البابا بطرس الجاولى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا بطرس السابع البطريرك رقم 109

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الشهيد سيدهم بشاى
الأنبا صاربامون
البابا بطرس وأنشاء المكتبات
البابا بطرس وتمرد الأثيوبيين

البابا بطرس السابع الشهير بأسم بطرس الجاولى

أول بابا فى تاريخ كنيسة الأسكندرية كان مطراناً عاما

يدعى البابا بطرس الجاولى لأنه من قرية الجاولى مركز منفلوط بصعيد مصر , وهى بلدة صغيرة تقع فى الجبل الغربى ولم يذكر أحد من المؤرخين السنة التى ولد فيها .

ولم نعرف أسمه قبل رهبنته ولكنه على أى حال لم يطق أن يعيش فى العالم وأشتهى الحياة الملائكية وأستولت على مشاعرة حياة الزهد والنسك والوحدة فترهبن بدير الأنبا أنطونيوس أب الرهبان بجبل أنطونيوس (جبل العربة) بالبحر الحمر بأسم الراهب منقريوس (وهى تسمية مصرية قديمة مشتقة من منقرع أحد ملوك الأسرة الرابعة الذى بنى الهرم الثالث بالجيزة (1)، وكان زاهداً ناسكاً قديساً فرسموه قساً فقمصاً على الدير بأسم مرقوريوس ( وهى كلمة لاتينية رومانية بمعنى إله الحرب راجع المرجع السابق ) ثم رسمه البابا مرقس الثامن مطراناً على بيعة الله المقدسة واسماه ثاوفيلس ولما خلا الكرسى المرقسى رسموه بطريركاً فى 16 كيهك سنة 1526 ش التى توافق 1802 م

وكان أمره عجيباً ففى سنة 1808 تنيح الأنبا يوساب مطران أثيوبيا فأرسل محدالاسيون إمبراطور اثيوبيا إلى البابا مرقس الثامن يطلب خلفاً للمطران الراحل , فأخذ يبحث عن راهب يليق بتمثيل آباء الكنيسة فى أثيوبيا كمركز خطير وبعد صلوات وأبتهالات أختير القمص مرقوريوس الأنطونى  ليكون مطراناً على اثيوبيا

فتأجلت رسامته بتدبير إلهى ثم كرسه البابا مرقس سلفه بطريقة عجيبة لم تحدث من قبل مطراناً عاماً للكرازة المرقسية (2) بأسم الأنبا ثاؤفيلس وأبقاه معه فى البطريركية ليستشيره وحمل معه الأمور الإدارية وقام البابا برسامة  الأنبا مكاريوس الثاني مطرانا لمملكة أثيوبيا في سنة 1808 م بدلا منه وأستمر فى البطريركية حوالى ستة أشهر معينا للبابا مرقس وإدارة الأعمال الكنسية لشيخوخته حتى توفى سلفه فى شيخوخة صالحة فى 21 ديسمبر سنة 1809 م الموافق 13 كيهك سنة 1526 ش

ومما يذكر أن البابا بطرس الجاولى قد كتب بخط يده فى سجل البطاركة أنه رسم فى 16 كيهك سنة 1526 ش الموافق 24 ديسمبر 1809 م فى عصر حكم محمد على باشا حيث ما زالت موجوده الجملة الآتية التى كتبها:-

" دخلا الكرسى يوم واحد الذى هو 15 وفى 16 من شهر كيهك سنة 1526 ش فى يوم الأحد كرز الحقير بطرس "  

 

لأول مرة فى التاريخ مطرانا عاما يصبح بابا للأقباط

ولما تنيح البابا مرقس الثامن في يوم 13 كيهك سنة 526 ش ( 21 ديسمبر سنة 1809 م ) وكان الاساقفه موجودين بمصر فاجتمعوا مع أراخنة الشعب وأتت ساعة إختيار الأساقفة والأراخنة الخليفة المرقسى ووجدوا ضالتهم المنشودة فى الأنبا ثاؤفيلس الجاولى وأجمع رأيهم علي أن يكون خليفة له فرسموه بطريركا في الكنيسة المرقسية بالازبكية بعد ثلاثة أيام من نياحة البابا مرقس أي في يوم الأحد 16 كيهك سنة 1526 ش ( 24 ديسمبر سنة 1809 م ) . ودعي أسمه بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي  , ولم يحتاجوا إلى رسامته , لأن الشعائر المقدسة التى ترفع الراهب إلى الأسقفية هى نفسه الشعائر التى ترفعه لتجعل منه البابا الأسكندرى , وذلك لأن لأن القانون الكنسى والتقليد القبطى الأصيل والمتسلم من ألاباء يعتبر البابا الأخ الأكبر بين أخوته الأساقفة .. فهو بينهم لا يبلغ مرتبة الأب , وعلى هذا الأساس أقيمت صلوات تعرف بصلوات التنصيب وهى التى جعلت من الأنبا بطرس (3) الجاولى البابا التاسع بعد المائة وكان ذلك بعد نياحة سلفه البابا مرقس بثلاثة أيام فقط , وتسلم مهام كرامته وسط إضرابات سياسية جعلت البلاد فى حالة عدم توازن لوجود قوى عديدة أرادت تولى سلطة حكم مصر .

البابا الناسك المتقشف الصامت والحكيم

وكان البابا بطرس زاهداً فى العالم ومقتنياته  متقشفاً كان كل ما يشغل ذهنه السماويات المكان الذى لا يزول ولا نهاية له عوضا عن الأرضيات المكان الزائل , يجلس على الأرض مع فقراء الشعب ويجلس على دكة مع أغنياء الشعب , لا ينام إلا على الحصير (الحصير كان يستعمل بدل السجاد عند الفقراء ويصنع من عيدان بعض النباتات البرية ) , لا يأكل إلا يسيراً مما يقدم له , وقد شبهه معاصرة بيوحنا المعمدان الذى تربى فى البرية ولبس الصوف الخشن وكان طعامه الخبز والعدس .

وكان البابا لا يتكلم كثيرا وإذا تكلم كان يتكلم كلاما صالحا نافعاً مفيداً , وكان ينصف الضعيف من بنى شعبه على من يظلمه , وكان عندما يشتكى أحد مشعبه من أحداً فكان ينفذ أحكامه على المدان بدون مجاملة مهما كانت مكانته.

ولم يخرج البابا من المقر الباباوى إلا قليلاً وإذا سار فى طريق فكان يميل برأسه إلى الأرض ويرخى على رأسه ووجهه شال أسود وكان يلبس مركوباً أحمر من غير جراب "شراب" , ولم يغير عاداته منذ أن كان راهباً وقد قيل أنه كان يضفر الخوص كعادة الرهبان فى ذلك الزمان .

وكان البابا بطرس الجاولى طويل القامة ممتلئ الجسم .

وكان يكره المال معتبراً إياه أنه اصل كل الشرور لم تجد السيمونية إليه سبيلاً , فلم يضع يده على أحداً من الكهنة أو الأساقفة إن لم يتأكد من حسن سلوكه .

الملوك الذين عاصروا البابا بطرس الجاولى

عاصر البابا بطرس الجاولى محمد على باشا خديوى مصر الذى حكم مصر فى سنة 1805 م حتى تنازل عن الحكم لأبنه إبراهيم باشا سنة 1848 م ولما توفي كل من محمد على وأبراهيم باشا عين بعدهما عباس باشا سنة1848 م .

وكان عصر محمد على بالنسبه للعصور السابقة عصراً ذهبياً للأقباط هو وأبنه إبراهيم ولكن تغير الأمر تغييراً طفيفاً فى عصر عباس باشا الأول ولكن سرعان ما أغتيل عباس باشا فى قصره فى 14 يوليو 1854 م

 

البابا يقدس الميرون بعد أن حرقة المسلمون :

 قام المسلمين بحرق كنيستى السيدة العذراء والأمراء الشهداء بحارة الروم وذلك أثناء إنسحاب الفرنسيين من مصر وإنفلات الأمن فى مصر وحقد المسلمين وإضطهادهم للأقباط .. وإمتدت ألسنة اللهب إلى مخازن البطريركية , وأحرقت كل ما فيها مخزن من زيت الميرون المقدس الذى قام بصنعو البابا يؤنس الثامن عشر سنة 1786 م ولم يتبق من المخزون شيئاً .

وكانت العادة والتقليد أن تقدم البطريركية هذه المسحة المقدسة إلى جميع كنائس الكرازة إلى مصر وأثيوبيا والنوبة وفلسطين , ولما كانت بعض الطقوس لا تتم إلا بالميرون فقد رأى البابا نفسه مضطراً إلى إعادة صنع الميرون , فقام البابا بصنع الميرون المقدس فى كنيسة مار مرقس بالأزبكية وأشترك معه فى الصلاة الأنبا أخريستوذولوس مطران أورشليم , والأنبا صرابامون أسقف المنوفية , والأنبا توماس أسقف المنيا والأشمونيين , والأنبا أبرآم أسقف منفلوط , والأنبا ميخائيل أسقف أسيوط , والنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم , والأنبا غبريال أسقف أسنا .

وإستعانوا بالخميرة المقدسة التى وجدها فى بعض الكنائس مثل كنيسة المعلقة وأبى سيفين وألأنبا شنودة بمصر القديمة , فقام بدق الأفارية ورضها وتنعيمها وخلطها ثم طبخها  , وتمت صلوات وتقديس الميرون فى يوم الخميس الموافق 19 برمهات سنة 1563 ش الموافق سنة 1820 ميلادية .

إعادة بناء كنيسة مار مرقس بعد أن هدمها الفرنسيين

بعد أنسحاب الفرنسيين من مصر خلفوا ورائهم كنيسة مار مرقس أطلال بعد أن قاموا بهدمها , وقام المعلم صالح عطا الله بأستئذان والى مصر محمد على باشا فى إعادة بناء هذه الكنيسة , فامر الوالى ببنائها بل أنه أعطاه عددا من الفعلة والبنائيين , فأخذوا فى رفع الأنقاض , ثم قاموا بوضع أساس الكنيسة الجديدة ومعها المقر الباباوى , وساهم معه أراخنة القاهرة ومنهم جرجس أبو ميخائيل الطويل .. وآخرين .

ولما تم بناء الكنيسة المرقسية والمقر الباباوى ذهب البابا ومعه الأنبا صرابامون أسقف المنوفية بخدمة القداس وصلوات التكريس " التدشين" وبعدها قام برسامة عدداً من الكهنة والشمامسة فى يوم 15 بابة سنة 1536 التى توافق 25 أكتوبر سنة 1819 م

البابا بطرس الجاولى وتعمير أملاك الأقباط فى القدس :

بعد أنتهى البابا بطرس الجاولى من تدشين وتكريس كنيسة مار مرقس بالأسكندرية قام فى أيام الصوم الأربعينى المقدس قام قداسة البابا بتجهيز الهدايا السنوية المعتاد من الأقباط إرسالها إلى كنائسنا فى أورشليم بمناسبة عيد القيامة , أرسلت كلها مع القمص يوسف وكيل البطريركية بالقاهرة , وكان معه توصية من البابا أن يكتب تقريراً مفصلاً عن حالة أملاك الكنيسة القبطية فى الأراضى المقدسة الأديرة والكنائس وما يحتاج منها إلى إصلاح وترميم وبناء , وعندما عاد وقرأ البابا التقرير المقدم إليه فقام بجمع البابا بطرس الجاولى أعيان الأمة وأغنيائها حوله وتشاورا وتناقشوا عما يمكن عمله .

وبعد أن أستطاعوا إستصدار فرمانات بما يودون عمله وقام البابا بإرسال المعلم حبيب حنا الدقادوس إلى القدس , وفور وصوله قام بالأشراف على أعمال الترميم والصيانة فقام بتعمير دير السلطان (دير الملاك) وقاعة الملكة هيلانة ودار سلم الناظر بجوار قبة القيامة ودير مار جرجس , والحاكورة التى فيها دير الرملة , وقاموا أيضاً بتنظيف بئر الملكة هيلانة , وأتموا بناء جميع المبانى الخاصة ببطريركية ألقباط فى القدس وأنتهى العمل يوم 24 برمهات سنة 1537 ش الموافق 1 أبريل سنة 1821 م .   

رسامة أساققة على النوبة والسودان

عرف النوبيين المسيحية على أيدى مبشريهم الذين وفدوا عليهم من جيرانهم الأقباط وأخوتهم من أبناء وادي النيل العظيم , وأعتمدوا وأعتنقوا المسيحية حتى أحتل العثمانيين بلادهم سنة 1517 م فأبعدوا الحكومة الوطنية وأستبدلوها بالباشا التركى عرفوا بالقسوة والصرامة الذين أخذوا يطاردون أولاد المسيح ويتعقبونهم ويضبقون عليهم حتى قضوا عليهم تماماً , وأصبحت السودان خالية من المسيحيين تماماً

وفى عصر البابا بطرس الجاولى حدث أن النوبة سقطت فى أيدى ولاة اليمن فغزاها محمد على باشا السودان فى سنة 1823 م فعاد كثير من السودانيين إلى الدين المسيحى وهاجر إليها كثير من الأقباط خاصة من صعيد مصر للعمل فى جميع المجالات , فى الزراعة والتجارة , علاوة على توظيفهم فى الجيش والرى والإدارة حتى أمتلأت بهم المدن السودانية , ولما كثر عددهم قاموا بأنشاء كنائس والمدارس لأبنائهم الأقباط وما تزال مدارسهم القبطية حتى الآن ولكن على ما أعتقد اصبحت تابعه لوزارة التربية والتعليم

وطلب هؤلاء أسقفاً ليقوم برسم كهنة وشمامسة ليقوموا بسائر الطقوس الكنسية الأخرى فقام البابا بطرس الجاولى برسم لهم أسقفين على التعاقب فإختار أحد رهبان دير الأنبا انطونيوس وشرطنه لرتبه اسقفاً على كرسى النوبة والخرطوم وكان أسمه الأنبا دميانوس , فخدمهم حتى تنيح ثم قام البابا بطرس الجاولى برسامة القمص جرجس الأنطونى على الكرسى الخالى وأطلق عليه أسم الأنبا غبريال , وقد عاش الأنبا غبريال يخدم أولاده فى النوبة والسودان بعد نياحة البابا بطرس وعاصر البابا كيرلس الرابع والبابا ديمتريوس الثانى , ثم تنيح قبل أن يتبوأ البابا كيرلس الخامس الكرسى البطريركى .

كما قام برسم 23 أسقفاً على أقاليم مصر .

فى مدة رئاسته عاد إلى الكرسى الإسكندرى كرسى النوبة والسودان ، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام

. ومن ذلك الحين تجدد كرسى النوبة الذي هو السودان . وقام هذا البابا فى مدة توليه الكرسى الإسكندري برسامة خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة ،

سر صلاة البابا بطرس الجاولى وفيضان النيل
ويذكر أبن المقفع (5) حادثة غريبة عن فيضان النيل بعد صلاة هذا البابا القديس فيقول : " ولم يفى النيل بمياهة فى الفيضان الذى ينتظرة المصريين كل سنة فخاف الناس من وطأة الغلاء والوباء والجوع , غأستغاثوا بمحمد على باشا طالبين منه أن يأمر الرؤساء الروحيين بأن يرفعوا الأدعية والصلوات من أجل النيل ليبارك الرب فى مياهه فيروى الأرض ويخضر الزرع وينبت العشب ففعل , وقام أولاً المسلمون بالصلاة ثم اليهود ثم الروم ثم السوريون فلم تتحرك مياه النهر من موضعها ثم طلبت الحكومة من البابا بطرس الجاولى أن يصنع نظير ما صنع أصحاب الأديان الأخرى .

فإستدعى لفيف من الأكليروس وجماعة من الأساقفة وخرج بهم إلى شاطئ النهروأحتفل بتقديم سر الإفخارستيا  وبعد إتمام الصلاة غسل أوانى الخدمة وطرح مياهها فى النهر وطرح أيضاً قربانة من البركة فى مياة النهر فتلاطمت فى الحال امواجه وأضطربت ويقول أبن المقفع يصف نيل مصر قائلاً : " وفارت كدست يغلى وفاضت " فبادر تلاميذ البطريرك رافعين أدوات الأحتفال فلم يتمموا ذلك إلا وقد أدركتهم المياة فعظمت بذلك منزلة البطريرك والأقباط لدى محمد على باشا . "

وصرخ أبراهيم باشا عندما فج النور المقدس : "أمان بابا .. أمان "

ويذكر أبن المقفع (6) عجيبة حدثت فى ايام هذا البابا القديس : " ما شاع على ألسنة العامة من خروج نور من القبر المقدس كل سنة , وحدث أن أبراهيم عندما ملك (أستولى على ) بلاد الشام وكان مرتاباً ويشك فى ظهور النور , فدعا البابا بطرس الجاولى ليباشر خدمة خروج النور من قبر السيد المسيح مثل ما يفعل بطريرك الروم فى كل سنة , فالبطريرك القبطى لعلمه أنه سيترتب على ذلك عداوة أكثر بين الروم والأقباط فأعتذر فقبل عذره , ولكنه طلب إليه أن يدخل الثلاثة هو وبطريرك الروم والبابا القبطى بطرس الجاولى إلى داخل القبر .. , وخاف البابا بطرس من تأخير فج النور وسوء العاقبة وأخذ يتغيث بقجرة وقوة الرب يسوع , وكانت كنيسة القيامة قد غصت بالناس من جميع الطوائف المسيحية وغيرها ولما حدث هرج ومرج أمر أبراهيم باشا بإخراج الفقراء فقط إلى خارج القيامة , فلما صار الوقت أنبثق النور من القبر بصورة أعبت الباشا الذى لم يكن يتوقعه ووقع عليه زهول ودهشة وصرخ مردداً هذه العبارة : " أمان بابا .. أمان " وكاد يسقط على الأرض فإحتضنه البابا بطرس الجاولى إلى أن فاق من ذهوله , أما الفقراء التعساء الذين كانوا خارج كنيسة القيامة صاروا أسعد حظاً ممن فى داخلها إذ أن أحد الأعمدة قد أنشق وخرج لهم نور فباركهم الرب ببركة عظيمة فهو القائل كنت فقيراً فآويتمونى صورة العمود المشقوق اليوم الذى فج منه النور للفقراء الذى أخرجهم أبراهيم باشا  .

وفى سيرة حياة القديس القبطى الأنبا صرابامون أبو طرحة تحت يوم ( 28 برمهات) فى السنكسار القبطى (7) :
"حادثة النور في القدس الشريف فقد حدث أن الأمير إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا بعد أن فتح بيت المقدس والشام سنة 1832 م أنه دعا البابا بطرس السابع لزيارة القدس الشريف ومباشرة خدمة ظهور النور في يوم سبت الفرح من قبر السيد المسيح بأورشليم كما يفعل بطاركة الروم في كل سنة ، فلبي البابا الدعوة ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوة وإكرام ودخل مدينة القدس بموكب كبير واحتفال فخم اشترك فيه الوالي والحكام ورؤساء الطوائف المسيحية .
ولما رأي بحكمته أن انفراده بالخدمة علي القبر المقدس يترتب عليه عداوة بين القبط والروم اعتذر للباشا لإعفائه من هذه الخدمة فطلب إليه أن يشترك مع بطريرك الروم – علي أن يكون هو ثالثهم لأنه كان يرتاب في حقيقة النور . وفي يوم سبت النور غصت كنيسة القيامة بالجماهير حتى ضاقت بالمصلين فأمر الباشا بإخراج الشعب خارجا بالفناء الكبير . ولما حان وقت الصلاة دخل البطريركان مع الباشا إلى القبر المقدس وبدأت الصلاة المعتادة . وفي الوقت المعين انبثق النور من القبر بحالة ارتعب منها الباشا وصار في حالة ذهول فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق . أما الشعب الذي في الخارج فكانوا أسعد حظا ممن كانوا بداخل الكنيسة فان أحد أعمدة باب القيامة الغربي انشق وظهر لهم منه النور ، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحتراما لدي الباشا وقام قداسته بإصلاحات كبيرة في كنيسة القيامة ."

محبة البابا بطرس الجاولى لزيارة الأديرة

كان البابا بطرس الجاولى يحب زيارة الدير الذى نشأ فيه وهو دير الأنبا أنطونيوس بالجبل الشرقى بالبحر الأحمر , وكان محباً لرهبانه خاصة الذين وصلوا إلى درجة عالية من القداسة فأسند رتبه الأسقفية إلي من يرى فيه القدرة منهم
زيارته الأولى كانت لدير أنبا أنطونيوس

فى يوم الأحد من الصوم المقدس الموافق 10 برمودة سنة 1531 ش التى توافق 17 أبريل سنة 1815 م قام البابا بطرس الجاولى بزيارة دير الأنبا أنطونيوس الذى ترهب به لأول مرة بعد جلوسة على الكرسى المرقسى , وأحتفل البابا فيه بأحد الشعانين وعيد القيامة المجيد ومكث بالدير طول فترة أيام الخمسين المقدسة وفترة صوم الرسل وفترة صوم الرسل إلى يوم عيد ألاباء الرسل فى 15 أبيب من نفس السنة .

زيارته الثانية كانت لدير أنبا أنطونيوس

وفى سنة 1533 ش التى توافق سنة 1816 م فى الأسبوع الثانى من عيد القيامة ذهب قداسة البابا بطرس إلى دير القديس أنبا انطونيوس ومكث به حتى اليوم التاسع من هاتور سنة 1534 ش التى توافق 1817 م

زيارته الثالثة كانت لدير أنبا أنطونيوس

وفى 1534 ش أى فى نفس السنة قام البابا بطرس بزيارة دير الأنبا أنطونيوس فى صوم الميلاد ومكث هناك حتى أحتفل بعيد الميلاد المجيد وغادر الدير فى يوم 26 طوبة سنة 1534 ش التى توافق 2 فبراير سنة 1818 م

زيارته لأديرة وادى النطرون

كما قام البابا بطرس الجاولى بزيارة أديرة وادى النطرون فزار دير القديس مكاريوس فخرج رهبانه لأستقباله خارج الأسوار وهم حاملين المجامر والصلبان وهم يرتدون الحلل الكهنوتية التى يلبسونها فى المواسم الدينية الهامة , وتقدم كبارهم نحوا الباب الرئيسى لأستقبال البابا القبطى ومن حوله الرهبان يسبحون ويهللون بالألحان القبطية , ثم نزل البابا من على دابته وسار به كبير الرهبان إلى كنيسة القديس مكاريوس .

وتروى قصة وجدت فى أحد المخطوطات القديمة أنه عندما وصل البابا إلى الهيكل طلب منه كبير الكهنة أن يركع أمامه ليقرأ على رأسه التحليل حسب العادة المتبعة لديهم , فرفض البطريرك أن يجثوا أمام كاهن وخرج غاضباً من الدير , وتوجه إلى دير السريان , وأقام أربعين يوماً فى غرفه الضيافة المعروفة الآن (الكرنك ) (8)

البابا بطرس الجاولى والتعمير

نجح المعلم يوحنا أبو ميخائيل الطويل فى أستصدار فرمان من محمد على بالأذن فى تعمير أديرة وكنائس الأقباط فى أورشليم ثم ذهب هذا الأرخن الغيور ومعه الأرخن حبيب حنا إلى البابا وأطلعاه على الفرمان , وأرسل البابا فى طلب المهندس أنطونيوس عصفور وعهد إليه بتنفيذ عملية التعمير الذى فرح بثقة البابا فيه من جهة وخدمته لكنيسة الرب يسوع من جهة أخرى وذهب مع الأرخن حبيب حنا إلى دمشق وسلموا فرمان محمد على باشا غلى واليها فصدق عليه وكتب هو الآخر فرمان بتنفيذ التعمير والبناء فى أملاك الأقباط فى القدس , وكانت الخطوة التالية هو تسجيل الفرمان فى المحكمة (قضاء القدس) فذهب إلى قاضى مدينة القدس فى حضرة نقيب الأشراف وأعيان المدينة وسجلاه , ثم شرعا المعلم حبيب والمهندس أنطونيوس فى العمل , وقد نجحا قى تعمير دير السلطان وحاكورته ودير الرمان وقاعة الملكة هيلانة ودير العظيم مار جرجس وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى(9)  : " ومما يثير العجب أن كل هذه الإنشاءات والتعمير تم فى 24 برمهات سنة 1537 ش أى لم يستغرق أكثر من سنتين "

الكهنة والرهبان

فى نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن الـ 20 كان الكاهن يرسم على عصاة وغالباً كان الكهنوت يرسم فى العائلة وكنا نسمع فى القرى عن عائلة القسيس أو عائلة القمص .. ألخ والتى يفهم منها أن هذه العائلة الوظائف الرئيسية بها هى الكهنوت حيث يمتد الكهنوت من الجد للأب للحفيد وهكذا وكان هذا النظام نظام مجتمعى حيث يورث أصحاب الحرف صناعتهم لأولادهم ، وكان الكاهن يرسم بالوراثة لأنه لم يكن هناك تعليم دينة كالذى نراه اليوم وكان على عصاة أى أنه لا يأخذ مرتب من إدارة الكنيسة وعايش على ما يقدمة الشعب من تبرعات وهبات ، ولم يكن الرهبان أسعد حالاً بل أشد فقراً إلا أنه كانت توجد أديرة غنية وأخرى فقيرة والغنية التى كان لها وقف يصرف على الدير وموالد تسهم فى مصاريف صيانة الدير ومتطلبات الرهبان ومما يذكر أنه كثير من الأديرة قد قل عدد راغبى الرهبنة فيها نظراً للمعيشة القاسية وعندما جلس قداسة البابا شنودة الثالث على كرس الرسول مرقس كان ديراً الأنبا أنطونيوس مثلاً به أربعة رهبان واكن مديوناً بيون ثقيلة .  

رفض البابا بطرس الجاولى وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية الروسية.

أيام محمد علي باشا (1809 ـ1848م) والى مصر (10) عندما ذهب سفير دولة روسيا إلى المقر الباباوى لمقابلة البابا القبطى وكان يصطحب معه مترجماً يتقدمهما الياسقجى (11) الذى قام بسؤال أحد الواقفين بالباب عن قداسة البابا بطرس الجاولى فقال : " هل هو موجود ويمكننا مقابلته ؟ " فأجاب بأنه هنا ولا يوجد شئ يشغله يؤخره عن قبول زيارة أى إنسان " ثم أشار لهم بالدخول إلى حوش (فناء - منطقة واسعة ) البطرخانة فدخلوا وظنوا أنهم سينتظرون أحداً من السكرتارية ليقودهم إلى البابا القبطى , وإذا بهم بجدون رجلاً فى مرحلة الشيخوخة هابوه لمجرد النظر إليه جالساً على دكة (مقعد خشبى) وحوله مقاعد أخرى صغيره وبيده الكتاب المقدس , وقد ظن السفير أنه لا بد وأن يتم أستقباله أستقبالاً رسمياً ولا بد ان يكون قد وصل للبابا أن زائراً عظيما وممثلاً لدولة كبيرة يريد مقابلته , وهناك ترتيب وإستعدادات تجرى لأستقباله , ولم يخطر ببالهما أن يكون الرجل الجالس على الأريكة لا يهتم بلبسه أو هيئته يلبس زعبوطاً الصوف الخشن الذى يستر جسمه ويغطى شعر صدره الظاهر , وتسائلوا فى عقليهما أيمكن ان يكون هذا الرجل البسيط هو رئيس الأقباط وسليل فراعنة مصر , فسألاه : " أين هو غبطة بطريرك الأقباط ؟ فقال البابا : من هو الذى تريد أن تراه؟ أجابه المترجم : هذا زائر عظيم , سفير قيصر روسيا ..فقال البابا بطرس الجاولى بكل تأن وأحترام : " فليتفضل يجلس , أنا البطريرك بنعمة السيد المسيح " فتعجب السفير وأبديا دهشتهما .. زلكنهما أحنيا رأسهما حسب عادتهما فى بلادهما وتقدم كل منهما نحو البابا لا ثما راحتيه "يديه" فأجلسهما البابا إلى جانبه وأمر باعداد ما يلزم إكراماً للضيوف بتقديم المشروبات ..

وكان أول سؤال يسأله السفير الروسى : لماذا لا تهتم بنفسك إهتماماً بمركزه فى العالم المسيحى لآن وظيفته السامية تخول له الحق فى تحسين هيئة ملابسه ومعيشته , فأجاب البابا القبطى : " ليس الخادم أفضل من سيده أنا عبد المسيح الذى أتى إلى العالم وعاش مع الفقير , ولأجله , يأكل مع الخطاة ويجالسهم , ولم يكن لرب المجد من دار يأوى إليها وها أنا لى بيت ألتجئ إليه , ومقر يقينى حر الصيف وبرد الشتاء , ولم يكن لصاحب الملك والملكوت ما يأكله مع رسله الأطهار ولا مخزن فيه المؤنة , وها أنا آكل وأتمتع , فهل أنا أفضل من صاحب المعونة ... "

 وكانت الإمبراطورية الروسية تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء هذا السفير ليعرض  على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط فإبتسم البابا بطرس الجاولى فى وجه محدثه وسأله برفق ومودة قائلاً له : هل ملككم (قيصر روسيا) يموت أم يعيش إلى الأبد ؟ فقال له الزائر : " هو يموت طبعاً مثل كل بنى البشر " ، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية : ( نحن في حمى من لا يموت )

فإذا كان قيصر روسيا يموت فنحن نفضل أن نكون فى حمى من لا يموت وليس لملكه نهاية .. فإنصرف السفير من أمام البابا وهو يتعجب من رده المنطقى الذى لم يستطيع ان ينطق ببنت شفه بعده , بل شعر بالعظمة الروحية والإيمان الحقيقى المسيحى الذى تسلمناه من مرقس رسول المسيح إلينا .

وذهب السفير إلى محمد على فسأله عما رأى بمصر فأجابه : " لم تدهشنى عظمة الأهرام ولا إرتفاع المسلات ولا الكتابة الموجودة عليها , ولم يبهرنى كل ما هو موجود فى مصر من عجائب , بل أثرت فى نفسى فقط زيارتى للرجل التقى بطريرك الأقباط , ثم روى له كل ما جرى بينهما , فطفح السرور على وجه محمد على باشا , ولما ذهب من امامه السفير الروسى حتى قام وذهب إلى المقر الباباوى , وقدم الشكر الجزيل للبابا بطرس الجاولىعلى ما أبداه من أستقلالية لكنيسته وعلى ما أبداه من وطنية ونبذ التدخل الخارجى.

فقال له البابا بطرس الجاولى : لا تشكرنى عن واجب قمت به نحو البلاد , فقال له محمد على باشا : لقد رفعت اليوم شأن كنيستك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد على فى مصر ولتكن لك مركبه معده كمركبته .. ومنذ ذلك اليوم إزداد مقام البابا عند محمد على باشا وعظمت ثقته بأبنائه الأقباط وأعطى للأقباط مميزات كثيرة فى تقلد الوظائف الحكومية المختلفة . 

.[أنظر سيرة البابا بطرس الجاولي، سنكسار7 طوبه].

في أحد الأيام طلب السفير الروسي زيارة الأنبا بطرس الجاولي البطريرك يصحبه ترجمان. يتقدمهما الياسقجي وهو شخص يسير أمام الكبراء معلنا قدومهم.
في الطريق للمقر.. وجدوا رجلا بسيطا يجلس وسط كومة من الكتب يقرأ فيها.. فطلبوا منه أن يوصلهم للبابا فأخبرهم انه هو.. فأصابهم الذهول.. وسأله السفير عن تجاهله للرسميات والمظاهر الخارجية فرد عليه قائلا: "ليس العبد أفضل من سيده. وسيدي كان بسيطا في ملبسه. شظفا في عيشه".. فازدادت دهشة السفير.
سأله: وما أخبار الكنيسة؟.. رد عليه: بخير بحمدالله.. عاد السفير وسأل: ألم تفكروا قط في الحماية؟
أجابه: وماذا تقصد بالحماية.. ولما أفهمه بأن حكومة بلاده مستعدة لوضع الكنيسة الأرثوذكسية تحت حماية روسيا وقيصرها الذي له الصولة والجولة والذي جعل من نفسه حاميا للارثوذكسية حيثما كانوا.
سأله الأنبا بطرس: "ألا يموت قيصر الذي تمجد فيه بكل الكلمات الموحية بالعظمة؟.. أجابه بالطبع.. فقال له البابا السكندري: "إننا في حمي ملك لا يموت".
فتضاعفت دهشة السفير واحس بقوة هذا الرجل وتواضعه. الذي كان مهيبا رغم بساطته.. وقال: حقا.. لم أقابل من يستحق أن يكون خليفة للسيد المسيح علي الأرض غير هذا الرجل الذي لم يخدعه زخرف العالم.
وحالما خرج من الدار البابوية ذهب لفوره إلي قصر محمد علي باشا وسرد عليه ما جري. فازداد تقدير الوالي لهذا البطريرك الوديع البسيط الوقور المحبوب.

كنيسة رومـــا الكاثوليكية والأنجليكان يحاولان ضم الكنيسة القبطية إليهما :

 

أولاً - الفرنسيين والكاثوليك : أستمرت محاولات الكاثوليك لضم الكنيسة القبطية إليها مع العديد من الباباوات الذين سبقوا البابا بطرس الجاولى وكانت إجاباتهم واحدة دائماً هو تأكيد لأستقلالية البابا القبطى ككرسى رسولى منفصل وقائم بذاته كما كان قبل الأسلام رائداً للمسيحية فى العالم فظلت ذكراه عطره فى التاريخ حتى أنه لم يركع أمام بطش الإضطهاد البيزنطى الذى أراد أن يخضع الكنيسة القبطية لسلطة بطريرك بيزنطه وتلفيق الإتهام بالهرطقة إليها .

سعى محمد على باشا خديوى مصر إلى الغرب لتحديث مصر بجيش قوى , وأستقدام العلماء وخاصة الفرنسيين , فرأوا أن يستقطبوا الكنيسة القبطية وضمها إلى الكنيسة الكاثوليكية عن طريق حكام مصر ووضعها فى موقف حرج , وفى مقابل تعاون محمد على سيقومون بمضاعفة أشتراكهم فى تحديث مصر .

وقام محمد على باشا مصر بتنفيذ ما طلبته فرنسا منه فإستدعى المعلم غالى كبير الكتاب وأخيه المعلم فرنسيس وأبنه باسيليوس وعرض عليهم ما طلبه الفرنسيين الكاثوليك , فقالوا له من المحال تحويل الكنيسة القبطية فى مجموعها إلى الكاثوليكية , ولن يؤدى هذا الطلب إلا إلى سفك الدماء , ونرى أنه من ألفضل ان يكون ذلك بسياسة وترتيب وحكمة ونظام وتخطيط , وذلك بأن نعتنق نحن أولا المذهب الباباوى الكاثوليكى , بشرط الإحتفاظ بعوائدنا الشرقية , أى عدم الإكراه فى تغيير طقوسنا وعوائدنا الشرقية , وبذلك يمكن أن يمتثل أفراد الطائفة القبطية وينضمون إلينا رويداً رويداً . فقبل محمد على باشا رأيهم وأخبر الفرنجة , ففرحوا وشكروه , فإعتنق المعلم غالى وأبنه باسيليوس الكاثوليكية وتبعهم عدد قليل من أخوتهم وأصدقائهم , وكانت تبعيتهم ظاهرية فقط ليحلوا مشكلة , ولكنهم كانوا يضمرون عودتهم إلى الأم المصرية بعد حين ألا وهى كنيستهم . , وكانوا يوقرون ويحترمون كهنة الكنيسة القبطية , بل ويعمدون أولادهم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية , ما يفعل البروتستانت الان فى مصر .

ويؤكد مؤرخوا التاريخ أنه بفعلتهم هذه أوقفوا سفك دماء كثيرين من ألأقباط الأرثوذكس وكان ذلك فى مستهل سنة 1822 م

ومن ناحية اخرى فتح اللاتين الكاثوليك مدرستين فى الإسكندرية إحداهما تحت رعاية الرهبان العازريان والثانية تحت رعاية راهبات الإحسان (12)  سنة 1844 م وقد شجعهم محمد على بإعطائهم الأماكن اللازمة لإقامة المدارس عليها , وسار على نفس نهجه محمد سعيد باشا لذلك نجد راهبات الراعى الصالح ويفتتحن مدرسة البنات فى 6 يناير سنة 1846 م .

ووقفت كل القوى على كنيسة القبطية المضطهدة فرنسا بحكومتها وثروتها ورومية والحاكم محمد على باشا بكل جبروته ومما يذكر أن راهبات افحسان حصلن على أرض مساحتها 3500 ذراع لأقامة مدرستهن عليها (13) - ولكن بعد مدة أثمرت هذه المدارس إلى ثمار مرة - مرة فى حلق الأقباط فلفظوها ومرة فى حلوق من أنشأوها حتى أرادوا بيعها .

ثانياً - الأنجليكان (الإنجليز) :أول محاوله الإنجليز  لضم شعب الكنيسة القبطية إلأيها وكانت هذه المحاولة جريئة ولكنها فاشلة أكثر دهاءاً ولكنها ليست حكيمة فإفتتحوا مدرسة فى الدرب الواسع سنة 1840 م أمام الكنيسة المرقسية التى تضم المقر الباباوى - وكانت هدف مدرستهم تعليم الشبان الأقباط الذين سينتظمون فى سلك الكهنوت لكى يعلموهم تعاليم الكنيسة الأنجليكانية المغايرة لتعاليم العقيدة الأرثوذكسية , وعن طريق هؤلاء الشباب يمكن جذب عائلاتهم وأقاربهم وهكذا أعتقدوا بداية لأنشاء كنيستهم , على أن سهمهم طاش أمام يقظة الراعى الساهر فإضطروا إلى إغلاق مدرستهم فى العام الدراسى 1847 م - 1848م , وشاءت العناية الإلهية أن يكون البيت الذي شاءوا أن يجعلوه مركزاً لجذب أبناء الأقباط وتفتيت الكنيسة القبطية أصبح فيما بعد هو بيت الوقف التابع لدير الأنبا أنطونى أبى الرهبان . (14)

 

رفع راية الصليب فى جنازات الأقباط بعد أستشهاد سيدهم بشاى

أستشهد فى أيامه سيدهم بشاى الذى قتله المسلمون فى دمياط ظلما بعد تلفيق التهم حسب عادتهم ورفع الأقباط شكواهم إلى خديوى مصر محمد على فأمر بإعادة التحقيق وأصدر الوالى حكمه بأدانة القاضى والمحافظ , وأحتفل الأقباط بجنازة الشهيد إحتفالاً رائعاً لم يحدث من قبل بإستشهاده رافعين الصليب يدورون به فى شوارع المدينة ومنذ ذلك اليوم سمح للمسيحيين برفع الصليب فى جنازاتهم . اقرأ قصة سيدهم بشاى فى هذا الموقع .

 

مدة البابا بطرس الجاولى والأساقفة الذى رسمهم

أقام على الكرسى المرقسى 42 سنة و3 شهور و12 يوماً. جلس البابا بطرس السابع المشهور بـ البابا بطرس الجاولى على الكرسى المرقسى مدة 42 سنة و 3 شهور و 12 يوم وفى فترة رئاسته قام برسامة حوالى 25 أسقفاً منهم 2 لكرسى النوبة والخرطوم و 1 لكرسى أورشليم و2 لكرسى أثيوبيا وحوالى 20 أسقفاً للأقليم المصرى  .

ومن أشهر الأساقفة فى عصر البابا بطرس الجاولى : الأنبا يوساب الأخميمى أسقف جرجا , والأنبا أثناسيوس الغمراوى أسقف أبو تيج , والنبا توماس المليجى أسقف المنيا , والأنبا ميخائيل أسقف أسيوط , والأنبا غبريال أسقف أسنا , بالأضافة إلى القديس الشهير الأنبا صرابامون أبوطرحه أسقف المنوفية .

وحدث أنه شغر كرسى البهنسا والفيوم والجيزة , وكان فى دير السريان آنذاك راهب محبوب جداً من أخوته فأخذوه للأنبا بطرس الجاولى ليرسمه أسقفاً على الكرسى الشاغر , ولكن البابا بطرس الجاولى كان ميالاً إلى إختيار رهبان ديره لرسامتهم أساقفة , ولكن رهبان دير السريان أستمروا على إلحاحهم إلى حد أنه نزل على رأيهم ورسم من أختاروه أسقفاً بأسم الأنبا إيساك , ومن الطريف انه توجد فى ديره للآن بدلة كهنوتية كاملة بأسمه نسج فيها أنها تمت سنة 1555 ش (15)

عناية البابا بطرس الجاولى بأملاك الكنيسة

وهناك صورة الحجة خاصة بدمياط تاريخها 1269 هـ - 1849 م مختومة بختم القاضى محمد حسن قاضى ثغر دمياط وهى : حضر للمجلس القس حنا ولد يوسف إبراهيم الناظر على وقف فقراء كنيسة القبط بالثغر من قبل بطريرك الأقباط المدعو بطرس بحارة القضاوة على الجزئين شرقى وغربى أوقفهما المعلم الجوهرى " وما زالت هذه الحجة بدورها توضح لنا يقظة الآباء القبط خلافاً للدعايات الغربية المغرضة (16)

نياحتـــة

ولما أكمل سعيه مرض لأيام قلائل ثم تنيح بسلام فى الثامن والعشرين من شهر برمهات سنة 1568 ش وكان ذلك مساء يوم الأحد 5 أبريل 1952 م - وقد حزن عليه الإكليروس والشعب وقاموا بتجنيزه فى أحتفال عظيم فى الساعة العاشرة صباح يوم الأثنين فى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية من البصخة المقدسة بحضور عظماء الأمة بمصر وأشترك رؤساء الطوائف المسيحية فى الصلاة عليه  وبعد أنتهاء صلوات الجناز دفن بالأكرام اللائق بقداسة راحل عظيم من باباوات الكنيسة القبطية بجانب سلفه قداسة المتنيح البابا مرقس الثامن.

وذكر الأنبا رافائيل (18) : " ودفن البابا بطرس الجاولى فى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية وفى سنة 2000م تم أكتشاف رفاته المقدسة مع رفات الآباء البابا مرقس الثامن والقديس الأنبا صرابامون الشهير بـ أبى طرحة .. ورفات لقديس غير معروف أسمه - وذلك أثناء القيام بعمل بعض الترميمات وإزالة بعض الأنقاض وقد كانت هذه الأجساد فى غرفة كبيرة شرقى الهيكل القبلى للكنيسة المرقسية الكبرى .. ووجود هذه الأجساد بهذاالمكان كان معروفاً لدى شيوخ الكنيسة ولكنه لم يكن معروف مكانه بالتحديد , وقد شرفنا الرب القدوس بإخراج هذه الأجساد وعمل مزار يليق بمكانتهم الرفيعة بالكنيسة ووضعت هذه الأجساد فى أنابيب للتبرك (توضع أجساد القديسين فى أنابيب حسب تقليد الكنيسة القبطية )

وقد أفتتح البابا شنودة المزار الجديد الذى وضعت فيه أجساد القديسين المكتشفين عشية تدشين الكنيسة التى مر عليها 200 سنة وذلك فى 15 سبتمبر سنة 2000م وحضر صاحب الغبطة البابا شنودة الثالث ورأس الإحتفال وقام بإفتتاح مزار لأجساد القديسين البابا مرقس الثامن والبابا بطرس السابع والأنبا صرابامون أبو طرحة وقديس آخر لم يستدل على أسمه (تعليق من صاحب الموقع  من المعتقد انه البابا كيرلس الرابع ), وفى أثناء ذلك قام قداسة البابا بتبريك الحنوط لتضميخ الأجساد فى أعيادهم .

وفى عشية 6 أبريل سنة 2001 م قام نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وتوزيع الحنوط للبركة , وصار هذا اليوم ذكرى لعيد سنوى للكنيسة يوم 28 برمهات بالإضافة إلى عيد القديس البابا بطرس الجاولى والأنبا صرابامون أبو طرحة فى يوم 6 أبريل من كل سنة - الأنبا رافائيل يطلع البابا شنودة الثالث على رفات البابا بطرس الجاولى وفى الصورة المقابلة البابا شنودة الثالث يشاهد الصليب الذى وجد مع رفاة البابا بطرس الجاولى

وخلا الكرسى بعده سنة واحدة و12 يوم

بركة صلاة البابا بطرس الجاولى تكون معى ومعكم يا آبائى ويا أخوتى آمين . .

**************************************************

المراجع

(1) سيرة تاريخ البطاركة الذين أختيروا من دير القديس الأنبا أنطونيوس - القمص أنطونيوس الأنطونى - تقديم ومراجعة الأنبا متاؤس الأسقف العام ص 61

(2) لأول مرة فى تاريخ الكنيسة القبطية يرسم أحد الرهبان فى هذه الرتبة , لأن جميع الباباوات السابقين على الأنبا مرقس الثامن كانوا يستدعون بعض الرهبان من الأديرة ليديروا بعض شئون الكنيسة وكانوا لا يعطونهم أكثر من رتبة القموصية لأنهم كانوا متمسكين بقول الإنجيل عن رب المجد : " أسقفنا وراعى نفوسنا " وأعتاد الشعب ان ينادى مساعد البابا بكلمة "تلميذه" وكان أما أن يكون كاهنا أو قمصاً , ولكن فى سنة 1802 م أى أى بعد 107 من باباوات الأسكندرية وعلى مدى 1734 سنة قام البابا مرقس الثامن بأعطاء رتبة أسقفاً إلى مساعدة .

رأى المؤرخة أيريس حبيب المصرى على رسامة أسقف عام : القانون الكنسى الأصيل يقول بأنه أيه خطوة جديدة يجب عرضها على المجمع والعمل برأى الأغلبية , والرسل أنفسهم وضعوا هذا الأساس بإجتماعهم وتشاورهم معاً حول موضوع الأممين قبل معموديتهم ( أعمال 15) , وبما أن كنيستنا القبطية لا تؤمن بعصمة أنسان مهما سما فيمكننا نحن الشعب القبطى أن نقول مع أحترامنا الجزيل : بأن البابا مرقس الثامن قد أخطأ فى هذه الرسامة , وإن كان الماضى لا يعاد إلا أن أخطاؤه يجب أن تذكر لعلنا بهذا التذكر نتجنب الوقوع فيها مرة أخرى راجع أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الكتاب الثالث حاشية ص 257.

راى صاحب الموقع : لقد قام البابا كيرلس السادس برسم اساقفة عموميين لفكرة معينة مثل الأنبا شنودة أسقفاً للتعليم , والأنبا صموئيل أسقف الخدمات , والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا والبحث العلمى وما زالت الكنيسة فى أحتياج لهذه الخدمات الهامة ويمكن أن نقول أن هؤلاء الأساقفة العموميين الذين رسموا لينفذوا فكرة معينة ليست لهم أيبروشيات وشعب محدد فى أرض معينة ولكن كل أسقف منهم له شعبه ولكن من نوع آخر غير المعتاد رؤيته فى الكنائس . أما رسم اساقفة عموميين بدون هوية وعمل معين أو شعب وبدون الرجوع إلى رأى المجمع المقدس كبداية لخطوه جديدة لم تكن موجودة فى الكنيسة من قبل فهذا أمر لا يوافق عليه أحداً .   

(3) سير القديسين البابا بطرس السابع - مكتبة المحبة - تأليف ملاك لوقا ص 39

(4) القديس البابا بطرس السابع الجاولى البطريرك 109 - تقديم ومراجعة نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل - الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة سنة 2002  م ص 21 - 28 الصورتين مصورتين وقد نقلنا ختم البابا بطرس الجاولى

(5) البطريرك الأول الذى رسم بأسم بطرس هو البطريرك الـ 17 المعروف بخاتم الشهداء .. والثانى على أسم بطرس هو البطريرك الـ 21 .. والثالث هو البطريرك الـ 27 .. الرابع البطريرك الـ 34 .. الخامس البطريرك الـ 83 .. السادس هو البطريرك الـ 109 المعروف بأسم البابا بطرس الجاولى .  

(6) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 200 -201

(7) السنكسار القبطى الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل فى الكنائس الكرازة المرقسية فى أيام وآحاد السنة التوتية - وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين - الناشر مكتبة المحبة الأرثوذكسية بالقاهرة سنة 1979م

(8) توجد هذا الحدث على هامش أحدى المخطوطات فى دير السريان - وتنسب أيضاً إلى هذا البطريرك الوثيقة التى مكنت رهبان دير الأنبا بولا من مباشرة طقوسهم الكنسية فى كنيستهم بعزبة بوش , حتى على موتاهم من الرهبان وظلت هذه الوثيقة سارية المفعول إلى أن ألقاها القمص ميساك رئيس دير النبا بولا فى أوائل أوائل سنة 1933 م ثم رسم فيما بعد أسقفاً على الدير بأسم الأنبا أرسانيوس فى 22 فبراير سنة 1948 م راجع سيرة تاريخ البطاركة الذين أختيروا من دير القديس الأنبا أنطونيوس - القمص أنطونيوس الأنطونى - تقديم ومراجعة الأنبا متاؤس الأسقف العام ص 71

(9)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 268

(10) هل رحب الأقــباط بالفتح العربى؟ الأب بيجول باسيلي  http://islameyat.com/arabic/islameyat/hal_ra7ab/hal_ra7ab4.htm
(11) هو الشخص الذى كان يسير أمام الكبراء معلنا قدومهم مفسحاً الطريق امامهم

(12)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 275

(13) تاريخ التعليم ألجنبى فى مصر - جرجس سلامة ص 18 و 42 - 43

(14) الكنيسة القبطية فى مواجهة الإستعمار والصهيونية - وليم سليمان ص 23 - 24

(15) الأديرة المصرية العامرة - لصموئيل تاوضروس السريانى .. وراجع أيضاً أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 267

(16) توفيق أسكاروس ج 2 ص278

(17)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 279

(18)  القديس البابا بطرس السابع الجاولى البطريرك 109 - تقديم ومراجعة نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل - الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة سنة 2002
صورة لجسد القديس العظيم الانبا ميخائيل اسقف اسيوط ويحتمل انه الذي كان معاصرا للقديس العظيم البابا بطرس الجاولي البابا 109 وايضا للقديس الانبا صرابمون مطران المنوفية الشهير بابو طرحة وقد راي الانبا صرابمون اسقف المنوفية روح سلفه القديس الانبا مكاريوس وهي صاعدة للسماء وقد تنيح في اسيو ط ودفن باسيوط بعكس الانبا ميخائيل الثاني الذي دفن بكينسة الشهيد العظيم مرقوريوس ابوسيفين بمصر القديمة ضمن مزار الاباء البطاركة والاساقفة وكان من ديرالانبا بولا
الصورة منقولة من الفيس بوك  نشكره ع محبته لاظهاره جزء م تاريخ ايبارشيتنا العريق
البابا القبطى بطرص الجاولـى والروائى الفرنسـى
فى خريف عام ١٨٤٩ زار مصر الروائى الفرنسى جوستاف فلوبير وهو يعتبر رائدًا في الكتابة الواقعية كان من اهمها زيارة البابا القديس بطرس الجاولى الذى كان يتمتع بعلاقة وطيدة مع محمد على باشا بعد ان فاض النيل على يدية بعد جفاف وانفذ مصر ويقول ساويرس أبن المقفع وفارت وفاضت المياة بصلاة البابا فعظمت بذلك منزلة البطريرك والأقباط لدى الخديوى
وتقابل الروائى الفرنسى جوستاف مع البابا بطرس بالدار البطريركية وهنا سجل مقابلتة فى خطاب ارسلة الى والدتة يحكى فيها عن مصر والبابا القبطى فكتب جوستاف لوالدتة ...
ذهبت الى الدار البطريركية مع حسن الذى قمت بتوظيفة لترجمة محاثتى مع بطرك الاقباط فدخلت إلى ساحة مربعة محاطة بأعمدة وفي وسطها حديقة صغيرة سار أمامي الترجمان بسرواله الفضفاض وسترته الكبيرة الأكمام وانا من خلفه..
كان يجلس في أحد أركان المتكأ عجوزا ذو رداء طويل وتعبيرات صارمة كانت لحيته بيضاء ويرتدي معطف ضخم، وكان محاطا بكتب مكتوبة بخط غريب ومتناثرة في كل الارجاء وكان متواجد مع البطريرك المصرى ثلاثة كهنة اصغر سنا بملابسهم السوداء
ثم قام حسن الترجمان بتقديم جوستاف فلوبير للبابا وقال ها هو أحد النبلاء الفرنسيبن الذي يجوب العالم لغرض التعلم وقد أتى إليك ليتناقش بخصوص عقيدتك..
يقول جوستاف استقبلنى البابا الجولى بحفاوة كبيرة ثم امر بإحضار القهوة وسرعان ما بدأت في طرح الأسئلة المتعلقة بالثالوث والعذراء والأناجيل والقربان المقدس
وذكر جوستاف.. لقد كان الجو رائعا وكانت السماء صافية ومن حولنا الأشجار ووكنت جالسا بجوار البابا القبطى متربع القدمين أومأ بقلمي الرصاص وادون ملاحظاتى وكان رفيقنا العجوز (البابا بطرس) متأملا في لحيته ويجيبني عن أسألتي بينما كان حسن واقفا ثابتا يترجم بصوت عالى وكان الثلاثة كهنة يعطون أرائهم إيماءا برءوسهم وكانوا من حين لآخر يترجمون بعض الكلمات ثم انصرف البطريرك القبطى وانصرفت مع حسن
ويختم جوستاف خطابة الى والدتة.. لقد كان ذلك هو الشرق الحقيقي أرض العقيدة ولكنى سأعود ثانية لأني وجدت الكثير مما يمكنني تعلمه واختتم كلامة لامة ان العقيدة القبطية هي أعرق المذاهب المسيحية الموجودة
المصدر : تاريخ الاقباط المنسى coptic history
ابرام راجى
#الصورة للدار البطريركية والبابا بطرس الجاولى من رسم الفنان العالمى جون فريدريك لويس اثناء اقامتة فى مصر عام ١٨٥١ ونرى فيها البابا القبطى جالس على مقعد مزخرف ومعة ثلاثة اشخاص اللوحة بعنوان باحة بيت البطريرك القبطي
#شكرا للبشمهندس مينا ميخائيل للمساعدة ومريم رمزى للترجمة

 

This site was last updated 08/09/23