Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس ما أخذه القرآن من قصص المسيحين وعامتهم |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
| ************************************************************ أكثر من 14 قرنا ظل مسلمى مصر يهاجمون المسيحية محاولين إبادتها من أرض مصر هاجموا الأنجيل فى كتبهم وقالوا انه محرف وأن القرآن هو الكتاب الصحيح وما تجده فى هذا ألجزء إنما رد المستشرقين عليهم الذى كتبوه منذ أكثر من قرن وتعتبر هذه المعلومات قديمة وليست ذو قيمة وقليلةأما الذى يريد التبحر سيجد فى شبكة الأنترنت والكتب والمراجع التى كتبت فى لبنان والدول الغربية باللغات الأجنبية معلومات هائلة وكثيرة جداً لا يمكن حصرها ************************************************************. ما أخذه القرآن من قصص المسيحين وعامتهم وبدع الهراطقة التى كانت منتشرة إشتهرت العربية فى التاريخ المسيحى بأنها ملاذ آمن لأهل البدع والهرطقات وإنغمس العرب في الجهالة والبدع والضلالة. والسبب أنهم إما طردوا أو هربوا من كنائسهم على حدود مملكة الروم بسبب تعاليمهم الفاسدة . وسذكر التاريخ أيضا تفشى هذهالهرطقات مما دفع بالمعلم الشهير أوريجانوس مدرس مدرسة الإسكندرية الشهيرة أن يذهب للعربية ليدحض بدعة إنتشرت بين سكانها لأنه لم تكن لهم معرفة كثيرة بالإنجيل , ومما زاد ألمر صعوبة أنهم كانوا يتداولوا بعض الكتب الملآنة من الخرافات ( يطلق عليها الآن القصص الشعبية ) التي لا أصل لها يتلونها ويروون قصصها المدونة فيها ويتناقلونها فالعرب لا صناعة لهم غير الحرب والتجارة وفى الإثنين يجدوا متسع من الوقت لسماع القصص والأحاديث. 1- قصة أصحاب الكهف: فى الموقع التالى قصة أهل الكهف بالتفصيل فى المصادر المسيحية التى جاءت قبل الإسلام حتى أن معاصرى محمد من العرب المسيحيين والعرب اليهود والمجوسيين والفرس وغيرهم وقالوا لمحمد أن كل شئ يقوله من اساطير الأولين وكلمة أساطير تعنى قصص خرافية أو غير مصدقة عقلياً أو قصص لم لم تحدث فى الواقع , فيما يسمى الان بالقصص الشعبية وقصة أهل الكهف من هذه القصص التى كانت منتشرة فى المجتمع المسيحى من أوربا شمالاً حتى مصر جنوباً http://www.coptichistory.org/new_page_856.htm 2 - قصة مريم : من أين أتى القرآن بأن العذراء مريم هى إبنه عمران ؟
قصة مريم حسب في القرآن وفي كتب أقدم مفسري المسلمين وفى كتب المسيحين
فإذا وضعنا كتب البدع و تحت البحث والدراسة وانهارت دعائم بنائها وشهاداتها، لأنها أولاً : لا يُركن إليها . وثانياً : لأنها ليست قديمة جداً فإن النصوص الواردة في الأناجيل القانونية الصحيحة أقدم منها عهداً جداً . وثالثاً لم يعتمد ولن يعتمد عليها أحد من العلماء ، لأنها مجرد خرافات ألَّفها بعضُهم عن وهمٍ وظن. وبصرف النظر عن كل هذا فهي تدل على جهل فى قوانين موسى ، لأنه لا يكن يجوز تربية أية أنثى كانت في الهيكل بين الكهنة، ولم يكن مسموحاً لأحد أن يقيم في قدس الأقداس، بل لم يكن مسموحاً لأحد أن يدخله إلا رئيس كهنة اليهود فقط مرة واحدة في السنة، بمناسبة يوم الكفارة العظيم، عندما كان يقدِّم الذبيحة ويأتي بالدم ليقدمه أمام الله في قدس الأقداس (لاويين 16:2 وعبرانيين 9:7). ولم يرد في الأناجيل ذكر لاسم أم مريم. ولكن أصحاب البدع زعموا أن اسمها «حنة» لسببين: - أولهما أنه ورد في إنجيل لوقا 2:36 أن نبية عجوزاً تُدعى حنة . وثانياً أن «حنة» هو اسم أم صموئيل النبي. أما قصة نذر مريم لله قبل الحبل بها في بطن أمها، وأنها تربَّت في الهيكل فمُخترَعة وملفَّقة، تقليداً لقصة صموئيل النبي الحقيقية ( الواردة في 1صموئيل 1:11 و24 و28 و2:11 و18-19.) وما دروا أن هذا كان جائزاً في الحالة التي يكون فيها النذير صبياً، ولكنه لا يجوز في الحالة التي يكون فيها النذير صبية، كما يسلم بذلك كل من يعرف العادات الشرقية. فبناء على ذلك تكون شهادة هذه الخرافات لتأييد القرآن ساقطة. على أن المشابهة بينها وبين ما ورد في القرآن تدل على أن محمداً اقتبسها من مثل هذه الخرافات. كتاب حكاية مولد مريم وطفولية المخلص هو أصل الآية القرآنية القائلة " وهزى إليك بجزع النخلة تسقط عليك رطبا جنيا" (سورة مريم 25 : 19- 25) كتاب ملفق خرافى يدعى «حكاية مولد مريم وطفولية المخلّص» هو أصل الآيه السابقة ويقول: «ولكن في اليوم الثالث بعد ارتحاله حدث أن مريم تعبت في البرية من شدة حرارة الشمس. فلما رأت شجرة قالت ليوسف: لنسترِح هنيهة تحت ظل هذه الشجرة. فبادر يوسف وأتى بها إلى تلك النخلة وأنزلها من على دابتها. ولما جلست شخصت بعينيها إلى أعلى النخلة فرأتها ملآنة بالثمر، فقالت ليوسف: يا ليتني آخذ قليلاً من ثمر هذا النخل. فقال لها يوسف: يا للعجب! كيف تقولين هذا وأنت ترين أن أفرع هذه النخلة عالية جداً؟ لكني في غاية القلق بخصوص الماء، لأن الماء الذي في قربتنا قد نفد ولا يوجد مكان نملأها منه لنروي ظمأنا. ثم قال الطفل يسوع الذي كان متكئاً على صدر أمه مريم العذراء ووجهه باش: يا أيتها الشجرة، أَهبِطي أفرعك لتنتعش أمي بثمرك. وحالما سمعت النخلة هذا الكلام طأطأت فوراً برأسها عند موطئ قدمي مريم، فالتقط الجميع من الثمر الذي كان عليها وانتعشوا، وبعد ذلك لما التقطوا جميع ثمرها استمرت النخلة مطأطئة رأسها، لأنها كانت تنتظر الارتفاع بأمر مَن قد طأطأت رأسها بأمره. فقال لها يسوع: ارفعي رأسك يا أيتها النخلة وانشرحي صدراً وكوني من أشجاري التي في جنة أبي. ولكن افتحي بجذورك الينبوع المستتر في الأرض، ولتفِض المياه من هذا الينبوع.. ففي الحال انتصبت النخلة ونبعت من جذورها مجاري مياه زلال صافية باردة آية في غاية الحلاوة. ولما رأوا مجاري المياه هذه فرحوا فرحاً عظيماً جداً، فرووا ظمأهم مع جميع بهائمهم وخدمتهم وحمدوا الله». ونجد أن الفرق الوحيد بين هذه الخرافة وبين القصة القرآنية هو أن رواية القرآن ذكرت أن هذه الحادثة العجيبة حصلت عند ولادة المسيح، بينما القصة القديمة تقول إنها حدثت لما كان يوسف في مصر بعد ذلك بمدة قليلة. والقصة فى الأصل هى قصة وثنية كتبت وذكرت قبل القرآن بقرون ونقلت من كتب «أصحاب بوذا» الذي وُلد في الهند نحو سنة 557 ق م، فقد ورد في أحد هذه الكتب المسمى «نِدانه كتها جاتكم» (فصل 1 ص 50-53) ذكر ولادة بوذا، وقيل إنه لما حبلت أمه توجهت من قصر زوجها إلى قصر الملك أبيها لتلد هناك. ولما كانت سائرة في الطريق عرجت مع خادماتها على غابة جميلة، ثم قيل: «إنها قربت من أسفل شجرة «سال» طيبة الفال، وتمنَّت لو تمسك فرعاً من شجرة السال هذه، فانثنى فرعها كأنه قصوي عصا صار تليينها ببخار وقرُب من قبضة يد السائرة، فمدَّت يدها وأمسكت الفرع فأجاءها المخاض، ووضعت لما كانت واقفة ممسكة بفرع شجرة السال». كما أن هذة القصة وردت بصورة أخرى في كتاب من كتب أصحاب بوذا في حياته السالفة (على مذهب التقمُّص) كان أميراً يدعى «ويسنترو» طُرد ونُفي مع قرينته وولديه الصغيرين من المملكة، فقطعا الصحاري والجبال باحثين على ملجأ. فاشتد الجوع بالولدين وقيل في نص الكتاب «فإذ رأى الطفلان أشجاراً حاملة ثماراً عند سفح الجبل بكيا للحصول على ثمرها. فلما رأت الأشجارُ الباسقةُ الولدين باكيين، طأطأت رؤوسها واقتربت منهما» (انظر الأبيات 34 و35). 3- قصة طفولية المسيح عيسى:
وأنه من المعروف أن الكتاب المسمى «إنجيل الطفولية» مترجم من القبطية إلى اللغة العربية. وبما أن ماريا القبطية كانت من سراري محمد فلا بد أنه سمع هذه الخرافة منها لأنها كانت جارية جاهلة ، فتوهَّم أن هذه القصة كانت في الإنجيل الصحيح الأصلي ، فأخذها منها وتصرف في روايتها الشفاهية قليلاً ونقحها ودوَّنها في القرآن . وإنجيل يوحنا (إنجيل يوحنا 2:11 ) ذكرأن المسيح لم يفعل معجزة في طفولته، وقيل تعليقاً على معجزته في عرس قانا الجليل، التي صنعها لما بلغ من العمر أكثر من ثلاثين سنة ، إنها كانت بدء معجزاته وآياته. أما ما ذكر فى القرآن عن معجزات المسيح هى حقيقية أنه طهَّر البرص وأقام الموتى وأعطى بصراً للعميان وحدثت فعلا إلا معجزة المائدة معجزة إنزال المسيح مائدة من السماء إدعى قرآن عثمان أن المسيح أنزل مائدة من السماء فقد أورد القرآن ما يلى بخصوص هذه المائدة (في سورة المائدة 5:112-115): « إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم ، هل يستطيع ربك أن يُنزل علينا مائدة من السماء ؟- قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا: نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صَدَقتنا ونكون عليها من الشاهدين. قال عيسى ابن مريم: اللهم ربنا أنزِل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأوَّلنا وآخرنا ، وآيةً منك ، وارزُقنا وأنت خير الرازقين. قال الله: إني مُنزلها عليكم». وهذه المعجزة التى ذكرها القرآن لم ترد في أي كتاب موحى به من الله ولم ترد أيضا فى أى كتاب آخر ، ولا شك أنها لم تحدث ، ولكن يعتقد أنها نشأت عن عدم فهم بعض العبارات التى وردت في العهد الجديد. (مثلاً ورد في إنجيل متى 26:20-29 وإنجيل مرقس 14:17-25 وإنجيل لوقا 22:14-30 وإنجيل يوحنا 13:1-30) ذكر العشاء الرباني الذي اشترك فيه المسيح مع تلاميذة (الحواريين) في آخر ليلة قبل يوم صلبه. ومن ذلك الوقت إلى يومنا يمارس المسيحيون الحقيقيون العشاء الرباني( يسمونه إفخارستيا ) حسب أمره . وقد ورد في إنجيل لوقا (إنجيل لوقا 22:30) بخصوص مائدة المسيح: «لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر». ربما توهموا أو إختلط عليهم الأمر أو إختلط عليهم الأسماء بين المسيح وبطرس ذكر في أعمال الرسل (أعمال الرسل 10:9- 16) وهو: « ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل. وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض، وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت: قم يا بطرس اذبح وكُل. فقال بطرس: كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً. فصار إليه أيضاً صوت ثانية: ما طهَّره الله فلا تدنِّسه أنت. وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء». غير أن هذه كانت رؤيا فقط ولم تكن معجزة ، ولا شك أن عدم فهم الكتاب المقدس أو سماع أقوال الناس وتسجيلها كأنه كتاب موحى به من الله هو منشأ حكاية المائدة في القرآن. قائمة بأسماء الكتب المسيحية التى إقتبس منها القرآن معتقداته
المسلمين يذكرون فى الأحاديث أن المسيح سوف ينزل لمدة أربعين سنة ويتزوج ؟ وورد في الأحاديث أنه لما ينزل المسيح من السماء يقيم في هذه الحياة الدنيا أربعين سنة ويتزوج (انظر «عرائس المجالس» (ص 554). وكل من له اطلاع على التوراة والإنجيل يعرف منشأ هذا الخطأ، فقد ورد في سفر الرؤيا 19:7 و9 «لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الحمل قد جاء، وامرأته هيأت نفسها، وأُعطيت أن تلبس بزاً نقياً بهياً لأن البز هو تبررات القديسين. وقال لي: اكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الحمل». ومن المعلوم أن «الحمل» هو أحد ألقاب المسيح. وهنا ذُكر صريحاً عرسه عند رجوعه إلى الأرض. ولكن إذا سأل سائل: من هي العروس؟ وما معنى هذه الآيات؟ قلنا: إنه ورد في سفر الرؤيا 21:2 «وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيَّأة كعروس مزينة لرجلها». وأورشليم الجديدة تعني الكنيسة المسيحية المكملة المطهرة كما في أفسس 5:22-32. هي العروس التي يقترن بها المسيح، أي التي يقبلها ويضمها عند رجوعه. والمقصود بقوله «يتزوجها» الإشارة إلى المحبة الكاملة والاتحاد التام بين المخلِّص والمخلَّصين. ومن هنا نرى أن هذه القصة الواردة في الأحاديث نشأت عن عدم فهم أقوال العهد الجديد. أما قولهم إن المسيح يقيم في هذه الدنيا أربعين سنة بعد رجوعه فناشئ عن قول أعمال الرسل 1:3 ومعناها أنه أقام مع تلاميذه أربعين يوماً بعد قيامته. أما ما ورد في الأحاديث والتفاسير من أن المسيح يموت بعد رجوعه فمبنيٌّ على ما ورد في سورة آل عمران 3:54 «يا عيسى إني متوفيك». لكنا لا نجزم بأن هذا معنى الآية الحقيقي، لأن هذا التعليم يناقض نصوص الكتاب المقدس الصريحة، فقد ورد في سفر الرؤيا 1:17 و18 قول المسيح: «أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ، وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين. آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت». غير أن أصل ما ورد في الأحاديث بخصوص هذا الأمر عبارة وردت في كتاب «نياحة أبينا القديس الشيخ يوسف النجار» (فصل 31) بخصوص النبيين أخنوخ وإيليا اللذين صعدا إلى السماء بدون أن يذوقا الموت «ينبغي لأولئك أن يأتوا إلى العالم في آخر الزمان في يوم القلق والخوف والشدة والضيق ويموتوا». وورد كذلك في كتاب قبطي عنوانه «تاريخ رقاد القديسة مريم» «أما من جهة هذين الآخَرين (أي أخنوخ وإيليا) فينبغي أن يذوقا الموت أخيراً». وبما أن أنصار محمد وأصحابه سمعوا هذا القول من الذين اطلعوا على هذين الكتابين الساقطين، قالوا بطريق الاستنتاج إن المسيح لابد أن يذوق الموت أيضاً مثل أخنوخ وإيليا، لأنهم توهَّموا أنه صعد إلى السماء مثلهما بدون أن يذوق الموت، فلا بد أنه سيموت بعد مجيئه ثانيةً. وفسروا آية سورة آل عمران 55 حسب هذا الزعم، فقوله في سورة العنكبوت 29:57 «كل نفس ذائقة الموت» ومثلها في سورة آل عمران 3:185 هو مبني على هذا المذهب (ما عدا حادثة موت المسيح بعد رجوعه) الذي منشأه أصحاب البدع والضلالة. نزول عزرائيل لأخذ قبضة من تراب الأرض وأتى بها للمولى ليخلق آدم مأخوذة من أقوال مرقيون قال أبو الفداء نقلاً عن «تاريخ الكامل» لابن الأثير «قال النبي ص إن الله تعالى خلق آدم عليه السلام من قبضة قبضها من جميع الأرض، وإنما سُمي آدم لأنه خُلق من أديم الأرض». في ذكر بعض أشياء شتى أخذت من كتب المسيحيين أو من مؤلفات أصحاب البدع والضلالة: فمن هذا القبيل الحكاية الواردة في «قصص الأنبياء» (ص 11) «لما أراد الله أن يخلق آدم، أرسل الملائكة المقربين واحداً بعد الآخر لكي يأتوا بقبضة من أديم الأرض. ولما خاب مسعاهم نزل أخيراً عزرائيل ووضع يده وأخذ قبضة من أديم كل الأرض، وأتى بها إلى المولى قائلاً: يا الله أنت تعرف ها أتيت بها». أما قضية نزول الملاك من السماء لأخذ شيء من أديم الأرض، وأنه طلب قبضة من الأرض حسب الأحاديث، فمأخوذة من أقوال «مرقيون» وهو يوناني من أصحاب البدع الذين انحرفوا عن الدين القويم، لأن «يذنيق» أحد المؤلفين الأرمن القدماء أورد في كتابه «ردُّ البدع» (فصل 4) العبارة الآتية من أحد كتب مرقيون وترجمتها «ولما رأى إله التوراة أن هذا العالم كان جميلاً عزم على عمل الإنسان منه (أي من هذا العالم). ولما نزل إلى الأرض إلى المادة (أو الهيولي) قال: أعطيني شيئاً من طينك وأنا أعطيك نسمة من عندي.. ولما أعطته المادة شيئاً من أديمها خلقه (أي آدم) ونفخ فيه النسمة.. ولهذا السبب سُمي آدم لأنه خُلق من أديم الأرض». وتقول بدعة مرقيون إن الشخص الذي يسميه «إله التوراة» الذي أخذ قبضة من الأرض ليخلق منها الإنسان هو ملاك لا غير، لأن مرقيون المبتدع وأتباعه قالوا إن التوراة نزلت من عند أحد الملائكة الذي كان عدواً لله، وكانوا يسمون هذا الملاك «رب العالمين» و«خالق المخلوقات» و«رئيس هذا العالم». ولا يخفى أن قولهم «رئيس هذا العالم» مأخوذ من الإنجيل وصفاً للشيطان (يوحنا 14:30). وقد قال المسلمون إن هذه الآية نبوَّة عن محمد لأنهم جهلوا معناها الحقيقي. وقال مرقيون إن هذا الملاك أقام في السماء الثانية، وإنه لم يكن يعرف في أول الأمر بوجود الله. ولكنه لما عرف بوجوده عاداه. وقال مرقيون إن اسم المولى واجب الوجود هو «الإله المجهول». وحاول الملاك منع الناس عن معرفة الله الإله الحقيقي لئلا يكرموه ويعبدوه. فكل هذه الآراء والمذاهب تشبه ما قاله المسلمون من أن عزازيل كان مقيماً أيضاً في السماء الثانية. ويوجد منشأ باقي قصة عزازيل في كتب أشياع زردشت كما سنبينه في الفصل الخامس من هذا الكتاب. هل كل المسلمين مصيرهم جهنم " إن منكم إلا واردها " ؟ وورد في سورة مريم 19: 68-72 «فوربّك لنحشرنّهم والشياطين ثم لنحصرنهم حول جهنم جثياً، ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً، ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً». واختلف المفسرون في معنى هذه الآيات، فقال البعض إنه لابد أن كل المؤمنين يردون جهنم ولكن لا يضرُّهم لهبها. وقال البعض الآخر إن الإشارة هي إلى «الصراط» الذي لابد أن يمر عليه الجميع وهو ممدود على جهنم. يُحتمل «إن منكم إلا واردها» أن هذه العبارة تشير إلى ما استنتجه المسيحيون من إنجيل مرقس 9:49 و1كورنثوس 3:13، وهو أنه يوجد مكان يتطهَّر فيه عصاة المسيحيين من خطاياهم بواسطة النار. أما إذا كانت عبارة القرآن تشير إلى «الصراط» فيكون قد أخذ هذا المذهب من أصحاب زردشت وليس من المسيحيين وقد ورد ذكر الميزان في سورة الشوري 42:17«الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان، وما يدريك لعل الساعة قريب» وكذلك ورد في سورة القارعة 101:6-8 «فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفَّت موازينه فأمُّه هاوية». ولا لزوم لأن نذكر كل ما ورد في الأحاديث بخصوص الميزان الهائل، لأنها معروفة. فإذا بحثنا عن أصل هذه القصة نجد أنها مأخوذة من كتاب «عهد إبراهيم» الذي أُلف في مصر أولاً ثم ترجم إلى اللغة اليونانية والعربية، فنرى في هذا الكتاب ما يشبه ما ذكره القرآن بخصوص وزن الأعمال الصالحة والطالحة. فقد ورد فيه أنه لما شرع ملاك الموت بأمر الله في القبض على روح إبراهيم، طلب منه خليل الله أن يعاين غرائب السماء والأرض قبل أن يموت. فلما أُذِن له عرج إلى السماء وشاهد كل شيء، وبعد هنيهة دخل السماء الثانية ونظر الميزان يزن فيه أحد الملائكة أعمال الناس. ونص تلك العبارة «إن كرسياً كان موضوعاً في وسط البابين، وكان جالساً عليه رجل عجيب، وأمامه مائدة تشبه البلور وكلها من ذهب وكتان رفيع. وعلى المائدة كتاب سُمكه ست أذرع وعرضه عشر أذرع. وعلى يمينها ويسارها ملاكان يمسكان بورقة وحبر وقلم. وأمام المائدة ملاكٌ يشبه النور يمسك ميزاناً بيده. وعلى اليسار ملاك من نار عليه علامات القسوة والفظاظة والغلظة يمسك بوقاً فيه نار آكلة، لامتحان الخطاة. وكان الرجل العجيب الجالس على الكرسي يدين ويمتحن الأرواح، والملاكان اللذان عن اليمين واليسار يكتبان ويسجّلان أعمال الناس. فكان الملاك الذي على اليمين يكتب ويسجّل الأعمال الصالحة، والملاك الذي على اليسار يكتب الخطايا. أما الملاك الذي أمام المائدة والممسك الميزان فكان يزن الأرواح، والملاك الناري الممسك بالنار كان يمتحن الأرواح. فاستفهم إبراهيم من ميخائيل رئيس الملائكة: ما هذه الأشياء التي نشاهدها؟ فقال له رئيس الملائكة: إن ما تراه أيها الفاضل إبراهيم هو الحساب والعقاب والثواب» (كتاب «عهد إبراهيم» صورة 1 فصل 12). وذكر بعد هذا أن إبراهيم رأى أن الروح التي تكون أعمالها الصالحة والطالحة متساوية لا تُحسب من المخلَّصين ولا من الهالكين، ولكنها تقيم في موضع وسط بين الاثنين». وهذا المذهب يشبه ما ورد في سورة الأعراف 7:46 «وبينهما حجاب، وعلى الأعراف رجال». فيتَّضح مما تقدم أن محمداً اقتبس مسألة الميزان الذي ذكره في القرآن من هذا الكتاب الموضوع الذي أُلف في مصر نحو 400 سنة قبل الهجرة، والأرجح أنه عرف مضمون هذا الكتاب من مارية القبطية التي كانت سريته. غير أن منشأ قضية الميزان الواردة في عهد إبراهيم ليست من التوراة والإنجيل، ولكن منشأها كتاب قديم جداً عنوانه «كتاب الأموات» وُجدت منه نُسخ كثيرة بخط اليد في قبور المصريين عبدة الأصنام. ودفنوا هذا الكتاب مع الموتى، لأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن أحد آلهتهم الكذبة واسمه «تهوتي» ألَّفه، وزعموا أن الموتى يحتاجون إلى التعلم منه بعد موتهم. وفي أول فصل 125 من هذا الكتاب صورة إلهين اسمهما «حور» و«أنبو» وضعا في كفة من هذا الميزان قلب رجل بار صالح توفي. ووضعا في الكفة الأخرى تمثال إله آخر من آلهتهم اسمه «مأت» أو الصدق. أما إلههم «تهوتي» فكان يقيد أعمال الميت في سجل. فيتضح مما ذكر أن القرآن اتخذ مسألة الميزان من كتاب «عهد إبراهيم» وأن مسألة الميزان فيه مأخوذة من الروايات الشفاهية التي وصلت من السلف إلى الخلف من اعتقادات قدماء المصريين المدوَّنة في «كتاب الأموات» الذي هو مصدر ذكر الميزان الأصلي. وورد في الأحاديث أن محمداً رأى في ليلة المعراج آدم أب البشر تارة يبكي ويولول وأخرى يفرح ويهلل (مشكاة المصابيح صفحة 521) حيث يقول: «فلما فتح علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه وعلى يساره أسودة. إذا نظر قِبل يمينه ضحك، وإذا نظر قِبل شماله بكى. فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبرائيل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار. فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى». وأصل هذا الحديث أيضاً من كتاب «عهد إبراهيم» فقد ورد فيه (صورة 1 فصل 11) «فحوَّل ميخائيل العربة وحمل إبراهيم إلى جهة الشرق في أول باب السماء، فرأى إبراهيم طريقين إحداهما طريق كرب وضيقة والأخرى واسعة وعريضة. ورأى هناك بابين أحدهما واسع يوصل إلى الطريق الواسعة، وباب ضيق يوصل إلى الطريق الضيقة. ورأيت هناك خارج البابين رجلاً جالساً على كرسي مرصع بالذهب وكانت هيئته مهيبة كهيبة السيد. ورأيت أرواحاً كثيرة تسوقها الملائكة وتُدخِلها من الباب الواسع، ورأيت أرواحاً أخرى وهي قليلة العدد تحملها الملائكة وتُدخِلها في الباب الضيق. ولما رأى الرجل العجيب الذي كان مستوياً على الكرسي الذهبي أن الذين يدخلون من الباب الضيق قليلون، والذين يدخلون من الباب الواسع كثيرون، أمسك حالاً هذا الرجل العجيب شعر رأسه وجانبَي لحيته وألقى بنفسه من الكرسي إلى الأرض ينوح ويندب. ولما رأى أرواحاً كثيرة تدخل من الباب الضيق كان يقوم من على الأرض ويجلس على كرسيه مهللاً. ثم استفهم إبراهيم من رئيس الملائكة وقال له: يا مولاي الرئيس، من هذا الرجل العجيب الموشح بمثل هذا المجد وهو تارة يبكي ويولول وأخرى يفرح ويهلل؟ فقال له: إن هذا الشخص المجرد من الجسد (الملاك) هو آدم، أول شخص خُلق، وهو في هذا المجد العظيم يشاهد العالم لأن الجميع تناسلوا منه. فإذا رأى أرواحاً كثيرة تدخل من الباب الضيق يقوم ويجلس على كرسيه فرحاً ومهللاً من السرور، لأن الباب الضيق هو باب الصالحين المؤدي إلى الحياة، والذين يدخلون منه يذهبون إلى جنة النعيم. ولهذا السبب يفرح لأنه يرى الأنفس تفوز بالنجاة. ولما يرى أنفساً كثيرة تدخل من الباب الواسع ينتف شعر رأسه ويلقي بنفسه على الأرض باكياً ومولولاً بحُرقة، لأن الباب الواسع هو باب الخطاة الذي يؤدي إلى الهلاك والعقاب الأبدي». ومع أنه يسهل على كل عالم إقامة الدليل على أن القرآن أخذ أشياء أخرى كثيرة من كتب جهلة المسيحيين الكاذبة، ومن تأليف أصحاب البدع الساقطة، فقد اكتفينا بما تقدم. ويناسب قبل ختام هذا الفصل أن نسأل: بما أن محمداً اقتبس مقاطع كثيرة من كتب باطلة لا أصل لها، فهل اقتبس أيضاً بعض آيات الأناجيل أو رسائل الحواريين، خلاف ما اقتبسه عن ولادة المسيح، وعن معجزاته الكثيرة؟ الجواب على هذا السؤال المهم هو: اقتبس القرآن من الإنجيل آية واحدة، وكذلك وردت عبارة في الأحاديث ربما تكون مقتبسة من رسائل بولس الرسول: (1) ورد في سورة الأعراف 7:40 «إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتَّح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَم الخياط». فالشطر الأخير من هذه الآية مأخوذ من قول المسيح: «دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله» (إنجيل متى 19:24 وإنجيل مرقس 10:25 وإنجيل لوقا 18:25). (2) ورد في الأحاديث عن أبي هريرة أن محمداً قال إن الله قال «أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» (مشكاة المصابيح صفحة 487) وهي مقتبسة من رسالة كورنثوس الأولى 2:9«ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدَّه الله للذين يحبونه». ولا يمكن إنكار أقوال المعترضين من أن محمداً أخذ من الإنجيل وباقي كتب المسيحيين، ولا سيما مؤلفات أصحاب البدع الباطلة، فهي أحد مصادر تعاليم الديانة الإسلامية. |
This site was last updated 04/14/10