وطنى 1/6/2008م السنة 50 العدد 2431 عن مقالة بعنوان [ وطني شاهد علي الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة ] إعداد:مارسيل نصر - ميرفت عياد - ريهام حياتي - جورج إدوارد
شهدت وطني عبر خمسين عاما علي متابعة اكتشافات أثرية وترميمات مهمة للعديد من الآثار الفرعونية واليونانية والبيزنطية والرومانية والمسيحية والإسلامية وافتتاح العديد من المتاحف للحفاظ علي وصيانة التراث الثقافي.. وأبرز الموضوعات التي انفردت بها وطني منذ عام 1959 متابعتها للحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة أحد معالم الحضارة المصرية القديمة بقيادة منظمة اليونسكو والتي وجهت عام 1960 نداء مهما إلي العالم للمشاركة المالية والفنية لإنقاذ آثار النوبة وصدر هذا النداء في الثامن من مارس من العام نفسه وكان بداية لمشروع غير مسبوق في التاريخ, وتتبعت وطني خطوة بخطوة إنجاز هذا المشروع والذي تعرض لمصاعب عديدة منها, أن علماء الآثار كانوا يسابقون الزمن لإجراء الحفائر التي تمت في ظروف مناخية غير مواتية, وكان عليهم التغلب علي ذلك بشكل أو بآخر, وكان هناك العديد من المشاريع الضخمة التي يستلزم دراستها بهدف إنقاذ الآثار وتحسبا لأية مشاكل هندسية, ربما تظهر فيما بعد, واستمرت جهود الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة قرابة العشرين عاما ولكن مع مرور الزمن تحققت أهدافها وخلال هذا قامت ما يقرب من أربعين بعثة أثرية من دول العالم بعمل الدراسات العلمية للمواقع الأثرية وتم خلال ذلك ما يقرب من 22 أثرا تم نقلها إلي مواقع جديدة..
تشهد قائمة المعابد التي تم نقلها علي ضخامة العمل الذي تم في إنقاذ آثار النوبة ومن المعابد التي تم نقلها أبوسمبل, ومعابد فيلة,معبد دابود, كلابشة, وادي السبوع دندور, عمدا الليسيه, بيت الوالي, دكة, المحرقة, الدر بوهن, وغيرها, ولقد اكتمل العمل في إنقاذ هذه المعابد علي الوجه الأكمل بعد أن تعرضت للغرق ثلاث مرات قبل تشييد السد العالي, المرة الأولي عند بناء خزان أسوان عام 1902 وتبع ذلك ارتفاع منسوب المياه بشكل هدد الآثار, والمرة الثانية عام 1912 والثالثة في سنة 1932 وفي كل مرة كان يتم عمل مسح للمواقع الأثرية, ويتم تسجيلها وعمل الخرائط اللازمة لها, ولكن عندما تقرر إنشاء السد العالي أصبح واضحا أن جنوب الوادي سيتعرض لارتفاع منسوب المياه علي المواقع الأثرية, وبعد مبادرة من مصر قامت اليونسكو بإصدار نداء دولي لأضخم عملية إنقاذ للآثار في التاريخ, واشتركت فيها أكثر من 40 دولة تقدمت بالمساعدة المالية والعلمية, وتكفل كل فريق من هذه الدول بمسئولية ذات مهام محددة, وذلك للتأكيد علي أن التراث الأثري يعد شاهدا علي العبقرية الخلاقة للإنسان المصري وعلي كفاحه وآماله وطموحاته, وأن إنجازات هذا الإنسان للعالم سوف تظل باقية من هذا التراث للأجيال المقبلة, وعلي الشعوب ذات التراث الحضاري أن تكتشف تاريخها المنقوش علي الصخور من جديد لأنه يعد شاهدا علي الهوية الثقافة لها والذي يشكل في نهاية الأمر جزءا من التراث البشري ككل.. كما تساهم هذه الجهود في الإثراء الثقافي والتفاهم بين الأمم ومن ثم التقارب بينها. وهناك عدد من الدول التي احتفلت أخيرا بمرور خمسين عاما علي مشاركتها في الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة, وأحدث المحتفلين بذلك الحدث تمثلت في مظاهر عدة.
وزير الثقافة التشكيلي سيرل سفو بودا ونخبة من العلماء والمتخصصين التشيك احتفلوا بمرور خمسين عاما علي اشتراك التشيك في الحملة الدولية بقيادة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة خلف السد العالي حيث أقيم الحفل في متحف النوبة بأسوان.
من المعروف أن النوبة بتراثها وحضارتها تمثل جزءا مختلفا تماما عن كل أجزاء مصر, فلها نصيب وافر من الحضارة التي تولد شغفا عند معظم المؤرخين وعلماء النفس والفنانين سعيا وراء الكتابة عنها وتسجيل حياة النوبيين الاجتماعية والتي كانت مرتبطة بالنيل ومعابد الفراعنة وبالحياة في مصر القديمة. ولقد كانت النوبة لظروف موقفها الجغرافي منطقة منغلقة منعزلة إلي حد ما, مما ساعد علي الحفاظ علي تاريخها وتراثها من الاندثار.
لهذا أطلق المدير العام لليونسكو دعوته عام 1960 من أجل حملة دولية لإنقاذ مواقع النوبة وآثارها.
انفردت وطني في 4 ديسمبر عام 1962 بنشر تفاصيل المؤتمر الذي عقده الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي حينذاك والذي أعلن فيه عن بدء أسبوع حملة إنقاذ آثار النوبة من الغرق تحت المياه التي سيحجزها السد العالي وناشد المواطنين المساهمة في عملية الإنقاذ, كما طلب من اليونسكو توفير الأموال اللازمة لتنفيذ المرحلة الأولي من المشروع في حدود 20 مليون جنيه, علي أن تساهم الحكومة بمبلغ خمسة ملايين جنيه في مشروع أبوسمبل.
في 21 فبراير 1971 ألقت وطني الضوء علي المؤتمر الدولي لليونسكو وعلي كلمة الرئيس السادات التي قال فيها إن اجتماعكم اليوم من أجل الإسهام في إنقاذ أحد المعالم الحضارية المصرية القديمة إنما يعكس إشراقة روح الإخاء واللقاء حول مقدسات الإنسان وحضاراته.
قصة الإنقاذ
بدأت قصة إنقاذ آثار النوبة بالطلب الذي قدمه الدكتور ثروت عكاشة في شهر أبريل عام 1959 إلي منظمة اليونسكو طالبا المساعدة الفنية والعلمية والمادية للمحافظة علي تلك الآثار نظرا لضخامة هذا العمل باعتبار أن هذه الآثار تراث إنساني يهم العالم كله ووافق المجلس التنفيذي لليونسكو علي هذا الطلب بالإجماع وكان لنداء العالم صداه وبدأت خطوات إنقاذ تلك الآثار.
آثار النوبة تغرق 3 مرات
الجدير بالذكر أن آثار النوبة قد تعرضت للغرق ثلاث مرات قبل بناء السد العالي وكانت المرة الأولي عند بناء خزان أسوان سنة 1902 وتبع ذلك ارتفاع منسوب المياه بشكل هدد الآثار, والمرة الثانية سنة 1912, والثالثة في سنة 1932, وعندما تقرر إنشاء السد العالي أصبح واضح أن جنوب الوادي سيتعرض لارتفاع منسوب المياه بشكل دائم ومن ثم أصبح من الضروري العمل لتلافي مخاطر ارتفاع منسوب المياه علي المواقع الأثرية وبعد مبادرة من مصر قامت اليونسكو بإصدار نداء دولي لأضخم عملية إنقاذ للآثار في التاريخ واشترك في هذه العملية أكثر من أربعين دولة تقدمت إما بالمساعدة المالية أو المشاركة العملية.
أشارت وطني في العام نفسه إلي أن عملية حماية آثار النوبة تهدف إلي نقل جميع المعابد خارج المناطق المعرضة للغرق, وأصبح من الضروري تسجيل هذه الآثار قبل نقلها إلي أماكنها الجديدة علي أن يقوم بعملية التسجيل مركز تسجيل الآثار الذي تعتمد عليه هيئة إنقاذ آثار النوبة اعتمادا أساسيا.
مركز تسجيل الآثار
وعن مركز تسجيل الآثار تحدث الدكتور كمال مختار وكيل وزارة الثقافة لـوطني قائلا: إن فكرة إنشاء المركز بدأت عام 1955 باتفاقية بين مصر واليونسكو علي أساس أن الآثار المصرية تتعرض للتلف بتأثير عوامل كثيرة كعوامل التعرية ومشاريع الري, لذلك كان يجب إنشاء هيئة علمية لتسجيل الآثار قبل أن ينالها أي ضرر أو تغيير ومن حصيلة هذا التسجيل نستطيع أن نقدم كتبا ونشرات علمية لشتي الأوساط العلمية.
أوضح الدكتور كمال مختار لـوطني:أن المركز بدأ بتسجيل المعابد في الأقصر ولكن مع بدء العمل في مشروع السد العالي اتجه التفكير إلي إنقاذ الآثار التي ستتعرض للغرق بعد تنفيذ المشروع فتأجلت الفكرة الأولي وأصبحت الحاجة ملحة لتسجيل آثار النوبة جنوب أسوان وبدأ العمل في معبدي أبوسمبل عام 1955 ثم معبد كلابشة وغيرهما من المعابد.
ثم التقت وطني في فبراير 1971 لطفي الطنبولي مدير الإدارة العلمية بالمركز والذي أوضح: أن عمليات تسجيل الآثار تتم بخطوات كثيرة منها الرفع الهندسي بإعطاء كل جزء من الأثر أرقاما وحروفا, ومنها الوصف الأثري ومطابقته لحالته الحالية, والتصوير الفوتوغرافي, ومنها الرسم.
متحف جديد للآثار
في 14 يوليو عام 1996 رصدت وطني فكرة إنشاء متحف جديد لآثار النوبة ليكون تتويجا لإنجازات الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة التي قامت بها منظمة اليونسكو وبهذا يكون هذا المتحف مركزا ثقافيا أثريا فولكلوريا يضم جميع الآثار المنقولة من بلاد النوبة وليكون مركزا لتجميع المعلومات بحيث يصبح في النهاية رمزا للتعاون يتوفر فيه أحدث ما وصل إليه العلم في الفن المتحفي والمعماري المستوحي من العمارة المصرية آخذا في الاعتبار المناخ القاري لمدينة أسوان في معالجة الواجهات لمنع دخول الضوء الشديد والحرارة وهو الأمر الذي يتفق تماما مع الوظيفة الرئيسية لمبني العرض المتحفي حيث يشترط فيه عدم الإبهار الضوئي.
جهود الحملة الدولية
في 12 أكتوبر 1997 ألقت وطني الضوء علي جهود الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة والتي استمرت قرابة 37 عاما من العمل الشاق ولكن مع مرور الزمن تحققت أهدافها, وخلال تلك الأعوام قامت ما يقرب من أربعين بعثة أثرية من دول العالم المختلفة بعمل الدراسات العلمية للمواقع الأثرية وكانت أول هذه البعثات بعثة جامعة القاهرة التي اكتشفت علي شريط من الأرض طوله 13 كيلو مترا يمتد بمحاذاة الضفة الغربية من النيل علي قبر بنوت - أكثر من ألف مقبرة, كما أرسل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بعثة إلي معبد رمسيس الثاني بوادي السباع وفي الطريق المؤدي إلي مدخل المعبد, اكتشفت موقدا من البرونز عليه خرطوش رمسيس الثاني هذا إلي جانب الكنيسة القبطية التي شيدت داخل معبد رمسيس الثاني وقد حجب الفنانون المسيحيون النقوش المصرية القليلة البروز تحت طبقة من الجبس رسموا عليها صورة القديس بطرس ومع مرور الزمن تساقط الجبس في بعض المواقع وكشفوا عن نقوش لرمسيس الثاني.
هذا إلي جانب بعثة أكاديمية العلوم بالاتحاد السوفييتي التي اكتشفت مجموعات من الأدوات من العصر الحجري القديم, وكان من أهم الأعمال التي أجرتها التنقيب في وادي العلاقي وهو أكبر الوديان الجافة في النوبة ويمتد منه الطريق المؤدي إلي مناجم الذهب النوبية القديمة. ثم جاءت بعد ذلك بعثات من الهند, وكندا, وبعثة معهد الآثار الألماني, وبعثات جامعات تورينو, وميلانو, وروما ولندن والبعثة النمساوية وجميعها سجلت عدة اكتشافات مهمة علي أرض النوبة,هذا إلي جانب فك ما يقرب من 22 أثرا تم نقلها إلي مواقع جديدة وأكثر ملاءمة لها حول بحيرة ناصر. ومن هذه المعابد معبد كلابشة ومعبدي أبوسمبل, ومعابد فيلة, معبد دابود, دندور, الليسيه.
معبد أبوسمبل
يعد معبد أبوسمبل أشهر معابد النوبة وأجمل المعابد الصخرية التي أمر بنحتها الملك رمسيس الثاني وأهداه للإلهين آمون رع رب طيبة وحور أختي إله هليوبوليس ويتكون المعبد من مقصورتين الأولي شمالية وتزينها مناظر تتويج الملك وألقابه, والثانية جنوبية ويزين جدرانها مناظر تمثل الملك وهو يقدم القرابين للآلهة, وتزين الواجهة أربعة تماثيل عملاقة تعد أضخم تماثيل العالم القديم وتمثل رمسيس الثاني جالسا لارتفاع عشرين مترا والمعبد محفور في الصخر بعمق حوالي 60 مترا, أما المعبد الصغير فقد أمر بنحته رمسيس الثاني إلي الشمال من معبده لتخليد ذكري زوجته الجميلة نفرتاري وللإلهة حتحور وتحلي واجهة المعبد تماثيل واقفة منحوتة في الصخر يبلغ ارتفاع كل منها خمسة أمثال الحجم الطبيعي وقد شاعت شهرة هذين المعبدين في جيمع أنحاء العالم نتيجة للحملة الدولية التي قامت بها اليونسكو لإنقاذهما.
معابد فيلة
تضم جزيرة فيلة مخزونا أثريا ثمينا يشمل المعابد والمقصورات والأعمدة والبوابات الفرعونية والتي تجسد جميعها أساليب معمارية رومانية, يونانية, وفرعونية.
وقد تعرضت هذه الجزيرة لحصار مياه النيل لها معظم السنة بعد إنشاء سد أسوان عام 1902 ولكن بعد بناء السد العالي أصبحت الجزيرة غارقة جزئيا في المياه علي مدار السنة مما استدعي البدء في عملية إنقاذ جزيرة فيلة عام 1972, وذلك بنقل آلاف الأطنان من الصخور الأثرية إلي جزيرة أجيليكا التي تبعد حوالي 300 متر عن جزيرة فيلة. وقد تم نحت الجزيرة الجديدة وتشكيلها علي نموذج الجزيرة القديمة بحيث تتخذ شكل حمامة طافية علي النهر الذي يعرفه عبدة إيزيس القدامي.
يعد معبد إيزيس الذي بدأ في بنائه بطليموس الثاني من أهم وأضخم الآثار ضمن مجموعة المعابد الكبيرة والصغيرة فوق جزيرة فيلة, حيث يشغل هذا المعبد حوالي ربع مسافة الجزيرة,هذا إلي جانب معابد أمنحوتب وأرستوفيس. أما معبد حتحور فيعد آخر أثر بطلمي استكمل بناؤه قبل عام 116 ق.م بواسطة أيورجيتس الثاني.
معبد كلابشة
يعتبر معبد كلابشة أكبر مبني في منطقة النوبة وقد بني في فترة حكم الإمبراطور أوغسطس, وكرس لعبادة الإله النوبي ماندوليس بالإضافة إلي أوزوريس وإيزيس وكان هذا المعبد يغطي بالمياه معظم أيام السنة وفي عام 1962 - 1963 تم فكه ونقل أحجاره التي تبلغ حوالي 1300 حجر إلي منطقة كلابشة الجديدة.
معبد الليسيه
يرجع تاريخ معبد الليسيه إلي عام 43 من حكم تحتمس الثالث وهو منحوت من الصخر وأثناء مشروع إنقاذ آثار النوبة تم فك المعبد ونقله إلي أسوان ثم أهدته الحكومة المصرية إلي إيطاليا نظرا لما قدمته من جهود في المشروع وأعيد تركيبه بمتحف تورينو افتتح عام 1970.
افتتاح متحف النوبة
تابعت وطني في عددها الصادر بتاريخ 19 أكتوبر 1997 مراسم افتتاح متحف آثار النوبة بأسوان الذي يعتبر تتويجا لدور الحملة الدولية التي قادتها اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة,حيث يضم المتحف نخبة منتقاة من التراث الأثري والتاريخي والحضاري والبيئي لبلاد النوبة.
أشارت وطني إلي أن مشروع المتحف بدأ في أوائل الثمانينيات وقد صمم علي أساس تحقيق التكامل مع البيئة المحيطة وأن يكون منخفضا في الارتفاع بقدر الإمكان حتي يتناسب مع طبيعة المنطقة الأثرية مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المناخ القاري الخاص لمدينة أسوان ومعالجة الواجهات بطريقة تمنع دخول الضوء الشديد والحرارة وتبلغ مساحة المتحف كله 50 ألف متر مربع ومقام علي ربوة صخرية جرانيتية.
ينقسم العرض المتحفي إلي قسمين العرض المتحفي الخارجي والعرض المتحفي الداخلي أو مبني المتحف نفسه والمكون من ثلاثة طوابق.
يضم المتحف بين جنباته حوالي 2800 تحفة أثرية موزعة علي العرض الداخلي للمتحف وتم اختيار هذه القطع المتحفية من عدة متاحف هي المتحف المصري, متحف أسوان, متحف الفن الإسلامي, المتحف القبطي, المتحف اليوناني الروماني وأيضا من المناطق المختلفة في النوبة بالإضافة إلي معروضات التراث الشعبي.
أوضحت وطني في نفس العدد أن العرض الخارجي أو الحديقة المتحفية تعتبر في حد ذاتها متحفا متخصصا حيث تضم آثارا ثابتة موجودة أصلا في المنطقة مثل ذلك الطريق الحربي الذي سلكته الحملات القديمة إلي بلاد النوبة بآثاره الموجودة في أماكنها الأصلية, بالإضافة إلي مجموعة المقابر اليونانية والرومانية المحفورة في باطن الصخور والتي تعد من أبرز عناصر العرض الخارجي.
أما العرض الداخلي للمتحف فيوجد به قسم لعرض خرائط وصور التكوين الجغرافي للمنطقة والتطور التاريخي لبلاد النوبة بداية من عصر ما قبل التاريخ مرورا بالدولتين الوسطي والحديثة نهاية بالعصرين المسيحي والإسلامي.
كما يوجد قسم لمعروضات التراث الشعبي مثل قطع الحلي واللوحات الزيتية التي ترسم عادات وتقاليد أهل النوبة.
وهناك أيضا قسم لعرض آثار العصور المختلفة منها 50 قطعة أثرية في العصور الجيولوجية و22 قطعة أثرية من العصر الفرعوني, و17 قطعة أثرية من العصر اليوناني الروماني, و213 قطعة من العصر القبطي و188 قطعة من العصر الإسلامي و627 قطعة من التراث النوبي و1100 قطعة من مقتنيات متحف أسوان.
يحتوي بدروم المتحف علي معامل الترميم والورش ومخازن الآثار ومركز المراقبة والمسرح المكشوف والمدرسة التعليمية وخدمات الزوار.
اهتمت كذلك وطني في عام 2001 بأن تلقي الضوء علي المعرض التوثيقي الذي أقامه المكتب العلمي للسفارة الإيطالية والذي عرض الصور الفوتوغرافية للمواقع النوبية قبل الإنقاذ وضم حوالي 180 صورة تبرعت بها البعثات التي عملت في منطقة النوبة منذ عام 1900, واستمرت لفترت متفرقة لمدة 60 عاما لتلقي الضوء علي الفن والتراث الحضاري للنوبة.
************************************
القاهرة ـ جريدة المصريون : بتاريخ 12 - 7 - 2009
أسرة البروفسورة آنا هوهنفرت، عالمة الآثار الألمانية، أهدت مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر وثائق مهمة عن التراث النوبي، وذلك بناء على رغبة آنا التي جمعت هذه الآثار على مدار عدة سنوات عن الحضارات الإنسانية القديمة، بالإضافة إلى صور وشرائح ومذكرات سجلت فيها رحلتها إلى مصر، وبشكل خاص زيارتها لبلاد النوبة والقاهرة.
وحسب مسؤولي المركز، فإن البروفسورة هوهنفرت من مواليد ألمانيا عام 1909 وتوفيت العام الحالي عن عمر يناهز المائة سنة. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة فيينا. ولقد حولت اهتمامها الخاص بدراسة علم الأعراق البشرية إلى الحضارات القديمة. وتركزت أعمالها على مصر، فقامت بزيارات للبدو والفلاحين. وحين وجهت منظمة اليونيسكو نداء استغاثة إلى العالم لإنقاذ آثار النوبة قبل أن تغمرها مياه نهر النيل عن طريق البحيرة الصناعية نتيجة لبناء السد العالي، جنوب أسوان، كانت من أوائل من بادروا إلى المشاركة من أجل إنجاز عمل دولي منظم بدأ منذ عام 1960 يهتم بإنقاذ المعابد ونقلها.