Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مضمون الديانة المانوية
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المانوية أصل الإسلام
مضمون الديانة المانوية
المانوية والموسوعات

Hit Counter

 

 

ويعتبر آرثر كريستنسنArthur Christensen من اعظم الثقات فى تاريخ إيران القديمة وآدابها وتراثها
ويقتبس المؤلف أقوال لمانى من الكتاب المقدس المانوى المسمى (شابورغان) ولقد ذكر ذلك البيرونى فى كتابه (الآثار الباقية.) يقول مانى:
"إن الحكمة والأعمال هى التى لم يذل رسل الله تأتى بها فى زمن دون زمن ، فكان مجيئهم فى بعض القرون على يدي الرسول الذى هو "البد" (بوذا) الى بلاد الهند ، وفى بعضها على يدي "زرادشت" الى ارض فارس ، وفى بعضها على يدي "عيسى" الى ارض الغرب . ثم نزل هذا الوحي وجاءت هذه النبوة فى هذا القرن الأخير على يدىَّ أنا "مانى" رسول إله الحق إلى أرض بابل"
ويقول أيضا مانى :  "إني جئت من بلاد بابل لأبلغ دعوتي للناس كافة" السابق ص172
ولقد علم مانى أتباعه انه فى يوم القيامة ستحترق الأرض وان المؤمنين الحقيقيين سيذهبون الى الجنة ، وان المجرمين فإلى جهنم ، أما المؤمنين ضعاف الأيمان الذين غلبتهم المادة فسيحيون من جديد (عقيدة التناسخ الهندية) .
يلخص كريستنسن ذلك فيقول :
"وفى نهاية عمر الدنيا . . . يضع الملكان اللذان يحملان السماء والأرض أحمالها فتقع ، وينقض كل شىء وتشتعل النيران من وسط هذا الاضطراب وتمتد فتحرق العالم كله "
ويقول فى حاشية الصفحة :  "بعد الموت يدخل الصديقون الجنة،ولكن المؤمنين الذين هم أقل درجة والذين لم يخلصوا أنفسهم من المادة يحيون من جديد فى الدنيا فى حالات متفاوتة حسب سلوكهم ،أما المجرمون فيذهبون الى جهنم" ص178 
ويفصل بين الجنة والنار جدار لا يمكن عبوره:  "ويقام جدار لا يعبر بين العالمين،وتسعد مملكة النور بسلام أبدى" ص179
أراد مانى أن تكون دعوته دعوة عالمية  : "وقد أراد مانى أن ينشر دينا عالميا،وقد طابق بين مذهبه ، بمهارة ، وبين الآراء والمصطلحات الدينية عند مختلف الأمم " ص180
واقتبس مانى من كل عقيدة صادفته ما يجذب الناس من حوله  : " ولكي يكون مانى وخلفائه قريبين من فهم الإيرانيين،استعاروا ،كما رأينا ، أسماء آلهة من الديانة المزدية ، كما ذكروا أبطال إيران كأفريدون مثلا فى قصصهم الديني.
وذكرت بعض الآراء المانوية على لسان زرادشت.وهناك أسماء ملائكة أُخِذت من البيئة السريانية مثل جبريل ورفائيل وميكائيل وإسرائيل.."ص180
شعائر العبادة فى الديانة المانوية
 الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen يذكر قائلا:
" وكان على المؤمنين عامة أداء العشر، والمحافظة على الصيام والصلاة.وكانوا يصومون سبعة أيام كل شهر , ويصلون أربع مرات فى اليوم،على أن يتطهروا قبل الصلاة بالماء الجاري أو ، فى الضرورة ، بالرمل ، أو بما يماثله ، وان يسجدوا اثنتي عشرة مرة فى كل صلاة . . . وقد كانت الزكاة فرضا"ص183-184
نسب معجزات للنبى مانى
وككل الأديان نسبت المانوية لنبيها المعجزات (ويروى كريستينسن إحدى المعجزات لمانى.فلقد كان للأمير الفارسي (مهرشاه)حديقة غناء لم يكن لها مثيل ، فتهكم من الجنة التى كان مانى يبشر بها اتباعه .
"فأدرك النبي أنه لا يؤمن برسالته، فأراه بقدرته العظيمة جنة النور بآلهتها وملائكتها وسعادتها.فأغمى على الأمير وظل فى إغمائه ثلاث ساعات وكان قد حفظ فى قلبه ما رأى .ثم أن النبي وضع يده فوق رأس الأمير فأفاق ، ولم يكد يقوم حتى ألفى بنفسه على أقدام النبي وأمسك يده اليمنى" ص184
مانى يطلق على كتابه أسم الأنجيل
وكتب مانى كتب كثيرة شرح فيها دعوته ، ومن بين هذه الكتب كتاب أطلق عليه الإنجيل:
"الذى يحتوى على اثنين وعشرين بابا،عدد الابجدية السريانية ، وهو يعتبر الفلسفة الدينية الحقيقية التى أنزلها على ذوى الإرادة الطيبة المُخلص الإلهي" ص188
المسيحية ومانى
.يقول الباحث:  "وقد جزع النصارى من دين مانى الذى بدا لهم انه يفسد الأساس الحق لدينهم وبالغ كل فى رميه بالسوء.يقول مؤلف أعمال شهداء الكرخ:  "وفى أيام سابور بصق ماني ، موئل الخبث كله ، صفراءه الشيطانية".
ويلخص تيودور بركونائى رأيه فى أتباع مانى الكافر فيقول:
"إن جميع اتباع المانوية هم من الأشرار الذين يقتلون الناس بطرق خفية شيطانية،وهم يرتكبون الفاحشة فيما بينهم بلا حياء ، وقد تجردوا من الرحمة وليس فيهم فضيلة "
ولكن إذا أردنا أن نعرف الحقيقة عن الرحمة والأخلاق الطاهرة الإنسانية عند المانوية فعلينا أن نقرأ (خواستو ونيفت)أو (صلاة الاعتراف عندهم)" ص189-190
وتزعم المانوية أن مانى ذهب إلى السماء عند أنتهاء الشهر 12 وعاد ببشائر من الرب
خاتم الأنبياء

ويورد د. عبد الرحمن بدوى رأى المستشرق هانز هينرش شيدر  : "أن مانى كان يحسب نفسه (خاتم)دورة من الأنبياء تتكون من زرادشت وبوذا والمسيح ،وانه عدَّ نفسه ذا نفس الماهية التى لهم وللشمس أيضا … كما يتعلق هذا الموقف السلبي بالمسيح الذى مجده النصارى على أساس انه من صُلِبَ وتحمل الآلام ،بينما مانى- شأنه شان محمد تماما(سورة النساء:آية156 )-قد رفض فكرة الصلب وعدها خرافة، وقال بمسيح روحي خالص."
(الإنسان الكامل فى الاسلام.د.عبد الرحمن بدوى ص40 وكالة المطبوعات-الكويت)
ومن أقواله :
" يبشر الأنبياء بأوامر الإله أحيانا من الهند بواسطة زرادشت , والان أرسلني الله لنشر دين الحق في بابل ... أرسلني الله نبيا من بابل حتى تصل دعوتي العالم."
( المعتقدات الدينية لدي الشعوب ) جفرى بارندر – ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام - عالم المعرفة . ص 129
وعن ماني يقول جفري بارندر:
" أعلن ماني انه هو الذي جاء ليتمم عمل زرادشت وبوذا والمسيح , فهؤلاء جميعا شذرات ناقصة من الحقيقة, لكن حتي هذه الشذرات قد أفسدها اتباعهم...لقد خلق ماني , عن وعي , دينا جديدا وزوده بالطقوس والآداب الدينية , وحرم الأوثان ...انتشرت المانوية في كل مكان من الإمبراطورية الرومانية , وفي بلاد العرب..."
المعتقدات الدينية ص 129 –130
الصوم والأخلاق
وعن العبادات والطقوس المانوية يقول:  " أما الصوم ، فقد شرع لإتباعه صيام سبعة أيام فقط كل شهر ، وفرض صلوات كثيرة ، ومن العبادات عند المانوية أن يقوم الرجل فيمسح بالماء . . . وعدد السجدات عندهم اثنتي عشرة سجدة وفى كل سجدة منها يقرأ دعاء" ص55
وعن الأخلاق فى المانوية ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة).دار الفكر-الأردن-عمان:

" وعلى من تمذهب بمذهب مانى أن … يتحلى بالأخلاق الفاضلة فيبتعد عن الكذب والبخل وإزهاق الأرواح البشرية وارتكاب الزنا." ص55
إنتشار المانوية
وعن انتشار المانوية فى بلاد العرب ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة).دار الفكر-الأردن-عمان: " وقد انتشرت تعاليم مانى بسرعة فى البلاد ، فانتشرت بادئ الأمر تآليفه فى بلاد بابل ومن هنا انتشرت عبر الشام وفلسطين وفى قبائل تغلب وغسَّان فى شمال الجزيرة العربية ومنها الى مصر ، فتلقفها الرهبان وعلموها للعامة من سواد الشعب ، ومن مصر امتدت تعاليم مانى الى شمال أفريقيا" ص55

تقهقرت واندثرت الديانة المانوية، أما في الغرب فبسبب عجز المانوية في مناقشاتها مع علماء اللاهوت المتدربين فلسفيا على عكس المانويين، وفي الشرق الأوسط فبانتشار الإسلام وفي الشرق الأقصى فبمعارضة البوذيين والكنفوشيين والمغول لها. هناك رواية للكاتب أمين معلوف بعنوان (حدائق النور ) تدور حول ماني والمانوية وهي مترجمة عن الفرنسية .
http://213.186.47.139/ladeeni/Article50.html ]
 

أساس العقيدة المانوية
المانوية من الديانات الثنوية أي تقوم على معتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، وكان النور هو العنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هو تمثيل "للأب والأم والابن"، ثم إن هذا الانسان والذي سمي أيضا "الابن الحنون" اعتبر مخلصا لأنه انتصر على قوى الظلام بجلده وجرأته، ومع ذلك استلزم وجوده وجود سمة أخرى له وهي سمة المعاناة، لأن مخلص الإنسان الأول لم يحقق انتصاره إلا بعد هزيمة ظاهرية. و يعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية، فالإنسان الأول هو المخلص وهو نفسه بحاجة للافتداء.

تحرير الروح بالعبادة
و قوام الخلاص هو تحرير الروح من سجنها الجسدي فبذلك يمكنها أن تصعد لله، هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع الجسد نسيان أصلها السامي أي سبب لها الجهل، والخلاص من الجهل هو المعرفة، ولذلك هو بحاجة للمخلص والذي سمى "ابن الله" أو "يسوع". والجسد ورغباته شر لأنهما يمنعان الروح من الخلاص ولذلك تشجع المانوية على الزهد والرهبنة.
تحرم المانوية كل ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية، وبما أن اللحم ينشأ من الشيطان فلذلك كان محرما، فالمانوية أعدوا ليعيشوا على الفواكه وخاصة البطيخ، كما أن الزيت مستحسن. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هو الاختيار الأول وفرض اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء لأنه مادة جسدية، كما حرم عليهم قتل الحيوانات والنباتات ومن يفعل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من جديد الشيء الذي قتله، فرض عليهم التخلي عن الزواج والمعاشرة الجنسية التي تعتبر شيئا شريرا كما عد الإنجاب أسوأ منها بكثير. وحدهم «المجتبون» هم الذين تمكنوا من تنفيذ هذه الوصايا، أما «السماعون» فقد أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على المجتبين وتزويدهم بالطعام، ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك الفعل. مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز: «لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن بل فعل ذلك شخص آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم.» كما أن ممارسة الاعتراف والتوبة قانون هام.
وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو «الوليمة المقدسة»
ذكر أيضا وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو «الوليمة المقدسة» والتي كانت في نهاية الشهر الثاني عشر أو نهاية شهر الصوم المانوي وكان محور هذا العيد هو تذكر وفاة ماني وهذه المعتقدات تشبه مثيلاتها عند المسيحية.
المانويين الزنادقة
وصف المانويين بالزندقة وكلمة "زنديق" هي كلمة فارسية دخيلة مشتقة من "زنديك" وتعني أتباع "زند"، وتشير إلى النوع الخاص من التقاليد المكتوبة الثابتة التي تنتمي إلى الشكل المجوسي من شيز، وإنما وصف المانوية بهذا الإسم كدلالة على أنهم أتباع تقاليد هرطقية -إذ أن كلمة زنديق قد حازت على هذه الدلالة في العصور الساسانية- ولأنهم ربطوا مع ديانة المجوس.
أغسطينوس والمانوية
ويقع هذا الكتاب في خمسة أجزاء، ويعتبر من أهم كتابات شيشرون الفلسفية. إنه عبارة عن مقاومة بين المدارس الفكرية المختلفة (الأبيقورية والرواقية والمشائية) بخصوص موقفها من قضية الخير والشر. فاتجهت بهذا نفس الفتى أغسطينوس المتعطش لطلب الحكمة, فصار يروي ظمأه منها بدل الاقتصار على طلب اللذة والشهوة الصارخة في أعماقه، فاشتد الصراع في داخله بين حب اللذة وحب الحكمة، إلى أن وقع تحت تأثير شيعة المانويين. ويحدثنا بنفسه في كتابه «الاعترافات» عن إنزلاقه ووقوعه في فخ هذه البدعة، قائلاً: «طول تلك السنوات التسع الممتدة بين سن التاسعة عشرة والثامنة والعشرين من عمري كنا فريسة لشهوات مختلفة. كنا نغري الناس ويغروننا ونخدعهم ويخدعوننا، تارة علناً بواسطة العلوم وطوراً سراً تحت شعائر الدين الكاذبة».
هكذا قضى أغسطينوس تسع سنوات يتجرع فيها أفكارهم المسمومة وفلسفتهم الكاذبة مترنماً معهم الأنشودة التي ينشدونها كشعار وإقرار لإيمانهم التي تقول: «ربي هبني عفة الحياة، ولكن ليس الآن».
ماذا أخذ من بوذا والزردشية والمسيحية ؟
 .. بدأ مانى دعوته في الهند مما جعل بعض المؤخرين يعتقدون أنه أخذ نظرية التناسخ من البوذية أو بعض المذاهب الهندية الأخرى (1). أخذ ماني عن الزردشيه قولهم بأن العالم مصنوع من أصلين : نور ، وظلمة . لكنه أختلف معهم ومع المجوس في اعتقاده بأنه النور والظلمة قديمان أزليان ،بينما يعتقد المجوس بان الظلام محدث وليس قديماً . وأخذ ماني عن النصرانية عقيدة التثليث ، فالإله عنده : مزيج من "العظيم الأول " ، و "الرجل القديم" ، و "أم الحياة " . وفي النصوص التي حفظت عن المانوية عبارات مأخوذة عن الأناجيل المسيحية (2) . ويعتقد ماني بتناسخ الأرواح ، وأن هذا التناسخ يقع على الأجزاء النورانية من الإنسان ، وآمن بنبوتي عيسى عليه السلام وزر دشت ، ويؤمن ماني بأنه خاتم الأنبياء ، وقد أرسل لتبليغ كلام الله إلى الناس كافة . وأطلق الفرس على ماني ومن تبعه " الزنادقة " وسبب هذه التسمية أن زر دشت جاء الفرس بكتاب اسمه " البستاه " وعمل له تفسيراً أسماه " الزند " وجعل للتفسير شرحاً أسماه " الباز ند " . وكان من أورد في شريعتهم شيئاً بخلاف المنزل الذي هو "البستاه" وعدل إلى التأويل ، وأنه منحرف عن الظواهر من المنزل إلى تأويل هو بخلاف التنزيل ، فلما جاءت العرب أخذت هذا المعنى عن الفرس وقالوا : زنديق ، وعربوه ، والثنوية هم الزنادقة ، ولحق بهؤلاء سائر من اعتقد القدم ، وأبي حدوث العالم وعلى رأسهم "المانوية " (3) . وللمانوية تنظيم دقيق ، فهيكل الجماعة يقوم على خمس طبقات متسلسلة كأبناء العلم ، وابناء العقل وأبناء الفطنة ، وآخر طبقة السماعون وهم سواد الناس ، ولكل طبقة من هذه الطبقات شروط وتكاليف .. ونجح ماني في إدخال أخوين لسابور في تنظيمه (4) وبعد أن لقي ماني مصرعه على يد بهرام ، اتخذ أتباعه عيداً لهم أسموه "بيما" ذكرى لمقتل نبيهم الشهيد ، واستمرت الدعوة بشكل سري بعد اضطهاد الزردشتين لهم .
*********************


موت مانى
 وقتله بهرام بن هرمز بن سابور عام279 لأنه جنح نحو الزهد الذي لا يناسب دولة بهرام المحاربة . وينتسب ماني إلى أسرة إيرانية عريقة ، فامة من العائلة الاشكانية المالكة ، وأبوه فاتك الحكيم من أطراف العائلة الاشكانية إذ صُلِب ماني في تلك المدينة التي أصبحت بعد موته عاصمة المانوية تماماً. ولقد نمت الثقافة في الكوفة خلال النصف الأول في القرن الثاني الهجري أو الثامن الميلادي،وأصبحت بابل عاصمة الديانة المانوية بعد ذلك ومركزها المقدس.
 

المانوية من الديانات الثنوية أي تقوم على معتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، وكان النور هو العنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هو تمثيل "للأب والأم والابن"، ثم إن هذا الانسان والذي سمي أيضا "الابن الحنون" اعتبر مخلصا لأنه انتصر على قوى الظلام بجلده وجرأته، ومع ذلك استلزم وجوده وجود سمة أخرى له وهي سمة المعاناة، لأن مخلص الإنسان الأول لم يحقق انتصاره إلا بعد هزيمة ظاهرية.
و يعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية، فالإنسان الأول هو المخلص وهو نفسه بحاجة للافتداء.

و قوام الخلاص هو تحرير الروح من سجنها الجسدي فبذلك يمكنها أن تصعد لله، هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع الجسد نسيان أصلها السامي أي سبب لها الجهل، والخلاص من الجهل هو المعرفة، ولذلك هو بحاجة للمخلص والذي سمى "ابن الله" أو "يسوع". والجسد ورغباته شر لأنهما يمنعان الروح من الخلاص ولذلك تشجع المانوية على الزهد والرهبنة.
نظام المانيين
تحرم المانوية كل ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية، وبما أن اللحم ينشأ من الشيطان فلذلك كان محرما، فالمانوية أعدوا ليعيشوا على الفواكه وخاصة ال[[بطيخ]]، كما أن الزيت مستحسن. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هو الاختيار الأول وفرض اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء لأنه مادة جسدية، كما حرم عليهم قتل الحيوانات والنباتات ومن يفعل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من جديد الشيء الذي قتله، فرض عليهم التخلي عن الزواج والمعاشرة الجنسية التي تعتبر شيئا شريرا كما عد الإنجاب أسوأ منها بكثير. وحدهم «المجتبون» هم الذين تمكنوا من تنفيذ هذه الوصايا، أما «السماعون» فقد أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على المجتبين وتزويدهم بالطعام، ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك الفعل. مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز: «لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن بل فعل ذلك شخص آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم.» كما أن ممارسة الاعتراف والتوبة قانون هام.
وصف المانويين بالزندقة وكلمة "زنديق" هي كلمة فارسية دخيلة مشتقة من "زنديك" وتعني أتباع "زند"، وتشير إلى النوع الخاص من التقاليد المكتوبة الثابتة التي تنتمي إلى الشكل المجوسي من شيز، وإنما وصف المانوية بهذا الإسم كدلالة على أنهم أتباع تقاليد هرطقية -إذ أن كلمة زنديق قد حازت على هذه الدلالة في العصور الساسانية- ولأنهم ربطوا مع ديانة المجوس.

 هي دين أتباع "ماني" (216-275) وهي من الأديان التي أثرت كثيرا في الإسلام.
وتعتبر تعاليم ماني أساسها العقيدة الزردشتية متأثرة بالنصرانية، وما أضافه من أراءه وتأملاته فجاءت..
"مزيجا من الديانة النصرانية والزردشتية وهي-كما يقول الأستاذ برون- تعد زردشتية منصرة أقرب من أن تكون نصرانية مزردشة."(10)
وتأثر أيضا بالبوذية، بعد هروبه إلى شرق الهند والصين فرارا من الاضطهاد في فارس.
وكانت الديانة المانوية تنتشر بسرعة فائقة، مما سبب تهديدا قويا للمسيحية..
"وبمجيء القرن الرابع الميلادي انتشرت المانية انتشار النار في الهشيم فتضافر المسيحيون والوثنيون معا في وقف زحفها..وحتى ندرك مقدار منافستها للدين المسيحي يكفي أن نذكر أن القديس أغسطين ..ظل يؤمن بها لمدة تسعة أعوام كاملة (ويقول البعض إنها امتدت إلى اثني عشرة عاما) قبل أن يتحول للمسيحية".
"والعقائد المانوية تنحصر في الإيمان بالله الأحد والإيمان بالرسل، والرسل هم آدم فشيث فنوح فابراهيم فبوذا فزرادشت فعيسى فماني- والإيمان بالملائكة، والكتاب المقدس، ويوم البعث!".
وكان ماني يقول عن نفسه أنه "البارقليط" المبشر به من المسيح فكان يرى نفسه امتدادا لبوذا وزرادشت والمسيح.
ويقول الشهرستاني أن ماني كان "لا يقول بنبوة موسى عليه السلام".
وماني –مثل زرادشت- يعتقد بوجود أصلين لهذا العالم الخير والشر، النور والظلمة، لكنه كان متشائما يرى أن الحياة شر، والنفس حبيسة الجسد، لذلك الجسد شر أيضا، ولذلك فمن الخير سرعة الخلاص من الحياة الدنيا، فأبطل الزواج، وحث على الزهد، فكانت تعاليمه خطرا على الروح الحربية للدولة الفارسية، وعانى بسبب أراءه اضطهادا شديدا حتى مات مقتولا، وبالرغم من هذا فإن تعاليمه عاشت إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

ومصادر معرفتنا بهذه الديانة ومؤسسها تشمل مصادر مباشرة كتبها مانى بنفسه أو أتباعه ، ومصادر غير مباشرة كتبها مؤيدوه ومعارضوه القدماء . وقد اكتشف فى القرنين الأخيرين وثائق ومخطوطات مانوية هامة جدا فى إيران ومصر والصين وغيرها من البلاد التى انتشرت فيها المانوية. ومن بين هذه المصادر :
1-الرسائل الجدلية للقديس أغسطين(354 –430 ) التى دحض فيها هذه العقائد المانوية باعتبارها من الهرطقات.
2-الرسائل الجدلية للقديس تيتوس البسترى ضد المانويين
3-الصيغ اليونانية اللاتينية التى كان يستغفر بها المانويون المنتقلون للمسيحية
4-المواعظ السريانية التى كتبها (سيفي الانطاقى) وعددها 133 موعظة
5-كتاب الأسقف السرياني (تيودور بركونائى)
6-ابن النديم فى الفهرست
7-البيرونى فى آثاره الباقية

8-نصوص مانوية باللغة الفهلوية والصغدية والصينية اكتشفتها البعثات الألمانية والإنجليزية والفرنسية فى التركستان الصينية فى القرن العشرين
9-نصوص مانوية باللغة القبطية كتبت على أوراق البردي اكتشفت فى أوائل هذا القرن فى مصر
(انظر كتاب :إيران فى عهد الساسانيين) ص 169 –170 .تأليف آرثر كريستنسن.ترجمة د.يحيى الخشاب.الألف كتاب الثاني. الهيئة المصرية للكتاب )

*************************

وتحت عنوان " هرطقة المانيكيين Manicheans المضلة التى بدأت وقتئذ " كتب يوسابيوس القيصرى المؤرخ (6) : "

1 - فى هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون (7) , وأسمه مشتق من هرطقته الجنونية , وحصن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره , كما أبرزه أبليس , الشيطان , عدو الرب , لهلاك كثيرين , وقد كانت حياته وحشية فى القول والفعل , وطبيعته شيطانية جنونية , ونتيجة لهذا تظاهر بموقف كموقف المسيح , وإذ أنتفخ فى جنونه نادى بنفسه بأنه البارقليط , الروح القدس نفسه , ومن ثم أقتدى بالمسيح فإختار 12 تلميذ كشركاء له فى تعليمه الجديد .

2 - ومزج معاً تعاليم مزورة وكفرية , جمعها من بعض الآباء الألحادية التى أنقرضت منذ عهد طويل , وبعث بها كسموم قاتلة , من الفرس هذا الجزء من العالم الذى نعيش فيه , وإليه يرجع ذلك الأسم البغيض " المانيكيزن" الذى لا يزال سائد بين الكثيرين .

هذا هو أساس ذلك "العلم الكاذب الأسم (1 تى 6: 20 ) " الذى برز وقتئذ .

===============

المراجع

لزندقة - ماني والمانوية. تأليف جيووايد نغرين، ترجمة وزيادة ملاحق: د. سهيل زكار. دار التكوين، دمشق.
تمّ الاسترجاع من http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9

(1) إيران في عهد الساسانيين لكريستنس ، ص171
(2) إيران في عهد الساسانيين لكريستنس ، ص171
(3) مروج الذهب للمسعودي ، جـ1 ، ص 251
(4) إيران في عهد الساسانيين لكريستنس ، ص169

(5) هناك رواية للكاتب أمين معلوف بعنوان (حدائق النور ) تدور حول ماني والمانوية وهي مترجمة عن الفرنسية .

(6) Manicheans = المانيين نسبة إلى مانى

(7) كلمة مانى تعنى الرجل المجنون , وقد ظهر فى أواخر القرن الثالث , وكان فيلسوف من بلاد الفرس , حاول أيجاد ديانة توفق بين الديانة الفارسية والبوذية والمسيحية , وقد رحب به سابور الول ملك الفرس فى بداية الأمر , ولكن كهنة المجوس ثاروا ضده فإضطر إلى الهرب من البلاد , وإذ عاد تبعه جمهور كثير ولكن الملك فارانس الأول حكم عليه بالأعدام سنة 276 م , وقد أنتشرت شيعته بسرعة بين المسيحيين وظلت حيه أجيالاً عديدة بعد ذلك .. ومما جعلها محببة للكثيرين من المفكرين , ومن بينهم أوغسطينوس , غموض تعاليمها , وأحكام نظامها , وتظاهرها بحل مشكلة الشر , ومظهرها نحو القداسة والتقشف , ونظريتها الأساسية الأعتقاد بوجود إلهين , إله الخير وإله الشر , إله للنور وإله للظلمة .

This site was last updated 11/13/10