Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

بولس السميساطى والبدعة التى أدخلها فى أنطاكية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الإصطلاحات الخاصة باللاهوت
مخطوطة أنجيل يهوذا
البدع والهرطقات 2
بدعة النيقولاويين
بدعة بيلاجيوس للبابا
شيعة الناصريين
زعماء البدع
البدعة الغنوسية
مونتانوس هو الروح القدس
البدعة السيمونية
بدعة آريوس1
بدعة يهوذا
الدوسيتية
خلاف على عيد الفصح
بدعة سبليوس
بدعة نسطور
بدعة كرنثيوس
الهرطقة الفريجية
الأدفنتست طائفة غير مسيحية
الهرطقات للبابا شنودة
الكتب والأناجيل المنحولة
الأيقونات والصور وحرب الأيقونات
بدعة مقدونيوس
الشفاعة الكفارية والتوسلية
بدعة لوشيانوس
بدعة بولس السميساطى
بدع العداء لمريم
بدعة أوطاخى
بدعة بيرلس
بدعة هيراكس
لمونوثيليتيه هرطقة كيروس أسقف الإسكندرية
شهود يهوة غير مسيحيين
الفكر الماسونى
New Page 5577
المانوية
هرطقة الإسلام وشبه المسيح
New Page 5575
بدعة أبوليناربوس
New Page 5574
هرطقات مختلفة
New Page 5573
New Page 5572
هرطقة الشيخ شعراوى
بدعة ملكية الأسقف
التجديف على الروح القدس
المورمون
بدعة إكثيسيس Ecthesis
الخلاف حول طبيعة المسيح

Hit Counter

 

البدعة السيموساطية :

من هو بولس السيموساطي ؟

ولد بولس فى بلدة تدعى سيمساط ( وهى مدينة صغيرة ما بين النهرين ) (*) عن والدين فقيرين , وقد أصبح واسع الغنى بوسائل محرمة , ولا يعلم بأى طريقة أستطاع بها أن يصبح بطريركاً على الكرسى الأنطاكى , إلا أنه يمكن القول أنه بجانب غناة وسلطته فقد كان بولس السيموساطي خطيباً مفوّهاً وسياسياً ماهراً ماكراً فإستطاع أن يحتل مركزاً مرموقاً في مملكة الملكة زينوبيا التي كانت تعرف بميلها لليهود فقد وكلت إليه جباية الخراج (الضرائب) فتقلد منصب دوسناريوس ( أى والى مدنى من الدرجة الولى ذو مرتب سنوى 280 سترشيا عملة ذلك الوقت )، ورغبة منها في الانفصال عن روما فقد ساعدت بنفوذها بولس السيموساطي حتى يجلس على كرسى أسقفية إنطاكية عام 260م الذى كان يشاركها فى الميل لمناصبة روما العداء , وكان يحرص على وظيفته المدنية حرصاً شديداً لأنها كانت فرصة لأذلال شعبه كما كانت سلاحاً يستخدمه ضد الإكليروس عند مقاومتهم له نتيجة لهرطقته وسلوكه الشائن.

أخلاق بولس السيماساطى

ولما أثرى بعد فقر مدقع وشديد , وأنبسطت طالت يدة بعد أن كانت مغلولة فإنهمك فى الملذات والشهوات , فكان يصحب معه فى أى مكان يذهب إليه إمرأتين جميلتين يقضى معهما أكثر أوقاته , وكان مغرماً بالرفاهية والعظمة فلم يكن يسير فى الطرقات إلا ومائة من الخدم يتقدمونه ومائة أخرى يتبعونة يلبسون أفخر الثياب - وأبدل التراتيل التى تقال فى الكنيسة لتمجيد الرب الإله بنشائد تمجده وكلف بإنشادها فى الكنيسة بعض النسوة - وكان إذا خطب أو وعظ يجعل الناس تصفق له فى آخر كل عظة .

 محتوى بدعة بولس السيموساطي:

كان بولس السيموساطي يعلم بأن الله واحد ، أي أقنوم واحد ، وفي هذا الأقنوم يمكننا أن نميز بين اللوجوس والحكمة ، وهما عبارة عن صفتين وليسا أقنومين. خرج اللوجوس من الله أو انبثق منه منذ الأزل، وهو الذي كان يعمل في الأنبياء، وأيضاً في يسوع الذي وُلد من العذراء، أي أن يسوع إنسان مثلنا تماماً، مع أنه أعظم من موسى والأنبياء، ولكنه إنسان كامل، وقد حلّ اللوجوس في هذا الإنسان يسوع لذا لابد من التمييز بينه وبين يسوع. فاللوجوس أعظم من يسوع لأن يسوع بشري مثلنا، ويقول أن كلمة الإله حل فيه بعد ولدته من العذراء ونشط بعد حلول اللوجوس على يسوع وقت عماده وارتبط به برباط المحبة القوية. وبفضل رباط المحبة هذه استطاع يسوع أن ينتصر ليس فقط على الخطيئة بل أيضاً على خطيئة أجداده ، لذا أصبح فادياً ومخلصاً لأنه تمّم مشيئة الله بطريقة كاملة , وبسبب أتحاد الكلمة الإلهية بهذا النسان يمكن القول أن المسيح هو الإله وليس بمعناها الحقيقى , ونشأ عن هذه البدعة والهرطقة فكر آخر وهو أنه كان فى  المسيح  أقنومان وأبنان للأله أحدهما بالطبيعة والآخر بالتبنى , وبذلك أنضم غلى سابيليوس فى انكار الثالوث الأقدس بقوله يوجد إله واحد تحسبه الكتب المقدسة بالآب وأن حكمته زكلمته ليست اقنوماً بل أنها فى العقل الإلهى بمقام الفهم فى العقل الإنسانى .

الكنيسة تحرم بولس السيموساطي :

وظهر فى ذلك الوقت كاهناً يُدعى ملخيون لإظهار أضاليل بولس ودحض بدعته وانضم إليه عدد من الكهنة والأساقفة منهم لينوس أسقف طرسوس، فدعا لعقد مجمع محلي في إنطاكية عام 264، ولكن هذا المجمع لم يصل لأية نتيجة لتدخل الملكة زينوبيا ، وقد أعقبه مجمع آخر في إنطاكية ولم يصل أيضاً لنتيجة أيضاًَ ، ولكن لم يمل أصحاب الإيمان القويم واستمروا في نضالهم ضد بولس السيموساطي ،

وبلغ البابا ديونيسيوس أخبار هذا الهرطوقى المخالف للعقيدة والأخلاق أرسل إليه العديد من الرسائل ووضح فيها مخالفة أفكاره لنصوص الكتاب المقدس وشهادات الآباء وقد أجاب بولس على رسائله موارباً وموارياً على ضلالته , ولأجل بدعته عقد فى أنطاكية مجمعاً وتكرر أنعقادة

ويقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة : " ولما طعن البابا ديونيسيوس فى ايامه ضعف جسده من كثرة ما لحقة من أضطهاد ولم يفتر مع هذا ليلة واحدة من قراءة الكتب المقدسة فلما علم الرب محبته للكتب أنعم عليه بقوة بصره حتى أنه صار يبصر كما كان فى ايام شبابه , ولما لم يقدر أن يذهب إلى مجمع أنطاكية الذى أجتمع فيه لمناقشة ما يقوله بولس السيماساطى أرسل برسالة مملوئة حكمة وتعاليم إلى ألساقفة المجتمعين به , لأن بوله كان كالقشب الذى يهر على الخراف , فمضى أساقفة المجمع مسرعين إلى أنطاكية بمجد السيد المسيح ومن جملة من حضر المجمع برمليانوي أسقف قيسارية قبادوقية , وغريغوريوس أسقف قيصرية الجديدة وأخوه أيثنوذوروس , وايلينوس أسقف طربيوس , ونيقيدوموس أسقف أبقونيا , وأيماناوس أسقف أورشليم , ومكسيموس أسق وسطراً وجماعة معهم أساقفة وقسوس وشمامسة "

 وكان بولس السيماساطى حينما يحضر المجمع يراوغ كثيراً فى أقواله , فكان تارة يستغيث من قساوة الأساقفة عليه , فمن جهة لا يبوح بحقيقة هرطقته وأفكاره ,وتارة ينكر ما عزى إليه من ضلال , ثم يظهر موافقته للمجمع بما يطلب التصريح به , ولكن يرجع مرة ثانية لبدعته لهذا ينطبق عليه المثل " الكلب يرجع لقيئة " ولما أتنفذ فرص توبته ولم يرتدع كتب اعضاء المجلس كتب أعضاء المجمع إلى البابا مكسيموس البطريرك الأسكندرى وديونيسيوس أسقف روما يسردون فيها نقائص وعيوب بولس السيماساطى وإصرارة على بدعته وضلاله , ثم عقدوا بشأن ضلالته مجمعاً آخر أكبر حضره أساقفة أكثر  وعُقد هذا المجمع في انطاكية عام 268م وقد قام ملخيون باستجواب بولس في هذا المجمع حتى استطاع إظهار ضلالته أمام الجميع  ، وقام آباء المجمع بالكتابة إلى أسقفي روما والإسكندرية وأساقفة الكنائس الأخرى شارحين ضلالة بولس السيموساطي. فخلعوا بولس السيماساطى من بطريركية أنطاكية قلم يرضخ بالحكم وأعتصم بالدار البطريركية رافضاً الخروج منها وأستعان بقوة تدمر الحربية وواصل بولس البقاء في منصبه كأسقف رافضاً قرار المجمع وذلك بسبب مساندة الملكة زينبيا له، واستمر الحال هكذا لمدة أربع سنوات حتى سقطت الملكة وسقط معها بولس وكل تعاليمه.وبعد خلع بولس السيماساطى من من بطريركية الكرسى الأنطاكى وأقاموا بدلاً منه دمنوس , فعرض الأساقفة أمره إلى القيصر الرومانى أورليان فحكم بأن تعطى الأسقفية لمن أنتخبه المجمع  ونفى بولس السيماساطى .

*************************

 ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى كتابه تاريخ الكنيسة بدعة بولس السميساطى تحت عنوان " بولس السميساطى والبدعة التى أدخلها إلى أنطاكية" فقال :

1 - بعد أن رأس زيستزس كنيسة روما أحدى عشرة سنة خلفه ديونيسيوس سمى ديونيسيوس الأسكندرى , وحوالى نفس الوقت مات ديمتريانوس (2) فى أنطاكية ونال تلك السقفية بولس السميساطى (3) .

2 - ولأنه كان يعتقد أعتقادات وضيعة عن المسيح - مخالفة لتعاليم الكنيسة - أى أنه كان فى طبيعته إنساناً عادياً , فقد توسلوا إلى ديونيسيوس الأسكندرى ليحضر المجمع , ولما لم يتمكن من الحضور بسبب تقدمه فى السن وضعف جسمه أعطى رأيه فى الموضوع الذى تحت البحث برسالة أرسلها إليهم , ولكن جميع رعاة الكنائس من كل جهة أسرعوا ليجتمعوا فى انطاكية كأنهم قد أجتمعوا ضد مبدد قطيع المسيح .

***********

 ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى كتابه تاريخ الكنيسة (ك7 ف 28 ) (عن الأساقفة الذين ذهبوا لدحض بدعة  بولس السميساطى تحت عنوان " أساقفة ذلك العصر البارزون " فقال :

1 - من بين هؤلاء كان فرمليانوس (ك6 ف 26) العظيم أسقف قيصرية كبادوكية , وألخوان غريغوريوس (غريغوريوس صانع العجائب ك6 ف 30) وأثينودورس , وبعض الرعاة من كنائس بنطس وهيلينوس (ك6 ف 46 : 3) أسقف أيبروشية طرسوس ونيكوماس أسقف أيقونية , وعلاوة على هؤلاء هيميناس (ك7 ف 14) أسقف كنيسة أورشليم وثيوتكنس أسقف كنيسة قيصرية المجاورة , يضاف إلى هؤلاء مكسيموس الذى رأس ألخوة فى بوسترا (ك6 ف 33) بكيفية ممتازة وإن أراد أحد إحصائهم لوجد آخرين كثيرين علاوة على القسوس والشمامسة الذين أجتمعوا وقتئذ لنفس الغرض فى المدينة السابق ذكرها (أنطاكية ) ولكن هؤلاء كانوا أبرزهم .

2 - وحينما أجتمع كل هؤلاء فى أوقات مختلفة لبحث هذه المواضيع كانت الحجج والأسئلة تناقش فى كل إجتماع , وكان أنصار السميساطى يحاولون أن يداروا ويخفوا هرطقته , وحاول الآخرون بكل غيرة أن يفضحوا ويعلنوا هرطقته وتجديفه على المسيح .

3 - وفى نفس الوقت مات ديونيسيوس فى السنة الثانية عشرة من حكم جالينوس بعد أن لبث أسقفاً 17 سنة وخلفه مكسيموس .

4 - وبعد أن لبث جالينوس فى الحكم 15 سنة خلفه كلوديوس الذى سلم الحكم إلى أوريليان بعد سنتين . 

********************

 ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى كتابه تاريخ الكنيسة (ك7 ف 29) عن حرم  بولس السميساطى تحت عنوان " وبعد أن دحض ملخيون ( أحد القسوس الفلاسفة ) آراء بولس صدر الحكم بحرمة  " فقال :

1 - وفى أثناء حكمة عقد مجمعاً آخر مؤلف من أساقفة كثيرين , وكشف عن منشئ الهرطقة فى أنطاكية , وفضحت تعاليمه الكاذبة أمام الجميع , فحرم من الكنيسة الجامعة تحت السماء .

2 - وقد أخرجه ملخيون من مخبه ودحض آراءه , وهذا كان رجلاً متعلماً فى نواح أخرى , وكان رئيساً لمدرسة الفلسفة اليونانية فى أنطاكية , ونظراً لسمو إيمانه بالمسيح , رسم قساً لتلك الأيبروشية , وإذ ناقشة هذا الرجل مناقشة خطيرة دونها الكتاب الحاضرون , ولا زالت باقية إلى ألان , أستطاع وحده أن يكشف حقيقة الرجل الذى ضلل وخدع ألاخرين .

*********************

 ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى كتابه تاريخ الكنيسة (ك7 ف 30) عن رسالة الأساقفة ضد  بولس السميساطى فقال :

1 - أما الرعاة الذين اجتمعوا من أجل هذا الأمر فقد أعدوا بإجماع الآراء رسالة موجهة إلى ديونيسيوس أسقف روما ومكسيموس أسقف الأسكندرية وأرسلوها إلى جميع الأقطار , وفى هذه بينوا للجميع غيرتهم وهرطقة بولس , والحجج والمناقشات التى دارت معه , كما بينوا حياة الرجل وتصرفاته , وخليق بنا أن ندون فى الوقت الحاضر الأقتباسات التالية من كتاباتهم :

2 - " إلى ديونيسيوس ومكسيموس , وإلى زملائنا الخدام فى كل العالم , ألساقفة والقسوس والشمامسة , وإلى كل الكنيسة الجامعة تحت السماء , هيلينوس وهيميناس وثيوفيلس وثيوتكنس ومكسيموس وبروكلوس ونيكوماس وأليانوس وبولس وبولانس وبروتوجينيس وهيرالكس وأوطاخى وثيودوروس وملخيون ولوسيوس وجميع الباقيين المقيمين معنا فى المدن والأمم المجاورة , أساقفة وقسوس وشمامسة , وكنائس الرب الأله سلام للأخوة المحبوبين فى الرب "

3 - وبعد ذلك بقليل بدأوا قائلين : " لقد ارسلنا ودعونا أساقفة كثيرين من أماكن بعيده ليخلصونا من هذه التعاليم المميتة كديونسيوس السكندرى وفرمليانوس الكبادوكى , هذين المباركين , أما ألول فإذ أعتبر منشئ هذه البدعة غير جدير بأن يوجه إليه أى خطاب أرسل رسالة إلى أنطاكية موجهة لا إليه بل إلى كل الإيبروشية , وقد أثبتنا صورتها فيما بعد .

4 - وأما فرمليانوس فقد اتى مرتين , وشجب بدعته , كما تعرف , ونشهد نحن الذين كنا موجودين , وكما يعرف آخرون كثيرون , ولكنه إذ وعد بتغيير آرائه صدقه , ورجا أن تتخذ الأجراءات اللازمة دون أن تلحق أيه إهانة للكلمة , ولذلك أرجأ الأمر إذ خدعه ذاك الذى أنكر حتى إلهه وربه , ولم يحفظ الإيمان الذى كان يعتقده سابقاً .

5 - ولقد كان فرمليانوس ألان فى طريقة ثانية إلى أنطاكية , ووصل حتى طرسوس , لأنه علم بالأختبار شرة وأنكاره للرب , ولكنه مات بينما كنا مجتمعين ومنتظرين وصوله .

6 - وبعد التحدث عن امور اخرى وصفوا فيما يلى نوع الحياة التى عاشها : " ولأنه قد انحرف عن جادة الإيمان , وأرتد بعد المناداة بتعاليم وضيعة زائفة , فليس من الضرورى - طالما كان قد أخرج خارجاً _ إصدار لأى حكم على تصرفاته .

7 - فمثلاً مع انه كان سابقاً فقيراً معدماً , لم يرث أيه ثروة من آبائه , ولم يجن أى ثروة من تجارة أو أى عمل آخر , إلا أنه الآن أصبح يمتلك ثروة طائلة بسبب شروره وأنتهاكه حرمة المعابد وسلبه للأخوة , وحرمان المظلومين من حقوقهم , ووعده لهم بمساعدتهم نظير أجر معين مع أنه يضللهم , وينهب أولئك الذين فى ضيقهم يكونون مستعدين أن يعطوا ليصطلحوا مع ظالميهم , ظانين أن التقوى تجارة (1 تى 6: 5)

8 -  أو كغطرسته وكبريائه وإنتفاخه وإدعائه الكرامة العالمية , مفضلاً أن يدعى نائب الملكة عن أن يدعى أسقفاً , وزهوه وهو يسير فى السواق قارئاً بعض الرسائل بصوت مسموع وهو يمشى علناً يحف به حرس وتتقدمه وتتبعه الجماهير , حتى أصبح الإيمان مكروهاً بسبب كبريائه وغطرسة قلبه .

9 - أو كممارسة الألاعيب الخداعة فى الإجتماعات الكنسية , محاولاً تمجيد نفسه وتضليل الآخرين وإذهال عقول البسطاء , معداً نفسه محكمة وعرشاً مرتفعاً , الأمر الذى لا يليق به كتلميذ للمسيح , ومكاناً سرياً كحكام العالم , ضارباً بيده على فخذه وبقدميه عند دخول المحكمة .

أو كتوبيخه وأهانته لمن لا يصفقون له , ويلوحون بمناديلهم , كما يحدث فى المسارح , ولا يصيحون ويقفزون كالرجال والنساء المحيطين به , الذين يصغون إليه بهذه الطريقة الشائنة , بل يصغون بوقار كأنهم فى بيت الرب , أو كمهاجمته العنيفه العلانية لمفسرى الكلمة ممن غادروا هذه الحياة وتعظيمه لنفسه لا كأسقف بل كفيلسوف ومشعوذ .

10 - وإبطاله الترانيم الموجهة إلى ربنا يسوع المسيح كأنها إختراعات عصرية للرجال العصريين , وتدريبه النسوة لأنشاد الترانيم لشخصه وسط الكنيسة يوم عيد الفصح العظيم , مما تقشعر الأبدان عند سماعها , ومحاولته أقناع الساقفة والقسوس فى ألقاليم والمدن المجاورة الذين يتملقونه لعلهم يتبعون نفس الخطة فى أختلاطهم بالشعب .

11 - وقد رفض الأعتراف بأن ابن الله نزل من السماء , وهذا ما سنبينه فيما بعد , وليس هذا مجرد كلام , بل قد قامت عليه ألدلة الكثيرة من الكتابات التى أرسلناها إليكم , وألأدهى من هذا قوله أن يسوع المسيح من أسفل (قارن مع يو 3: 31 لبذى يأتى من فوق هو فوق الجميع )   , أما من يرنمون له ويمدحونه بين الشعب فيقولون أن معلمهم الفاجر نزل ملاكاً من السماء , وذلك المتغطرس لم يأمر بمنع هذه , بل لا يستنكف حينما تقال بحضوره .

12 - وهنالك النساء اللاتى يسميهن أهل أنطاكية " أمينات الدار " المنتميات له وللقسوس والشمامسة الذين معه , وبالرغمن من أنه يعرف هؤلاء الأشخاص وأثبت عليهم جريمتهم , إلا أنه تستر على هذه هذه الخطية وخطاياهم الأخرى الشنيعة , ولكى يكونوا مدينين له , ولكى ى يجرأوا على أتهامه بسبب أقواله وأفعاله الخبيثة خوفاً على أنفسهم , على أنه قد جعلهم أيضاً أثرياء , لهذا أحبه الطامعون فى هذا الثراء وأعجبوا به .

13 - نحن نعلم أيها الأحباء أن ألسقف وكل الأكليروس يجب ان يكونوا أمثلة للشعب فى كل العمال الصالحة , ونحن لا نجهل كم من أشخاص قد سقطوا , أو تشككوا , بسبب النسوة اللاتى أتوا بهن , لذلك فحتى لو أفترضنا أنه لم يرتكب أى عمل خاطئ إلا أنه كان يجب أن يتجنب التشكك الناشئ من أمر كهذا لئلا يعثر أحد , أو يدفع الآخرين للأقتداء به .

14 - وكيف يستطيع توبيخ أو تحذير أى شخص آخر من الأختلاط  الكثير بالنساء لئلا يسقط كما هو مكتوب (حكمة يشوع بن سيراخ ص 25), إن كان هو نفسه قد طرد واحده , ومعه ألآن أثنتان جميلتان متوردتان الوجه , يأخذهما معه أينما ذهب , وفى نفس الوقت يعيش فى البذخ والتنعم !!

15 - وبسبب هذه ألمور يكتئب الجميع وينوحون , ولكنهم إذ يخشون ظلمه وبطشه , ولا يجرؤون على أتهامه .

16 - لكن كما قلنا إذ كان يجوز للمرء أستدعاء الرجل لمحاسبته عن هذه التصرفات لو كانت عقيدته سليمة , ولو كان معدوداً معنا , فإننا لا نراه من الضرورى أن نطلب منه تفسيراً لهذه الأمور طالما كان قد أهان السر , وطالما كان يتمشدق مفاخراً بهرطقة أرتيماس ( راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ك5 ق 28) ( لأنه لماذا لا نذكر أباه ؟ )

17 - وبعد ذلك اضافوا هذه الكلمات فى ختام الرسالة : " لذلك أضطررنا لحرمه طالما كان مقاوماً للرب الإله , ورافضاً الطاعة , وأضطررنا لأقامة أسقف آخر للكنيسة الجامعة بدلاً منه , ونعتقد أننا بإرشاد إلهى قد اقمنا دومنوس المتزين بكل الصفات اللائقة بأسقف , وهو أبن لديمتريانوس المبارك , الذى سبق أن رأس نفس الأيبروشية بكيفية ممتازة , وقد أعلمناكم بهذا لكى تكتبوا إليه وتتقبلوا الرسائل منه , ولكن ليكتب ذلك الرجل إلى أرتيماس , وليكتب إليه المشايعون لأرتيماس .

18 - وحالما سقط بولس من ألسقفية , ومن أفيمان المستقيم , أقيم دومنوس _ كما قيل - أسقفاً لأنطاكية .

19 - ولكن رفض بولس تسليم بناء الكنيسة إلتجئ إلى المبراطور أوريليان , فحسم المر بالعدل , وامر بتسليم البناء لمن يراه أساقفة إيطاليا ومدينة روما , وهكذا طرد هذا الشخص من الكنيسة , بفضيحة شنيعة بأمر السلطات العالمية .

20 - هكذا كانت معاملة أوريليان لنا وقتئذ , ولكنه فى أثناء حكمه غير تفكيره من جهتنا , واوحى أليه بعض المستشارين ليثير علينا أضطهاداً وصارت مباحثة كبيرة عن هذا من كل جانب .

 21 - وإذ كان على وشك تنفيذ هذا , وكان على أهبه التوقيع على ألوامر ضدنا , حلت به الدينونة الإلهية , ومنعته من اتمام غرضه وهو على حافة تنفيذه , وبذلك بين الرب بكيفية ظاهرة يراها الجميع بوضوح أن حكام هذا العالم لم يستطيعوا مقاومة كنائس المسيح , إلا أن سمحت بذلك اليد التى تحميها , بتدبير سماوى , من أجل التأديب والتقويم , وفى الأوقات التى تراها مناسبة .

 22 - وبعد أن حكم أوريليان ست سنوات (4) خلفه بروبس , وهذا حكم عددا من السنين وخلفه كاروس وأبناه كارينوس ونيوميريانوس , وبعد أن حكموا أقل من 3 سنوات آل الحكم إلى دقليديانوس وشركائه (5) , وفى عصرهم حدث الأضطهاد الذى نعانى مرارته , مع ما تبعه من هدم الكنائس .

23 - وقبل ذلك بوقت قصير مات ديونيسيوس أسقف روما بعد أن ظل فى مركزه 9 سنوات وخلفه فيلكس .

======================

المـــــــــــراجع

(*) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 119

(1)  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع ف 27 (ك7 ف 27)

(2) راجع  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك6 ف 46)

(3) بولس السميساطى كان من أكبر الهراطقة فى عصور المسيحية الأولى , وقد كان أسقفاً لأنطاكية وفى نفس الوقت نائباً للملكة زنوبيا ملكة بالميرا , وقد رسم أسقفاً سنة 260 م  وخلع من منصبه سنة 265 م , وقد أعاد بولس السميساطى تنشيط فكر أرتيمون وبدعته (  تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ك5 ف 28) القائلة بأن المسيح كان مجرد أنسان ولو أنه كان ممتلئاً قوة إلهية من وقت ميلاده وليس فقط من وقت معموديته , كما كان يدعى الأبيونيين , ووافق أيضاً على ميلاده من الروح القدس , وقد أنكر أقنوم " الكلمة " وأقنوم الروح القدس معتبراً إياهما مجرد قوتين فى الرب الإله كقوتى العقل والتفكير فى الإنسان , ولكنه أعتقد أن " الكلمة " حل فى المسيح بمقياس اكبر مما حل فى الرسل السابقين , وصرح بان المسيح بقى خالياً من الخطية وأنه تغلب على خطية أجدادنا وعندئذ صار مخلص الجنس البشرى , وقد عقدت مجامع مختلفة فى أنطاكية بقصد حرمه فلم تفلح , وأخيراً حرمه أحد المجامع فخلفه جومنوس وكان ذلك حوالى سنة 268 م

(4) كانت من مدة حكمة من سنة 270 م - 275 م وخلفه تاشيتوس الذى لم يحكم سوى ستة شهور ثم خلفه بروبس (276 م - 282 م) ثم جاء بعده كاروس وأبنائه وبعدهم دقليديانوس سنة 284 م

(5) شرك معه مكسي م وأرسلة ليحكم الغرب بلقب أوغسطس , وفى سنة 293 أقام قنسنطينوس كلورس وغاليروس بلقب قيصرين , أعطى ألأول حكم بلاد الغال وبريطانيا والثانى بحر الأدرياتيك , وظل مسكيميان فى أفريقيا وأيطاليا , وأبقى دقليديانوس لنفسه مقاطعات آسيا , وقد أصدر أمره المشهور فى 23 فبراير سنة 303 بإضطهاد المسيحيين , الأمر الذى ستقرأ عنه فى الكتاب التالى .

 

*******************************

 

This site was last updated 04/27/08