Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الإمبراطور يعين بطريركاً غير مصرى فى مصر

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا المصرى بعد النفى1
الإمبراطور يعين بطريركاً
البابا المصرى بعد النفى2

**********************************

تعليق من الموقع : الإمبراطورية الرومانية إنقسمت إلى قسمين :

القسم الأول : الإمبراطورية الغربية الرومانية وعاصمتها روما وقد أستقر الرأى فى هذا الموقع على إطلاق إسم الرومان على التابعين لروما ..

القسم الثانى : الإمبراطورية البيزنطية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية وقد أستقر الرأى فى هذا الموقع على إطلاق إسم الروم على التابعين للقسطنطينية .. وكانت مصر ولاية تابعة للبيزنطيين الروم  لهذا يجب على القارئ أن يعرف الفرق بين الرومان والروم

***************************************

خير رسل الإمبراطور البابا ثيودوسيوس أما أن يكون خلكيدونى أى تابع لقرارات مجمع خلكيدون أو يترك الإسكندرية والكنائس هناك وفض البابا المصرى أن يترك كل شئ حفاظاً على إيمان الاباء الذى تسلمه ، أما رسل القيصر فرجعوا إليه وأعلموه أن البابا المصرى فضل الإيمان ورفض جميع ما قدمه إليه ليترك معتقده ، فإندهش هو وجميع من فى البلاط من ثبات البابا ثيودوسيوس وتمسكه بإيمانه بالرغم من الهبات الجزيلة التى عرضها الإمبراطور عليه .

بطاركة الروم الملكيين فى مصر يرسمون خارج مصر

 وفى سنة 541 أقام القيصر جوستنيانوس1 Justinian I  527 – 565 م وهو مسيحى خلقدونى بدلاً من البابا المصرى ثيودوسيوس رجلاً أسمه بولس النيسى (1) وكان هذا الرجل أجنبيا عن مصر ونشأ وتربى فى طرسوس ، وبدون أن يعلم المصريون عنه شيئاً أمر القيصر بأن يرسم فى القسطنطينية فصار هذا الرسم قاعدة لبطاركة الملكيين فيرسموا بالقسطنطينية ثم يبحروا إلى الأسكندرية ، وجاء هذا الرجل بصحبة قوة عسكرية هائلة تحرسه من المصريين كأنه يغزوا مصر دينياً ، ولكن المصريين لم يقبلوه ولم يعبأوا به ولم يحسبوه بطريركاً عليهم ، ولم يكلمه احداً من المصريين بل كانوا يلقبونه بيهوذا الثانى ، ولم يعرف المصريون بطريركاً لهم سوى البابا ثيودوسيوس المنفى الذى كانوا يطيعونه ويخضعون لأوامره التى كان يرسلها إليهم من المنفى

وإستمر البطريرك الملكى بولس النيسى فى منصبه ولكنه بعد فترة شعر بالغربة فى مصر وعدم محبة المصريون له فإضطر أخيراً أن يخبر القيصر بأن المصريون يهربون منه كما يهرب الحمل من الذئب ، فرد عليه القيصر بكتاب يأمره فيه أن يغلق أبواب البيع ( الكنائس) التى بمدينة الإسكندرية ، ويختم عليها بخاتمة ويضع عليها حراساً حتى لا يدخلها أحد مطلقاً ، وقنع بولس من الرئاسة بوضع يده على الكنيسة الكبرى بالأسكندرية المسماه الكنيسة القيصرية ، ثم إستولى على كنائس اخرى مهمة بمساعدة الجيش البيزنطى المحتل لمصر .

مقاومة مسيحى الإسكندرية - إستيلاء الأروام الملكيين على كنائس الأقباط المصريين الوطنيين

وحزن المسيحيون المصريون الأقباط حزنا شديداً لإغلاق كنائسهم ومكثوا سنة كاملة بدون أن يصلوا فى كنيسة ما ولم يعزيهم سوى كتب البابا ثيودوسيوس التى كان يرسلها لهم من المنفى يقويهم ويصبرهم على إحتمال هذه الضيقات والتى كات ترد عليهم بين الحين والآخر وتنتشر فى مدينة الإسكندرية وتقرأ فى السر ، ولما زاد قلقهم إجتمعوا وتشاوروا وفكروا فى بناء بيعة (كنيسة) وأقاموها وبنوها بقوة الرب يسوع وكانت غربى مدينة الإسكندرية فى المكان المعروف بالسوارى والصربيون وقد اسموا الكنيسة على إسم الإنجيليين ، ثم بنوا كنيسة أخرى شرقى الملعب غربى الأعمدة قليلاً وكان على أسم قزمان ودميان ، ثم بنوا كنائس أخرى سموا إحداها الكنيسة الملائكية نكاية فى الكنيسة القيصرية .

ووصلت أخبار إقامة الأقباط لكنائس أخرى إلى جوستنيانوس1 القيصر فأصدر امراً بفتح جميع الكنائس التى كانت مملوكة للأقباط وكان قد قفلها بأمر سابق وجعلها تحت سلطان الخلكيدونيين فصارت هذه الكنائس تحت أمر البطريرك الملكى بولس النيسى ، فلما علم البابا المصرى ثيودوسيوس بذلك حزن وناح وبكى وطلب من الرب أن يثبت إيمان الشعب القبطى ، وكان يصلى ويقول : " ياربى يسوع المسيح أنت أشتريت هذا الشعب بدمك الشريف وأنت المهتم بهم فلا تتخل عنهم بل لترعاهم عنايتك"

 إتهام بطريرك الروم الملكى بالقتل ونفيه

ولم يكن بولس النيسى بطريرك الروم الملكى الخلكيدونى محبوباً من المصريين فحسب بل كان يبغضه بعض الروم البيزنطيين أيضاً بالنسبة لدنائة أعمالة ، وكان بولس النيسى ليس بطريركاً فقط ولكنه كان يحكم مصر أيضاً وكان الإمبراطور قد خول له سلطات مطلقة لتحقيق هدفاً واحداً وهو إجبار المصريين على الإعتقاد بمعتقده ، ولما رأى بولس النيسى أن قوة الحكومة تحت يده خطط أن ينتقم من الجميع ، فبدأ أعمالة بنقل إيلياس قائد جنود الوجة القبلى إلى مكان آخر حتى يضعف قوة الأقباط فى الصعيد ، فعرف بيوس أحد شمامسة كنيسة الإسكندرية  بالأمر فأرسل كتاباً إلياس يخبره به فوقع الكتاب فى يد أحد أتباع بولس النيسى فأخذه وأعطاه له ، فأمر بولس النيسى بالقبض على الشماس المسكين متهماً إياه بإهمال مصلحة الكنيسة وتبديد إيرادها وسلمه إلى درون والى مصر فإستمر يعذبه إلى أن أسلم الروح .

فرفع أقرباء الشماس بيوس دعواهم إلى قيصر فأمر بعزل درون الوالى وعين بدلاً منه ليبريوس وأمره بإجراء تحقيق دقيق فى قضية بيوس ، وفى اثناء التحقيقالت أخذ كل من بولس النيسى البطريرك الدخيل ودورون الوالى يلقى تبعة الإتهام على الآخر فأسفر التحقيق عن إدانة كليهما فحكم بالإعدام على دورن وبالنفى على بولس كما حكم عليه بالعزل والحرمان من بطريركتى أنطاكية وأورشليم .

الإمبراطور يعين بطريركاً غير مصرى فى مصر

 وعين القيصر بطريركاً بدلاً من بولس النيسى  رجلاً أسمه زيلوس ورسم ايضاً فى القسطنطينية ، ولم يكن لهذا البطريرك الملكى الدخيل أى إعتبار لدى المصريين الأقباط وعاملوه بنفس المعاملة التى عاملوا بها بولس قبله غير معترفين بأحد رئيساً عليهم سوى لبابا المصرى ثيودوسيوس

  

***************************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) نظام الكنيسة المصرية الوطنية القبطية مبنى على الإنتخاب ولا يعترف مطلقاً بأى إنسان يعين فى هذا المنصب حتى ولو كان بأمر أمبراطور مسيحياً ، خاصة وان البابا المصرى ثيودوسيوس (أو سيئودوسيوس أو ثيوذوسيوس) البطريرك الـ 33 لم يكن حرم ولكنه أقصى من منصبة لعدم تعاونه مع الإمبراطور فى الإعتقاد بمجمع خلقيدون وطومس لاون ونشر مذهبه  

 

his site was last updated 10/13/15