البشير ----- سيلفاكير

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أهل الجنوب : خير لنا أن نصبح رأسا لإفريقيا من أن نبقي ذيلا للعرب

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
إدارة منطقة أبيي النفطية

Hit Counter

الأهرام 30/6/2007م السنة 131 العدد 44035 سالة الخرطوم‏:‏ عطية عيسوي
نزور يزيدا وعبد المسيح        وقيسا هم خير أربابه
ا
سنتان ونصف السنة تقريبا مرت علي توقيع اتفاق نيفاشا للسلام الذي من المفروض أن ينهي‏22‏ عاما من الحرب الأهلية في جنوب السودان ولم تعد الثقة بين حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب ولا التنمية للإقليم بالقدر المأمول الذي يجعل الوحدة جاذبة بين الشماليين والجنوبيين ـ كما يقول أهل الجنوب ـ قبل أن يتم الاستفتاء علي تقرير المصير عام‏2011,‏ فمازال الشد والجذب وتبادل الاتهامات بين الطرفين بعدم الجدية في تنفيذ اتفاق نيفاشا يعكر الأجواء ويمنع اعادة بناء الثقة التي انفرط عقدها خلال الحرب‏,‏ ومازال كل من الطرفين ينظر بعين الريبة لنيات الآخر لدرجة أنهما أقرا في لحظة صفاء مع النفس في يناير الماضي بأن الجنوب أقرب الآن الي الانفصال منه الي الوحدة وأن حاجز انعدام الثقة ازداد سمكا بينهما‏.‏
 وقالوا من قبل التوقيع عليه‏:‏ خير لنا أن نصبح رأسا لإفريقيا من أن نبقي ذيلا للعرب في إشارة الي أن الانفصال بالجنوب سيجعلهم علي رأس الدول الافريقية وهو أفضل ـ من وجهة نظرهم ـ من أن يظلوا علي حافة العالم العربي من الجهة الجنوبية لأن الدول العربية ـ في رأيهم ـ تنحاز لحكومة الشمال‏(‏ الخرطوم‏)‏ علي حساب قضيتهم ولا تقدم لهم المساعدات التي تعينهم علي تحسين أحوال معيشتهم‏,‏ هذا الاتهام ليس زائفا تماما وانما به قدر من الحقيقة مهما اختلفنا علي حجمه بالرغم من المساعدات التي قدمتها ومازالت تقدمها دولة مثل مصر للجنوبيين في صورة مشروعات كهرباء ومياه شرب وتعبيد طرق ومنح دراسية‏.‏
اتفاق السلام تم تنفيذ الكثير جدا من بنوده فيما يخص اقتسام الثروة والسلطة‏,‏ ولكن بنودا أساسية فيه مازال تنفيذها يتعثر بسبب تباطؤ كل منهما وظهور خلافات حول بنود جوهرية مثل رسم الحدود بين الشمال والجنوب وعائدات البترول ومنطقة أبيي الغنية به والتي تعد بمثابة قنبلة موقوتة قد تنسف الاتفاق إذا لم يتم حلها بشكل يرضي الطرفين‏,‏ بالاضافة الي الترتيبات الأمنية التي لم تنفذ بالكامل نتيجة عدم اكتمال انسحاب قوات كل طرف من الأراضي التابعة للطرف الآخر‏,‏ وبالرغم من قصر الفترة المتبقية علي الاستفتاء إلا أنه يمكن للطرفين أن يساعدا المريض علي الشفاء‏.‏
وبالنسبة لترسيم الحدود وفقا لما كانت عليه عند الاستقلال في أول يناير‏1956‏ فهي قضية مهمة جدا للجنوبيين لأنه يحدد آبار البترول الواقعة في الجنوب والذي يحصل الجنوبيون علي‏48%‏ من عائداته فضلا عن أن‏75%‏ من احتياطي بترول السودان المعروف حتي الآن يقع في الجنوب‏,‏ وقد وعد الرئيس عمر البشير بترسيم الحدود في أقرب وقت وبإعادة أي عائدات بترول تخص الجنوبيين اليهم بأثر رجعي‏,9‏ يوليو المقبل هو الموعد المحدد لانسحاب الجيش الحكومي من كل المناطق التي يتم الاتفاق علي انها جزء من الجنوب‏,‏ ومازال الجنوبيون يتهمون الحكومة بإخفاء الحجم الحقيقي لانتاج البترول وعائداته حتي لا تعطيهم حقوقهم كاملة‏,‏ وعندما هبطنا في مطار جوبا كمراقبين مرافقين لوفد لجنة الأجهزة الأمنية والمخابراتية الافريقية الذي زار عاصمة الجنوب لمدة يوم واحد لاحظت الزميلة أماني الطويل أن هناك لافتة ترفع شعار البترول قبل الحرية للجنوب‏.‏
نافع علي نافع مستشار الرئيس السوداني قال إن الترتيبات الأمنية كادت تكتمل بالنسبة للجيش وان معظم أفراده خرجوا من الجنوب ومن بقوا يتمركزون حول مناطق البترول لأن الميليشيات المسلحة لم تنسحب منها بعد ومعظمها جنوبية‏,‏ وأضاف ان كثيرا منها انضم الي الجنوب وبعضها انضم الي الحكومة‏,‏ وردا علي سؤال لمندوب الأهرام عن السبب في عدم ترسيم الحدود حتي الآن مع انها كانت واضحة عام‏1956‏ قال نافع‏:‏ بالفعل هي حدود معروفة جدا وينبغي ألا تمثل مشكلة ولجنة الحدود بدأت عملها وتجمع الوثائق من أنحاء العالم وردا علي سؤال آخر لـ الأهرام عن سبب عدم اعتراف الحكومة بتقرير لجنة ترسيم حدود أبيي الذي وضعها ضمن حدود الجنوب قال نافع‏:‏ أبيي كانت جزءا من إقليم بحر الغزال حتي عام‏1905‏ وتم ضمها لاقليم كردفان بعد ذلك‏,‏ ولم تستطع اللجنة تحديد حدودها وقتها وليس من حقها أن تحكم بتبعيتها للجنوب لأن هذا ليس اختصاصها‏,‏ لكن مجموعة الأزمات الدولية اعتبرت موقف حزب المؤتمر الوطني من أبيي بأنه انتهاك لاتفاق السلام‏.‏
الرئيس البشير سبق ان قال إن وجود قوات للحركة الشعبية وبعض الميليشيات المسلحة في مناطق البترول انتهاك لاتفاق السلام ونفي أن يكون الجيش قام بدعم الميليشيات المسلحة في الجنوب‏,‏ وقال إنه علي العكس تم استيعاب‏30‏ ألفا منهم في الجيش‏,‏ ومازال هناك‏10‏ آلاف في انتظار الحل‏,‏ لكن سلفاكير النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب اتهم الجيش الحكومي بزعزعة استقرار الجنوب من خلال دعم الميليشيات المسلحة‏,‏ ووصف المشكلات التي تعترض اتفاق السلام بأنها خطيرة‏..‏ حزب المؤتمر اتهم الحركة الشعبية بتهريب السلع والسيارات عبر الحدود وحرمان الدولة من عائدات الجمارك وتوقيع اتفاقيات مع شركات عالمية دون موافقة الخرطوم والسماح بتسلل عملاء إسرائيليين الي الجنوب تحت مظلة الاستثمار‏,‏ وإقامة بعثات دبلوماسية لها في الخارج استعدادا للانفصال‏.‏
اما الحركة فاتهمت القوات الحكومية بتدمير المواقع التي تنسحب منها وعدم ترسيم الحدود لمنع تحديد مواقع البترول التابعة للجنوب وتوطين حشود بشرية بين منطقتي جنوب النيل الأزرق وأعالي النيل لتغيير التركيبة السكانية للتأثير علي نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد حوالي عامين لصالح الشمال‏.‏
وحتي لو نفذت الحكومة والحركة كل ماعليهما من التزامات فإن الأوضاع في الجنوب لن تستقر سواء بقي ضمن السودان الموحد أو انفصل‏,‏ فهناك‏28‏ جماعة مسلحة في الجنوب منها‏13‏ جماعة متحالفة مع الحكومة وحذرت من انها ستواصل القتال إذا لم يتم تمثيلها في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية‏,‏ كما رفضت تلك الجماعات انتشار الجيش ومقاتلي الحركة في المناطق التي تسيطر عليها‏,‏ وهناك قبيلة المسيرية العربية التي تشكل‏30%‏ من سكان منطقة أبيي وترفض تماما ضمها للجنوب في الوقت الذي تصر فيه قبيلة دينكا نقوك علي تبعيتها للجنوب مما يهدد بحرب أهلية بين القبيلتين إذا لم يتم التوصل الي حل مقبول للجميع‏,‏ فالتقرير جعل الشمال الزراعي من أبيي للمسيرية والجنوب البترولي للدينكا‏.‏
وقد حذر القيادي الجنوبي البارز فرانسيس دنيق من اندلاع حرب أهلية حول أبيي‏,‏ وقال إنه إذا دعمت الحكومة المسيرية ستدعم حكومة الجنوب الدينكا للدفاع عن مكاسبها‏.‏
وليست أبيي هي وحدها المشكلة‏..‏ فحتي لو انفصل الجنوب فإن الكثيرين يتوقعون صراعا دمويا بين القبائل التي يعج بها علي السلطة والثروة‏,‏ فهناك احصائية قديمة تفيد بأن عدد الذين قتلوا في الصراع بين أبناء الجنوب أنفسهم أكبر من عدد الذين لقوا مصرعهم في القتال بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان‏,‏ واحصائية ثانية تقول إن قبيلة الدينكا بفروعها المختلفة لا تمثل سوي‏10%‏ من سكان الجنوب وأن هناك قبائل عديدة تكن لها مشاعر عداء وتخشي أن تهيمن علي مقدراتها إذا استقل الجنوب ولذلك قاتل الكثير منها الي جانب الحكومة ضد الحركة الشعبية ومن أبرز القبائل القوية المنافسة للدينكا قبيلتا النوير والشلك‏.‏
الي جانب الصراعات القبلية المتوقعة هناك معوقات كثيرة لحركة التنمية وإعادة الاعمار في جنوب السودان الذي دمرته الحرب‏..‏ فالالغام المضادة للأفراد منتشرة في كل مكان ومعظمها بلا خرائط حيث كان العسكريون يزرعونها وهم ينسحبون‏..‏ وهذا يمنع عودة المشردين واللاجئين لزراعة حقولهم واعادة بناء مساكنهم‏,‏ ولم يعد حتي الآن سوي‏145‏ ألفا من حوالي‏3‏ ملايين مشرد في الداخل ولاجئ في دول الجوار خاصة كينيا‏,‏ و‏40%‏ من ميزانية حكومة الجنوب يتم انفاقها علي الجيش الشعبي بدلا من التنمية ليكون مستعدا لاستئناف الحرب إذا اقتضي الأمر علي حد قول فالنتينو أكول مدير عام وزارة التعاون الاقليمي بحكومة الجنوب الذي اتهم الخرطوم بعدم الرغبة في تنفيذ اتفاق السلام بالكامل‏.‏
الخلاف علي أشده بين حزب المؤتمر‏(‏ حزب الرئيس‏)‏ والحركة الشعبية الممثلة للجنوب حول أمور كثيرة من بينها دارفور‏..‏ فالحركة تريد حل المشكلة بسرعة لأن المساعدات الدولية‏(4.5‏ مليار دولار‏)‏ المرصودة لتنمية الجنوب مرهونة بحل هذه المشكلة‏,‏ ويقول سلفا كير باستياء بالغ‏:‏ اضطررنا للبدء من الصفر في الجنوب لأنه لم تكن هناك تنمية حقيقية‏..‏ حتي القاعة التي كان يتحدث فيها في جوبا كان علي سقفها اثار نشع مياه الامطار ولمبات الاضاءة غير كاملة‏,‏ وعندما هددت الخرطوم بوقف تصدير الصمغ العربي للولايات المتحدة ردا علي العقوبات التي فرضتها قال رئيس بعثة الحركة الشعبية في واشنطن إن الصمغ افريقي وليس عربيا ويتم انتاجه في ولايتي أعالي النيل والوحدة‏,‏ وبامكان حركته ان تصدره لواشنطن دون موافقة حكومة الخرطوم‏.‏
الخلاف لا يهدد ـ حتي اللحظة ـ بانهيار اتفاق السلام لأن أيا من الطرفين غير مستعد لتحمل المسئولية عنه امام شعبه والعالم أو العودة الي الحرب‏..‏ فالحركة حققت من خلاله أكثر مما كانت تتصور وهو حق تقرير المصير‏..‏ والحكومة تخشي إذا انهار أن يكون فألا سيئا لمشكلتي دارفور والشرق ومداعاة لمزيد من العقوبات والعزلة لها من المجتمع الدولي‏,‏ لكن شبه المؤكد حتي الآن انه مالم تحدث معجزة قبل الاستفتاء فإن الجنوب منفصل لا محالة‏,‏ وعلي الجميع بمن فيهم مصر الاستعداد للتعامل مع واقع جديد من الآن‏,‏ تبقي مشكلة الشرق ولها قصة أخري‏.

*********************

7/2/2011م

أفاد مصدر رسمي أن حصيلة تمرد قام به أفراد ميليشيا سابقون موالون للخرطوم في جنوب السودان ارتفع إلى 50 قتيلا على الأقل، حيث يرفض هؤلاء تسليم أسلحتهم الثقيلة للشمال.
وكان مصدر عسكري أفاد السبت أن التمرد أسفر عن عشرين قتيلا و 24 جريحا على الأقل.
ووقعت المعارك في ولاية النيل العليا بين جنوب السودان وشماله، وبدأت الخميس قرب مطار مالاكال عاصمة الولاية حين رفض رجال يدينون بالولاء لغابرييل تانغ، الزعيم الميليشيوي السابق الموالي للخرطوم خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب
(1983-2005)، تسليم أسلحتهم الثقيلة.
وكانت مالاكال، ثالث مدن جنوب السودان، معقلا استراتيجيا لحكومة الخرطوم إبان الحرب الأهلية، ولا تزال تضم كميات من الأسلحة الثقيلة تابعة لقوات الشمال والميليشيات المتحالفة معها.
ومنذ توقيع اتفاق السلام العام 2005، تسير قوة مشتركة من قوات الشمال والجنوب دوريات في المدينة وتتألف بعض الوحدات الشمالية من عناصر ميليشيوية سابقة.
وتمهيدا لانفصال جنوب السودان عن شماله، وحل القوة الخاصة المشتركة، تنقل قوات الخرطوم أسلحتها إلى الشمال وتريد استعادة تلك التي في حوزة الميليشيات، الأمر الذي ترفضه الأخيرة.

This site was last updated 02/07/11