Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حكايات العرب عن مصــــر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مصر وحكايات العرب
أستوصوا بالقبط خيراً
البروباجاندا الأسلامية لغزو مصر

*******************************************************************************************

الجزء التالى من صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي - الكتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا - المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي - الناشر : دار الفكر - دمشق - الطبعة الأولى 1987، تحقيق : د.يوسف علي طويل عدد الأجزاء : 14 

 

الباب الثالث من المقالة الثانية في ذكر مملكة الديار المصرية ومضافاتها وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول في مملكة الديار المصرية ومضافاتها وفيه طرفان
الطرف الأول في الديار المصرية وفيه اثنا عشر مقصدا
القصد الأول في فضلها ومحاسنها
أما فضلها فقد ورد في الكتاب والسنة ما يشهد لها بالفضيلة ويقضي لها بالفخر قال تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ) يريد بالقوم بني إسرائيل وبالأرض أرض مصر ووصفها بالبركة إما بمعنى الفضل كما في قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )
وإما من الخصب وسعة الرزق بدليل قوله تعالى مخبرا عن قوم فرعون ( فأخرجناهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين )
(3/304)
وقال جل وعز ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ) فأمر بالعبادة في بيوتها إشارة إلى شرف أرضها ورفعة قدرها
وقد ذكر الله تعالى اسمها في غير موضع من كتابه العزيز في ضمن قصص الأنبياء عليهم السلام فقال تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام ( وقال الذي اشتراه من مصر لإمرأته أكرمي مثواه ) وفي موضع آخر ( وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) وقال حكاية عن فرعون لعنه الله ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) وفي معناه قوله تعالى خطابا لبني إسرائيل ( اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم ) على قراءة الحسن والأعمش مصر غير مصروف
قال القضاعي وكذلك قراءة من قرأ ( اهبطوا مصرا ) مصروفا بناء على أن مصر مذكر سمي به مذكرا فلم يمنع الصرف فيه والتصريح بذكرها دون غيرها من الأقاليم دليل الشرف والفضل
وقد ورد أن النبي قال ( إنكم ستفتحون بلادا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لأهلها نسبا وصهرا ) ح أراد بالنسب هاجر أم إسماعيل عليه السلام وكان بعض ملوك مصر قد وهبها لزوجته سارة وأراد بالصهر مارية أم إبراهيم ولد النبي كان المقوقس قد أهداها للنبي في جملة هديته
(3/305)
ويروى أن النبي قال ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذاك خير جند الأرض قيل ولم ذاك يا رسول الله قال لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) ح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ( مصر أطيب الأرضين ترابا وعجمها أكرم العجم نصابا )
ويقال في التوراة مصر خزائن الله فمن أرادها بسوء قصمه الله )
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة
ومن كلام كعب الأحبار مصر بلد معافى من الفتن فمن أرادها بسوء كبه الله على وجهه
ووصفها الكندي فقال جبلها مقدس ونيلها مبارك وبها الطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام
قال كعب الأحبار كلم الله تعالى موسى من الطور إلى طوى وفي التوراة واد مقدس أفيح يريد وادي موسى عليه السلام
ودخلها جماعة من الأنبياء عليهم السلام منهم إبراهيم ويعقوب ويوسف وإخوته عليهم السلام
(3/306)
ونقل في الروض المعطار عن الجاحظ أن عيسى بن مريم عليه السلام ولد بها بكورة أهناس الآتي ذكرها في كور مصر المقدسة وأن نخلة مريم كانت بأهناس قائمة إلى زمانه
وذكر أيضا أن موسى عليه السلام ولد بها بمدينة أسكر شرقي النيل وهي الآن قرية من الأعمال الإطفيحية الآتي ذكرها في أعمال الديار المصرية
وبها سجن يوسف عليه السلام بمدينة بوصير الخراب من الأعمال الجيزية على القرب من البدرشين
قال القضاعي أجمع أهل المعرفة من أهل مصر على صحة هذا المكان وأن الوحي كان ينزل عليه به وسطحه معروف بإجابة الدعاء
سأل كافور الإخشيدي الإمام أبا بكر بن الحداد الفقيه الشافعي عن موضع يستجاب فيه الدعاء فأشار عليه بالدعاء على سطح هذا السجن
(3/307)
قال القضاعي وعلى القرب منه مسجد موسى عليه السلام وهو مسجد مبارك
وبسفح المقطم بالقرافة الصغرى قبر يهوذا وروبيل من إخوة يوسف عليه السلام
وقد روي أنه دخلها من الصحابة رضوان الله عليهم ما يزيد على مائة رجل ودفن بقرافتها جماعة منهم فيما ذكره ابن عبد الحكم عن ابن لهيعة خمسة نفر وهم عمرو بن العاص وعبد الله بن حذافة وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وعبد الله بن الحارث الزبيدي وهو آخرهم موتا
قال القضاعي وذكر غير ابن لهيعة أن مسلمة بن مخلد الأنصاري أيضا مات بها وهو أميرها
أما محاسنها فلا شك أن مصر مع ما اشتملت عليه من الفضائل وحفت به
(3/308)
من المآثر أعظم الأقاليم خطرا وأجلها قدرا وأفخمها مملكة وأطيبها تربة وأخفها ماء وأخصبها زرعا وأحسنها ثمارا وأعدلها هواءا وألطفها ساكنا
ولذلك ترى الناس يرحلون إليها وفودا ويفدون عليها من كل ناحية وقل أن يخرج منها من دخلها أو يرحل عنها من ولجها مع ما اشتملت عليه من حسن المنظر وبهجة الرونق لا سيما في زمن الربيع وما يبدو بها من الزروع التي تملأ العين وسامة وحسنا وتروق صورة ومعنى
قال المسعودي وصف الحكماء مصر فقالوا ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء وثلاثة أشهر مسكة سوداء وثلاثة أشهر زمردة خضراء وثلاثة أشهر سبيكة حمراء
فاللؤلؤة البيضاء زمان النيل والمسكة السوداء زمان نضوب الماء عن أرضها والزمردة الخضراء زمان طلوع زروعها والسبيكة الحمراء زمان هيج الزرع واكتهاله
وقد قيل لو ضرب بينها وبين غيرها من البلاد سور لغني أهلها بها عما سواها ولما احتاجوا إلى غيرها من البلاد وناهيك ما أخبر الله تعالى به عن فرعون مع عتوه وتجبره وادعائه الربوبية بافتخاره بملكها بقوله ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )
قال ابن الأثير في عجائب المخلوقات وهي إقليم العجائب
(3/309)
ومعدن الغرائب كان أهلها أهل ملك عظيم وعز قديم وإقليمها أحسن الأقاليم منظرا وأوسعها خيرا وفيها من الكنوز العظيمة ما لا يدخله الإحصاء حتى يقال إنه ما فيها موضع إلا وفيه كنز
قلت أما ما ذكره أحمد بن يعقوب الكاتب في كتابه في المسالك والممالك من ذمه مصر بقوله هي بين بحر رطب عفن كثير البخارات الرديئة يولد الأدواء ويفسد الغذاء وبين جبل وبر يابس صلد لشدة يبسه لا تنبت فيه خضراء ولا تتفجر فيه عين ماء فكلام متعصب خرق الإجماع وأتى من سخيف القول بما تنفر عنه القلوب وتمجه الأسماع وكفى به نقيصة أن ذم النيل الذي شهد العقل والنقل بتفضيله وغض من المقطم الذي وردت الآثار بتشريفه
المقصد الثاني في ذكر خواصها وعجائبها وما بها من الآثار القديمة
أما خواصها فمن أعظمها خطرا معدن الزمرد الذي لا نظير له في سائر أقطار الأرض وهو في مغارة في جبل على ثمانية أيام من مدينة قوص يوجد عروقا خضرا في تطابيق حجر أبيض وأفضله الذبابي وهو أقل من القليل بل لا يكاد يوجد
ولم يزل هذا المعدن يستخرج منه الزمرد إلى أثناء الدولة الناصرية
(3/310)
محمد بن قلاوون فأهمل أمره وترك
قال في مسالك الأبصار وجميع ملوك الأرض وأهل الآفاق تستمد منه
وقد مر القول عليه في جملة الأحجار الملوكية في أواخر المقالة الأولى
وأعظم خطرا منه وأرفع شأنا البلسان الذي تسميه العامة البلسم وهو نبات يزرع ببقعة مخصوصة بأرض المطرية من ضواحي القاهرة على القرب من عين شمس ويسقى من بئر مخصوصة هناك يقال إن المسيح عليه السلام اغتسل بها حين قدمت به أمه إلى مصر والنصارى تزعم أنه حفرها بعقبه وهو طفل حين وضعته أمه هناك
ومن خاصتها أن البلسان لا يعيش إلا بمائها ولا يوجد في بقعة من بقاع الأرض غير هذه البقعة
قال ابن الأثير في عجائب المخلوقات وطول هذه الأرض ميل في ميل وشأنه أنه يفصد في شهر كيهك من شهور القبط ويجمع ما يسيل من دهنه ويصفى ويطبخ ويحمل إلى خزانة السلطان ثم ينقل منه قدر معلوم إلى قلاع
(3/311)
الشام والبيمارستان ليستعمل في بعض الأدوية وملوك النصارى من الحبشة والروم والفرنج يستهدونه من صاحب مصر ويهادونه بسببه لما يعتقدونه فيه من أثر المسيح عليه السلام في البئر وله عليهم بذلك اليد الطولى والمنة العظمى لا يساويه عندهم ذهب ولا جوهر
قال في مسالك الأبصار والنصارى كافة تعتقد فيه ما تعتقد وترى أنه لا يتم تنصر نصراني حتى يوضع شيء من هذا الدهن في ماء المعمودية عند تغطيسه فيها
وبها معدن النطرون وهو منها في مكانين
أحدهما بركة النطرون التي بالجبل الغربي غربي عمل البحيرة الآتي ذكره في جملة أعمالها المستقرة وهي من أعظم المعادن وأكثرها متحصلا على حقارة النطرون وقلة ثمنه
قال في التعريف لا يعرف في الدنيا بركة صغيرة يستغل منها نظيرها فإنها نحو مائة فدان تغل نحو مائة ألف دينار
(3/312)
والثاني مكان بالخطارة من الشرقية ولا يبلغ في الجودة مبلغ البركة الأولى ولا يبلغ في المتحصل قريبا من ذلك
وبها أيضا معدن الشب على القرب من أسوان وهو من المعادن الكثيرة المتحصل أيضا إلى غير ذلك من الخواص
وبها معدن النفط على ساحل بحر القلزم يسيل دهنه من أعلى جبل قليلا قليلا وينزل إلى أسفله فيتحصل في دبار قد وضعها له الأولون وتأتي العرب فتحمله إلى خزائن السلاح السلطانية
وأما عجائبها فكثيرة
منها جبل الطير شرقي النيل مقابل منية أبي خصيب فيه صدع يأتي إليه جنس البواقير من الطير وهو المعروف بالبح في يوم من السنة فيضعون مناقيرهم في ذلك الصدع واحدا بعد واحد حتى يتعلق منها واحد في ذلك الصدع فيتركونه ويذهبون
قال ابن الأثير في عجائب المخلوقات قال أبو بكر الموصلي سمعت من أعيان تلك البلاد أنه إذا كان العام مخصبا يقبض على طائرين وان كان متوسطا يقبض على طائر واحد وإن كان جدبا لم يقبض على شيء
(3/313)
ومنها مكان بالجبل الشرقي عن النيل على القرب من أنصنا به تلال رمل إذا صعد إلى أعلاها وكسح الرمل إلى أسافلها سمعت له أصوات كالرعد يسمع من البر الغربي من النيل
وقد أخبرني بعض أهل تلك البلاد أنه إذا كان الذي صعد على ذلك المكان جنبا أو كانوا جماعة فيهم جنب لم يسمع شيء من تلك الأصوات لو كسح الرمل
ومنها مكان بالجبل المذكور على القرب من إخميم به تلال رمل إذا كسحها الإنسان من أعلى إلى أسفل عادت إلى ما كانت عليه وارتفع الرمل من أسفلها إلى أعلاها
قال في الروض المعطار وعلى النيل جبل يراه أهل تلك الناحية من انتضى سيفه وأولجه فيه وقبض على مقبضه بيديه جميعا اضطرب السيف في يديه وارتعد فلا يقدر على إمساكه ولو كان أشد الناس وإذا حد بحجارة هذا الجبل سكين أو سيف لا يؤثر فيه حديد أبدا وجذب الإبر والمسال أشد جذبا من المغناطيس ولا يبطل فعلها بالثوم كما يبطل المغناطيس أما الحجر نفسه فإنه لا يجذب
قال القضاعي وبجبل زماخير الساحرة يقال إن فيه خلقة من الجبل ظاهرة مشرفة على النيل لا يصل إليها أحد يلوح فيها خط مخلوق باسمك اللهم
وعلى القرب من الطور عين ماء في أجمة رمل ينبع الماء من وسطها فوارات لطيفة وينبسط ماؤها حولها نحو الذراع ثم يغوص في الرمل فلا يظهر له
(3/314)
أثر ولا يعرف أحد إلى أين يذهب وهي على ذلك مدى الدهور والأيام لا ينقطع نبعها ولا يجتمع ماؤها في مكان يدركه البصر وعجائبها أكثر من أن تذكر
المقصد الثالث في ذكر نيلها ومبدئه وانتهائه وزيادته ونقصه وما تنتهي إليه زيادته وما تصل إليه في النقص وقاعدته
أما ابتداؤه وانتهاؤه فاعلم أن ابتداءه من أول الخراب الذي هو جنوبي خط الاستواء المقدم ذكره ولذلك عسر الوقوف على حقيقة خبره
وقد ذكر الحكماء أنه ينحدر من جبل القمر إما بفتح القاف والميم كما هو المشهور وإما بضم وسكون الميم كما نقله في تقويم البلدان عن ضبط ياقوت في المشترك وابن سعيد في معجمه
قال في رسم المعمور وطرفه الغربي عند طول ست وأربعين ونصف وعرض إحدى عشرة ونصف في الجنوب وطرفه الشرقي حيث الطول إحدى وستون درجة ونصف والعرض بحاله
قال في الرسم ولونه أحمر
وذكر الطوسي أنهم شاهدوه على بعد ولونه أبيض لما غلب عليه من الثلج
واعترضه
(3/315)
 

This site was last updated 06/28/12