Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

من هو الرئيس جمال عبد الناصر ؟

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عائلة عبد الناصر

 

 

الرئيس جمال عبد الناصر

أكد الكثير من المؤرخين أنه بالرغم من أخطاء جمال عبد الناصر بدخوله بين رحى أمتين من الأمم العظمى وهم روسيا وأمركا فى ذلك الوقت وإنحيازه للدب الروسى , إلا أنه قد وضع إسم مصر كمقدمة دول منطقة الشرق الأوسط , وأننى من المعجبين لشخصية هذا الرئيس ورأيى الشخصى ينحصر فى : "  أنه كان يحب مصر ولكنه لعدم خبرته السياسية وطموحه واجهته مصاعب خارجية جمه وفى الداخل كان حوله مستنفعيين لا أخلاق لهم أضاعوا إقتصاد مصر وكان كل من حوله لا يؤمنون بإيمانه بحق المصريين فى الحرية وحق مصر فى قيادة الشرق الأوسط"

المنزل الذى ولد فيه عبد الناصر بالأسكندرية
 وقد لد جمال عبد الناصر في 15 يناير1918 في 18 شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية ., من أبويين مصريين وقد ولد ابوه عبد الناصر حسين فى سنة 1888 م فى قرية بنى مر فى صعيد مصر (الصورة الجانبية عبد الناصر مع أبيه) , وقد حصل أبوه على قدر بسيط من التعليم أهله لأن يعمل فى مصلحة البريد بالأسكندرية وكان مرتبه ضئيلاً يكفى بالكاد لسد متطلبات  أسرته , وأطلق عبد الناصر على ابنه البكر أسم جمال


وألحق عبد الناصر ابنه جمال بروضة الأطفال بمحرم بك يالأسكندرية ثم ألحقه بعد ذلك بالمدرسة الإبتدائية بالخطاطبة وذلك فى عامى 1922-1924 م  - ولأمر ما أنتقل جمال إلى القاهرة ليعيش مع عمه خليل حسين الذى ألحقة فى سنة 1925 بمدرسة النحاسين الإبتدائية بالجمالية بالقاهرة , وكان جمال يسافر فى اثناء العطلات المدرسية لزيارة أسرته بالخطاطبة , وتوفت والدته أثناء وجوده فى القاهرة ولم يستطع أحد أن يجد الشجاعة لأبلاغه هذا النبأ المحزن , وقد ذكر جمال عبد الناصر هذا الحدث المؤسف  فى مقابلة  "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: " لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية ، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن . وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين ".

وفى  سنة 1928 م أرسله والده ليقيم عند جده لوالدته بعد أن أتم جمال السنة الثالثة فى مدرسة النحاسين بالقاهرة وأكمل السنة الرابعة فى مدرسة العطارين بالأسكندرية
وفى سنة 1929 م أمضى جمال عبد الناصر عاماً بالقسم الداخلى فى مدرسة حلوان الثانوية , وفى العام التالى أى فى سنة 1930 أنتقل إلى مدرسة راس التين الثانوية بالأسكندرية  بعد أنتقل والده فى العمل بمصلحة البريد ( البوسطة) هناك .
وأثناء دراسته فى مدرسة رأس التين حدث أن استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣  فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور , وبدأ جمال عبد الناصر تتفتح أفكاره ويندمج وجدانه مع أحلام شعب مصر , وقال جمال عبد الناصر عن أول إحتكاك له فى العمل الوطنى  فى حديث صحفى أدلاه فيما بعد حديث مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز" ١٨/٦/١٩٦٢
"كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف ، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات ؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي ؛ سألت عن سبب المظاهرة ، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة.
وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب"

00 في خطاب لجمال عبد الناصر بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤  وصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته من آثار في نفسه فقال فى خطابه :

"حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية . سرح بي الخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغير وتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية ، وأنا أهتف لأول مرة في حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية ، وآلي على نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها ؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه ، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه".

وكانت النتيجه أن بدأ نشاط جمال عبد الناصر فى المدرسة فكتب مقال بعنوان "فولتير رجل الحرية" .
وقد ضاقت الحكومة الضعيفة فى ذلك الوقت بالمظاهرات وبنشاط جمال  فأوقفوا الدراسة بالمدرسة ونبههوا على ابيه عبد الناصر   بذلك فإضطر بإرسال أبنه جمال إلى القاهرة وألحقة فى عام 1933م بمدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر , وأستمر فى نشاطه السياسى  فاصبح رئيس أتحاد مدارس النهضة الثانوية .
وكان جمال عبد الناصر مثقفاً وقد حكى لى والدى أنه أثناء عمله فى سلاح الصيانة وجوده فى حرب 1948 فى فلسطين رأى  جمال عبد الناصر يقرا دأئماً وقد ذكر جمال أنه قرأ  ن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية). (الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
وكان معجباً ككل جيله بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تهدف فى باطننها إلى الإشارة إلى ضرورة ظهور زعيم للمصريين يوحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطني لمصر لتتسيد وضعها فى المنطقة .
وفى ١٩٣٥
أقامت مدرسة النهضة الثانوية حفله حضرها وزير المعارف في ذلك الوقت  لعب الطالب جمال عبد الناصر فيها دور "يوليوس قيصر" بطل تحرير جماهير الشعب في مسرحية "شكسبير" .
وطالب تلاميذ المدارس بعودة الدستور فى سنة 1935م وعلق جمال عبد الناصر على هذا بقوله فى خطاب   إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذه الفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاً جديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قال مصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ٤/٩/١٩٣٥).
فى نوفمبر 1935م وبعد شهرين بعد تصريح  "صمويل هور" رفضت بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، اندلعت مظاهرات الطلبة ومعهم العمال في البلاد ،

وفى 13 نوفمبر قاد جمال عبد الناصر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية قامت  قوة من البوليس الإنجليزي بتفرقتها بالقوة فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي كانت المظاهرة تسير بجانبه  وقوع الحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. (راجع مجلة الجهاد ١٩٣٥).
وقد ذكر الرئيس جمال عبد الناصر هذا الحدث فى كلمة ألقاها في جامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى في سبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر"وانضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى الكثير من وفود الطلبة التي كانت تقابل  فى بيوتهم وتطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت نتيجة لأثر هذه الجهود الطلابية الجبهة الوطنية سنة ١٩٣٦ . .

وكانت نتيجة لهذا الضغط الشعبى الجارف أن  صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر 1935 بعودة دستور 1923
وعبر جمال عبد الناصر فى خطاب إلى صديقة  حسن النشار في ٢ سبتمبر 1935 عن هذه الفترة  قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوة التي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...". وكذلك فى كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيام قدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخ ورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحرك الجبال ولا تحطم الصخور".
 وعلق جمال عبد الناصر على وحده زعماء ذلك العصر فقال كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التي اجتمعوا عليها كانت معاهدة 1936 التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى في مصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حال وقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
ورصدت  مباحث البوليس تحركات جمال عبد الناصر ونشاطه السياسى المكثف وأوعزت إلى مدرسة النهضة بفصله بتهمة تحريضه للطلبه على المظاهرات والتمرد والثورة , وتعطيل الدراسه بها , فثار زملاؤه الطلبه وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة (المدير) فى قرارة وانضم جمال عبد الناصر إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها ،"فلم يكن هناك حزب مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهداف الوطنية".
وكان يخرج مع زملائه كل عام في 2 من شهر نوفمبر فى مظاهرات احتجاجاً على وعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حساب الفلسطينيين ..

.وبعد أنتهاء جمال عبد الناصر من دراستة الثانوية وحصولة على البكالرويا ( الثانوية العامة اليوم ) ألتحق بالجيش المصرى  وتقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقط في كشف الهيئة لعدة أسباب منها أسباب إجتماعية واخرى سياسية الإجتماعية لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئا ً، والسياسية لأنه اشترك في مظاهرات 1935، ولأنه لا يملك واسطة.
وألتحق جمال عبد الناصر بكلية الحقوق جامعة القاهرة  فى أكتوبر 1936 م  والتى كان المتخرج منها فى ذلك الوقت يصل إلى اعلى المناصب الوزارية وكانت لها شهرة فى العمل السياسى , ولكنه بعد مضى ستة شهور من الدراسة إتجهت نية الحكومة إلى زيادة عدد الضباط فى الجيش من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الإجتماعية , فقبلت الكلية الحربية دفعة فى خريفق سنة 1936 , ثم اعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية فى مارس 1937 م , فتقدم جمال عبد الناصر مرة ثانية وحدث أن توصل إلى مقابلة مع وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيرى فأعجب بآراؤه ووطنيته وإصراره على دخوله الجيش وخدمة وطنه فيه .
وفى 1938 أصبح " رئيس فريق " وأسندت إليه مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان بينهم عبد الحكيم عامر - ورقى جمال عبد الناصر إلى رتبة أومباشى طالب .

وفى يولية 1938 م تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور 17 شهراً فقط  وذلك كان بسبب سد الفراغ فى المناطق التى تركتها القوات البريطانية فى القاهرة بعد إنتقال القوات البريطانية وتمركزها فى منطقة السويس
وفى أثناء وجوده فى الكلية الحربية تردد جمال على مكتبتها ويمكن معرفة الكتب التى قرأها فى هذه الفترة الوجيزة التى لا تتجاوز 17 شهرا  من خلال كارت الإستعارة أو دفتر الإستعارة بها حيث قرأ عن العظماء أمثال "بونابرت" و" الإسكندر" و" جاليباردى" و" بسمارك " و" مصطفى كمال أتاتورك " و" هندنبرج " و" تشرشل " و" فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات الدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة 1919 .
وعين جمال عبد الناصر بعد تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، والتقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
وفى عام
1939 طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان حيث كانت تابعة لمصر، فخدم في الخرطوم وفى جبل الأولياء ، وهناك إلتقى مع زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو 1940 رقى إلى رتبة الملازم أول
.

ترقية ضباط فاسدين عديمى الكفائة وتفكيره بإصلاح الجيش وتطهيره من الفساد
وقد كتب لصديقه حسن النشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارف ألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملق ولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال , شخص هذه صفاته يحترم من الجميع ولكن.. الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذي لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذي لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة في كنف الاستعمار.. يقولون.. كما كنا يجب أن يكونوا. كما رأينا يجب أن يروا.. والويل كل الويل لذلك... الذي تأبى نفسه السير على منوالهم... ويحزنني يا حسن أن أقول إن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً.. ويحزنني يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق - تفشى في الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار. أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدني في عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار...". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار..١٩٤١ ... ينشر لأول مرة)
ونقل جمال عبد الناصر فى نهاية سنة 1941 إلى كتيبة بريطانية فى الخطوط الخلفية بالقرب من العلمين فى مصربعد كان رومل ثعلب الصحراء القائد الألمانى   قد تقدم نحو الحدود المصرية الغربية مخترقاً الصحراء

وهنا يقول جمال عبد الناصر عن هذه الفترة من حياته  : "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة".
وحدث فى 4 فبراير سنة 1942 أن توجه السفير البريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين في القاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراً يخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق في تشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع , وقد سلم الملك وقبل الإنذار المفروض عليه بلا قيد أو شرط فكتب إلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير 1942 يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أن ما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنى أعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط، ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلوا القوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.  أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساس فيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوا يتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.

 , وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردوا للبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعد الحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض الأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذا درساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ١٦/٢/١٩٤٢). ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبدا
وفى  9 سبتمبر 1942  رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب)

وفى ٧ فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية . ومن قائمة مطالعاته من خلال كارت الإستعارة بالمكتبة في هذه الفترة قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال " ليدل هارت " و" كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل" و"تشرشل".
تدريب الفدائيين ضد القوات البريطانية فى القناة
وتزوج جمال عبد الناصر فى 29 سنة 1944 من تحية فؤاد الكاظم   ابنة تاجر من رعايا دولة إيران – كان قد تعرف على عائلتها عندما كان فى زيارة عمه خليل حسين ، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم.

لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار،

وقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة من قبل - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين ( يعتقد ان هؤلاء الفدائيين كانوا من الإخوان المسلمين ) للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في 1951 - 1952 م
تنظيم الضباط الأحرار
فى عام 1945 انتهت الحرب العالمية الثانية ويشير جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان على تنظيم الضباط الأحرار : "وقد ركزت حتى 1948على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
وصدر قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر 1947 عقد تنظيم الضباط الأحرار اجتماعاً وقرروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك ، واتفقوا على مساعدة المقاومة في فلسطين .
وذهب جمال عبد الناصر
فى اليوم التالي  إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاً ويسكن في حى مصر الجديدة فعرض عليه أن يقوم الضباط الأحرار كمدربين لفرقة المتطوعين أو كمقاتلين معها. وأجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبل هذا العرض دون موافقة الحكومة المصرية لأنه لاجئ سياسى . وبعد بضعة أيام رفض مفتى فلسطين العرض .

وفى أوائل 1948 رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة صاغ (رائد)

وتقدم جمال عبد بطلب إجازة من إدارة الجيش حتى ينضم إلى المتطوعين الذاهبين للحرب ضد اليهود ، لكن فجأة  أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. وغادر  جمال مصر إلى فلسطين في 16 مايو 1948. وعلق جمال عبد الناصر على حرب فلسطين فقال :   "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام في غزه للملك فاروق وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا .  وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين..

وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة. ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في 24 فبراير 1949."
وجرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء المعارك التى خاضها فى حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور البطولى الذي قام به خلال المعارك فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام 1949.
ورجع جمال عبد الناصر إلى القاهرة بينما كان رفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريون يكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوها للجيش وكانت تسبب خسائر كبيرة فى الأراح بين صفوف الجيش المصرى .
وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري
إزالة حكم  أسرة محمد على؛ أى التخطيط بالثورة على الملك فاروق ليكون الهدف الوحيد لتنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية 1949 وحتى يوليو 1952.
ووقد كان
التخطيط بإقصاء الملك  والقيام بالثورة في سنة 1955، لكن الحوادث التى حدثت جعلته يتخذ قرار القيام بالثورة قبل ذلك بكثير.
ونجح في امتحان
كلية أركان حرب بتفوق وكانت النتيجة أن جمال عبد الناصر عين  مدرساً فيها  في ١٢ مايو 1949. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار السرى وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وحسين الشافعي وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي وأنور السادات وخالد محيى الدين وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى نفس اللجنة التي أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام 1950 - 1951 م
وفى ٨ مايو
1951 رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وبالرغم من ترقيته إلا أنه اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية 1952، وكانوا يدربون المتطوعين ويوردون السلاح وكان هو كفاح مسلح من جانب الشباب ومن كافة الاتجاهات السياسية وتم خارج الإطار الحكومي.
وفي بداية عام
1952 اتجه تفكير الضباط الأحرار إلى الاغتيالات السياسية وبدئوا باللواء حسين سرى عامر - أحد قواد الجيش الذين تورطوا في خدمة مصالح القصر – إلا أنه نجا من الموت، واشترك في هذه المحاولة الفاشلة جمال عبد الناصر، ولكنه اعلن رفضه لهذا أفتجاه الدموى فوافقه الجميع على العدول عن هذا الاتجاه .
ثم صدرت منشورات الضباط الأحرار التي كانت تطبع وتوزع سراً . ودعت هذه المنشورات  إلى إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه بجدية كما دعت الحكاموالقيادات  عن تبذير ثروات البلاد ورفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة ، وانتقدت الاتجار في الرتب والنياشين العسكرية التى أعطيت لمن لا يستحقها . وأنتشرت فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى جانب فضائح اقتصادية أخرى تورطت فيها حكومة الوفد.
وفي26  يناير 1951 حدث حريق القاهرة الشهير بعد اندلاع المظاهرات في القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التي ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية في اليوم السابق ، والتي قتل فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢. وأشعلت الحرائق في القاهرة ولم تصدر الأوامر للجيش بالنزول إلى العاصمة إلا في المغرب بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى ، وتركت ١٢ ألف شخص بلا مأوى، وبلغت الخسائر ٢٢ مليون جنيهاً.

أزمة إنتخابات نادى ضباط الجيش
وجرى صراعاً سافراً بين الضباط الأحرار وبين الملك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادي ضباط الجيش. وكان الملك فاروق   اللواء حسين سرى عامر المكروه من ضباط الجيش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادي ، وقدم الضباط الأحرار قائمة مرشحيهم وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب للرياسة ، وقد تم انتخابه بأغلبية كبرى ولكن ألغى الملك  الانتخاب ،ولكن ثبت للضباط الأحرار أن الجيش إنضم  معهم  ضد الملك، فقرر جمال عبد الناصر – رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار – وكان هذا المؤشر هو الذى قدم موعد الثورة والتي كان محدداً لها قبل ذلك عام 1955،

قيام الثورة فى 23 يوليو 1952

وتحرك الجيش ليلة 23 يوليو 1952 وإحتلوا  مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة وألقوا القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب الخبر عنها .
- وكان الضباط الأحرار قد
أبلغوا محمد نجيب قبلها بشهرين في احتمال انضمامه إليهم إذا ما نجحت محاولتهم فى الثورة على الملك  -وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة  إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى 25 أغسطس 1953 أى ان السلطة الفعلية فى إدارة البلاد فى ذلك الوقت كانت فى يد جمال عبد الناصر عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس أسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر
..

بيان الثورة:
وفى صباح يوم ٢٣ يوليه وبعد احتلال دار الإذاعة إذاع أنور السادات بيان الثورة التالي:
"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.  أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".
وبعد بثلاثة أيام – أي في26 يوليه – أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد.

وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار .
و صدر قرار فى 18 يونيه 1953من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وإسناد رئاسة الجمهورية إلى السيد محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة التي شغلها منذ ٧ سبتمبر 1952، وتولى جمال عبد الناصر أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية.  ثم ترك جمال عبد الناصر فى الشهر التالي منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء.

قرار مجلس أعضاء الثورة بإلغاء الملكية .
وفى فبراير 1954استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة ، وأنتخب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفيما يلي البيان الذي أذاعه المجلس بأسباب ذلك الخلاف في 25 فبراير 1954:

"أيها المواطنون
"لم يكن هدف الثورة التي حمل لواءها الجيش يوم ٢٣ يوليه سنة ١٩٥٢ أن يصل فرد أو أفراد إلى حكم أو سلطان أو أن يحصل كائن من كان على مغنم أو جاه، بل يشهد الله أن هذه الثورة ما قامت إلا لتمكين المُثل العليا في البلاد بعد أن افتقدتها طويلاً نتيجة لعهود الفساد والانحلال.
لقد قامت في وجه الثورة منذ اللحظة الأولى عقبات قاسية عولجت بحزم دون نظر إلى مصلحة خاصة لفرد أو جماعة، وبهذا توطدت أركانها واطرد تقدمها في سبيل بلوغ غاياتها.
ولا شك أنكم تقدرون خطورة ما أقيم في وجه الثورة من صعاب، خاصة والبلاد ترزح تحت احتلال المستعمر الغاصب لجزء من أراضيها، وكانت مهمة مجلس قيادة الثورة في خلال هذه الفترة غاية في القسوة والخطورة، حمل أفراد المجلس تلك التبعة الملقاة على عاتقهم ورائدهم الوصول بأمتنا العزيزة إلى بر الأمان مهما كلفهم هذا من جهد وبذل.
ومما زاد منذ اللحظة الأولى في قسوة وخطورة هذه التبعة الملقاة على أعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم كانوا قد قرروا وقت تدبيرهم وتحضيرهم للثورة في الخفاء قبل قيامهم أن يقدموا للشعب قائداً للثورة من غير أعضاء مجلس قيادتهم وكلهم من الشبان، واختاروا فعلاً فيما بينهم اللواء أركان حرب محمد نجيب ليقدم قائداً للثورة، وكان بعيداً عن صفوفهم، وهذا أمر طبيعي للتفاوت الكبير بين رتبته ورتبهم، وسنه وسنهم، وكان رائدهم في هذا الاختيار سمعته الحسنة الطيبة وعدم تلوثه بفساد قادة ذلك العهد.
وقد أخطر سيادته بأمر ذلك الاختيار قبل قيام الثورة بشهرين اثنين ووافق على ذلك.
وما أن علم سيادته بقيام الثورة عن طريق مكالمة تليفونية بين وزير الحربية فى ذلك الوقت السيد مرتضى المراغى وبينه وفى منزله حتى قام إلى مبنى قيادة الثورة واجتمع برجالها فور تسلمهم لزمام الأمور.
ومنذ تلك اللحظة أصبح الموقف دقيقاً؛ إذ أن أعمال ومناقشات مجلس قيادة الثورة استمرت أكثر من شهر بعيدة عن أن يشترك فيها اللواء محمد نجيب إذ أنه حتى ذلك الوقت وعلى وجه التحديد يوم ٢٥ أغسطس سنة ١٩٥٢ لم يكن سيادته قد ضم إلى أعضاء مجلس الثورة.
وقد صدر قرار المجلس فى ذلك اليوم بضمه لعضويته كما صدر قرار بأن تسند إليه رئاسة المجلس بعد أن تنازل له عنها البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر الذى جدد انتخابه بواسطة المجلس قبل قيام الثورة كرئيس للمجلس لمدة عام ينتهى فى أخر أكتوبر سنة ١٩٥٢.
نتيجة لذلك الموقف الشاذ ظل اللواء محمد نجيب يعانى أزمة نفسية عانينا منها الكثير رغم قيامنا جميعاً بإظهاره للعالم أجمع بمظهر الرئيس الفعلى والقائد الحقيقى للثورة ومجلسها مع المحافظة على كافة مظاهر تلك القيادة.
وبعد أقل من ستة شهور بدأ سيادته يطلب بين وقت وآخر من المجلس منحه سلطات تفوق سلطة العضو العادى بالمجلس، ولم يقبل المجلس مطلقاً أن يحيد عن لائحته التى وضعت قبل الثورة بسنين طويلة إذ تقضى بمساواة كافة الأعضاء بما فيهم الرئيس فى السلطة، فقط إذا تساوت الأصوات عند أخذها بين فريقين فى المجلس فترجح الكفة التى يقف الرئيس بجانبها.
ورغم تعيين سيادته رئيساً للجمهورية مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء ورئاسته للمؤتمر المشترك إلا أنه لم ينفك يصر ويطلب بين وقت وأخر أن تكون له اختصاصات تفوق اختصاصات المجلس، وكان إصرارنا على الرفض الكلى لكى نكفل أقصى الضمانات لتوزيع سلطة السيادة فى الدولة على أعضاء المجلس مجتمعين.

وأخيراً تقدم سيادته بطلبات محددة وهى:
أن تكون له سلطة حق الاعتراض على أى قرار يجمع عليه أعضاء المجلس، علماً بأن لائحة المجلس توجب إصدار أى قرار يوافق عليه أغلبية الأعضاء.
كما طلب أن يباشر سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وكذا سلطة الموافقة على ترقية وعزل الضباط وحتى تنقلاتهم؛ أى أنه طالب إجمالاً بسلطة فردية مطلقة.
ولقد حاولنا بكافة الطرق الممكنة طوال الشهور العشرة الماضية أن نقنعه بالرجوع عن طلباته هذه التى تعود بالبلاد إلى حكم الفرد المطلق، وهو ما لا يمكن نرضاه لثورتنا، ولكننا عجزنا عن إقناعه عجزاً تاماً وتوالت اعتكافاته بين وقت وأخر حتى يجبرنا على الموافقة على طلباته هذه، إلى أن وضعنا منذ أيام ثلاثة أمام أمر واقع مقدماً استقالته وهو يعلم أن أى شقاق يحدث فى المجلس فى مثل هذه الظروف لا تؤمن عواقبه.

أيها المواطنون
لقد احتمل أعضاء المجلس هذا الضغط المستمر فى وقت يجابهون فيه المشاكل القاسية التى تواجه البلاد والتى ورثتها عن العهود البائدة.
يحدث كل ذلك والبلاد تكافح كفاح المستميت ضد مغتصب فى مصر والسودان وضد عدو غادر يرابط على حدودها مع خوضها معركة اقتصادية مريرة وإصلاحاً لأداة الحكم وزيادة الإنتاج إلى أخر تلك المعارك التى خاضتها الثورة ووطدت أقدامها بقوة فى أكثر من ميدان من ميادينها.
واليوم قرر مجلس قيادة الثورة بالإجماع ما يلى:
أولاً: قبول الاستقالة المقدمة من اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التى يشغلها.
ثانياً: يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى تولى كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهو إجلاء المستعمر عن أرض الوطن.

ثالثاً: تعيين البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس الوزراء.
ونعود فنكرر أن تلك الثورة ستستمر حريصة على مُثلها العليا مهما أحاطت بها من عقبات وصعاب، والله كفيل برعايتها إنه نعم المولى ونعم النصير، والله ولى التوفيق".

الصورة الجانبية : جمال عبد الناصر يصلى أمام قبر رسول الإسلام

صورة اعضاء مجلس قيادة الثورة التقطت في 18 يونيو/حزيران عام 1953 بعد مرور يوم واحد من اعلان مصر جمهورية: الجالسون من اليمين الى اليسار ، المقدم انورالسادات ، والرائد سالم ، والعميد عبد الحكيم عامر ، ورئيس مصر بعد الثورة محمد نجيب ، والمقدم جمال عبد الناصر،
الخلاف مع جماعة الإخوان وحلها
وسرعان ما قامت المظاهرات وتداركها مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب إلى رئاسة الجمهورية في بيان صدر في 27 فبراير1954.
وبدأت أحداث الشغب التي دبرتها جماعة الإخوان المسلمين التي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً مسبقاً بحلها في 14 يناير 1954

 فأولاً ألغيت الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات، وتقرر في ٥ مارس 1954 اتخاذ الإجراءات فوراً لعقد جمعية تأسيسية تنتخب بالاقتراع العام المباشر على أن تجتمع في يوليه 1954وتقوم بمناقشة مشروع الدستور الجديد وإقراره والقيام بمهمة البرلمان إلى الوقت الذي يتم فيه عقد البرلمان الجديد وفقاً لأحكام الدستور الذي ستقره الجمعية التأسيسية.

تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحافة والنشر.
وثانياً: قرر مجلس قيادة الثورة تعيين محمد نجيب رئيساً للمجلس ورئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة الوزارة وعاد نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.
حل مجلس قيادة الثورة يوم
24 يوليه 1954 أي في يوم انتخاب الجمعية التأسيسية.
وقرر مجلس قيادة الثورة في
25 مارس 1954 السماح بقيام الأحزاب

الصورة الجانبية الرئيس جمال عبد الناصر فى مكة أثناء تأديته مراسيم الحج

وقرر المجلس بإرجاء تنفيذ قرارات 25 مارس 1954 وحدث انقساماً داخله بين محمد نجيب يؤيده خالد محيى الدين وبين جمال عبد الناصر وباقي الأعضاء.
وقد انعكس هذا الصراع
فى داخل الجيش، وحاول السياسيون استغلاله وخاصة الإخوان المسلمين وأنصار الأحزاب القديمة الذين كانوا فى صف نجيب وعلى اتصال به وإفشال الثورة لعدم وجود مكان لهم فى الحياة العامة بعد الثورة .
وفى
17 أبريل 1954 تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية

وفي ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤   جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية ، وثبت من التحقيقات مع الإخوان المسلمين أن محمد نجيب كان على اتصال بهم وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم.

وقرر مجلس قيادة الثورة في 14 نوفمبر 1954 إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.

وفى١٦ يناير ١٩٥٦ ـ  صدر أول دستور للثورة
وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦  انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور
وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراداً من الجيش السوري في 28 سبتمبر 1961.
وظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في 28 سبتمبر 1970.
أننى أشكر السيدة هدى عبد الناصر التى كتبت المعلومات المخصرة الوافية عن الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر  كما أشكر مكتبة الإسكندرية على مجهودها فى هذا الشأن والمقالة السابقة مأخوذه عن مرجع الزعيم جمال عبد الناصر مع عدة مراجع أخرى ونرجوا من السادة القراء أن

http://nasser.bibalex.org/pictures01-%20sira.htm   يراجعوا ما كتبته السيدة هدى عبد الناصر عن سيرة الرئيس جمال عبد الناصر لمزيد من المعلومات

This site was last updated 04/06/13