Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

فيلياس الشهيد يصف إضطهادات الأسكندرية 

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فيلياس الشهيد والأسكندرية
الشهيد القديس سيلفيان
دقليديانوس وشهداء مصر
المسلمون يحتفلون بديقليانوس

Hit Counter

 


ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " كتابات فيلياس الشهيد فى وصف حوادث الأسكندرية "

1 - وطالما كنا قد ذكرنا بأن فيلياس كانت له شهرة عظيمة فى العلوم العالمية فليشهد لنفسه فى العبارة المقتبسة من كتاباته التى يكشف لنا فيها عن شخصيته وفى نفس الوقت يصف , بتدقيق أكثر منا , الأستشهادات التى حدثت فى عصره فى الأسكندرية .

2 - أن الشهداء المباركين الذين كانوا معنا , إذ كانت أمامهم كل هذه الأمثلة , والعينات المباركة المعطاة لنا من الأسفار المقدسة , لم يترددوا مطلقاً بل ثبتوا أعين نفوسهم بإخلاص نحو الرب , وإذ ركزوا تفكيرهم فى الموت من أجل المسيحية , ثبتوا فى دعوتهم بعزم وطيد , لأنهم عرفوا أن ربنا يسوع المسيح تأنس من أجلنا لكى يقطع كل خطية , ويمدنا بوسائط دخول الحياة الأبدية , لأنه لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للإله , لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد , وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه حتى موت الصليب (فى 2: 6- 8)

3 - وإذ كان هؤلاء الشهداء حاملوا المسيح غيورين أيضاً للمواهب الأفضل , تحملوا كل المحن وكل انواع المؤامرات والتعذيب , لا مرة واحدة فقط بل بعضهم مرتين , وبالرغم من أن الحراس تنافسوا مع بعضهم البعض فى تهديدهم بكل الأنواع والطرق , لا بالكلام فقط بل بالأعمال , فإنهم لم ينثنوا عن عزمهم لأن المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج (1 يو 4: 18)

4 - وأيه كلمات تستطيع وصف شجاعتهم وبسالتهم وسط كل تعذيب !! وإذ أعطيت الحرية لكل من أراد الأساءة إليهم كان البعض يضربونهم بالعصى , والآخرون بالهراتوات , والأخرون بجلدات , والبعض بالكرابيج , والآخرون بالحبال .

5 - أما النظارة (المتفرجين) فقد أختلفت درجات هياجهم , الكل أظهروا سخطاً شديداً , وكان البعض يشدون على الدهق (2) وقد اوثقت أيديهم خلفهم , وكل عضو يشد بآلة خاصة .. بعد ذلك يؤمر المعذبون بتمزيق كل أجسادهم بآلات التعذيب , ليس فقط كما هو مع القتلة , بل أيضاً بطونهم وركبهم وخدودهم , والآخرون كانوا يرفعون إلى فوق ويعلقون من أحدى ايديهم , فيقاسون الأهوال المروعة وذلك بجذب أطرافهم ومفاصلهم , وغيرهم كانوا يوثقون إلى ألأعمدة دون أن يستقروا على أقدامهم , بل كان ثقل كل اجسادهم يعلق على القيود التى ربطوا بها والتى كانوا يحكمون ربطها جيداً .

6 - كل هذه قاسوها , لا فى الفترة التى كان الحاكم يتحدث معهم فيها بل طول النهار , لأنه كان يجتاز إلى غيرهم كان يترك الأولين لحراسته موظفين تحت سلطته , لكى يراقب إن كان أحدهم قد أنغلب من التعذيب وبدت عليه علامات التسليم , ثم أنه يأمر بأن يوثقوا فى سلاسل بلا رحمة , وعندما يصلون إلى النفس الأخير كانوا يطرحون على ألأرض ويخرجونهم خارجاً

7 - لأنه أمر بأن لا توجه إلينا أيه عناية قط , بل كانوا يفكرون ويتصرفون كأنه لا وجود لنا بعد , وهكذا أخترع أعداؤنا هذا النوع من التعذيب علاوة على الجلد .

8 - وبعد هذه الثورات كان يوضع البعض على الدهق , وتمد قدما الواحد فى الثقوب الأربعة حتى يضطر إلى الرقاد على ظهره فوق الدهق وهو عاجز على الأنتصاب بسبب الجروح الجديدة التى غطت كل جسده نتيجة الجلد , وألاخرون كانوا يلقون على ألرض فينالون أقسى أنواع التعذيب فيرى المتفرجين مظاهر قسوة أشد هولاً , إذ كانوا يحملون فى اجسادهم علامات التعذيب المختلفة التى أخترعوها .

9 - وبينما كانت هذه الأمور تجرى كان البعض يموتون تحت التعذيب , مخجلين الخصم بثباتهم العجيب , والآخرون كانوا يطرحون فى السجون وهم يوشكون أن يفارقوا الحياة , وبعد أن يتجرعوا مرارة آلامهم يموتون فى أيام قليلة , اما الباقون , فإذ كانوا يشفون بسبب ما يلقونه من عناية , كانوا ينالون ثقة بمرور الوقت , وبحجزهم طويلاً فى السجن . 

10 - ولما كانوا يؤمرون بأن يختاروا أما الأعفاء من التعذيب إن لمسوا الذبائح الدنسة , وبذا ينالون منهم الحرية اللعينة , أو الحكم عليهم بالموت إن رفضوا أن يذبحوا , فإنهم كانوا لا يترددون , بل كانوا يسارعون إلى الموت بإبتهاج , لأنهم عرفوا ما سبق أن أعلنته الكتب المقدسة , لأنه قيل : من ذبح لآلهة أخرى يهلك (خر22: 20)

11 - هذه هى كلمات الشهيد الفيلسوف الحقيقى محب الرب يسوع التى وجهها إلى الأخوة فى أيبروشيتة , وكان لا يزال فى السجن , وقبل أن يصدر عليه الحكم النهائى , وفيها بين لهم ظروفه الخاصة , وفى نفس الوقت حثهم على الثبات  فى ديانة المسيح حتى بعد أن رأى الموت يقترب إليه .

12 - ولماذا نطيل التأمل فى هذه الأمور ونستمر فى أضافة أمثلة جديدة عن نضال الشهداء الأطهار فى كل العالم سيما إذا عرفنا أنهم كانوا لا يعاملون بمقتضى أى قانون , بل كان يهجم عليهم كأعداء فى الحرب .

*******************************

الأسكندرية

قد أحيطت الإسكندرية القديمة بسور كبير زال واندثر مع الأيام. سور وقف أمامه أنطيوخوس الرابع ملك سوريا حين أراد غزو مصر عام 170 - 168 ق. م ولم يدخل الإسكندرية، لكن الذي دخلها كان دقلديانوس الإمبراطور الروماني الشهير الذي عذب المسيحيين والذي سمى عصره بعصر الشهداء وبإحدى مذابحه بدأ التقويم القبطي. لقد استطاع دقلديانوس دخول الإسكندرية التي كانت قد أعلنت الثورة عليه وخلعته من حكم روما، وأعلنت قائد ثورتها لوكيس دوميتيوس إمبراطورا.
وقف دقلديانوس ثمانية أشهر أمام السور بين عامي 265 - 66 - ميلادية ثم نجح في دخول المدينة وحولها إلى حمامات دم.
أنا أصدق هذه المقولة حينما أتذكر أن محمد علي باشا تولى أمر البلاد المصرية عام 1805 وكان تعداد أهل الإسكندرية ثمانية الآف، هي التي بلغ تعداد سكانها في العصر الروماني ثلاثمائة ألف حر، وتستطيع أن تضيف مثلهـم من العبيد.
 بعد أن استقرت الأوضاع، ورفع  دقلديانوس عن أهل الإسكندرية جزية القمح، التي كانوا مضطرين لدفعها إلى روما، قاموا بتخليد ذكرى دقلديانوس الرهيب بإقامة نصب تذكاري من أجمل ما حفظته لنا المدينة من آثار ألا وهو عمود السواري الذي يقف شامخا على ربوة السيرابيوم بكوم الشقافة براقودة القديمة، أو كرموز الحالية.
فى حي كرموز عمود السواري الشامخ هو الموقع الذي أقيم فوقه من أهم الآثار. كان فوق نفس الهضبة معبد السيرابيوم الذي أسماه العرب قصر الإسكندرية، وكان عمود السواري يتوسط أربعمائة عمود ترفع القصر الذي تهدم. الأعمدة نفسها حملها الجنود أيام صلاح الدين الأيوبي وألقوا بها في البحر لتحصين الإسكندرية. وما تزال هذه الأعمدة الغارقة الآن يراها من يغطس في الميناء الشرقي بالإسكندرية .
أسفل هضبة كوم الشقافة هذه توجد جبانات أثرية خالية، بها مغارات
عمود السواري قطعة واحدة من الجرانيت الأحمر طولها 20.75 متر وقطرها عند القاعدة 2.70 متر وعند التاج 2.30 متر قطعت من جبال أسوان ونقلت سليمة إلى الإسكنـدرية لينقش عليها بالهيروغليفية واليونانية مـا يؤكـد أنه أقيم تخليـدا لذكـرى الإمبراطور قلديانوس..
لم تكن الإسكنـدريـة تعتبر جزءا من مصر. كان اليونانيون ومن بعدهم الرومان يقولون عنها الإسكندرية المجاورة لمصر. ولدت من يومها تاريخا مستقلا. صارت سيدة العصر الهلنيستي. كان طولها في بدايتها خمسة كيلومترات وعرضها حوالي الكيلو متر والنصف.
طولها ازداد مع الزمن. عرضهـا لم يزدد كثيرا بسبب بحيرة مريوط التي تضغـط على جنوبها، وبحيرة إدكو، والصحـراء. كـذلك مكتـوب على الإسكندريـة أن تستطيل مع البحر. أن تنام حتى القيامة في حضن الموج. هي عروس دائم للبحر المتوسط هكذا أرادتها الطبيعة رغم ما يقذفـه بها بنو الإنسان من تلوث وتخبط واستبداد.
 الترعة
من أهم أسبـاب ازدهار الإسكندرية قديما وجـود الفنار الشهير، إحدى عجائب الـدنيا السبع القديمة، الذي شيده المهندس سوستراتوس بن ديكسيانس في عهـد بطليموس الأول لينتهي منه في عهـد بطليمـوس فيـلادلفوس حوالي عام 280 ق. م. لقد كان الفنار يرتفع إلى 135 مترا يهدي السفن إلى الميناء. وكان أيضا يستخدم في صرف سفن الأعـداء بالمرايا الضخمة التي تعكس حزما من أشعة الشمس مركزة عند اللزوم. لقد أباد الزلزال الفنار العجيب.
السبب الثاني المهم لازدهار الإسكندرية قـديما كان وجود ترعة من المياه العذبة هي ترعة شيدا مكانها الآن سوق شيديا لابد، أو على الأقل مكان جزء منها- كانت الترعة تربط بين النيل والميناء. أي بين الإسكندرية وأعماق القارة الإفريقية.
 ردم أجـزاء كبيرة من البحيرات بـدءا من بحيرة مريوط بالإسكندرية حتى بحيرة البردويل في سيناء.
======================

المـــــــراجع

(1)  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 10 (ك8 ف10)

(2) الدهق عبارة عن خشبتان فيها ثقوب يدخل ساق المعتقل فيهما ثم يربطا (يقمط بهما على ساقى المذنب )

This site was last updated 01/23/10