Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 أثناسيوس يصبح البابا الـــ 20 للأقباط

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أثناسيوس شماساً
أثناسيوس والأنبا أنطونيوس
الأنبا غريغوريوس والبابا أثناسيوس
أثناسيوس فى مجمع نيقية
إنضمام المليتيين والأريوسيين
أثناسيوس يرسم بابا
بداية تبشير أثيوبيا بالمسيحية
البابا أثناسيوس ورحلة رعوية
الأريوسيين ينظمون صفوفهم
بداية التحرك الأريوسى
بداية التحرك ضد أثناسيوس
الأمبراطور قسطنطين وأثناسيوس
إتهامات وإفتراءات الأريوسيين
أرسانيوس المقتول يظهر حياً
شجاعة أثتاسيوس

 

قبل سيامة أثناسيوس بابا الأسكندرية

كان من ضمن مقررات مجمع نيقية هو تكليف الكرسى الأسكندرى بدء الصوم الكبير وتحديد عيد القيامة بإعتبار المصريين أقدر أساقفة العالم فى ذلك الوقت من جهة الحسابات الفلكية ,  ثم بدء فى خطاب فصحى دورى إلى أساقفة العالم بتحديد مواعيد وأزمنة الصوم الكبير وعيد القيامة وبعد فترة حوالى 5 شهور من نهاية أخر جلسة فى مجمع نيقية تنيح البابا ألكسندروس فى 22 برمودة الموافق 17 أبريل أى فى الموسم الفصحى سنة 328 م .

[ وقد وصف المؤرخ روفينوس (3) البابا ألكسندروس بالقديس اللطيف الهادئ ولم تكن نياحته دون إشارة إلهامية من الروح القدس بخصوص من سيخلفه على الكرسى , من أجل هذه المهمة السماوية الخطوة التى بدأها الإله على يديه إلا وهى الدفاع عن الإيمان الصحيح والشهادة للاهوت المسيح .

فإلكسندروس وهو فى النزاع الأخير , وكل الإكليروس مجتمعون حولة يتباركون منه , بدأ ينادى بإلحاح : " أثناسيوس ... أثناسيوس " ولكن لأن اثناسيوس كان يخشى هذه اللحظة وما يمكن أن يكون وراءها من مسئولية , فهرب , فلما كرر البابا نداءه : " أثناسيوس ... أثناسيوس " رد عليه أحد الإكليروس من الواقفين وكان أسمه اثناسيوس أيضاً , فإستنكر البابا رد هذا المدعى , ثم أستمر ينادى أثناسيوس , ولكن عندما تحقق من عدم وجوده قال : " وهل تظن أن بهروبك يمكنك أن تفلت ؟ ... لا يمكن ]

الأساقفة المليتينين يقاومون رسم أثناسيوس بابا للأسكندرية

كان فى الكنيسة القبطية 35 أسقفاً من المليتينين ( تابعين للأسقف لمليتيوس وكانوا قد أنضموا للأريوسيين سراً ) وحدث أن أسقف منطقة مارمريكا كان من المليتينيين  قطع من الشركة ( حرم من الكنيسة القبطية ) أسمه نيثوناس  كان المليتنيين قد تجرأوا ورسموه اسقفاً , وكانوا يريدون تقديمه ليكون بابا للكنيسة القبطية ولكنهم لم يستطيعوا لإتحاد رأى الأساقفة الباقيين حول إختيار أثناسيوس ليكون البابا رقم 20 للكنيسة القبطية وكان عددهم يقترب من المائة ( 94 أسقفاً إختاروا اثناسيوس مقابل 35 من المليتينيين ) من الأسكندرية ومصر وليبيا  (4) وربما النوبة , وكان إعتراضهم أن سن أثناسيوس فى ذلك الوقت كان قد قارب الثلاثين من عمره وهو اقل من السن القانونى بحسب التقليد الكنسى .

وقرر الأساقفة فى رسالة لهم لأخوانهم أساقفة العالم قالوا فيها : [ إنه قد أختير بأغلبيتنا العظمى على مرأى من جميع الشعب وبإستحساناته , ونحن الذين أقمناه نشهد بذلك كشهود عيان , وتعتبر شهادتنا أصدق من الذين لم يحضروا رسامته وجاءوا الآن لينشروا تقاريرهم المزيفة , وهوذا لا يزال يوسابيوس ( أسقف نيقوميديا عاصمة الأمبراطورية ) يجد أخطاء فى غختيار أثناسيوس أسقفاً , الذى هو نفسه ربما لا يتلقى أيه موافقة عند إختياره على الإطلاق , وحتى ولو قد حاز على موافقة فهو نفسه قد جعلها بلا قيمة ] (5)

وقال المؤرخ جيبون عن هذه الوثيقة الهامة فى تاريخ الكنيسة القبطية [ ولا يمكن أن يعقل أنهم يشهدون هكذا رسمياً لحادثة يمكن أن تكون مكذوبة ] (6)

وأشار القديس غريغوريوس النزينزى عن وجود حضور شعبى قوى فى إنتخاب البابا أثناسيوس فقال : [ إنه بأصوات الشعب كله وتشفعاته - وليس بالعنف وإراقة الدماء التى سادت بعد ذلك - بل إنما فى وقار رسولى وروحانى أقيم أثناسيوس على عرش مار مرقس ] (7)

مركز كنيسة الإسكندرية بين كنائس العالم فى ذلك الوقت

بلغ عدد أساقفة كنيسة الأسكندرية ( كرسى مار مرقس الرسولى فى ذلك الوقت ) 129 أسقفاً من مصر والخمس مدن الغربية وربما النوبة معها , وكانت الإسكندرية تعتبر المدينة الثانية ( بعد روما ) أو الثالثة بعد القسطنطينية فى الأهمية السياسية , ولكنها من الناحية الدينية فقد كانت مدينة الإسكندرية تعتبر أكثر تقدماً فى المعرفة الإنجيلية واللاهوتية ورائدة العالم من الناحية الروحية 

ألقاب القديس أثناسيوس

تنقسم الألقاب التى أطلقت على القديس أثناسيوس إلى : -

ألقاب عالمية : وهى الألقاب التى أطلقها أساقفة غير محليين وغير تابعين له :

يقول ابينا متى المسكين (1) ص 67 : [ كانت كنيسة الأسكندرية " أم كنائس العالم " وبهذا يكون أسقفها هو عظيم الأساقفة بلا منازع , أو بحد تعبير القديس باسيليوس " أسقف الأساقفة " ] وقد قال القديس غريغوريوس النزيزى عن ألقديس أثناسيوس : [ لأت رأس كنيسة الأسكندرية هو رأس العالم .] (8) , أما القديس باسليوس الكبير فكان يعتبر القديس أثناسيوس أنه " أسقف الأساقفة " وقد أرسل إليه مستغيثاً ليتدخل فى مشكلة أنطاكية ويستميل إليه مناصرة الغرب , وخاطب أثناسيوس بقوله : [ إن حسم النزاع فى مشكلة كنيسة أنطاكية منوط بك وحدك بوصفك أسقف الأساقفة )

والموقع يفسر هذا القول : إن الكنيسة القبطية لا تتطلع إلى الرئاسة إنما قصد الجملة السابقة ان الغوص فى الكتاب المقدس جعل أثناسيوس فى المرتبة الأولى على العالم فى العلم الروحانى والمعرفة اللاهوتية لهذا أستحق أن يطلق عليه أسقف الأساقفة , ولكن لا يرث اساقفة باباوات الأقباط هذا اللقب لأنه لقب خاص بفرد استطاع الفوز فى السباق فإستحق التكريم بإطلاق هذا اللقب الذى كان يسبق ذكر أسمه .

ولا شك ان الكنيسة الجامعة العالمية أطلقت عليه أسم أثناسيوس الرسولى لأنه حافظ على الإيمان القويم .

ألقاب محلية : وهو لقب بابا ,هو لقب محلى وسرعان ما إستعاره أسقف الكاثوليك الذى يطلق عليه اليوم أسم بابا روما !! 

لقب بابا : يقول ابينا متى المسكين (1) ص 68 : [ على أن اللقب الكنسى الذى كان يذكر به ( الأنبا أثناسيوس ) فى الكنيسة عامة كان لقب " بابا " أو " باباس " وأن أول من أطلق عليه هذا اللقب ÷و هيراكلاس البابا الــ 13 , وهو لقب روحى صرف يفيد معنى الأبوة العزيزة )

وكان لقب الأنبا أثناسيوس المحبوب لدى المصريين هو " أبونا " ولكن فى أعلى معنى للكلمة , كما ورد فى الحوار التالى وهو بين الدوق أرتيميوس المرسل من الأمبراطور للبحث عن الأنبا أثناسيوس والقبض عليه سنة 359 - 360 م وبين رهبان دير بافو الذى كان يقيم فيه القديس باخوم مع أولاده , فعندما وصل هذا الدوق إلى الدير سائلاً عن البابا أثناسيوس جاوبه الرهبان هكذا : [ وإن كان أثناسيوس هو أبونا بعد الرب إلا أننا لم نرى وجهه حتى الآن ] 

 لقب رئيس أساقفة ألأسكندرية :  وفى حوالى سنة 359 - 360 م أرسل الأنبا أثناسيوس رسالة إلى كافة رهبان البرارى كان عنوانها هو : [ أثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية ]

===================

المـــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص 66 - 70

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) Ruf., Ec. Hist, 1, 1

(4)a. Epiphan., Haer. 68.

    b. Gwatkin, op., p. 66.

    c. Church. quarterly Rev., XVI. p. 393.

(5) Apologia contra Ar. 6.

(6) Gibbon, D. & F., ch. 21.

(7) Greg., Naz., Orat. 21, ch. 8.

(8) Dean stanley, op. cit., p. 231.
الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF
********************
الكتاب الثانى : الفصل السابع عشر
(موت الكسندروس اسقف الاسكندرية، واعتلاء اثناسيوس بناء على توصيته لكرسى الاسكندرية)
(2/17/1) وفى نحو هذا الوقت عندما كان الكسندروس اسقف الاسكندرية على وشك الرحيل عن هذه الحياة، ترك اثناسيوس كخليفة له بالاتفاق مع الإرادة الإلهية التى صوتت له. وأنا مقتنع بذلك([191]).
(2/17/2) ويقال أن اثناسيوس قد فكر فى البداية فى تجنب هذه الكرامة بالهروب، ولكنه فيما بعد أذعن بدون ارادته لالكسندروس وقبل الأسقفية. وهذا شهد به ابوليناريوس Apolinarius السوريانى([192]) بالعبارة التالية: وفى كل هذه الأمور ثارت القلاقل من الأنجاس، ولكن آثارها الأولى شعر بها المُعلِّم المُبارَك لهذا الانسان الذى كان مساعدا له كيَدِه وسلك كإبن لأبيه.
(2/17/3) وفيما بعد حاز هذا الرجل القديس على نفس الخبرة لأنه عندما تعين للخلافة الأسقفية أسرع للهرب من الكرامة، ولكنه كُشِف فى مخبأه بمعونة الله الذى سبق وأعلن بإعلان إلهى لسلفه المبارك بأن الخلافة ستحل عليه. لأنه عندما كان الكسندروس على شفا الموت نادى على اثناسيوس الذى كان غائبا آنذاك.
(2/17/4) وكان هناك شخص له نفس الاسم حاضرا، فعندما سمع هذا النداء أجابه. ولكن الكسندروس صمت، لأنه لم يكن الشخص الذى يناديه. فنادى ثانية، ومرة أخرى حضر ذاك الشخص الذى ظل حاضرا. وهكذا كشف عن الشخص الغائب. وعلاوة على ذلك، أعلن المبارَك الكسندروس نبويا "يا اثناسيوس لقد فكرتَ فى الهرب، ولكنك لن تهرب". ويقصد أن اثناسيوس سيُستَدعى للجهاد. هكذا كانت الرواية التى أوردها ابوليناريوس بخصوص اثناسيوس.
(2/17/5) ويزعم الأريوسيون أنه عقب وفاة الكسندروس اشترك اتباع الاسقف الموقرين واتباع مليتيس فى التناول معا. واتفقوا بقسَم على اختيار مَن يدير شؤون الكنيسة بإمتياز بالانتخاب العام. ولكن الاساقفة السبعة أولئك حنثوا بقسَمهم ورسموا سرا، ضدا لرأى الجميع اثناسيوس وأنه لهذا السبب امتنع كثيرون من الشعب ومن الكهنة المصريين عن الاشتراك فى التناول معه.
(2/17/6) أما أنا، فمن ناحيتى، مقتنعٌ بأن سيامته كانت بتعيين إلهى وأن الزمن كان فى أقصى احتياج لمثل هذا الرجل ليخلُف رئاسة الكهنوت العليا، فقد كان بليغا وذكيا وقادرا على مواجهة المكائد. لقد أظهر أهلية عظيمة لممارسة المهام الكنسية وملائمة للكهنوت، ويمكن القول أنه كان متعلما ذاتيا منذ سنواته المبكرة.
(2/17/7) فقد قيل([193]) أن هذه الحادثة قد وقعت فى شبابه. لقد كانت من عادة الاسكندريين أن يحتفلون بأبهة عظيمة بالذكرى السنوية لأحد اساقفتهم المدعو بطرس الذى استشهد([194]). وكان الكسندروس الذى كان يدير الكنيسة آنذاك مشغولا بإحتفال هذه الذكرى، وبعد أن أنهى العبادة بقى فى الموقع منتظرا بعض الضيوف الذين دعاهم لتناول طعام الافطار معه. وفى هذه الاثناء ألقى ببصره صوب البحر فشاهد بعض الصبية يلعبون على الشاطىء ويسّلون أنفسهم بتقليد الاسقف والاحتفالات الكنسية. وفى البداية اعتبر الهزل براءة وسُّر بمشاهدته، ولكنه عندما لمسوا ما لا يُنطق به، ارتعد واستعلم عن الامر من رئيس الاكليروس، وأَحضر الاولاد معا، وسألهم عن اللعبة التى كانوا يلعبونها وماذا فعلوا وماذا قالوا فى هذه التسلية. وفى البداية أنكروا من الخوف، ولكن عندما هددهم الكسندروس بالتعذيب اعترفوا بأن اثناسيوس كان اسقفهم وقائدهم، وأن أولادا كثيرين لم يكونوا قد عُمِّدوا عمَّدهم. فاستعلم الكسندروس بتدقيق عن الكاهن فى لعبتهم الذى قال أو فعل ذلك وبماذا ردوا أو تعلموا. وعندما وجد أن طقس الكنيسة قد راعوه بالضبط تشاور مع الكهنة الذين كانوا حوله فى هذا الموضوع وقرر أنه ليس من الضرورى إعادة المعمودية لأولئك الذين فى بساطتهم اُعتُبِروا أهلا للنعمة الإلهية. ولذلك قام فقط ببعض المهام القانونية لأولئك المكرَّسين لنوال السرائر. وأخذ اثناسيوس والأولاد الآخرين الذين لعبوا دور الكهنة والشمامسة الى أقربائهم ليربوهم للكنيسة، والله شاهد عليهم وللقيادة التى حاكوها.
(2/17/8) وليس بعد ذلك بوقت طويل، أخذ اثناسيوس كرفيق مائدة وسكرتيرا له. وقد تعلَّم جيدا وأجاد النحو والبلاغة. وعندما بلغ سن الرجولة وقبل أن ينال الاسقفية برهن لأولئك الذين تحاوروا معه على أنه رجل حكمة وفطنة. ولكنه عندما انتقلت إليه الخلافة عقب وفاة الكسندروس تزايد صيته بشدة وسندته فضائله الخاصة، وشهادة الراهب انطونيوس الكبير.
(2/17/9) فقد نزل هذا الراهب عندما طلب حضوره، وزار المدن واصطحبه الى الكنائس واتفق معه فى الرأى الخاص بالألوهية وأظهر صداقة بلا حدود له وتجنب مجتمعات اعدائه ومقاوميه.

 

 

This site was last updated 10/27/17