Home Up حفريات دير ناسا حيتان بالصحراء الغربية الغابة المتحجرة وادى الحيتان بالفيوم موقع الدبابيه والواحات البحرية أدوات الإنسان الأول بسيناء المحميات الطبيعية مدينة حجرية بالواحات البحرية سيوة وبصمات الإنسان الأول الأنسان الأول بالوادى الجديد رسوم الأنسان الأول جبل قطراني تراث عالمى | | جريدة وطنى جريدة وطنى يوم الأحد 11 / 6 /2006 م السنة 48 العدد 2320 تحقيق بعنوان " دير ناسا بداية عصر النهضة " بقلم رمزي زقلمة
أكد المؤرخون أن التاريخ من 8000 سنة ق.م وينتهي حوالي 5500 ق.م وسمي بعصر ما قبل الأسرات-ويعتقد أن هذه التجمعات نزحت مع حام ابن نوح من الجنوب-وإذا كان هذا التصور صحيحا فإن المصريين حاميين وليسوا ساميين وهذه حدوتة-أخري وفي محاولة للتعرف علي تاريخ هذه الحقبة قام العالم بريستد بعدة حفريات في الدلتا علي أعماق مختلفة ما بين 20-30 مترا عمقا فوجد أواني فخارية وقوالب طوب وجمجمة إنسانية وطبقة الطمي التي يكسو بها النيل أرض مصر والدلتا بالذات سنويا معروفة علي وجه التقريب مما مكن لبريستد أن يقول إن هذه الحفريات ترجع بالتاريخ الإنساني إلي 16 ألف سنة وقد ضمن ذلك في كتابه تاريخ مصر والذي طبع في بروكسل/بلجيكا عام .1926 ويمر إنسان وادي النيل بالعصر الحجري ويستخدم أسلحة مصنوعة من الحجر المصقول في الصيد والدفاع وشئون الحياة-كانت تفوق مثيلاتها في أوربا اتقانا وأفضل صقلا-وعرف المصري في هذه الحقبة صناعة الفخار الأسود والأحمر. وجاء موري وكان رئيس شرف متحف جيمنت في باريس ليعزز ما جاء علي لسان بريستد قائلا:لم تجد الطبيعة في ذلك الوقت في أي مكان علي الأرض من الخصائص اللازمة لنمو مجتمع إنساني مثلما جاءت بها علي مصر كما لا يوجد في بلاد ما بين النهرين (العراق الآن) ولا في سوريا أي آثار لإنسان سابق عن-أربعة آلاف عام لنري في هذا الوقت المصريون القدماء يخرجون من العصر التاريخي إلي العصر المدنية,وإنه يغزو هذا إلي عبقريتهم عبقرية سكان مصر الأولين وساعدهم في ذلك عبقرية المكان وليس هناك أي دليل علي أن هذا التقدم راجع إلي غزاه أجانب كانوا قد نالوا من المدنية أكثر مما ناله المصريون. جدير بالذكر أن الإنسان المصري عرف ومارس الزراعة واستطاع أن يتخلص من النباتات الطفيلية ليستخلص نبتات مثل القمح والذرة والشعير. لقد وجدت البداية في حفائر دير ناسا والمناطق التابعة لها واهمها قرية المتجمدة والبراري وفاو التي اشتهرت بمدها لهذه المنطقة بنماذج للمساكن وتلاها حفائر البراري والتي سميت فيما بعد بحضارة البراري وهو أول تسمية لمنطقة بكلمة حضارة والتي تقع هي ودير ناسا علي الضفة الشرقية من نهر النيل جنوب مدينة أسيوط بحوالي 30 كيلو متر. وتلحق بهذه الحضارة الوليدة مجتمعات أخري في نقادة ومرمرة وتاو الحزبة وأمكن العثور علي قطع من الحلي وأدوات للزينة واستعمل النحاس لعمل الدبابيس والإبر والسنانير للصيد وكان التاسيون من تاسا والبراريون من البراري يلبسون ملابس من جلود وفراء الحيوانات كذلك بعض الملابس من التيل في مرحلة لاحقة. وهنا لنا وقفة قصيرة مع بداية التاريخ الحضاري إزاء موقع متوسط من مجري النيل وهو مدينة أسيوط ولعل هذا راجع إلي أن الدلتا في هذه الفترة لم تكن قد تكونت بعد لتكون صالحة لنمو حضارة بل لعلها أيضا كانت بأرضها المنخفضة المملوءة بالمستنقعات والحشائش -حائلا طبيعيا لأي نزوح بشري من جهة الشمال الشرقي-ولكن الدلتا أسهمت بمستنقعاتها في إمداد الصعيد بالبردي الذي كان ينمو مع فيضان النيل كل صيف ويترك عيدانه ليصنع منها المصري أول ورق للكتابة في التاريخ البشري وتصديره إلي الخارج من ميناء جبيل إلي أنحاء العالم المعروفة حينئذ-وكان اليونانيون يطلقون علي اللفائف المصنوعة من البردي اسم بيبلوس BYBLOS ومنها اشتقت كلمة بيبل BIBLE الذي أطلق فيما بعد علي الكتاب المقدس. ويتوج هذه الصناعة ما أكتشف فيما بعد لتمثال الكاتب المصري (موجود حاليا في متحف اللوفر بباريس) وقد عثر عليه الأثري مريت باشا عام 1854 في مقبرة لرجل يدعي سننجم كا وأمكن تحديد تاريخ هذا التمثال في عام 2500 ق.م. |