Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

نهاية الحكم العربى الإسلامى لمصر بإقصاء والى الخراج العربى القريشى أحمد ابن محمد المدبر

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أبن المدبر والى مصر
البابا شنودة1 الـ 55
أحمد أبن طولون
البابا خائيل3 الـ56
البابا غبريال1 الـ57
البابا قسما 1الـ 58
الولاة المستقلين الطولونيين

 

 والى الخراج أحمد ابن محمد المدبر :

 

من هو أحمد أبن المدبر آخر والى عربى قريشى مسلم حكم مصر ؟

هو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبر. أبو حسن.

وكان أبن المدبر أديبا وشاعرا قديرا ومن الكتاب النبلاء والمفكرين .

قام الخليفة المتوكل على بإعطاءه الولاية على سبعة دواوين منها :

(1) ديوان الخراج

(2) وديوان الضياع

(3) وديوان النفقات العامة والخاصة

(4) وديوان الصدقات

(5) , (6) , (7) دواوين أخرى

فإخترع ضرائب لم تكن موجوده من قبل فإنهارت على خزانة الخليفة أمولاً كثيرة .

ثم ولاه المتوكل على خراج الشام وفلسطين

وفي عهد الخليفة المعتز أعطاه ولاية على خراج مصر أيام أحمد بن طولون أمير مصر,

وذكر ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة أنه إصطدم مع الأمير ابن طولون فقبض عليه وألبسه جبة صوف وأوقفه في حر الشمس ثم سجنه تسعة أشهر, ثم قام أطلقه بأمر الخليفة المعتمد .

ثم ولاه الخليفة العباسىالمعتمد على خراج الشام وفلسطين , وعندما استولى ابن طولون على الشام سنة 263هـ قبض على أبن طولون مرة اخرى ابن المدبر وسجنه وأطلقه ابن طولون بعد أن أعطاه ابن المدبر ستمائة ألف دينار.

وعاد ابن المدبر إلى بغداد وفيها توفي .

 

كان ابن المدبر الوالى العربى الأخير الذى جمع الخراج من الأقباط 
عين الخليفه المنتصر أحمد ابن محمد المدبر يقول عنه ابن المقفع ج2 ص20 كان رجلا شديد صعب فى أفعاله مخوف عند الناس لا يغلب .
وتولى على فلسطين مده كبيره وأذاق اهلها العذاب ، وكان رجلا واصلا مسموع الكلمه ذكيا وكان جميع من فى الحكم يريد أن يتخلص منه ، فأرادوا ان يجربوه فقالوا له حاسب أباك فطالب أباه بجميع ما عليه ولم يراعى أبوته بل زاد على أبيه الضرائب . فقرر الخليفه له سته الف دينارا مرتبا .
وعندما سمع البابا ان ابن المدبر تولى خراج مصر حزن وقال الله يزيل عن شعبه مؤامره الشرير ، وعندما وصل ابن المدبر مصر .
 أثقل الضرائب على المسلمين ، والمسيحين ، واليهود ، فضاعف الضرائب ، على كل دينار دينارا أوعلى كل دينارا ثلاثه . وملأ السجون بالذين لا يدفعون .
 أرسل وعمل إحصاء للرهبان فى جميع ارض مصر وطالبهم بالجزيه عن المراعى ( الحشيش) والنخل ، والشجر المثمر المغروس فى بيوتهم ، فلما عرف البابا بما فعله المدبر بكى بكاء مرا على الكنيسه وقال : ايها الجبل المقدس وادى هبيب ، كيف اقام الشيطان عليك هذه المصائب وعلى القديسين الساكنين فيك .
 وخصص ابن المدبر ديوانا للمراعى بعد ان كانت معفاه الى تاريخه من الضرائب ،ومنع حريه التجاره بها وفرض ضريبه أسماها ( ضريبه المراعى ) وهذه الضريبع ذكرت مرارا فى القوائم المدونه فى أوراق البردى وكانت تفرض على الأرجح على رؤوس الأغنام .
 وفرض ابن المدبر ضريبه على المروج أشارت إليها اوراق البردى دون ان تحدد طبيعتها .
 وفرض أيضا ابن المدبر ضريبه على الصيد .
 وأضاف ضريبه أخرى أسماها ضريبه الصدقه وقد أصبحت فى عهد ابن المدبر (حسنه قانونيه ) يدفعها المسلمون غير المسيحيون على السواء ، كما وردت فى اوراق البردى.
 وتطورت الرسوم على بعض الخضروات المزروعه وأصبحت قائمه بذاتها .
 وفرض ضريبه على أشجار النخيل والكروم والفاكهه .
 وقام الأهالى بدفع الجزء الأكبر من المصاريف الخاصه بتحسين الأراضى الزراعيه .
 وشملت الضرائب أصحاب الصناعات المختلفه .
 أعاد نظام الإحتكار .
 قرر ابن المدبر رسوما على الإيصالات ولوازم المكاتب (ثمن الصحف ) وغيرها
 ( ذكرت هذه الضرائب فى كتاب Grohmann, Aperqu, 1, p. 71 راجع أقباط ومسلمون د . جاك تاجر ص90/91 )
وعرفت هذه الضرائب كلها عرفت بإسم الضرائب الهلاليه لإنها تجبى على حساب الشهر القمرى ، بعكس الخراج التى تجبى على حساب السنه الشمسيه ( كانت الخراج تجبى فى مصر حسب السنه القبطيه منذ ايام عمرو )
ولما كان هذا الإنسان ظالما وطلب من البابا أن يقابله ليضمن مدفوعات الخراج التى على أرض مصر فلما عرف البابا هذا قال: ماذا أفعل مع هذا الإنسان ؟ وخاف ان يقف أمامه فيكون سببا لهلاك الكنيسه والرهبان ، فهرب ، وقال: لعله إن لم يجدنى ينسى .
فغير البابا هيئته وزيه (ملابسه) بزي إنسان بسيط ومتضع وبارك كل من حوله ، وأمرهم ان يختفوا فى اماكن حددها لهم ، ومضى هو الى مكان لا يعرفه فيه احد بالهيئه الجديده وكان معه شماسا ( كان كاتبا يسجل كل شئ ) وتشتت الأساقفه ايضا لإنهم لم يقدروا ان يظهروا بدون بطريركهم . وتشردوا جميعا فى الجبال من موضع الى موضع ، فى البحر والبر ، يركبو أو يسيروا على أرجلهم ، بزى رهبان أو بملابس العامه . فى البرد الشديد لإنه كان وقت الشتاء .
ولما رأى ابن المدبر انه لا يستطيع أن يجمع الخراج بدون وجود البابا ، أرسل نوابا الى جميع الكنائس وأخرج ما يستحق البيع وأخذ مقتنيات القسوس ، وأخذ البعض وحبسهم وقفل الكنائس ما عدا واحده ، وأخذ الأموال الموجوده فى الكنائس ، وغرم ابن المدبر الآباء الرهبان الخراج .
وظل البابا هاربا لمده سته شهور ورأى البابا أن غضب ابن المدبر لا ينقص بل يتزايد وأن شره لا ينقص ، فقال: إذا إفتقر ( قاسى ) إنسانا واحدا لا يضطرب له كل البلاد ، ولكن إذا إفتقر (قاسى) المكان كله ضاق سكانه ،
فأراد ان يسلم نفسه بحكمه ، فذهب من مكان الى آخر حتى وصل الى مصر (بابليون ) حيث يوجد ابن المدبر ، وذهب الى بيت رجل قبطى مؤمن ، وكتب خطابا الى ابن المدبر يسأله الأمان ، وكان ابن المدبر إنسانا داهيه ولا نهايه لمكره ، فأجاب بخطاب: فقال إذا حضرت عندى قبل ان يقبض احد عليك فأنت حر وعفوت عنك أما إذا قبض عليك أحد من جنودى واحضرك الى فإنى أفعل بك ما أضمرت به لك وأكثر منه .
فقام البابا لساعته وهو يلبس الثياب الرثه الفقيره ومشى فى الطريق ليلا ووصل الى باب ابن المدبر بقوه قلب ، فلما رآه الحاجب دخل مسرعا وقال هوذا البابا قد حضر ، وفى الصباح جلس ابن المدبر فى الديوان وأحضر البابا وكاتبه مينا الذى لم يفارقه ، وقال لهما: اين كنتما طول هذه المده . الآن لقد اتيت بإختيارك فلن ينالك منى سوء ، ثم تركهما ذلك اليوم وبعد ثلاثه ايام مضى البابا يسلم عليه فقال ابن المدبر له: ان كل من فى ولايتى قد كتبت عليهم الخراج إلا أنت ، فقال البابا: مهما تأمر به فعلته ، وكان من عاده ابن المدبر انه إذا ناقشه احد يضاعف عليه الخراج أما إذا سكت كان عادلا معه ثم ألزم البابا بدفع سبعه ألاف دينارا خراج .
وقال ابن المقفع ج2 ص22 ان هذا كان بدايه المصائب فالإنسان الفقير الذى يجمع قوته بالكاد كان عليه ان يدفع خمسين درهما فضاق اهل مصر وجحد كثيرين الإيمان لقله الموارد وكثره الضرائب ، فكتب البابا رسائل الى الأساقفه وكان كل من يقرأها يبكى من مدى حزن البابا على الكنيسه، وإجتمع المجمع الكنسى بالفسطاط وعلم الأساقفه بما تقرر على البابا وعلى الكنيسه فقسموا المبلغ عليهم كل حسب قدرته لمعرفتهم أنه ليس مع البابا شيئا ، وكل ما قدمه هو نفسه . وعندما إستمرت الحرب بين المعتز والمستعين لمده ثلاث سنين وإنقطعت الطرق ، فكان كل الخراج الذى جمعه ابن المدبر حفظه فى الفسطاط ولم يرسله الى أى من الأخوين المتنازعين على الخلافه إلا بعد ان يرى من تكون له الغلبه والإنتصار فى الحرب فيسلم المال إليه وبالرغم من حروب الأخويين أثقل ابن المدبر الخراج على المصريي
ن .
وصلت أخبار إنتصار المعتز الى مصر فى أول يوم من برموده ، وكانت الخطب فى الجوامع بان المعتز قد غلب المستعين وأصبح الخليفه .
وفرح المصريين لأن العرب الذين يسكنون مصر فى الجبال والبرارى هاجموا البلاد والصعيد ونهبوا الأديره ومنها دير ابو شنوده ودير القلمون بالفيوم وقتلوا الرهبان ونهبوا وقتلوا من فى دير انبا باخوم بالقرب من طحا عند منطقه برحواس فاحرقوا الحصون ونهبوا مافيه وقتلوا رهبانا فى هذه المنطقه وأفسدوا مجموعه من الراهبات العذارى وقتلوهم بالسيف ، ويقول ابن المقفع فى وصف هذه الأعمال البربريه والوحشيه ج2 ص26 ( وفعلوا بأرض مصر أفعال إن ذكرنا اليسير منها طال الشرح وبعد على القارئ فهمه )


خراب كعبه المسلمين :
ويقول ابن المقفع فى كتابه ص 35 ( قام واحد من جنس الملك { يقصد عربى مسلم } وحشد حوله قوما وقاتل وحارب جنود الخليفه ، ثم هاجم الموضع الذى يسمى الآن مكه بأرض الحجاز ويسمى الكعبه وأنتصر على جيش الخليفه ، وإستولى عليها وعلى البيت الذى يحج إليه المسلمين ، وهو المكان الذى يقولوا لا يدخله إلا شريف ، لكرامته عند المسلمين ، هو المكان الذى إعتاد الخلفاء ان يحملوا إليه فى كل وقت الأموال والثياب
ولما إستولى عليه هذا الثائر أحرقه بالنار وما فيه وأرزلهم وقال: هذه أفعال مرزوله يفعلها المسلمين { يقصد عبادتهم للحجر الأسود ، يعتقد انه بقايا عباده الأصنام } وربط خيله فى ذلك المكان حتى صار المكان فى تلك السنه قفرا ، ولم يدخل اليه أحد من الخلايق { يقصد لم يحج الى الكعبه أحدا } الذين كانوا يذهبوا إليه كل عام ، وحزن المسلمون حزنا شديدا على خراب البيت ، ولم يذكر ابن المقفع إسم هذا الثائر وفى أى سنه وماذا حدث بعد ذلك .


نهايه فرعون مصر :
أ
طلق ابن المقفع على ابن المدبر والى الخراج إسم فرعون مصر فى زمانه فقد أثقل الخراج على الرهبان وطالبهم بما لا يقدروا عليه ولم يقدروا ان يصبروا , فتزوجوا وتركوا الأديره المقدسه وبريه ابو مقار .
ونظر البابا اليهم وقلبه يحترق , وصلى الى الله : سأله ألا يميته حتى ينظر خلاصهم من هذا الجهاد . وحدث ان واليا جديدا وصل من خراسان (العباسين) هو إبن طولون ( راجع مصر والحكم الطولونى ) ولما عرف ما فعله إبن المدبر مع المصريين , أمر بإحضاره الى الديوان مقبوضا عليه ، وأعطى جمع الخراج الى واليا معروفا بالخير ، وصار الناس يدعون له بالخير وألغى الجزيه من علىالرهبان .
اما ابن المدبر فقد نزعوا عنه ثيابه الناعمه التى يلبسها الملوك وألبسوه ثوب من الصوف الخشن لا يليق أن يلبسها عبد ، وحبسوه فى سجن ضيق لا يستطيع أن يلتفت يمينا أو يسارا والقيد الحديدى فى يديه ورجليه اما غذاؤه فلا يكفى قوته اليومى ، وكانوا يخرجونه أيام الصيف وحراره الشمس قويه ويوقفونه امامها بحيث يكون مواجها لها من الشرق الى الغرب فى كل يوم , وكثيرا كان يسقط على الأرض مغشيا عليه بدون حراك فيضربونه فى وجهه ويجلسوه فى الشمس قهرا , وإستمر فى هذا العذاب شهورا
.

 

This site was last updated 02/24/17