Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الإسراء والمعراج

+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا إذهب إلى صفحة الفهرس التى بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حصان عائشة الطائر
المسجد الأقصى بالجعرانه وليس القدس

 

*************************************************************************

قد ظل مسلمى مصر يهاجمون المسيحية محاولين إبادتها من أرض مصرهاجموا الأنجيل فى كتبهم وقالوا انه محرف وأن القرآن هو الكتاب الصحيح وما تجده فى هذا ألجزء إنما رد المستشرقين عليهم الذى كتبوه منذ أكثر من قرن وتعتبر هذه المعلومات قديمة وليست ذو قيمة وقليلة وستجد فى شبكة الأنترنت والكتب والمراجع التى كتبت فى لبنان والدول الغربية باللغات الأجنبية معلومات هائلة وكثيرة جداً لا يمكن حصرها

www.avesta.org  Arda Viraf visit to Heaven and Hell هذا الكتاب للزرداشت الوثنيين كتبت قبل الإسلام سنة 400 م والكتاب باللغة الإنجليزية وهو أصل لقصة الإسراء والمعراج المحمدى المزعوم   - كما أخذ أيضاً منه قصة أن آدم في صلبه نور أرتيوراف فيه زيارة للسماء    

************************************

الصورة الجانبية : النبي - ص - يركب البراق في رحلته الى السماء من كتاب بستان السعدي 1514 لسلطان محمد نور - عثر على النسخة في بخارى بأوزبكستان

***************************************************

الإسراء 00( يقول بعض المؤرخين أن أصل كلمة الإسراء هى كلمة إسرائيل ثم عدلت بعد ذلك عند كتابة القرآن وتجميعه ولم يذكر المؤرخين من هو الذى عدلها فى التعديلات الثلاثة التى أجريت على القرآن ؟ ومتى عدلت ؟ ) فسر الجلالين الإسراء فقال "سبحان ( = تنزيه) الذى أسرى بعبده ( = محمد) ليلا ( = سير الليل ) من المسجد الحرام ( = مكة ) إلى المسجد الأقصى (= بيت المقدس ) ..." ( سورة الإسراء / 1 راجع تفسير الجلالين ص218) والإسراء هو السير بالرجل ليلا والسؤال الذى طرحة المستشرقين : من قائل هذه الآية ؟ كيف يقول الله : سبحان الذى أسرى بعبده ؟ ولماذا ليلاً ؟ حتى لا يراه أحداً ولماذا شك فيه أهل قريش ؟ وكيف كان يصدقة أبو بكر ؟ وهناك أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع ..

 من المعروف تاريخياً أنه لا يوجد مسجد أو جامع  كان موجوداً على أرض الواقع أسمه قبة الصخرة ( وقد كان هناك خرائب لأن هيكل اليهود دمره الرومان ) وذلك فى المكان الذى حدده محمد فى إسراءه المزعوم وذكرت كتب التاريخ أنه في عام 72هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة بالقدس والجامع الأقصى فكيف كان موجوداً فى عصر محمد والمضحك أن أبو بكر كان يقول صدقت يا رسول الله عندما كان يحكى قصة إسراءه للمسلمين أى أن أبى بكر رأى هذا المسجد الأقصى رؤية العين فاطلق عليه محمد أبو بكر الصديق , وقد إعتبر العرب أنه أما محمد يستخف بعقولهم أو أن محمد كان يهذى عندما حكى لهم قصة إسراءه وقد كان العرب يعتبرون محمد مجنوناً وكانت تعتريه حالات عصبية يشخصها أطباء اليوم , وقد ذكر القرآن هذا , والأمر الذى أكد أن قصه أسراءه من صنع الخيال أنها حدثت بدون رؤية شاهد واحد فما هو رأيك أنت يا أخى المسلم ؟

  ويمكنك أن تقرأ أى موقع إسلامى أو أى كتاب إسلامى لتجد أن الخليفة عبد الملك بن مروان بنى المسجد الأقصى فى سنة 72 هـ وهذدليل على عدم وجوده فى عصر محمد

المعراج وهى قصه فارسيه قديمه إسمها " أرتا ويراث " وصف الفردوس أنيه حور وولدان  هذا الكتاب مؤلف قبل الهجرة بحوالى 400 سنة

 معراج أرتيوراف

جاءت قصة فارسية قديمة في كتاب باللغة الفارسية اسمه أرتيوراف نامك كُتب سنة 400 قبل الهجرة. وموضوع القصة

: " أن المجوس أرسلوا روح أرتيوراف ) أرتل ويراث  (إلى السماء. ووقع على جسده سبات. وكان الغرض من رحلته هو الاطلاع على كل شيء في السماء والإتيان بأنبائها. فعرج إلى السماء وأرشده أحد رؤساء الملائكة فجال من طبقة إلى طبقة وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره أورمزد الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتيه بما شاهد. فأخذ محمد قصة معراج أرتيوراف وجعل نفسه بطلها وقال: سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (سورة الإسراء 17: 1).

وقال محمد في الحديث عن ليلة الأسراء: أُوتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض يقال له البُراق يضع خطوة عند أقصى طرف. فجلست عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ورأى آدم. ثم صعد بي إلى السماء الثانية فرأيت عيسى ويحيى، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت إدريس. ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت هرون. ثم صعد بي إلى السماء السادسة فرأيت موسى. ثم صعد بي إلى السماء السابعة فرأيت إبراهيم. ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعة أنهارٍ فيها النيل والفرات. ثم أوتيتُ بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن. فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك (مشكاة المصابيح صفحة 518-520).

وقصة محمد مع الإسراء هو أنه فى ذات يوم دعا أهل قريش وقال لهم : " بينما أنا نائم فى الحجر , إذ جائنى جبرائيل , فهمزنى بقدمه !! فجلست ولم أرى شيئا فعدت إلى مضجعى , فهمزنى ثانية فجلست , فلم أرى شيئا فعدت إلى مضجعى , فهمزنى ثالثة فجلست , فأخذ بعضدى , فقمت معه فخرج إلى باب المسجد حيث البراق ( البراق هو:  دابة بيضاء بين الحمار والبغل تستعمل لحمل الإنبياء " هكذا ورد " يضع حافرة عند منتهى طرفه 00 إمتلأت قصص الشعوب الشعبية فى الأزمنة القديمة قبل الإسلام بالحيوانات الطائرة فمثلا فى قصص الغرب تجد الينوكورن أو الحصان الطائر وهو حصان له أجنحه وقرن واحد ولم تشذ رحلات سندباد وقصص علاء الدين وألف ليلة وليلة عن هذه القاعدة فوصفت هذه الحيوانات الطائرة بالتفصيل – ويرجع أصل هذه الحيوانات إلى عصر الديناصورات والحيوانات الضخمه التى كان لها أجنحة تطير بها مسافات بسرعه البرق – وإستخدمها خيال الإنسان فى حبك الحوادث فى القصص الشعبية الخيالية   )  فحملنى عليه ثم خرج معى لا يفوتنى ولا أفوته , حتى إنتهينا إلى بيت المقدس فربطت الدابه بالحلقه بالحلقة التى تربط فيها الأنبياء , فوجدت فيه إبراهيم وموسى وعيسى ونفر من الأنبياء فصليت فيهم إماما , ثم حملت ثانية إلى مكة قبل الفجر ( راجع تفسير الجلالين عن الإسراء وكذلك ابن هشام 2/ 34- 35 )

ولما سمعوا أهل قريش هذه القصه ضحكوا وتغامزوا , ثم إنطلقوا يتسامرون بها ويتندرون حتى أتوا أبا بكر وقد إرتد منهم الكثير, وفوجئ أبو بكر بالقصة وظن " أنهم يكذبون "   فأصروا وقالوا " ها هو فى المسجد يحدث به الناس " ولكن ماذا سيقول فى خبر كهذا لم يصدقه أحد ففكر قليلا ثم قال " والله لئن كان قاله لقد صدق فوالله إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء الى الأرض من ليل أو نهار فأصدقه "

ولكى يمحو الشك من أفكارهم , قام معهم فقصد المسجد حيث محمد لا يزال يروى مغامرته وسأله : " يا نبى الله , أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ " – قال : " نعم " – قال : " يا نبى الله , فصفه لى (أى بيت المقدس) فإنى قد جئته , فجعل محمد يصفه لأبى بكر , وكان كلما وصف منه شيئا , يصرخ أبو بكر ويقول : " صدقت , صدقت . أشهد أنك رسول الله " حتى إذا إنتهى , قال أبو بكر : " صدقت , صدقت " – فقال محمد : " وأنت أبو بكر ... الصديق .. لذلك دعى بالصديق ( ابن هشام 2/ 33) ولما كان الخوف هو أساس إيمانهم فلم يهتموا بتأكيد صحه القصه من كذبها فلما كذب من لجأوا إليه أبى بكر إستنتاجهم فماذا ينفع تمردهم العقلى إذاء القوة المدمرة  وهل سيفقدون ملذات الحياه وأطيابها ؟ 0

وكان المفروض أن تنتهى القصه عند هذا الحد , حتى صرحت إمرأه تدعى هند ( أم هانئ) بنت أبى طالب ( هى إبنه عم محمد , وكان قد طلبها للزواج فإعتذرت منه " فعذرها رسول الله لأنها لم تهاجر " وأنزل لها آيه فى سورة الأحزاب ) فقالت : إن محمدا كان نائما عندى تلك الليلة , فى بيتى , فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا , فلما كان قبيل الفجر , أهبنا ( أيقظنا رسول الله – صلعم- فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : " يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادى , ثم جئت إلى بيت المقدس فصليت فيه  ثم صليت الغداه معكم الآن كما ترين ... ثم قام ليخرج , فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن بطنه كأنه قبطيه ( القبطية : هى قماش من الكتان المصرى كان ينسج بمصر وتستعمل كثياب داخلية راجع ابن هشام 2/ 36 حاشية ) مطوية !! فقلت له : " يا نبى الل , لا تحدث الناس بهذا فيكذبوك ويؤذوك " – فقال : " والله لأحدثنهموه , ثم خرج وأخبر الناس وكان ما كان " ( راجع ابن هشام 2/ 36) ولما كان الإسراء هو السير بالجسد ليلا وأم هانئ تؤكد أنه أمضى الليل فى بيتها ولما كان قد قص قصة البراق على المسلمين فى الجامع وكانت فتنة بين الناس فأنزلت آية جديدة تحسم الرأى وتزيل عقبة عدم التصديق هى " وما جعلنا الرؤيا التى اريناك إلا فتنه للناس " ( الإسراء / 59 ) وتلقف المفسرين القصه بالشرح والتأويل ولم تصبح رؤيا أى حدث رآه وهو نائم فقالت عائشه " ما فقد جسد رسول الله – صلعم – ولكن الله أسرى بروحه ليلا " !! ويسند معاوية روايتها فيقول : " إنما كانت رؤيا من الله تعالى صادقة " وهكذا سانده أقاربه وأصدقاؤه وأنسابه فى وجه القريشين الذين لم يصدقوه 0 فإذا كان هؤلاء الناس يصدق من أن ما قال صحيحا ,  فقد قال أبى بكر " أنى جئته فصفه لى " أى أننى ذهبت إلى المسجد أقصى الذى رآه أبو بكر وأسرى إليه محمد إنه لم يكن قد بنى بعد , أن مكانه هو خرائب هيكل سليمان وظل حتى وقت إسراء محمد ومعراجه خرابا ومما ذكرة التاريخ أن القائد القائد الرومانى تيطس هدمه سنة 70م أى قبل ميلاد محمد بأكثر من 550 سنة       ( راجع تاريخ أقباط مصر ج1 سنة 2001م  ص 24- 25 )   

7- المعراج 

( لم يفسر الرواه وكتبه السيره والأحاديث ما هو المعراج ؟  ونقل ابن هشام بالإسناد عن محمد : " هو الذى يمد إليه الميت عينه إذا حضر ) ( ابن هشام 2 / 36 ) إختلف الرواه كما هى عادتهم لعدم وجود مصادر أكيدة وموثوق بها – فقال البعض :" أن الإسراء تم فى نفس يوم المعراج " – وقال آخرون : " بل فى يوم آخر

وقد قال المؤرخين أن محمد نقل قصص أنبياء اليهود وقديسى النصارى ووضع إسمه بدلا منهما مع تغيير بسيط فى سير القصص التى سردها- ولا شك أن فكرة مقابله الله كانت هدفا لكل نبى بل وللبشريه كلها فموسى أراد أن يرى الله فقال له الله : " لا يرانى إنسان إلا ويموت " – ولكن الرب الإله سمح له برؤيه أذياله بعد أن حماه بقوته  والعالم كله فى وقت من الأوقات أراد أن يصل إلى الله ةصنع برجا فنزل الله وبلبل ألسنتهم - أما فى المسيحيه فقد اختطف يوحنا اللاهوتى إلى السماء ورأى وشهد ماذا سيتم فى السماء ومستقبل الأيام  وبولس رسول المسيح الذى يكرهه المسلمين قال : " إنى أعرف إنسانا فى المسيح (يقول عن نفسه ) قد اختطف منذ اربعة عشر سنةأفى الجسد ؟ لست أعلم أم خارج الجسد الله أعلم إختطف هذا إلى السماء الثالثة وأعرف هذا الإنسان أفى الجسد أن خارج الجسد لست اعلم الله يعلم أنه أختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لأنسان أن يتكلم لها ( 2 كونثوس 12: 2- 6)  وحكى محمد هذه القصة على نفسه فذهب إلى السماء ولكنه ذهب إلى أبعد من الثالثة وحكى لنا عن السماء السابعة مصنفا الأنبياء على درجات ليصل من درجة ( سماء ) إلى درجة أعلى حتى وصل إلى أعلى الدرجات ( السماء السابعة التىبها موسى النبى وتفوق عليه ودخل إلى الله بدون برقع وبدون أن يموت وهذا هو المعراج وعند المقارنة بين ما قالة بولس ومحمد يتضح صدق بولس لأنه قال لا يسوغ لإنسان أن يتكلم عما رأى , وهو يتحاشى الإفتخار حتى لا يكون غبيا حتى لا يظن أحدا أنه أعلى من مستوى البشر لأنه رأى هذه الإعلانات , لأن من الواضح أن هذه الإعلانات ليست إعلان شهادة أنه رسول كما قال بالحرف الواحد أن علامته كرسول انه صنع آيات وعجائب وقوات " علامات الرسول صنعت بينكم فى كل صبر بآيات وعجائب وقوات " 2 كونثوس 12: 12)  ومما سبق نستنتج أن هذه إن صح لا يمكن أن تعتبر أنها علامه للرسولية أو شهادة لها لأنها لم يراها إلا صاحبها كما أن إعلانها بطريقة الإفتخار والعظمة دلاله على عدم حدوثها

ونختصر قصة المعراج عما جاء فى تفسير الجلالين وكذلك بالأسناد عن أبى اسحق عن أبى الخدرى عن رسول الله قال : "  لما فرغت مما كان فى بيت المقدس ( ما ورد فى قصة الإسراء ) عرج صاحبى ( = جبريل ) بى إلى السماء حتى إنتهى بى إلى باب الحفظة فتلقتنى الملائكه , وكل ضاحكا مستبشرا إلا واحد فقلت لجبرائيل : " من هذا الملك ولم لا يضحك ؟ - فقال : " هذا مالك صاحب النار " – فقلت : " ألا تأمرة فاراها ؟ " فأمرة فكشف عنها غطاءها , ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ما أرى – فقلت :" مره فليردها " فأمرة

ثم أدخلنى السماء الدنيا ( السماء الأولى) فرأيت رجلا جالسا تعرض عليه الأرواح فيقول لبعضها : " روح طيبة , ولأخرى روح خبيثة " فقلت لجبرائيل : " من هذا ؟ " – قال : " هذا أبوك آدم " ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل , فى أيديهم قطع من نار يقذفونها فى أفوههم , فتخرج من أدبارهم " فقلت : " من هؤلاء ؟ " قال : "  هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما " ثم وصف عذاب آل فرعون فى النار وعذاب الرجال الذين تركوا حلالهم إلى ( ما حرم الله عليهم ) – والنساء المعلقات بأثدائهن ( لأنهن أدخلن على رجالهن من ليس بأولادهم ) 

ويتابع سياحته فى السماء الثانية فإذا فيها ابنا خالتة عيسى بن مريم ويحيا بن ذكريا

وفى السماء الثانية رجل صورتة كالبدر هو يوسف بن يعقوب

ويصعده جبرائيل إلى السماء الرابعة ويعرفه على إدريس

وعندما يصل إلى السماء الخامسة يقول : " لم أرى فيها كهلا أجمل منه " فسألت جبرائيل عنه فقال : " هو هارون بن عمران "

ثم اصعده إلى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم ( أسود ) طويل أقنى ( المرتفع قصبة الأنف كنايه على أنه يهودى ) فقلت لجبرائيل : " من هذا ؟ - قال : " هذا أخوك موسى بن عمران " ( ملاحظة موسى وهرون أخوين هرون جميل وموسى أسود وقبيح والمعروف أن إبنه إبن فرعون لما رأت الطفل موسى أحبته وإتخذته إبناٌ ) 

ووصل أخيرا إلى السماء السابعة فإذا فيها كهلا لم أرى رجلا أشبه به – فقلت : " ومن هذا ؟ " قال هذا أبيك إبراهيم " وهو مستند إلى البيت المعمور ( قد يكون المقصود باب الجنة )   يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ثم لا يعودون ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى , وبعد وصفها قال ثم رأيت فيها جارية لعساء اللعساء : هى من كانت حمرة شفتيها تضرب إلى السواد ) فسألتها : " لمن أنت ؟ " – وقد أعجبتنى حين رأيتها !!!! فقالت لزيد بن حارثة  فبشر بها رسول الله , زيداٌ حين عاد من السماء للأرض

ثم ذهب إلى سدرة المنتهى ( سدرة المنتهى : هى شجرة يقال أنها من نوع النبق لا يتجاوزها أحد من الملائكة أو غيرهم ) فإذا أوراقها كآذان الفيل وإذا ثمرها كالقلال ولا يستطيع أحد أن يصف حسنها فتراجع جبرائيل ودخلت ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) ( سورة النجم / 9-10 ) فسجدت وسلمت , وفرض الله على وعلى أمتى خمسين صلاه كل اليوم , فأقبلت راجعا , فمررت بموسى بن عمران فسألنى : " كم فرض عليك من الصلاة : قلت : " خمسين صلاة كل يوم , فقال : " إن الصلاة ثقيله وأمتك ضعيفة , فإرجع لربك وإسأله أن يخفف عنك وعن أمتك " – فرجعت فسألته , فوضع عنى عشر ( ذكر الجلالين أن موسى قال لمحمد " أنى بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم (= أخبرت بكثرة الصوات التى طلبها منى الله )  أنه فى كل مرة كان يقلل خمسة وليست عشرة كما ذكرت بعض كتل الأحاديث ) فعدت فقال لى مثل ذلك .. وهكذا حتى إنتهيت إلى خمس صلوات فى اليوم , فرجعت إلى موسى , فقال أن إرجع ( من الغريبأن يقول موسى هذا الكلام لمحمد – الصلاه صله فإذا خفت ونقصت خفت الصلة بين الناس والله )   فقلت : " قد راجعت ربى وسألته كثيرا حتى إستحييت منه , فما أنا بفاعل ... ( إبن هشام 2/ 36- 39 , إن محمد لم يرى الله لأن موسى رأى فقط أذيال الله فلم يستطع الناس أن ينظروا وجه موسى , ومحمد يقول أنه رأى الله ولم يحدث شئ فقد روى الحاكم فى المستدرك عن ابن عباس قال رسول الله – صلعم - : " رأيت ربى عز وجل " ) وزيادة فى إطمئنان الناس لقصته حدثهم عن تفاصيل شكل الأنبياء بلباسهم وشكلهم بشعرهم  ولون بشرتهم , لم يترك صغيرة وكبيرة إلا رسمها فإطمأن الجميع بما فيهم أبو بكر ( وقال فى وصف عيسى المسيح : رجل أحمر , بين القصير والطويل , سيط الشعر , كثير خيلان ( الشامات السوداء ) الوجه , كأنه خرج من ديماس ( الحمام ) تخال رأسه يقطر ماء وليس به ماء , أشبه رجالكم به : عروة بن مسعود الثقفى – ابن هشام 2/ 35  ملاحظة : وأصبح بينهم من شكا المسيح وىخر شكل ابراهيم ... ألخ ) ولكن من أين لمحمد بهذه الفكره وهل لها جذور ومصادر فى الديانات السابقه ؟ ذكرت التوراه أن إيليا النبى " مار إلياس " بعد أن قتل كهنه الأوثان أرسل الله له مركبه نارية تجرها خيل من نار يقودها ملائكة , أخذته إلى السماء , لهذا عرف عن النبى إلياس بإسم ( مار إلياس الحى ) لأنه لم يمت وأخذه الله ( راجع ملوك الثانى 2: 10-11) ورأى معظم أنبياء اليهود العرش الإلهى والسيرافيم والكاروبيم وطغمات الملائكه وكانت معظمها رؤى

 

تحليل آخر لقصة معراج محمد:

النبأ عن المعراج في ليلة الإسراء ورد في القرآن في سورة الإسراء 17:1 «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير». وقد اختلف مفسرو المسلمين اختلافاً عظيماً في تفسير هذه الآية، فقال ابن إسحق إنه ورد في الأحاديث أن عائشة كانت تقول: «ما فُقد جسد رسول الله ص ولكن الله أسرى بروحه». وورد في الأحاديث أيضاً أن محمداً ذاته قال: «تنام عيني وقلبي يقظان» (سيرة الرسول ص 139). ويُفهم مما قاله محيي الدين في تفسيره هذه الآية أنه فهم المعراج والإسراء بطريقة مجازية واستعارية، لأنه قال: «سبحان الذي أسرى» أي أتْرَهَهُ عن اللواحق المادية والنقائص التشبيهية بلسان حال التجرد والكمال في مقام العبودية الذي لا تصرف فيه أصلاً. «ليلاً» أي في ظلمة الغواشي البدنية والتعليقات الطبيعية، لأن العروج والترقي لا يكون إلا بواسطة البدن. «من المسجد الحرام» أي من مقام القلب المحرم عن أن يطوف به مشرك القوى البدنية ويرتكب فيه فواحشها وخطاياهاويحجه غوى القُوى الحيوانية من البهيمية والسبعية المنكشفة سواء إفراطها وتفريطها لعروسها عن لباس الفضيلة. «إلى المسجد الأقصى» الذي هو مقام الروح الأبعد من العالم الجسماني بشهود تجليات وسبحات الوجه وتذكر ما ذكرنا أن تصحيح كل مقام لا يكون إلا بعد الترقي إلى ما فوقه، لتفهم من قوله «لنريه من آياتنا» مشاهدة الصفات، فإن مطالعة تجليات الصفات وإن كانت في مقام القلب، لكن الذات الموصوفة بتلك الصفات لا تشاهد على الكمال بصفة الجلال إلا عند الترقي إلى مقام الروح، أي لنريه آيات صفاتنا من جهة أنها منسوبة إلينا. ونحن المشاهدون بها البارزون بصورها».

فإذا اعتمدنا على قول محمد ذاته وقول عائشة وتفسير محيي الدين، كان معراج محمد مجازياً واستعارياً وليس حقيقياً. غير أن ما قاله ابن إسحق وغيره ينافي هذا الرأي، لأنه قال إن محمداً قال إن جبريل أيقظه مرتين وأنه نام ثانية، ثم ساق الكلام قائلاً «فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلستُ. فأخذ يعضدني. فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحفز بها رجلين. يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته». قال ابن إسحق: وحدثت عن قتاده أنه قال: حدثت أن رسول الله قال: «لما دنوتُ لأركبه شَمُس، فوضع جبريل يده على مَعْرَفته، ثم قال: ألا تستحي يا بُراق مما تصنع؟ فوالله يا براق ما ركبك عبدٌ لله قبل محمد أكرم على الله منه. قال: فاستحيا حتى ارفضَّ عرقاً، ثم قرَّ حتى ركبته». قال في حديثه: فمضى رسول الله ومضى جبريل معه حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فألهم رسول الله فصلى بهم، ثم أتى بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن. قال: فأخذ رسول الله ص إناء اللبن فشرب منه وترك الخمر. فقال له جبريل: هُديت للفطرة وهُديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر». ثم انصرف رسول الله إلى مكة.

فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر، فقال أكثر الناس: «هذا والله الأمر البين. إن العير لتطرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة. أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟» (سيرة الرسول لابن هشام صفحة 138 و139). وورد في مشكاة المصابيح: «عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة: أن نبي الله حدَّثهم عن ليلة أُسري به: بينما أنا في الحطيم وبما قال في الحجر، مضطجعاً، أن أتاني آت، فشق ما بين هذه وهذه (يعني من ثغرة نحره إلى شعرته) فاستخرج قلبي، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوء إيماناً، فغسل قلبي ثم حشي، ثم أعيد. وفي رواية: غُسل البطن بماء زمزم ثم مُلئ إيماناً وحكمة. ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض، يُقال له البراق، يضع خطوة عند أقصى طرفه. فحُملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، فنِعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا فيها آدم. فقال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى السماء الخامسة فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا هارون. قال: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً، فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزتُ بكى. قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا إبراهيم. قال: هذا أبوك إبراهيم فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رُفعت إلى المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: هذا سدرة المنتهى. فإذا أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران. قلت: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رُفع لي البيت المعمور، ثم أوتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن. فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمَّتك» (مشكاة المصابيح من صفحة 518 إلى 520). ثم ساق الكلام وذكر أشياء أخرى كثيرة تختص بمعراج محمد، منها بكاء آدم وغيره مما لا لزوم إلى ذكره هنا.

ولننظر فيما إذا كان ما ذُكر عن معراج محمد أُخذ من قصة قديمة مشابهة لها أم لا. وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب «أرتاويراف نامك» المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. وبيان ذلك أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه «أرتاويراف» وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه «سروش» فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره «أورمزد» الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب «أرتاويراف نامك».

ولنترجم عبارتين أو ثلاث عبارات من كتاب «أرتاويراف نامك» (فصل 7 فقرة 1-4) لننظر إن كان هناك تشابه بين معراج محمد ومعراج أرتاويراف الوهمي. قال: «وقدمت القدم الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم في حومت.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر ما هذا المكان، ومن هم هؤلاء الأشخاص».

وقصدهم من قولهم «طبقة الكواكب» فهو الحياط الأول أو الأدنى من فردوس الزردشتية، وأن «آذر» هو الملاك الذي له الرئاسة على النار، و«سروش» هو ملاك الطاعة وهو أحد المقدسين المؤبدين، أي الملائكة المقرَّبين لديانة زردشت، وهو الذي أرشد «أرتاويراف» في جميع أنحاء السماء وأطرافها المتنوعة، كما فعل جبرائيل بمحمد.

وبعد هذا ساق الكلام على كيفية وصول «أرتاويراف» إلى طبقة القمر، وهي الطبقة الثانية، ثم يليها طبقة الشمس وهي الطبقة الثالثة في السموات. وهكذا أرشده إلى باقي السموات. وبعد هذا ورد في فصل 11: «وأخيراً قام رئيس الملائكة «بهمن» من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى حومت وحوخت وهورست بين أورمزد ورؤساء الملائكة وباقي المقدسين، وجوهر زردشت السامي العقل والإدراك وسائر الأمناء وأئمة الدين. ولم أرَ أبهى منهم رِواء ولا أبصر منهم هيئة. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة».

ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل 101: «أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى جمعية أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت، لأني أنا الذي هو أورمزد موجود هنا. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. ولما قال أورمزد هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد».

فتتضح من هذا المشابهة العجيبة بين قصة معراج أرتاويراف الكاهن المجوسي وبين معراج محمد. ويوجد عند الزردشتية حكاية أخرى عن زردشت نفسه تقول إنه قبل ذلك الزمان بعدة أجيال عرج زردشت ذاته إلى السماء ثم استأذن لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها «أهرمن» أي إبليس. ووردت هذه القصة بالتفصيل كتاب «زردشتنامه». ولم تتواتر أمثال هذه الخرافات بين الفرس فقط، بل تواترت بين الهنود عبدة الأصنام أيضاً، لأنه يوجد بلغة «سنسكرت» (لغة الهنود القديمة) كتاب يُدعى «إتَدرلوكاكمتم» (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن «إندره» هو إله الجو وذُكر فيه أن شخصاً اسمه «أرجنة» وصل إلى السماء وشاهد كل شيء فيها، وأن أرجنة نظر قصر إندره السماوي واسمه «وَيْونتي» وهو قصر في بستان يسمى «نَفْدَنَم». وورد في الكتب الهندية أن في ذلك المحل ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى «بكشجتي» تثمر أثماراً تسمى «أمرته» (أي البقاء) فمن أكل من ثمرها لا يموت ولن يموت. وهذه الشجرة مزينة بالأزهار الزاهية ذات ألوان متنوعة رائعة. ومن استظل بظلالها الوارفة مُنح كل منية تمناها. ولا شك أن هذه الشجرة هي التي يسميها المسلمون «الطوبى».

ويعتقد الزردشتية بوجود شجرة عجيبة تُسمى بلغة أفِستا «حوابة» وتُسمى باللغة البهلوية «حوميا» (ومعناها مروية بماء رائق فائق). ووصف في كتاب «ونديداد» (فصل 5) «تأتي المياه في الصفاء من بحر يوئتكة إلى بحر ووؤركشة وإلى شجرة حوابة فتنبت هناك كلالنباتات على اختلاف أنواعها». ومن الواضح أن هذه الشجرة هي ذات «شجرة الطوبى» وهي مثل بكشجتي شجرة الهنود.

ولم ترد هذه الأشياء فقط في كتب الهنود والزردشتية، بل وردت أيضاً في بعض الكتب الكاذبة التي كانت متداولة عند أصحاب البدع والضلالات من المسيحيين في الأزمنة القديمة، ولا سيما كتاب «عهد إبرهيم» الذي تقدم ذكره وفي كتاب آخر يسمى «رؤيا بولس». فورد في كتاب «عهد إبراهيم» أن إبراهيم عرج بإرشاد أحد رؤساء الملائكة إلى السماء وشاهد كل ما فيها. وورد في كتاب «رؤيا بولس» أن بولس الرسول عرج كذلك، ولم نذكره اكتفاءً بما تقدم. وإنما نورد عبارة من «عهد إبراهيم» وهي «ونزل رئيس الملائكة ميخائيل وأخذ إبراهيم في عربة كروبية ورفعه في أثير السماء وأتى به وبستّين ملاكاً من الملائكة على السحاب، فساح إبراهيم على كل المسكونة في مركب» («عهد إبراهيم» صورة 1 فصل 10).

فهذا هو أصل فكرة «البراق» الذي ذُكر في الأحاديث الإسلامية. ولعل اشتقاق البراق من كلمة عبرية تسمى «باراق» ومعناها البرق. ويوجد ما يشبه ذلك في الكتاب الكاذب «كتاب أخنوخ» (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر. وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها 500 سنة (ترجوم يوناثان) ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها. وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء، وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم، فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما «رؤيا بولس» (فصل 45). ولا نعرف إذا كان أصحاب البدع الذين اختلقوا هذه الكتب قد اتخذوا هذه الأشياء وغيرها من كتب الزردشتية والهنود أم لا. إلا أنه من المؤكد أن هذه القصص كاذبة ولا يصدقها عاقل، ولم يقبلها أحد من المسيحيين، سواء كان في الأزمنة القديمة أو الحديثة، بل نبذها الجميع، ولم يعتقد أحد منهم بأنها كُتبت بوحي وإلهام، بل أنها كُتبت لفئة صغيرة من الجهلة أصحاب البدع والضلالات، ولا توجد الآن إلا في مكتبات قليلة على سبيل الفكاهات، ولتبرهن على جهل وحماقة الفرق المبتدعة التي قبلت بعضها بدون برهان على صحتها. بل بالعكس، قبلتها رغم توفُّر الأدلة على بطلانها.

وإذا سأل سائل: إذا كانت خرافات معراج أرتاويراف وزردشت وإبراهيم وأرجنة هي بلا أصل ولا أساس في الواقع، وأن الواجب أن نرفضها، ألا يجب أيضاً عدم تصديق أن أخنوخ وإيليا والمسيح صعدوا إلى السموات؟

قلنا: لا يصعب على الذكي الرد على ذلك، فمن البديهي أنه لا يمكن وجود نقود زائفة ما لم توجد نقود صحيحة حقيقية متقدمة في الوجود عليها، فإن النقود الزائفة عُملت على منوال النقود الصحيحة لغش الجاهل. ولا يجوز لعاقل أن يرفض التعامل بجميع النقود لوجود نقود زائفة في بعض الأحيان. بل نقول إن وجود النقود الزائفة تدل دلالة واضحة على وجود نقود صحيحة. فكذلك يصدق القول على المعجزات، لأنه لولا وجود معجزات صحيحة ما ادَّعى أحدٌ بمعجزات كاذبة. ولو لم يوجد دين حقيقي صحيح ما وُجدت الأديان الكاذبة، ولو لم يشتهر صعود رجال بالحقيقة إلى السماء ما رأينا هذه الخرافات المختلفة بلغات شتى بين عقائد عديدة. والحكيم هو الذي يفحص النقود التي تُعرض عليه قبل قبولها، لأن الفحص يُظهر أن بينها فرقاً كبيراً. وهذا هو سبب اعتقاد المسيحيين اعتقاداً جازماً بصحة ما ورد في الكتب المقدسة من القصص عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، ورفضهم القصص الأخرى التي ذكرناها. والفرق بين الصدق والكذب ظاهر كالصبح إذا طالعنا ما ورد في الكتاب المقدس عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، وقارنا بين القصص البسيطة التي لها رنة النقود الحقيقية الصحيحة وبين القصص الكذابة التي تقدم ذكرها.

أما من جهة أخنوخ فقد ورد في سفر التكوين 5:24 «وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه». وأما عن إيليا فورد في 2ملوك 2:11 و12 «وفيما هما (أي أليشع وإيليا) يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. وكان أليشع يرى وهو يصرخ: يا أبي يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد». أما صعود المسيح فذُكر في أعمال الرسل 1:9-11 «ولما قال هذا (أي المسيح) ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس بيض وقالا: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء». فهذه القصص الحقيقية سلمها لنا الذين شاهدوها بأعينهم، وهي منزهة عن الحكايات المطولة الوهمية الخرافية عما في السموات. ولا شك أن القصص الكاذبة تختلف اختلافاً بيناً عن القصص الحقيقية بحيث يسهل التمييز بين تواريخ الحوادث الواقعية الحقيقية وبين الحكايات الملفقة المختلفة التي يخترعها الناس لإرضاء الناس الذين يعجبون بمعرفة المجهولات التي سترها الله عن البشر.

قال الرسول بولس: «أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة، أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة.. وسمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها» (2كورنثوس 12:2-4). وقد ورد في كتاب «رؤيا بولس» نبأ مطول عما رآه بولس وسمعه هناك. ومن هذا يظهر الفرق بين الحق والكذب. فالفرق بين الأناجيل الموضوعة والأناجيل الصادقة ظاهر للقارئ، كالفرق الموجود بين كتاب «ألف ليلة وليلة» و«كتاب الواقدي». فأحدهما يشتمل على خرافات فارغة، والآخر يشتمل على حوادث حقيقية حصلت فعلاً. وإذا سأل سائل: ما هو أصل الخرافات الواردة عن شجرة الطوبى أو سدرة المنتهي أو الأربعة الأنهار السماوية؟ قلنا: نشأت هذه الخرافات من القصة البسيطة الصحيحة الواردة في التكوين 2:8-17، فإنه لما كان الجهلة السذج الميالون إلى تصديق الخرافات لا يعرفون أن جنة عدن كانت بقرب بابل وبغداد، حوَّلوا بأوهامهم الجامحة وتصوراتهم الشاردة حق الله إلى أكاذيب بزياداتهم ومبالغاتهم، وغيَّروا الوقائع التاريخية والجغرافية إلى خرافات ا أصل لها.

ولعب محمد على وتر العظمه والعصبيه عند العرب- فهذا واحد منهم يقابل الله ويتفوق النبى العربى على آبائه وأجداده بل وجميع المرسلين والأنبياء وحاجج الله كما حاجج إبراهيم الله من قبله وإن كان الهدف غير صحيح , فاخذها المسلمين بجدية ولم يتروا فى تحليلها فرحلته أضيفت عاملا هاما لعشرات البراهين والحجج أنه نبى هذاالعامل الهام يتمثل فى أنه بعد حلمه هذا عاد ومعه رحمه الله لأمته الضعيفة بخمسة فروض صلاه فقط من خمسين ورجع الله فى كلامه لخاطر نبيه وكأن الله لا يعرف من هو الذى يرشده قائلا إرجع وفاصل الله ؟ وزيارته لله أعطته صكا ممهورا من الله يثبت نبوته ( فأصبح أفضل خلق الله طرا ) فهو الذى (زار) الله فى ( بيتة )  ولعب بخيال العرب وأفئدتهم فروى وشرح وافاض فى الوصف حتى أنه رأى الأنبياء ووصفهم بل أنه طابق أوصافهم بأفراد عرب يعيشون بينهم النبى فلان شكل فلان ( فأصبح الذى يريد أن يرى عيسى مثلا  يرى عروة بن مسعود الثقفى .. وهكذا أصبح الأنبياء يعيشون فى وسطهم )

وهكذا إستطاع أن يقنع أشر المتشككين وفتحت الآفاق للمفسرين والأئمة , الفضاء بكاملة  فقال الشيخ بدر الدين الصائغ العاملى ( الشيخ بدر الدين الصائغ العاملى فى كتابه أهل البيت مطبعه العرفان صيدا 1962 ص 123 ) : " وما إسراء النبى إلى السماء على البراق مع رائد الفضاء جبرائيل إلا رحلة ذات طابع روحانى هام "

 وفى القرآن : " سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله " ( سورة الإسراء / 1 )

 المسجد الأقصى لم يكن موجودا فى زمن محمد – وإعتقد عامه المسلمين الطيبين الذين يصدقون كل شئ أن محمد ذهب فعلا فى الليل وهذه معجزه والمعجزه لها شروطها , وليس مجرد حلما وهذا ما جاء من كتاب مشكه المصابيح ص 118-120 )

" ثم أتيت بدابة دون بغل وفوق الحمار أبيض يقال له البراق , يضع حافرة عند منتهى طرفه , فجلست عليه , فإنطلق بى جبرائيل حتى أتى السماء الدنيا , فإستفسح ورأى آدم ثم صعد إلى السماء الثانية فرأيت عيسى ويحى ثم صعد بى إلى السماء الثالثة فرأيت يوسف ثم صعدت إلى السماء الرابعه فرأت إدريس قصعد بى إلى السماء الخامسة فرايت هارون ثم صعد إلى السماء السادسه فرأيت موسى ثم صعد بى إلى السماء السابعة فرأيت إبراهيم , ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعه أنهار فيها النيل والفرات ثم أوتى بإناء من خمر وإناء من عسل وإناء من لبن فأخذت اللبن فقال هى الفترة التى أنت عليها وأمتك "

العبارات الفارسية الكثيرة فى القرآن مثل:-

حور مقصورات فى الخيام ( سورة الرحمن / 27)

حور العين كمثال اللؤلؤ المكنون ( سورة الواقعة 22و23)

 

وإذا قال قائل لا يصح أن محمداً استحسن استحساناً تاماً قصص الزردشتية وفروضهم حتى أدرجها في القرآن والأحاديث، لأنه لا يُتصوَّر أن هذا النبي الأمي يعرف كل هذه الأشياء. قلنا إن المعترضين ردوا على هذا بثلاثة أفكار:

أولاً: ثانياً: إذا ثبت مما تقدم أن محمداً استحسن خرافات اليهود وروايات العرب الوثنيين عبدة الأصنام وفروضهم حتى أدرجها في القرآن، فما الفرق بين هذا وبين استحسانه لقصص الفُرس؟ أما القصص الكثيرة الواردة في القرآن فكانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً حتى قال الكندي عنها: «فإن ذكرتَ قصة عاد وثمود والناقة وأصحاب الفيل ونظائر هذه القصص، قلنا لك: هذه أخبار باردة وخرافات عجائز الحي اللواتي كنَّ يدرسنها ليلهن ونهارهن».

ثالثاً: جاء في «السيرة» لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن، فقد قيل: «ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر. لسان الذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين» (سورة النحل 16:103). فإذا قال المعارضون الأولون لمحمد إن هذا العجمي أو الفارسي المسلم كان سبب حُسن تأليف القرآن وفصاحة عباراته، فهذا الجواب يكفي لدحض أقوالهم.

ولكن بما أنه ثبت أن كثيراً مما ورد في القرآن وفي الأحاديث يطابق مطابقة غريبة ما ورد في كتب الزردشتية، فهذه الآية القرآنية لا تكفي لدحض الاعتراض الذي تبرهن الآن ببراهين قوية. بل نقول إن هذه الآية التي أوردناها تدل على أنه كان قد اشتهر في عصر محمد أن سلمان الفارسي ساعد محمداً على التأليف وأفاده بحقائق كثيرة. وعليه فنحن مُلزَمون أن نسلم أن كتب الزردشتية كانت مصدراً من المصادر التي اتَّخذت الديانة الإسلامية بعضها.

www.avesta.org  Arda Viraf visit to Heaven and Hell هذا الكتاب باللغة الإنجليزية فيه زيارة للسماء وهو أصل قصة الإسراء والمعراج للزرداشت الوثنيين كتبت قبل الإسلام سنة 400 م - كما أخذ منه قصة أن آدم في صلبه نور أرتيوراف

 

============================================================

http://www.islameyat.com/arabic/islameyat/nahed_metwali/almaghoul/almaghoul.htm

 

This site was last updated 12/25/12