مجمع أفسـس الثاني
+ حدد الإمبراطور  ثيئودوسيوس الصغير أوطاخى  أغسطس سنة 449 م موعد الافتتاح - كانت الإمبراطورية الرومانية قد إنقسمت إلى قسمين القسم غربى والقسم الشرقى الذى كان يحكمه الإمبراطور  ثيؤدوسيوس2 الصغير وكانت أغلب المجامع العالمية المسكونية يدعوا إليها إمبراطور الشرق (إلا إذا كان الأمبراطور يحكم القسمين الشرقى والغربى) والسبب فى أن القسم الشرقى به كنائس رسوليه عديدة بعكس القسم الغربى الذى ليس فيه غير كنيسة واحدة هى كنيسة روما ، والمبدأ القانونى يقرر بأن شهادة الفرد باطلة 

ولم يكن  ليو الأول ( ليون ) أسقف روما أو فلافيانوس أسقف القسطنطينية يرغبان فى عقد هذا المؤتمر , الأول لأنه لا يرغب أن يرأس البابا ديسقوروس المجمع والثانى لأنه نسطورى ولا يريد أحد التدخل فى قرارات القسطنطينية بعزل أوطيخا وخوفاً من أفتضاح إتجاهه النسطورى ,

رسائل دعوة الإمبرطور ثيؤدوسيوس الصغير للأساقفة لحضور المجمع

*** أرسل الإمبرطور ثيؤدوسيوس2 الصغير إلى لاون أسقف روما رسالة طالباً حضوره فبعث لاون نواباً عنه كما هو المتبع ومعهم تحرير إلى فيلابيانوس لا إلى المجمع كما هو الواجب المعروف وقد أشتهر فى التاريخ باسم طومس لاون .

*** بعث لاون رسالة إلى الإمبرطور ثيؤدوسيوس2 الصغير يعبر فيها عن مخاوفه قال فيها : " كان من المستحسن عدم عقد المجمع ، ولكن بما أن الدعوة لعقده قد صدرت فالمرجوا أن يظل الإمبراطور على ولائه للإيمان القويم " ووالى لاون الكتابة فبعث بعدة رسائل إلى فلابيانوس يستحثه فيها على حفظ الإيمان الرثوذكسى ويرجو منه إبداء العطف على اوطيخا (1) وقد إستمر يبدى مخاوفه حتى بدئ إنعقاد المجمع وبعد ذهاب مندوبيه لأفسس إذ كتب يقول أنه ليس هناك ما يقضى عقد مجمع (2)

والغريب أن لاون أرسل رسالة إلى الإمبراطورة بوليخاريا وكانت سيدة قوية الشكيمة ذات نفوذ قوى على من حولها وكانت هذه الرسالة يعتذر فيها عن أوطيخا بقوله لها إنه سقط فى البدعة عن جهل (3)

*** وتباطأ مندوبوا لاون أسقف روما فى الحضور ، فلما ارسل مجمع أفسس الثانى مندوبيه يستدعيهم لحضور الجلسات أجابهم الكاتب دولقيط : " إن الرسائل التى حملنا إياها لاون رئيس أساقفة روما تقضى بحضورنا االمجمع المقدس عند بحث قضية محب افله القس ورئيس الدير أوطيخا فحسب ولا نحضره عندما يتناول آباؤه فى أمور آخرى " (4) 

رئاسة المجمع

*** أرسل الإمبرطور ثيؤدوسيوس الصغير إلى ديسقورس بابا الأسكندرية ثلاثة رسائل واحداً بعد آخر طالباً منه أن يحضر عشرة مطارنة وعشرة أساقفة ويذهب إلى افسس ويقبل الأرشيمندريت برصوم بين آباء المجمع عوضاً عن جميع أرشيمندريتى الشرق ويمنع قبول تاويدرينوس ويرأس المجمع بقوله : " أننا نظن أن بعضاً من أتباع نسطور يجتهدون وقصدهم أن المذكور يحضر فى المجمع المقدس فلأجل ذلك قد تحسن برأينا أن نرسل لقداستك هذه الراسلة وبها تعرف قدسك وقدس المجمع إننا مقتدون بقوانين الآباء الأطهار ونوهب لقدسك سلطاناً ونجعلك متقدماً ليس فقط فيما يختص تاودريتوس بل وفيما يختص بالمجمع المقدس "

وكتب الإمبرطور ثيؤدوسيوس2 الصغير فى أول هذه الرسائل إلى البابا ديسقوروس طلب منه : " أولهما يطلب فيه أن يرأس المجمع ويستصحب معه 10 من أساقفتة ، وثاني طلب هو إبعاد  ثيئودوريت أسقف قورش عن المجمع ولا عن توبته لصداقته لنسطور وانهما رفض ذم نسطور الهرطوقى والحكم عليه فى المجمع المسكونى الثالث الذى أنعقد فى أفسس برياسة البابا السكندرى الأنبا كيرلس سلف البابا ديسقوروس .

أما رسالة الإمبراطور الثالثة للأنبا ديسقوروس فقال فيها : " لقد سمعنا عدداً عديداً من الأرشيمندريت ومن الشعب المؤمن فى الشرق يتناقشون بحرارة فى العقيدة ، وهم مصممون على مقاطعة الأساقفة النسطوريين ، لهذا أمرنا بأن يحضر القس التقى الأرشيمندريت برسوما إلى المجمع ليمثل أرششيمندريت الشرق ويجلس مع قداستكم وبقية ألاباء الذين سيحضرون إلى المجمع " (5)

*** وقد تلقى الأرشيمندريت المصرى القس برسوما خطاباً من  الإمبرطور ثيؤدوسيوس2 الصغير ينبئه فيها بالكرامة التى نالها بيم أساقفة مجمع أفسس الثانى ، وكان برسوم هذا راهباً فى درجة قس قضى السنين الطوال فى برية شيهيت وصار أباً لجماعة كبيرة من الرهبان وذاعت شهرته فى المسكونة    

مندوبا الأمبراطور

*** وعين الإمبرطور ثيؤدوسيوس الصغير أثنين نائبين عنه ويحافظا على النظام هما : الكونت ألبيديوس وألوجيوس كاتب الحرس الأمبراطورى وأمرهما أن الذين كانوا قضاة فى امر أوطاخى فى المجمع المحلى بالقصطنطينية يحضرون ويصمتون (أى ليس لهم حق التصويت مع أو ضد أوطاخى ) إلا إذا وجهت لهم أسئلة ، وقبل أن يصلا المندوبان الإمبراطوريان إلى أفسس وصل أمر إمبراطورى إلى بروكلس حاكم أسيا يحمل إليه الأمر بإستعمال سلطته لمعاونة مندوبيه فى المحافظة على المجمع من مؤامرات النسطوريين وبخاصة ثيئودريت اسقف قورش .

*** وحمل المندوبان الإمبراطوريان خطاباً إلى المجمع طالب فيه الإمبرطور ثيؤدوسيوس الصغير الآباء المجتمعين فى أفسس أن يقضوا على النسطورية بعد أن أصدر المجمع المسكونى الثالث حكمه بحرم نسطور وتجريده .

*** وأرسل الإمبرطور ثيؤدوسيوس الصغير رسائل أخرى يدعوا الأساقفة إلى افسس فذهب منهم إلى تلك المدينة 130 أسقفاً ، من بينهم - عدا الثلاثة الذين ذكروا : فلا بيانوس القسطنطينى ، يوليوس ألأسقف المنتدب لتمثيل الكنيسة الغربية ، وأستفانوس أسقف افسس ، ثلاسيوس أسقف قيسارية الكبادوك .. وكانت كنيسة روما قد إنتدبت الكاهن ريناتوس لتمثيلها إلا انه مات فى الطريق ، وفى ىخر القائمة ورد إسم الشماس هيلاريوس المندوب الشخصى لأسقف روما

كتبة المجمع

 وقد إستصحب كل أسقف كاتبه الخاص ليسجل جلسات المجمع ويحتفظ به فى كنيسته كمرجع ، وكان يوحنا القس الإسكندرى رئيس الكتبة .

************************

المــــــــــراجع

(1)  راجع أيضاً تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 561

(2) تاريخ المجامع (باللغة الفرنسية ) للكاردينال هيفيليه ج2 ص 558

(3) تاريخ المجامع (باللغة الفرنسية ) للكاردينال هيفيليه ج2 ص 55

(4) تاريخ الكنيسة السورية الأنطاكية لمار سويرس يعقوب توما جـ 2 ص 118 ، ويلاحظ هنا أن المندوب الرومانى يحتفظ بالألقاب الكهنوتية لأوطيخا رغم حكم المجمع المحلى الفيلابيانى بالقسطنطينية الذى حرم وعزل أوطيخا ووصفه لاون فى رسالته "المحب للإله"

(5) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 24

 أو على حد التعبير اللاتينى testis unus testis nullus راجع " مجمع خلقيدون ترجمه للعربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ فى مكتبة الفاتيكان الراهب فرانسيس وصادق عليه ثلاثة كرادلة طبع فى رومية سنة 1694 ص 42