Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مصر والأمبراطور فسباسيانوس

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أوغسطس قيصر
أربع أباطرة من 68  - 69م
الأمبراطور دوماتيانوس
مصر ولأمبراطور فسباسيانوس
هيكل أونياس اليهودى
الأمبراطور كلوديوس
ثورة اليهود بالأسكندرية
تيتوس قيصر 79- 81م
دوميتان قيصر ٨١–٩٦م
نيرون الطاغية

 

 

كيف أصبح قائد الجيش فسباسيانوس أمبراطوراً ؟

قالت أ . ل . بتشر (1) : "  وكان فسباسيانوس الذى خلفهما يحارب حينئذ كقائد للجيش فى فلسطين فصمم على أن يكون قيصراً , فكتب أولاً إلى طيباريوس أسكندر والى مصر يقول له أن الجيش هنا بايعنى الأمبراطورية , فهل أعتمد على مساندتك فى هذا الأمر وعلى بيعة الجند الذين فى مصر ؟ .. فلبى طيباريوس الطلب على الفور , وأقرت مصر بالأمبراطورية لــ فسباسيانوس بالأجماع مع علم اليهود فيها بالحرب الدائرة فى هذا الوقت بينه وبين أبناء جلدتهم فى فلسطين وتنكيله بهم أشد تنكيل , ولعل فى ذلك ما يوجب الأستغراب .

على أن يوسيفوس المؤرخ اليهودى الشهير الذى دافع عن يوباطا ( إحدى مدن فلسطين ) دفاع الأبطال فة وقت محاصرة الرومالن لهذه البلدة , أصبح بعد سقوط البلدة فى يد الرومان من أخص أتباع  فسباسيانوس وأعظمهم تمسكاً بصداقته والأخلاص والولاء له .

وظل فسباسيانوس مدة فى بيروت أستراحت فى أثنائها فلسطين شرور الحروب ومآسيها , حتى وردت إليه أخبار سارة تبشر بأن القائد الذى أرسله إلى روما لكى يستلم زمامها بالنيابة عنه قد تم له المر على ما يشتهى ويريد , فغادر بيروت قاصداً مدينة الأسكندرية للأقامة بها مدة من الزمن صارفاً نظره عن روما مؤقتاً إعتماداً بلا شك على وجود أبنه دوميتيان بها وقيامه بدلاً منه فى إدارة الحكم والأحكام بها .

فلما اتى فسباسيانوس إلى ألسكندرية هرع علمائها وحكامها لمقابلة الأمبراطور الجديد بكل مظاهر التعظيم والأجلال , وكان بالأسكندرية ثلاثة من مشاهير الفلاسفة وعم يوفراتيس الأفلاطونى , وديون الملقب بفم الذهب , وأبولونيوس الفيثاغورسى الشهير الذى وضعه فيلوستراتس فى مصاف الأنبياء والمرسلين فى الرسالة التى كتبها تايخاً لحياته بعد موته وشبهه فيها ظاهرياًبفيثاغورث الفيلسوف ومراده فى الحقيقة تشبيهه بالسيد المسيح نفسه كما لا يخفى على كل ممن يمعن النظر فيها ولاحظ الغرض من تأليفها على نسق الأناجيل المقدسة .

وكان أبولونيوس ملازماً لقيصر فسباسيانوس طول مدة أقامته فى الأسكندرية وخدمه خدمات جليلة بإستمالة قلوب الأسكندريين إليه لدرجة أنهم أصبحوا يعتقدون أن فيه القدرة على شفاء الأمراض بمجرد لمس المريض , كما كان الوثنيين الجهلاء يعتقدون فى ملوكهم قديماً , فقد روى تاسيتوس المؤرخ أن رجلين أحدهما كفيف البصر والآخر أكتع اليد طرحا نفسيهما تحت قدمى فسباسيانوس وهو سائر فى أحد الشوارع متوسلين إليه أن يلمسهما حتى ينالا الشفاء منه , فسخر القيصر بهما أولاً غير أن ما رآه من تظاهر أطباء الأسكندرية حينئذ من مشاركتهم العامة فى هذا الأعتقاد أضطره لأجابة طلبهم والظاهر أن عمليته لم تخب إذ قد شهد أصدقاء المبراطور أن الرجلين شفيا بهذه الوسيلة .

الأمبراطور فسباسيانوس وآلهة المصريين

وكان فسباسيانوس يتظاهر بشدة ميله إلى ديانة المصريين , فلم يتوانى عن زيارة هيكل معبودهم سيرابيس , وإستطلاع مستقبل الغيب لأمبراطوريته , وظل فى السكندرية عدة شهور بعد أن أمر أبنه تيطس أن يذهب إلى فلسطين ثانية لإنهاء الحرب مع اليهود , ولكن أهل الأسكندرية كانوا سريعى التقلب فلم تدم محبتهم لـ فسباسيانوس طويلاً لا سيما وقد أثقل الرجل كاهلهم بالضرائب بدلاً من أن يغدق عليهم الأنعامات كما كانوا يأملون منه ( تعليق من الموقع : بعد مساعدتهم له فى ليصبح أمبراطوراً )

ومما زاد الطين بله أنه مرة طالب صاحباً له بدين كان قد وافاه به فذاع خبر ذلك فى المدينة حتى سمع به عامة الناس , فإتخذوا الأمر موضوعاً للتهكم والسخرية به , فلما علم فسباسيانوس بما كان أستشاط غيظاً وحنقاً , وأمر فى الحال بجمع الجزية مقدارها ستة أفلاس ( وهو مقدار الدين الذى كان له ) على كل فرد من أهل مدينة الأسكندرية تأديباً لهم على جرأتهم بالتهكم على الأمبراطور , ولم ينفذ تهديدة فلم يلبث أن صفح عنهم إجابة لتوسلات إبنه تيطس الذى كان أحسن منه سياسة وتدبيراً ولكن هيهات أن تعود بذلك محبة الشعب إلى ما كانت عليه أولاً , فرحل فسباسيانوس عقب ذلك غلى روما ولم ينتظر نهاية الحرب فى فلسطين كما كان ينوى

 

=======================

المراجـــــــع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 38 - 43

This site was last updated 05/25/15