Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القرآن والشاعر أمية بن أبى الصلت الذى حضر البعثة ولم يسلم
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الشاعر أمرئ القيس
القرآن والشاعر زيد
القرآن وشعر أمية
القرآن وشعر إبن ساعدة
شعر الشعراء بالقرآن

Hit Counter

 

الشاعر أمية بن أبى الصلت الذى حضر البعثة ولم يسلم
يقول عنه سيد القمنى فى ( الحزب الهاشمى ) فصل جذور الأيديولوجيا الحنفية :
تصله أمه رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف ببيت عبد مناف بن قصي (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 .) وهو صاحب القول المأثور :
كل دين القيامة – إلا دين الحنيفية - زور !!
وكان يحاور أبا سفيان ويقول له : " .. والله يا أبا سفيان ، لنبعثن ثم لنحاسبن ، وليدخل فريق الجنة ، وفريق النار "
(ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص 209 .) ،
وحول عقيدته في البعث والحساب يقول شعرا :
باتت همومي تسري طوارقها ** أكف عيني و الدمع سابقها
مما أتاني من اليقين ولم ** أوت برأة يقصي ناطقها
أم من تلظي عليه واقدة النار ** محيط بهم سرادقها
أم أسكن الجنة التي وعد الأبرار ** مصفوفة نمارقها
لا يستوي المنزلان ولا الأعمال ** لا تستوي طرائقها
هما فريقان : فرقة تدخل الجنة ** حفت بهم حدائقها
وفرقة منهم أدخلت النار **  فساءتهم مرافقها
(جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 280 و281 . وانظر ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 208 و209 . وانظر أيضا ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 : 208 .)

بأسمك اللهم
ويقول جواد علي : إن أمية حرم على نفسه الخمر ، وتجنب الأصنام ، وصام والتمس الدين ، وذكر إبراهيم وإسماعيل ، وكان أول من أشاع بين القرشيين افتتاح الكتب والمعاهدات والمراسلات بعبارة :
باسمك اللهم
لوحظ أن اللهم أقرب أسم عربى للإله العبرى الذى جاء أسمه فى التوراة وهو إيلوهيم  استعملها النبي محمد " صلم " ثم تركها واستعمل بسم الله الرحمن الرحيم ) ،

هل أخذ محمد من  أمية بن الصلت إشارات النبوة وتطهيره؟ 

 وقد روي الإخباريون قصصا عن التقاء أمية بالرهبان ، وتوسمهم فيه أمارات النبوة ، وعن هبوط كائنات مجنحة شقت قلبه ثم نظفته وطهرته لمنحه النبوة (جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 280 و281 . وانظر ابن هشام : السيرة ج1 ، ص 208 و209 . وانظر أيضا ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 206 : 208 .)
وأمية هو القائل في رب الحنيفية الخلاق :
إله العالمين وكل أرض ** ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتني سبعا شدادا ** بلا عمد يرين ولا حبال
وســـــواها وزينهـا بنور**  من الشمس المضيئة الهلال
ومن شهب تلألأت في دجاها ** مـــــراميها أشـد من النصال
وشـق الأرض فأنجبت عيونا **  وأنهارا من العذب الزلال
وبارك في نواحيها وزكي بها ** ما كان من حرث ومال
يعتبر أمية أحسن الحنفاء حظاً في بقاء الذكر ، فقد بقي كثير من شعره وحفظ قسط لا بأس به من أخباره ، وسبب ذلك عند ( جواد علي ) بقاؤه إلى ما بعد البعثة ، واتصاله بتاريخ النبوة والإسلام اتصالاً مباشراً ، وملاءمة شعره بوجه عام لروح الإسلام ، برغم أنه حضر البعثة ولم يسلم ، ولم يرض بالدخول في الإسلام ، لأنه كان يأمل أن تكون له النبوة ، ويكون مختار الأمة وموحدها ، ولذلك ، برز كنموذج للاستقامة والإيمان والتطهر والزهد والتعبد ، وقد مات سنة تسع للهجرة بالطائف كافرا بالأوثان وبالإسلام (لويس شيخو : شعراء النصرانية ، ج2 ، ص 223.) !!
ويذكر الإخباريون المسلمون أنه لما سمع بخبر البعثة ذهب ليسلم ، لكن بعض أهل مكة علموا بمسيرة ، فأرادوا رده عن غايته ، فالتقوه عند القليب حيث قبر المسلمون سادات قريش في بدر الكبرى ، ولعلم القرشيين بحكمة أمية – التي دعته من قبل إلى تقدير السادات ؛ من حكماء مكة وأشرافها – فقد قالوا له : هل تدري ما في هذا القليب . قال : لا ؛ فقالوا له : فيه شيبة وربيعة وفلان وفلان ، فجدع أنف ناقته ، وشق ثوبه وبكى قائلاً : لو كان نبياً ما قتل ذوي قرابته ، وعاد يرسل نواحه شعراً يرثي قتلى بدر من أهل مكة ، في قصيدته الحائية التي يقول في بعضها :
ألا بكيت على الكرام بني ** الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام على فروع ** الأيك في الغصن الصوداح
من كل بطريق لبطريق ** نقي اللون واضح
ومن السراطمة الجلاجمة ** الملاوثة المتجح
القائلين الفاعلين **  الآمرين بكل صالح
المطعمين الشحم فوق ** الخبز شحما كالأنافح
خذلتهم فئة وهم يحمون **  عورات الفضائح
ولقد عناني صوتهم من **  بين مستشق وصابح
(ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج2 ، ص 212
وقال الإمام أحمد : " حدثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يقول قال الشريد : كنت ردفاً لرسول الله ( أي راكباً معه على بعير واحدة ) فقال لي : أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شئ ؟ قلت : نعم ؛ قال : فأنشدني بيتاً ، فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتاً : إيه حتى أنشدته مئة بيت " (جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 384 و385 .) ومن هذا الشعر ما يصح الوقوف معه كنموذج – لا شك رائع – لمعتقدات واحد من رجالات الحنيفية ( مع ملاحظة أن هذا الشعر قد يختلف الأمر في نسبته إليه أو إلى زميله في الحنيفية زيد ابن عمرو بن نفيل ، وما عدا ذلك فمتفق عليه ) :
فهو يقول في إيمانه :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا ** بالخير صبحنا ربي ومسانا
رب الحنيفية لم تنفذ خزائنها ** مملوءة طبق الآفاق سلطاناً
وفي إيمانه – مثل عبد المطلب وزيد – بيوم بعث ونشور ؛ يقول :
ويوم موعدهم يحشرون زمرا يوم التغابن إذا لاينفع الحذر
وأبرزوا بصعيد مستو حرز وانزل العرش والميزان والزير
ويستطرد شارحاً مفصلاً عن هذا اليوم :
عند ذي العرش يعرضون عليه ** يعلم الجهر والكلام الخفيا ** يوم نأتيه وهو رب رحيم ** إنه كان وعده مأتيا ** رب كلا حتمته النار كتابا حتمته مقضيا
ويحذر من عذاب الدار الآخرة فيقول :
وسيق المجرمون وهم عراة ** لي ذات المقامع والنكال
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً وعجوا في سلاسلها الطوال
فليسوا ميتين فيستريحوا ** وكلهم بحر النار صالي
وحل المتقون بدار صدق ** وعيش ناعم تحت الظلال
لهم ما يشتهون فيها وما تمنوا ** من الأفراح فيها و الكمال
وعن إبراهيم ( عليه السلام ) وابنه إسماعيل ( عليه السلام ) اللذين يرجع إليهما الحنفاء عقيدتهم ؛ يحكي قصة الذبح والفداء ؛ في حوار طويل ممتع نجتزئ منه :
ابني إني نذرتك لله شحيصا ** فاصبر فدا لك خالي
فأجاب الغلام أن قال فيه ** كل شئ لله غير انتحال
فاقض ما قد نذرته لله واكفف ** عن دمي أن يمسسه سربالي
وبينما يخلع السراويل عنه ** فكه ربه بكبش حلال
وعن يونس يقول :
وأنت بفضل منك أنجيت يونسا ** وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وعن موسى وهارون ولقائهما بفرعون مصر يقول :
وأنت الذي من فضل ورحمة ** بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له أذهب وهارون فادعوا ** إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له :
أأنت سويت هذه ** بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له :
أأنت رفعت هذه ** بلا عمد ، أرفق ، إذا بك بانيا
وعن عيسي وأمه يقول :
وفي دينكم من رب مريم أية ** منبئة بالعبد عيسي بأن مريم
تدلي عليها بعدما نام أهلها ** رسولا فلم يحصر ولم يترمرم
فقال :
ألا تجزعي وتكذبي ** ملائكة من رب عاد وجرهم
أنيبي وأعطي ما سئلت فإنني ** رسول من الرحمن يأتيك بانبم
فقالت : أني يكون ولم أكن ** بغيا ولا حبلى ولا ذات قيم
فسبح ثم اغترها فالتقت به ** غلاما سوى الخلقة ليس بتوأم
فقال لها : إني من الله أية ** وعلمني ، والله خير معلم
وأرسلك ولم أرسل غويا ولم أكن ** شقيا ، ولم أبعث بفحش ومأثم
ويقول جواد علي ما نصه :
" وفي أكثر ما نسب إلى هذا الشاعر من أراء ومعتقدات ووصف ليوم القيامة والجنة والنار ؛ تشابه كبير وتطابق في الرأي جملة وتفصيلاً ، لما ورد عنها في القرآن الكريم ، بل نجد في شعر أمية استخداما لألفاظ وتراكيب واردة في كتاب الله والحديث النبوي قبل المبعث ، فلا يمكن – بالطبع – أن يكون أمية قد اقتبس من القرآن ؛ لم يكن منزلاً يومئذ ، وأما بعد السنة التاسعة الهجرية ؛ فلا يمكن أن يكون قد اقتبس منه أيضاً ؛ لأنه لم يكن حياً ؛ فلم يشهد بقية الوحي ، ولن يكون هذا الفرض مقبولاً في هذه الحال .. ثم إن أحداً من الرواة لم يذكر أن أمية ينتحل معاني القرآن وينسبها لنفسه ، ولو كان قد فعل لما سكت المسلمون عن ذلك ، ولكان الرسول أول الفاضحين له "
(جواد علي : المفصل ، ج5 ، ص 384 و385 . )
وهذا – بالطبع – مع رفض فكرة أن يكون شعره منحولاً أو موضوعاً من قبل المسلمين المتأخرين ؛ لأن في ذلك تكريماً لأمية وارتفاعاً بشأنه ، وهو ما لا يقبل مع رجل كان يهجو نبي الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ) بشعره ، ولا يبقى سوى أنه كان حنيفياً مجتهداً استطاع أن يجمع من قصص عصره ، وما كان عليه الحنفاء من رأي في شعره ؛ خاصة مع ما قاله بشأنه ابن كثير : " وقيل إن كان مستقيماً ، وإنه كان أول أمره على الإيمان ، ثم زاف عنه " (ابن كثير : البداية والنهاية ، ج2 ، ص205 .) .

وفى وصف الملائكة
جاء فى ( الشريعة الإسلامية : بحث في الموروث التشريعي للجزيرة العربية قبل الإسلام )
ورغم البصمة الإسلامية الواضحة في أغلب شِعر أمية إلا أن هناك من أشعاره ما تتضح فيه الروح العربية؟ حيث يستخدم فيه ألفاظ لم تكن تستخدم إلا في شعره مثل قوله:
ملائكة لا يفترون عبادة -- كروبية منهم ركوع وسجد
فساجدهم لا يرفع الدهر -- رأسه يعظم رباً فوق ويمدَّد
وراكعهم يحنو له الدهر خاش -- عاً يردد آلاء الإله ويحمد
ومنهم مُلفٍّ في الجناحين رأسه -- يكاد لذكرى ربه يتفصّد
(شعراء النصراتية - ص 227)
هذا الوصف للملائكة غير مستخدم في الشعر المكتوب بعد الإسلام؟ حيث أنه وصف يعتمد بشكل أساسي على ما جاء في التوراة حول الكروبيم - الملائكة - وهو ما لا نجده في شعر ما بعد الإسلام

This site was last updated 04/14/10