Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ا

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إحتلال سليم 2 لمصر
مراد بيك وإبراهيم بيك
New Page 1722
New Page 1723
New Page 1724
New Page 1725
New Page 1726
New Page 1732
New Page 1733
New Page 1734
New Page 1735
New Page 1736
New Page 1737
New Page 1738
على بيك الكبير
New Page 1745
New Page 1754
New Page 1755
New Page 1756
New Page 1757
New Page 1758
New Page 1759
New Page 1760
New Page 1761
New Page 1762
New Page 1763
New Page 1764
New Page 1765
New Page 1766
New Page 1767
New Page 1769
New Page 1770
New Page 1771
New Page 1772
New Page 1773

Hit Counter

الجـــــــوع والغلاء

وانقضت هذه السنـة كالتـي قبلهـا فـي الشـدة والغـلاء وقصـور النيـل والفتـن المستمـرة وتواتـر المصادرات والمظالم من الأمراء وانتشار أتباعهم في النواحي لجبي الأموال من القرى والبلدان وإحداث أنواع المظالم ويسمونها مال الجهات ودفع المظالم ( ويسمونها مال الجهات ) والفردة حتى أهلكوا الفلاحين وضاق ذرعهـم واشتـد كربهـم وطفشـوا من بلادهم فحولوا الطلب على الملتزمين وبعثوا لهم المعينين في بيوتهم فاحتاج مساتير الناس لبيع أمتعتهم ودورهم ومواشيهم بسبب ذلك مع ما هم فيه من المصادرات الخارجة عن ذلك وتتبع من يشم فيه رائحة الغنى فيؤخذ ويحبس ويكلف بطلب أضعاف ما يقدر عليه وتوالى طلب السلف من تجار البن والبهار عن المكوسات المستقيلة‏.‏
ولما تحقق التجار عدم الرد استعوضوا خساراتهم من زيادة الأسعـار ثـم مـدوا أيديهـم إلـى المواريث فإذا مات الميت أحاطوا بموجوده سواء كان له وارث أو لا‏.‏
وصار بيت المـال مـن جملـة المناصـب التـي يتولاهـا شـرار النـاس بجملـة مـن المـال يقـوم بدفعـه في كل شهر ولا يعارض فيما يفعـل في الجزئيات وأما الكليات فيختص بها الأمير‏.‏
فحل بالناس ما لا يوصف من أنواع البلاء إلا مـن تداركـه الله برحمته أو اختلس شيئًا من حقه فإن اشتهروا عليه عوقب على استخراجه‏.‏
وفسدت النيات وتغيرت القلوب ونفرت الطباع وكثر الحسد والحقد فـي النـاس لبعضهـم البعـض‏.‏
فيتتبـع الشخـص عـورات أخيـه ويدلـي بـه إلـى الظلـم حتـى خـرب الإقليم وانقطعت الطرق وعربدت أولاد الحـرام وفقـد الأمـن ومنعـت السبـل إلا بالخفـارة وركـوب الغـرر وجلـت الفلاحون من بلادهم من الشراقي والظلم وانتشروا في المدينة بنسائهم وأولادهم يصيحون من الجـوع ويأكلـون مـا يتساقـط فـي الطرقـات مـن قشـور البطيخ وغيره فلا يجد الزبال شيئًا يكنسه من ذلك واشتد بهم الحال حتى أكلوا الميتات من الخيل والحمير والجمال فإذا خرج حمار ميت تزاحموا عليه وقطعوه وأخذوه ومنهم من يأكله نيئًا من شدة الجوع ومات الكثير مـن الفقـراء بالجوع‏.‏
هذا والغلاء مستمر والأسعار في الشدة وعز الدرهم والدينار من أيدي الناس وقل التعامـل إلا فيمـا يؤكـل وصـار سمـر النـاس وحديثهم في المجال ذكر المآكل والقمح والسمن ونحو ذلك لا غير ولولا لطف الله تعالى ومجيء الغلال من نواحي الشام والروم لهلكت أهـل مصـر مـن الجـوع‏.‏
وبلـغ الـأردب من القمح ألفًا وثلثمائة نصف فضة والفول والشعير قريبًا من ذلك وأما بقية الحبوب والأبزار فقل أن توجد‏.‏
واستمر ساحل الغلة خاليًا من الغلال بطول السنـة والشـون كذلك مقفولـة وأرزاق النـاس وعلائفهـم مقطوعـة وضـاع النـاس بيـن صلحهـم وغبنهـم وخـروج طائفـة ورجـوع الأخرى ومن خرج إلى جهة قبض أموالها وغلالها‏.‏ وإذا سئل المستقر في شيء تعلل بما ذكر‏.‏
ومحصل هذه الأفاعيل بحسب الظن الغالب أنها حيل على سلب الأموال والبلاد وفخاخ ينصبونها ليصيدوا بها اسمعيل بك‏.‏
وفي أواخره وصلت مكاتبة من الديار الحجازية عن الشريف سرور ووكلاء التجار خطابًا للأمـراء والعلمـاء بسبـب منـع غلـال الحرميـن وغلـال المتجـر وحضـور المراكـب مصبـرة بالأتربـة والشكوى من زيادة المكوسات عن الحد فلما حضرت قرئ بعضها وتغوفل عنها وبقي الأمر على ذلك‏.‏
ومات التاجر الخير الصدوق الصالح الحاج عمر بن عبد الوهاب الطرابلسي الأصل الدمياطي سكن دمياط مدة وهو يتجر واختص بالشيخ الحفني فكان يأتي غليه في كل عام يـزوره ويراسله بالهدايا ويكرم مـن يأتـي مـن طرفـه وكـان منزلـه مـأوى الوافديـن مـن كـل جهـة ويقـوم بواجب إكرامهم وكان من عادته أنه لا يأكل مع الضيوف قط إنما يخدم عليهم ما داموا يأكلون ثـم يأكـل مـع الخـدم وهـذا مـن كمـال التواضع والمروءة‏.‏
وإذا قرب شهر رمضان وفد عليه كثيرة من مجاوري رواق الشوام بالأزهر وغيره فيقيمون عنده حتى ينقضي شهر الصوم في الإكرام ثم يصلهـم بعـد ذلـك بنفقـة وكسـاوي ويعـودون مـن عنده مجبورين‏.‏
وفي سنة ثلاث وثمانين حصلت له قضية مع بعض أهل الذمة التجار بالثغر فتطاول عليه الذمي وسبه فحضر إلى مصر وأخبر الشيخ الحفني فكتبوا له سؤالًا في فتوى وكتب عليه الشيخ جوابًا وأرسله إلى الشيخ الوالد فكتـب علـي جوابـًا وأطنـب فيـه ونقل من الفتاوى الخيرية جوابًا عن سؤال رفع للشيخ خير الدين الرملـي فـي مثـل هـذه الحادثـة بحـرق الذمـي ونحـو ذلـك وحضـر ذلك النصراني في أثر حضور الحاج عمـر خوفـًا علـى نفسـه وكـان إذ ذاك شوكـة الإسلـام قويـة فاشتغـل مع جماعة بمعونة كبار النصارى بمصر بعد أن تحققوا حصول الانتقام وفتنوهم بالمال فأدخلوا على شكوكا وسبكوا الدعوى في قالب آخر وذلك أنه لم يسبه بالألفاظ التي ادعاها الحاج عمر وأنه بعد التسابب صالحه وسامحه وغيروا صورة السؤال الأول بذلك وأحضروه إلى الوالد فامتنع من الكتابة عليه فعاد به الشيخ حسن الكفراوي فحلف لا يكتب عليه ثانيًا أبدًا وتغير خاطر الحاج عمر من طـرف الشيـخ واختل اعتقاده فيه وسافر إلى دمياط ولم يبلغ قصده من النصراني ومات الشيخ بعد هذه الحادثة بقليل‏.‏
وانتهت رياسة مصر إلى علي بك وارتفع شأن النصارى في أيامه بكاتبه المعلم رزق والمعلم إبراهيم الجوهري فعملوا على نفي المترجم من دمياط فأرسلوا له من قبض عليه في شهر رمضان ونهبوا أمواله من حواصله وداره ووضعوا في رقبته ورجليه القيد وأنزلوه مهانًا عريانًا مع نسائه وأولاده في مركب وأرسلوه إلى طرابلس الشام فاستمر بها إلـى أن زالـت دولـة علـي بـك واستقـل بإمارة مصر محمد بك وأظهر الميل إلى نصرة الإسلام فكلم السيد نجم الدين الغزي محمد بك في شأن رجوعه إلى دمياط فكان أن يجيب لذلك وكنت حاضـرًا فـي ذلـك المجلـس والمعلـم ميخاييـل الجمـل والمعلـم يوسـف بيطـار وقـوف أسفل السدلة يغمزان الأمير بالإشارة في عدم الإجابة لأنه من المفسدين بالثغر ويكون السبب في تعطيل الجمارك فسوف السيد نجم الدين بعد أن كان قرب من الإجابة‏.‏
فلما تغيرت الدولة وتنوسيت القضية وصـار الحـاج عمـر كأنه لم يكن شيئًا مذكورًا رجع إلى الثغر وورد علينا مصر وقد تقهقر حاله وذهبـت نضارتـه وصـار شيخـًا هرمـًا ثـم رجـع إلـى الثغـر واستمـر بـه حتـى توفـي فـي السنـة وكـان لـه مع الله حال يداوم على الإذكار ويكثر من صلـاة التطـوع ولا يشتغـل إلا بمـا يهمـه رحمـه اللـه تعالى‏.‏
 استهل العام بيوم الاثنين المحرم 1199 هـ وأرخه أديب العصر الشيخ قاسم بقوله : فكان الفال بالمنطق وأخذت الأشياء في الانحلال قليلًا‏.‏
وفي 7 المحرم 1199 هـ  - 20 نوفمبر 1784 م جاءت الأخبار بأن الجماعة المتوجهين لإبراهيم بك في شأن الصلح وهم الشيخ الدردير وسليمان بك الآغ ومرزوق جلبي اجتمعوا بإبراهيم بك فتكلموا معه في شأن ذلك فأجاب بشروط منها أن يكون هو على عادته أمير البلد وعلي أغا كتخدا الجاويشيه على منصبه‏.‏
فلما وصل الرسول بالمكاتبة جمـع مـراد بـك الأمـراء وعرفهـم ذلـك فأجابـوا بالسمـع والطاعة وكتبوا جواب الرسالة وأرسلوها صحبة الذي حضر بها‏.‏ وسافر أيضًا أحمد بك الكلارجي أغا أمين البحرين في حادي عشرة‏.‏
وفي 20 المحرم 1199 هـ  - 3 ديسمبر 1784 م وصلت الأخبار بأن إبراهيم بك نقض الصلح الذي حصل وقيل أن صلحه كان مداهنة لأغراض لا تتم له بدون ذلك فلما تمت احتج بأشياء أخر ونقض ذلك‏.‏
 وفي سادس صفر حضر الشيخ الدردير وأخبر بما ذكر وأن سليمان بك وسليم أغا استمروا معه‏.‏
وفـي منتصف صفر 1199 هـ  - 19 ديسمبر 1784 م  وصـل الحجاج من أمير الحاج مصطفى بك وحصل الحجاج في هذه السنة مشقة عظيمـة مـن الغـلاء وقيـام العربـان بسبـب عوائدهـم القديمة والجديدة ولم يزوروا المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام لمنع السبل وهلك عالم كثير من الناس والبهائم من الجوع وانقطـع منهـم جانـب عظيـم‏.‏
ومنهـم مـن نـزل فـي المراكـب إلـى القلـزم وحضر من السويس إلى القصير ولـم يبـق إلا أميـر الحـج وأتباعـه ووقفـت العربـان لحجـاج المغاربـة في سطح العقبة وحصروهم هناك ونهبوهـم وقتلوهـم عـن آخرهـم ولـم ينـج منهـم إلا نحـو عشرة أنفار‏.‏
وفي أثناء نزول الحج وخروج الأمـراء لملاقـاة أميـر الحـج هـرب إبراهيـم بك الوالي وهو أخو سليمان بك الأغا وذهب إلى أخيه بالمنية وذهب صحبته من كان بمصر من أتباع أخيه وسكن الحال أيامًا‏.‏
وفي أواخر شهر صفر 1199 هـ  - يناير 1785 م  سافر أيوب بك الكبير وأيوب بك الصغير بسبب تجديد الصلح فلما وصلـوا إلـى بنـي سويف حضر إليهم سليمان بك الأغا وعثمان بك الأشقر باستدعاء منهم ثم أجاب إبراهيم بك إلى الصلح ورجعوا جميعًا إلى المنية‏.‏
وفـي أوائـل ربيـع الـأول 1199 هـ  - يناير 1785 م حضـر حسـن أغـا بيـت المـال بمكاتبـات بذلك وفي أثر ذلك حضر أيوب بك الصغيـر وعثمـان بـك الأشقـر فقابـلا مـراد بكوقـدم مـراد بـك لعثمـان بـك تقـادم ثـم رجـع أيـوب بـك إلى المنية ثانيًا‏.‏
وفي يوم الاثنين 4 ربيع الثاني 1199 هـ  - 14 فبراير 1785 م وصل إبراهيم بك الكبير ومن معه من الأمراء إلى معادي الخبيري بالبر الغربي فعدى إليه مراد بك وباقي الأمـراء والوجاقليـة والمشايـخ وسلمـوا عليـه ورجعـوا إلـى مصـر وعـدى فـي أثرهـم إبراهيـم بـك ثـم حضـر إبراهيـم بـك فـي يـوم الثلاثاء إلى مصر ودخل إلى بيته وحضر إليه في عصريتها مراد بك في بيته وجلس معه حصة طويلة‏.‏
وفـي يـوم الأحـد 10  ربيع الثاني 1199 هـ  - 20 فبراير 1785 م  عمـل الديـوان وحضرت لإبراهيم بك الخلع من الباشا فلبسها بحضرة مراد بك والأمراء والمشايخ وعند ذلك قام مراد بك وقبل يده وكذلك بقية الأمراء وتقلد علي أغاء كتخـدا الجاويشية كما كان وتقلد علي أغا أغات مستحفظان كما كان فاغتاظ لذلك قائد أغا الـذي كـان ولـاه مـراد بـك وحصـل لـه قلـق عظيم وصار يترامى على الأمراء ويقع عليهم في رجوع منصبـه وصـار يقـول‏:‏ إن لـم يـردوا إلـي منصبـي وإلا قتلـت علـي أغـا‏.‏
وصمـم إبراهيـم بـك علـى عدم عـزل علـي أغـا واستوحـش علـي أغـا وخـاف على نفسه من قائد أغا ثم أن أبراهيم بك قال‏:‏ إن عـزل علـي أغـا لا يتولاها قائد أغا أبدًا‏.‏
ثم إنهم لبسوا سليم أغا أمين البحرين وقطع منها أمل قائد أغا وما وسعه إلا السكوت‏.‏

الطاعون يتفشى فى البلاد
وفي أوئل جمادى الآخرة  1199 هـ  - أبريل 1785 م طلب عثمان بيك الشرقاوى ولاية جرجا فلم يرض إبراهيم بيك وقال له : " نحن نعطيك كذا من المال وأترك ذلك , فإن البلاد خراب وأهلها ماتوا من الجوع "
وفي منتصف جمادى الآخرة 1199 هـ  - 25 أبريل 1785 م خرج عثمان بك المذكور بمماليكه وأجناده مسافرًا إلى الصعيد بنفسه ولم يسمع لقولهم ولم يلبس تقليدًا لذلك على العادة فأرسلوا له جماعة ليردوه فأبى من الرجوع‏.‏
وفيه كثر الموت بالطاعون وكذلك الحميات ونسي الناس أمر الغلاء‏.‏
وفي يوم الخميس مات علي بك أباظة الإبراهيمي فانزعج عليه إبراهيم بـك وكـان الأمـراء خرجـوا بأجمعهـم إلـى ناحيـة قصـر العينـي ومصـر القديمـة خوفـًا مـن ذلـك‏.‏ ولما مات علي بك وكثير من مماليكهم داخلهم الرعب ورجعوا إلى بيوتهم‏.‏
وفي يوم الأحد 21 جمادى الآخرة 1199 هـ  - 1 مايو 1785 م طلعوا إلى القلعة وخلعوا علي لاجين بك وجعلوه حاكم جرجًا ورجع إبراهيم بك إلى بيته أيضًا وكان إبراهيم بك إذ ذاك قائمقام‏.‏ وفيه مات أيضًا سليمان بك أبو نبوت بالطاعون‏.‏
وفي منتصف رجب خف أمر الطاعون‏.‏
باشا جديــــد يحكم مصر
وفـي منتصـف شعبـان 1199 هـ  - 23 يونية 1785 م ورد لخبـر بوصـول بـاش مصـر الجديـد إلى ثغر سكندرية وكذلك باش جدة ووقـع قبـل ورودهمـا بأيام فتنة بالإسكندرية بين أهل البلد وأغات القلعة والسردار بسبب قتيل من أهل البلد قتله بعض أتباع السردار فثار العامة وقبضوا على السردار وأهانوه وجرسوه على حمار وحلقوا نصف لحيته وطافوا به البلد وهو مكشوف الرأس وهم يضربونه ويصفعونه بالنعالات‏.‏
وفيـه أيضـًا وقعـت فتنـة بيـن عربـان البحيـرة وحضـر منهـم جماعـة إلـى إبراهيـم بـك وطلبـوا منـه الإعانـة على أخصامهم فكلم مراد بك في ذلك فركب مراد بك وأخذهم صحبته ونزل إلى البحيرة فتواطـأ معـه الأخصـام ورشـوه سـرًا فركـب ليـلًا وهجـم علـى المستعينيـن بـه وهـم في غفلة مطمئنين فقتل منهم جماعة كثيرة ونهب مواشيهم وإبلهم وأغنامهم ثم رجع إلى مصر بالغنائم‏.‏
وفـي غايـة شعبـان حضـر باشـة جـدة إلـى ساحـل بولـاق فركـب علـي أغا كتخدا الجاويشية وأرباب

ثورة الفقراء والمشايخ

وفي غرة رمضان 1199 هـ  - 8 يونيو 1785 م ثارت فقراء المجاورين والقاطنين بالأزهر وقفلوا أبواب الجامع ومنعـوا منـه الصلوات‏.‏
وكان ذلك يوم الجمعة فلم يصل فيه ذلك اليوم وكذلك أغلقوا مدرسة محمد بك المجاورة له ومسجد المشهد الحسيني وخرج العميان والمجاورون يرمحون بالأسواق ويخطفون ما يجدونه من الخبز وغيره وتبعهم في ذلك الجعدية وأرذال السوقة‏.‏
وسبب ذلك قطع رواتبهم وأخبازهم المعتادة واستمروا على ذلك إلى بعد العشاء فحضر سليم أغا أغات مستحفظان إلى مدرسة الأشرفية وأرسل إلى مشايخ الأروقة والمشار إليهم في السفاهة وتكلـم معهـم ووعدهم والتزم لهم بإجراء رواتبهم فقبلوا منه ذلك وفتحوا المساجد‏.‏
وفي يوم الأحد 8 شهر شوال 1199 هـ  - 14 أغسطس 1785 م الموافق 9 مسرى القبطي كان وفاء النيل المبارك وكانت زيادتـه كلها في هذه التسعة أيام فقط ولم يزد قبل ذلك شيئًا واستمر بطول شهر أبيب وماؤه أخضر فلما كان أول شهر مسرى زاد في ليلة واحدة أكثر من ثلاثة أذرع واستمرت دفعات الزيادة حتى أوفى أذرع الوفاء يوم التاسع

وفيه وقع جسر بحر أبي المنجا بالقلوبية فيعينوا له أميـرًا فأخـذ معـه جملة أخشاب ونزل وصحبته ابن أبي الشوارب شيخ قليوب وجمعوا الفلاحين ودقوا له أوتادًا عظيمة وغرقوا به نحو خمسة مراكب واستمروا في معالجة سده مدة أيام فلم ينجع من ذلك شيء وكذلك وقع ببحر مويس‏.‏
وفـي يـوم الاثنيـن 18 ذو القعـدة 1199 هـ  - 22 سبتمبر 1785 م سافـر كتخـدا الجاويشيـة وصحبتـه أربـاب الخدم إلى الإسكندرية لملاقاة الباشا والله تعالى أعلم‏.‏

نائب السلطان العثمانى محمد باشا يكن ملك يحكم  مصر
الجمعة أول المحرم سنة 1200 هـ  - 4 نوفمبر 1785 م وفي ذلك اليوم وصل الباشا الجديد إلى برانبابة واسمه محمد باشا يكـن فبـات ليلـة الجمعـة هنـاك وفـي الصباح ذهب إليه الأمراء وسلموا عليه على العادة وعدوا به إلـى قصـر العينـي فجلـس هنـاك

وفى يـوم الاثنيـن رابعـه وركـب بالموكـب وشق من الصليبة وطلع إلى

وفـي يـوم الخميـس 12 صفـر 1200 هـ  - 15 ديسمبر 1785 م حضـر مبشـر الحـاج بمكاتيـب العقبـة وأخبـر أن الحجـاج لم يزوروا المدينة أيضًا في هذه السنة مثل العام الماضي بسبب طمع أمير الحاج في عدم دفع العوائد للعربـان وصـرة المدينـة وأن أحمـد باشـا أميـر الحـاج الشامـي أكـد عليه في الذهاب وأنعم عليه بجملة مـن المـال والعليـق والذخيـرة فاعتـل بـأن الأمـراء بمصـر لـم يوفوا له العوائد ولا الصرة في العام الماضي وهذا العام واستمر على امتناعه‏.‏
وحضر الشريف سرور شريف مكة وكلمه بحضرة أحمد باشا وقال‏:‏ إذا كان كذلك فنكتب عرض محضر ونخبر السلطان بتقصير الأمراء وتضع عليه خطـك وختمـك وللسلطـان النظـر بعـد ذلك‏.‏
فأجاب إلى ذلك ووضع خطه وختمه وحضر إليهم الجاويـش فـي صبحهـا فخلعـوا عليـه كالعـادة ورجع بالملاقاة وخرج الأمراء في ثاني يوم إلى خارج بأجمعهم ونصبوا خيامهم‏.‏
وفـي يـوم الاثنيـن وصـل الحجـاج ودخلـوا إلـى مصـر ونـزل أميـر الحـج بالجنبلاطيـة ببـاب النصـر ولـم ينزل بالحصـورة أولًا علـى العـادة وركب في يوم الثلاثاء ودخل بالمحمل بموكب دون المعتاد وسلم المحمل إلى الباشا‏.‏
وفي يوم الأربعاء 18 صفـر 1200 هـ  - 21 ديسمبر 1785 م اجتمع الأمراء ببيت إبراهيم بك وأحضروا مصطفى بك أمير الحج وتشاجر معه إبراهيم بك ومراد بك بسبب هذه الفعلة وكتابة العرضحال وادعوا عليه أنه تسلم جميع الحمائـل وطلبـوا منـه حسـاب ذلـك واستمـروا علـى ذلـك إلـى قـرب المسـاء‏.‏
ثـم أن مـراد بـك أخـذ أميـر الحـاج إلـى بيتـه فبـات عنـده وفـي صبحهـا حضـر إبراهيـم بـك عنـد مراد بك وأخذ أمير الحاج إلى بيتـه ووضعـه فـي مكـان محجـوزًا عليـه وأمـر الكتـاب بحسابـه فحاسبـوه فاستقـر في طرفه مائة ألف ريال وثلاثة آلاف وذلك خلاف ما على طرفه من الميرى‏.‏
وفـي يـوم الجمعـة 20 صفـر 1200 هـ  - 23 ديسمبر 1785 م طلـع إبراهيم بك إلى القلعة وأخبر الباشا بما حصل وأنه حبسه حتى يوفي ما استقر بذمته فاستمر أيامًا وصالح وذهب إلى بيته مكرمًا‏.‏
وفي ذلك اليوم بعد صلاة الجمعة ضج مجاور والأزهر بسبب أخبازهم وقفلوا أبواب الجامع فحضـر إليهـم سليـم أغـا والتـزم لهـم بإجـراء رواتبهـم بكـرة تاريخـه فسكنـوا وفتحـوا الجامـع وانتظـروا ثاني يوم فلم يأتهم شيء فأغلقوه ثانيًا وصعدوا على المنارات يصيحون فحضر سليم أغا بعد العصر ونجز لهم بعض المطلوبات وأجرى لهم الجراية أنامًا ثم انقطع ذلك‏.‏ وتكرر الغلق والفتح مرارًا‏.‏
وفي ليلة خروج الأمـراء إلـى ملاقـاة الحجـاج ركـب مصطفـى بـك الإسكنـدري وأحمـد بـك الكلارجي وذهبا إلى جهة الصعيد والتفا على عثمان بك الشرقاوي ولاجين بك وتقاسموا الجهات والبلاد وأفحشوا في ظلم العباد‏.‏

قنصل الموسكو ينقذ كنائس الأقباط وأرواحهم
وفـي منتصف ربيع الأول 1200 هـ  - 16 يناير 1785 م شرع مراد بك في السفر إلى جهة بحري بقصد القبض على رسلان والنجار قطاع الطريق فسافر وسمع بحضوره المذكوران فهربا فأحضر بن حبيب وابن حمـد وابن فودة وألزمهم بإحضارهما فاعتـذروا إليـه فحبسهـم ثـم أطلقهـم علـى مـال وذلـك بيـت القصيد وأخذ منهم رهائن ثم سار إلى طملوها وطالب أهلها برسلان ثم نهب وسلب أموال أهلهـا وسبى نساءهم وأولادهم ثم أمر بهدمها وحرقها عن آخرها ولم يزل ناصبًا وطاقه عليها حتى أتى على آخرها هدمًا وحرقًا وجرفها بالجراريف حتى محوا أثرها وسووها بالأرض وفـرق كشافـه فـي مـدة إقامتـه عليهـا فـي البلـاد والجهـات لجبـي الأمـوال وقـرر علـى القرى ما سولته له نفسه ومنع من الشفاعة وبث المعينين لطلب الكلف الخارجة عن المعقول فإذا استوفوها طلبوا حق طرقهم فإذا استوفوها طلبوا المقرر وكل ذلك طلبًا حثيثًا وإلا أحرقوا البلدة ونهبوها عن آخرهـا ولـم يـزل فـي سيـره علـى هـذا النسق حتى وصل إلى رشيد فقرر على أهلها جملة كبيرة من المال وعلى التجار وبياعي الأرز فهرب غالب أهلها وعين على إسكندرية صالح أغا كتخدا الجاويشية سابقًا وقرر له حق طريقه خمسة آلاف ريال وطلب من أهل البلد مائة ألف ريال وأمر بهدم الكنائس فلما وصل إلى إسكندرية هربت تجارها إلى المراكب وكذلك غالب النصارى فلم يجد إلا قنصل الموسقو فقال‏:‏ أنا أدفع لكم المطلوب بشـرط أن يكـون بموجـب فرمان من الباشا أحاسب به سلطانكم فانكف عن ذلك وصالحوه على كراء طريقه ورجع وارتحل مراد بك من رشيد‏.‏
ولما وصل إلى جميجون هدمها عن آخرها وهدم أيضًا كفرد سوق واستمر هو ومن معه يعبثون بالأقاليم والبلاد حتى أخربوها وأتلفوا الزروعات إلى غرة جمـادى الأولـى‏.‏

كلنــــــــــــا نهابـــــــــــون
فى غرة جمادى الآخرة 1200 هـ  - 2 مارس 1786 م فوصلـت الأخبـار بقدومـه إلـى زنكلـون ثـم ثنـى عنانـه وعـرج علـى جهـة الشرق يفعل بهـا فعلـه بالمنوفية والغربية وأما صناجقه الذين تركهم بمصر فإنهم تسلطوا على مصادرات الناس فـي أموالهـم وخصوصـًا حسين بك المعروف بشفت بمعنى يهودي فإنه تسلط على هجم البيوت ونهبها بأدنى شبهة‏.‏
وفـي عصريـة يـوم الخميـس المذكـور ركـب حسيـن بك المذكور بجنوده وذهب إلى الحسينية وهجم على دار شخص يسمى أحمد سالم الجزار متولي رياسة دراويش الشيخ البيومي ونهبه حتى مصاغ النساء والفراش ورجع والناس تنظر إليه‏.‏
وفي عصريتها أرسل جماعة من سراجينه بطلب الخواجا محمود ابـن حسـن محـرم فلاطفهـم وأرضاهم بدراهم وركب إلى إبراهيم بك فأرسل له كتخداه وكتخدا الجاويشية فتلطفوا به وأخذوا خاطره وصرفوه عنه وعبى له الخواجا هدية بعد ذلك وقدمها إليه‏.‏
وفـي صبحهـا يـوم الجمعـة 2 جمادى الآخرة 1200 هـ  - 3 مارس 1786 م ثـارت جماعـة مـن أهالـي الحسينيـة بسبـب مـا حصـل في أمسه من حسين بك وحضروا إلى الجامع الأزهر ومعهم طبول والتف عليهم جماعة كثيرة من أوبـاش العامـة والجعيدية وبأيديهم نبابيت ومساوق وذهبوا إلى الشيـخ الدرديـر فوافقهـم وساعدهـم بالكلـام وقال لهم‏:‏ أنا معكم‏.‏
فخرجوا من نواحي الجامع وقفلوا أبوابه وطلع منهم طائفة على أعلى المنارات يصيحون ويضربون بالطبول وانتشروا بالأسواق في حالة منكـرة وأغلقـوا الحوانيـت‏.‏
وقـال لهـم الشيـخ الدرديـر‏:‏ فـي غـد نجمع أهالي الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكـم وننهـب بيوتهـم كمـا ينهبـون بيوتنـا ونمـوت شهـداء أو ينصرنـا اللـه عليهـم‏.‏
فلما كان بعد المغرب حضـر سليـم أغـا مستحفظـان ومحمـد كتخـدا أنـؤد الجلفـي كتخدا إبراهيم بك وجلسوا في الغورية ثم ذهبوا إلى الشيخ الدردير وتكلموا معه وخافوا من تضاعف الحال وقالوا للشيخ‏:‏ اكتب لنا قائمـة بالمنهوبات ونأتي بها من محل ما تكون‏.‏
واتفقوا على ذلك وقرأوا الفاتحة وانصرفوا وركب الشيـخ فـي صبحهـا إلـى إبراهيـم بـك وأرسـل إلـى حسيـن بـك فأحضـره بالمجلـس وكلمـه فـي ذلـك فقـال في الجواب‏:‏ كلنا نهابون أنت تنهب مراد بك ينهب وأنا أنهب كذلك‏.‏
وانفض المجلس وبردت القضية‏.‏
وفـي عقبهـا بأيـام قليلـة حضـر مـن انحية قبلي سفينة وبها تمر وسمن وخلافه فأرسل سليمان بك الأغـا وأخـذ مـا فيهـا جميعـه وادعـى أن لـه عنـد أولـاد وافـي مـالًا منكسـرًا ولـم يكـن ذلك لأولاد وافي وإنمـا هو لجماعة يتسببون فيه من مجاوري الصعايدة وغيرهم فتعصب مجاورو الصعايدة وأبطلوا دروس المدرسين وركب الشيخ الدردير والشيخ العروسي والشيخ محمد المصيلحي وآخرون وذهبوا إلى بيت إبراهيم بك وتكلموا معه بحضرة سليمان بك كلامًا كثيرًا مفحمًا‏.‏
فاحتج سليمـان بـك بـأن ذلـك متاع أولاد وافي وأنا أخذته بقيمته من أصل مالي عندهم فقالوا هذا لم يكـن لهـم وإنمـا هـؤلاء ربابـه نـاس فقـراء فـإن كـان لـك عنـد أولـاد وافـي شـيء فخـذه منهم فرد بعضه وذهب بعضه‏.
40

This site was last updated 05/21/08