Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter

الجـــــوع وأكل الأطفال
استهل المحرم بيوم الخميس سنة 1207 م - أغسطس / سبتمبر 1792 م والأمر في شدة من الغلاء وتتابع المظالم وخراب البلاد وشتات أهلها وانتشارهم بالمدينة حتى ملؤوا الأسواق والأزقة رجالًا ونساء وأطفالًا يبكون ويصيحون ليلًا ونهارًا من الجوع ويموت من الناس في كل يوم جملة كثيرة من الجوع وفيه أيضًا هبط النيل قبل الصليب بعشرة أيام وكان ناقصًا عن ميعاد الري نحو ذراعين فارتجت الأحوال وانقطعت الآمال وكان الناس ينتظرون الفرج بزيادة النيل فلما نقص انقطع أملهم واشتد كربهم وارتفعت الغلال من السواحل والعرصات وغلت أسعارها عما كانت وبلغ الأردب ثمانية عشر ريالًا والشعير بخمسة عشر ريالًا والفول بثلاثة عشر ريالًا وكذلك باقي الحبوب وصارت الأوقية من الخبز بنصف فضة ثم اشتد الحال حتى بيع ربع الويبة بريال وآل الأمر الى أن صار الناس يفتشون على الغلة فلا يجدونها ولم يبق للناس شغل ولا حكاية ولا سمر بالليل والنهار في مجالس الأعيان وغيرهم إلا مذاكرة القمح والفول والأكل ونحو ذلك وشحت النفوس واحتجب المساتير وكثر الصياح والعويل ليلًا ونهارًا فلا تكاد تقع الأرجل إلا على خلائق مطروحين بالأزقة وإذا وقع حمار أو فرس تزاحموا عليه وأكلوه نيًا ولو كان منتنًا حتى صاروا يأكلون الأطفال ولما انكشف الماء وزرع الناس البرسيم ونبت أكلته الدودة وكذلك الغلة فقلب أصحاب المقدرة الأرض وحرثوها وسقوها بالماء من السواقي والنطالات والشواديف واشتروا لها التقاوي بأقصى القيم وزرعوها فأكله الدود أيضًا ولم ينزل من السماء قطرة ولا أندية ولا صقيع بل كان في أوائل كيهلك شرودات وأهوية حارة ثقيلة ولم يبق بالأرياف إلاالقليل من الفلاحين وعمهم الموت والجلاء‏.‏
وفي أواخر شهر ربيع الأول سنة 1207 م - 15 نوفمبر 1792 م حضر صالح آغا من الديار الرومية وعلى يده مرسومات بالعفو وثلاث خلع إحداها للباشا والأخريان لابراهيم بك ومراد بك فاجتمعوا بالديوان وقرأوا المرسومات وضربوا مدافع وأحضر صحبته صالح آغا وكالة دار السعادة وانتزعها من مصطفى آغا واستولى على ملابلها‏.‏
وفيه وصلت غلال رومية وكثرت بالساحل فحصل للناس اطمئنان وسكون ووافق ذلك حصاد الذرة فنزل السعر الى أربعة عشر ريالًا الأردب وأما التبن فلا يكاد يوجد وإذا وجد منه شيء فلا يقدر من يشتريه على إيصاله لداره أو دابته بل يبادر لخطفه السواس وأتباع الأجناد في الطريق وإذا سمعوا واستشعروا بشيء منه في مكان كبسوا عليه وأخذوه قهرًا فكان غالب مؤونة الدواب قصب الذرة الناشف ويشرح الكثير من الفقراء والشحاذين في نواحي الجسور فيجمعون ما يمكنهم جمعه من الحشيش اليابس والنجيل الناشف ويأتون به ويطوفون به في الأسواق ويبيعونه بأغلى الأثمان ويتضارب على شرائه الناس وإن صادفهم السواس والقواسة وفيه وصلت الأخبار بأن علي بك الدفتردار لما سافر من القصير طلع على المويلح وركب من هناك مع العرب الى غزة وأرسل سرًا الى مصر وطلب رجلًا نصرانيًا من أتباعه فذهب إليه صحبة الهجان بمطلوبات وبعض احتياجات ولما وصل الى جهة غزة أرسل الى أحمد باشا الجزار يعلمه بوصوله فأرسل لملاقاته خيلًا ورجالًا فذهب إليه وصحبته نحو الثلاثين نفرًا لا غير فلما وصل الى قرب عكا خرج إليه أحمد باشا ولاقاه ووجهه الى حيفا ورتب لهم بها رواتب وأما مراد بك فإنه خرج الى بر الجيزة من أول السنة وجلس في قصر اسمعيل بك الذي عمره هناك واشتغل بعمل جبخانة وآلات حرب وبارود وجلل وقنابر وطلب الصناع والحدادين وشرع في إنشاء مراكب وغلايين رومية وزاد في بناء القصر ووسعه وأنشأ به بستانًا عظيمًا وغير ذلك وسافر عثمان بك الشرقاوي الى ثغر الاسكندرية وجبى الأموال في طريقه من البلاد‏.‏
وفي يوم الأربعاء 27 ربيع الآخر ربيع الأول سنة 1207 م - 12 ديسمبر 1792 م - 5 شهر كيهك القبطي سنة 1509 ش  أمطرت السماء مطرًا متوسطًا وفرح به الناس‏.‏
وفي يوم السبت غرة جمادى الأولى سنة 1207 م - 15 ديسمبر 1792 م  عدى مراد بك من بر الجيزة فدخل الى بيته وأخبروا عن عثمان بك الشرقاوي أنه رجع الى رشيد

ثم في رابعه حضر المذكور الى مصر

وفي ليلة الخميس 6 جمادى الأولى سنة 1207 م - 20 ديسمبر 1792 م خرج مراد بك وابراهيم بك وباقي أمرائهم الى جهة العادلية فأقاموا أيامًا قليلة ثم ذهب مراد بك الى ناية أبو زعبل وكذلك ابرهيم بك الوالي وصحبته جماعة من الأمراء الى ناحية الجزيرة في وقت خروجهم نهب أتباعهم ما صادفوه من الدواب وصاروا يكبسون الوكائل التي بباب الشعرية ويأخذون ما يجدونه من جمال الفلاحين السفارة وحميرهم نهبًا فأما مراد بك فإنه لما وصل الى أبو زعبل وجد هناك طائفة من عرب الصوالحة في خيشهم لا جنية لهم فنهبهم وأخذ أغناهم ومواشيهم وقتل منهم نحو خمسة وعشرين شخصًا ما بين غلمان وشيوخ وأقام هناك يومًا وقبض على مشايخ البلد أبي زعبل وحبسهم وقرر عليهم غرامة أحد عشر ألف ريال ولم يقبل فيهم شفاعة أستاذهم وشتمه وضربه بالعصا وأما عرب الجزيرة فإنهم ارتحلوا من أماكنهم‏.‏

********************************
وفي شهر شعبان سنة 1207 م - أبريل 1793 م  وقع الاهتمام بسد خليج الفرعونية بسبب احتراق البحر الشرقي ونضوب مائه وظهرت بالنيل كيمان رمل هايلة من حد المقياس الى البحر المالح وصار البحر الغربي سلسلو جدول تخوضه الأولاد الصغار ولا يمر به إلا صغار القوارب وانقطع الجالب من جميع النواحي إلا ما تحمله المراكب الصغار بأضعاف الأجرة وتعطلت دواوين المكوس فأرسلوا الى سد الترعة رجلًا مسلماني وصحبته جماعة من الإفرنج وأحضروا الأخشاب العظيمة ورتبوا عمل السد قريبًا من كفر الخضرة وركبوا آلات في المراكب ودقوا ثلاث صفوف خوابير من أخشاب طوال فلما أتموا ذلك كانت اصناع فرغت من تطبيق ألواح في غاية الثخن شبه البوابات العظام وهي مسمرة بمسامير عظيمة ملحومة بالرصاص وصفائح الحديد مثقوبة بثقوب مقاسة على ما يوازيها من نجوش منجوشة بالخوابير المركوزة في الماء فإذا نزلوا ببوابة ألحموها بتلك الخوابير وتبعتهم الرجال بالجوابي المملوءة بالحصا والرمل من أمام ومن خلف وتبع ذلك الرجال الكثرة بغلقان الأتربة والطين ففعلوا ذلك حتى قارب التمام ولم يبق إلا اليسير ثم حصل الفتور في العمل بسبب أن المبرش على ذلك أرسل لمراد بك بالحضور وليكون إتمامها بحضرته ويخلع عليه ويعطيه ما وعده به من الأنعام فلم يحضر مراد بك وغلبهم الماء وتلف جانب من العمل وكان أيوب بك الصغير حاضرًا وفي نفسه أن لا يتم ذلك لأجل بلاده فأصبح مرتحلًا وتركوا العمل وانفض الجمع وقد أقام العمل في ذلك من أوائل شعبان الى أواسط شوال ثم نزل إليها جماعة آخرون وطبوا جملة مراكب موسوقة بالأحجار وشرعوا في عمل سد المكان القديم عن فم الترعة ودقوا أيضًا خوابير كثيرة وألقوا أحجارًا عظيمة وفرغت الأحجار فأرسلوا بطلب غيرها فلم تسعفهم القطاعون فشرعوا في هدم الأبنية القديمة والجوامع التي بساحل النيل وقلعوا أحجار الطواحين التي بالبلاد القريبة من العمل واستمروا على ذلك حتى قويت الزيادة ولم يتم العمل ورجعوا كالأول وذهب في ذلك من الأموال والغرامات والسخرات وتلف من المراكب والأخشاب

وفي أوائل شوال سنة 1207 م - حوالى منتصف مايو 1793 م  ورد الخبر بأن علي بك سافر من عند أحمد باشا الى اسلامبول صحبة قبجي معين فلما قرب من اسلامبول أرسلوا من وجهه الى برصا ليقيم بها ورتبوا له كفايته في كل شهر خمسمائة قرش رومي‏.‏
ج 2 / 52

 المجذوب المعتقد السيد علي البكري
أقام سنينًا متجردًا ويمشي في الأسواق عريانًا ويخلط في كلامه وبيده نبوت طويل يصحبه معه في غالب أوقاته وقد تقدم ذكره وذكر المرأة التي تبعته المعروفة بالشيخة أمونة وكان يحلق لحيته وللناس فيه اعتقاد عظيم وينصتون الى تخليطاته ويوجهون ألفاظه ويؤلونها على حسب أغراضهم ومقتضيات أحوالهم ووقائعهم وكان له أخ من مساتير الناس فحجر عليه ومنعه من الخروج وألبسه ثيابًا ورغب الناس في زيارته وذكر مكاشفاته وخوارق كراماته فأقبل الناس عليه من كل ناحية وترددوا لزيارته من كل جهة وأتوا إليه الهدايا والنذور وجروا على عوائدهم في التقليد وازدحم عليه الخلائق وخصوصًا النساء فراج بذلك أمر أخيه واتسعت دنياه ونصبه شبكة لصيده ومنعه من حلق لحيته فنبتت وعظمت وسمن بدنه وعظم جسمه من كثرة الأكل والراحة وقد كان قبل ذلك عريانًا شقيانًا يبيت غالب لياليه بالجوع طاويًا من غير أكل بالأزقة في الشتاء والصيف وقيد به من يخدمه ويراعيه في منامه ويقظته وقضاء حاجته ولايزال يحدث نفسه ويخلط في ألفاظه وكلامه وتارة يضحك وتارة يشتم ولابد من مصادفة بعض الألفاظ لما في نفس بعض الزائرين وذوي الحاجات فيعدون ذلك كشفًا واطلاعًا على ما في نفوسهم وخطرات قلوبهم ويحتمل أن يكون كذلك فإنه كان من البله المجاذيب المستغرقين في شهود حالهم وسبب نسبتهم هذه أنهم كانوا يسكنون بسويقة البكري لا أنهم من البكرية ولم يزل هذا حاله حتى توفي في هذه السنة واجتمع الناس لمشهده من كل ناحية ودفنوه بمسجد الشرايبي بالقرب من جامع الرويعي في قطعة من المسجد وعملوا على قبره مقصورة ومقامًا يقصد للزيارة واجتمع عند مدفنه في ليال وميعادات قراء ومنشدون وازدحم عند أصناف الخلائق ويختلط النساء بالرجال ومات أخوه أيضًا بعده بنحو

فى 16 شهر المحرم 1208 هـ - 24 أغسطس 1793 م - 18 شهر مسرى القبطى 1509 ش أوفى النيل أذرعه في سادس عشر المحرم الموافق لثامن عشر مسرى القبطي وأول برج السنبلة وفيها انحلت الأسعار وبورك في رمي الغلال حتى أن الفدان الواحد زكا بقدر خمسة أفدنة وبلغ النيل الى الزيادة المتوسطة وثبت الى أول بابه وشمل الماء غالب الأرض بسبب التفات الناس لسد المجاري وحفر الترع وإصلاح الجسور‏.‏
وفي أوائل شهر صفر 1208 هـ - 24أوائل سبتمبر 1793 م وصل قابجي من الديار الرومية بطلب مال المصلحة والحلوان فأنزلوه في دار وهادوه ورتبوا له مصروفًا‏.‏
ومن الحوادث أن الناس انتظروا جاويش الحاج وتشوفوا لحضوره ولم يذهب إليهم في هذه السنة ملاقاة بالوش ولا بالازلم وأرسل ابراهيم بك هجانًا يستخبر عن الحجاج فذهب

ورجع ليلة 23 من شهر صفر 1208 هـ - 30 أغسطس 1793 م وأخبر أن العرب تجمعوا على الحج من سائر النواحي عند مغاير شعيب ونهبوا الحجاج وكسروا المحمل وأحرقوه وقتلوا غالب الحجاج والمغاربة معهم وأخذوا أحمالهم ودوابهم ونهبوا أثقالهم وانجرح أمير الحج وأصابه ثلاث رصاصات وغاب خبره ثلاثة أيام ثم أحضره العرب وهو عريان في أسوأ حال وأخذوا النساء بأجمالهن والذي تبقى منهم أدخلوه الى قلعة العقبة وتركهم الهجان بها من غير ماء ولا زاد فنزل بالناس من الغم والحزن تلك الليلة ما لا مزيد عليه

وفى 27 من شهر صفر 1208 هـ - 4 أكتوبر 1793 م إنهم عينوا محمد بك الألفي وعثمان بك الأشقر ليسافرا بسبب ذلك فخرجا في يوم الخميس سابع عشرين صفر وخطف أتباعهم في ذلك اليوم ما صادفوه من الجمال والبغال والحمير وقرب السقائين التي تنقل الماء من الخليج ونهبوا الخبز من الطوابين والمخابز والكعك والعيش من الباعة وفي يوم خروجهم وصل جماعة من الحجاج ودخلوا في أسوأ حال من العري والجوع والتعب فلما وصلوا الى نخل تلاقوا مع باقي الحجاج على مثل ذلك ووجدوا أمير الحاج ذهب الى غزة وصحبته جماعة من الحجاج وأرسل يطلب الأمان ولم يزوروا المدينة في هذه السنة وأرسل من صرة المدينة اثنين وثلاثين ألف ريال مع عرب حرب ضاع في هذه الحادثة من الأموال والمحزوم شيء كثير جدًا وأخبروا أن مواسم هذا العام كان من أعظم المواسم لم يتفق مثله من مدة مديدة

وفي يوم الاثنين غرة ربيع الأول 1208 هـ - 7 أكتوبر 1793 م دخل باقي الحجاج على مثل حالة من وصل منهم قبل ذلك وفي صبحها يوم الثلاثاء عملوا الديوان بالقلعة واجتمع الأمراء والوجاقلية والمشايخ وقرئ المرسوم الذي حضر بصحبة الآغا فكان مضمونه طلب الحلوان والخزينة وقدر ذلك تسعة آلاف وأربعمائة كيس وعشرة آلاف وخمسة وأربعون نصفًا فضة تسلم ليد الآغا المعين من غير تأخير‏.‏
وفييوم الثلاثاء 2 ربيع الأول 1208 هـ - 8 أكتوبر 1793 م عملوا على زوجات أمير الحاج ثلاثين ألف ريال وأرسلوا الى بيت حسن كاشف المعمار فأخذوا ما فيه من الغلال وغيرها لأنه قتل في معركة العرب مع الحجاج وألبسوا زوجته الخاتم قهرًا عنها ليزوجوها لمملوك من مماليك مراد بك وهي بنت علي آغا المعمار ووجدت على زوجها وجدًا عظيمًا وأرسلت جماعة لإحضار رمته من قبره الذي دفن فيه في صندوق على هيئة تابوت‏.‏
وفيه شرع الأمراء في عمل تفريدة على البلاد بسبب الأموال المطلوبة وقرروها عال وهو أربعمائة ريال ووسط ثلثمائة والدون مائة وخمسون وكتبوا أوراقها على الملتزمين ليحصلوها منهم‏.‏
وفي يوم الخميس 4 ربيع الأول 1208 هـ - 10 أكتوبر 1793 م  سافر حسن كتخدا أيوب بك بأمان لعثمان بك ليحضره من غزة ووصل المتسفرون بجثة حسن كاشف المعمار‏.‏
وفي 20 جمادى الأولى 2 ربيع الأول سنة 1208 هـ - 24 ديسمبر 1793 م وصل عثمان بك طبل الاسماعيلي أمير الحاج الى مصر مكسوف البال ودخل الى بيته‏.‏
وفيه حضر الصدر الأعظم يوسف باشا الى الاسكندرية ليتوجه الى الحجاز فاعتنى الأمراء بشأنه وأرسلوا له ملاقاة وتقادم وهدايا وفرشوا له قصر العيني ووصل الى مصر وطلع من المراكب الى قصر العيني وأرسلوا له تقادم وضيافات ثم حضروا للسلام عليه في زحمة وكبكبة فخلع على ابراهيم بك ومراد بك خلعًا ثمينة وقدم لهما حصانين بسرجين مرختين ثم نزل الباشا المتولي بعد يومين وسلم عليه ورجع القلعة وأقاموا لخفارته عبد الرحمن بك الابراهيمي جلس بالقصر المواجه لقصر العيني وقد تخيلوا من حضوره وظنوا ظنونًا

**********************************

وفي يوم الأحد 3 جمادى الثانية سنة 1208 هـ - 6 يناير 1794 م طلع يوسف باشا الى القلعة باستدعاء من الباشا المتولي فجلس عنده الى بعد الظهر ونزل في موكب حافل الى محله بقصر العيني وأرسل له ابراهيم بك ومراد بك مع كتخدائهم هدية وهي خمسمائة أردب قمح ومائة أردب أرز وتعبيات أقمشة هندية وغير ذلك وأقام بالقصر أيامًا وقضوا أشغاله وهيؤوا له اللوازم والمراكب بالسويس وركب في أواسط جمادى الثانية وذهب الى السويس ليسافر الى جدة من القلزم وانقضت هذه السنة وحوادثها واستهلت أخرى‏.‏
*******************************************
فى سنة 1209 هـ لم يقع بها شيء من الحوادث الخارجية سوى جور الأمراء وتتابع مظالمهم واتخذ مراد بك الجيزة سكنًا وزاد في عمارته واستولى على غالب بلاد الجيزة بعضها بالثمن القليل وبعضها غصبًا وبعضها معاوضة واتخذ صالح آغا أيضًا له دارًا بجانبه وعمرها وسكنها بحريمه ليكون قريبًا من مراد بك‏.‏
وفي سابع عشرين المحرم سنة 1209 هـ  - 24 أغسطس 1794 م -  الموافق 20 شهر مسرى القبطي 1510 ش  أوفى النيل أذرعه وكسر السد في صبحها بحضرة الباشا والأمراء وجرى الماء في الخليج‏.‏
وفي شهر صفر سنة 1209 هـ  - سبتمبر 1794 م ورد الخبر بوصول صالح باشا والي مصر الى اسكندرية وأخذ محمد باشا في أهبة السفر ونزل وسافر الى جهة اسكندرية‏.‏
وفي 20 شهر ربيع الأول سنة 1209 هـ  - 15 أكتوبر 1794 م وصل صالح باشا الى مصر وطلع الى القلعة‏.‏
وفي أواخر ربيع الأول سنة 1209 هـ  - أكتوبر وأوائل نوفمبر 1794 م ورد الخبر بوصول تقليد الصدارة الى محمد باشا عزت المنفصل عن مصر وورد عليه التقليد وهو باسكندرية وكان صالح آغا الوكيل ذهب صحبته ليشيعه الى اسكندرية فأنعم إليه بفرمان مرتب على الضربخانة باسم حريمه ألف نصف فضة في كل يوم‏.‏
وفي ليلة السبت 15 ربيع الثاني سنة 1209 هـ  - 9 نوفمبر 1794 م - 2 هاتور 1151 1511 ش  أمطرت السماء مطرًا غزيرًا قبل الفجر وكان ذلك بعيد بابه القبطي ‏.‏

********************************************
وفي شهر الحجة  سنة 1209 هـ  - يونية - يولية 1795 م وقع به من الحوادث أن الشيخ الشرقاوي له حصة في قرية بشرقية بلبيس حضر إليه أهلها وشكوا من محمد بك الألفي وذكروا أن أتباعه حضروا إليهم وظلموهم وطلبوا منهم ما لا قدرة لهم عليه واستغاثوا بالشيخ فاغتاظ وحضر الى الأزهر وجمع المشايخ وقفلوا أبواب الجامع وذلك بعد ما خاطب مراد بك وابراهيم بك فلم يبديا شيئًا ففعل ذلك في ثاني يوم وقفلوا الجامع وأمروا الناس بغلق الأسواق والحوانيت ثم ركبوا في ثاني يوم واجتمع عليهم خلق كثير من العامة وتبعوهم وذهبوا الى بيت الشيخ السادات وازدحم الناس على بيت الشيخ من جهة الباب والبركة بحيث يراهم ابراهيم بك وقد بلغه اجتماعهم فبعث من قبله أيوب بك الدفتردار فحضر إليهم وسلم عليهم ووقف بين يديهم وسألهم عن مرادهم فقالوا له‏:‏ نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات التي ابتدعتموها وأحدثتموها فقال‏:‏ لا يمكن الإجابة الى هذا كله فإننا إن فعلنا ذلك ضاقت علينا المعايش والنفقات فقيل له‏:‏ هذا ليس بعذر عند الله ولا عند الناس وما الباعث على الإكثار من النفقات وشراء المماليك والأمير يكون أميرًا بالإعطاء لا بالأخذ فقال‏:‏ حتى أبلغ وانصرف ولم يعد لهم بجواب وانفض المجلس وركب المشايخ الى الجامع الأزهر واجتمع أهل الأطراف من العامة والرعية وباتوا بالمسجد وأرسل ابراهيم بك الى المشايخ يعضدهم ويقول لهم أنا معكم وهذه الأمور على غير خاطري ومرادي وأرسل الى مراد بك يخيفه عاقبة ذلك فبعث مراد بك يقول‏:‏ أجيبكم الى جميع ما ذكرتموه إلا شيئين ديوان بولاق وطلبكم المنكسر من الجامكية ونبطل ما عدا ذلك من الحوادث والظلم وندفع لكم جامكية سنة تاريخه أثلاثًا ثم طلب أربعة من المشايخ عينهم بأسمائهم فذهبوا إليه بالجيزة فلاطفهم والتمس منهم السعي في الصلح على ما ذكر ورجعوا من عنده وباتوا على ذلك تلك الليلة وفي اليوم الثالث حضر الباشا الى منزل ابراهيم بك واجتمع الأمراء هناك وأرسلوا الى المشايخ فحضر الشيخ السادات والسيد النقيد والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير وكان المرسل إليهم رضوان كتخدا ابراهيم بك فذهبوا معه ومنعوا العامة من السعي خلفهم ودار الكلام بينهم وطال الحديث وانعقد الصلح على أن يدفعوا سبعمائة وخمسين كيسًا موزعة وعلى أن يرسلوا غلال الحرمين ويصرفوا غلال الشون وأموال الرزق ويبطلوا رفع الظلم المحدثة والكشوفيات والتفاريد والمكوس ما عدا ديوان بولاق وأن يكفوا أتباعهم عن امتداد أيديهم الى أموال الناس ويرسلوا صرة الحرمين والعوائد المقررة من قديم الزمان ويسيروا في الناس سيرة حسنة وكان القاضي حاضرًا بالمجلس فكتب حجة عليهم بذلك وفرمن عليها الباشا وختم عليها ابراهيم بك وأرسلها الى مراد بك فختم عليها أيضًا وانجلت الفتنة ورجع المشايخ وحول كل واحد منهم وأمامه وخلفه جملة عظيمة من العامة وهم ينادون حسب ما رسم ساداتنا العلماء بأن جميع المظالم والحوادث والمكوس بطالة من مملكة الديار المصرية وفرح الناس وظنوا صحته وفتحت الأسواق وسكن الحال على ذلك نحو شهر ثم عاد كل ما كان مما ذكر وزيادة ونزل عقيب ذلك مراد بك الى دمياط وضرب عليها الضرائب العظيمة وغير ذلك‏.‏
ج2 / 53
 وفى شهر ذى القعدة سنة 1209 هـ  -  1795 م - 1511 ش ومات الذمي المعلم ابراهيم الجوهري رئيس الكتبة الأقباط بمصر وأدرك في هذه الدولة بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظم الصيت والشهرة مع طول المدة بمصر ما لم يسبق لمثله من أبناء جنسه فيما نعلم وأول ظهوره من أيام المعلم رزق كاتب علي بك الكبير ولما مات علي بك والمعلم رزق ظهر أمر المترجم ونما ذكره في أيام محمد بك فلما انقضت أيام محمد بك وترأس ابراهيم بك قلده جميع الأمور فكان هو المشار إليه في الكليات والجزئيات حتى دفاتر الروزنامة والميري وجميع الإيراد والمنصرف وجميع الكتبة والصيارف من تحت يده وإشارته وكان من دهاقين العالم ودهاتهم لا يعزب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور ويداري كل إنسان بما يليق به من المداراة ويحابي ويهادي ويواسي ويفعل ما يوجب انجذاب القلوب والمحبة ويهادي ويبعث الهدايا العظيمة والشموع الى بيوت الأمراء وعند دخول رمضان يرسل الى غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا والأرز والسكر والكساوي وعمرت في أيامه الكنائس وديور النصارى وأوقف عليها الأوقاف الجليلة والأطيان ورتب لها المرتبات العظيمة والأرزاق الدارة والغلال وحزن ابراهيم بك لموته وخرج في ذلك اليوم الى قصر العيني حتى شاهد جنازته وهم ذاهبون به الى المقبرة وتأسف على فقده تأسفًا زائد وكان ذلك في شهر القعدة من السنة‏.‏

*****************************************


فى سنة 1210 - ( 1795 - 1796 م) لم يقع بها شيء من الحوادث التي يعتني بتقييدها سوى مثل ما تقدم من جور الأمراء والمظالم‏.‏
وفيها في غرة شهر الحجة عزل صالح باشا ونزل الى قصر العيني ليسافر فأقام هناك أيامًا وسافر الى الاسكندرية‏.‏
سنة 1311 - 1312 هـ (  1796 - 1798 م )  لم يقع بها شيء من الحوادث التى تتشوف النفوس لها , أو تشتاق إليها الخواطر ... سوى ما تقدمت إليه الإشارة من أسباب نزول النوازل وموجات ترادف البلاء المتراسل , ووقوع الإنذارات الفلكية , والآيات المخوفة السمائية , وكلها أسباب عادية وعلامات من غير أن ينسب لتلك ألاثار تأثيرات .

فبالنظر فى ملكوت السموات والأرض يستدلون وبالنجم يهتدون ... ومن أعظم ذلك حدوث الخسوف الكلى فى منتصف شهر الحجة ( 31 مايو 1798 ) ختام سنة أثنى عشر بطالع مشرق الجوزاء .. المنسوب إليه أقليم مصر
 

This site was last updated 05/11/08