يعود‏ ‏إنشاء‏ ‏المتحف‏ ‏إلي‏ ‏عام‏1869‏لعمل‏ ‏دار‏ ‏تجمع‏ ‏التحف‏ ‏الإسلامية‏ ‏النادرة‏ ‏وهذه‏ ‏الدار‏ ‏كانت‏ ‏الديوان‏ ‏الشرقي‏ ‏لجامع‏ ‏الحاكم‏ ‏وصدر‏ ‏مرسوم‏ ‏عام‏1881‏بتشكيل‏ ‏لجنة‏ ‏حفظ‏ ‏الآثار‏ ‏العربية‏ ‏حينما‏ ‏ضاق‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏بما‏ ‏فيه‏ ‏فأنشئ‏ ‏هذا‏ ‏المتحف‏ ‏وكان‏ ‏يطلق‏ ‏عليه‏ ‏اسم‏ ‏دار‏ ‏الآثار‏ ‏العربية‏ ‏ويوجد‏ ‏مدخلان‏ ‏للمتحف‏-‏كما‏ ‏وصف‏ ‏أيمن‏ ‏عبد‏ ‏المنعم‏-‏أحدهما‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏الشمالية‏ ‏الشرقية‏ ‏والآخر‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏الجنوبية‏ ‏الشرقية‏ ‏وهو‏ ‏المدخل‏ ‏الرئيسي‏.‏ويتكون‏ ‏من‏ ‏طابقين‏ ‏الأول‏ ‏به‏ ‏قاعات‏ ‏العرض‏ ‏والثاني‏ ‏به‏ ‏المخازن‏ ‏المتحفية‏,‏ومؤكدا‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المتحف‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏متاحف‏ ‏العالم‏ ‏لما‏ ‏يحويه‏ ‏من‏ ‏قطع‏ ‏أثرية‏ ‏خشبية‏ ‏ومعدنية‏ ‏وخزفية‏ ‏ومنسوجات‏ ‏تم‏ ‏تجميعها‏ ‏من‏ ‏شتي‏ ‏بقاع‏ ‏العالم‏ ‏الإسلامي‏.‏ويقع‏ ‏المتحف‏ ‏في‏ ‏مواجهة‏ ‏القاهرة‏ ‏القديمة‏ ‏وأجريت‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏أعمال‏ ‏الحفائر‏ ‏بالمنطقة‏ ‏المحيطة‏ ‏به‏ ‏واكتشف‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏علي‏102‏قطعة‏ ‏أثرية‏.

**************

تاريخ إنشاء المتحف
ويقول الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار - وجمعت في معظم ألاثار الإسلامية من المساجد والمنازل والقصور ومختلف المنشآت المعمارية الاسلامية حيث بدأ المتحف بحفظ المقتنيات في جامع الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله تحت اسم متحف دار الآثار العربية في عام‏1884‏ م إلي أن نقلت إلي المبني الحالي في باب الخلق في عام‏1902‏ م ورصدت أول ميزانية له في عام‏1910‏ م لشراء التحف وتنظيم عمليات حفر وتنقيب عن الآثار لضمها للمتحف‏.‏

***************************************************************************************************

مصحف بالخط الغبارى اهدى للامير احمد فؤاد عام 1286 م

مزهرية من الخزف ترجع الى القرن العاشر الهجرى

**************************************************************************************************

القطع الخزفية والزجاجية والمعدنية والنسيج بالمتحف  

وقال السيد محمد عباس سليم مدير المتحف أنه أمكن طول الفترة السابقة ضم مجموعات ضخمة من الآثار الإسلامية للمتحف من خلال أعمال التنقيب في درنكة بأسيوط‏,‏ وأطلال مدينة الفسطاط مما وفر كميات كبيرة من القطع الخزفية ومئات القطع من النسيج ذي الكتابات من العصرين العباسي والفاطمي وبها أسماء الخلفاء وبيانات التصنيع‏.‏ إضافة لما تبرع به الأمير يوسف كمال لمجموعته الاسلامية الكاملة والمجموعة الفنية من أرتين باشا وهي تحف من القرن‏19‏ بها نياشين وأوسمة ولوحات فنية وحلي وأوان للقهوة والحلوي وأدوات الاستحمام ثم مجموعة الأمير كمال الدين حسين وهي تحف من الخشب المزخرف المحفور والسجاجيد الايرانية والتركية والأواني الزجاجية وعدد كبير من أحزمة النسيج الايرانية والبولندية‏.‏ وهناك أيضا مجموعتان من التحف الأثرية قدمت من الملك فؤاد منها مجموعة من قطع النسيج النادرة النفيسة بديعة النقوش والألوان والرسوم‏,‏ وموازين وأختام أغلبها من الزجاج ومنها المعدن أو الحجر‏,‏ وكانت مقتيات المتحف الدار نحو ألف قطعة في عام‏1888‏ بلغت في عام‏1925‏ نحو‏7‏ آلاف وفي عام‏1939‏ بلغت‏14‏ الفا حتي بلغت حاليا نحو مائة ألف‏.‏
وبشرح الدكتور صلاح أحمد البهنسي أستاذ الآثار بجامعة المنيا مقتنيات المتحف قائلا إن هناك أكبر مجموعة من التحف الاسلامية التي تعود للقرن الأول الهجري وحتي الثالث عشر وتتوزع التحف حسب العصور التاريخية والمواد والبلاد التي تنتمي إليها ففي قاعة الخزف توجد قطع من العصور العباسي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني ‏,‏ وخزف من إيران وتركيا وأسبانيا والعراق وسوريا وتونس مرتبة زمنيا وتتنوع المنتجات الخزفية بمتحف الفن الاسلامي مابين أوان كانت تستخدم في الطعام والشراب أو بلاطات خزفية تكسو جدران المباني من مساجد ومنازل وتتميز بالرسم أو الحفر او الزخرفة بمادة البريق المعدني‏,‏ وتتنوع الزخارف من عناصر نباتية وهندسية ورسوم آدمية وحيوانية وأشكال طيور وكتابات زخرفية‏,‏ ويتم إعداد الزخارف بأكاسيد معدنية تعطي بريق الذهب والفضة‏.‏وأضاف أن مقتنيات المتحف من الخزف بها صورة شخص يجلس القرفصاء ويعزف الموسيقي‏,‏ وقطع أخري عليها رسوم لراقصين وراقصات وعازفات علي الآلات‏,‏ ومناظر لعبة التحطيب ومصارعة الديكة وصور للسيد المسيح والقساوسة يحملون المباخر ورسوم حيوانية وغيرها ويظهر منها أن عصر المماليك شهد نهضة فنية رائعة من الفن الفاطمي منها نموذج علي شكل طائر ناشرا جناحيه وآخر لغزال وثيق علي أرضية من زخارف نباتية‏.‏ وبلاطات خزفية مكتوبا عليها بخط الثلث مجدولة بشكل هندسي‏,‏ وأخري بالخط الكوفي‏.‏ ويضم المتحف أيضا مجموعة كبيرة من الفخار المملوكي المطلي بالمينا ويحمل القابا للأمراء‏.‏ ومن أهم المقتنيات أيضا الخزف الايراني علي هيئة تماثيل منها لببغاء‏,‏ وزهرية علي شكل سيدة جالسة‏,‏ وتظهر أيضا مؤثرات من الفنون الصينية من رسوم طبيعية وأشخاص وفرسان وكذلك الفنون العثمانية التي شملت عناصر نباتية وحيوانية دقيقة‏,‏ وهناك أيضا الزجاجيات والتي تضم مجموعة كبيرة من الأواني مثل قنينات العطور والمكاحل والأسوار وحافظات السوائل والأدوية وساعة رملية لكن أهمها مجموعة المشكاوات المموهة بالمينا ومنها ماتحمل اسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون‏,‏ وأخري باسم آل ملك الجوكندار وعليها شعار الرخ الصيني ومشكاة من صنع البندقية عليها اسم الملك الأشرف أبوالنصر قايتباي‏.‏
قاعدة شمعدان من النحاس المشغول بالفضة
وهناك أيضا مجموعة قيمة من التحف المعدنية مثل أواني الطهي والشمعدان والقناديل وكراسي العشاء والأباريق والسيوف ولعل أهم المقتنيات إبريق من البرونز وينتسب إلي الخليفة الأموي مروان بن محمد ويتميز بزخارف دقيقة وبارعة بشكل الديك ناشرا جناحيه‏,‏ إضافة لقطع معدنية من العصر الفاطمي والأيوبي في أوج ازدهارها‏,‏ مثل كرسي العشاء وهو من البرونز ومكفت بالذهب والفضة منقوشا باسم الناصر قلاوون واسم الصانع‏.‏ ويوجد شمعدان من النحاس المكفت بالفضة باسم الأمير زين الدين به كتابات بارعة تنتهي برؤوس حيوانات مثل الأسد والغزال أو آدمية ورسوم محاربين أو راقصين‏,‏ وابريق باسم الأمير طبطق الأشرفي بزخارف نباتية وكتابية بالذهب والفضة إضافة لأدوات الكتابة ومنها مقلمة من النحاس والذهب والفضة باسم السلطان الناصر محمد‏,‏ ومفتاح الكعبة المشرفة من النحاس والفضة وبه كتابات وآيات قرآنية واسم السلطان شعبان بن حسين ومجموعة من السيوف منها سيفان من الصلب والذهب باسم قنصوه الغوري‏,‏ إضافة إلي مجموعة من الحلي الذهب لمختلف العصور الاسلامية منها خواتم وأقراط ودلايات ومشابك صدر وقلادة من الذهب من عصر محمد علي‏.‏
المنتجات الخشبية / السجاد
وهناك أيضا مقتنيات خشبية مزخرفة من العصور القديمة وحتي الاسلامية وتركز علي عناصر نباتية وهندسية تكشف مزايا كل عصر والابداع خاصة في العصر المملوكي فضلا عن المشربيات والخشب المطعم بالأبنوس والعظم والعاج والصدف ويحوي زخارف خشبية وكتابات بالخط الكوفي واسماء للرسول عليه السلام وعلي والحسن والحسين وأئمة الشيعة الاسماعيلية رسوم غزلان وجمال متقابلة أو شخص يمسك سيفا ويضع عباءة ومناظر طرب ومحاريب خشبية مثل محراب مسجد السيدة نفيسة والسيدة رقية وتابوت الامام الحسين ومنبر مطعم بالأبنوس ونجوم من العصر المملوكي وكرسي عشاء من‏6‏ أضلاع عليها طبقة من الفسيفساء والسن والأبنوس من جامع السلطان شعبان ونماذج من اسقف القاعات المملوكية بها زخارف نباتية وهندسية‏.‏ وبالنسبة للنسيج وهو صناعة ازدهرت في العصر الاسلامي منه خلع الخلفاء والأمراء علي الموظفين‏,‏ وتوجد قطع نسيج من الكتاب والحرير عليها أسماء الخلفاء وعمالهم علي الأمصار ودار صناعة النسيج‏,‏ إضافة إلي زخارف نباتية وهندسية وحيوانية‏,‏ ومنها قطع باسماء الخلفاء العباسيين والفاطميين مثل العزيز بالله والحاكم بأمر الله وبعضها للدعاية مثل نصر الله أو اليمن والإقبال أو بركة من الله وتضم
أيضا مناظر تنص مثل أسد ينقض علي أرنب أو نسر علي غزال ومناظر لحيوانات خرافية وبعضها شارات أو بها أشكال هندسية أو نسر ذي رأسين‏,‏ وأجملها رسم حمال ينحني بحمله ونماذج من كسوة الكعبة المشرفة‏.‏ وهناك أيضا قسم السجاد اليدوي الوبري المعقود منه مجموعة من إيران وتركيا ومصر وسوريا وبعضها شارك فيه أوروبيون وتوجد سجاجيد الصلاة التركية المتميزة‏.‏ فضلا عن ذلك توجد أوراق ورسوم جدارية تحمل أعمالا فنية‏,‏ من العصر الفاطمي لمحاربين ورسوم حيوانية وطيور ومخطوط لألعاب الفروسية والتحطيب‏,‏ وأخري تحوي أيات وأحاديث وأدعية‏,‏ ومصاحف قيمة في الاخراج والإبداع منها الصغير جدا والكبير وصور لأشكال الحياة في العصور الاسلامية‏.‏ كما يشتمل علي أحجار ورخام وجص في شواهد لقبور أشخاص تاريخيين‏,‏ وحشوات رخامية مزخرفة ونوافذ من الزجاج المعشق المزينة باسم الله ومحمد عليه الصلاة والسلام‏,‏ إضافة لمسكوكات وصنج من الذهب والفضة والبرونز لمختلف البلاد وهي سجل لتطور العملات في العالم الاسلامي وأدوات المكاييل والموازين‏.‏
 

المــــــــــــــــراجع

(1) جريدة الأهرام القاهرية الحد 8/10/2006 م عن مقالة بعنوان " يفتتح قريبا‏:‏ المتحـف الإسـلامي‏..‏ في قلب التاريـخ - مائة ألف قطعة أثرية تحوي فضيات لكل العصور الإسلامية تحقيق‏ أجراه الأستاذ :‏ وجيه الصقار