Home Up | | جريدة وطنى بعنوان 20/5/2007م السنة العدد 2369 عن مقالة بعنوان " حكايات نجاح من قلب مصر...قصة تستحق أن تروي - فادية مكرم عبيد...مديرة مدرسة من أنجح " حوار:محمد عبد القدوس السيدة فادية مكرم عبيد سليلة أسرة عريقة تركت بصمة واضحة في تاريخ مصر الحديث وهي أرملة صحفي كبير هو المرحوم الأستاذ سعيد سنبل الذي تميز بقلمه الرشيق وأفكاره المستنيره,كان ميراثها الأسري هذا يكفيها أن تجلس في بيتها فخورة بعائلتها وزوجها وحسبها ونسبها,لكنها فضلت تحقيق ذاتها وتأكيد وجودها وإثبات شخصيتها.وهذا ما حققته بالفعل,فهي مديرة كلية رمسيس للبنات,المدرسة العريقة التي تعرض أقدم وأنجح مدارسنا والتي ستحتفل العام القادم بمرور قرن علي إنشائها.والعديد من سيدات مصر المشهورات تخرجن في هذه الكلية العريقة قديما وحديثا...وإذا قابلت حضرتك واحدة من بنات حواء وقالت لك:أنا خريجةالأمريكان كوليدج أو مدرسة رمسيسفاعلم:أنها تلقت تعليما راقيا.والمدرسة حاليا تضم زهاء ثلاثة آلاف طالبة من الابتدائي إلي الثانوني,وفادية مكرم عبيد ترأس هذا الصرح التعليمي منذ خمس سنوات لتواصل رسالة تعليمية وتربوية راقية اضطلعت بها عبر تاريخ المدرسة باقة عظيمة من الرائدات في هذا المجال. وجه ليبرالي جميل تتميز السيدة فادية مكرم عبيد بأن لها أكثر من بصمة...بدأت حواري معها بوجهها الذي يذكرنا بثورة1919ودستور1923والحكم الليبرالي وفي ظله عرف الأقباط المساواة الكاملة مع أشقائهم في الوطن من المسلمين. قالت لي:جدي مكرم عبيد أنجب خمسة أبناء أكبرهم وليم مكرم عبيد المناضل الوطني الذي لعب دورا رئيسيا في الحركة الوطنية إبان ثورة 1919وما بعدها,وأصغرهم فكري مكرم عبيد الذي شارك الرئيس الراحل أنور السادات في تأسيس الحزب الوطني الديموقراطي. وعن والدها تقول:والدي يأتي في الترتيب الثالث بين إخوته واسمه رياض مكرم عبيد وكان طبيبا للأطفال,وشغل لسنوات منصب مدير مستشفي الدمرداش له مواصفات متكاملة...ليبرالي جميل وفي ذات الوقت صرامة وهيبة...ويخاف جدا علي بناته,ووالدتي اسمهانرجس بشارة كرست حياتها كلها لأسرتها وكانت إنسانة قنوعة وراضية تعمل علي خدمة وإسعاد زوجها وبناتها وتميزت بالحلاوة والجمال.وتضيف:إحنا ثلاثة بناتناديةالتي شغلت منصب أول وزيرة للبيئة ثم أنا ثمنبيلةآخر العنقودوإحنا البنات الثلاثة خريجات آداب إنجليزي بناء علي رغبة والدنا الذي فضل أن نبتعد عن الطب فقد كان يري أنها دراسة لا تناسب البنات. مواصفات الإدارة الناجحة انتقل حواري معها إلي المحور الثاني من شخصيتها فهي من أنجح ناظرات المدارس في مصر,وسألتها:ما هي مواصفات الناظر الناجح أو مديرة المدرسة التي تستحق تعظيم سلام؟! ابتسمت سيدتيفادية مكرم عبيدابتسامة النجاح التي أعرفها جيدا وردت بتلقائية:أول شرط حب المهنة...فالحب له ثمار كبيرة جدا...أن تحب عملك وطلبتك,وذلك يدفعك إلي الإخلاص في العمل والحرص علي إتقانه. ومن أسباب النجاح أيضا الإيمان بأهمية العمل الجماعي والتعاون بين العاملين فلا يكون الرئيس مستبدا في مركزه.وشخصيته...وكلها من المعايير المطلوبة لمن أراد النجاح في مهنة التدريس,وأخيرا فأنه يجب أن يكون منفتحا علي أحدث طرق التعليم لمسايرة التطور باستمرار.لذلك حصلت السيدةفاديةعلي دبلومة في الإدارة من الجامعة الأمريكية ولها أطلاع مستمر في مجال الأبحاث والكتب التي تتحدث عن إدارة المدارس. حياتي مع زوج رائع! ختمت حواري معها علي طريقةختامها مسكوكان الحديث عن زوجها الراحل الكاتب المتألق الجميل سعيد سنبل سألتها:كيف عرفتيه...فأطلقت مفاجأة عندما قالت:اللقاء الأول كات تقليديا جدا...تعارف رسمي جمع بين أسرتي وأسرته في مكان عام!!ذهبت إلي هناك بناء علي إلحاح من ماما!!فقد كنت صغيرة ولا أريد الزواج مبكرا ولم أتصور أن أقترن بزوج يكبرني بخمس عشرة سنة علي الأقل!وفي ذات الوقت كان العريس المنتظر محبا للعزوبية رافضا التخلي عنها وذهب هو أيضا إلي هذا اللقاء بناء علي إلحاح من والدته!!ولكن سرعان ما تغيرت الدنيا عندي وعنده بعدما التقينا...ودقت القلوب وعرفت الحب علي حقيقته!ودخلت الأمومة حياتي وهي أجمل ما في الدنيا وأنجبت أربع بنات ثم وليا للعهد!!وبناتي بالترتيب:حنان ونهي وريم وعايدة وأخيرا صبحي الذي يعد أغلي ما في عمري كله مع إخوته,ومن أجلهم تفرغت تماما لتربيتهم وانقطعت عن التدريس الذي كنت أعمل فيه تحت رئاسة الرائدةماري سلامةفي مدرسة بورسعيد بالزمالك وهي أستاذتي في سلك التدريس ومنها تعليمت الكثير جدا.لم أعد أعمل إلا بعدما أديت رسالتي تجاه بناتي وابني. وعن زوجها الراحل تقول:يا سلام عليه كان يتميز بالشياكة في أخلاقه وكتاباته وملبسه,إنسان متحرر وفي ذات الوقت صاحب تقاليد...عاشق للصحافة والسفر,عائلي محب لبيته وأسرته!رحل عنا بالجسد ولكن نحيا معنا بالروح...أتصور أنه في رحلة طويلة وسألقاه يوما في السماء. |