Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

 

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter

 

وفي يوم الأربعاء 1 حمادى الآخرة سنة 1201 هـ - 21 مارس 1787 م شهر جمادى الآخرة استهل بيوم الأربعاء
وكان ذلك يوم النوروز السلطاني وانتقال الشمس لبرج الحمل‏.‏
وفي يوم الاثنين سافر حمامجي أوغلي بالجوابات الى الجهة القبلية وفيها الأمر بحضور عابدي باشا واسمعيل بك وباقي الأمراء الى مصر وأن حسن بك ومحمد بك المبدول ويحيى بك يقيمون بأسنا محافظين‏.‏
 وفي يوم الخميس 16 حمادى الآخرة  سنة 1201 هـ - 25 مارس 1787 م  نودي على النساء أن لا يخرجن الى موسم الخماسين المعروف عند القبط بشم النسيم وذلك يوم الاثنين صبيحة عيدهم‏.‏
قتل النساء

وفي يوم الإثنين 20 حمادى الآخرة سنة 1201 هـ - 9 أبريل 1787 م نودي بإبطال المعاملة بالذهب الفندقلي الجديد واستمرت المناداة على النساء في عدم خروجهن الى الأسواق وسبب ذلك وقائعهن مع العسكر منها أنهم وجدوا ببيت يوسف بك سكن حمامجي أوغلي نحو سبعين امرأة مقتولة ومدفونة بالإسطبلات ومن النساء من لعبت على العسكر وأخذت ثيابه وأمثال ذلك فنودي عليهن بسبب ذلك فتضرر المحترفات منهم مثل البلانات والدايات وبياعات الغزل والقطن والكتان ثم حصل الإطلاق وسومحن في الخروج وفي خامس عشرينه حضرت نجابة من قبلي وحضر أيضًا حمامجي أوغلي وأخبروا أن الباشا والأمراء وصلوا الى دجرجا‏.‏
يوم الخميس مستهل شهر رجب سنة 1201 هـ - 19 إبريل 1787 م فيه قبض حسن باشا على أحمد قبودان المعروف بحمامجي أوغلي وحبسه وحبس أيضًا تابعه عثمان التوقتلي كان يسعى معه في الخبائث‏.‏  وكذلك رجل يقال له مصطفى خوجة‏.‏
وفي يوم الخميس 7 جمادى الآخرة سنة 1201 هـ - 9 أبريل 1787 م نودي على النساء أنهن إذا خرجن لحاجة يخرجن في كمالهن ولا يلبسن الحبرات الصندل ولا الإفرنجي ولا يربطن على رؤوسهن العمائم المعروفة بالقازدغلية‏.‏
وذلك من مبتدعات نساء القازدغلية وذلك أنهن يربطن الشاشات الملونة المعروفة بالمدورات ويجعلنها شبه الكعك ويملنها على جباههن معقوصات بطريقة معلومة لهن وصار لهن نساء يتولين صناعة ذلك بأجرة على قدر مقام صاحبتها ومنهن من تعطي الصانعة لذلك دينارًا أو أكثر أو أقل وفعل ذلك جميع النساء حتى الجواري السود‏.‏
وفي يوم الأحد 11جمادى الآخرة سنة 1201 هـ - 9 أبريل 1787 م حضر عابدي باشا واسمعيل بك وعلي بك الدفتردار ورضوان بك بلفيا وحسن بك رضوان ومحمد بك كشكش وعبد الرحمن بك عثمان وسليمان بك الشابوري وباقي الوجاقلية الى مصر وذهبوا الى بيوتهم وبات الباشا في مصر القديمة‏.‏
وفي صبحها يوم الاثنين 12 جمادى الآخرة سنة 1201 هـ - 20 أبريل 1787 م ركب عابدي باشا وطلع الى القلعة من غير موكب وطلع من جهة الصليبة وذلك قبل آذان الظهر بنحو خمس درجات فلما استقر بها ضربوا له مدافع من الأبراج وبعد انقضاء المدافع أرعدت السماء رعودًا متتابعة الى العصر وأمطرت مطرًا غزيرًا وذلك رابع عشرين برموده القبطي وتاسع عشر نيسان الرومي وأما حسن بك الجداوي فإنه تخلف بقنا هو وأتباعه وكذلك عثمان بك وسليم بك الاسماعيلي بأسنا وعلي بك جركس بأرمنت وعثمان بك وشاهين بك الحسينين ويحيى بك باكير بك ومحمد بك المبذول كذلك تخلفوا متفرقين في البنادر لأجل المحافظة وقاسم بك أبو سيف في منصبه بدجرجا‏.‏
وأراد الباشا واسمعيل بك أن يبقوا طائفة من الوجاقلية ومعهم طائفة من العسكر فأبوا وقالوا حتى نذهب الى مصر ونعدل حالنا وبعد ذلك نأتي‏.‏
وفي ذلك اليوم

وفى أواخر جمادى الآخرة سنة 1201 هـ - منتصف مايو 1787 م وصل الخبر بأن القبالي رجعوا الى أسوان وشرعوا في التعدية الى أسنا فأرسل اسمعيل بك الى الاختيارية فحضروا عنده بعد العصر وتكلموا في شأن ذلك بحضرة علي بك أيضًا وكذلك اجتمعوا في صبحها يوم الثلاثاء وانفصل المجسر كالأول‏.‏ وفي أواخره وصل الخبر أنهم زحفوا الى بحري وأن حسن بك تأخر عنهم‏.‏
فى يوم السبت أول شهر شعبان سنة 1201 هـ - 19 مايو 1787 م جاء الخبر أنهم وصلوا الى دجرجا وأن حسن بك والأمراء وصدوا في التأخر الى المنية وعملت جمعيات ودواوين بسبب ذلك وشرعوا في طلوع تجريدة ثم وقع الاختلاف بين الباشا والأمراء واستقر الأمر بينهم في الرأي أن يراسلوهم في الصلح وأنهم يقيمون في البلاد التي كانت بيد اسمعيل بك وحسن بك ويرسلوا أيوب بك الكبير والصغير وعثمان بك الأشقر وعثمان بك المرادي يكونوا بمصر رهائن وكتبوا بذلك مكاتبات وأرسلوها صحبة محمد أفندي المكتوبجي وسليمان كاشف قنبور والشيخ سليمان الفيومي‏.‏
وفيه قررت المظالم على البلاد وهي المعروفة برفع المظالم وكان حسن باشا عندما قدم الى مصر أبطلها وكتب برفعها فرمانات الى البلاد فلما حضر اسمعيل بك حسن له إعادتها فأعيدت وسموها التحرير وكتب بها فرمانات وعينت بها المعينون وتفرقوا في الجهات والأقاليم بطلبها مع ما يتبعها من الكلف وحق الطرق وغيرها فدهى الفلاحون وأهل القرى بهذه الداهية ثانيًا على ما هم فيه من موت البهائم وهياف الزرع وسلاطة الفيران الكثيرة على غيطان الغلة والمقاثي وغيرها وما هم فيه من تكلف المشاق الطارئ عليهم أيضًا بسبب موت البهائم في الدراس وأداروا السواقي بأيديهم وعوافيهم أو بالحمير أو الخيل أو الجمال لمن عنده مقدرة على شرائها وغلت أثمانها بسبب ذلك الى الغاية فتغيرت قلوب الخلق جميعًا على حسن باشا وخاب ظنهم فيه وتمنوا زواله وفشا شر جماعته وعساكره القليونجية في الناس وزاد فسقهم وشرهم وطمعهم وانتهكوا حرمة المصر وأهله الى الغاية‏.‏
وفي يوم الأربعاء شعبان سنة 1201 هـ - 19 مايو 1787 م توفي أحمد كتخدا المجنون وقلدوا مكانه في كتخدائية مستحفظان وفيه قتل عثمان التوقتلي بالرميلة رفيق حمامجي أوغلي بعد أن عوقب بأنواع العذاب مدة حبسه واستصفيت منه جميع الأموال التي كان يملكها واختلسها ودل على غيرها حمامجي أوغلي واستمر حمامجي أوغلي في الترسيم‏.‏
وفيه قبض على سراج متوجه الى قبلي ومعه دراهم وأمتعة وغير ذلك فأخذت منه ورمي عنقه ظلمًا بالرميلة‏.‏
واستهل شهر رمضان سنة 1201 هـ - بيوم الأحد 17 يونية 1787 م  فيه اختصرت الأمراء من وقدة القناديل في البيوت عن العادة وعبى اسمعيل بك هدية جليلة وأرسلها الى حسن باشا وهي سبع فروق بن وخمسون تفصيلة هندي عال مختلفة الأجناس وأربعة آلاف نصفية دنانير نقد مطروقة وجملة من بخور العود والعنبر وغير ذلك فأعطى للشيالين على سبيل الإنعام أربعة عشر قرشًا رومية عنها خمسمائة وستون نصفًا فضة‏.‏

إنفجار بسبب البارود
وفي يوم الثلاثاء 10 شهر رمضان سنة 1201 هـ - بيوم الأحد 17 يونية 1787 م حضر المحمل صحبة رجل من الأشراف وذلك أنه لما وقع للحجاج من العربان ما وقع في العام الماضي ونهبوا الحجاج وأخذوا المحمل بقي عندهم الى أن جيش عليهم الشريف سرور وحاربهم وقاتلهم قتالًا شديدًا وأفنى منهم خلائق لا تحصى واستخلص منهم المحمل وأرسله الى مصر صحبة ذلك الشريف وقيل إن الشريف الذي حضر به هو الذي افتداه من العرب بأربعمائة ريال فرانسه فلما حضر خرج الى ملاقاته الأشاير والمحملدارية وأرباب الوظائف ودخلوا به من باب النصر وأمامه الأشاير والطبول والزمور‏.‏ وذلك الشريف راكب أمامه أيضًا‏.‏
وفي ذلك اليوم بعد أذان العصر بساعتين وقعت حادثة مهولة مزعجة يخط البندقانيين وذلك أن رجلًا عطارًا يسمى أحمد ميلاد وحانوته تجاه خان البهار اشترى جانب بارود انكليزي من الفرنج في برميلين وبطة ووضعها في داخل الحانوت فحضر إليه جماعة من أهل الينبع وساوموه على جانب بارود وطلبوا منهم شيئًا ليروه ويجربوه فأحضر البطة وصب منها شيئًا في المنقد الذي يعد فيه الدراهم ووضعوه على قطعة كاغد وأحضروا قطعة يدك وطيروا ذلك البارود عن الكاغد فأعجبهم ومن خصوصية البارود الانكليزي إذا وضع منه شيء على كاغد وطير فالنار لا تؤثر في الكاغد ثم رموا بالقطعة اليدك على مصطبة الحانوت وشرع يزن لهم وهم يضعونه في ظرفهم ويتساقط فيما بين ذلك من حباته وانتشر بعضها الى ناحية اليدك وهم لا يشعرون فاشتعلت تلك الحبات واتصلت بما في أيديهم وبالبطة ففرقعت مثل المدفع العظيم واتصلت النار بذينك البرميلين كذلك فارتفع عقد الحانوت وما جاوره بما على تلك العقود من الأبنية والبيوت والربع والطباق في الهواء والتهبت بأجمعها نارًا وسقطت بمن فيها من السكان على من كان أسفلها من الناس الواقفين والمارين وصارت كومًا يظن من لم يكن رآه قبل ذلك أنه له مائة عام وذلك كله في طرفة عين بحيث أن الواقف في ذلك السوق أو المار لم يمكنه الفرار والبعيد أصيب في بعض أعضائه إما من النار أو الردم وكان السوق في ذلك الوقت مزدحمًا بالناس خصوصًا وعصرية رمضان وذلك السوق مشتمل على غالب حوائج الناس وبه حوانيت العطارين والزياتين والقبانية والصيارف وبياعي الكنافة والقطائف والبطيخ والعبدلاوي ودكاكين المزينين والقهاوي وغالب جيران تلك الجهة وسكان السبع قاعات وشمس الدولة يأتون في تلك الحصة ويجلسون على الحوانيت لأجل التسلي والحاصل أن كل من كان حاصلًا بتلك البقعة في ذلك الوقت سواء كان عاليًا أو متسفلًا أو مارًا أو واقفًا لحاجة أو جالسًا أصيب البتة وكان ذلك العطار يبيع غالب الأصناف من رصاص وقصدير ونحاس وكحل وكبريت وعنده موازين شبه الجلل فلما اشتعل ذلك البارود صارت تلك الجلل وقطع الرصاص والكحل والمغناطيس تتطاير مثل جلل المدافع حتى أحرقت واجهة الربع المقابل لها وكان خان البهار مقفولًا متخربًا وبابه كبير مسماري فصدمه بعض الجلل وكسر واشتعل بالنار واتصل بالطباق التي تعلو ذلك الخان ووقعت ضجة عظيمة وكل من كان قريبًا وسلم أسرع يطلب الفرار والنجاة وما يدري أي شيء القضية فلما وقعت تلك الضجة وصرخت النساء من كل جهة وانزعجت الناس انزعاجًا شديدًا وارتجت الأرض واتصلت الرجة الى نواحي الأزهر والمشهد الحسيني ظنوها زلزلة وشرع تجار خان الحمزاوي في نقل بضائعهم من الحواصل فإن النار تطايرت إليه من ظاهره وحضر الآغا والوالي فتسلم الآغا جهة الحمزاوي وتسلم الوالي جهة شمس الدولة وتتبعوا النار حتى أخمدوها وختموا على دكاكين الناس التي بذلك الخط وأرسلوا ختموا بيت أحمد ميلاد الذي خرجت النار من حانوته بعد أن أخرجوا منه النساء ثم أفرجوا عنهم بأمر اسمعيل بك وأحضروا في صبحها نحو المائتين فاعل وشرعوا في نبش الأتربة وإخراج القتلى وأخذ ما يجدونه من الأسباب والأمتعة‏.‏
وما في داخل الحوانيت من البضائع والنقود وما سقط من الدور من فرش وأوان ومصاغ النساء وغير ذلك شيئًا كثيرًا حتى الحوانيت التي لم يصبها الهدم فتحوها وأخذوا ما فيها وأصحابها ينظرون ومن طلب شيئًا من متاعه يقال له هو عندنا حتى تثبته هذا إذا كان صاحبه ممن يخاطب ويصغى إليه وقيامة قائمة ومن يقرأ ومن يسمع ووقفت أتباعهم بالنبابيت من كل جهة يطردون الناس ولا يمكنون أحدًا من أخذ شيء جملة كافية وأما القتلى فإن من كان في السوق أو قريبًا من تلك الحانوت والنار فإنه احترق ومن كان في العلو من الطباق انهرس ومنهم من احترق بعضه وانهرس باقيه وإذا ظهر وكان عليه شيء أو معه شيء أخذوه وإن كانت امرأة جردوها وأخذوا حليها ومصاغها ثم لا يمكنون أقاربهم من أخذهم إلا بدراهم يأخذونها وكأنما فتح لهم باب الغنيمة ولما كشفوا عن أحمد ميلاد وحانوته وجدوه تمزق واحترق وصار قطعًا مثل الفحم فجمعوا منه ست قطع وأخذوا شيئًا كثيرًا من حانوته ودراهم وودائع كانت أسفل الحانوت لم تصبها النار وكتم عليها الردم والتراب‏.‏
وكذلك حانوت رجل زيات انهدم على صاحبه فكشفوا عنه وأخرجوه ميتًا وأخذوا من حانوته مبلغ دراهم وكذلك من بيت صباغ الحرير بجوار الحمزاوي انهدمت داره أيضًا وأخذوا ما فيها ومن جملتها صندوق ضمنه دراهم لها صورة ونحو ذلك واستمر الحال على ذلك أربعة أيام في حفر ونبش وإخراج قتلى وجنائز وبلغت القتلى التي أخرجت نيفًا عن مائة نفس وذلك خلاف ما بقي تحت الردم منهم أمام الزاوية المجاورة لذلك فإنها انخسفت أيضًا على الامام وبقي تحت الردم ولم يجدوا بقية أعضاء أحمد ميلاد وفقدوا دماغه فجمعوا أعضاءه ووضعوها في كيس قماش ودفنوه وسدوا على تلك الخطة من الجهتين وتركوها كما هي مدة أيام ونظفت وعمرت بعد ذلك فكانت هذه الحادثة من أعظم الحوادث المزعجة‏.‏
وفي يوم الخميس حضر الرسل من عند القبليين وحضر أيوب بك الكبير رهينة عن المماليك المحمدية وعثمان بك الطنبرجي عن مراد بك وعبد الرحمن بك عن ابراهيم بك فذهبوا الى حسن باشا وقابلوه وكذلك قابلوا عابدي باشا ثم اجتمع الأمراء عند حسن باشا وتكلموا في شأن هؤلاء الجماعة وقالوا هؤلاء ليسوا المطلوبين ولم يأت إلا أيوب بك الكبير من المطلوبين ولم يأت عثمان بك الأشقر وأيوب بك الصغير فاتفق الرأي على إعادة الجواب فكتبوا جوابات أخرى وأرسلوها صحبة سلحدار حسن باشا‏.‏
وفي هذا الشهر أخذت القرصان ثلاثة غلايين وفيها أناس من أتباع الدولة وأعيانها ووصل بوقوع حريق عظيم ببندر جدة وتوفي أحمد باشا واليها وعبى علي بك الدفتردار كساوى للأمراء فأرسل الى اسمعيل بك وحسن بك الجداوي ورضوان بك وباقي الصناجق والأمراء حتى لحريمهم وأتباعهم وأرسل أيضًا لطائفة الفقهاء وفتح السفر لجهة الموستو وتقليد باكير قبطان باشا قائمقام عن حسن باشا‏.‏
وفي منتصفه وقعت حادثة بثغر بولاق بين طائفة القليونجية والفلاحين باعة البطيخ وذلك أن شخصًا قليونجيًا ساوم على بطيخة وأعطاه دون ثمنها فامتنع وتشاجر معه فوكزه العسكري بسكين فزعق الفلاح على شيعته وزعق الآخر على رفقائه فاجتمع الفريقان ووقع بينهم مقتلة كبيرة قتل فيها من الفلاحين نحو ثلاثين إنسانًا ومن القليونجية نحو أربعة‏.‏
وفي يوم الأحد ثاني عشرينه قررت تفريدة على بلاد الأرياف أعلى وأوسط وأدنى الأعلى خمسة وعشرون ألفًا نصف فضة والأوسط سبعة عشر ألف والأدنى تسعة آلاف وذلك وفيه رفعوا خفارة البحرين عن بن حبيب وكذلك الموارد والتزم بها رضوان بك على خمسين كيسًا يقوم بها في كل سنة لطرف الميري وسبب ذلك منافسة وقعت بينه وبين بن حبيب فإنه لما تولى المنوفية ومر على دجوة أرسل له بن حبيب تقدمة فاستقلها ثم أرسل إليه بعد ارتحاله من الناحية يطلب منه جمالًا وأشياء فامتنع بن حبيب فأرسل يطلبه ليقابله فلم يذهب إليه واعتذر ولما رجع نزل إليه ابنه علي بالضيافة فعاتبه على امتناع أبيه من مقابلته وأضمر له في نفسه وتكلم معه حسن باشا في رفع ذلك عنهم والتزم بالقدر المذكور وطريقة العثمانية الميل الى الدنيا بأي وجه كان فأخرج فرمانًا بذلك‏.‏
وفي بيوم الأحد 2 شهر شوال سنة 1201 هـ -  18 يولية 1787 م برزت الأمراء المعينون لجمع الفردة وهم سليم بك الاسماعيلي للغربية وشاهين بك الحسيني لإقليم المنصورة علي بك الحسيني لإقليم المنوفية ومحمد بك كشكش للشرقية وعثمان بك الحسيني للجيزة وعثمان كاشف الاسماعيلي للفيوم ويوسف كاشف الاسماعيلي للبهنسا وأحمد كاشف للجيزة‏.‏
وفي 8 شهر شوال سنة 1201 هـ -  24 يولية 1787 م  حضر سلحدار الباشا وسليمان كاشف قنبور المسافران بالجوابات الى الأمراء القبليين وذلك أنهم أرسلوا بطلب بلاد أخرى زيادة على ما عينوا لهم وقالوا إن هذه البلاد لا تكفينا فأمر لهم حسن باشا بخمسة بلاد أخرى فقال اسمعيل بك‏:‏ اطلبوا منهم حلوانًا فقال وفي عاشره حضر قاصد من الحجاز بمراسلة من الشريف سرور يخبر فيها بعصيان عرب جرب وغيرهم وقعودهم على الطريق ومنعهم السبيل ويحتاج أن أمير الحاج يكون في قوة واستعداد وأن الحرب قائمة بينهم وبين الشريف وخرج إليهم في نحو خمسة عشر ألفًا‏.‏
وفي  10 شهر شوال سنة 1201 هـ -  26 يولية 1787 م  كمل عمارة التكية المجاورة لقصر العيني المعروفة بتكية البكتاشية وخبرها أن هذه التكية موقوفة على طائفة من الأعجام المعروفين بالبكتاشية وكانت قد تلاشى أمرها وآلت الى الخراب وصارت في غاية من القذارة ومات شيخها وتنازع مشيختها رجل أصله من سراجين مراد بك وغلام يدعي أنه من ذرية مشايخها المقبورين فغلب على الغلام ذلك الرجل لانتسابه الى الأمراء وسافر الى اسكندرية فصادف مجيء حسن باشا واجتمع به وهو بهيئة الدراويش وهم يميلون لذلك النوع وصار من أخصائه لكونه من أهل عقيدته وحضر صحبته الى مصر وصار له ذكر وشهرة ويقال له الدرويش صالح فشرع في تعمير التكية المذكورة من رشوات مناصب المكوس التي توسط لأربابها مع حسن باشا فعمرها وبنى أسوارها وأسوار الغيطان الموقوفة عليها المحيطة بها وأنشأ بها صهريجًا في فسحة القبة‏.‏
ورتب لها تراتيب ومطبخًا وأنشأ خارجها مصلى باسم حسن باشا فلما تم ذلك عمل وليمة ودعا جميع الأمراء فحصل عندهم وسوسة واعتدوا وركبوا بعد العصر بجميع مماليكهم وأتباعهم وهم بالأسلحة متحذرين فمد لهم سماطًا وجلسوا عليه وأوهموا الأكل لظنهم الطعام مسمومًا وقاموا وتفرقوا خارج القصر والمراكب وعمل شنك وحراقة نفوط وبارود ظنوا غرابته ثم ركبوا في حصة من الليل وذهبوا الى بيوتهم‏.‏
وفي يوم الخميس رابع عشرينه خرج المحمل وأمير الحجاج غيطاس بك في موكب محتقر بدون الينكجرية والعزب مثل العام الماضي فخرجوا الى الحصوة وأقاموا هناك ولم يذهبوا الى البركة‏.‏
وفي يوم الثلاثء غاية شهر شوال سنة 1201 هـ -  14 أغسطس 1787 م ارتحل الحجاج من الحصوة الى البركة بعد العصر وارتحلوا في ضحوة يوم لأربعاء غرة شهر القعدة‏.‏
في  يوم الجمعة 3 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  17 أغسطس 1787 م -  الموافق 13 مسرى القبطي أو في النيل المبارك أذرعه ونودي بذلك وعمل الشنك وركب حسن باشا في صبحها وكسروا السد بحضرته وجرى الماء في الخليج ولم يحضر عابدي باشا لمرضه‏.‏
وفي يوم ألأثنين 6 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  20 أغسطس 1787 م نودي على المماليك أن لا يركبوا من بيوت أسيادهم منفردين أبدًا فترك ذلك في جملة المتروكات وتزوج المماليك وصار لهم بيوت وخدم ويركبون ويغذون ويروحون ويشربون الدخان وهم راكبون في الشارع الأعظم وفي أيديهم شبكات الدخان من غير إنكار‏.‏
وهم في الرق ولا يخطر ببالهم خروجهم عن الأدب لعدم إنكار أسيادهم وترخيصهم لهم في الأمور فإذا مات بعض الأعيان بادر أحد المماليك الى سيده الأمير صاحب الشوكة وقبل يده وطلب منه أن ينعم عليه بزوجة الميت فيجيبه الى ذلك ثم تراه ركب في الوقت والساعة وذهب الى بيت المتوفى ولو قبل خروج جنازته ونزل في البيت وجلس فيه وتصرف في تعلقاته وحازه وملكه بما فيه وأقام بمجلس الرجال ينتظر انقضاء العدة ويأمر وينهي ويطلب الغداء والعشاء والفطور والقهوة والشربات من الحريم ويتصرف تصرف الملاك وربما وافق ذلك غرض المرأة فإذا رأته شابًا مليحًا قويًا وكان زوجها المقبور بخلاف ذلك أظهرت له المخبآت والمدخرات فيصبح أميرًا من غير تأمر وتتعدد عنده الخيول والخدم والفراشون والأصحاب ويركب ويذهب ويجيء الى بيت سيده وفي حاجاته وغير ذلك فجرى يومًا بمجلس حسن باشا ذكر ركوب المماليك على انفرادهم في الأسواق بحضرة بعض الاختيارية‏.‏
فقالوا إنه قلة أدب وخلاف العادة القديمة التي رأيناها وتربينا عليها فقال الباشا اكتبوا فرمانًا بمنع ذلك ففعلوا ذلك ونادوا به من قبيل الشغل الفارغ‏.‏
وفي 7 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  21 أغسطس 1787 م ثقل عابدي باشا في المرض وأشيع موته‏.‏
وفي 11 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  25 أغسطس 1787 م حضر حسين بك المعروف بشفت من قبلي في جملة الرهائن وقابل الباشا وأقام بمصر‏.‏
وفي منتصفه 15 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  29 أغسطس 1787 م عوفي عابدي باشا من مرضه وشرعوا في طلب المال الشتوي فضج الملتزمون وتكلم الوجاقلية في الديوان وقالوا‏:‏ من أين لنا ما ندفعه وما صدقنا بخلاص المظالم والصيفي والفردة ولم يبق عندنا ولا عند الفلاحين شيء أعطونا الجامكية وفرح الناس بذلك ثم تبين أن لا أحد يأخذ رجعة إلا بقدر ما عليه من الميري وإن زاد له شيء يبقى له وديعة بالدفتر وإن لم يكن له جامكية يدفع ما عليه نقدًا فصار بعض الملتزمين يأتي بأسماء برانية وينسبها لنفسه لأجل غلاق المطلوب منه فاتضحت تلك النسبة له بمراجعة الدفتر ثم منعوا كتابة الرجع وصار الأفندية يكشفون على الدفاتر ويملون ويسددون بأنفسهم فمن زاد له شيء تبقى بالدفتر ومن زاد عليه شيء طلب منه‏.‏
وفي 20 شهر القعدة  سنة 1201 هـ -  29 أغسطس 1787 م ذهب الأمراء الى حسن باشا وهم اسمعيل بك وحسن بك وعلي بك وباقي الأمراء فتكلم معهم بسبب الأموال التي جعلها عليهم والميري المطلوب منهم ومن أتباعهم‏.‏
وقال لهم‏:‏ أنا مسافر بعد الأضحى ولابد من تشهيل المطلوب فاعتذروا وطلبوا المهلة فشنع عليهم ووبخهم بالكلام التركي ومن جملة ما قال لهم‏:‏ أنتم وجوهكم مثل الحيط وأمثال ذلك‏.‏
فخرجوا من عنده وهم في غاية من القهر وكان ذلك بإغراء اسمعيل بك ولما ذهب اسمعيل بك الى بيته طلب أمراءه وشنع عليهم كما شنع عليه الباشا وحلف أن كل من تبقى عليه شيء ولو ألف وفي يوم الخميس غايته طلعوا عند عابدي باشا فطالبهم بالميري أيضًا وشنع عليهم وخصوصًا قاسم بك أباسيف وحلف أنه يحاسبهم حتى يدفعوا ما عليهم‏.‏
فى يوم الجمعة شهر ذي الحجة سنة 1201 هـ -  14 سبتمبر 1787 م وفيه حضر الآغا وعلى يده مقرر لعابدي باشا على السنة الجديدة‏.‏
وفيه أيضًا قوي عزم حسن باشا على السفر الى بلاد الروم وأعطى لاسمعيل بك جملة مدافع وقنابر وآلات حرب وصنع له قليونًا صغيرًا وقرر ألفًا وخمسمائة عسكري يقيمون بمصر‏.‏
وفي يوم الخميس 14 شهر ذي الحجة سنة 1201 هـ -  27 سبتمبر 1787 م عمل حسن باشا ديوانًا بالقصر وحضر عنده عابدي باشا والمشايخ وسائر الأمراء بسبب قراءة مراسيم حضرت من الدولة فقرأوا منها ثلاثة وفيها طلب حسن باشا الى الديار الرومية بسبب حركة السفر الى لجهاد وان الموسقو زحفوا على البلاد واستولوا على ما بقي من بلاد القرم وغيرها والثاني فيه ذكر العفو عن ابراهيم بك ومراد بك من القتل وأن يقيم ابراهيم بك بقنا ومراد بك بأسنا ولا إذن لهم في دخول مصر جملة كافية‏.‏
وفيه نودي على صرف الريال الفرانسة بمائة نصف فضة وكان وصل الى مائة وعشرة فتضرر الناس من ذلك‏.‏
وفي يوم الجمعة 22شهر ذي الحجة سنة 1201 هـ -  5 أكتوبر 1787 م ركب الأمراء بأسرهم لوداع حسن باشا وكان في عزمه النزول في المراكب بعد صلاة الجمعة فلما تكاملوا عنده قبض على الرهائن وهم عثمان بك المرادي المعروف بالطنبرجي وحسين بك شفت وعبد الرحمن بك الابراهيمي ثم أمر بالقبض على حسن كتخدا الجربان وسليمان كاشف قنبور فهرب حسن كتخدا وساق جواده فتبعه جماعة من العسكر فلم يزل رامحًا وهم خلفه حتى دخل بيت حسن بك الجداوي ودخل الى باب الحريم وكان حسن بك بالقصر فرجع العسكر وأخبروا الباشا بحضرة اسمعيل بك فطلب حسن بك وسأله اسمعيل بك فقال‏:‏ إن كان في بيتي خذوه فأرسلوا وأحضروه ووضعوه صحبة المقيدين‏.‏
وفي يوم السبت 23 شهر ذي الحجة سنة 1201 هـ -  6 أكتوبر 1787 م سافر حسن باشا من مصر وأخذ معه الرهائن وسافر صحبته ابراهيم بك قشطة ليشيعه الى رشيد وزار في طريقه سيدي أحمد البدوي بطندتا ولم يحصل من مجيئه الى مصر وذهابه منها إلا الضرر ولم يبطل بدعة ولم يرفع مظلمة بل تقررت به المظالم والحوادث فإنهم كانوا يفعلونها قبل ذلك مثل السرقة ويخافون من إشاعتها وبلوغ خبرها الى الدولة فينكرون عليهم ذلك وخابت فيه الآمال والظنون وهلك بقدومه إليها ثم التي عليها مدار نظام العالم وزاد في المظالم التحرير لأنه كان عندما قدم أبطل رفع المظالم ثم أعاده بإشارة اسمعيل بك وسماه التحرير فجعله مظلمة زائدة وبقي يقال رفع المظالم والتحرير فصار يقبض من البلاد خلاف أموال الخراج عدة أقلام منها المضاف والبراني وعوائد الكشوفية والفرد المتعددة ورفع المظالم والتحرير ومال الجهات وغير ذلك ولو مات حسن باشا بالإسكندرية أو رشيد لهلك عليه أهل الإقليم أسفًا وبنوا على قبره مزارًا وقبة وضريحًا يقصد للزيارة‏.‏

فى يوم السبت المحرم سنة 1202 هـ - 13 أكتوبر 1787 م فيه عزل المحتسب وتولى آخر يسمى يوسف آغا الخربتاوي‏.‏ وتولى عثمان بك طبل الاسماعيلي على دجرجا‏.‏ وفيها انفرد اسمعيل بك الكبير في إمارة مصر وصار بيده العقد والحل والإبرام والنقض‏.‏
واستوزر محمد آغا البارودي وجعله كتخداه واستمر اسمعيل كتخدا حسن باشا بمصر لقبض وفيه قبض اسمعيل بك على الحاج سليمان بن ساسي وحبسه ببيت محمد آغا البارودي وصادره في خمسين كيسًا‏.‏
وفي خامسه طلب اسمعيل بك دراهم قرضة مبلغًا كبيرًا فوزعوا منها جانبًا على تجار البن والبهار وجانبًا على الذين يقرضون البن بالمرابحة للمضطرين وجانبًا على نصارى القبط وعلى الأروام والشوام وعلى طوائف المغاربة بطولون والغورية وعلى المتسببين في الغلال بالسواحل والرقع وكذلك بياعو القطن والبطانة والقماش والمنجدون واليهود وغير ذلك‏.‏ فانزعج الناس وأغلقوا وكائل البن والغورية ودكاكين الميدان‏.‏
وفي يوم السبت 15 المحرم سنة 1202 هـ - 27 أكتوبر 1787 م اجتمع جملة من الطوائف المذكورة وحضروا الى الجامع الأزهر وضجوا واستغاثوا من هذا النازل وحضر الشيخ العروسي فقاموا في وجهه وأرادوا قفل أبواب الجامع فمنعهم من ذلك فصاحوا عليه وسبوه وسحبوه بينهم الى جهة رواق الشوام‏.‏ فمنع عنه المجاورون وأدخلوه الى الرواق ودافعوا عنه الناس وقفلوا عليه باب الرواق‏.‏
وصحبته طائفة من المتعممين وكتبوا عرضًا الى اسمعيل بك بسبب ذلك وأرسلوه صحبة الشيخ سليمان الفيومي وانتظروه حتى رجع إليهم ومعه تذكرة من اسمعيل بك مضمونها الأمان والعفو عن الطوائف المذكورة‏.‏
وفيها أن هذا المطلوب إنما هو على سبيل القرض والسلفة من القادر على ذلك فلما قرئت عليهم التذكرة قالوا‏:‏ هذه مخادعة وعندما ينفض الجمع وتفتح الدكاكين يأخذونا واحدًا بعد واحد ثم قام الشيخ وركب وحوله الجم الغفير والغوغاء وبعض المجاورين يدفع الناس عنهم بالعصي والعامة يصيحون عليه ويسمعونه الكلام غير اللائق الى أن وصل الى باب زويلة‏.‏
فنزل بجامع المؤيد وأرسل الى اسمعيل بك يخبره بهذا الحال فحنق اسمعيل بك وظن أنها مفتعلة من الشيخ وأنه هو الذي أغراهم على هذه الأفعال فأجابه الرسل وحلفوا له ببراءته من ذلك وليس قصده إلا الخلاص منهم فقال‏:‏ أنا أرسلت إليهم بالأمان ودعوهم ينفضوا وما أحد يطالبهم بشيء فانفضوا وتفرقوا ومضى على ذلك يومًا فأرسلوا الى أهل الصاغة والجواهرجية والنحاسين وطالبوهم بالمقرر والموزع عليهم فلم يجدوا بدًا من الدفع ثم طالبوا وكالة الجلاية وتطرق الحال الى باقي الناس حتى بياعي الفسيخ ومجموع ذلك نحو اثنين وسبعين حرفة‏.‏
وفي منتصفه حضر علي كاشف من جهة قبلي وقد كان سافر بعد سفر حسن باشا برسالة الى الأمراء القبالي وأخبر أنهم مستقرون في أماكنهم ولم يتحركوا‏.‏
وفي يوم الخميس 26 المحرم سنة 1202 هـ - 7 نوفمبر 1787 م سافر أمير القلزم بملاقاة الحاج وكان من عادته السفر في أول الشهر ولم يحضر في هذه السنة نجاب الجبل وأخذوا من بلاد أمير الحج بلدين وأخذوا أيضًا بيته الذي كان سكن به فلما استقر يحيى بك بمصر أخذه وسكنه لكونه زوج بنت صالح بك وهو بيت أبيها وهو أحق به‏.‏
وفى يوم الأثنين 1 شهر صفر سنة 1202 هـ - 12 نوفمبر 1787 م استهل شهر صفر الخير وفيه كملت القيسارية التي عمرها اسمعيل بك بجانب السبيل الذي بسويقة لاجين فأنشأ بها إحدى وعشرين حانوتًا وقهوة وجعلها مربعة الأركان وهذا السبيل من إنشاء سيده ابراهيم كتخدا ولما أتمها نقل إليها سوق درب الجماميز بعد العصر وانتقل إليه الدلالون والناس والقماشون في عصرية يوم الثلاثاء ثانية ويطل سوق درب الجماميز من ذلك اليوم وليس لاسمعيل بك من المحاسن إلا نقل هذا السوق من تلك الجهة ووضعه في هذه الجهة كما لا يخفى‏.‏
وفي اشتد العسف في الرعية بسبب طلب السلفة وتعدى الحال الى بياع المخلل والصوفان وتضرر الفقراء من ذلك‏.‏ وفي سابعه سافر محمد باشا والي جدة الى السويس‏.‏
وفي يوم السبت 13 شهر صفر سنة 1202 هـ - 12 نوفمبر 1787 م طلع اسمعيل بك والأمراء الى الديوان بالقلعة وأخرج قوائم مزاد البلاد التي تأخر على ملتزميها الميري فتصدر لشرائها كتخداه محمد آغا البارودي فاشترى نحو سبعين بلدًا وفي الحقيقة هي راجعة الى مخدومه يفرقها على من يشاء من أغراضه‏.‏
فشرع أولًا في طلب الشتوي وزاد على من أخذ البلاد سنة ونصفًا ثم ادعى أن حسن باشا أخذ سنة من الحلوان ودخلت في حسابه وطلب سنة ونصف أخرى وطلب المال الصيفي أيضًا فعجزت الملتزمون ففعل هذه الفعلة وأخرج قوائم مزادهم الى الديوان واستخلصها من ملتزميها‏.‏
وفي تلك الليلة حضرت جماعة من كشاف النواحي القبلية وأخبروا أن الأمراء القبالي حضروا الى أسيوط وأوائلهم تعدى منفلوط فهرب من كان هناك من الكشاف وغيرهم وحضروا الى مصر فلما تحققت هذه الأخبار طلع في صبحها اسمعيل بك الى الديوان واجتمع الأمراء والوجاقلية أو المشايخ فتكلم اسمعيل بك وقال‏:‏ يا أسيادنا يا مشايخ يا أمراء يا وجاقلية إن الجماعة القبليين نقضوا عهد السلطان وانتقلوا من أماكنهم وزحفوا على البلاد‏.‏
فهل الواجب قتالهم ودفعهم فقالوا‏:‏ نعم فقال إن المخالفين إذا نقضوا عهد السلطان ولزم الحال الى قتالهم يصرف المقاتلين من العسكر من خزينة السلطان وليس هنا خزينة فكل منكم يقاتل عن نفسه فأجابه اسمعيل أفندي الخلوتي وقال‏:‏ ونحن أي شيء تبقى عندنا حتى نصرفه وقد صرنا كلنا شحاتين لا نملك شيئًا فقال له الباشا‏:‏ هذا الكلام لا يناسب ولا ينبغي أنك تكسر قلوب العسكر بمثل هذا الكلام والأولى أن تقول لهم أنا وأنتم شيء واحد إن جعت جوعوا معي وإن شبعت اشبعوا معي ثم انحط الرأي بينهم على أن يكتبوا عرضًا للدولة والإخبار عن نقضهم وعرضًا لهم بالتحذير ثم كتبوا فرمانات لجميع الغز والأجناد الغائبين بالأرياف بالحضور وبكى اسمعيل بك بالمجلس ونهنه في بكائه ثم كتبوا مكاتبة من الباشا ومن الوجاقلية والمشايخ وأرسلوها صحبة واحد من طرف الباشا وسراج من طرف اسمعيل بك‏.‏
وأرسلوا الى محمد باشا المسافر الى جدة بالرجوع من السويس الى مصر بأمر من الدولة‏.‏
وفي ذلك اليوم أعني يوم الأحد 14 شهر صفر سنة 1202 هـ - 12 نوفمبر 1787 م حضر جاويش الحاج من العقبة‏.‏
وفي يوم الأربع 17 شهر صفر سنة 1202 هـ - 12 نوفمبر 1787 م نبهوا على مماليك الأمراء القبليين وكشافهم الكائنين بمصر بالاجتماع والحضور فأرسل كل من كان مستخدمًا عنده جماعة من الأمراء والصناجق وغيرهم فجمعهم في مكان في بيته ومن كان غائبًا في حاجة أرسلوا إليه وأحضروه فلما تكاملوا أخذوا خيولهم وأسلحتهم وأبقوهم في الترسيم وأما علي بك الدفتردار فإنه لم يسلم فيمن عنده وكان منقطعًا في الحريم لصداع برأسه ووجع في عينيه من مدة شهرين‏.‏
وفي يوم الجمعة 19 شهر صفر سنة 1202 هـ - 12 نوفمبر 1787 م كان نزول الحجاج ودخولهم الى مصر وكانوا أغلقوا أبواب مصر وأجلسوا عليها حرسجية فلم يدخل الحجاج إلا من باب النصر فقط فتضرر الناس من الازدحام في ذلك الباب وارتاح الحجاج في هذا العام ولم يحصل لهم تعب وزاروا المدينة الشريفة‏.‏
وفيه نزل الآغا وصحبته كتخدا الباشا وأمامهما المناداة على كل من كان مختفيًا من أتباع الأمراء القبليين ومماليكهم بالظهور ويطلعوا يقابلوا الباشا وكل من ظهر عنده أحد بعد ثلاثة أيام فإنه يستأهل الذي يجري عليه‏.‏
وفي صبحها يوم السبت 20 شهر صفر سنة 1202 هـ - أول ديسمبر 1787 م دخل أمير الحاج غيطاس بك وصحبته المحمل‏.‏
وفيه شرع اسمعيل بك في طلب تفريدة من البلاد والقرى فجعلوا على كل بلد مائة دينار وعشرة خلاف ما يتبع ذلك من الكلف وحق الطرق وغير ذلك وعين لقبضها خازنداره وغيره‏.‏
 قبضوا على جماعة من المماليك والأجناد وهم الذين كانوا في الترسيم‏.‏
وأنزلوهم في مراكب وأرسلوهم الى ثغر الاسكندرية وحبسوهم بالبرج ومنهم جماعة بأبي قير وكان علي بك توقف في تسليم المنتسبين إليه فلم يزل به اسمعيل بك حتى سلم فيهم‏.‏
 قبضوا على بواقيهم وأنزلوهم المراكب أيضًا وبعضهم أنزلوه عريانًا ليس عليه سوى القميص والصديري واللباس وطاقية أو طربوش معمم عليه بمحرمة أو منديل ونحو ذلك ولم تزل الحرسجية مقيمين على الأبواب وحصل منهم الضرر للناس والرعية والمتسببين والفلاحين الواردين من القرى بالجبن والسمن والتبن ونحو ذلك وكل من أراد العبور من باب منعوه من الدخول حتى يأخذوا منهم دراهم ولو كان بنفسه‏.‏
وفي يوم الأحد 28 شهر صفر سنة 1202 هـ - 9 ديسمبر1787 م نزل الآغا وأمامه الوالي وأوده باشة البوابة وأمامهم المناداة على جميع الألضاشات المنتسبين الى الوجاقات بأنهم يأخذوا لهم أوراقًا من أبوابهم وكل من وجد وليس معه ورقة بعد ثلاثة أيام يحصل له مزيد الضرر وبيد المنادي فرمان من الباشا‏.‏
وفيه ركب اسمعيل بك ونزل الى بولاق ليتفرج على شركفلك الذي صنعه وتم شغله وقد زاد في صنعته عما فعله حسن باشا بإن ركبه على عجل يجروه وزاد في إتقانه وسبك جللًا كثيرة للمدافع فلما رآه أعجبه وشرع أيضًا في عمل شركفلكين اثنين وجهز ذخيرة عظيمة من بقسيماط وغيره‏.‏
وفي يوم الاثنين 29 شهر صفر سنة 1202 هـ - 9 ديسمبر1787 م حضر الرسول الذي كان توجه بالرسالة للأمراء القلبيين وهو الذي من طرف الباشا وصحبته آخر من طرف اسمعيل بك وعلى يدهما جوابان‏:‏ أحدهما خطاب للباشا والثاني خطاب للمشايخ فاجتمعوا بالديوان في صبحها يوم الثلاثاء وقرأوا الجوابات‏.‏
وملخصها‏:‏ إنكم نسبتونا لنقض العهد والحال أن النقض حصل منكم بتسفير إخواننا الرهائن وذهابهم مع قبطان باشا الى الروم وما فعلتم في بيوتنا وحريمنا ولما حصل ذلك احتد البعض منا وزحفوا الى بحري فركبنا خلفهم نردهم فلم يمتثلوا فأقمنا معهم فلما قرأوا ذلك بحضرة الجمع اقتضى الرأي كتابة مراسلة أخرى من الباشا والمشايخ وفيها الملاطفة في الخطاب والاعتذار وأرسلوها

واستهل  بيوم الأربعاء 2 شهر ربيع الأول سنة 1202 هـ - 12 ديسمبر1787 م ركب الآغا وشق الأسواق وصار يقف على الوكائل والخانات ويفتش على الألضاشات ودخل سوق خان الخليلي ونبه على أفرادهم وقال لهم‏:‏ في غد أحضر في التبديل وكل من وجدته من غير ورقة جدك فعلت به وفعلت وقطعت أذنيه أو أنفه‏.‏

وفيه عزل أحمد أفندي الصفائي الروزنامجي من الروزنامة لمرضه وتقلد أحمد أفندي المعروف بأبي كلية قلفة الأنبار روزنامجي عوضًا عنه‏.‏

وفي 6 شهر ربيع الأول سنة 1202 هـ - 12 ديسمبر1787 م أرسلوا بجوابات الرسالة الشيخ أحمد بن يونس وكتبوا لهم أيضًا سمهود وبرديس زيادة على ما بأيديهم من البلاد والحال أن الجميع بأيديهم‏.‏

وفي يوم الثلاثاء 7 شهر ربيع الأول سنة 1202 هـ - 17 ديسمبر1787 م  حضر عابدي باشا واسمعيل بك الى بيت الشيخ البكري باستدعاء المولد النبوي فلما استقر بهم الجلوس التفت الباشا الى جهة حارة النصارى وسأل عنها فقيل له إنها بيوت النصارى فأمر بهدمها وبالمناداة عليهم بالمنع من ركوب الحمير فسعوا في المصالحة وتمت على خمسة وثلاثين ألف ريال منها على الشوام سبعة عشر ألفًا وباقيها على الكتبة‏.‏

وفي يوم 28 شهر ربيع الأول سنة 1202 هـ - 7 يناير 1787 م حضر الشيخ أحمد يونس والذى توجه صحته من طرف الباشا , وإجتمعوا فى صبحها بالديوان عند الباشا , وقرأوا المكاتبات , مضمونها الجواب السابق , وعدم الرجوع , وأنهم طالبون أخصامهم , وأما الباشا والوجاقلية والمشايخ فليس لهم علاقة فى شئ من ذلك , وليس لهم إلا أمراء  تخدمهم , أيا من كان .

ثم أن الشيخ أحمد يونس قال للباشا : " يا مولانا .. ملخص الكلام أنكم لو أعطيتموهم من الأسكندرية إلى أسوان , ما يرضيكم إلا دخول مصر " فقال الباشا : " أنا عندى فتوى من شيخ ألسلام بإسلامبول على جواز قتالهم , وكذلك أريد فتوى من علماء مصر بموجب ذلك , وأخرج إليهم وقاتلهم , ,أبذل نفسى ومالى .... "

وفي يوم 30 شهر ربيع الأول سنة 1202 هـ - 9 يناير 1787 م  حضر الشيخ العروسى إلى الجامع الأزهر , وكتبوا سؤالاً مضمونه : " وما قولكم ... دام فضلكم ... فى جماعة أمراء وكشاف , تغلبوا على البلاد المصرية , وحصل منهم الفساد والإفساد , ومنعوا خراج السلطان , وأكلوا حقوق الفقراء , والحرمين , ومنعوا زيارة النبى عليه الصلاة والسلام , وقطعوا علوفات الفقراء , وجماكى المستحقين والأنبار , وأرسل لهم السلطان يأمرهم وينهاهم , فلم يطيعوا , ولم يمتثلوا , وكرر عليهم أوامره , فلم ينتهوا , فعين عليهم عساكره , وأخرجهم من البلاد , ثم أن نائبه صالحهم , وفرض لهم أماكن , وعاهدهم على الا يتعدوها حقناً للدماء  , وقطعاً للنزاع , وسكوناً للفتن , وأخذ منهم رهائن على ذلك , ورجع لمخدومه , فعند ذلك تحركوا ثانية , وزحفوا على البلاد , وسعوا فى إيقاع الفساد , وقطعوا الطرق , ونقضوا العهود , فهل يجوز لنائب السلطان قتالهم , بشرط عدم إزالة الضرر بالضرر ... أم كيف الحال ؟؟ "

وكتبوا بجواز قتالهم , ودفعهم , ويجب على كل مسلم المساعدة , وطلعوا بها إلى الباشا "
وفى  يوم الجمعة شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 10 يناير 1788 م  فيه كتب الباشا فرمانًا على موجب الفتوى ونزل به آغات مستحفظان ونادى به جهارًا وكذلك التنبيه على جميع الوجاقلية باتباع أبوابهم وحضور

وفي ثالثه أنفق اسمعيل بك على الأمراء الصناجق وأرسل لهم الترحيلة فأرسل الى حسن بك الجداوي ثمانية عشر ألف ريال فغضب عليها وردها ووبخ محمدًا كتخدا البارودي وركب مغضبًا وخرج الى نواحي العادلية فركب إليه في صبحها اسمعيل بك وعلي بك الدفتردار وصالحاه وزاد له في الدراهم حتى رضي وتكلم مع اسمعيل بك في تشديده على الرعية والألضاشات وقال له : " لأى شئ يتعصب هؤلاء الناس ؟ إن كنت تريد تخرجهم سخرة , ومن غير نفقة , فما من أحد يقاتل سخرة .. وإن كنت تعطيهم نفقة فالذى تعطيه لهم , أعطه للفرسان المقاتلين , أما الوجاقات فليس عليهم إلا درك البلد والقلعة " ‏.‏
وفي يوم الخميس 8 شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 17 يناير 1788 م سافر إمام الباشا وعلي كاشف من طرف اسمعيل بك بجوابات للأمراء القبليين حاصلها إما الرجوع الى أماكنهم على موجب الاتفاق والصلح بشرط أن تدفعوا ميري البلاد التي تعديتم عليها وإلا فنحن أيضًا تنقض الصلح بيننا وبينكم ثم وصل الخبر بأن ابراهيم بك ارتحل من طحطا غرة الشهر وحضر الى المنية عند قسيمه مراد بك‏.‏
وأن مراد بك فرق البلاد من بحري المنية على أتباعه وأتباع الأمراء الذين بصحبته ثم وقع التراخي في أمر التجريدة وحصل التواني والإهمال والترك وخرجت الخيول الى المرعى‏.‏
وفي يوم الجمعة 16 شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 26 يناير 1788 م نزل عابدي باشا الى بولاق وركب إليه اسمعيل بك وبقية الأمراء وأمامه مدافع الزنبلك على الجمال فتفرج على الشركفلكات وسيروا أمامه الثلاث غلايين الى مصر القديمة وضربوا مدافعها ثم عاد وطلع الى القلعة‏.‏ وفي يوم الثلاثاء عزل أحمد أفندي أبو كلبة من الروزنامة وتقلدها عثمان أفندي العباسي على رشوة دفعها وضاع على أحمد أفندي ما دفعه من الرشوة‏.‏
وفي يوم الأربعاء 21 شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 30 يناير 1788 م حضر إمام الباشا وعلي كاشف وأخبرا أن ابراهيم بك حضر عند مراد بك بالمنية وأن جماعة من صناجقهم وأمرائهم وصلوا الى بني سويف وبحريها‏.‏
وأنهم قالوا في الجواب إننا تركنا لهم الجهة البحرية وأخذنا الجهة القبلية فإن قاتلونا عليها قاتلناهم وإن انكفوا عنا فلسنا واصلين إليهم ولا طالبين منهم مصر ونعقد الصلح على ذلك‏.‏
فيرسلوا لنا بعض المشايخ والاختيارية نتوافق معهم على أمر يحسن السكوت عليه فعملوا ديوانًا اجتمع به الجميع وتحالفوا واتفقوا على إرسال جواب صحبة قاصد من طرف الباشا مضمونه‏:‏ إنهم يرسلون من جهتهم أميرين كبيرين فيهما الكفاءة لفصل الخطاب ليحصل معهما التوافق ونرسل صحبتهما ما أشاروا به‏.‏
وفي يوم الاثنين 26 شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 4 فبراير 1788 م حضر واحد بشلي وعلى يده مكاتبات من حسن باشا خطابًا الى الباشا واسمعيل بك وعلي بك وحسن بك ورضوان بك واسمعيل كتخدا والشيخ البكري وأخبر بوصول عسكر أرنؤد الى ثغر الاسكندرية وعليهم كبير ومعه هدية الى الأمراء‏.‏
وفي يوم الخميس  29 شهر ربيع الثاني سنة 1202 هـ - 7 فبراير 1788 م طلع الأمراء الى الديوان وتكلموا من جهة النفقة فقال قاسم بك‏:‏ أما أنا فلا يكفيني خمسون ألف ريال فقال له اسمعيل بك‏:‏ فعلى هذا أمثالك ويحتاج حسن بك ورضوان بك وعلي بك كل واحد مائة ألف فلازم أننا نرسل الى السلطان يرسل لكم خزائنه حتى تكفيكم فرد عليه علي بك وقال‏:‏ أنا صرفت على التجريدة الأولى وشهلت أربع باشاوات والأمراء والأجناد وأنت في جملتهم وما صادرت أحدًا في نصف فضة فاغتاظ اسمعيل بك وقال‏:‏ اعمل كبير البلد وافعل مثل ما فعلت وأنا أعطيك المال الذي تحت يدي الذي جمعته من الناس خذه واصرفه بمعرفتك وقام من المجلس منتورًا فرده الباشا واختلى به وبعلي بك وحسن بك ورضوان بك ساعة زمانية وتشاوروا مع بعضهم ثم قاموا ونزلوا‏.‏
وفى يوم السبت شهر جمادى الأولى سنة 1202 هـ - 8 فبراير 1788 م  استهل  بيوم السبت فيه حضر ططري وبيده مرسومات فاجتمعوا بالديوان وقرأوها أحدها بطلب مشاق ويدك والثاني بسبب الجماعة القبليين إن كانوا مقيمين بالأماكن التي عينها لهم حسن باشا فلا تتعرضوا لهم وإن كانوا زحفوا وتعدو ونقضوا فاخرجوا إليهم وقاتلوهم وإن احتجتم عساكر أرسلنا لكم والثالث مقرر لعابدي باشا على السنة الجديدة والرابع بالوصية على الفقراء وغلال الحرمين والأنبار والجامكية وأمثال ذلك من الكلام الفارغ‏.‏
وفيه ورد الخبر بموت محمد باشا يكن المنفصل من ولاية مصر‏
46

This site was last updated 05/21/08