Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنبا ميخائيل وصور بالمخطوطات

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
اليوتا فى الفن القبطى
فن الرسم بالمخطوطات1
الأنبا ميخائيل وصور بالمخطوطات
الرقوق

 

 

 "الأنبا ميخائيل" مطران دمياط في القرن الثاني عشر فقد كان هذا المطران يدرك أن الراعي الحق هو من يسهر على الرعية فلم يسهر على رعيته المعاصرة له فحسب بل سهر أيضا على الأجيال الآتية من بعده. ذلك أنه كان فناناً كما كان مصرياً صميماً وحين تأمل أبناءه وجد أن الكثيرين منهم يجهلون القراءة والكتابة فأراد أن يوصل لهم بشرى الخلاص باللغة التي يستطيعون قراءتها وهى لغة الفن فرسم تسعين صورة للبشائر الأربع

والقول بأنها تسعون إنما هو وصف إجمالي فحسب لان كل صورة من هذه الصور التي ابتدعها خيال الأنبا ميخائيل هي مجموعة من المناظر الموضحة للعجيبة أو للمثل أو للحادثة.وذلك لكي يدرك كل من يراها تسلسل الوقائع الواردة فيها بالضبط فمثلا حينما أراد أن يوضح مجريات الأمور التي أدت إلى إن يقتل هيرودس الملك أطفال بيت لحم رسم في ركن من الصفحة صورة للمجوس سائرين خلف النجم الهادي تليها صورتهم وهم واقفون في القاعة الملكية وقد جلس هيرودس علي العرش بينما انشغل الكهنة والشيوخ في قراءة النبوات التي تشير إلي مولد الملك المنتظر،

 أما الصورة الثالثة فتبين هيرودس وهو يعطي تعليماته للمجوس تتبعها صورة المجوس على الطريق خلف النجم مرة أخرى ثم وصولهم إلى بيت لحم وتقديمهم الهدايا، فعودتهم من طريق أخرى

وفي آخر هذه السلسلة من المناظر صورة جند هيرودس يخطفون الأطفال من أمهاتهم ويقتلونهم ثم مجموعة من أولئك الأمهات الثكالى يبكين ويتساندن إلي شجرة باسقة بينما حمل الجند جثث أطفالهم في مقاطف ليوصلوها إلى هيرودس

 وهذه المجموعة من الصور مرسومة على الطريقة الفرعونية أي أنها في صف واحد من غير فاصل بين الواحدة والأخرى كما أنها على مستوى واحد من غير مسطحات مختلفة بل إن الأشخاص جميعاً واقفون جنباً إلى جنب ولولا أن هذه الصور مسيحية لظن من يراها أنها من العصر الفرعوني وهذا الطراز المصري الصميم لا يتناول التصوير فحسب بل يشمل التلوين أيضا

وهذه الصور تجتذب القلب قبل أن ترضي العين لبساطتها ودقة تعبيرها وهي تتخلل سطور البشائر الأربع المكتوبة باللغة القبطية

وقد قضى الأنبا ميخائيل سنتين في إتمام هذه الصور التسعين لان المخطوط الذي يشمل عليها يحمل في آخره تاريخ سنة 1179-1181.

ويعد هذا المخطوط من أعظم المخطوطات أهمية لندرة البشائر المصورة في كل العالم ولأنه يوضح كيف أن مطران قبطي في القرن الثاني عشر ظل محتفظاً في أعماق عقلة الباطن بالروح الفرعونية الفنية. على أنه من المؤلم أن المستعمرين والغزاة كانوا يسطون على تراثنا الروحي كلما سنحت لهم الفرصة وهذا المخطوط ضمن مخلفاتنا العظمى المحفوظة الآن بالمكتبة الأهلية بباريس تحت رقم مخطوط (13) ومن الشائع أن الملك لويس التاسع أخذه خلسة حين عاد إلى وطنه بعد أن فشل في حملته الصليبية التي أخذ فيها أسيراً في أيدي المصريين سنة 1250م. ورغم هذه المخلفات التي تركها لنا هذا الفنان الذي حظي بكرامة الأسقفية فإننا نجهل سيرته فلا توجد إشارة إلى تاريخ ميلاده ولا أين ترهب ولا متى نال الأسقفية (فهو جدير حقا بالكنيسة التي خدمها).

 

This site was last updated 06/17/14