Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مناظرة بين رئيس الشمامسة أثناسيوس وآريوس الهرطوقى

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
البابا أسكندر وآريوس
ما قبل نيقية
موضوعات مجمع نيقية
مناظرة أثناسيوس وآريوس
جلسات مجمع نيقية
القرار الأول لمجمع نيقية
قوانين مجمع نيقية
أثناسيوس ومجمع الأسكندرية
المسيح الإله والأبن
New Page 2333
New Page 2334
New Page 4485

Hit Counter

 **********************************************************************************************

هذه الصفحة من كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا أيسذورس - الجزء الأول ص 288 - 289

فى هذه الصفحة أسئلة كثيرة عن ألوهية السيد المسيح وينبغى أن نعرف حقيقة هامة أن السيد المسيح هو كلمة الإله وعقل الإله الناطق وقوته العاملة والتى يعبر عنها فى المزمور بقوله يمين قوته وبهذه القوة فعل المعجزات هذه الكلمة تجسدت فى جسد المسيح

 لهذا كما كان السيد المسيح يطلق على نفسه أبن الإنسان هو أيضا أبن الإله ولهذا كان المسيح له الحق أن يتكلم كأنسان وله الحق أيضاً أن يتكلم كإله وبما انه الإله الظاهر فى الجسد فله الحق أيضا أن يتكلم عن البشرية كلها وبقدرته فدى البشرية والمعلومات التى ذكرها الشماس أثناسيوس فى مناظرته مع الهرطوقى آريوس تعتبر قديمة بالنسبة للدراسات التى أجريت بعد ذلك وفد ذكرناها هنا كقيمة تاريخية تبين علم لاهوتى الكنبسة القبطية فى هذا الوقت المبكر ونرجوا من القراء الأطلاع على الكتب التالية حتى يستطيعوا أن يتفهموا هذه الحقيقة :

** كتاب لاهوت المسيح - البابا شنوده الثالث
** تفسير إنجيل يوحنا - القمص تادرس يعقوب
** كتاب طبيعة المسيح - قداسه البابا شنوده الثالث
** تفسير إنجيل مرقس - القمص تادرس يعقوب ملطي

**********************************************************************************************

قال آريوس - : " أن سليمان الملك تكلم بلسان المسيح قائلاً : " خلقنى أول طرقه " (أم8 : 22)

قال أثناسيوس - : " معنى ذلك هو أن الرب ولدنى لأن النص العبرانى يذكر عوض خلقنى ( قنانى ) [ اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِه ] أى ولدنى كما يقال قنى الإله ولداً أى ولد له ولد ويؤيد هذا التفسير ما ورد فى نفس الفصل إذ يقول  :  مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24 إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25 مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26 إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27 لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ ( أمثال 8 : 23 - 27) أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. ( مز 2: 7 ) ( أعمال 13 : 33) ( العبرانيين 1: 5 ) (1)

قال آريوس - : " أن الأبن قال : ِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنّى ( يوحنا 14: 28 ) فعلى هذا يكون ألأبن أصغر من الآب ولا يساويه فى الجوهر .

قال أثناسيوس - : " أن الإبن دون ألاب لكونه تجسد كما يتضح ذلك من نفس الاية [ لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنّى ] أى أنه بناسوته يمضى إلى ألاب الذى هو أعظم من ناسوت الإبن , وإلا كيف يتكلم بلاهوته أنه يمضى إلى الآب حال كونه فى حضن ألآب ( يو 1: 18) , ومما يؤيد ذلك أنه فى نفس الفصل ( ألإصحاح) يتكلم باللاهوت ويبين مساواته لآبيه بالجوهر بقوله [ من رآنى فقد رأى الاب وأنا فى ألاب والآب فى وكل ما للآب فهو لى وكل مالى فهو له لأننه نحن والآب واحد ] (2)

قال آريوس - :  أن المسيح قال [«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْض ( مت 28 : 18 ] فذكر هنا أنه نال السلطان من أبيه لأنه أعظم منه وغير مساو له .

قال أثناسيوس - : " يعنى أن الإبن بولادته الأزلية من الآب قد ملك كل سلطان أو أنه قال ذلك حسب كونه متأنساً لأنه فى أثر هذا القول ساوى نفسه بأبيه بقوله لتلاميذه [ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدس (متى 28 : 19 ) ]

قال آريوس - : " أن المسيح نسب إلى ذاته عدم معرفة ساعة الدينونة بقولة لتلاميذه [ 32 «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. 33 اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْت (مرقس 13 : 32 ) ] إذا كان الأبن لا يعرف الدينونة فكيف يكون إلهاً

قال أثناسيوس - : " أن المسيح قال ذلك لتلاميذه لئلا يسألوه عن هذا السر الذى لا يجوز لهم أن يطلعوا عليه كما يقول صاحب السر أنى لا أعلم هذه المسألة أى لا أعلمها علما يباح به لأن بطرس قال له : يارب أنت تعرف كل شئ !! ملاحظة من الموقع : راجع تفسير الاباء عن هذا الموضوع أسفل الصفحة (4 )

قال آريوس - :  أن المسيح قال [ لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي ( يوحنا 6 : 38 ) ] فإذاً هو عبد للأب ودونه

قال أثناسيوس - : " أن المسيح تكلم فى مواضع كثيرة بحسب كونه إلهاً صار أنساناً كقوله [  إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْس (متى 26 : 42 )  راجع أسفل الصفحة (5) , قَائِلاً:«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ (مر 15 : 43)  راجع أسفل الصفحة (5) , ْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ». (يوحنا 20 : 17)  راجع أسفل الصفحة (7)

 ومثل ذلك صلاته إلى أبيه مرارا ً كثيرة وبصفته كونه إلها ً قال "من رأنى فقد رأى الأب " و " أنا فى الأب والأب فىّ " و " أنا والأب واحد " وفى نفس الفصل الوارد فيه أية الأعتراض قال " كما أن الأب يقيم الموتى ويحييهم كذلك الإبن يحيى من يشاء ليكرم الجميع الإبن كما يكرمون الأب " وغير ذلك كثير من أقوال المسيح التى تصرح بمساواة لاهوته للاهوت أبيه فى الأزلية والعظمة والقدرة .

أريوس - : إن يوحنا قال فى بشارته عن الإبن " كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء ممن كان " (يو 1 : 3) فهذا القول يدل على أن الإبن أله أستخدمها الأب لصنع الخلائق فالإبن إذاً ليس إلها ً خالقا ً .
أثناسيوس - : إن الأب خلق بالإبن أى بواسطة الإبن الخالق كما يقال بنى الملك المدينة بأبنه فالملك وابنه يعدان بانيى المدينة ولا سيما أن يوحنا صرح بلاهوت الإبن وأزليته ومساواته لأبيه فى الجوهر والقدرة والإبداع فى بشارته وفى رسائله حيث قال " الذى كان منذ البدء الذى سمعناه الذى رأيناه الذى لمسته ايدينا " ( 1يو 1:1 ) وأيضا ً " الشهود فى السماء هم ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " ( 1يو 5 : 7 ) وفى الرؤيا " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شىء (رؤ 1 : 8 ) وقوله " للجالس على العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الأبدين " ( رؤ 5 : 13 ) وفى أول النص الوارد فيه أية الأعتراض نص البشير بجلاء عن لاهوت الإبن بقوله " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " فكيف يكون معنى قوله بعد هذا التصريح أن الإبن ليس بإله خالق ولكن أله لصنع الخلائق وقد أعترف داود النبى بأن الإبن خالق كما قال " أنت يارب أسست الأرض والسموات صنع يديك " ولا ريب أن هذا القول يخاطب به النبى " إبن الله " كما فهم ذلك الرسول (عب 1 : 10 ) فقد إتضح أن " إبن الله " خالق نظير أبيه وإله مساو ٍ له فى الجوهر والعظمة والمجد . أ هـ بتصرف قليل

 

**********************************************************************************************

المــــــــــــــــــــــراجع

(1) لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ 6 وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:«وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ الإِلهِ (الرسالة إلى العبرانيين 1 : 5) 

(2) أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» ( يوحنا 10 : 30)

(3) لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِى ( يوحنا 17 : 21 )

(4) **  يقول القديس أمبروسيوس أن السيد المسيح هو الديان وهو الذي قدم علامات يوم مجيئه لذا فهو لا يجهل اليوم. هذا وإن كان يوم مجيئه هو "السبت" الحقيقي الذي فيه يستريح الله وقديسوه فكيف يجهل هذا اليوم وهو "رب السبت" (مت 12: 18)؟
** يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، إذ لا يعرفه معرفة مَنْ يبيح بالأمر. لعله يقصد بذلك ما يعلنه أحيانًا مدرس حين يُسأل عن أسئلة الامتحانات التي وضعها فيجيب أنه لا يعرف بمعنى عدم إمكانيته أن يُعلن ما قد وضعه، وأيضًا إن سُئل أب اعتراف عن اعترافات إنسان يحسب نفسه كمن لا يعرفها.

** يقول القديس أغسطينوس: [حقًا إن الآب لا يعرف شيئًا لا يعرفه الابن، لأن الابن هو معرفة الآب نفسه وحكمته، فهو ابنه وكلمته وحكمته. لكن ليس من صالحنا أن يخبرنا بما ليس في صالحنا أن نعرفه... إنه كمعلم يعلمنا بعض الأمور ويترك الأخرى لا يُعَرِّفنا بها. إنه يعرف أن يخبرنا بما هو لصالحنا ولا يخبرنا بالأمور التي تضرنا معرفتها.] كما يقول: [قيل هذا بمعنى أن البشر لا يعرفونها بواسطة الابن، وليس أنه هو نفسه لا يعرفها، وذلك بنفس التعبير كالقول: "لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم" (تث 13: 3)، بمعنى أنه يجعلكم تعلمون. وكالقول: "قم يا رب" (مز 3: 7)، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) بمعنى "اجعلنا أن نقوم"، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعرف هذا اليوم فذلك ليس لأنه لا يعرفه وإنما لا يظهره لنا.]
** يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بقوله "ولا ملائكة" يسد شفاهم عن طلب معرفة ما لا تعرفه الملائكة، وبقوله "ولا الابن" يمنعهم ليس فقط من معرفته وإنما حتى عن السؤال عنه.]
** قال الأب ثيؤفلاكتيوس: [لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.] وقال القديس هيلاري أسقف بواتييه: إن السيد المسيح فيه كنوز المعرفة، فقوله إنه لا يعرف الساعة إنما يعني إخفاءه كنوز الحكمة التي فيه.
** يرى القديس إيريناؤس أنه وإن كان السيد المسيح العارف بكل شيء لم يخجل من أن ينسب معرفة يوم الرب للآب وحده كمن لا يعرفه، أفلا يليق بنا بروح التواضع أن نقتدي به حين نُسأل في أمور فائقة مثل كيفية ولادة الابن من الآب أن نُعلن أنها فائقة للعقل لا نعرفها.
** وبخصوص أنه أخفى عنهم معرفة الساعة على الرغم من قوله لهم سابقاً: "أُعطيَ لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله، وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء" (مر11:4). ألم يكن يشتاق السيد أن يدرك الكل أسرار ملكوته إذ قال: "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" ( مت 11: 25- 26)!

** ومن المعروف أن السيد المسيح هو الديان العادل , ومن المعروف أنه أعطى علامات الساعة . 

(5) الآب والأبن والروح القدس إله واحد له مشيئة وإرادة واحدة ويقول  العلامة اللاهوتى القس عبد المسيح بسيط أبو الخير  فى كتابه إذا كان المسيج إلهاً فكيف تألم ومات قال السيد " أنا والآب واحد"(يو 30:10)، إله واحد، طبيعة واحدة، إرادة واحدة. كما أن إرادة اللاهوت والناسوت واحدة، مشيئة واحدة من اتحاد مشيئة اللاهوت ومشيئة الناسوت. فمشيئة الناسوت كان يجب أن تخضع للاهوت الذى تجسد لتحقيق إرادة الآب المحتومة منذ الأزل وهذا واضح فى قول السيد "نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى". والسيد هنا يبين ذلك فى قوله "ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك" "ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت"(مر 36:14). لقد أعلن بذلك وحدته فى الإرادة مع الآب ، كما أعلن وحده المشيئة فى ذاته ، فالناسوت برغم ما بدأ من أنه كان يرفض الألم إلا أنه خضع للإرادة الإلهية التى قررت قبول الألم، حسب التدبير الإلهى، منذ الأزل، ولم يكن هناك أختلاف، بل مشيئة واحدة.

(6)  يقول العلامة اللاهوتى القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه إذا كان المسيج إلهاً فكيف تألم ومات : [ فى البستان، قبل القبض على السيد المسيح بلحظات: "ابتدأ يحزن ويكتئب"(متى 37:27) - "ابتدأ يدهش ويكتئب"(مز 33:4) , أقتربت ساعة القبض عليه لإتمام الآلام المحتومة حسب التدبير الإلهى الأزلى لإتمام الفداء، وتجسد فى فكر السيد وعقله كل ما هو آت عليه، بلا ريب ولا شك فبدأ يكتئب ويحزن، وكما جاء فى الإنجيل للقديس مرقس "يدهش ويكتئب" والفعلين فى أصلهما اليونانى يعبران عن الأنذهال إلى أقصى درجة والألم النفسى الشديد (المبرح)(الفعل الثانى فى أصله يعنى خارج البيت Not at home وهو يتضمن كرب النفس لتحرر نفسها من الجسد تحت ضغط الكرب العقلى الكثيف.). وسيطر عليه الحزن الشديد، الحزن الذى يعادل الموت فصرح لتلاميذه: "نفسى حزينة جداً حتى الموت"(متى38:26 (5) يون5:2 (6) إش 63: 1-3 (7) 1 كو 47:15). اعتصرته الآلام التى عبرت إلى نفسه ، آلام الحزن الذى سيطر عليه. كان حزيناً إلى هذه الدرجة بسبب الآلام النفسية والجسدية والكفارية الآتية عليه، بسبب ثقل الخطية وعقوبتها التى جاء لكى يتحملها نيابة عن البشرية التى عصت الله، دخل فى المعصرة وحده ، دخل معصرة غضب الله ليرد لله الآب حتى الموت ما سبق أن فقدته البشرية بسبب الخطية وعصيان الإنسان الأول  1- حزن كإنسان: والسؤال هنا: كيف حزن وهو الإله المتجسد؟ولماذا؟ والإجابة هى أن السيد حزن كإنسان، فقد "اتخذ جسداً" اتخذ الطبيعة الإنسانية، "جاء بشراً" له روح إنسانية: "يا ابتاه فى يديك أستودع روحى"(لو 50:23). ونفس إنسانية: "نفسى حزينة جداً"(متى 38:26) , وجسد إنسانى: "هيأت لى جسداً"(عب 5:10) , كان كاملاً فى ناسوته "روحاص ونفساً وجسداً". وهكذا أيضاً اتخذ المشاعر والأحساسيس الإنسانية فقد كان "مثلنا فى كل شىء بلا خطية"(عب 15:4)، تدبيرياً , اتخذ الناسوت تدبيراً، وحمل المشاعر والأحساسيس الإنسانية تدبيراً، وتألم تدبيراً وحزن تدبيراً، واضطراب أمام الموت كإنسان تدبيراً. حمل كل صفات وخصائص الناسوت تدبيرياً , ولكنه كإله فهو فوق الألم والخوف والمشاعر والاحساسيس الإنسانية. وفوق الموت، فهو السرمدى، الذى لا بداية له ولا نهاية، الحى القيوم الذى لا يموت "أنا هو الأول والآخر والحى... وها أنا الحى القيوم ولى مفاتيح الهاوية والموت"(رؤ 18:1) , ولكنه بإرادته الإلهية، حسب التدبير، قبل أن يتجسد ويقدم ذاته فداء للبشرية. قدم ذاته بإرادته "لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن أخذها أيضاً".]

(6) وقد ربط العلامة الروحانى أبينا  القمص تادرس يعقوب ملطى فى تأمل عن إبراهيـــــــم أب الآبـــــــاء , وتقدمة أبنه أسحق ذبيحة فقال : "  إن تصرف إبراهيم فى هذه الحادثة يعطينا فهما للذبيحة التى قدمها الله لخلاصنا ، فإن خضوع إسحق وهو موضوع على المذبح ورقبته معرضة للسكين ، يعطينا فكرة أعمق عن طاعة المسيح حتى الموت ، وإعادة اسحق حيا كمن قام من الأموات بعد أن صار فى حكم المائت فى نظر والده ثلاثة أيام ، يعطينا فكرة عن قيام المسيح من الأموات فى اليوم الثالث . لكن الحقيقة تفوق الرمز ، فإن أسحق تألم وهو شاعر تماما بوجود أبيه معه ، أما المسيح فقد تصاعدت من جنبه تلك الصرخات المدوية : " إلهى... إلهى ... لماذا تركتنى" .

 يقول  العلامة اللاهوتى القس عبد المسيح بسيط أبو الخير  فى كتابه إذا كان المسيج إلهاً فكيف تألم ومات [ عُلق السيد المسيح على الصليب من الساعة الثالثة(*) إلى الساعة التاسعة(**) أى علق ست ساعات ذاق فيها آلاماً جسدية ونفسية وروحية (كفارية) حادة وكان قد أنهك تماماً وسفك دمه ولم يكن ممكناً فى ذلك الوقت – إذ صرخ قبل الساعة التاسعة بقليل – أن يصرخ هكذا، ولكنه صرخ هذه الصرخة العالية المدوية التى سمعها كل الواقفين حول الصليب فى الخلاء لكى يبين أن ما يتم الآن على الصليب ليس عن ضعف منه بل تحقيقاً لعمله، لما جاء لكى يتممه، تحقيقاً لعمله الكفارى الذى سبق أن وعد به وأعلنه لأنبيائه.
وصرخ هذه الصرخة لأنه كإنسان كان يجتاز الآلام التى كان يجب أن تتحملها البشرية كلها. لقد فعل الإنسان الخطية وأنفصل عن الله بسببها وقد جاز السيد المسيح نيراناً ملتهبة هى نيران الآلام التى يجتازها ونيران الانفصال عن الله كحامل خطايا العالم كله. جاز فى أختبار نتائج الخطية. فقد أتخذ طبيعتنا، أتخذ كل ما للناسوت "كان مجرباً مثلنا فى كل شئ بلا خطية"(عب 15:4) وعلق على الصليب نيابة عن البشرية كلها وأحتمل الآلام الروحية والنفسية والجسدية، أحتمل الآلام والخزى والعار والصلب ليس بسبب خطية أرتكبها فهو القدوس البار ولكنه لأنه وضع ذاته عن البشرية، "جعل نفسه ذبيحة إثم"(إش 10:53 ).
"لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد أنفصل عن الخطاه وصار أعلى من السموات إذ قدم نفسه"(عب 26:8). فقد فتح عهداً جديداً مع الآب بتقديم ذاته على الصليب ذبيحة: "الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضاً لعهد أعظم"(عب 6:8). "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً… فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه له بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحى. ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكى يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات الذى فى العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدى"(عب 12:9 – 15). أنه صرخ كإنسان نائباً عن البشرية وليس كإله، صرخ كنائب عن البشرية التى سقطت فى الخطية وبالتالى سقطت تحت سلطان الظلمة."

(7) تعليق من الموقع : " إنى أصعد إلى أبى (كلمة ألإله هو أبن العلى يدعى ) وأبيكم (بالتبنى) وإلهى (بالتجسد) وإلهكم (بالطبيعة)" "  وتأمل الأنبا رافائيل فقال : " فالمسيح نفسه قال "إنى أصعد إلى أبى (بالطبيعة) وأبيكم (بالتبنى) وإلهى (بالتجسد) وإلهكم (بالطبيعه)"فهو صار إنساناً لكى يجعل الإنسان شريك الطبيعة الإلهية "لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" (2بط 4:1) "

This site was last updated 12/04/08