Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 طريق البابا بطرس للحصول على أكليل الشهادة يمر من السجن

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
آريوس والبابا بطرس
البابا بطرس بالسجن
أستشهاد البابا بطرس
كتابات البابا بطرس

Hit Counter

 

 أنشودة حب متبادل بين الشعب وراعيه

وعلم الشعب المسيحى المحب للبابا بطرس بسجن باباهم المحبوب وعلموا بأن الرومان سيقتلوه فزحفوا إلى السجن بأعداد كبيرة فى شجاعة منقطعة النظير وتجمهروا حوله يريدون أنقاذه , وصمموا على وقف قتله لأنهم يعلمون أنه لن يبخر للأوثان كأمر الأمبراطور دقليديانوس حتى ولو مات الجميع , ولما وجد القائد الرومانى المكلف بقتل البابا بطرس هذا العدد من مسيحي الأسكندرية أجل تنفيذ الحكم بالقتل إلى اليوم التالى خشية أن يثور المسيحيين يموت فيها الكثيرين من الجانبين .

وظن القائد الرومانى  أن الأمر أنتهى وأن المتجمهرين سينصرفون عندما يحل الليل , ولكن خطته فى خداع المسيحيين باءت بالفشل حينما أنتظر حتى حلول الليل ولم ينصرف الشعب المسيحى القوى .. فلم يجد القائد حلاً وأيقن أنه قادم على مذبحة يقتل فيها كثير من الأبرياء , وأدرك البابا أنه لا بد وان يحدث أحتكاكاً يؤدى إلى كارثة , ومن محبته لشعبه كان يريد ألا يصاب أحد بسوء منهم بسببه , فإستدعى أحد الشيوخ الأغنياء المعروفين لدى السلطة الحاكمة الرومانية ويبلغ الوالى الرومانى حاكم مصر الرسالة التالية : " أن يدبر إرسال بعض الرجال إلى السجن ليلاً من جهة الجنوب عند أسفل الحائط , وسوف يقرع لهم البابا من الداخل , فينقبوا الحائط ويخرج معهم لينفذوا فيه الأوامر الصادرة إليهم "

إنه امر عجيب حقاً فى المسيحية حب الشعب لباباه وحب البابا للشعب .. فإذا كان يريد البابا أن يهرب لهرب بنفس الطريقة وبدلاً من أن ينقب البابا رجال من السلطة الحاكمخ ينقبه المسيحيين ويهرب أنه حقاً أنشودة حب متبادل .

نفذت الخطة بدقة ولم يشعر بهم المجتمعين من المسيحيين خارج السجن , وسلم البابا نفسه لأيدى قاتليه فى هدوء مقلدا سيده المسيح مضحياً بنفسه لأجل محبته للمسيح ومحافظاً على رعيته .

وخرج وهو يتفوه بهذه الكلمات : [ خير لى أن أسلم نفسى للحكم الصادر على وأفدى شعبى ولا يمسه أحد بسوء !!] هذه هى القيادة فى المسيحية فالقادة يتقدمون الجنود فى الصفوف الأولى لأن الحرب إنما هى للرب .

 

متشبهاً بمرقس الرسول

وفى الطريق إلى مكان قتله سأل البابا حراسه إن كانوا يسمحوا له بزيارة قبر القديس الشهيد مقس رسول السيد المسيح لأرض مصر لينال بركته .. وهنك سقط على ركبته وبدأ وكأنه يحدث سلفه فقال بصوت مسموع : " يا أبى الإنجيلى , المبشر بيسوع المسيح إبن الرب الإله الوحيد والشاهد لآلامه .. كنت أول شهيد واسقف على هذا الكرسى فقد أختارك السيد المسيح القدوس الحقيقى لتبشر بأسمه فى هذه المدينة , فى كورة مصر وكل البلاد المحيطة , وكنت ساهراً فى الخدمة التى نلتها , وأخذت أكليل الأستشهاد , لذلك أستحققت أن ترى كلمة الرب , المخلص يسوع المسيح . أنت اخترت أنيانوس الطوباوى لأنه كان مستحقاً , ومن بعده ميليوس ومن كان من بعدهما ثم ألاباء ديمتريوس وباركلاس وديونيسيوس ومكسيموس والطوباوى ثاؤنا أبى الذى قام بتربيتى حتى بلغت خدمة هذا الكرسى من بعده , أنا الخاطئ , غير المستحق لهذه الكرامة , ولكن بكاؤه مراحم المسيح نلت ذلك .

أشفع فى أن اكون شهيداً بالحقيقة , وأستحق أن أشترك فى صليب المسيح وقيامته , ويجعل رائحة الإيمان تفوح فى ! , ويكون سفك دمى على أسمه القدوس بخوراً طيباً له ,

أسألك الصلاة من أجلى لكى لا أكون بقلبين ولا نيتين , وليقوينى الرب حتى أفارق هذا العالم !!

الآن , أستودعك القطيع الذى تسلمته بالتتابع , والذى تسلمته أنت من يدى الرب والمخلص مباشرة .. لتكن معى ومع أولادك الذين وهبك المسيح إياهم , آمين (40) "

بعد هذا الحيث الروحى مع أبيه القديس مرقس , وقف البابا بطرس وبسط يديه نحو السماء وهو يقول بصوت جهورى : [ يا ابن الآب الحى , يسوع المسيح , كلمة ألاب , أسألك أن تضع نعهاية الإضطهاد الواقع على شعبك ليت سفك دمى أنا عبدك يكون خاتمة هذا الأضطهاد الحال بقطيعك الناطق , آمين (41) ]

وفى هذه الأثناء كان بالقرب من القبر عذراء تسكن فى المنطقة التى بها القبر وكانت ساهرة تصلى  فإذا بها تسمع صوتاَ يقول : " بطرس آخر شهداء هذا الأضطهاد "

وعندما أنتهى البابا بطرس من صلاته أمام القبر صعد إلى الوالى , وعندما رآه ذهل ولم يتجاسر أن يتحدث معه , فقد كان وجهة يشع نوراً سمائياً ملائكياً , فخاف الجنود أن يقتلوه .

فتوسل البابا إليهم ان يعجلوا بقتله قبل أن تشرق الشمس ويعرف الشعب ويحدث شغب فى المدينة , فخاف الوالى من حدوث شغب لا يستطيع مقاومته فأمر بأن من يضرب عنقه يأخذ خمس قطع ذهبية , فتجاسر أحد الجنود الخمسة وضرب عنقه بالسيف , فنال البابا إكليل الشهادة فى 29 هاتور سنة 28 شهداء الموافق 25 نوفمبر 311 م .

أخيراً جلس البابا على عرش مار مرقس الرسول

 ومع تسلل أشعة شروق الشمس على الأرض سرى الخبر بين شعب الأسكندرية , فأسرع الجميع إلى مكان أستشهاد باباهم الحبيب , وهناك لفه الكهنة فى قطعة من الجلد كانت تحت جسده , وبالكاد منعوا الشعب من الأقتراب إليه إذ أراد كل واحد أن يحصل على قطعة من ثيابة للتبرك بها .

وحملوا رفاته وألبسوه ثياب التقديس وأصروا أن يجلسوه على كرسى مار مرقس الذى لم يجلس عليه قط فى حياته , فقد كان متضعاً وأكتفى أن يجلس على درجات السلم (42)

وكان الشعب يتذمر على البابا بسبب هذا السلوك .. ولكن فى أحد الأعياد , إذ صعد على السلم يعطى السلام صاح الشعب : " إجلس على العرش الذى رسمت عليه يا رئيس الأساقفة !! " عندئذ توسل إليه الكهنة أن يستجيب لطلبه شعبه .. أما هو فصمت حتى عادت الكنيسة إلى هدوءها , وجلس على سلم الكرسى , ثم حدث أنه بعد الخدمة أنفرد بكهنته وقال لهم : " لماذا تحزنونى أنتم أيضاً مع الشعب !! .. فإننى كلما اصعد للجلوس أرى قوة شبيهه بالنور حالة فوق العرش , وبالرغم من أن هذه القوة تسندنى وتفرحنى لكن عظامى تضطرب جداً , ولا أستطيع أن أقول للشعب شئ من هذا ... "

مكـــــــان دفنه

ثم ألقى جميع الشعب نظرة الوداع الأخيرة وهو على الكرسى المرقسى , ولكن ثارت مشكلة بين الشعب فقد أراد البعض أن يدفن فى كنيسة ثاؤناس حيث تربى البابا بطرس , والبعض والاخر فضل أن يدفن أن بدفن فى موضع القديس مرقس الرسول حيث هو مكان أستشهاد البابا بطرس , وأخيراً أستقر الرأى على أن يدفن فى " لوكابتس " على شاطئ البحر , فأخذوا جسده فى قارب إلى هناك ودفنوه بأكرام عظيم ... وطهر من قبرة فيما بعد آيات وعجائب كثيرة , كما بنيت على قبرة كنيسة كبيرة فى عهد الأمبراطور قسطنطين بقيت إلى أيام دخول العرب مصــــر .

الأحتفـــــــــــال بعيــده

يذكر سوزمين أحد مؤرخى الكنيسة الأولى أن الإسكندريين كانوا يحتفلون بعيد القديس بطرس سنوياً , حيث يقوم أسقف الأسكندرية بخدمة القداس الإلهى " ليتورجيا الإفخارستيا " يوم 29 هاتور , يعقبه وجبة أغابى " وليمة محبة " على شاطئ البحر .. بركة صلاتة فلتكن معنا آميـــــن .    

 

************************************************* 

السنكسار القبطى (1) الذى يقرأ فى الكنيسة يومياً تحت يوم 29 هاتور

1. استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء 17

في مثل هذا اليوم استشهد القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء ، وكان أبوه كبير قسوس الإسكندرية ، اسمه ثاؤدسيوس ، واسم أمه صوفية ، وكانا خائفين من الله كثيرا ولم يرزقا ولدا . فلما كان الخامس من شهر أبيب وهو عيد القديسين بطرس وبولس ، ذهبت أمه إلى الكنيسة ، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن ، فحزنت جدا وبكت ، وسالت السيد المسيح بدموع إن يرزقها ولدار، وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس واعلماها إن الرب قد قبل صلاتها ، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس ، وأمرها إن تمضي إلى البطريرك ليباركها ، فلما استيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الاب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه إن يصلي من اجلها فصلي وباركها ، وبعد قليل رزقت هذا القديس بطرس ، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي ، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية ، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد ، ثم كرسه اغنسطسا فشماسا ، وبعد قليل قسا وصار يحمل عنه كثيرا من شئون الكنيسة ، وتنيح البابا ثاؤنا بعد إن أوصى إن يكون الاب بطرس خلفا له ، فلما جلس علي الكرسي المرقسي ، استضاءت الكنيسة بتعاليمه ، وكان في انطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس علي الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان ، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك ، فاتت بهما إلى الإسكندرية ، وقد حدث وهي في طريقها إن هاج البحر هياجا عظيما ، فخافت إن يموت الولدان غرقا من غير عماد ، فغطستهما في ماء البحر وهي تقول "باسم الاب والابن والروح القدس" ، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد علي جبهتي ولديها ، عندئذ هدأ البحر ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها ، وفي ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية ، فكان كلما هم الاب البطريرك بتعميدهما ، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات ، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر ، فتعجب ومجد الله قائلا "هكذا قالت الكنيسة ، انها معمودية واحدة" . وفي أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف ، فنصحه القديس بطرس كثيرا إن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل ، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة ، واتصل بالملك مكسيميانوس الوثني ، إن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الإلهة ، فحنق جدا وامتلأ غيظا ، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه ، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب ، ودمروا اغلب البلاد المصرية ، ونهبوا الأموال ، وسلبوا النساء والأطفال ، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين آلفا ، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس ، ثم عادوا إلى الإسكندرية ، وقبضوا علي الاب البطريرك وأودعوه السجن ، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن ، يريدون إنقاذه بالقوة ، فخشي القائد المكلف بقتله إن يختل الأمن العام ، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد ، فلما رأي القديس ذلك أراد إن يسلم نفسه للموت عن شعبه ، واشتهي إن ينطلق ويصير مع المسيح بدون إن يحدث شغب أو اضطراب بسببه ، فأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم إن يثبتوا علي الإيمان المستقيم ، فما علم اريوس المجدف إن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم ، استغاث إليه بعظماء الكهنة إن يحله فلم يقبل وأعلمهم إن السيد المسيح قد ظهر له هذه الليلة في الرؤيا وعليه ثوب ممزق ، فأساله "من شق ثوبك يا سيدي ؟" فأجابه إن اريوس هو الذي شق ثوبي، لأنه فصلني من أبى فحذار إن تقبله ، وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرا وأشار عليه إن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين ، فذهل القائد من شهامة الاب ، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا ، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس كاروز هذه الديار ، وهناك جثا علي ركبتيه وطلب من الله قائلا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان ، وختام سفك دماء المسيحيين ، فاتاه صوت من السماء سمعته عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان ، يقول "امين" ، أي يكون لك كما أردت ، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه المقدس وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث ، فأخذوه الجسد الطاهر والبسوه ثياب الجبرية وأجلسوه علي كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته ، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو إن يجلس ، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه علي الكرسي احدث عشرة سنة ، صلاته تكون معنا امين
====================

المــــــــــــــــــــــراجع

(39)-Tixorent, vol 3, p 79.

(40)- Kelly p 333

(41)-Behnam p 90-92

(42)- Kelly p 332

 

مراجع أخرى يمكن الأطلاع عليها

(43) -The life and times of St Leo the great, p 216

(44)-Tixeront; vol 3, p80; Jalland 216-7, Behnam 93

 

This site was last updated 10/15/08