرفها هذا منذ زمن قديم، مذ أول نزولهم بالشأم. نزلوا في طرفها وتنصروا. فلما حاصر "أبو عبيدة" المدينة، دعاهم إلى الإسلام، فاسلم بعضهم، وأقام على النصرانية بنو سليح. كذلك كان في طرف قنسرين عشائر من طيء، نزلوا بها في الجاهلية على أثر الحروب التي وقعت فيما بينهم، واستدعت تفرقهم، فأقاموا عند قنسرين مع القبائل العربية الأخرى التي جاءت إلى هذا المكان.
وكان بقرب مدينة "حلب" حاضر يدعى "حاضر حلب" يجمع أصنافاً من العرب من تنوخ وغيرهم. فلما جاء "أبو عبيدة" إلى المدينة، صالح من فضّل البقاء منهم على دينه على الجزية، ثم أسلم الكثير منهم فيما بعد.
وتعد بهراء في جملة القبائل العربية المتنصرة عند ظهور الإسلام. تنصرت كما تنصرت غسان وسليح وتنوخ وقوم من كندة، وذلك لنزولها في بلاد الشام ولاتصالها بالروم.
وقد سكن قوم من "إباد" السواد والجزيرة، وسكن قوم منهم بلاد الشام، فخضعوا للغساسنة وللروم وتنصروا. وهم في جملة القبائل التي لم يأخذ علماء العربية اللسان عنها لمجاورتها اهل الشام، ولتأثرها بهم،وهم قوم يقرؤون ويكتبون بالسريانية، فتاثروا بهم، لروابط الاحتكاك والثقافة والدين.

نص مكتوبة تدل على إنتشار النصرانية بين عرب الشام
وقد ترك لنا رجل من نصارى الشام نصاً قصيرأَ مؤرخاً بسنة "463" المقابلة لسنة "568" للميلاد، وهي غير بعيدة عن ميلاد الرسول جاء فيها: "نا شرحيل بر ظلمو بنيت ذا المرطول سنت 463 بعد مفسد خيبر بعم"،أي "أنا شراحيل بن ظالم بنت ذا المرطول بعد مفسد"خيبر" بعام". هوعلى قصره ذو أهمية عظيمة من الناحية اللغوية، إذ هو النص الجاهلي الوحيد الذي وصل الينا مكتوباً باللهجة التي نزل بها القرآن الكريم. وهو على ما أعلم النص الجاهلي الوحيد أيضاً الذي وصل الينا مكتوباً بصيغة المتكلم،فالنصوص الأخرى التي وصلت الينا والمكتوبة يمختلف اللهجات العربية مدوّ نة كلها بضمير الغائب. وهو أيضاً من النصوص العربية القليلة التي تركها النصارى العرب لمن بعدهم في بلاد الشام.
وقد استغل الروم العربَ المتنصرة بأن أثاروا في نفوسهم العواطف الدينية على المسلمين، حينما عزم المسلمون على فتح بلاد الشام وطرد البيزنطيين منها، وأغروا سادات القبائل بالمال وبالهدايا وبالوعود حتى اشتروهم فصاروا إلى جانبهم.

النصارى العرب يحاربون فى صفوف هرقل ضد المسلمين
والمصالح الشخصية هي فوق كل مصلحة عند سادات القبائل، لا تعلوها عندهم مصلحة، فانضموا اليهم، وجاءوا بقبائلهم لتحارب معهم. ومن هذه القبائل العربية التي حاربت مع الروم، غسان. حاربوا معهم في معارك عديدة. ففي يوم اليرموك كانوا في صفوف الروم، وكان رئيسهم "جبلة بن الأيهم الغساني" في مقدمة الجيش الذي أرسله هرقل لمحاربة المسلمين. كان على رأس مستعربة الشام من غسان ولخم وجذام. وقد اشترك مع الروم في حروب أخرى ضد المسلمين.

القبائل العربية لم تدفع جزية فى بداية الغزو الإسلامى لأراضيهم
وكانت "سليح" في جملة القبائل العربية المتنصرة التي حاربت المسلمين. ولما تقهقر الروم وانهزموا، دفعوا الجزية لاحتفاظهم بدينهم. وكذلك كانت عاملة ولخم وجذام في جملة القبائل المتنصرة التي ساعدت الروم، وآزرتهم. كانوا مع الروم مثلاً حين مجيء الرسول إلى "تبوك". وظلوا إلى جانبهم يؤيدونهم حتى تبين لهم أن النصر قد تحول للمسلمين، وأن الهزائم قد حالفت الروم، عندئذ انضمت في جملة من انضم من منتصرة العرب إلى المسلمين لمحاربة الروم.
وكادت قبيلة "تغلب " الساكنة غرب الفرات، أن تفر إلى بلاد الروم وتلحق بأرض الروم، لما غلب البيزنطيون على أمرهم وفتحت بلاد الشام والعراق أمام المسلمين. ولما خيرت بين البقاء على دينها ودفع الجزية وبين الدخول في الإسلام، أنفت من دفع الجزية، ورضيت بدفع ضعف الصدقة التي تؤخذ من المسلمين في كل سائمة وأرض.
وقد نزحت "إياد" إلى بلاد الروم ويقيت بها، ثم عاد جمع منها لاخراج القيصر إياهم، فنزلوا بلاد الشام والجزيرة وانضموا إلى اخوانهم في الجنس.

 

=================================================================

دولة الغساسنة

كانت دولة الغساسنة وكانت ملة أمرائها النصرانية . والإخباريون ينقلون إلينا أن آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم الذي أدركته جيوش الفتح العربي ( عندما التقى بالخليفة الثالث عمر بن الخطاب كان على نصرانيته ، فعرض عليه الإسلام فأنف منه ، فذهب إلى بلاد الروم في ثلاثين ألفاً فلما بلغ ذلك عمراً ندم ، وعاتبه عبادة بن الصامت فقال :
لو قبلت منه الصدقة وتألفته لأسلم ) وبذلك يثبت أن حكاية إسلام جبلة المذكور ثم ارتداده أنفة من القود الذي توعده به عمر رضي الله عنه ( مسطورة ) كغيرها من مئات المسطورات التي يحفل بها التاريخ العربي

*********************

 وفي رواية أخرى - نقلاً عن الطبري - أن الذي زرع النصرانية في عرب الجنوب واليمن ذو نواس قبل تهوده فلما تهود سمي بـ " يوسف " وهو الذي حفر الأخدود بـ " نجران " ثم قاتل النصارى

********************

نجرانالموطن الرئيسي للنصرنية في العربية الجنوبية ، ولعلها الموطن الوحيد الذي توطدت فيه هذه الديانة في اليمن ، وعند ظهور الإسلام كانت نجران المركز الرئيسي للنصرانية في اليمن

********************

الأستاذ العميد د/ طه حسين أن العرب عرفوا النصرانية في الشام والعراق وربما في مكة وفي الطائف بفضل التجارة من جهة وبفضل من كان يصل إليها من الرقيق من جهة ثانية ، وبفضل بعض التجار الذين غامروا بأنفسهم وتجارتهم فوصلوا إلى مكة واستقروا فيها ، وكذلك عرف العرب المسيحية في نجران ) . ومن رأي د .محمد إبراهيم الفيومي ( أن المسيحية دخلت مكة وأن رحلات قريش التجارية ونظرية تقسيم الناس إلى أحرار وعبيد ساهمت في إدخال المسيحية في مكة ).
( أما الحجاز فقد كان يستقبل بانتظام القوافل القادمة من أطراف سوريا وما بين النهرين ، وكانت تلك المناطق تذخر بالأديرة والمعابد فكانت هذه القوافل تحمل معها القصص والموضوعات المسيحية ) كذلك ( كان في الحيرة من سراة النصارى من اشتركوا مع سراة قريش في الأعمال التجارية مثل كعب بن عيد التنوخي فهو من سراة نصارى الحيرة ، وكان أبوه أسقفاً على المدينة ، وكان يتعاطى التجارة وله شركة في التجارة في الجاهلية مع عمر بن الخطاب في تجارة البز وكان عقيداً له ) ويرى كارل بروكلمان أن بلاد العرب الداخلية وخاصة مدن الحجاز التجارية لم تكن تجهل تعاليم المسيحية وتقاليدها بسبب من اتصالهم الدائم بقبائل الشمال ) .

والعميد طه حسين قال أن العرب في مكة والطائف عرفوا النصرانية بفضل من كان يصل إليهم من الرقيق ـ وجاء في كتب السيرة النبوية أن محمد ( ص ) عندما ذهب إلى الطائف يدعو إلى دينه قابل رجلاً نصرانياً من أهل نينوي يسمى " عداس " كان غلاماً أي عبداً لعتبة وشيبة ابنى ربيعة مما يؤكد انتشار الأرقاء النصارى في بيوت الأرستقراطية في مكة والطائف

*****************

وظل النصارى بنجران حتى خلافة عمر عنه حيث أجلاهم تحت شعار " لا يجتمع في جزيرة العرب ( دينان ) ولو أن الطبري يذكر في تاريخه أنه كان بنجران في زمانه بقايا من أهل دين عيسى بن مريم على الإنجيل وأنهم أهل فضل وعبادة ) ( وكما انتشرت المسيحية في بلاد العرب وبوجه خاص في طيء ودومة الجندل ) وكانت هناك صوامع في وادي القرى ووجدت في نجران كنيسة أطلق عليها " كعبة نجران " ومال نفر من العرب إلى الرهبنة وبنوا أديرة ، والإخباريون ( يحدثونا أن حنظلة الطائي فارق قومه ونسك وبنى ديراً بالقرب من شاطئ الفرات يعرف بدير حنظلة ) وكان لتنصر المناذرة أثر كبير في بناء الأديرة والكنائس منها :
كنيسة بيعة بني مازن ، وأخرى تسمى بيعة بن عدي ، ومنها كنيسة الباغوتة ، أما الأديرة فكثيرة منها : ( دير اللج ، ودير مارت مريم ، ودير هند الكبرى ، ودير هند الصغرى ، ودير الجماجم ، ودير عبد المسيح ) .

*******************

نظراً لانتشار المسيحيى بهذه الصورة ، فقد كان من المحتم أن تقوم الكنيسة بتنظيم شئون العبادة في تلك المراكز ، ولا تتركها تسير بصورة عشوائية وهذا ما رجحه العقاد ( ولما كانت للنصرانية هذه المثابة من الامتداد في بلاد العرب لزم عن ذلك ولابد أنه كان للنصارى أساقفة في مواضع جمة منها لتنتظم بهم السياسة للكنائس وقد تقدم ذكر أسقف ظفار وقال بعضهم كانت نجران مقام أسقف وكان لليعاقبه أسقفان : يدعى أحدهم أسقف العرب بإطلاق اللفظ وثانيهما يدعى أسقف العرب التغلبيين ومقامه بالحيرة ، أما النساطرة فلم يكن لهم من هذين الكرسيين سوى أسقف واحد تحت الرئاسة بطريك له ) كما (عمد جوستنيان في عام 543 م إلي تنصيب أسقفين مونوفيزيين مستقلين للمناطق الواقعة علي الحدود العربية هما: يعقوب البرادعي وتيودور وساعد الحارث بن جبلة ملك الغساسنة في تمكين المذهب اليعقوبي في مجالات بعيدة بين العرب في شمال شبه الجزيرة العربية ) ويؤكد أحمد أمين أن ( كعبة نجران كان فيها أساقفة معتمدون ) وقد اشتهر من بين رؤساء الإسلام قبل الإسلام قس بن ساعدة ويذكر أدباء العرب أنه كان أسقف نجران ، ويقطع لامانس في كتابه عن يزيد ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران ) وربما كان ظن أدباء العرب ، ذاك الذي ذكره أ . أحمد أمين ، مبعثه أن قساً كان يخطب في أسواق العرب مثل غيره من الأديان الذين كانوا يتخذون من تلك الأسواق منابر للتبشير بعقائدهم . أن كتب السيرة النبوية المعتمدة جاء فيها أن النبي محمداً ( ص ) سمع قس بن ساعدة الإيادي في سوق عكاظ وأنه ذكر لوفد بني إياد عندما وفد إليه في المدينة عام الوفود وأن واحدا منهم أعاد على مسامع محمد ( ص ) مقاطع من الخطبة التي سمعها الرسول ويقول د. محمد حسين هيكل كانت سوق عكاظ أكثر أسواق العرب شهرة فيها أنشد أصحاب المعلقات معلقاتهم ، وفيها خطب قيس وفيها كان اليهود والنصارى وعباد الأصنام يحدث كل عن رأيه آمنا لأنه في الشهر الحرام ) ولكن د. هيكل يذهب إلى أن قساً راهب نجران النصراني وهو الذي رفضه لامانس أنه من المرجح أنه من الحنيفية ثم أورد د . هيكل إحدى خطب قس بن ساعدة التي كان يلقيها في سوق عكاظ :
( أيها الناس اسمعوا وعوا ، من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو أت أت ، ليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وبحار تزخر ، ونجوم تزهر ، وضوء وظلام ، وبر وآثام ، وطعم ومشرب ، وملبس ومركب ، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا ، وإله قس بن ساعدة ما على وجه الأرض دين أفضل من دين قد أظلكم زمانه ، وأدرككم وأنه فطوبي لمن أدركه فاتبعه وويل لمن خالفه )

 ********************

 الحيرة

( أول من تنصر من ملوك الحيرة النعمان بن المنذر ، قيل على يد الجاثليق عبد يشوع ، وقيل على يد عدي بن زيد العبادي ، ودان بالنصرانية كثير من قبائل العرب النازلين بالحيرة أو بالمنطقة المحيطة بها من بينهم : تغلب من بطون من بكر بن وائل في ديار بكر ، وكانت هند بن النعمان زوجة المنذر بن امرئ القيس مسيحية ، فنشأ ابنها عمرو بن المنذر الذي تولى حكم الحيرة فيما بين عامي 554 / 569 م مسيحياً ، وإلى هند هذه ينسب دير هند الكبرى بالحيرة ) وكانت تنقلات القبائل أو بطونها أو أفخاذها مستمرة بين أطراف الجزيرة ووسطها ، ولذا فإن قبيلة تغلب هذه لم تكن هي الوحيدة التي فشت فيها النصرانية بل الكثير غيرها مثل : إياد قبيلة قس بن ساعدة وتميم وحنيفة وقضاعة وغيرها ، بل أن النصرانية اخترقت قبيلة قريش ذاتها ، فقد سبق أن كعب بن عبيد التنوخي وهو من سراة الحيرة النصارى رضي الله عنه قبل ظهور الإسلام ( وقال اليعقوبي : وأما من تنصر من أنحاء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى منهم عثمان بن الحويرث بن عبد العزى وورقة بن نوفل من أسد ) وقد ساق هذه الحقيقة التاريخية برهان الدين دلو (برهان الدين دلو ، جزيرة العرب قبل الإسلام الجزء الثاني ص224 مرجع سابق )

 

This site was last updated 12/05/09