Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter



فى يوم الخميس 1 شهر المحرم سنة 1203 هـ - 2 أكتوبر 1788 م  فكان ابتداؤها  وفيه زاد اجتهاد اسمعيل بك في البناء عند طرا وأنشأ هناك قلعة بحافة البحر وجعل بها مساكن ومخازن وحواصل وأنشأ حيطانًا وأبراجًا وكرانك وأبنية ممتدة من القلعة الى الجبل وأخرج إليها الجبخانة والذخيرة وغير ذلك‏.‏
وفي يوم الجمعة  9 شهر المحرم سنة 1203 هـ - 10 أكتوبر 1788 م سافر عثمان كتخدا عزبان الى اسلامبول بعرضحال بطلب عسكر وأذن باقتطاع مصاريف من الخزينة‏.‏
وفي يوم السبت 24 شهر المحرم سنة 1203 هـ - 25 أكتوبر 1788 م سافر اسمعيل باشا باش الأرنؤد بجماعته ولحقوا بالغلايين والجماعة القبليون متترسون بناحية الصول وعاملون سبعة متاريس والمراكب وصلت الى أول متراس فوجدوهم مالكين مزم الجبل فوقفوا عند أول متراس ومدافعهم تصيب المراكب ومدافع المراكب لا تصيبهم وهم متمنعون بأنفسهم الى فوق وانخرقت المراكب عدة مرار وطلع مرة من أهل المراكب جماعة أرادوا الكبس على المتراس الأول فخرج عليهم كمين من خلف مزرعة الذرة المزروع فقتل من طائفة المغاربة جماعة وهرب الباقون ونصبت رؤوس القتلى على مزاريق ليراها أهل المراكب‏.‏
وفي يوم الأثنين 26 شهر المحرم سنة 1203 هـ - 27 أكتوبر 1788 م سادس عشرينه سافر أيضًا عثمان بك الحسني وامتنع ذهاب السفار وإيابهم الى الجهة القبلية وانقطع الوارد وشطح سعر الغلة وبلغ النيل غايته في الزيادة واستمر على الأراضي من غير نقص الى آخر شهر بابه القبطي وروى جميع الأراضي‏.‏
وفي يوم الثلاثاء  27 شهر المحرم سنة 1203 هـ - 28 أكتوبر 1788 م حضر سراج من عند القبليين وعلى يده مكاتبات بطلب صلح وعلى أنهم يرجعون الى البلاد التي عينها لهم حسن باشا ويقومون بدفع المال والغلال للميري ويطلقون السبل للمسافرين والتجار فإنهم سئموا من طول المدة ولهم مدة شهور منتظرين اللقاء مع أخصامهم فلم يخرجوا إليهم فلا يكونون سببًا لقطع أرزاق الفقراء والمساكين فكتبوا لهم أجوبة للإجابة لمطلوبهم بشرط إرسال رهائن وهم عثمان بك الشرقاوي وابراهيم بك الوالي ومحمد بك الألفي ومصطفى بك الكبير ورجع الرسول بالجواب وصحبته واحد بشلي من طرف الباشا‏.‏
وفى  1 شهر شهر صفر سنة 1203 هـ - 1 نوفمبر 1788 م في غرته حضر جماعة مجاريح‏.‏
وفي 2  شهر صفر سنة 1203 هـ - 2 نوفمبر 1788 م حضر المرسال الذي توجه بالرسالة وصحبته سليمان كاشف من جماعة القبليين والبشلي وآخر من طرف اسمعيل باشا الرنؤدي وأخبروا أن الجماعة لم يرضوا بإرسال رهائن ثم أرسلوا لهم على كاشف الجيزة وصحبته رضوان كتخدا باب التفكجية وتلطفوا معهم على أن يرسلوا عثمان بك الشرقاوي وأيوب بك فامتنعوا من ذلك وقالوا من جملة كلامهم‏:‏ لعلكم تظنون أن طلبنا في الصلح عجزًا وأننا محصورون وتقولون بينكم في مصر إنهم يريدون بطلب الصلح التحليل على التعدية الى البر الغربي حتى يملكوا الاتساع وإذا قصدنا ذلك أي شيء يمنعنا في أي وقت شئنا وحيث كان الأمر كذلك فنحن لا نرضى إلا من حد أسيوط ولا نرسل رهائن ولا نتجاوز محلنا

فلما رجع الجواب بذلك في 7 شهر صفر سنة 1203 هـ - 7 نوفمبر 1788 م أرسل الباشا فرمانًا الى اسمعيل باشا بمحاربتهم فبرز إليهم بعساكره وجميع العسكر التي بالمركب وحملوا عليهم حملة واحدة وذلك يوم الجمعة 8  شهر صفر سنة 1203 هـ - 8 نوفمبر 1788 م فأخلوا لهم وملكوا منهم متراسين فخرج عليهم كمين بعد أن أظهروا الهزيمة فقتل من العسكر جملة كبيرة ثم وقع الحرب بينهم يوم السبت ويوم الأحد واستمرت المدافع تضرب بينهم من الجهتين والحرب قائم بينهم سجالًا وكل من الفريقين يعمل الحيل وينب الشباك على الآخر ويكمن ليلًا فيجد الرصد ولم ينفصل بينهم الحرب على شيء‏.‏
 وفي منتصفه  شهر صفر سنة 1203 هـ - 15 نوفمبر 1788 م شرع اسمعيل بك في عمل تفريدة على البلاد فقرروا على الأعلى عشرين ألف فضة والأوسط خمسة عشر والأدنى خمسة آلاف وذلك خلاف حق الطرق وما يتبعها من الكلف وعمل ديوان ذلك في بيت علي بك الدفتردار بحضرة الوجاقلية وكتبت دفاترها وأوراقها في مدة ثلاثة أيام‏.‏
واستهل شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 30 نوفمبر 1788 م  والحال على ما هو عليه وحضر مرسوم من القبليين بطلب الصلح ويطلبون من حد أسيوط الى فوق شرقًا وغربًا ولا يرسلون رهائن ووصل ساع من ثغر إسكندرية بالبشارة لاسمعيل كتخدا حسن باشا بولاية مصر وأن اليرق والداقم وصل والبقجي والكتخدا وأرباب المناصيب وصلوا الى الثغر فردهم الريح عندما قربوا من المرساة الى جهة قبرص فشرع عابدي باشا في نقل متاعه من القلعة ولما حضر المرسول بطلب الصلح رضي المصرلية بذلك وأعادوه بالجواب‏.‏
وفي 4 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 30 نوفمبر 1788 م حضر أحمد آغا أغات الجملية المعروف بشويكار لتقرير ذلك فعمل عابدي باشا ديوانًا اجتمع فيه الأمراء والمشايخ والاختيارية وتكلم أحمد آغا وقال نأخذ من أسيوط الى قبلي شرقًا وغربًا بشرط أن ندفع ميري البلاد من المال والغلال ونطلق سراح المراكب والمسافرين بالغلال والأسباب وكذلك أنتم لا تمنعون عنا الواردين بالاحتياجات إلا ما كان من آلة الحرب فلكم منعه وبعد أن يتقرر بيننا وبينكم الصلح نكتب عرض محضر منا ومنكم الى الدولة وننظر ما يكون الجواب فإن حضر الجواب بالعفو لنا أو تعيين أماكن لنا لا نخالف ذلك ولا نتعدى الأوامر السلطانية بشرط أن ترسلوا لنا الفرمان الذي يأتي بعينه نطلع عليه فأجيبوا الى ذلك كله ورجع أحمد آغا بالجواب صبيحة ذلك اليوم صحبة عبد الله جاويش وشهر حوالة والشيخ بدوي من طرف المشايخ وحضر في أثر ذلك مراكب غلال وانحلت الأسعار وتواجدت الغلال بالرقع وكثرت بعد انقشاعهم ثم وصلت الأخبار بأن القبليين شرعوا في عمل جسر على البحر من مراكب مرصوصة ممتدة من البر الشرقي الى البر الغربي وثبتوه وسمروه بمسامير وباطات وثقلوه بمراس وأحجار مركوزة بقرار البحر وأظهروا أن ذلك لأجل التعدية ورجعت المراكب وصحبتها العسكر المحاربون واسمعيل باشا الأرنؤدي وعثمان بك الحسني والقليونجية وغيرهم وأشيع تقرير الصلح وصحته‏.‏
آثــــــــــــار الرسول
وفي 10 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 9 ديسمبر 1788 م أخبر بعض الناس قاضي العسكر أن بمدفن السلطان الغوري بداخل خزانة في القبة آثار النبي صلى الله عليه وسلم وهي قطعة من قميصه وقطعة عصا وميل فأحضر مباشر الوقف وطلب منه إحضار تلك الآثار وعمل لها صندوقًا ووضعها في داخل بقجة وضمخها بالطيب ووضعها على كرسي ورفعها على رأس بعض الأتباع وركب القاضي والنائب وصحبته بعض المتعممين مشاة بين يديه يجهرون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى وصلوا بها الى المدفن ووضعوها في داخل الصندوق ورفعوها في مكانها بالخزانة‏.‏
وفي يوم الاثنين 17 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 16 ديسمبر 1788 م حضر شهر حوالة وعبد الله جاويش وأخبروا بأنهم لما وصلوا الى الجماعة تركوهم ستة أيام حتى تمموا شغل الجسر وعدوا عليه البر الغربي ثم طلبوهم فعدوا إليهم وتكلموا معهم وقالوا لهم إن عابدي باشا قرر معنا الصلح على هذه الصورة وتكفل لنا بكامل الأمور ولكن بلغنا في هذه الأيام أنه معزول من الولاية وكيف يكون معزولًا ونعقد معه صلحًا هذا لا يكون إلا إذا حضر إليه مقرر أو تولى غيره يكون الكلام معه وكتبوا له جوابات بذلك ورجع به الجماعة المرسلون وأشيع عدم التمام فاضطربت الأمور وارتفعت الغلال ثانيًا وغلا سعرها وشح الخبز من الأسواق‏.‏

وفي يوم الأربعاء 19 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 18 ديسمبر 1788 م عمل الباشا ديوانًا جمع فيه الأمراء والمشايخ والاختيارية والقاضي فتكلم الباشا وقال‏:‏ انظروا يا ناس هؤلاء الجماعة ما عرفنا لهم حالًا ولا دينًا ولا قاعدة ولا عهدًا ولا عقدًا إنا رأينا النصارى إذا تعاقدوا على شيء لا ينقضوه ولا يختلوا عنه بدقيقة وهؤلاء الجماعة كل يوم لهم صلح ونقض وتلاعب وإننا أجبناهم الى ما طلبوا وأعطيناهم هذه المملكة العظيمة وهي من ابتداء أسيوط الى منتهى النيل شرقًا وغربًا ثم أنهم نكثوا ذلك وأرسلوا يحتجون بحجة باردة وإذا كنت أنا معزولًا فإن الذي يتولى بعدي لا ينقض فعلي ولا يبطله ويقولون في جوابهم نحن عصاة وقطاع طريق وحيث أقروا على أنفسهم بذلك وجب قتلاهم أم لا فقال القاضي والمشايخ‏:‏ يجب قتالهم بمجرد عصيانهم وخروجهم عن طاعة السلطان فقال‏:‏ إذا كان الأمر كذلك فإني أكتب لهم مكاتبة وأقول لهم إما أن ترجعوا وتستقروا على ما وقع عليه الصلح وإما أن أجهر لكم عساكر وأنفق عليهم من أموالكم ولا أحد يعارضني فيما أفعله وإلا تركت لكم بلدتكم وسافرت منها ولو من غير أمر الدولة فقالوا جميعًا‏:‏ نحن لا نخالف الأمر فقال أضع القبض على نسائهم وأولادهم ودورهم وأسكن نساءهم وحريمهم في الوكائل وأبيع تعلقاتهم وبلادهم وما تملكه نساؤهم وأجمع ذلك جميعه وأنفقه على العسكر وإن لم يكف ذلك تممته من مالي فقالوا سمعنا وأطعنا وكتبوا مكاتبة خطابًا لهم بذلك وختم عليها الباشا والأمراء وأرسلوها‏.‏
وفي يوم الأحد ثالث عشرينه 17 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 16 ديسمبر 1788 م نزل الآغا ونادى في الأسواق بأن كل من كان عنده وديعة للأمراء القبليين يردها لأربابها فإن ظهر بعد ثلاثة أيام عند أحد شيء استحق العقوبة وكل ذلك تدبير اسمعيل بك‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 25 شهر ربيع الأول سنة 1203 هـ - 24 ديسمبر 1788 م حضر هجان وباش سراجين ابراهيم بك وأخبر أن الجماعة عزموا على الارتحال والرجوع وفك الجسر فعمل الباشا ديوانًا في صبحها وذكروا المراسلة وضمن الباشا غائلتهم وضمن المشايخ غائلة اسمعيل بك وكتبوا محضرًا بذلك وختموا عليه وأرسلوه صحبة مصطفى

واستهل شهر ربيع الثاني - 30 ديسمبر 1788 م  فيه حضر شيخ السادات الى بيته الذي عمره بجوار المشهد الحسيني وشرع في عمل المولد واعتنى بذلك ونادوا على الناس بفتح الحوانيت بالليل ووقود القناديل من باب زويلة الى بين القصرين وأحدثوا سيارات وأشاير ومواكب وأحمال قناديل ومشاعل وطبولًا وزمورًا واستمر ذلك خمسة عشر يومًا وليلة‏.‏
وفي يوم الجمعة 4 شهر ربيع الثاني - 2 يناير 1788 م حضر عابدي باشا باستدعاء الشيخ له فتغدى ببيت الشيخ وصلى الجمعة بالمسجد وخلع على الشيخ وعلى الخطيب ثم ركب الى قصر العيني‏.‏
وفي ذلك اليوم وصل ططري (من التتار) من الديار الرومية وعلى يده مرسومات فعملوا في صبحها ديوانًا بقصر العيني وقرئت المرسومات فكان مضمون أحدها تقرير العابدي باشا على ولاية مصر والثاني الأمر والحث على حرب الأمراء القبليين وإبعادهم من القطر المصري والثالث بطلب الإفرنجي المرهون الى الديار الرومية فلما قرئ ذلك عمل عابدي باشا شنكًا ومدافع من القصر والمراكب والقلعة وانكسف بال اسمعيل كتخدا بعد أن حضر إليه المبرش بالمنصب وأظهر البشر والعظمة وأنفذ المبشرين ليلًا الى الأعيان ولم يصبر الى طلوع النهار حتى أنه أرسل الى محمد أفندي البكري المبشر في خامس ساعة من الليل وأعطاه مائة دينار وحضر إليه الأمراء وفي يوم الجمعة ثاني عشره رجع مصطفى كتخدا من ناحية قبلي وبيده جوابات وأخبر أن ابراهيم بك الكبير ترفع الى قبلي وصحبته ابراهيم بك الوالي وسليمان بك الآغا وأيوب بك وملخص الجوابات أنهم طالبون من حد المنية‏.‏
وفي يوم الأحد 14 شهر ربيع الثاني - 12 يناير 1788 م عمل الباشا ديوانًا حضره المشايخ والأمراء فلم يحصل سوى سفر الإفرنجي‏.‏
وفي أواخره حضر سراج باشا ابراهيم بك وبيده جوابات يطلبون من حد منفلوط فأجيبوا الى ذلك وكتبت لهم جوابات بذلك وسافر السراج المذكور‏.‏
**************************
واستهل شهر جمادى الأولى في غرته 28 يناير 1789 م  قلدوا غيطاس بك إمارة الحج‏.‏
وفي 3 شهر جمادى الأولى في غرته 30 يناير 1789 م وصل ططريون من البر على طريق دمياط بمكاتبات مضمونها ولاية اسمعيل كتخدا حسن باشا على مصر وأخبروا أن حسن باشا دخل الى اسلامبول في ربيع الأول ونقض ما أبرمه وكيل عابدي باشا وألبس قابجي كتخدا اسمعيل المذكور بحكم نيابته عنه قفطان المنصب ثالث ربيع الثاني وتعي قابجي الولاية وخرج من اسلامبول بعد خروج الططربيومين وحضر الططر في مدة ثلاثة وعشرين يومًا فلما وصل الططر سر اسمعيل كتخدا سرورًا عظيمًا وأنفذ المبشرين الى وفيه ورد الخبر بانتقال الأمراء القبليين الى المنية وسافر رضوان بك الى المنوفية وقاسم بك الى الشرقية وعلي بك الحسني الى الغربية‏.‏
وفي 20 شهر جمادى الأولى في غرته 16 فبراير 1789 م جمع اسمعيل بك الأمراء والوجاقلية وقال لهم أيا إخواننا إن حسن باشا أرسل يطلب مني باقي الحلوان فمن كان عنده بقية فليحضر بها ويدفعها فأحضروا حسن أفندي شقبون أفندي الديوان وحسبوا الذي طرف اسمعيل بك وجماعته فبلغ ثلثمائة وخمسين كيسًا وطلع على طرف حسن بك وأتباعه نحو أربعمائة كيس وعلى طرف علي بك الدفتردار مائة وستون كيسًا وكانوا أرسلوا الى علي بك فلم يأت فقال لهم حسن بك أي شيء هذا العجب والأغراض بلاد علي بك فارسكور وبارنبال وسرس الليانة حلوانهم قليل وزاد اللغط والكلام فقام من بينهم اسمعيل بك ونزل وركب الى جزيرة الذهب وكذلك حسن بك خرج الى قبة العزب وعلي بك ذهب الى قصر الجلفي بالشيخ قمر وأصبح علي بك وركب الى الباشا ثم رجع الى بيته ثم أن علي بك قال لابد من تحرير حسابي وما تعاطيته وما صرفته من أيام حسن باشا الى وقتنا وما صرفته على أمير الحج تلك السنة وادعى أمير الحج الذي هو محمد بك المبدول ببواقي ووقع على الجداوي فاجتمعوا ببيت رضوان كتخدا تابع المجنون وحضر حسن كتخدا علي بك وكيلًا عن مخدومه ومصطفى آغا الوكيل وكيلًا عن اسمعيل بك وحرروا الحساب فطلع له بواقى فى البلاد نيفة وأربعون كيساً .

فى 1 شهر جمادى الآخرة 1203 هـ - 27 شهر فبراير 1789 م  فيه حضر فرمان من الدولة  , بنفي أربعة أغوات وهم عريف آغا وعلي آغا وإدريس آغا واسمعيل آغا فحنق لذلك جوهر آغا دار السعادة وشرع في كتابة مرافعة‏.‏
وفي 10 شهر جمادى الآخرة 1203 هـ - 8 مارس 1789 م وصل فرمان لاسمعيل كتخدا وخوطب فيه بلفظ الوزارة‏.‏
وفي يوم الأحد  11 شهر جمادى الآخرة 1203 هـ - 9 مارس 1789 م عمل اسمعيل باشا المذكور ديوانًا في بيته بالأزبكية وحضر الأمراء والمشايخ وقرأوا المكاتبة وفيها الأمر بحساب عابدي باشا وبعد انفضاض الديوان أمر الروزنامجي والأفندية بالذهاب الى عابدي باشا وتحرير حساب الستة أشهر من أول توت الى برمهات لأنها مدة اسمعيل باشا وما أخذه زيادة عن عوائده وأخذ منه الضربخانة وسلمها الى خازنداره وقطعوا راتبه من المذبح‏.‏
وفي عصريتها أرسل الى الوجاقلية والاختيارية فلما حضروا قال لهم اسمعيل باشا بلغني أنكم جمعتم ثمانمائة كيس فما صنعتم بها فقالوا دفعناها الى عابدي باشا وصرفها على العسكر‏:‏ فقال‏:‏ لأي شيء قالوا لقتل العدو قال والعدو قتل قالوا لا قال حينئذ إذا احتاج الحال ورجع العدو أطلب منكم كذلك قدرها قالوا ومن أين لنا ذلك قال إذًا اطلبوها منه واحفظوها عندكم في باب مستحفظان لوقت الاحتياج‏.‏
وفيه تواترت الأخبار باستقرار ابراهيم بك بمنفلوط وبنى له بها دارًا وصحبته أيوب بك وأما مراد بك وبقية الصناجق فإنهم ترفعوا الى فوق‏.‏
وفي يوم الاثنين 12 شهر جمادى الآخرة 1203 هـ - 10 مارس 1789 م حضر حسن كتخدا الجربان من الروم وكان اسمعيل بك أرسل يتشفع في حضوره بسعاية محمد آغا البارودي وعلى أنه لم يكن من هذه القبيلة لأنه مملوك حسن بك أبي كرش وحسن بك مملوك سليمان آغا كتخدا الجاويشية ولما حضر أخبر أن الأمراء الرهائن أرسلوهم الى شنق قلعة منفيين بسبب مكاتبات وردت من الأمراء القبالي الى بعض متكلمين الدولة مثل القزلار وخلافه بالسعي لهم في طلب العفو فلما حضر حسن باشا وبلغه ذلك نفاهم وأسقط رواتبهم وكانوا في منزله أعزاز ولهم رواتب وجامكية لكل شخص خمسمائة قرش في الشهر‏.‏
وفي 20 شهر جمادى الآخرة 1203 هـ - 18 مارس 1789 م تحرر حساب عابدي باشا فطلع لاسمعيل باشا نحو ستمائة كيس فتجاوز له عن نصفها ودفع له ثلثمائة كيس وطلع عليه لطرف الميري نحوها أخذوا بها عليه وثيقة وسامحه الأمراء من حسابهم معه وهادوه وأكرموه وقدموا له تقادم وأخذ في أسباب الارتحال والسفر وبرز خيامه الى بركة الحج‏.‏
وفي أواخره ورد الخبر مع السعاة بوصول الأطواخ لاسمعيل باشا واليرق والداقم الى ثغر الاسكندرية‏.‏
في يوم الاثنين 3 شهر رجب 1203 هـ - 30 مارس 1789 م سافر عابدي باشا من البر على طريق الشام الى ديار بكر ليجمع العساكر الى قتال الموسقو وذهب من مصر بأموال عظيمة وسافر صحبته اسمعيل باشا الأرنؤدي وأبقى اسمعيل باشا من عسكر القليونجية والأرنؤدية من اختارهم لخدمته وأضافهم إليه

وفي يوم ألأثنين 10  شهر رجب 1203 هـ - 6 أبريل 1789 م  وصلت الأطواخ والداقم الى الباشا فابتهج لذلك وأمر بعمل شنك وحراقة ببركة الأزبكية وحضر الأمراء الى هناك ونصبوا صواري وتعاليق وعملوا حراقة ووقدة ليلتين ثم ركب الباشا

في صبح يوم الجمعة 14 شهر رجب 1203 هـ - 10 أبريل 1789 م وذهب الى مقام الإمام الشافعي فزاره ورجع الى قبة العزب خارج باب النصر ونودي في ليلتها على الموكب فلما كان

صبح يوم السبت 15 شهر رجب 1203 هـ - 11 أبريل 1789 م خرج الأمراء والوجاقلية والعساكر الرومية والمصرلية واجتمع الناس للفرجة وانتظم الموكب أمامه وركب بالشعار القديم وعلى رأسه الطلخان والقفطان الأطلس وأمامه السعاة والجاويشية والملازمون وخلفه النوبة التركية وركب أمامه جميع الأمراء بالشعار والبيلشانات بزينتهم ونظامهم القديم المعتاد وشق القاهرة في موكب عظيم ولما طلع الى القلعة ضرب له المدافع من الأبراج وكان ذلك اليوم متراكم الغيوم وسح المطر من وقت ركوبه الى وقت جلوسه بالقلعة حتى ابتلت ملابسه وملابس الأمراء والعسكر وحوائجهم وهم مستبشرون بذلك وكان ذلك اليوم خامس برمودة القبطي‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 18 شهر رجب 1203 هـ - 14 أبريل 1789 م عمل الديوان وطلع الأمراء والمشايخ وطلع الجم الكثير من الفقهاء ظانين وطامعين في الخلع فلما قرئ التقرير في الديوان الداخل خلع على الشيخ العروسي والشيخ البكري والشيخ الحريري والشيخ الأمير والأمراء الكبار فقط ثم أن اسمعيل بك التفت الى المشايخ الحاضرين وقال تفضلوا يا أسيادنا حصلت البركة فقاموا وخرجوا‏.‏
وفي يوم الخميس 20 شهر رجب 1203 هـ - 16 أبريل 1789 م أمر الباشا المحتسب بعمل تسعيرة وتنقيص الأسعار فنقضوا سعر اللحم نصف فضة وجعلوا الضاني بستة أنصاف والجاموسي بخمسة فشح وجوده بالأسواق وصاروا يبيعونه خفية بالزيادة ونزل سعر الأردب الغلة الى ثلاثة ريال ونصف بعد تسعة ونصف‏.‏
وفي يوم الخميس 27 شهر رجب 1203 هـ - 23 أبريل 1789 م ورد مرسوم من الدولة فعمل الباشا الديوان في ذلك اليوم وقرأوه وفيه الأمر بقراءة صحيح البخاري بالأزهر والدعاء بالنصر للسلطان على الموسقو فإنهم تغلبوا واستولوا على قلاع ومدن عظيمة من مدن المسلمين وكذلك يدعون له بعد الأذان في كل وقت وأمر الباشا بتقرير عشرة من المشايخ من المذاهب الثلاثة يقرأون البخاري في كل يوم ورتب لهم في كل يوم مائتين نصف فضة لكل مدرس عشرون نصفًا من الضربخانة ووعدهم بتقريرها لهم على الدوام بفرمان‏.‏
وفي يوم الأحد 30 شهر رجب 1203 هـ - 26 أبريل 1789 م حضر الشيخ العروسي والمشايخ وجلسوا في القبلة القديمة جلوسًا عامًا وقرأوا أجزاء من البخاري واستداموا على ذلك بقية الجمعة وقرر اسمعيل بك أيضًا عشرة من الفقهاء كذلك يقرأون أيضًا البخاري نظيرًا لعشرة الأولى وحضر الصناع وشرعوا في البياض والدهان وجلاء الأعمدة وبطل ذلك الترتيب‏.‏
فى 2 شهر شعبان 1203 هـ - 28 أبريل 1789 م نودي بإبطال التعامل بالزيوف المغشوشة والذهب الناقص وأن الصيارفة يتخذون لهم مقصات يقطعون بها الدراهم الفضة المنحسة وكذلك الذهب المغشوش الخارج وإذا كان الدينار ينقص ثلاثة قراريط يكون بطالًا ولا يتعامل به وإنما يباع لليهود الموردين بسعر المصاغ الى دار الضرب ليعاد جديدًا فلم يمتثل الناس لهذا الأمر ولم يوافقوا عليه واستمروا على التعامل بذلك في المبيعات وغيرها لأن غالب الذهب على هذا النقص وأكثر وإذا بيع على سعر المصاغ خسروا فيه قريبًا من النصف فلم يسهل بهم ذلك ومشوا على ما هم عليه مصطلحون فيما بينهم‏.‏
وفي أوائله أيضًا تواترت الأخبار بموت السلطان عبد الحميد حادي عشر رجب وجلوس ابن أخيه السلطان مصطفى مكانه وهو السلطان سليم خان وعمره نحو الثلاثين سنة وورد في أثر الإشاعة صحبة التجار والمسافرين دراهم وعليها اسمه وطرته ودعى له في الخطبة أول جمعة في شعبان المذكور‏.‏
وفي يوم الثلاثاء 9 شهر شعبان 1203 هـ - 9 مايو 1789 م حضر علي بك الدفتردار من ناحية دجوة وسبب ذهابه إليها أن أولاد حبيب قتلوا عبد العلي بك بمنية عفيف بسبب حادثة هناك وكان ذلك العبد موصوفًا بالشجاعة والفروسية فعز ذلك على علي بك فأخذ فرمانًا من الباشا بركوبه على أولاد حبيب وتخريب بلدهم ونزل إليهم وصحبته باكير بك ومحمد بك المبدول وعندما علم الحبايبة بذلك وزعوا متاعهم وارتحلوا من البلد وذهبوا الى الجزيرة فلما وصل علي بك ومن معه الى دجوة لم يجدوا أحدًا ووجدوا دورهم خالية فأمروا بهدمها هدموا مجالسهم ومقاعدهم وأوقدوا فيها النار وعملوا فردة على أهل البلد وما حولها من البلاد وطلبوا منهم كلفًا وحق طرق وتفحصوا على ودائعهم وأمانتهم وغلالهم في جيرة البلاد مثل طحلة وغيرها فأخذوها وأحاطوا بزرعهم وما وجدوه بالنواحي من بهائمهم ومواشيهم ثم تداركوا أمرهم وصالحوه بسعي الوسائط بدراهم ودفعوها ورجعوا الى وطنهم ولكن بعد خرابها وهدمها‏.‏
وفيه أرسل الباشا سلحدار بخطاب للأمراء القبالي يطلب منهم الغلال والمال الميري حكم الاتفاق‏.‏
في 4 شهر رمضان 1203 هـ - 29 مايو 1790 م  وصل الى مصر آغا معين بإجراء السكة والخطبة باسم السلطان سليم شاه فعمل الباشا ديوانًا وقرأ المرسوم الوارد بذلك بحضرة الجمع والسبب في تأخيره لهذا الوقت الاهتمام بأمر السفر واشتغال رجال الدولة بالعزلة والتولية وورد الخبر أيضًا بعزل حسن باشا من رياسة البحر الى رياسة البر وتقلدا الصدارة وتولى عوضه قبطان باشا حسين الجردلي وأخبروا أيضًا بقتل بستحي باشا‏.‏
وفي أوائله أيضًا فتحوا ميري سنة خمسة مقدمة بعجلة‏.‏
وفي أواخره النصف الثانى من يونية 1790 م حضر عثمان كتخدا عزبان من الديار الرومية وبيده أوامر وفيها الحث على محاربة الأمراء القبالي والخطاب للوجاقلية وباقي الأمراء بأن يكونوا مع اسمعيل بك بالمساعدة والإذن لهم بصرف ما يلزم صرفه من الخزينة مع تشهيل الخزينة للدولة وفي عاشره وصل ططري وعلى يده أوامر منها حسن عيار المعاملة من الذهب والفضة وأن يكون عيار الذهب المصري تسعة عشر قيراطًا ويصرف بمائة وعشرين نصفًا بنقص أربعة أنصاف عن الواقع في الصرف بين الناس والاسلامبولي بمائة وأربعين وينقص عشرة والفندقلي بمائتين بنقص خمسة والريال الفرانسة بمائة بنقص خمسة أيضًا والمغربي بخمسة وتسعين بنقص خمسة أيضًا وهو المعروف بأبي مدفع والبندقي بمائتين وعشرة بنقص خمسة عشر فنزل الآغا وفي غايته خرج أمير الحاج غيطاس بك بالمحمل وركب الحجاج‏.‏
وفي منتصف شهر القعدة 1203 هـ  - 7 أغسطس 1790 م الموافق 10 مسرى القبطي أوفي النيل المبارك أذرع الوفاء ونزل الباشا الى فم الخليج وكسر السد بحضرته على العادة

وانقضى هذا العام بحوادثه وحصل في هذه السنة الازدلاف وتداخل العام الهلالي في الخراجي ففتحوا طلب المال الخراجي القابل قبل أوانه لضرورة الاحتياج وضيق الوارد بتعطيل الجهة القبلية واستيلاء الأمراء الخارجين عليها ووجه اسمعيل بك الطلب من أول السنة بباقي الحلوان الذي قرره حسن باشا ثم المال الشتوي ثم الصيفي وفي أثناء ذلك المطالبة بالفرد المتوالية المقررة على البلاد من الملتزمين ووجه على الناس قباح الرسل والمعينين من السراجين والدلاة وعسكر القليونجية فيدهمون الإنسان ويدخلون عليه في بيته مثل التجريدة الخمسة والعشرة بأيديهم البنادق والأسلحة بوجوه عابسة فيشاغلهم ويلاطفهم ويلين خواطرهم بالإكرام فلا يزدادون إلا قسوة وفظاظة فيعدهم على وقت آخر فيسمعونه قبيح القول ويشتطون في أجرة طريقهم وربما لم يجدوا صاحب الدار أو يكون مسافرًا فيدخلون الدار وليس فيها إلا النساء ويحصل منهم ما لا خير فيه من الهجوم عليهن وربما نططن من الحيطان أو ربما هربن الى بيوت الجيران وسافر رضوان بك قرابة علي بك الكبير الى المنوفية وأنزل بها كل بلية وعسف بالقرى عسفًا عنيفًا قبيحًا بأخذ البلص والتساويف وطلب الكلف الخارجة عن المعقول الى أن وصل الى رشيد ثم رجع الى مولد السيد البدوي بطندتا ثم عاد وفي كل مرة من مروره يستأنف العسف والجور وكذلك قاسم بك بالشرقية وعلي بك الحسني بالغربية وقلد اسمعيل بك مصطفى كاشف المرابط بقلعة طرا فعسف بالمسافرين الذاهبين والآيبين الى جهة قبلي فلا تمر عليه سفينة صاعدة أو منحدرة إلا طلبها إليه وأمر بإخراج ما فيها وتفتيشها بحجة أخذهم الاحتياجات للأمراء القبليين من الثيابوغيرها أو إرسالهم أشياء أو دراهم لبيوتهم فإن وجد بالسفينة شيئًا من ذلك نهب ما فيها من مال المسافرين والمتسببين وأخذه عن آخره وقبض عليهم وعلى الريس وحبسهم ونكل بهم ولا يطلقهم إلا بمصلحة وإن لم يجد شيئًا فيه شبهة أخذ من السفينة ما اختاره وحجزهم فلا يطلقهم إلا بمال يأخذه منهم وتحقق الناس فعله فصانعوه ابتداء تقية لشره وحفظًا لمالهم ومتاعهم فكان الذي يريد السفر الى قبلي بتجارة أو متاع يذهب إليه ببعض الوسائط ويصالحه بما يطيب به خاطره ويمر بسلام فلا يعرض له وكذلك الواصلون من قبلي يأتون طائعين الى تحت القلعة ويطلع إليه الريس والمسافرون فيصالحونه وعلم الناس هذه القاعدة واتبعوها وارتاحوا عليها في الجملة واستعوضوا الخسارة من غلو الأثمان وكذلك فعل نساء سائر الأمراء القبليين وهادينه وأرشونه عن إرسالهن الى أزواجهن من الملابس والأمتعة سرًا حتى كانوا في الآخر يرسلن إليه ما يرمن إرساله وهو يرسله بمعرفته وتأتي أجوبتهم على يده الى بيوتهن خفية واتخذ له يدًا وجميلًا وطوقهم منته بذلك وشاع في بلاد الأرنؤد وجبال الروملي رغبة اسمعيل بك في العساكر فوفدوا عليه بأشكالهم المختلفة وطباعهم المنحرفة وعدم أديانهم وانعكاس أوضاعهم فأسكن منهم طائفة بالجيزة وطائفة ببولاق وطائفة بمصر العتيقة وأجرى عليهم النفقات والعلوفات وجلب له الياسيرجية المماليك فاشترى منهم عدة وافرة وأكثرهم عزق ومشنبون وأجناس غير معهودة واستعملهم من أول وهلة في الفروسية ولم يدربهم في آداب ولا معرفة دين ولا كتاب كل ذلك حرصًا على مقاومة الأعداء وتكثير الجيش وتابع إرسال الهدايا والأموال والتحف الى الدولة وأحضر السروجية والصواغ والعقادين فوضعوا ستة سروج للسلطان وأولاده وذلك قبل موت السلطان عبد الحميد على طريقة وضع سروج المصريين بعبايات مزركشة وهي مع السرج والقصعة والقربوص مرصعة بالجواهر والبروق والذهب والركابات واللجامات والبلامات والشماريخ والسلاسل كلها من الذهب البندقي الكسر والرأس والرشمات كلها من الحرير المصنوع بالمخيش وسلوك الذهب وشماريخ المرجان والزمرد وجميع الشراريب من القصب المخيش وبها تعاليق المرجان والمعادن صناعة بديعة وكلفة ثمينة أقاموا في صناعة ذلك عدة أيام ببيت محمد آغا البارودي واشترى كثيرًا من الأواني والقدور الصيني الأسكي معدن وملأها بأنواع الشربات المصنوع من السكر المكرر كشراب البنفسج والورد والحماض والصندل المطيب بالمسك والعنبر وماء الورد والمربيات الهندية مثل مربى القرنفل وجوزبوا والبسباسة والزنجبيل والكابلي وأرسل ذلك مع الخزينة بالبحر صحبة عثمان كتخدا عزبان ومعها عدة خيول من الجياد وأقمشة هندية وعود وعنبر وظرائف وأرزوبن وأفاويه وماء الورد المكرر وغير ذلك ولم يتفق لأحد فيما تقدم من أمراء مصر أرسل مثل ذلك ولم نسمع به ولم نره في تاريخ فإن نهاية ما رأينا أن الأشربة يضعونها في ظروف من الفخار التي قيمة الظرف منها خمسة أنصاف أو عشرة حتى الذي يأتي من اسلامبول لخصوص السلطان وأما هذه فأقل ما فيها يساوي مائة دينار وأكثر من ذلك‏.‏
 ومات سلطان الزمان السلطان عبد الحميد بن أحمد خان وتولى بعده ابن أخيه السلطان سليم

****************************************

 فى شهر المحرم سنة 1204 هـ وصلت الأخبار بأن الموسقو آغا روا على عدة قلاع وممالك إسلامية منها جهات الأوزي وكانت تغل على اسلامبول كالصعيد على مصر وان الاسلامبول واقع بها غلاء عظيم‏.‏
وفي أواخر شهر المحرم سنة 1204 هـ - النصف الثانى من أكتوبر 1790 م  حضر واحد آغا وبيده مرسومات بسبب الأمراء القبليين بأنهم إن كانوا تعدوا الجهات التي صالحوا عليها حسن باشا ولم يدفعوا المال ولا الغلال فلازم من محاربتهم ومقاتلتهم وإن لم يمتثلوا يخرجوا إليهم ويقاتلوهم فإن السلطان أقسم بالله أنه يزيل الفريقين ولا يقبل عذرهم في التأخير فقرأوا تلك المرسومات في الديوان ثم أرسلوها مع مكاتبات صحبة واحد مصرلي وآخر من طرف الآغا القادم بها وآخر من طرف الباشا‏.‏
وفي أوائل ربيع الأخر سنة 1204 هـ حوالى منتصف نوفمبر 1790 م  رجع الرسل بجوابات من الأمراء القبليين ملخصها أنهم لم يتعدوا ما حدوده مع حسن باشا إلا بأوامر من عابدي باشا فإنه حدد لنا من منفلوط ثم اسمعيل بك بنى حاجزًا وقلاعًا وأسوارًا بطرا وذلك دليل وقرينة على أن ما راء ذلك يكون لنا وأنه اختص بالأقاليم البحرية وترك لنا الأقاليم القلبية ولا مزية للأمراء الكائنين بمصر علينا فإنه يجمعنا وإياهم أصل واحد وجنس واحد وإن كنا ظلمة فهم أظلم منا وأما الغلال والمال فإننا أرسلنا لهم جانب غلال فلم ترجع المراكب التي أرسلناها ثانيًا فيرسلوا لنا مراكب ونحن نعبيها ونرسلها وذكروا أيضًا أنهم أرسلوا صالح آغا كتخدا الجاويشية سابقًا الى اسلامبول ونحن في انتظار رجوعه بالجواب فعند رجوعه يكون العمل بمقتضى ما يأتي به من المرسومات ولا نخالف أمر السلطان‏.‏
وفي شهر جمادى الأولى سنة 1204 هـ حوالى منتصف نوفمبر 1790 م  وردت أخبار بعزل وزير الدولة وشيخ الإسلام وآغات الينكجرية ونفيهم وأن حسن باشا تولى الصدارة وهو بالسفر وأنه محصور بمكان يقال له اسمعيل لأن الموسقو أغاروا على ما وراء اسمعيل وأخذوا ما بعده من البلاد ثم أنه هادن الموسقو وصالحهم على خمسة أشهر الى خروج الشتاء وأن السلطان أحضر الأمراء المصرلية الرهائن المنفيين بقلعة ليميا وهم عبد الرحمن بك الابراهيمي وعثمان بك المرادي وسليمان كاشف وأما حسين بك فإنه مات بليميا ولما حضروا أنزلوهم في قناقات وعين لهم رواتب ويحضرهم السلطان في بعض الأحيان الى الميدان ويعملوا رماحة بالخيول وهو ينظر إليهم ويعجبه ذلك ويعطيهم أنعامًا وورد الخبر أيضًا أن صالح آغا وصل الى اسلامبول فصالح على الأمراء القبالي وتم الأمر بواسطة نعمان أفندي نجم باشا ومحمود بك وأرسلوا بالأوراق الى حسن باشا فحنق لذلك ولم يمضه وانحرف علي نعمان أفندي ومحمود بك وأمر بعزلهما من مناصبهما ونفيهما وإخراجهما من دار السلطنة فنفى نعمان أفندي الى أماسيه ومحمود بك الى جهة قريبة من اسلامبول وشاط طبيخهم وسافر صالح آغا من اسلامبول

 وفي شهر شعبان سنة 1204 هـ  ورد الخبر بموت حسن باشا وكان موته في منتصف رجب وكأنه مات مقهورًا من الموسقو‏.‏
وفي 12 رمضان سنة 1204 هـ حوالى 26 مايو 1790 م حصل زلزلة لطيفة في سادس ساعة من الليل‏.‏  وفيه أيضًا وصل ثلاثة أشخاص من الديار الرومية فأخذوا ودائع كانت لحسن باشا بمصر فتسلموها ممن كانت تحت أيديهم ورجعوا‏.‏
وفي ليلة الجمعة 13 شوال سنة 1204 هـ حوالى 26 يونية 1790 م قبل الفجر احترق بيت اسمعيل بك عن آخره‏.‏
وفي 25 شوال سنة 1204 هـ حوالى 8 يولية 1790 م عزل حسن كتخدا المحتسب من الحسبة وقلدوها رضوان آغا محرم من وجاق الجاويشية فأنهى حسن آغا أنه كان متكفلًا بجراية الجامع الأزهر فإن كان المتولي يتكفل بها مثله استمر فيها وإلا ردوا له المنصب وهو يقوم بها للمجاورين كما كان فلما قالوا لرضوان آغا ذلك فلم يسعه إلا القيام بذلك وهي دسيسة شيطانية لا أصل فإن أخبار الجامع الأزهر لها جهات بعضها معطل والناظر عليه علي بك الدفتردار وحسن آغا كتخداه يصل ويقطع من أي جهة أراد من الميري أو من خلافه فدس هذه الدسيسة يريد بها تعجيز المتولي ليرجع إليه المنصب ومعلوم أن المتولي لم يتقلد ذلك إلا برشوة دفعها ويلزم من نزوله عنها ضياع غرامته وجرسته بين أقرانه فما وسعه إلا القيام بذلك وفردها على مظالم الحسبة التي يأخذها من السوقة ويدفعها للخباز يصنع بها خبزًا للمجاورين والمنقطعين في طلب العلم ليكون قوتهم وطعامهم من الظلم والسحت المكرر وذلك نحو خمسة آلاف نصف فضة في كل يوم واشتهر ذلك وعلمه العلماء والمجاورون وغيرهم وربما طالبوه بالمنكسر أو اعتذروا بقولهم الضرورات تبيح المحظورات‏.‏
وفي ليلة السبت 3 شهر الحجة شوال سنة 1204 هـ  حوالى 14 أغسطس 1790 م الموافق لعاشر مسرى القبطي أوفى النيل أذرعه وكسر السد بحضرة الباشا والأمراء على العادة وجرى الماء في الخليج‏.‏
وفيه وقعت واقعة بين عسكر القليونجية والأرنؤدية بسوق السلاح وقتل بينهم جماعة من الفريقين ثم تحزبوا أحزابًا فكان كل من واجه حزبًا من الطائفة الأخرى أو انفرد ببعض منها قتلوه ووقع بينهم ما لا خير فيه وداخل الناس الخوف من ذلك فيكون الإنسان مارًا بالطريق فلا يشعر إلا وكرشة وطائفة مقبلة وبأيديهم البنادق والرصاص وهم قاصدون طائفة من أخصامهم بلغهم أنهم في طريق من الطرق واستمر هذا الأمر بينهم نحو خمسة أيام ثم أدرك القضية اسمعيل بك وفي أواخره حضر جماعة من الأرنؤد الى بيت محمد آغا البارودي وقبضوا منه مبلغ دراهم من علوفتهم ونزلوا عند الخليج المرخم وازدحموا في المركب فانقلب بهم وغرق منهم نحو ستة أنفار وقيل تسعة وطلع من طلع في أسوأ حال‏.‏
 

This site was last updated 05/21/08