Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أوريجانوس فى قيصرية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
تربيته وجهاده وتهذيبه
شهداء مدرسة الإسكندرية
يوسابيوس يصف الخلاف
البابا يحرم أوريجانوس
أوريجانوس فى قيصرية
رحلات أوريجانوس
كتابات أوريجانوس وتعاليمه
أوريجانوس وألم التعذيب
أدامنتيوس‏ الألماسى
إنصاف أوريجانوس

Hit Counter

 

 قيسارية، مدينة التاريخ، وخميلة العلماء والحكماء، قطعت أبعاداً في عصور الزمن، على قصرها، تبوأت فيها مكان الصدارة، وكانت أكاديمياتها للحقوق واللاهوت عنوان شهرتها، وفعل الشيء نفسه أعلامها في انتشار شهرتهم وذيوع صيتهم في شتى أنحاء المعمورة، وعلى مر العصور والأجيال.
نشأتها الأولى
قيسارية من مدن السهل الساحلي الفلسطيني، وتقع على بعد (42 كم) إلى الجنوب الغربي من حيفا، وقد تعددت الآراء وتضاربت الأقوال حول نشأتها الأولى، ومرد ذلك إلى غرق المدينة القديمة في البحر، مما نتج عنه صعوبة عمليات التنقيب فيها، إلى جانب أن بعثات الآثار التي نقت في فلسطين، ودائرة الآثار الإسرائيلية لم يولوا جميعاً المدينة حقه من العناية، لكونها لم تندرج ضمن المدن التي ورد ذكرها في التوراة كمدن إسرائيلية.
وعلى أية حال،فهناك من الباحثين من يرى انها من أقدم المناطق التي سكنها البشر، وأن الكنعانيون قد أنشأوا في موقعها مدينة لهم، وأطلقوا عليها اسم (برج ستراستون) وستراتون تحريف للاسم الكنعاني (الفينيقي) عبد عشتروت.
وحسب رأي البعض الآخر أنه يمكن الاستدلال على انها كانت موجودة في الفترة الفارسية، وأنشئت على أيدي الصيداويين في القرن الرابع ق. م، غذ يتضمن الاسم أن مؤسس المدينة واحد من رهط سمي كل منهم (ستراتون)، وكانوا ملوكاً في صيدا في القرن الرابع ق.م، وكان سهل سارون (سهل يافا) تابعاً يومئذ لصيدا، وقد يكون الاسم تحويلاً يونانياً لاسم (برج ـ عشتروت) الفينيقي، ويدعمون رأيهم هذا ببعض الشذرات الواردة في المصادر التاريخية، والتي تفيد بأن الفرس قد اتخذوا من قيسارية مركزاً ثانياً للدفاع عن الساحل.
ومن الباحثين من يرى بان أحد قادة الملوك البطالمة هو الذي اسسها إبان القرن الثالث ق. م، إلا أن الرأي الأكثر رجحاً هو القائل بأن هذه المدينة قد اسسها ملكان من صيدا، أحدهما عاش ف القرن رابع ق. م، والثاني كان معاصراً للإسكندر الأكبر، وقد عرف هذين الملكين باسم واحد وهو (عبد ـ عشتروت) والذي تحول إلى اليونانية إلى ستراتون، وقد عرفت تلك المدينة بهذا الاسم في وثائق (زينون)، كما وجدنا إشارة إليها في إعمال أحد الكتاب الإغريق (أرتيمودوروس).
رغم تعدد وعظمة مآثر قيسارية، إلا أن أعظمها على الإطلاق أكاديميتها أو مدرستها التي تعتبر من أقدم وأهم المدارس المسيحية في تلك الآونة، ومؤسسها هو العلامة المصري (أوريجانوس السكندري) الذي ولد في الإسكندرية في عام 185م من أبو ين مسيحيين، تعلم على أبيه، ثم تعلم مبادئ الفلسفة ونبغ فيها على الفيلسوفين الشهيرين (أكليمنفس وأمونيوس)، قتل أبوه في اضطهادات الإمبراطور (سبيتموس سفيريوس)، فتولى أوريجانوس العناية بأسرته فباشر التعليم، فلما اشتهر علمه وعرف فضله سلمه أسقف الإسكندرية (ديمتريوس) مقاليد المدرسة اللاهوتية، فأعلى شأنها وأدخل لها (كاراكلا) اضطهادها بسبب أوريجانوس، فاضطر إلى هجر بلاده قاصداً قيسارية فلسطين، حيث احتفل ه المسيحيون هناك، ودعوه للوعظ والإرشاد.
وبعد سنتين استرجعه ديمتريوس إلى الإسكندرية لاستعادة مركزه في المدرسة اللاهوتية، وسافر أرجانوس أكثر من خمس مرات ، عدة مرات أولها عندما استدعاه حاكم بلاد العرب طلباً لعلمه ، والثانية لحضور مجمع العقد بسبب سقوط (بيرلس) أسقف بصري في الهرطقة ، واستدعته (ماميا) أم الأمبراطور إسكندر إلى أنطاكية لتسمع وعظه، وفي عام 228م دعى إلى (إخائية) في بلاد اليونان ليقاوم الهراطقة هناك، وعند رجوعه مر بفلسطين، حيث سيم كاهناً على يد (تيوكتستوس) أسقف قيصرية و (إسكندر) أسقف القدس، اللذين استصوبا ألا يظل أستاذ الأساقفة مجرداً من الدرجة الكهنوتية، فاغتاظ أسقف الإسكندرية حسداً منه لأوريجانوس (وهذا ما ذكره يوسابيوس القيصرى) .
وحصل نزاع، فجمع أسقف الإسكندرية لأجل ذلك مجمعين، في الأول حكم على أوريجانوس بالنفي من الإسكندرية، وبالثاني بقطعة من وظيفته الكهنوتية، فالتجأ إلى قيسارية فلسطين، وترك أرض مصر نهائياً، وودعها وداعاً لالقاء بعده، ولم يعبأ أسقف قيسارية بقرارات الإسكندرية، وطلب إلى ضيفه الكبير أن يتابع أعماله، فأنشأ أوريجانوس مدرسة جديدة في قيسارية، وأشرف عليها عشرين عاماً، ونظمها على غرار مدرسته في الإسكندرية، فقد جاء في خطاب الوداع الذي ألقاه تلميذه (غريغوريوس العجائبي): إن اتساق الدروس في مدرسة قيسارية، ابتدأ بالفلسفة وانتقل إلى المنطق والهندسة والفلك، ثم انتهى بالفلسفة الأدبية واللاهوت... ويقول (الأب سويريوس توما) عن مدرسة قيسارية بفلسطين: إنها فاقت مدرسة الإسكندرية في العلوم، تأسست عام 232م بمعية العلامة أوريجانوس، الذي كان يدرس بها بالإضافة إلى اللاهوت والفلسفة، علوم الطبيعية والمنطق والهندسة والرياضة والفلك والموسيقى.
وحفظاً لتسلسل الإرث الفكري، لابد لنا أن نشير إلى أن (أكلينمنفس) - أستاذ أوريجانوس - كان أثينيا، تعلم في بلاده، وبرع في الآداب والفلسفة اليونانية، وفي سن الثلاثين رحل إلى الإسكندرية، ورأس مدرستها المسيحية عام 190م، وقد اضطر بسبب اضطهادات (سبتيموس) عام 193م إلى ترك الإسكندرية ماراً بفلسطين، حيث عمل بعض الوقت في قيسارية، وبذلك يكون قد مهد الطريق لتلميذه في قيسارية.
لقد أنجز أوريجانوس في قيسارية وليس في الإسكندرية ذلك التراث الرائع ، فأخرج (الهيكسايلا) وهذا اعظم عمل قام به في النقد، بدأه عام 231م وأتمه عام 243م، ومن اروع ما دبج يراعه في قيسارية ايضاً عظاته وارشاداته ،فانها تلقي ضوءاً على حالة الكنيسة في الصف الاول من القرن الثالث الميلادي، وباشر اوريجانوس التعليم في مدرسة قيسارية، فكان يشرح الكتاب المقدس اولاً مرتين في الاسبوع الاربعاء والجمعة، وبعد قليل كان سيقوم بهذا العمل يومياً، واحياناً اكثر من مره في اليوم الواحد.
ويقول المؤرخ يوسابيوس القيصرى عن وجوده (3) : " وفى السنة العاشرة من الحكم السابق ( أى فى السنة العاشرة من حكم الأسكندر ساويرس سنة 231 م ) أنتقل أوريجانوس من ألسكندرية إلى قيصرية , تاركاً لـ هركلاس إدارة المدرسة التعليمية فى تلك المدينة , وبعد ذلك بوقت قصير مات ديمتريوس أسقف كنيسة ألسكندرية , بعد أن ظل فى مركزه 43 سنة كاملة ( تبدأ من سنة 189 م وتنتهى 232 ), فخلفه هراكلاس , وفى ذلك الوقت أشتهر فرمليانوس أسقف قيصرية ..

وكان ( اسقف قيصرية) يميل بكليته لأوريجانوس حتى أنه رجاه بإلحاح أن يأتى إلى تلك المملكة من أجل خير الكنائس , وعلاوة على هذا زاره فى اليهودية للأستزادة من الأمور الروحية , وكان يستمع إليه بصفة مستمرة الأسكندر أسقف أورشليم وثيوكتستوس أسقف قيصرية كمعلمهما الوحيد , وسمحا له بتفسير الأسفار الإلهية , وتأدية الواجبات الأخرى المتعلقو بالشعائر الكنسية " أ . هـ
ويعود الفضل لأوريجانوس في تأسيس مكتبة مدرسة قيسارية، التي كانت في عهد خلفه (باميفيلوس القيساري) الاولى من نوعها في الحقل الكنسى، فقد ضمنها اوريجانوس مؤلفاته والكتب التي جلبها معه من الاسكندرية، وروى انه عندما كان الإسكندرية، تبرع احد أثريائها المسيحيين (امبروزيوس) بالإنفاق على مؤلفات اوريجانوس ونسخها، وحشد لذلك جماعه من الناسخين المهرة، وقيل: إن صديقه هذا لحق به هو وعائلته وناسخيه الى قيسارية، وكان (بامفيلوس) خليفة اوريجانوس في مدرسته قد ضم الى هذه المكتبة أكبر مجموعة من الكتب المسيحية عرفت في ذلك الوقت، وذكر (القديس جيروم) في احدى رسائله بأن ملفت البردي في مكتبه قيسارية أيام بامفيلوس استبدل بها تدريجياً الأسفار المصنوعة من الرق.
ومنذ اللحظة الأولى التي تأسست فيها مدرسة قيسارية، اشتهرت بأساتذتها وطلبتها، الذين كانوا يؤمنوها من شتى انحاء الامبراطورية الرومانية، ومنهم من اصبح من اساطين اّباء الكنيسة.
ولما استقر (بامفيلوس) خليفة أوريجانوس في قيسارية، سامة أسقفها (أغايوبوس) كاهناً، وواصل عمل سلفه، وتطورت المدرسة على يديه، كما تطورت مكتبتها التي خدمت الفكر المسيحي أجيالاً متواصلة، وكان يأمر ياستنساخ الكتب التي لا يمكن شراؤها، وينقله بخطة في بعض الأحيان،قبض عليه عام 307م، واستشهد عام 309م.
وقد خلفه على مدرسة قيسارية ( اوسابيوس القيسارى) ابو التاريخ الكنسي، وأول سياسي كنسي في تاريخ المسيحية، العلامة الموسوعي صاحب التاّليف النادرة، وأسقف أسقافة فلسطين، وصديق الإمبراطور قسطنطين. أما خليفة أوسابيوس فكان ( أكاكيوس القيسارى) وكان موهوباً في الفكر والقول يتعاطى الشؤون السياسية فضلاً عن أمور أسقيفيته ومدرسته التي عمل على إغنائها وتوفي عام 366م.
ومن اساتذة المدرسة في القرن الرابع الميلادي اثنان هما: يوزيوس وجلاسيوس، أما الأول فقد عده (جيروم) من كبار الكتاب المسيحيين، وذكر له احياء مكتبة أوريجانوس، أما الثاني فقد اعتبره (جيروم) أحد رجال البلاغة في ذلك العصر.
ومما تجدر الإشارة إليه أن مدرسة قيسارية تأثرت منذ نشأتها بمدرسة الإسكندرية وتبادلتا المعلمين والطلبة... وبالجلة فقد كانت هذه المدرسة من أعظم مدارس الفكر المسيحي في العالم، وأمها الطلاب والباحثون من كافة أرجاء الإمبراطورية، جذبتهم إليها شهرتها وذيوع صيت مدرسيها، ومن طلبتها نذكر منها: غريغوريوس العجائبي وأخيه أثيندوروس، وفرميليانوس، وسوريانوس أسقف جبلة وغيرهم كثيرون... وممن علم في مدرسة قيسارية (أوريون) وهو مصري من مواليد (طيبه) بالصعيد، وقد علم في الإسكندرية أولاً، ثم في أنطاكية، وأخيراً حط رحاله في قيسارية.
ويبدو أن مدرسة قيسارية، ذلك الصرح التربوي العظيم ظل وفياً لرسالته التي أنشئ من أجلها حتى الفتح العربي الإسلامي لقيسارية، حيث يستفاد من كتاب –فتوح البلدان- للبلاذري أن الخليفة (عمر بن الخطاب) لما فتحت قيسارية أمر بتقسيم يتامى الأنصار على أسرى قيسارية ليعلموهم القراءة والكتابة، وجعل بعضهم في الكتاب والأعمال للمسلمين، وقد كان عدد الأسرى أربعة آلاف أسير، فإن دل هذا شيء إنما يدل على المستوى الفكري الرفيع الذي كان يتمتع به أولئك الأسرى.

وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، على يد العَلاَّمة المسيحي "بانتينوس"، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت"، و"ديديموس"، والعلامة العظيم "أوريجانوس"، الذي يُعتبر أب عِلم اللاهوت</a>، والذي كان نَشِطاً كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب "هيكسابلا" الشهير. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس "جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. إن هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الإجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وقد بدأت طريقة "السؤال والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذِّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرأوا ويكتبوا بها، قبل برايل بـ15 قرناً من الزمان! وقد تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية عام 1893م. واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سِرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي.. بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة.

 

نياحة القديس غريغوريوس العجايبى ( 21 هـاتور)
في مثل هذا اليوم من سنة 270 ميلادية تنيح القديس غريغوريوس العجائبي ، أسقف قيصرية الجديدة ببلاد الروم وهي المدينة التي ولد بها من أبوين غنيين وثنيين ، وقد تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة حتى فاق كثيرين من أترابه ، ثم رحل إلى بيروت فدرس العلوم اليونانية واللاتينية ، ومن هناك مضي إلى قيصرية فلسطين حيث كان العلامة أوريجانوس ، فدرس عليه الفلسفة المسيحية ، ثم تعلم اللاهوت وتفسير الكتب المقدسة ، وقصد مدينة الإسكندرية سنة 235 ميلادية حيث اكمل دراسة ما كان ينقصه من العلوم ، وعاد إلى بلدته سنة 237 ميلادية ، وفي سنة 239 اصطبغ بالمعمودية المقدسة واصبح مسيحيا ، وإذ تيقن زوال هذا العالم ودوام مملكة السماء ، وجه كل اهتمامه إلى العمل علي خلاص نفسه ، ولما علم إن أسقف بلدته يجد في طلبه لمساعدته في أعمال الأسقفية ، هرب إلى البرية وتفرغ للصلوات والعبادات الكثيرة لانصرافه عن العالم وأمجاده الباطلة ، ولما تنيح هذا الأسقف طلبوه لتعيينه خلفا له فلم يعرفوا له مكانا ، وحدث بينما كان الشعب مجتمعا مع القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس ، إذ سمعوا صوتا يقول اطلبوا غريغوريوس السائح وأقيموه عليكم أسقفا ، فأرسلوا من يبحث عنه في البراري والجبال ، وإذ لم يعثروا عليه قر رأيهم إن يأخذوا إنجيلا ويصلوا عليه صلاة التكريس ، كأنه حاضر ، ويدعونه غريغوريوس ، لان اسمه السابق كان ثاؤدورس ، ففعلوا هكذا وقام بهذه الصلاة القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس ، فظهر ملاك الرب لهذا القديس في القفار قائلا له : قم اذهب إلى بلدك فقد كرسوك أسقفا عليها ، ولا تستعف من ذلك لأنه من الله ، فلم يتردد في الأمر وقام لوقته ونزل من الجبل وأتي إلى بلدته ، فخرج الشعب للقائه بكرامة عظيمة وكملوا تكريسه سنة 244 ميلادية ، وقد اظهر الله علي يديه آيات وعجائب كثيرة حتى سمي بالعجائبي ، فمن ذلك انه كان لأخوين بحيرة يحصلان منها علي مقدار كبير من السمك ، وقد وقع بينهما خلاف ، إذ كان كل منهما يدعي ملكيتها له ، ولما لم يتفقا ذهبا إلى هذا الاب ليفصل لهما في الأمر ، فحكم إن يقسم محصولها مناصفة بينهما ، وإذ لم يقبلا حكمه ، طلب من الله فجف ماء البحيرة ، وصارت أرضا صالحة للزراعة ، وذاع صيت الآيات والعجائب التي كان يصنعها إلى جميع أقطار الأرض ، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام ، صلاته تكون معنا امين .
 

خلال اضطهاد الامبراطور داسيوس (249 ـ 251 م) سُجِنَ وعُذِّبَ بسبب الإيمان، ثم خرج حياً لكن لم يدم طويلاً فتُوفي عام 253 م.
=====================

المــــــــــــــــــراجع

(1) تعليق من الموقع : هل أوريجانوس له علاقة بمخطوطات الكتب المقدسة ؟ فمن الملاحظ أن مخطوطات اسكندرانية مثل السينائي والفاتيكاني وعدداً كبيراً من المخطوطات التي دوّنت في قيصرية فلسطين البحرية، والسريانية العتيقة والترجمة القبطية، لا تتضمّن مت 16: 2 ب- 3. ولكن هناك عدّة مخطوطات قديمة ولها وزنها قد احتفظت بهذا النصّ الأصيل الذي يتميّز عن نصّ لوقا ولا يتفرّع منه. إنّ فعل "دياكريناين" (مت 16: 3) يبدو أقدم من "دوكيمازاين" (لو 12: 54. مفردة خاصة بلوقا) وقد يكون هو الكلمة العاكفة التي ربطت لو 12: 56 مع آ 57 في خلفيّتهما السامية.
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت القمص تادرس يعقوب ملطى - طبعة تحضيرية 1986 م ص 24 - 25

(3)  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 26 و 27 ( ك6 ف 26 و 27 )

This site was last updated 08/30/09