Home Up جورج تادرس ولقب سير | | جريدة وطنى بتاريخ 16/9/2007م السنة 49 العدد 2386 عن مقالة بعنوان [ الدكتور فرج موسي:الدبلوماسي والقانوني المصري المرموق (1893-1947) حياة قصيرة ولكن متميزة ] - بقلم الدكتور فرج فرج موسي-جينيف
استقبل الشعب القبطي والإثيوبي بفرح اللقاء التاريخي الذي عقد بالقاهرة في 13-14 يوليو 2007 بين قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول رئيس الكنيسة الأرمنية في كيليكيا بلبنان وقداسة أبينا باولوس بطريرك إثيوبيا, وصدر بيان مشترك في هذا اللقاء من البطاركة الثلاثة به تتأكد استمرارية العلاقة التاريخية بين الكنيستين القبطية والإثيوبية. وستتعمق هذه العلاقة بخطوات مقبلة تبدأ بزيارة يقوم بها قداسة البابا شنودة لإثيوبيا قريبا. بهذه المناسبة دعونا في وطني الدولي دكتورفرج فرج موسي ليكتب عن حياة والده دكتور فرج موسي الذي كان أول قنصل لمصر في أديس أبابا عام 1929 وكان مساهما حتي 1946 في عدة فصول مهمة في العلاقة بين الدولتين والكنيستين. سعد ميخائيل سعد
كان فرج موسي أصغر أبناء أسرة تضم خمسة صبية وخمسة بنات. وامتدت جذور أسرته عميقا في الريف المصري. فقد كان جده صعيديا هاجر من أخميم سنة 1840 تقريبا إلي الدلتا واستقر في مديرية القليوبية التي أنشأ فيها قرية القشيش. التعليم وسيرة حياته القانونية والسياسية درس فرج موسي في مدرسة التوفيقية الثانوية بالقاهرة. وتمكنت والدته الأرملة بما أدخرته من أموال يسيرة من إلحاقه بكلية الحقوق بالقاهرة. وبعد التخرج, عام 1915, عمل فرج موسي مع المحامي القبطي الشهير مرقص حنا الذي عين سنة 1924 وزيرا في الوزارة الوفدية الأولي التي ترأسها سعد زغلول باشا. وأسس فرج موسي بعد ذلك مكتبا للمحاماة, وكان محاميا ناجحا. ومثله مثل العديد من رجال جيله, كان فرج موسي وطنيا متحمسا في الدفاع عن وطنه ومشاركا بنشاط في ثورة 1919 الوطنية, وفي الأحداث اللاحقة التي جرت سنة 1921 ويناير سنة .1922 وبالاشتراك مع طبيب مسلم, كان يقود المظاهرات في مديرية القليوبية ويخطب في الجماهير في الجوامع والكنائس. وكان شعار الوفد 'الدين لله والوطن للجميع' وشعار 'يحيا الهلال مع الصليب' علي رايتين مرفوعتين جنبا إلي جنب بينما كانت الجماهير الصاخبة تطالب باستقلال مصر. وفي فبراير 1922, أعلنت بريطانيا استقلال مصر, غير أنه لم يكن استقلالا كاملا, وأعلن أن النظام في مصر نظام ملكي دستوري سنة .1923 وخلال تلك الفترة, لم يكن فرج موسي البالغ من العمر ثلاثين عاما محاميا ناجحا فقط, بل كان شخصية قبطية وفدية شعبية أيضا. وانتخب عضوا في المجلس الملي القبطي بأكبر عدد من الأصوات. بيد أنه سرعان ما استقال من منصبه لأن القدر قاده إلي شأن آخر خارج مصر يختلف تماما عن حياته السابقة. فقد سافر فرج موسي بصحبة اثني عشر خريجا جامعيا مصريا في أول بعثة للدولة بعد الاستقلال إلي أوربا. وفي نهاية سنة 1923, نال درجة الدكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة ليدز بإنجلترا, كما حصل علي دبلوم في الدراسات العليا في القانون العام من جامعة ليون بفرنسا. سيرة حياته الدبلوماسية (1924-1939) كان من المتوقع أن يدرس الدكتور فرج موسي القانون الدولي في جامعة القاهرة بإدارة أستاذه السابق الدكتور عبد الحميد بدوي (باشا) بعد عودته من دراسته في الخارج. غير أنه عين كدبلوماسي ناشئ في المفوضية المصرية التي أنشئت في واشنطن وافتتحت في يناير .1924 وقابل هناك جوليا مايساك وتزوجها, وكانت أمريكية الجنسية كما كانت حينئذ السكرتيرة التنفيذية لمعهد الدبلوماسية في واشنطن. وانتقل بعد ذلك من واشنطن إلي برلين وأديس أبابا وروما والقاهرة وإسبانيا. وتركت السنوات الخمس (1929-1934) التي قضاها في إثيوبيا انطباعا قويا لازمه طوال حياته الشخصية والمهنية. وفي وزارة الخارجية في القاهرة (1936-1938), كان فرج موسي أحد مديري الإدارة الرئيسيين, وكان المديران الآخران محمود فوزي (وزير الخارجية فيما بعد) وعبد الخالق حسونة (الأمين العام لجامعة الدول العربية فيما بعد). وفي سنة 1936, عندما شكلت الوزارة الوفدية برئاسة مصطفي النحاس باشا, رقي فرج موسي إلي درجة البكوية. وانتهت سيرة حياته الدبلوماسية في يوليو 1939, قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بوقت قصير, عندما صدر قانون جديد يقضي بعدم استمرار الدبلوماسيين المصريين في الخدمة بعد زواجهم من أجنبيات, وطبق ذلك القانون بأثر رجعي. العودة إلي مصر - سيرة حياته القانونية (1939-1947) عاد فرج موسي إلي مصر سنة 1939 واحتل منصبا قانونيا جديدا هذه المرة فيما يعرف اليوم بمجلس الدولة. وعين أولا في الإسكندرية (1939-1941), ثم في القاهرة, حيث رقي إلي درجة مستشار (ملكي) مساعد, وهي وظيفة قاض أمام المحكمة الإدارية ومستشار قانوني لدي إحدي الوزارات. ومن سنة 1942 حتي وفاته المبكرة, ساهم فرج (بك) موسي في مناسبات عدة في المفاوضات التي جرت بين الكنيستين الأرثوذكسيتين المصرية والإثيوبية. وتصرف بصفته وسيطا لحماية المصالح المصرية والحفاظ علي علاقات جيدة بين مصر وإثيوبيا. وعندما بلغ فرج موسي الرابعة والخمسين من عمره, توفي بنوبة قلبية في 16 أبريل .1947 وترك أرملة وثلاثة أولاد في سن المراهقة, هم ميشيل وفرج وهيلين. ولو بقي علي قيد الحياة لكانت سيرة الحياة المتميزة لهذه الشخصية المرموقة والمتفانية اتخذت طريقة في الحياة جديدة وعظيمة بكل تأكيد. فرج موسي قنصل مصر الأول في الحبشة (إثيوبيا) عين دبلوماسي مصري شاب قنصلا في أديس أبابا بعدما عمل في واشنطن وبرلين من سنة 1924 إلي سنة .1928 وكانت هذه أول بعثة دبلوماسية أو قنصلية مصرية في الحبشة. وتزين أوراق اعتماد فرج موسي (أفندي) مكتبي في جينيف حاليا. وتبدأ هذه الوثيقة بالعبارة: 'من فؤاد ملك مصر وصاحب بلاد النوبة والسودان وكردفان ودارفور'. وفي ذلك الوقت, أي في سنة 1929, لم يكن لمصر أية سفارة في الخارج, ما خلا بعض المفوضيات والقنصليات النادرة. وكانت الحبشة (المعروفة اليوم بإثيوبيا) بلدا لا يكاد يعرفه أحد, بل كان بلدا تكتنفه الكثير من الأسرار, وكان تاريخه أسطورة من الأساطير حقا وفعلا. وكانت الحبشة في ذلك العصر البلد المستقل الوحيد في إفريقيا (باستثناء مصر), بل كان البلد الإفريقي الأوحد الذي لم يستعمر قط. أقام فرج موسي في الحبشة طوال خمس سنوات, وكان هو وزوجته من بين الأصدقاء المقربين للإمبراطور وقرينته, لدرجة إنه في سنة 1931 أصبحت الإمبراطورة شبينة أختي هيلين. ولم يكن الإمبراطور ووالدي متشابهين ... ليس فقط من حيث جذورهما الاجتماعية ! وإنما من حيث تكوينهما البدني أيضا. فقد كان هيلاسلاسي قصير القامة ونحيلا, إلا أن هذه النحالة كانت تكذبها نظراته الثاقبة التي كانت تعبر عن قوته. أما فرج موسي, والدي, فقد كان ممشوق القامة وقوي البنيان. وكان الأول ذا لحية, أما الثاني فكان ذا شارب صغير مربع الشكل وفقا للتقاليد الشائعة في ذلك العصر. وكان ما يجمع بين الرجلين السن مع فارق سنة واحدة بالكاد, واللغة الفرنسية التي كانا يتبادلان الحديث بها, وعلي الأخص إيمانهما بالله والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ولذلك, كان لي الشرف أن يكون شبيني الأتشيجي الذي كان في ذلك الوقت أهم شخصية في السلطة الكنسية. وقد ولدت في مايو 1929, ولا أذكر بالطبع الاحتفال بعمادتي ! كل ما أعرفه هو أن الأتشيجي أهداني عندما كنت طفلا رضيعا كيسا صغيرا مليئا بقطع من الذهب أنفقها والدي في شراء سيارة. وعندما وصل والدي إلي أديس أبابا, في فبراير 1929, كان هيلاسلاسي يدير البلد بصفته ملكا إلي أن تم تتويجه إمبراطورا. وسرعان ما اكتشف والدي, الذي كان من أهم صفاته حسن الاستماع إلي متحدثيه, رجل يسهر علي كل شيء, وخلاف لمن خلفه لا يري فقط أنه 'المختار من الله' أو أنه 'نصف إله' يعبده شعبه, وإنما هو مجرد عاهل مسئول عن رعيته آل علي نفسه أن يوفر لهم التعليم والتقدم وبعض الرفاهية. وقد شارك القنصل فرج موسي الذي كان مسموع الكلمة عند الإمبراطور في العديد من مشروعاته. فمثلا, كان التبادل الثقافي بين مصر وإثيوبيا ينحصر عمليا في السابق في إرسال مدرسين مصريين إلي إثيوبيا. ولكن بفضل والدي, تمكن الشباب الإثيوبي من السفر للدراسة في مصر (انظر الصورة), وكان الإمبراطور يعتبر أن مصر, في الثلاثينات من القرن الماضي, هي 'الممر إلي أوربا وإلي الحداثة' من خلال المدارس الثانوية الفرنسية والإنجليزية التي أنشئت بصفة خاصة في الإسكندرية والقاهرة. وكان علي مصر أن تحافظ علي علاقات سياسية جيدة مع إثيوبيا, وإلا تعرض بقاؤها بل حياتها للخطر. ولنتذكر أن أربعة أخماس مياه النيل التي تجري في مصر تنحدر من جبال إثيوبيا البعيدة, وأنه لا يتوفر لمصر مصدر آخر للمياه غير مياه نهر النيل. وكانت الروابط الدينية توحد البلدين وتفرق بينهما في آن واحد وتتسم بأهمية كبيرة. فمصر بلد مسلم تعيش فيه أقلية قبطية أرثوذكسية تتراوح نسبتها بين 10 و12%. وإثيوبيا علي العكس بلد مسيحي تعيش فيه أقلية مسلمة كانت نسبتها وقتئذ نحو 25%. بيد أن مطران إثيوبيا لم يكن يرسمه فقط البطريرك القبطي في مصر منذ قرون, بل كان يتم اختياره من بين الرهبان المصريين وليس من بين الرهبان الإثيوبيين ! وقد كان من المحتمل أن يؤدي ذلك إلي ظهور نزاعات بين الكنيستين من شأنها تعكير صفو العلاقات بين مصر وإثيوبيا بصورة محسوسة. وعندما وصل فرج موسي إلي أديس أبابا, كان المطران المصري في إثيوبيا قد توفي منذ ثلاث سنوات دون أن يحل محله أحد. وبينما كان والدي يقضي الأشهر الأولي في أديس أبابا, كانت تجري مفاوضات في القاهرة في نفس الوقت (يناير - مايو 1929) بين ممثلين عن الحكومتين والكنيستين, وتوصلت هذه المفاوضات في النهاية إلي حل وسط تتمثل في تعيين مطران مصري جديد لإثيوبيا, هو الأنبا كيرلس, وتعيين أساقفة إثيوبيين لأول مرة في التاريخ. وقام المطران كيرلس بتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي في الثالث من نوفمبر سنة 1930 خلال احتفالات بالغة البذخ. ونجح والدي بلباقة في الحفاظ علي الروابط القائمة بين مصر وإثيوبيا, وفي تطويرها بمهارة كبيرة. وخير دليل علي ذلك, تنظيم زيارة رسمية لولي عهد إثيوبيا الشاب إلي القاهرة سنة .1932 وأتذكر أنني تصفحت عندما كنت شابا يافعا دفتر صور ولي العهد خلال إقامته في القاهرة, غير أن الصورة الوحيدة التي ظلت عالقة في ذهني هي صورة الشبلين اللذين أهداهما إمبراطور إثيوبيا إلي حديقة الحيوان في القاهرة ! إذ إن الأسد كان رمز هيلاسلاسي, أسد يهوذا وسليل الملك سليمان وملكة سبأ. وغادر والدي إثيوبيا في صيف 1934 محملا بالأوسمة, مما يشهد له علي التقدير الذي كان يكنه إياه الإمبراطور. وعين في روما, ثم في القاهرة الصيف التالي. وفي أكتوبر 1935, اجتاحت قوات موسوليني إثيوبيا, ودخلت أديس أبابا في مايو .1936 ولجأ الإمبراطور إلي إنجلترا وقاد حركة المقاومة المسلحة. وأنعمت سلطات الاحتلال الإيطالي علي الكنيسة الأرثوذكسية في إثيوبيا, إذ منحت لها الاستقلال, وعين الإيطاليون بالفعل مطرانا إثيوبيا بدلا عن المطران المصري كيرلس الذي تم نفيه إلي القاهرة, كما عينوا أساقفة أثيوبيين. وكان رد فعل الكنيسة القبطية المصرية فوريا, فقضت بحرمان جميع الرهبان الإثيوبيين المعينين من قبل الإيطاليين من الطقوس الدينية. وفي مايو 1941, عاد الإمبراطور إلي أديس أبابا بعد تحريرها بفضل القوات الإنجليزية. وبعد مدة قصيرة, كتب رسالة لبطريرك الأقباط في مصر وطلب إليه أن يرسل وفدا لاستئناف العلاقات بين الكنيستين.وكان والدي فرج (بك) موسي يحتل منصبا قانونيا في الدولة المصرية في ذلك الوقت, وتم اختياره ليكون أحد أعضاء تلك البعثة نظرا لخبرته الكبيرة بإثيوبيا. وكان صادق (باشا) وهبة رئيسا للبعثة ومريت غالي عضوا فيها. وكانت هذه الشخصيات الثلاث شخصيات قبطية مصرية بارزة. ووجد المصريون صيغة دبلوماسية أتاحت للمطران كيرلس أن يسافر مع الوفد ويعود إلي مطرانية أديس أبابا. وأقام المندوبون الثلاثة في العاصمة الإثيوبية من 3 إلي 19 يونية 1942, وسمح ذلك باستئناف الروابط بين أسرة الإمبراطور ووالدي, ولم يغب عن الإمبراطورة أن تسأله عن أخبار ابنتها بالعماد, أي أختي هيلين الصغيرة, وكم كانت غبطة والدي كبيرة عندما التقي من جديد بالنخبة الإثيوبية التي كان يعرفها من قبل, والشبان الذين ذكروه بأن الفضل يرجع إليه إذ تمكنوا من الدراسة في القاهرة والإسكندرية. وعند عودة المندوبين المصريين إلي القاهرة, قدموا تقريرهم إلي بطريرك الأقباط وعرضوا عليه طلبات الإمبراطور بوضوح, أي الاستقلال الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية مع الحفاظ علي الروابط القائمة. وبعدما استشار بطريرك الأقباط مستشاريه الدينيين والمدنيين في القاهرة, أعلن رفضه للمطلبين الرئيسيين للإمبراطور, أي يجب أن يكون المطران إثيوبيا وتكون له أيضا حق رسامة الأساقفة الإثيوبيين. وانقضي الوقت سريعا, وطالت المحادثات كثيرا لأن القضية كانت معقدة وشائكة للغاية. وفي سنة 1946, تزايد التوتر إلي حد كبير حتي أن والدي خشي أن يصل الأمر إلي حد الصدام بين الدولتين. فقرر أن يكون وسيطا بين الطرفين. وفي 3فبراير 1946 في القاهرة, استقبل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا فرج (بك) موسي الذي كان يصحبه رئيس الوفد الإثيوبي وكان وزيرا في حكومة الإمبراطور. وألح والدي في أن تتدخل الحكومة المصرية في هذه القضية علي الفور. واقتنع النقراشي باشا بحججه, فأرسل برقية إلي المطران المصري في إثيوبيا, الأنبا كيرلس يستدعيه إلي القاهرة للتشاور معه , وقرر من جهته بدء المفاوضات مع إثيوبيا علي الفور. وسرعان ما تم التوصل إلي حل وسط بالنسبة إلي المسألة الأولي البالغة الأهمية, إذ تقرر ألا يعود الأنبا كيرلس إلي أديس أبابا لأسباب صحية, ويحل محله أحد الأساقفة الإثيوبيين بصورة مؤقتة. بيد أن حكومة النقراشي باشا استقالت بعد ذلك بوقت قصير, وتركت بقية القضية معلقة. وتخلي والدي عن دوره كوسيط كتوم والألم يحز في نفسه لأنه لم يكن يشعر بتواصل فكري بينه وبين رئيس الوزراء الجديد إسماعيل صدقي باشا. وهذا الفشل أو شبه الفشل سبب لوالدي آلاما موجعة, لحقتها خيبات أمل أخري نتيجة للدسائس والمضايقات. وتوفي بنوبة قلبية في أبريل .1947 ولكم كانت ستكون سعادته وهو الرجل الفطين لو قدر له حضور الاتفاق الذي أبرم سنة 1959 ومنح استقلالا كاملا للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية مع الحفاظ علي روابطها التاريخية بالكنيسة المصرية الأم. ثمة كلمة أخيرة, فأختي هيلين التي تعيش اليوم في تورونتو بكندا تلخص شخصية والدنا بالعبارة التالية: إنه رجل نزيه وشريف استطاع أن يستخدم ما خول من سلطة متواضعة لإعلاء كلمة الخير. |