أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history Encyclpedia

بقلم عزت اندراوس

تاريخ لقب " السيدة الأولى " فى مصر لزوجات ملوك مصر

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
صفحة فهرس محمد على
البابا بطرس الـ 109
إبراهيم باشا
البابا كيرلس4 الـ110
عباس حلمى باشا الأول
سعيد باشا
البابا ديمتريوس الـ 111
مقابر أسرة محمد على
الألات الزراعية القديمة
إسماعيل باشا
‏تمثال نهضة‏ ‏مصر
تاريخ مدرسة دي‏ ‏لاسال
البابا كيرلس5 الـ 112
نشأة المجاكم الأهلية
سراي الحقانية
السيدة الأولى فى مصر
قصر الأمير طوسون
المجالس النيابية
أمراء العائلة المالكة
الوزراء ورؤساء وزارات
مسجد الرفاعي مدفن الملوك
جمعية التوفيق القبطية
سلالة أسرة محمد على
سرقة صور أسرة محمد على
وثائق نادرة
مصريون ماتوا فى الحرب العالمية الأولى
قصة الدولة والأمن بمصر1
الاغتيالات السياسية في مصر
المرأة فى العصر الملكى
New Page 7386
Untitled 983
Untitled 984
Untitled 985
Untitled 986
Untitled 987
Untitled 988
Untitled 989
Untitled 990
Untitled 991
Untitled 992
الدكتور‏ ‏جورجي‏ ‏صبحي
فهرس الإحتلال الأنجليزى

Hit Counter

جريدة الأهرام 5/7/2007م السنة 131 العدد  عن مقالة بعنوان "   ديوان الحياة المعاصرة - الإمبراطورة الوحيدة‏!‏ " بقلم العلامة المؤرخ : د يونان لبيب رزق الحلقة‏690‏
مكانة‏'‏ السيدة الأولي‏'‏ التي عرفتها مصر في ظل النظام الجمهوري سبقها تاريخ طويل لزوجات الحكام المصريين

عصر الخديوي إسماعيل

بدأ علي استحياء في عصر الخديوي إسماعيل‏(1863-1879)‏ وتطور في عهد ابنه توفيق‏,‏ ثم استقر علي عهد الحكام الذين خلفوه‏.‏
قبل إسماعيل ساد نظام‏'‏ الحريم‏'‏ التركي‏,‏ حيث كانت زوجات الحكام جزءا من حريم الباشا لا يعلم أحد عنهم شيئا‏,‏ إلي أن حدث التطور الذي عرفه هذا الخديوي المشهور‏,‏ والذي كان بمثابة نقلة لزوجات الحكام‏,‏ صحيح أنه احتفظ بعدد من الزوجات اللواتي يجيزهن له الشرع‏,‏ لكنه سرح بقية نساء الحريم‏,‏ وقد أقبل رجال الحاشية علي نطاق واسع علي الزواج منهن‏,‏ فقد كن يتميزن بالجمال الظاهر‏,‏ إذ لم يكن رجال القصر يختارون من هؤلاء إلا من يستملحه أفندينا‏,‏ من ناحية أخري أجاز الخديوي لبعض زوجاته أن يساهمن في الحياة العامة‏,‏ كما حدث عندما أقامت جشت آفت هانم أول مدرسة للبنات في مصر والتي عرفت بمدرسة السيوفية‏.‏
عهد توفيق‏(1879-1892)
الخطوة الثانية كانت في عهد توفيق‏(1879-1892),‏ والذي عاني من الأمرين لأنه كان أبن‏'‏ أمة‏'‏ مما دعا إسماعيل إلي السعي إلي حرمانه من حقه في تولي العرش‏,‏ وهو الأمر الذي فشل فيه‏,‏ ولعل ذلك ما دعا هذا الخديوي أن يستن سنة جديدة في الأسرة الحاكمة المصرية‏,‏ وهي سنة الاكتفاء بأن تكون علي ذمته زوجة واحدة‏,‏ الأمر الذي أخذت معه وضعا جديدا‏,‏ وأصبح يطلق عليها‏'‏ حرم أفندينا‏',‏ و كانت الصحف تنشر أخبارها أولا بأول عندما تتحرك من مكان إلي آخر أو تشارك في الاحتفالات باستقبال‏'‏ زوجات الكبراء‏'.‏
الأمير حسين كامل
وظل الحال علي ذلك إلي أن أعلنت الحماية البريطانية علي مصر عام‏1914‏ فتمت الخطوة الثالثة‏,‏ فقد حمل الأمير حسين كامل الذي تولي العرش لقب‏'‏ السلطان‏',‏ ولأول مرة تشارك زوجة حاكم من أبناء أسرة محمد علي زوجها في لقبه‏,‏ فظهرت‏'‏ السلطانة ملك‏',‏ وكانت الوحيدة من الزوجات التي اشتهرت بهذا اللقب‏.

الأمير أحمد فؤاد

‏وحدث تحول آخر في عهد الحاكم التالي‏,‏ الأمير أحمد فؤاد‏,‏ والذي تولي العرش بلقب السلطان عام‏1917‏ بعد رحيل حسين كامل‏,‏ وتزوج بعد عامين وهو يحمل نفس اللقب من نازلي‏,‏ وكان قد سبق له الزواج أيام أن كان أميرا من الأميرة شيوكار‏,‏ غير أنه كان قد طلقها بعد محاولة أخيها‏,‏ الأمير سيف الدين قتله بحجة سوء معاملته لشقيقته‏,‏ وقد جري هذا التطور بعد صدور تصريح‏28‏ فبراير‏1922‏ من التحول إلي النظام الملكي‏,‏ جعل صاحبتنا أول ملكة في تاريخ مصر الحديث‏,‏ ونسيت بالطبع فترة السلطنة‏!‏

إذن‏,‏ حرم أفندينا‏,‏ السلطانة‏,‏ الملكة‏,‏ السيدة الأولي كانت الألقاب التي تمتعت بها زوجات الحكام في مصر المحروسة‏,‏ هذا فضلا عن ألقاب الأميرات التي تمتع بها بقية سيدات الأسرة‏,‏ إلا واحدة هي شقيقة فاروق الكبيرة‏,‏ الأميرة فوزية‏,‏ التي تزوجت من ولي عهد إيران إيران‏,‏ محمد رضا شاه بهلوي‏,‏ وكان يحمل لقب الأمير‏,‏ ولم يكن ظاهرا أن فوزية يمكن أن تغير لقبها في وقت قريب‏,‏

الإمبراطورة الوحيدة فى التاريخ المصرى

غير أن الأحداث التي جرت في إيران عام‏1941‏ والتي أدت إلي خلع رضا بهلوي وتولية ابنه‏,‏ زوج الأميرة‏,‏ محله‏,‏ وما تبع ذلك من إعلانه إمبراطورا علي البلاد أن تمتعت فوزية بنفس اللقب‏,‏ وأصبحت الإمبراطورة الوحيدة في التاريخ المصري‏,‏ حتي لو كانت علي عرش الطاووس في طهران‏!‏
وقبل أن نستطرد في الحديث عن‏'‏ الإمبراطورة الوحيدة‏'‏ في التاريخ المصري‏,‏ تنبغي الإشارة إلي أنها كانت كبري شقيقات الملك فاروق‏,‏ ويبدو أنها كانت ترعاه رعاية خاصة‏,‏ الأمر الذي بدا في تعلقه بها أكثر من أمه‏,‏ التي انفلت عيارها بعد رحيل أبيه‏,‏ وفي قلقه عليها أثناء فترة وجودها في إيران‏.‏والمعلوم أن زواج فوزية من شاهبور قد تم لأسباب سياسية‏,‏ فقد كان أبوه رجلا عسكريا نجح في الاستيلاء علي العرش الإيراني‏,‏ وأعلن نفسه إمبراطورا‏,‏ وبالتالي لم يتمتع بأصالة الأسر المالكة‏,‏
وقد رأي الرجل أن مصاهرته مع الأسرة المالكة المصرية‏,‏ باعتبارها أقدم الأسر المالكة في المنطقة في ذلك الوقت يوفر لأسرته بعض أسباب هذه المكانة‏,‏ ومن ثم جاءت مفاتحة أحد مبعوثيه للمسئولين المصريين في هذا الشأن‏.‏ويقول عادل ثابت في كتابه‏'‏ فاروق الأول‏-‏ الملك الذي غدر به الجميع‏',‏ وكان من أقرباء الملك‏,‏ أنه لما عرض الأمر علي فاروق تردد قليلا بحكم الاختلاف المذهبي بين البيت الإيراني الشيعي والبيت المصري السني‏,‏ وتمت استشارة بعض شيوخ الأزهر في ذلك فأفتوا بجواز مثل هذا الزواج‏,‏ ورغم ذلك ظل فاروق مترددا وترك القرار الأخير للأميرة فوزية التي أغراها أن تتزوج بولي عهد إيران‏,‏ خاصة وأن أمها‏,‏ نازلي‏,‏ كانت بدورها متحمسة للفكرة‏,‏ ومن ثم قبلت الاقتران بولي العهد الإيراني‏.‏
وأقيمت الأفراح والليالي الملاح بزواج فوزية من شاهبور وانتشرت الأهازيج بين المصريين البسطاء التي تعبر عن سعادتها بهذه الزيجة‏,‏ وذهبت الأميرة الرقيقة مع زوجها ذي الوجه المتجهم‏,‏ كما يصفه عادل ثابت‏,‏ إلي طهران‏,‏ لتواجه الإمبراطور الذي كان زوجا لأربعة وكلهن يحملن لقب الإمبراطورة‏!‏
وكان من الطبيعي أن يهتم قصر عابدين بما يجري في إيران بحكم أنه أصبح له فيها أميرة‏,‏ وبدا مع قيام الحرب العالمية الثانية الموقف الشائك في هذه البلاد‏,‏ خاصة بعد حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام‏1941‏ والتي أدت إلي تدخل القوات البريطانية لإسقاط الرجل‏,‏ وبعد أن تأكدت ميول الإمبراطور محمد بهلوي المتعاطفة مع النازية‏,‏ والتي بدت في تدريب الضباط الألمان لجيشه وفي الاستعانة بعدد من رجال هتلر في إعادة بناء دولته‏.‏
وكما يقول الفرنسيون‏'‏ ابحث عن المرأة‏'‏ لتعرف أصل الداء‏,‏ فإن السياسة البريطانية في تلك البلاد‏,‏ ومنذ ذلك الوقت المبكر كان يحكمها المصالح النفطية‏,‏ والتي تبدت في شركة البترول الأنجلو‏-‏ إيرانية‏,‏ ولم تكن مستعدة أن تخاطر بفقدانها لصالح ألمانيا التي كانت جيوشها تزحف وقتئذ إلي قلب روسيا‏,‏ ويمكن أن تصل إلي شمال إيران في أي وقت‏,‏ ومن ثم قررت الأخذ بزمام المبادرة‏.‏

***‏طلعت الأهرام في عددها الصادر يوم الأربعاء‏27‏ أغسطس‏1941,‏ وعلي صدر صفحتها الأولي مانشيت رئيسي جاء فيه‏:'‏ الإنجليز والروس يهاجمون إيران من أربع جهات‏-‏ الروس من الشمال والإنجليز من الشمال الغربي والغرب والجنوب‏-‏ أهم حوادث اليوم الأول‏-‏ الإيرانيون يبدون مقاومة طفيفة‏',‏ الأمر الذي يبدو أنه أثار قلقا في القاهرة‏,‏ سواء بحكم وجود الأميرة فوزية في تلك البلاد‏,‏ أو لأن الذريعة التي تحجج بها البريطانيون والروس في حربهم ضد دولة الشاهنشاه موقفه المتعاطف مع النازيين‏,‏ وهو نفس الموقف الذي اتخذه فاروق في القاهرة‏,‏ مع الفارق الناجم عن وجود قوات بريطانية في مصر‏.‏
وقد أدرك البريطانيون طبيعة هذا القلق‏,‏ الأمر الذي دعاهم إلي إبلاغ الحكومة المصرية ضمن خمس حكومات إسلامية أخري‏,‏ تركيا والعراق وأفغانستان والمملكة العربية السعودية بدوافعها إلي هذا العمل‏,‏ وأعربت عن تعهدها بأن تدخلها في حياة إيران الداخلية والاقتصادية سيكون في أضيق نطاق ممكن‏.‏بيد أن هذا الإبلاغ لم يقلل من قدر قلق القاهرة‏,‏ ففي نفس اليوم يجتمع وزير الخارجية مع رئيس الوزراء لبحث الموقف ويصرح بأن العلاقات بين مصر وإيران باقية علي ما هي عليه دون أن تتأثر بالحوادث الجارية‏,‏ وفي اليوم التالي ينعقد مجلس الوزراء لبحث الأزمة الإيرانية‏,‏ ويزور رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا وزير الخارجية لبحث الموقف‏,‏ وكانت العين المصرية طول الوقت علي الأسرة الإمبراطورية‏.‏
ففي‏5‏ سبتمبر نقلت الأهرام عن مراسل التايمز في إيران أن الهدوء العام يسود ربوع البلاد‏,‏ وأن الشاه باقي في طهران التي سرحت حاميتها‏,‏ أما بقية أفراد الأسرة المالكة بمن فيهم الأميرة فوزية والأمير ولي العهد فقد انتقلوا إلي أصفهان‏,‏ وأن ثمة خلاف بدأ يظهر في دوائر الحكومة الإيرانية حول ما أسماه مراسل الجريدة الإنجليزية‏'‏ سياسة التقلب والتردد التي اتبعت مؤخرا‏'.‏وقد اطمأن المسئولون المصريون نوعا لهذه الأخبار‏,‏ وما تلاها من نجاح القوات البريطانية في أداء مهامها من عملية الغزو‏,‏ باحتلال مراكز المواصلات المهمة‏,‏ كما حدث بالنسبة لأصفهان‏,‏ والسيطرة علي مناطق إنتاج النفط التابعة لشركة البترول الأنجو‏-‏ إيرانية‏,‏ وكانت عبدان التي تضم أكبر معامل التكرير‏,‏ أول نقطة نزلت فيها تلك القوات‏,‏ هذا فضلا عن القضاء علي أي نفوذ ألماني سمحت سياسات الشاه رضا بهلوي بتمكنه في البلاد‏.‏
وكان من أهم الشروط التي فرضتها الدولتان الحليفتان‏,‏ بريطانيا وروسيا‏,‏ علي حكومة طهران إغلاق المفوضيات الألمانية والإيطالية والمجرية والرومانية‏,‏ وتسلمها جميع الرعايا الألمان الموجودين في البلاد‏,‏ وعندما تأخر الإيرانيون في القيام بهذه المهمة تولاها الحليفان‏,‏ وكانت المعلومات المتوفرة لدي المصادر البريطانية تفيد بوجود نحو ألفين من الرعايا الألمان في البلاد‏,‏ وصفتهم بـ‏'‏الطابور الخامس‏'‏ مهمتهم إحداث الاضطرابات في البلاد في وجه القوات الغازية‏,‏ وقد أعدت المفوضية البريطانية قطارا خاصا لنقل‏235‏ من هؤلاء إلي الأهواز ومنها إلي الهند‏,‏ كما اتخذ الروس إجراءا مشابها بنقل خمسين منهم إلي سيبريا‏!‏
المطلب الثاني للجانب البريطاني كان أن يسارع الإيرانيون في إجراء إصلاحات دستورية محددة‏,‏ ولم تكن ترضي الشاه رضا بهلوي بالطبع لأنها تقلص من حدود صلاحياته السياسية‏,‏ ويبدو أنه لم يكن جادا بدعوته لأعضاء البرلمان للبحث في هذا الشأن‏,‏ ويقول مراسل الإذاعة البريطانية حول هذه المباحثات أن أعضاء البرلمان كانوا في خوف أولا ولكنهم أخذوا يزدادون شجاعة‏,‏ ويطالبون علانية بحكومة أكثر تمتعا بالحرية ونظام اقتصادي يلبي احتياجات الطبقات الفقيرة في البلاد‏.‏
وبينما تتوارد الأخبار في هذه الشأن حدث ما كان يتوقعه المصريون‏,‏ فقد صدرت الأهرام يوم الأربعاء‏17‏ سبتمبر عام‏1941‏ وعلي صفحته الأولي العنوان الرئيسي‏:'‏ تخلي شاه إيران عن العرش‏-‏ ولي العهد يخلف أباه في الحكم‏-‏ أول أميرة مصرية علي عرش إيران‏-‏ زحف القوات الروسية والإنجليزية إلي طهران لتنفيذ شروط الهدنة‏,‏ وقد تضمنت الصفحة ثلاث صور‏;‏ الأولي للشاه الجديد‏'‏ صاحب الجلالة الإمبراطور محمد رضا شاه‏',‏ وإلي جواره صورة بنفس الحجم لـ‏'‏صاحبة الجلالة الإمبراطورية فوزية‏',‏ وتحتهما صورة للإمبراطور المخلوع‏'‏ صاحب الجلالة الإمبراطور رضا شاه بهلوي‏',‏ ولا بد أن قد أسعد قراء صحيفتنا كثيرا في هذا اليوم أن تصبح أميرتهم الرقيقة إمبراطورة علي الإيرانيين‏.‏
وكان من الطبيعي‏,‏ وتلبية لرغبة القراء في التعرف علي كل التفاصيل الجديدة التي أدت إلي جلوس الأميرة المصرية علي عرش الطاووس أن تتوسع الأهرام في نقل كل ما أمكنها الحصول عليه منها‏.‏
وندرك من هذه التفاصيل أن تنازل رضا بهلوي عن العرش تم تحت ضغط البريطانيين‏,‏ الذين لفتوا نظره إلي أسباب الاستياء الكثيرة في البلاد‏,‏ وأنهم يرغبون في التغيير دون إهراق الدماء‏,‏ وقد قبل الرجل خاصة وأن العرش سيبقي في أسرته بأن يعتليه ولي العهد‏,‏ وجاء التنازل مصحوبا بالحجة التقليدية‏'‏ اعتلال صحة صاحب الجلالة الإمبراطورية‏'!‏
ساقت الأهرام أيضا بعض المعلومات عن شاه إيران الجديد‏;‏ يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما‏,‏ فقد ولد في‏26‏ أكتوبر‏1919,‏ الاسم الكامل‏:‏ شاهبور محمد رضا‏,‏ جلس والده علي العرش سنة‏1925‏ بعد أن خلف السلطان أحمد الذي خلعه البرلمان‏,‏ وأبرزت جريدتنا في هذه السيرة زواجه في‏15‏ مارس‏1939‏ من الأميرة فوزية‏,‏ كبري شقيقات الملك فاروق‏.‏
وبدا ترحيب الأهرام‏,‏ الذي كان انعكاسا لترحيب الرأي العام المصري‏,‏ من استقبالها للخبر‏,‏ فقد صدرت في عدد يوم‏18‏ سبتمبر وقد احتل صفحتها الأولي مانشيت‏:‏ صفحة جديدة في تاريخ إيران‏-‏ الشاه الجديد يحكم إيران حكما صحيحا‏-‏ كيف تخلي الشاه السابق عن العرش‏-‏ الزحف إلي طهران‏'.‏وكما يحدث في هذه المناسبات تنصل البرلمان الإيراني من الأعمال التي تمت في عهد رضا بهلوي‏,‏ وصرح بعض من أعضائه أنه كان المسئول الوحيد عن سياسة الحكومة خلال العشرين سنة الماضية‏,‏ لأنه كان يحكم البلاد حكما مطلقا‏.‏ وكما جرت العادة أيضا فقد أعرب رئيس الوزراء عن تفاؤله بالشاه الجديد‏,‏ وأنه سوف يحكم البلاد حكما دستوريا‏'‏ وسيراعي الدستور ويحترم حقوق الشعب‏',‏ وأضاف أن الشاه الجديد سيقر جميع الأعمال التي سبق للبرلمان وأن وافق عليها‏,‏ وأنه سيبذل قصاري جهده لإصلاح الأخطاء التي أضرت الشعب أفرادا وجماعات‏,‏ وعمل كل ما يستطيع لتحقيق آمال البلاد‏.‏
ونقلت الأهرام أيضا عن الصحف البريطانية نفس النغمة المتفائلة‏..‏ عن التايمز‏:‏ إن كل تدخل من بريطانيا في استقلال إيران لن يكون سوي تدخل مؤقت‏,,‏ وإن أمر الإمبراطور الجديد يهم بريطانيا وروسيا كما يهم إيران‏'‏ وإن الحركة التي أدت إلي تخلي رضا شاه عن العرش كانت ترمي إلي تغيير نظام الحكم الاستبدادي‏,‏ ومن المنتظر أن ينال الإمبراطور الجديد تأييد شعبه إذا وضع حدا لما كان يفعله والده من سوء استخدام السلطة السياسية‏.‏ الديلي تلجراف‏:‏ يقضي الواجب علي ولي العهد أن يظهر كفاءته في القيام بالإصلاحات الدستورية والعمرانية التي تحتاج إليها البلاد علي وجه السرعة‏..‏
وأن الواجبات الملقاة علي عاتق الإمبراطور الجديد تقضي أن يثبت ولاء الشعب الإيراني وتأييده له‏.‏ وأن يكون علي استعداد للقيام بواجباته علي الوجه الدستوري الصحيح‏,‏ وأن يضع حدا لسوء استخدام هذه السلطات الذي أوجد الشقاق بين أبيه والشعب‏.‏ وكان مراسل الديلي ميل في العاصمة الإيرانية أكثر إنصافا عندما قال أن الشاه السابق بدأ عهده بداية حسنة وقد قام بأعمال عظيمة جدا لإيران في خلال السنوات العشر الأخيرة‏,‏ ولكن شهوة الحكم أغرته فلم يعر السلطات الدستورية أي اهتمام‏!‏ وخلال الأيام القليلة التي أعقبت هذه التطورات‏,‏ وعلي الرغم من المخاطر البادية‏,‏ فقد سارعت الأهرام بإرسال مندوب خاص إلي العاصمة الإيرانية الذي وافي الجريدة بأول تقاريره التي نشرتها في الصفحة الأولي من عددها الصادر يوم الجمعة‏19‏ سبتمبر‏.‏
جاء هذا التقارير تحت عناوين كبيرة‏;‏ الشاه الجديد يحلف يمين الولاء للدستور‏-‏ تعهده بالعمل مع البرلمان والتعاون مع بريطانيا وروسيا‏.‏ أما التفاصيل لتي ساقها مندوب جريدتنا الخاص فقد جاء فيها أن قاعة البرلمان المزركشة البيضاء امتلأت بأعضاء مجلس النواب وكبار الموظفين الذين‏'‏ كانوا مرتدين لابس التشريفة السوداء المزركشة بالذهب‏..‏ وقد حضر ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان‏,‏ كما حضر‏28‏ من كبار قادة الجيش‏,‏ وقد أقسم الشاه الجديد علي القرآن الكريم بأنه سيقف نفسه علي خدمة بلاده والسهر علي مصالحها‏.‏
ويضيف مندوبنا أن الشاه قرأ خطابا وجيزا بعد القسم وعد فيه بأن تتعاون حكومته مع بريطانيا وروسيا‏'‏ اللتين تقع مصالحهما قريبة جدا من مصالحنا‏',‏ وأن الحكومة تنوي التعاون مع البرلمان في إدخال الإصلاحات اللازمة‏,‏ وأن التعليمات قد صدرت بمعاقبة الموظفين الذين يسيئون التعامل مع الأهالي‏,‏ كما أكد عزمه علي العمل مع البرلمان في وفاق تام‏.‏ ولم ينس مندوب الأهرام اللماح أن يشير أنه في نفس الوقت كانت القوات البريطانية والروسية تحتل ثلاث نقط مركزية حول طهران‏!‏وقد زاد صاحبنا الخبر تفصيلا بتقرير بعث به في اليوم التالي بتقدم القوات البريطانية نحو طهران من الجنوب بينما جاءت القوات الروسية من الشرق والغرب‏'‏ وقد نقل الجنود الروس الذين جاءوا من الشرق بالسكك الحديدية إلي مسافة قريبة من العاصمة‏,‏ ثم ساروا علي الأقدام نحوها‏.‏ وقد لوحظ أن معظمهم يحملون بنادق رشاشة بينما كان يجر آخرون مدافع رشاشة مركبة علي عجل صغير‏.‏
وبينما كان مندوب الأهرام في طهران يتابع التطورات التي تجري علي الطبيعة أول بأول كان مراسلو الجريدة في القاهرة يتابعون رد الفعل لما يجري في بلاد الشاهشاه‏,‏ فقد قوبل نبأ ارتقاء صاحبة الجلالة الإمبراطورة فوزية عرش إيران‏'‏ بأعظم مظاهر الابتهاج في مختلف أنحاء البلاد‏,‏ وقد توافد علي قصر عابدين العامر‏,‏ كبار رجال الدولة وضباط الجيش وكبار الموظفين والأعيان‏,‏ حيث قيدوا أسماءهم في سجل التشريفات‏,‏ مقدمين تهانيهم بمناسبة اعتلاء جلالتها عرش الإمبراطورية الإيرانية‏,‏ وذلك ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة‏'.‏
وقد صدرت الإرادة الملكية السامية بتوزيع اللحوم علي الفقراء في محافظتي القاهرة والإسكندرية وجميع التفاتيش الملكية عدة أيام‏,‏ وصدر في نفس الوقت بلاغ من كبير الأمناء جاء فيه أنه‏'‏ بمناسبة ارتقاء حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور الشاهنشاه محمد رضا بهلوي وحضرة صاحبة الجلالة الإمبراطورية الإمبراطورة فوزية عرش إيران ستعد دفاتر بدائرة التشريفات الملكية بقصر عابدين العامر لكتابة أسماء حضرات المهنئين‏',‏ في نفس الوقت أرسل كل من فاروق وفريدة والملكة الأم نازلي والأميرات شقيقات فوزية برقيات تهنئة للإمبراطورة‏,‏ ولزوجها بالطبع‏!‏
واهتم مسئولو الجريدة في القاهرة أيضا بالجانب الإجرائي في العلاقات بين الدولتين‏,‏ الذي يجب إتباعه بعد هذه التغييرات‏,‏ خاصة المتعلق بأن يقدم سفير مصر في طهران‏,‏ يوسف ذو الفقار باشا‏,‏ أوراق اعتماد جديدة للشاه‏,‏ وهو ما كان يجب أن يفعله سفير إيران في القاهرة‏,‏ علي أكبر بهمن‏,‏ بتقديم أوراق اعتماد جديدة للملك فاروق‏.‏غير أنه لم يمض سوي وقت قصير حتي بدت نية الإمبراطور الجديد علي إحداث تغييرات واسعة في السلك الديبلوماسي‏,‏ فقد أرسلت ما يفيد بالرغبة في استبدال سفيره في القاهرة‏,‏ بشخصية أخري‏,‏ هو محمد جم‏
وبعد حفلات الوداع التقليدية للسفير السابق الذي كان قد قضي ردحا من الزمن في منصبه في العاصمة المصرية‏,‏ سافر من القاهرة بعد ظهر يوم‏16‏ نوفمبر‏1941,‏ وكان في وداعه وزير الخارجية نفسه‏,‏ صليب سامي باشا‏,‏ وعدد من كبار رجال الدولة‏,‏ وبعد سويعات كان القطار الذي يقل السفير الجديد يتهادي علي رصيف محطة مصر‏,‏ حيث كان في انتظاره نائب عن وزير الخارجية‏,‏ محمود ثابت بك‏(‏ والد عادل ثابت صاحب الكتاب السابق التنويه عنه‏)‏ وجمهور كبير من أعضاء الجالية الإيرانية في القاهرة يتقدمهم عبد الحميد كازروني بك رئيس الجمعية الخيرية الإيرانية وأعضاء السفارة الإيرانية‏,‏ الذين ألقي أحدهم‏ الأستاذ منوشر مؤدب زادة‏,‏ خطاب ترحيب بالسفير الجديد في العاصمة المصرية‏.‏
ونعود بعد ذلك إلي تقارير مراسل الأهرام الخاص في طهران‏,‏ الذي كان يبعث بها علي شكل برقيات‏,‏ وتنشرها الجريدة تحت عنوان‏'‏ آخر ساعة‏',‏ والتي كانت لا تكتفي بذلك‏,‏ بل تنقل عن الصحف الأجنبية‏,‏ خاصة البريطانية سائر الأخبار المتعلقة بالوضع الجديد‏,‏ وكانت في مجموعها مبشرة‏.‏
من أول هذه الأخبار العفو العام الذي أصدره الشاه الجديد بالعفو عن المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم‏,‏ ونقل مراسلنا عن جريدة‏'‏ إطلاعات‏'‏ الواسعة الانتشار مقالا تطالب فيه التعجيل بإصلاح القضاء ومنع أعمال التعسف‏,‏ والتي خلصت إلي القول‏:'‏ علينا أن نثق بالمستقبل وأن ندع جانبا المنفعة الشخصية في سبيل مصالح الشعب والبلاد‏'.‏
من الأخبار المبشرة أيضا ما نشرته الأهرام تحت عنوان‏'‏ إيران بعد احتلالها‏-‏ الشاه ينال ثقة الشعب وعطفه‏-‏ استقبال جلالته في شوارع طهران بحماسة‏',‏ وقد نقلت أغلب ما جاء تحت هذا العنوان عن جريدة التايمز الذي قال أن الهتاف الذي قوبل به الشاه الجديد في مجلس النواب وفي شوارع العاصمة التي كانت غاصة بالجماهير قد أدهش المراقبين الأجانب‏,‏ وأضاف أن علائم السرور كانت بادية علي وجوه الجماهير لشعورها بعد مغادرة الشاه للمجلس بأنها ستتمتع بالحرية في عهده‏',‏ ويبدو أن مراسل الجريدة الإنجليزية لم يكن قد درس بعد طبائع الشعوب الشرقية التي تطير فرحا مع كل تغيير‏,‏ ثم لا تلبث أن يخيب أملها‏,‏ خاصة بعد أن تساهم في صنع الشخصية المستبدة للحاكم الجديد‏!‏
وإلي جانب هذا التقرير حسن النية من صحيفة إنجليزية نقلت جريدتنا تقريرا من صحيفة أخري‏,‏ كان مراسلها في طهران أكثر دقة في الملاحظة‏,‏ وهي جريدة الديلي ميل‏,‏ الذي اعترف مراسلها بأن إيران مطبوعة بطابع من المدنية الغربية ظاهر في منشآتها الحديثة ظهورا يدعو إلي العجب والدهشة‏,‏ غير أنه تحفظ بعد ذلك بالإشارة إلي المبالغ الباهظة التي أنفقها الشاه السابق علي بناء دار أوبرا‏,‏ وهو ما لم يكن يلقي حماس الجمهور الذي كان يفضل أن تخصص هذه الأموال لبناء الخزانات والسدود وتحسين طرق الري بدلا من تخصيصها لبنايات لا تعود علي الناس العاديين من الإيرانيين بميزة تذكر‏!‏
ونعود إلي تقارير مراسل جريدتنا في طهران التي تضمن أحدها خبر تأليف وزارة جديدة‏,‏ وأشار آخر إلي الجلسات الأسبوعية التي يعقدها البرلمان‏,‏ والتي قرر أن تكون سرية‏,‏ لمعالجة الإصلاحات المقترحة التي تنتظرها البلاد‏'‏ بفارغ الصبر‏',‏ خاصة لما نتج عن الاحتكارات التي تضخمت في عهد الشاه السابق لدرجة أنها خنقت كل نشاط الشعب التجاري‏'‏ وقد عادت هذه الاحتكارات بأرباح عظيمة كان الشاه يأخذ قسطا كبيرا منها دون أي حق دستوري‏',‏ الأمر الذي دعا الحكومة الجديدة أن ترسل بمبعوث لها لرضا بهلوي الذي كان لا يزال مقيما في أصفهان‏,‏ وطالبه برد بعضا من الثروة الكبيرة التي جمعها علي حساب الشعب‏
وقد حدث بالفعل أن تخلي عن أمواله إلي الشاه الجديد الذي قرر أن يهبها للشعب‏,‏ بيد أن كثيرا من الإيرانيين تساءلوا عن مصير الأموال التي هربها الشاه السابق إلي الخارج‏.‏ آخر الأخبار التي نقلتها الأهرام عن‏'‏ الإمبراطورة الوحيدة‏'‏ جاءت بعددها الصادر يوم‏30‏ سبتمبر والذي أشارت فيه إلي أنها قد عادت إلي طهران قادمة من أصفهان في اليوم السابق وأن أعضاء الوزارة الجدد وكبار الشخصيات قصدوا إلي القصر الإمبراطوري لتقديم فروض الاحترام والإجلال للشاه وللإمبراطورة فوزية‏,‏ ويبدو أن قراء ذلك اليوم لم يكونوا يعلمون أن أميرتهم السابقة وحيدة فقط ولكنها تعيسة أيضا‏,‏ ولكن هذه قصة أخري‏.‏
============================================================

 

 

 

 

 

Home | صفحة فهرس محمد على | البابا بطرس الـ 109 | إبراهيم باشا | البابا كيرلس4 الـ110 | عباس حلمى باشا الأول | سعيد باشا | البابا ديمتريوس الـ 111 | مقابر أسرة محمد على | الألات الزراعية القديمة | إسماعيل باشا | ‏تمثال نهضة‏ ‏مصر | تاريخ مدرسة دي‏ ‏لاسال | البابا كيرلس5 الـ 112 | نشأة المجاكم الأهلية | سراي الحقانية | السيدة الأولى فى مصر | قصر الأمير طوسون | المجالس النيابية | أمراء العائلة المالكة | الوزراء ورؤساء وزارات | مسجد الرفاعي مدفن الملوك | جمعية التوفيق القبطية | سلالة أسرة محمد على | سرقة صور أسرة محمد على | وثائق نادرة | مصريون ماتوا فى الحرب العالمية الأولى | قصة الدولة والأمن بمصر1 | الاغتيالات السياسية في مصر | المرأة فى العصر الملكى | New Page 7386 | Untitled 983 | Untitled 984 | Untitled 985 | Untitled 986 | Untitled 987 | Untitled 988 | Untitled 989 | Untitled 990 | Untitled 991 | Untitled 992 | الدكتور‏ ‏جورجي‏ ‏صبحي | فهرس الإحتلال الأنجليزى

This site was last updated 07/05/07