| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس أحمـــد أبن طــولون - مصر دولة شبه المستقلــة |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
من هو أحمد بن طولون؟ بدأ العرب يشترون العبيد ويدربونهم على القتال ةينشؤونهم نشأة دينية ومنهم الأتراك ومنهم أبو العباس كان أبوه طولون مولى (عبد وأسلم ) لـ نوح بن أسد الساماني , أمير بخارى . وفى سنة 200 هـ تفوق ابو العباس أبن طولون على أقرانه فى القتال فأهداه نوح مع العديد من المماليك إلى الخليفة المأمون فجعله قائداً لحرسه الخاص حتى بلغ مصاف الأمراء . وولد أحمد بن طولون في عاصمة بغداد الخلافة العباسية أيام حكم الخليفة المآمون فظل يترقى فى خدمة البلاط العباسى ودربه أبوه على القتال من صغره , وعنى بتربيته بطلب العلم وتأدب على مذهب من مذاهب الفقه هو مذهب أبي حنيفة ، وأظهر من النجابة والحكمة ما ميزه على أترابه . وفى سنة 240هـ توفي أبوه في عهد الخليفة المتوكل , فقدمه الخليفة وولاه على الجيش فى منطقة الثغور (1) ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) عن إتجاه الخلفاء العباسيين فى أستعمال المماليك فكتب يقول : " وقصد المعتصم ومن بعده من الخلفاء بذلك العمل مع الأتراك محاكاة ما فعله الرشيد بعبد الملك بن صالح والمأمون بطاهر بن الحسين ففعل المعتصم مثل ذلك بالأتراك فقلد أشناس وقلد الواثق إيتاخ وقلد المتوكل نقا ووصيف وقلد المهتدي ماجور وغير من ذكرنا من أعمال الأقليم ما قد تضمنته كتب التاريخ فتقلد باكباك مصر وطلب من يخلفه عليها وكان أحمد بن طولون قد مات أبوه في سنة أربعين ومائتين ولأحمد عشرون سنة منذ ولد من جارية كانت تدعى قاسم وكان مولده في سنة عشرين ومائتين وولدت أيضًا أخاه موسى وحبسية وسمانة وكان طولون من الطغرغر مما حمله نوح بن أسد عامل بخارى إلى المأمون فيما كان موظفًا عليه من المال والرقيق والبراذين وغير ذلك في كل سنة وذلك في سنة مائتين فنشأ أحمد بن طولون نشأ جميلًا غير نشء أولاد العجم فوصف بعلو الهمة وحسن الأدب والذهاب بنفسه عما كان يترامى إليه أهل طبقته وطلب الحديث وأحب الغزو وخرج إلى طرسوس مرات ولقي المحدثين وسمع منهم كتب العلم وصحب الزهاد وأهل الورع فتأدب بآدابهم وظهر فضله فاشتهر عند الأولياء وتميز على الأتراك وصار في عداد من يوثق به ويؤتمن على الأموال والأسرار فزوجه ماجور ابنته وهي أم ابنه العباس وابنته فاطمة. الخليفة المستعين يرسل إلى بلاد الروم ليصنعوا له أشياء نفيسة وينقذها أبن طولون من قطاع الطرق ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : " ثم إنه سأل الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب له برزقه على الثغر فأجابه وخرج إلى طرسوس فأقام بها وشق على أمه مفارقته فكاتبته بما أقلقه فلما قفل الناس إلى سر من رأى سار معهم إلى لقاء أمه وكان في القافلة نحو خمسمائة رجل والخليفة إذ ذاك: المستعين بالله أحمد بن المعتصم وكان قد أنفذ خادمًا إلى بلاد الروم لعمل أشياء نفيسة فلما عاد بها وهي: وقر بغل إلى طرسوس خرج مع القافلة وكان من رسم الغزاة أن يسيروا متفرقين فطرق الأعراب بعض سوادهم وجاء الصائح: فبدر أحمد بن طولون لقتالهم وتبعوه فوضع السيف في الأعراب ورمى بنفسه فيهم حتى استنفذ منهم جميع ما أخذوه وفروا منه وكان من جملة ما استنفذ من الأعراب البغل المحمل بمتاع الخليفة فعظم أحمد بما فعل عند الخادم وكبر في أعين القافلة فلما وصلوا إلى العراق وشاهد المستعين ما أحضره الحادم أعجب به وعرفه الخادم خروج الأعراب وأخذهم البغل بما عليه وما كان من صنع أحمد بن طولون فأمر له بألف دينار وسلم عليه مع الخادم وأمره أن يعرفه به إذا دخل مع المسلمين ففعل ذلك وتوالت عليه صلاة الخليفة حتى حسنت حاله ووهبه جارية اسمها: مياس استولدها ابنه خمارويه في النصف من المحرم سنة خمسين ومائتين فلما خلع المستعين وبويع المعتز أخرج المستعين إلى واسط واختار الأتراك أحمد بن طولون أن يكون معه فسلم إليه ومضى به فأحسن عشرته وأطلق له التنزه والصيد وخشي أن يلحقه منه احتشام فألزمه كاتبه أحمد بن محمد الواسطي وهو إذ ذاك غلام حسن الشاهد حاضر النادرة فأنس به المستعين رفض أبن طولون قتل الخليفة المستعين ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " ثم إن فتيحة أم المعتز كتبت إلى أحمد بن طولون بقتل المستعين وقلدته واسط فامتنع من ذلك وكتب إلى الأتراك يخبرهم بأنه لا يقتل خليفة له في رقبته بيعة فزاد محله عند الأتراك بذلك ووجهوا سعيد الحاجب وكتبوا إلى ابن طولون بتسليم المستعين له فتسلمه منه وقتله وواراه ابن طولون وعاد إلى سر من رأى وقد تقلد باكباك مصر وطلب من يوجهه إليها فذكر له أحمد بن طولون فقلده خلافته وضم إليه جيشًا وسار إلى مصر فدخلها يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين متقلدًا للقصبة دون غيرها من الأعمال الخارجة عنها كالإسكندرية ونحوها ودخل معه أحمد بن محمد الواسطي وجلس الناس لرؤيته فسأل بعضهم غلام أبي قبيل: صاحب الملاحم وكان مكفوفًا عما يجده في كتبهم فقال: هذا رجل نجد صفته كذا وكذا وأنه يتقلد الملك هو وولده قريبًا من أربعين سنة فما تم كلامه حتى أقبل أحمد بن طولون وإذا هو على النعت الذي قال. كيف تولى أحمد أبن طولون حكم مصر ؟ وفي سنة 254هـ قلد الخليفة المعتز بإعطاء القائد (بايكباك) ولاية مصر, وبالرغم من بايكباك أصبح واليا على مصر إلا أنه لم يمارس وظيفته كوالى ولكنه أناب عنه أحمد بن طولون فى ولايتها فقدم إليها سنة 254 هجرية = 868م وكان بايكباك قد تزوج والدة أحمد ابن طولون بعد وفاة أبيه . وفي سنة 256هـ حدثت ثورة فى بغداد وقتل (بايكباك) فيها وأنتهت الثورة بخلع الخليفة المهتدي وقتله, وكان من حظه أن وهبت ولاية مصر إلى حميه للقائد الأمير ماجور(بارجوخ) بعد وفاة باكباك فأقره على ولايتها ولما أعطيت ولاية مصر للقائد ألأمير فترك أحمد بن طولون على ولاية مصر . لأن أحمد كان قد تزوج ابنته . . وعندما مات (بارجوخ) عين الخليفة المعتمد ابن طولون واليا على مصر . وقام ابن طولون بالإستيلاء على الشام وكان أميرها (أماجور التركي) توفى وحارب البيزنطيين في طرسوس وهزمهم واستعاد منهم أسرى المسلمين , وأصبحت أملاكه تمتد من طرسوس حتى نهر الفرات وبهذه الإنتصارات ملك ابن طولون مصر والشام والجزيرة والثغور ووافق الخليفة المعتمد على حكمه لهذه المناطق . وأنتصر أحمد ابن طولون على دسائس الموفق بالله العباسي , أخو الخليفة المعتمد , الذي أراد عزله عن ولاية مصر. وأنتصر أحمد ابن طولون على خروج ابنه العباس عليه وهو في الشام وكانت ولاية أحمد بن طولون على مصر أول الأمر قاصرة على الفسطاط أما أمر الخراج فكان موكولا إلى ابن المدير فما زال بحسن سياسته يوسع فى نفوذه حتى شمل سلطانه مصر جميعها وتولى أمر الخراج وامتد نفوذه إلى الشام وبرقة وأسس الدولة الطولونية الشبه مستقلة التى حكمت مصر وفترة ولايته تتمثل فيها النقلة التى انتقلتها مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتى من سنة 254 إلى 292 هجرية = 868 إلى 905م وتوفى سنة 270 هجرية = 884م بداية خلاف أبن طولون مع المدبر آخر والى عربى قرشى حكم مصر كان على الخراج أحمد بن محمد بن المدبر وهو من دهاة الناس وشياطين الكتاب فأهدى إلى أحمد بن طولون هدايا قيمتها عشرة آلاف دينار بعدما خرج إلى لقائه هو وشقير الخادم غلام فتيحة أم المعتز وهو يتقلد البريد فرأى ابن طولون بين يدي ابن المدبر مائة غلام من الغور قد انتخبهم وصيرهم عدة وجمالًا وكان لهم خلق حسن وطول أجسام وبأس شديد وعليهم أقبية ومناطق تقال عراض وبأيديهم مقارع غلاظ على طرف كل مقرعة مقمعة من فضة وكانوا يقفون بين يديه في حافتي مجلسه إذا جلس فإذا ركب ركبوا بين يديه فيصير له بهم هيبة عظيمة في صدور الناس فلما بعث ابن المدبر بهديته إلى ابن طولون ردها عليه فقال ابن المدبر: إن هذه لهمة عظيمة من كانت هذه همته لا يؤمن على طرف من الأطراف فخافه وكره مقامه بمصر معه وسار إلى شقير الخادم صاحب البريد واتفقا على مكاتبة الخليفة بإزالة ابن طولون فلم يكن غير أيام حتى بعث ابن طولون إلى ابن المدبر يقول له: قد كنت أعزك الله أهديت لنا هدية وقع الغنى عنها ولم يجز أن يغتنم مالك كثره الله فرددتها توفيرًا عليك ونحب أن تجعل العوض منها الغلمان الذين رأيتهم بين يديك فأنا إليهم أحوج منك فقال ابن المدبر: لما بلغته الرسالة هذه أخرى أعظم مما تقدم قد ظهرت من هذا الرجل إذ كان يرد الأعراض والأموال ويستهدي الرجال ويثابر عليهم ولم يجد بدًا من أن بعثهم إليه فتحولت هيبة ابن المدبر إلى ابن طولون ونقصت مهابة ابن المدبر بمفارقة الغلمان مجلسه. أبن طولون من أكبر الولاة أو الحكام الذين حكموا مصر ونبشوا قبور فراعنة مصر وقال المقريزى فى الخطط (1) : " وفى زمن أحمد أبن طولون فى سنة 332 هـ لهم اخبار عجيبة فيما أستخرج فى أيامهم من المدافن والأموال والجواهر وما أصيب فى هذه المطالب (الكنوز) من القبور , وركب (حصانه) أبن طولون يوماً إلى الأهرام فأتاه الحجاب (رئيس) يقوم عليهم يقوم عليهم ثياب صوف ومعهم المساح والمعاول فسألهم عما يعملون فقالوا : " نحن قوم نطلب المطالب (ينبشوا القبور) " فقال لهم لا تخرجوا شيئاً إلا بمشورتى أو رجل من قبلى , وأخبروه أن فى سمت الأهرام مطلبا (كنزا) قد عجزوا عنه فضم إليهم الرافقى وتقدم إلى عامل (والى) الجيزة فى أعانتهم بالرجال والنفقات وأنصرف , فأقاموا مدة يعملون حتى ظهر لهم فركب أحمد أبن طولون إليهم وهم يحفرون فكشفوا عن حوض مملؤ دنانير وعليه غطاء مكتوب عليه بالبربطية فأحضر من قراه فإذا فيه : أنا فلان بن فلان الملك الذى ميز الذهب من غشه ورخصه فمن أراد أن يعلم فضل ملكى على ملكه فلبنظر إلى فضل (وزن) عيار دينارى على عيار ديناره فإن مخلص الذهب من الغش مخلص من حياته وبعد وفاته , فقال أحمد أبن طولون : الحمد لله أن ما نهيتنى عليه هذه الكتابة أحب إلى من المال ثم امر لكل من القوم المطالبية بمائتى دينار منه ولكل من الصناع خمسة دنانير بعد أعطاءه أجره عمله وللرافقى بثلثمائة دينار ولنسيم الخادم بألف دينار وحمل باقى الدنانير فوجدها أجود من كل عيار وشدد من حينئذ فى العيار بمصر حتى صار عيار ديناره الذى عرف بالأحمدى أجود عيار وكان لا يطلى إلا به . أبن طولون يحرث قبور اليهود والنصارى ليبنى مدينة القطائع يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " وقدم من العراق: ماجور التركي لمحاربة ابن شيخ فقيه أصحاب ابن شيخ وعليهم ابنه فانهزموا منه وقتل الابن واستولى ماجور على دمشق ولحق ابن شيخ بنواحي أرمينية وتقلد ماجور أعمال الشام كله وصار أحمد بن طولون من كثرة العبيد والرجال والآلات بحال يضيق به داره ولا يتسع له فركب إلى سفح الجبل في شعبان وأمر بحرث قبور اليهود والنصارة واختط موضعها فبنى القصر والميدان وتقدم إلى أصحابه وغلمانه وأتباعه أن يختطوا لأنفسهم حوله فاختطوا وبنوا حتى اتصل البناء لعمارة الفسطاط ثم قطعت القطائع وسميت كل قطيعة باسم من سكنها فكانت للنوبة قطيعة مفردة تعرف بهم وللروم قطيعة مفردة تعرف بهم وللفراشين قطيعة مفردة تعرف بهم ولكل صنف من الغلمان قطيعة مفردة تعرف بهم. نمو قوة أبن طولون ووشاية أبن المدبر مرة أخرى - القبض على أبن المدبر المقريزى المؤرخ يذكر عثور أبن طولون على كنز يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : "وكانت لأبن طولون مع أبن المدبر أمور آلت إلى خروج ابن المدبر عن تقلده منصب خراج مصر وتقلد ابن طولون خراج مصر مع المعونة والثغور الشامية فأسقط المعاون والمرافق وكانت بمصر خاصة في كل سنة مائة ألف دينار فأظفره الله عقيب ذلك بكنز فيه ألف ألف دينار: بنى منه المارستان وخرج إلى الشام وقد تقلدها فتسلم دمشق وحمص ونازل أنطاكية حتى أخذها وكانت صدقاته على أهل المسكنة والستر وعلى الضعفاء والفقراء وأهل التجمل متواترة وكان راتبه لذلك في كل شهر ألفي دينار سوى ما يطرأ عليه من النذور وصدقات الشكر على تجديد النعم وسوى مطابخه التي أقيمت في كل يوم للصدقات في داره وغيرها يذبح فيها البقر والكباش ويغرف للناس في القدور والفخار والقصاع على كل قدر أو قصعة لكل مسكين أربعة أرغفة في اثنين منها فالوذج و الاثنان الآخران على القدر وكانت تعمل في داره وينادي من أحب أن يحضر دار الأمير فليحضر وتفتح الأبواب ويدخل الناس الميدان وابن طولون في المجلس الذي تقدم ذكره ينظر إلى المساكين ويتأمل فرحهم بما يأكلون ويحملون فيسره ذلك ويحمد الله على نعمته" ثورة أبن الصوفى فى صعيــد مصر وأنتصر أحمد أبن طولون على ثورة أبن الصوفى ( إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ) وفي عام 253هـ ثار أبن الصوفى في الصعيد على أمير مصر مزاحم ابن خاقان واحتل (أسنا) ونهبها وقتل أهلها من أقباط واخذ نساؤها سريا وعبيد . ولما تولى أحمد بن طولون إمارة مصر سنة 254هـ وقام ابن طولون بإرسال جيشا لحربه فإنهزم من ابن الصوفي وقتل قائد جيش أبن طولون , واستمر القتال بينهما فترة من الزمن وأخيرا أنفض جيش الصوفى فركب البحر إلى مكة وسكن فيها حتى قبض عليه وأرسل إلى ابن طولون فى مصر فقام بسجنه ثم أطلقه, فذهب ابن الصوفى إلى المدينة ومات فيها . يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 63 من 167 ) : " وخرج ابن الصوفي العلوي وهو إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ودخل إسنا في ذي القعدة فنهب وقتل فبعث إليه ابن طولون جيشًا فهزم الجيش في ربيع الأول سنة ست وخمسين فبعث بجيش آخر فواقعه بإخميم في ربيع الآخر فانهزم ابن الصوفي إلى الواح فأقام به ثورة أهــل برقة على أحمد بن طولون وفى سنة 261 هـ: ثار أهل برقة على أحمد بن طولون برقة على شكل شبه جزيرة يشتمل على مدن وقرى . وهذه المنطقة تقع الآن في شرق الدولة الليبية على ساحل البحر المتوسط وكان أكبر مدنه مدينة برقة التي أطلق اسمها على الإقليم نفسه وأطلق عليه اسم cyrenaica وخرج أحمد بن طولون يريد حرب عيسى بن الشيخ ثم عاد فابتدأ في أبناء الميدان يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 64 من 167 ) : " سنة سبع وخمسين وورد كتاب ماجور بتسلم أحمد بن طولون الأعمال الخارجة عن يده من أرض مصر فتسلم الإسكندرية وخرج إليها لثمان خلون من شهر رمضان واستخلف طفج صاحب الشرط ثم قدم لأربع عشرة بقيت من شوال وسخط على أخيه موسى وأمره بلباس البياض حروب أبن طولون - أمر الخراج يذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 64 من 167 ) : " وخرج إلى الإسكندرية ثانيًا لثمان بقين من شعبان سنة تسع وخمسين واستخلف ابنه العباس وقدم لثمان خلون من شوال وأمر ببناء المسجد الجامع على الجبل في صفر سنة تسع وخمسين وببناء المارستان للمرضى وورد كتاب المعتمد يستحثه في حمل الأموال فكتب إليه لست أطيق ذلك والخراج بيد غيري فأنفذ المعتمد نفيسًا الخادم بتقليد أحمد بن طولون الخراج وبولايته على الثغور الشامية فأقر أبا أيوب أحمد بن محمد بن شجاع على الخراج خليفة له عليه وعقد لطخشى بن بلبرد على الثغور فخرج في جمادى الأولى سنة أربع وستين وتقدم أبو أحمد الموفق إلى موسى بن بغا في صرف أحمد بن طولون وتقليدها ماجور التركي والي دمشق فكتب إليه بذلك فتوقف لعجزه عن مقاومة ابن طولون فخرج موسى بن بغا ونزل الرقة فبلغ ابن طولون أنه سائر إليه فابتداء في بناء الحصن بالجزيرة ليكون معقلًا لماله وحرمه في سنة ثلاث وستين واجتهد في عمل المراكب الحربية وأظافها بالجزيرة فأقام موسى بالرقة عشرة أشهر واضطربت أموره ومات في صفر سنة أربع وستين ومات ماجور بدمشق واستخلف ابنه علي بن ماجور فحرك ذلك أحمد بن طولون على المسير وكتب إلى ابن ماجور أنه سائر إليه وأمره بإقامة الأنزال والميرة فأجاب بجواب حسن وشكا أهل مصر إلى ابن طولون ضيق المسجد الجامع يوم الجمعة بجنده وسودانه فأمر ببناء المسجد الجامع بجبل يشكر فابتدأ ببنائه في سنة أربع وتم في سنة ست وستين ومائتين وخرج في جيوشه لثمان بقين من شعبان سنة أربع وستين واستخلف ابنه العباس وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي مدبرًا ووزيرًا فبلغ الرملة وتلقاه محمد بن رافع واليها وأقام له الدعوة فأقره ومضى إلى دمشق فتلقاه علي بن ماجور وأقام له بها الدعوة فأقام بها حتى استوثق له أمرها ومضى إلى حمص فتسلمها وبعث إلى سيما الطويل وهو بأنطاكية يأمره بالدعاء له فأبى فسار إليه في جيش عظيم وحاصره ورمان بالمجانيق حتى دخلها في المحرم سنة خمس وستين فقتل سيما واستباح أمواله ورجاله ومضى إلى طرسوس فدخلها في ربيع الأول فضاقت به وغلا السعر بها فنابذه أهلها فقاتلهم وأمر أصحابه أن ينهزموا عن أهل طرسوس ليبلغ طاغية الروم فيعلم أن جيوش ابن طولون مع كثرتها وشدتها لم تقم لأهل طرسوس فانهزموا وخرج عنهم واستخلف عليها طخشيي فورد الخبر عليه بأن ابنه العباس قد خالف عليه فأزعجه ذلك وسار فخاف العباس وقيد الواسطي وخرج بطائفته إلى الجيزة لثمان خلون من شعبان سنة خمس وستين ومائتين فعسكر بها واستخلف أخاه ربيعة بن أحمد وأظهر أنه يريد الإسكندرية وسار إلى برقة فقدم أحمد بن طولون من الشام لأربع خلون من رمضان فأنفذ القاضي بكار بن قتيبة في نفر بكتابه إلى العباس فساروا إليه ببرقة فأبى أن يرجع وعاد بكار في أول ذي الحجة ومضى العباس يريد إفريقية في جمادى الأولى سنة ست وستين فنهب لبدة وقتل من أهلها عدة وضجت نساؤهم فاجتمع عليه: جيش ابن الأغلب والإباضية فقاتلهم بنفسه وحسن بلاؤه يومئذ وقال: لله دري إذ أعدوا علي فرسي إلى الهياج ونار الحرب تستعر وفي يدي صارم أفري الرؤوس به في حدة الموت لا يبقي ولا يذر إن كنت سائلة عني وعن خبري فها أنا الليث والصمصامة الذكر من آل طولون أصلي إن سألت فما فوقي لمفتخر بالجود مفتخر لو كنت شاهدة كري بلبدة إذ بالسيف أضرب والهامات تبتذر إذًا لعاينت مني ما تبادره عنى الأحاديث والأنباء والخبر وقتل يومئذ صناديد عسكره ووجوه أصحابه ونهبت أمواله وفر إلى برقة في ضر. أوامر أبن طولون بالنسبة للخليج ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 123 من 167 ) : " وقال جامع سيرة الناصر محمد بن قلاوون: وفي سنة ست وسبعمائة رسم الأميران بيبرس وسلار بمنع الشخاتير والمراكب من دخول الخليج الحاكميّ والتفرّج فيه بسبب ما يحصل من الفساد والتظاهر بالمنكرات اللاتي تجمع الخمر آلات الملاهي والنساء المكشوفات الوجوه المتزينات بأفخر زينة من كوافي الزركش والقنابيز والحلي العظيم ويُصرف على ذلك الأموال الكثيرة ويُقتل فيه جماعة عديدة ورسم الأميران المذكوران لمولي الصناعة بمصر أن يمنع المراكب من دخول الخليج المذكور إلاّ ما كان فيه غلة أو متجرًا وما ناسب ذلك فكان هذا معدودًا من حسناتهما ومسطورًا في صحائفهما. أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، وكان أول من أقام حفل إفطار جماعي ( مائدة رمضانية) في السنة الرابعة من ولايته، دعا لحضوره كبار القادة والتجار والأعيان وخطب فيهم قائلاً: «إنني لم أجمعكم إلا لأعلمكم طريق البر بالناس وآمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم لتهيئوا للناس ما ترغبونه لأنفسكم»، وشهدت سيرة الخليفة العباسى المعتمد 869 - 892م الخليفة الـ 15 أن عدد من قتله أحمد أبن طولون أو مات فى حبسه 2000 نفر (3)
موتـــه وكان أبن طولون سياسيا محنكا, وقائدا ماهرا خبيرا بأساليب الحرب وتعبئة الجيوش , كما كان إداريا حازما , وفي عهده استتب الأمن ونعم الناس بالرخاء . بنى الجامع بإسمه فى القاهرة ما زال قائماً حتى اليوم وبنى قلعة عكا الحصينة . وفي سنة 270هـ خرج عليه (يازمان) الوالى الذى ولاه على طرسوس فهم بالتوجه إليه لقمع عصيانه , ولكن الموت عاجله فتوفي عن 50 عاما . وكانت مدة حكم أبن طولون حوالى ستة عشر عاما وخلفه ابنه خمارويه وكان أكبر أولاده البالغ عددهم 33 ولدا. ============================ المـــــــــــراجع http://history.al-islam.com/names.asp?year=270#n1336 (1) الثغور .. هو سلسلة من القلاع ، أطلق عليها العرب أسم العرب بالثغور ، هذه السلسلة أمتدت من مدينة ملطية على الفرات الأعلى إلى طرسوس قريباً من ساحل البحر المتوسط . ومنطقة الثغور هذه تعتبر منطقة حدود , وكان الروم يستولون على هذه القلاع تارة ثم يحتلها المسلمون تارة أخرى . وتنقسم سلسلةالقلاع إلى مجموعتين: الأولى : تحمي الجزيرة وهي الشمالية الشرقية وتسمى الثغور الشمالية الشرقية . وهى قلاع ملطية وزبطرة وحصن منصور وبهستا والحدث ومرعش والهارونية والكنيسة والثانية تحمي الشام وتسمى ثغور الشام . وهى قلاع المصيصة وأذنة وطرسوس . (2) كتاب الخطط للمقريزى - المسماة بالمواعظ والإعتبار يذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها وبأقليمها تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام / تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن المحمد المعروف بالمقريزى - الجزء الثالث = مكتبة ألاداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة الجزء الأول ص 66 (3) مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 25 |
This site was last updated 02/16/17