د. سعيد مغاوري محمد | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس أديرة وادى النطرون |
+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا إذهب إلى صفحة الفهرس التى بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
لمحة عن أديرة وادي النطرون في القرن التاسع عشرمساحة رأي بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل - 09/11/2009وادي النطرون أحد المنخفضات التي تقع في الصحراء الغربية من مصر، والتي تضم الواحات: الخارجة والداخلة في الجنوب ثم الواحات البحرية والفرافرة في الوسط ثم منخفض وادي النطرون والقطارة وواحة سيوة في الشمال. وتقع هذه المنخفضات فوق مستوى سطح البحر، على خلاف وادي النطرون ومنخفض القطارة حيث يهبط الوادي عن سطح البحر بنحو ثلاثة وعشرين مترًا. |
فى 4/11/2015م مياه الامطار..أغرقت اديرة وادي النطرون البراموس والسريان والانبا بيشوي وعندهم مشكله كبيرة بسبب السيول.. |
منذ اوائل القرن الخامس الميلادي اي حتى قبل ظهور الاسلام وهذه الاعتداءات كانت تتم من العربان الذين كانوا يعيشون على النهب والسلب فكانوا يقومون بغارات على الاديرة ونهبها والتنكيل برهبانها.
وقد تعرّضت أديرة “وادي النطرون” لسلسلة من الغارات، كان أشدها في القرن الحادي عشر يصاحب هذه الاعتداءات عمليات سلب ونهب وقتل وأسر للرهبان لمدة تطول أو تقصر، ولكن عقب كل غارة كان الرهبان يعودون فيتجمعون في البرية من جديد، ليعيدوا بناء ما قد تخرّب، وجمع شتات تلاميذ الرهبنة.
ونتيجة لاعتداءات “العربان”، تناقصت أعداد أديرة وادي النطرون، فبعد أن كانت نحو خمسين ديرًا منذ القرن الخامس الميلادي، أصبحت نحو عشر أديرة فقط عند مجيء الفرنسيين إلى “مصر” سنة 1798م. واندثرت منها ستة أديرة، ولم يبق سوى أربعة عامرة.
على أية حال، لم تسلم هذه الأديرة من أيدي “العربان” المغيرين، ومن ذلك تعرُّض دير البراموس في أوائل القرن التاسع عشر لهجماتهم، فأعملوا السلب والنهب والقتل بين نساكه، وحل الخراب كالمعتاد؛ فهرب أغلب الرهبان وتشتتوا في جميع أنحاء البرية، ولم يتبق إلا راهب يدعى “عوض الإبراهيمي”.
وكان هجوم “العربان” على أديرة وادي النطرون لا ينقطع، خاصةً إذا ما ترامي إلى علمهم انتعاش الأديرة وازدهارها، فكانوا يعيدون الكرة والانقضاض على الأديرة ورهبانها، وسلب ونهب ما بها. مثلما تعرّض دير الأنبا “بيشوي” لهجوم من جانب مجموعة من “العربان” انتهى باستيلائهم على ما يمتلكه الدير من أدوات ومؤن غذائية. وكذلك تعرُّض دير الأنبا “مقار” لاعتداءات من عربان الوادي و”الواحات” و”الفيوم”، فنهبوا ما فيه من متاع وزاد، وجردوا من فيه مما عليهم بالقوة.
ولجأ بعض العربان خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى الاعتداء على القوافل والمترددين على الأديرة والعاملين فيها، ومن ذلك اعتداء بعض العربان على قافلة متجهة إلى دير السريان، قادمة من عزبة الدير بـ”أتريس” بـ”الجيزة” وسلبهم ما بها من بلاطة لفرن الدير ومؤن غذائية للرهبان. كما اعتدى آخرون من العربان على مجموعة من المترددين على الأديرة، وجردوهم من أموالهم وملابسهم، وعلى صراف عزبة دير السريان ونهبوا ما معه من أموال.
أما فيما يتعلق بموقف رهبان أديرة وادي النطرون من اعتداءات العربان، فقد عملوا على تحصين الدير أمامهم، بتعليته وترميم أسواره، ومراقبتها من غرفة الرقوابة (غرفة المراقبة)، أو ضرب الناقوس ضربًا مختلفًا كإشارات دالة على أن هناك خطرًا من غارات للعربان أو قطاع الطرق واللصوص الفرادى وعابري السبيل، فكان الناقوس لغة مفهومة من طرف واحد وهو الرهبان.
كما لجأ رهبان وادي النطرون إلى العربان أنفسهم لحراستهم في مقابل تقديم واجب الضيافة؛ لأن العربان كانوا يتنقلون من مكان إلى مكان ليلاً، ويمرون بالأديرة أثناء جولاتهم، ويتوقفون ليتناولوا طعامهم، ولكي يستريحوا ويريحوا خيولهم. وكانوا يقدمون إليهم واجب الضيافة من وراء الجدران، فلا يفتحون الأبواب ليلاً، وقد اضطروا إلى ذلك حتى لا يتعرضون لاعتداءاتهم خارج الأديرة نهبًا أو سـلبًا أو قــــتلاً.
وكان الأب “متي المسكين” على علاقة جيدة مع بدو “وادي النطرون”، وتمثل ذلك في تلبية مطالبهم واحتباجتهم. ومثال ذلك: جاء ذات يوم بعض مشايخ عربان قرية “بنس سلامة” المجاورة لحدود دير أنبا “مقار”، وطلبوا مساعدتهم في توسيع مدرسة “بني سلامة” الإبتدائية فصلين للدراسة، فطلب مهلة للرد علي طلبهم. فاجتمع مع الرهبان وعرض عليهم هذا الأمر، وقال لهم: ماذا تتصورون أن تكون احتياجات قريتكم من الفصول للمدرسة بعد عشرون عامًا؟ فتعجبوا وقالوا: عشرة فصول للإبتدائى والإعدادي بدلاً من سفر الأولاد بالسيارات لمدراس “وادي النطران”. فأمر الأب “متي المسكين” ببناء مدرسة للقرية تكون متكاملة في شتي النواحي من حجرات متعددة للدراسة ودورات للمياة ومكتبة وملاعب متنوعة لممارسة هوايتهم. ورفض أن يطلق عليها مدرسة دير “أنبا مقار”، وأصر علي تسميتها مدرسة “بني سلامة الإعدادية المشتركة”، وحضر محافظ “البحيرة” “محمد عادل إلهامي” افتتحها، كما ساهم في ترميم مدرسة ومسجد، وبناء دار للمناسبات.
وظل الأب “متي المسكين” يواصل عطائه للبدو، فبعد تأسيس استراحة الدير في الساحل الشمالي علي البحر المتوسط (الكيلو 70 غرب الإسكندرية)، أصدر أوامره بتقديم أي طلب للبدو سواء كان طلب غذاء أو دواء أو توصيل مريض بعربة الدير لمستشفي الإسكندرية، لدرجة أن وصل الأمر إلي علاجه ورعايته على نفقة الدير.
ومن الطريف إنه حدث ذات مرة أن واحدًا من العرب اسمه”محمود” لدغه ثعبان وانتفخ، فأرسله الأب “متي المسكين” مع أحد الرهبان إلي المستشفي بسرعة، ولأنهم ذاقوا محبة الرهبان وأمناتهم، قالوا للأب الراهب: “إذا مات محمود في الطريق لا تخف، أعده إلينا وليس عليك أية مسئولية”. وقد تم علاجه وعاد سليمًا. ولما كان بعض الرهبان يذهبون للقرية لقضاء بعض المناسبات، فكان بعض الأعراب يقولون لـ”محمود” تعال سلم علي الرهبان؛ لأنك كنت ميتًا والرهبان أقاموك!.
وكان من نتائج علاقات الحب والمودة التي أقامها الأب “متي المسكين” مع شيوخ عرب “بني سلامة”، بأن شهد شيخ مسجد “بني سلامة” شهادة حق عندما أدَّعي أحد الأشخاص أن أرض الدير هي ملك آبائه وأجداده، وطالب يتسليمها له. فقال في شهادته:”أن هذا الشخص المدَّعي لا يعرفه أهل وادي النطرون ولا بني سلامة، ولا يعرفون له أي أقارب، ولا وجود لهم أصلاً بمنطقة بني سلامة والدير”؛ فحكم القاضي برفض الدعوي شكلاً وموضوعًا.
ومنذ انتفاضة 25 يناير الاخوانية وتصاعد صوت الاخوان في فضائياتهم وصحفهم بان الاديرة تعتبر دولة داخل الدولة وأن الرهبان يعطلون خطط اصلاح مصر ويستولون على الاراضي بالقوة ويدمرون الطبيعة والبيئة ولأول مرة تصاعدت اصواتهم بكل قوة تدعي ان الاديرة بها اسلحة مكدسة وبها مسيحيات قبلن الاسلام وتم حبسهن قسرا ويجب تحريرهن من سطوة الكنيسة، كما ان سطو الرهبان على اماكن سياحية اضر باقتصاد مصر وسياحتها وخربت المحميات الطبيعية بل ووصل الاتهام الى حد ان اسرائيل هي التى تمول هذه الاديرة ومشاريعها.
This site was last updated 11/15/18