Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 بيعة العقبة الأولى والثانية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القبائل العربية وأديانها
قصة زواج أمنة بنت وهب
نسب وولادة محمد
محمد فى حرب الفجار
محمد وبناء الكعبة
بحيرة الراهب
الطوفان عراة حول الكعبة
والأحبار والرهبان والجن ومحمد
محمد فى غار حراء
تمجيد محمد وتعظيمه
إنتشار الإسلام
من هو سليمان؟
عداء اليهود لمحمد
تنصر ورقة وابن جحش
النساء ومحمد
قريش ومحمد
الهجرة النبوية
الصلاة والوضوء فى الإسلام
قريش تصف محمد بالمجنون
بداية غضب قريش
الهجرة الأولى للحبشة
الهجرة الثانية للحبشة
إسلام عمر بن الخطاب
أبى جهل وقريش ومحمد
رجوع مهاجرة الحبشة
حديث نقض الصحيفة
الطفيل وصنم ذو الكفين
ابو جهل ورجل يصارع محمد
سبب نزول آية الكوثر
ذكر الإسراء والمعراج
يطلب نصرة قبائل العرب
بيعة العقبة الأولى والثانية
بيعة العقبة الأخيرة
الهجرة إلى يثرب
الكنب المدرسية
الله وأبو لهب
هدم مقابر البقيع
خريطة بلاد العرب
أبى بكر أول خليفة
فهرس حروب الردة
فى بدء الدعوة
New Page 5154
New Page 5155
لايكون ببلاد العرب دينان
الرسول وصعاليك العرب
محمد والإغتيال

Hit Counter

 

  جارى العمل فى هذه الصفحة

الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلداتي - الجزء الثانى -  29/116

 

 

 بيعة العقبة الأولى ، و مصعب بن عمير
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا ، فلقوه بالعقبة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ وهي العقبة الأولى ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب ‏‏.‏‏

رجال البيعة الأولى من بني النجار
منهم من بني النجار ، ثم من بني مالك بن النجار ‏‏:‏‏ أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، وهو أبو أمامة ؛ وعوف ، ومعاذ ، ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار ، وهما ابنا عفراء ‏‏.‏‏

رجال العقبة الأولى من بني زريق
ومن بني زريق بن عامر ‏‏:‏‏ رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ؛ وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد ابن عامر بن زريق ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ذكوان ، مهاجري أنصاري ‏‏.‏‏

رجال العقبة الأولى من بني عوف
ومن بني عوف بن الخزرج ، ثم من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ، وهم القواقل ‏‏:‏‏ عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم ؛ وأبو عبدالرحمن ، وهو يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة ، من بني غُصينة ، من بلي ، حليف لهم ‏‏.‏‏

مقالة ابن هشام في اسم القواقل
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وإنما قيل لهم القواقل ، لأنهم كانوا إذا استجار بهم الرجل دفعوا له سهما ، وقالوا له ‏‏:‏‏ قوقل به بيثرب حيث شئت ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ القوقلة ‏‏:‏‏ ضرب من المشي ‏‏.‏‏

رجال العقبة من بني سالم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج ، ثم من بني العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ‏‏:‏‏ العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان ‏‏.‏‏

رجال العقبة من بني سَلِمة ، بلام مكسورة
ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن سلمة ‏‏:‏‏ عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام ‏‏.‏‏

رجال العقبة من بني سواد
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ‏‏:‏‏ قطبة بن عامر بن حديدة ابن عمرو بن غنم بن سواد ‏‏.‏‏

رجال العقبة من الأوس
وشهدها من الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ، ثم من بني عبدالأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ‏‏:‏‏ أبو الهيثم بن التَّيَّهان ، واسمه مالك ‏‏.‏‏ ‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ التَّيهان ‏‏:‏‏ يخفف ويثقل ، كقوله مَيْت وميِّت ‏‏.‏‏

رجال العقبة من بني عمرو
ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ‏‏:‏‏ عويم بن ساعدة ‏‏.‏‏

عهد رسول الله على مبايعي العقبة ، و نص البيعة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي مرثد بن عبدالله اليزني ، عن عبدالرحمن بن عسيلة الصنابحي ، عن عبادة بن الصامت ، قال ‏‏:‏‏ كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثنى عشر رجلا ، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفترض الحرب ، على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ‏‏.‏‏ فإن وفَّيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء غفر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وذكر ابن شهاب الزهري ، عن عائذ الله بن عبدالله الخولاني أبي إدريس أن عبادة بن الصامت حدثه أنه قال ‏‏:‏‏ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ؛ فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأُخذتم بحده في الدنيا ، فهو كفارة له ، وإن سُترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله عز وجل ، إن شاء عذب ، وإن شاء غفر ‏‏.‏‏

إرسال الرسول مصعب بن عمير مع وفد العقبة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما انصرف عنه القوم ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي ، وأمره أن يُقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يُسمَّى المقرِىء ‏بالمدينة ‏‏:‏‏ مصعب ‏‏.‏‏ وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس ، أبي أمامة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‏‏:‏‏ أنه كان يصلي بهم ، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضُهم أن يؤمه بعض ‏‏.‏‏

أول جمعة أقيمت بالمدينة
أسعد بن زرارة و إقامة أول جمعة بالمدينة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبيه أبي أمامة ، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك ، قال ‏‏:‏‏ كنت قائد أبي ، كعب بن مالك ، حين ذهب بصره ، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة ، فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة ، أسعد بن زرارة ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فمكث حينا على ذلك ‏‏:‏‏ لا يسمع الأذان للجمعة إلا‏ صلى عليه واستغفر له ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت في نفسي ‏‏:‏‏ والله إن هذا بي لعجز ، ألا أسأله ما له إذا سمع الأذان للجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فخرجت به في يوم جمعة كما كنت أخرج ؛ فلما سمع الأذان للجمعة صلى عليه واستغفر له ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت له ‏‏:‏‏ يا أبت ، ما لك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي أمامة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ أي بني ، كان أول من جـمَّع بنا بالمدينة في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، يقال له ‏‏:‏‏ نقيع الخضمات ، قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ وكم أنتم يومئذ ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ أربعون رجلا ‏‏.‏‏
أسعد بن زرارة ، و مصعب بن عمير ، و إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وبني عبدالأشهل
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقب ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ‏‏:‏‏ أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبدالأشهل ، ودار بني ظفر ، وكان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبدالأشهل ابن خالة أسعد بن زرارة ، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر ‏‏.‏‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واسم ظفر ‏‏:‏‏ كعب بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس - قالا ‏‏:‏‏ على بئر يقال لها ‏‏:‏‏ بئر مرق ، فجلسا في الحائط ، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، وسعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، يومئذ سيدا قومهما من بني عبدالأشهل ، وكلاهما مشرك على دين قومه ، فلما سمعا به ، قال سعد بن معاذ لأسيد بن ‏حضير ‏‏:‏‏ لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك ، هو ابن خالتي ، ولا أجد عليه مقدما ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما ؛ فلما رآه أسعد بن زرارة ، قال لمصعب بن عمير ‏‏:‏‏ هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه ؛ قال مصعب ‏‏:‏‏ إن يجلس أكلمه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فوقف عليهما متشتِّما فقال ‏‏:‏‏ ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ‏‏؟‏‏ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ‏‏.‏‏
فقال له مصعب ‏‏:‏‏ أوتجلس فتسمع ، فإن رضيت أمرا قبلته ، وإن كرهته كف عنك ما تكره ‏‏؟‏‏
قال ‏‏:‏‏ أنصفت ، ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وقرأ عليه القرآن ؛ فقالا ‏‏:‏‏ فيما يذكر عنهما ‏‏:‏‏ والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ، ثم قال ‏‏:‏‏ ما أحسن هذا الكلام وأجمله ‏‏!‏‏ كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ‏‏؟‏‏ قالا له ‏‏:‏‏ تغتسل فتطهَّر وتُطهِّر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ‏‏.‏‏ ‏فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وتشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال لهما ‏‏:‏‏ إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، وسأرسله إليكما الآن ، سعد بن معاذ ، ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم ؛ فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا ، قال ‏‏:‏‏ أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ؛ فلما وقف على النادي قال له سعد ‏‏:‏‏ ما فعلت ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ كلمت الرجلين ، فوالله ما رأيت بهما بأسا ، وقد نهيتهما ، فقالا ‏‏:‏‏ نفعل ما أحببت ، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ، ليخفروك ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فقام سعد مغضبا مبادرا ، تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة ، فأخذ الحربة من يده ، ثم قال ‏‏:‏‏ والله ما أراك أغنيت شيئا ، ثم خرج إليهما ؛ فلما رآهما سعد مطمئنين ، عرف سعد أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما ، فوقف عليهما متشتما ، ثم قال لأسعد بن زرارة ‏‏:‏‏ يا أبا أمامة ، أما والله ، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، أتغشانا في دارينا بما نكره - وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير ‏‏:‏‏ أي مصعب ، جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان - قال ‏‏:‏‏ فقال له مصعب ‏‏:‏‏ أوتقعد فتسمع ، فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته ، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره ‏‏؟‏‏ قال سعد ‏‏:‏‏ أنصفت ‏‏.‏‏ ثم ركز الحربة وجلس ، فعرض عليه الإسلام ، وقرأ عليه القرآن ، قالا ‏‏:‏‏ فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم ، لإشراقه وتسهله ؛ ثم قال لهما ‏‏:‏‏ كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ‏‏؟‏‏ قالا ‏‏:‏‏ تغتسل فتطهَّر و تطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ركعتين ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وشهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعتين ، ثم أخذ حربته ، فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فلما رآه قومه مقبلا ، قالوا ‏‏:‏‏ نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ؛ فلما وقف عليهم قال ‏‏:‏‏ يا بني عبدالأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ سيدنا و أوصلنا وأفضلنا رأيا ، وأيمننا نقيبة ؛ قال ‏‏:‏‏ فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله ‏‏.‏‏
قالا ‏‏:‏‏ فوالله ما أمسى في دار بني عبدالأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة ، ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة ، فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام ، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد ، وخطمة ووائل وواقف ، وتلك أوس الله ، وهم من الأوس بن حارثة ؛ وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت ، وهو صيفي ، وكان شاعرا لهم قائدا يستمعون منه ويطيعونه ، فوقف بهم عن الإسلام ، فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ومضى بدر وأحد والخندق ، وقال فيما رأى من الإسلام ، وما اختلف الناس فيه من أمره ‏‏:‏‏
أربَّ الناس أشياء ألمت * يُلف الصعب منها بالذَّلولِ
أرب الناس أما إذ ضللنا * فيسرنا لمعروف السبيل
فلولا ربنا كنا يهودا * وما دين اليهود بذي شُكول
ولولا ربنا كنا نصارى * مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا إذ خلقنا * حنيفا دينُنا عن كل جيل
نسوق الهَدْي ترسف مذعنات * مكشفة المناكب في الجلول
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أنشدني قوله ‏‏:‏‏ فلولا ربنا ، وقوله ‏‏:‏‏ لولا ربنا ، وقوله ‏‏:‏‏ مكشفة المناكب في الجلول ، رجل من الأنصار ، أو من خزاعة ‏‏.‏‏

أمر العقبة الثانية
مصعب بن عمير و العقبة الثانية
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ، وخرج من خرج الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك ، حتى قدموا مكة ، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة ، من أوسط أيام التشريق ، حين أراد الله بهم ما أراد من كرامته ، والنصر لنبيه ، وإعزاز الإسلام وأهله ، وإذلال الشرك وأهله ‏‏.‏‏

البراء بن معرور يصلي إلى الكعبة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين ، أخو بني سلمة ، أن أخاه عبدالله بن كعب ، وكان من أعلم الأنصار ، حدثه أن أباه كعبا حدثه ، وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، قال ‏‏:‏‏ خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، وقد صلينا وفقهنا ، ‏‏ ومعنا البراء بن معرور ، سيدنا وكبيرنا ‏‏.‏‏
فلما وجهنا لسفرنا ، وخرجنا من المدينة ، قال البراء لنا ‏‏:‏‏ يا هؤلاء ، إني قد رأيت رأيا ، فوالله ما أدري ، أتوافقونني عليه ، أم لا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلنا ‏‏:‏‏ وما ذاك ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قد رأيت أن لا أدع هذه البَنيِّة مني بظهر ، يعني الكعبة ، وأن أصلي إليها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلنا ‏‏:‏‏ والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام ، وما نريد أن نخالفه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ إني لمصل إليها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلنا له ‏‏:‏‏ لكنا لا نفعل ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ وقد كنا عبنا عليه ما صنع ، وأبى إلا الإقامة على ذلك ‏‏.‏‏ فلما قدمنا مكة قال لي ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى نسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء ، لما رأيت من خلافكم إياي فيه ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنا لا نعرفه ، ولم نره قبل ذلك ، فلقينا رجلا من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏ هل تعرفانه ‏‏؟‏‏ فقلنا ‏‏:‏‏ لا ؛ قال ‏‏:‏‏ فهل تعرفان العباس بن عبدالمطلب عمه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلنا ‏‏:‏‏ نعم - قال ‏‏:‏‏ و قد كنا نعرف العباس ، وكان لا يزال يقدم علينا تاجرا - قال ‏‏:‏‏ فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه ، فسلمنا ثم جلسنا إليه ‏‏.‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس ‏‏:‏‏ هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ، هذا البراء بن معرور ، سيد قومه ؛ وهذا كعب بن مالك ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ الشاعر ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال له البراء بن معرور ‏‏:‏‏ يا نبي الله ، إني خرجت في سفري هذا ، وقد هداني الله للإسلام ، فرأيت أن لا‏ أجعل هذه البَنِيَّة مني بظهر ، فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قد كنت على قبلة لو صبرت عليها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلى معنا إلى الشام ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، وليس ذلك كما قالوا ، نحن أعلم به منهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وقال عون بن أيوب الأنصاري ‏‏:‏‏
ومنا المُصلي أول الناس مُقبلا * على كعبة الرحمن بين المشاعر
يعني البراء بن معرور ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
 

إسلام عبدالله بن عمرو بن حرام
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني معبد بن كعب ، أن أخاه عبدالله بن كعب حدثه أن أباه كعب بن مالك حدثه ، قال كعب ‏‏:‏‏ ثم خرجنا إلى الحج ، وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما فرغنا من الحج ، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرام أبو جابر ، سيد من ساداتنا ، وشريف من أشرافنا ، أخذناه معنا ، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ، فكلمناه وقلنا له ‏‏:‏‏ يا أبا جابر ، إنك سيد من ساداتنا ، وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ؛ ثم دعوناه إلى الإسلام ، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأسلم وشهد معنا العقبة ، وكان نقيبا ‏‏.‏‏

امرأتان في البيعة
قال ‏‏:‏‏ فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لمعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتسلل تسلل القطا مستخفين ، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ، ومعنا امرأتان من نسائنا ‏‏:‏‏ نُسيبة بنت كعب ، أم عمارة ، إحدى نساء بني مازن بن النجار ؛ وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي ، إحدى نساء بني سلمة ، وهي أم منيع ‏‏.‏‏

العباس يستوثق من الأنصار
قال ‏‏:‏‏ فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبدالمطلب ، وهو يومئذ على دين قومه ، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له ‏‏.‏‏ فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبدالمطلب ، فقال ‏‏:‏‏ يا معشر الخزرج - قال ‏‏:‏‏ وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار ‏‏:‏‏ الخزرج ، خزرجها وأوسها - ‏‏:‏‏ إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده ، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم ، واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك ؛ وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم ، فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلنا له ‏‏:‏‏ قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله ، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت ‏‏.‏‏

عهد الرسول عليه الصلاة والسلام على الأنصار
قال ‏‏:‏‏ فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلا القرآن ، ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام ، ثم قال ‏‏:‏‏ أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأخذ البراء بن معرور بيده ، ثم قال ‏‏:‏‏ نعم ، والذي بعثك بالحق نبيا ، لنمنعنك مما نمنع منه أُزُرنا ، فبايِعْنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب ، وأهل الحلقة ، ورثناها كابرا عن كابر ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فاعترض القول ، والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو الهيثم بن التيهان ، فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، إن بيننا وبين الرجال حبالا ، وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال ‏‏:‏‏ بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ الهدم الهدم ‏‏:‏‏ يعني الحرمة ‏‏.‏‏ أي ذمتي ذمتكم ، وحرمتي حرمتكم ‏‏.‏‏
قال كعب بن مالك ‏‏:‏‏ وقد كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ أخرجوا إلي منكم اثنى عشر نقيبا ، ليكونوا على قومهم بما فيهم ‏‏.‏‏ فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ، تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ‏‏.‏‏
======================================================================

This site was last updated 11/07/10