القرآن قبل موت محمد

فجأة قتل محمد بالسم بيد إمرأة يهودية كانت ضعت له السم فى كتف شاه إنتقاماً منه لقتل كل قبيلتها ولكنه لم يمت فى الحال ومات فيما بعد بأثر السم وترك 26 مصحفاً بيد الصحابة كتبوا تحت إشرافة وموافقته فى كل سورة وكل آية مكتوبة وربما لا تكون كل الآيات سجلت فى هذه القرائين ومن المرجح أن يكون بعض العرب قد إحتفظوا ببعض الايات وبهذا يمكن التصور أن القرآن لا يكون قد جمع كاملاً فى أيام النبى وهذا أمر بديهى لأنه كما ذكرنا أن الرسول أستدعى بشكل مفاجئ وغير متوقع من المسرح الأرضى ومما يؤكد هذا أن رسول الإسلام قبل موته طلب كتابا وقال لمن حوله أنه يريد أن يكتب كتابا لا تضلون من بعده إذاً كان هناك شيئاً يريد كتابته ولكن منعه عمر بن الخطاب وبهذا يمكن القول أن هناك نقصا فى القرآن هذا النقص محدد فيما لم يستطع النبى كتابته قبل موته . 

وكما تعودنا فى الإسلام نجد أحاديث والروايات متناقضة ففى إحدى هذه الروايات (1) التى تعود إلى يهودى أسلم أسمه زيد بن ثابت تدعى أن القرآن قبل موت الرسول لم يجمع أبداً إلا أننا نجد خلاف هذا القول أحاديث أخرى تقوم على الأخبار وتتحدث عن نسخة جمعها الخليفة أبو بكر وحسب ما ذكرت هذه الأخبار أن الخليفة أبو بكر قد وجد نصوصاً للوحى مبعثرة ومتفرقة أو كما يضيف السيوطى "غير مجموعة فى مكان أو مرتبة فى سور"  ولا يتفق هذا الحديث مع ما نعرفه أنه لم يجمع محمد الآيات فى سور مختلفة منذ البداية فى شكل وحدات أدبية بل وضعها فى أوقات لاحقة لأنه لوحظ أن بعض الآيات التى  وضعت فى بعض السور كانت من أصول وأوقات مختلفة   

المحاولات الأولى لجمع القرآت

وبدأت بعد موته محاولات لجمع القرآن يطلق عليها المحاولات الأولى لجمع القرآن بعد موت محمد (2) يمكن تحديدها فى الثلاثة خلفاء الراشدين وهم أبو بكر وعمر بن الخطاب والخليفة الثالث عثمان بن هفان وثمه عدد كبير من الروايات والأحاديث القديمة والمتأخره تتحدث عن ذلك وتتفق كلها فى الخطوط الأساسية لجمع القرآن إلا أنها تختلف فى تفاصيل مهمة ومصادر هذه الأحاديث بالرغم من أهميتها وثبوت حقيقة جمع القرآن إلا أنها دخلها نزعات شخصية وتلونت بالكره والغضب والحقد والمؤرخ يمكن أن يميز بين المعلومات المشتركة والأساسية التى وردت فى هذه الأحاديث ويترك عوامل الإختلاف التى كتبت بسبب النزعات الشخصية وبدراسة متأنية للقرآن الحالى وهذه الأحاديث سنصل إلى نتيجة حتمية تظهر لنا تطور القرآن الذى يظن المسلمين أنه ثابت ولم يدخله تطور

وثمة أحاديث عديدة تذكر أسماء سلسلة كاملة من الأشخاص كانوا قد كتبوا وجمعوا ألآيات أثناء حياة محمد رسول الإسلام ويخصص أبن سعد فى الطبقات فصلاً كاملاً  لهذا الموضوع (3)  بالإضافة إلى كثير من التفاسير والأحاديث أنها تشير إلى العديد كانوا يحفظون كل القرآن (4) أو مقاطع منه حسب قدرتهم على الحفظ فى الذهن إلا أنه من الثابت أن القرآن لم يجمع فى كتاب واحد حتى موت محمد

****************************

المراجع

(1)   الإتقان ص 133 س 6وو

(2) يقول علاء الدين فى التفسير 1، 6 "موفق اله عند جمعه الخلفاء الراشدين" حتى السيوطى فى "الإتقان" ص 133 يستعمل تعبير أشد وهو ألهم" ص [8وو]حول النشاط المزعوم لعلى بن أبى طالب فى الجمع

(3) "ذكر من جمع القرآن على عهد رسول الله" أبن سعد "طبقات" 2’ 2

(4) النووى " التهذيب" يفسر "جمعوا القرآن" بقوله "حفظوا جميعه" القسطلانى 3، 162 حول البخارى مناقب زيد بن ثابت يفسر جمع القرآن بقوله "أستظهره حفظاه" وينص " ألإتقان" ص 134 ـسفل حول ذلك بالقول : " فمراده بجمعه القرآن حفظه فى صدره وحول غيرها من التعابير المرادفة "جمع القرآن" يعنى "أخذ القرآن" أو "إستظهره أى حفظه غيباً وقد يعبر عنها بالقول "تلاوة كامل القرآن"