Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأمبراطور الرومانى تراجان سنة  89- 117  ب . م  

  إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
بطاركة المائة الثانية
الأمبراطور تراجان
الأمبراطور أدريانوس
مدرسة الأسكندرية الأولى
أنتونيوس بيوس
الأمبراطور ماركوس أوريليوس
شهداء هذا العصر
الإمبراطور كومودوس
الأمبراطور بيرتيناكس
الأمبراطور يوليانوس
الأمبراطور ساويرس

98 - 117 Trajanus

«تراجان قيصر» 98- 117م

فى سنة 98 تولى الحكم الأمبراطور تراجان بعد دومتيانوس وكان فى أوائل حكمة مشغولاً جداً بأحوال أوربا ومع ذلك تم فى عهده مشروعان خطيران فى مصر ( الصورة الجانبية : نصب الأمبراطور تراجان فى إيطاليا )

** أولهما تجديد الخليج البطليموسى الذى يصل النيل بالبحر الحمر , وكان قد أهمل وإنهارت جوانبه فرممه تراجان وزاد طوله كثيراً حتى أوصله إلى بابليون بعد مروره بمدينة عين شمس , ولا شك أنه الخليج الحالى بعينه , وقد رمم مرة ثانية وزيد طوله قليلاً ( نظراً لتحول مجراه ) فى الإحتلال الإسلامى .

** والمشروع الثانى بناء قلعة بابليون العظيمة وهى المعروفة بقاياها ألان بقصر الشمع , وهو لهذا العهد يشتمل على ست من أقدم الكنائس المسيحية فى القاهرة , أما عند إنشاء هذه القلعة فلم يكن داخل أسوارها إلا كنيسة واحدة وهى المعروفة الان بأبى سرجة , هذا ولعلم القارئ أن قلعة تراجان هذه غير القلعة القديمة التى ذكرها إسترابو المؤرخ وكان موقعها إلى الجنوب من قصر الشمع بالقرب من دير بابليون الحالى .

ولا حاجة بنا هنا إلى ذكر الرسائل التى دارت بين بلينى الأديب الرومانى والأمبراطور تراجان عن أحوال المسيحيين فى ذلك العصر إذ لا مساس لها بمسيحى مصر فضلاً عن شهرتها تغنى عن الذكر .

يقول بعض المؤرخين أن سياسة تراجان مع المسيحيين فكانت غالباً سياسة تسامح وتساهل فى البداية ولكن أستشهاد القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية وغيره من ألأساقفة فى أيامه يجعلنا فى شك من أنه حدث أضطهاد وقتل للمسيحيين حتى ولو كانوا يعتبرونهم من اليهود التى تعتبر هذه الحوادث نقطة سوداء فى تاريخه .

وُلد «تراجان قيصر» فى بلاد الأندلس، وقد اشتُهر بين أمراء الدولة الرومانية برفعة النفس، وكان يُعد أفضلهم جميعاً. وقد كانت شهرته العسكرية محل شهادة الجميع. وعند موت «نيرفا قيصر» كان بعيداً عن روما، وقد علِم باختيار شيوخ مجلس روما إياه ليكون إمبراطوراً للبلاد، إلا أنه تأخر فى الحضور. وقد كان اختياره للحكم مدعاة لقيام خلاف وصل إلى حد الفتنة، إلا أن هيبته ووقاره الشديدين لدى شعب روما حالا دون تفاقم الأمور، وهكذا صار سريعاً قيصر روما.
دخل «تراجان قيصر» روما فى موكب يناقض عظمة من سبقه من أباطرة، فقد كان موكبه متواضعاً، لا عربة تُعتلى ولا جواداً يُمتطى، بل كان ماشياً تعلو وجهه بشاشة تستقبل كل من يلقاه. ومما أخبر أحد المؤرخين عنه عند اعتلائه عرش روما قوله: [أحب أن أصنع بجميع الناس ما كنتُ أحب أن يصنعه بى قيصر روما.. فما أحبه لنفسى أحبه لأهل وطنى وأبناء جنسى]. ولما استقر حكمه، بذل كل ما يملِك من جُهد لإصلاح شؤون الدولة حتى أعاد إليها مجدها القديم.
كان «تراجان قيصر» حَسَن التدبير فى إدارة أمور البلاد. ولرغبته الشديدة فى العمل على مصلحة البلاد أعطى مجلس الأحكام السلطة ليعمل بحسب ما تقتضيه هذه المصلحة، وبالمِثل القضاة والحكام ـ كلٌّ بحسب وظيفته ـ فقد كانت لهم منزلة عظيمة لديه. ومن مآثره أنه منع الحكم على الشخص الغائب لعدم إمكانه الدفاع عن نفسه.
وفى إدارته الجيدة وإدراكه عواقب الأمور قام بتخفيف الضرائب، كما قام بإنشاء القناطر والجسور، واهتم بإصلاح الطرق وتجديد الموانئ من أجل إنعاش حركة التجارة. ومن العجيب أنه أتم كل عمله هذا فى عام واحد فقط، ما جعل أغنياء روما ورعيته يُشَيّدون هيكلاً باسمه تخليداً له.
ولم يتوقف «تراجان» عند هذا الحد، بل قام بتجديد المبانى، وإنشاء مكتبة عظيمة جداً، وكان يجالس أهل الأدب والحكماء والفلاسفة، فكان من المقربين له: «جايوس بلينيوس كاسيليوس الثانى» المشهور باسم «بلينيوس الأصغر» الذى كان محامياً ومؤلفاً وقاضياً مشهوداً له بالصدق والاعتدال وشغْل العديد من المناصب المدنية والعسكرية.
ولأنه كان يصبو إلى توسيع الإمبراطورية الرومانية، لذا عمل على ضم بلاد الفلاق والبغدان ـ جنوب رومانيا ـ إليها، كما غزا بلاد عرب الحِجاز ـ أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية ـ بعد أن وصله نبأ بخروجهم للإغارة على ممتلكات الدولة الرومانية فى الشرق، وبعد معارك حامية الوطيس ضدهم، انتصر وضم الأقطار الحِجازية إلى روما. وضم أيضاً إليه بلاد فارس ـ إيران ـ وأرمينيا والجزيرة وبلاد الأكراد والعراق واليمن. ونتيجة هذه التوسعات والانتصارات هابه الملوك وأحبته رعيته.

تراجان والمسيحيين - إنجيل القديس يوحنا
وفى أيام «تراجان» كتب القديس يوحنا الإنجيل المعروف باسمه. وقد اضطهد المسيحيين بغِلظة وعنف، حتى إن عصره يُعد أشد عصور الاضطهاد عذاباً ووحشية. وهو أول إمبراطور فى العالم يُعلن أن المسيحية ديانة محرمة بعد إصداره تشريعات صارمة ضد المسيحيين معتبراً أن صلواتهم واجتماعاتهم الدينية تندرج تحت الجماعات السرية!
واستمرت الدولة الرومانية تعامل المسيحيين بهٰذه القوانين التى استنها تراجان مدةً طويلة تمتد إلى أكثر من مائتى سنة!
ويظهر عداء «تراجان» تجاه المسيحيين من الرد الذى كتبه على رسالة وصلته من «بلينى» حاكم ولاية بيثينيَّة بآسيا الصغرى بين عامى ١٠٩ و١١١م. فبلينى هٰذا عَدّ المسيحية خرافة متطرفة لا ديناً، وأرسل إلى الإمبراطور «تراجان» يخبره بأن خرافة المسيحية تزداد انتشاراً فى مدن آسيا وفى قراها أيضاً، وأنه أصبح لهذه الخرافة سلطان على الناس جميعاً من مختلف الأعمار، والمراكز، والأجناس، وأن المعابد الوثنية هُجرت، ونتيجة هذا كسَُدت تجارة ما يُقدم من قرابين للآلهة.
ورأى «بلينى» أنه لكى يضع حداً لانتشار المسيحية الطاغى فلابد أن يحكم على كثير من المسيحيين بالموت، وأن يُرسل مَن كان يتمتع بحقوق المواطنة الرومانية منهم إلى المحكمة الإمبراطورية بروما. وطلب فى رسالته إلى الإمبراطور السماح بالمزيد من التشديد فيما يختص بطريقة معاملة المسيحيين وعدم مراعاة كِبر السن، واعتبار مجرد حمل صفة «مسيحى» جريمة!

وقد أرسل «تراجان» رداً على هذه الرسالة والاستفسارات المطروحة فيها يقول: (لقد سلكتَ يا صديقى الطريق السوىّ فيما يختص بالمسيحيين، لذا لا يمكن وضع قاعدة عامة تسرى على كل الحالات فى هذا الصدد. لا ينبغى السعى فى طلبهم، لكن إذا اشتكى عليهم أحد ووُجدوا مذنبين فلابُد من معاقبتهم. ومع ذلك، فإذا أنكر أحد أنه مسيحى وبرهن على ذٰلك عملياً بالتضحية لآلهتنا، فليُصفحْ عنه بِناءً على توبته...).
وبِناءً على قرار الدولة هذا، تعرض المسيحيون لاضطهادات عنيفة قاسية، واستُشهد الكثيرون.
ومن الجدير بالذكر، أنه قد أصاب سوريا وفلسطين ومِصر خاصة الكثير من الاضطهادات، فلقد وجه اليهود المتعصبون اتهاماً إلى سمعان أسقف أورشليم، وحُكم عليه بالموت صلباً سنة ١٠٧م وهو فى سن المائة والعشرين!
وفى هذه السنة نفسها تقريباً، حُكم على القديس أغناطيوس أسقف إنطاكية بالموت، وأُرسل إلى روما، وأُلقى إلى الوحوش الضارية. وحين ما سمِع به «تراجان» وبغيرته على انتشار المسيحية، استدعاه ودخل معه فى حوار من جهة «يسوع المصلوب»، انتهى بإصداره أمراً بأن يقيَّد أغناطيوس ويُقاد إلى روما العظمى، ليقدَّم هناك طعاماً للوحوش الضارية إرضاءً للشعب!
خرج الأسقف فى حراسة مشددة من عشَرة جنود. وإذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله، تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة. وما أن سمِع أن بعض المؤمنين يبذُلون كل جُهدهم لينقذوه من الاستشهاد، كتب رسالة قال فيها: [أخشى من محبتكم أن تسببوا لى ضرراً.. صلّوا أن لا يوهَب لى إحسان أعظم من أن أقدِّم لله (نفسى تقدِمة)، مادام المذبح ما يزال مُعداً.. أطلب إليكم أن لا تُظهروا لى عطفاً فى غير أوانه، بل اسمحوا لى أن أكون طعاماً للوحوش الضارية، التى بواسطتها يوهَب لى البلوغ إلى الله. إننى خبز الله، اتركونى أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبراً لى! ولا تترك شيئاً من جسدى، حتى إذا ما مُتّ لا أُتعب أحداً..]. وعندما وصلوا به إلى روما، أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقوا الوحوش عليه ـ وهو يستقبلها بوجه باش! ـ ليَثِبَ عليه أسدان ولا يُبقيا منه إلا القليل من العظام.
أما «تراجان قيصر» فقد مات فى أثناء عودته إلى روما من أحد فتوحاته عام ١١٧م.

 

ثورة اليهود فى الأسكندرية وليبيا

وفى أيامه عاد اليهود إلى أورشليم، وقرروا الخروج على طاعته، فأرسل جيشاً لمحاربتهم، وظلت الحرب بينهم زماناً طويلاً. وقد حارب اليهود عدداً كبير من المدن التى تتبع روما، حتى وصلوا إلى مِصر والإسكندرية وقاتلوا ما فيها من جيوش رومانية وتغلبوا عليها وطردوا حاكم مِصر. فأرسل «تراجان» حاكماً آخر وزوده بجيش عظيم. وظلت رحى الحرب تدور على أشدها بين الجانبين ـ خصوصا لقيام الفتن والنزاع بين يهودىّ الإسكندرية ويونانيّها لعداوة شديدة قديمة بينهما ـ حتى مات «تراجان» وملك من بعده «هارديان قيصر».

وفى السنة الثامنة عشرة من ملك تراجان عادت المنازعات والمنافسات بين اليهود واليونان فى الأسكندرية , وتفاقمت الخلافات حتى آل الأمر على قيام اليهود على الدولة الرومانية وإشهارهم بالعصيان فى مصر وقورينة فحاول لأوبوس الوالى الرومانى أن يقمع ثورتهم فلم يتغلب على الثائرين وكانوا تحت قيادة رجل أسمه لوكاس من يهود قورينة فظل فى هذا الأقليم مدة سنتين يحارب الرومان وعاثوا فى الأرض فساداً حتى أصبحت ولاية ليبيا تئن من أهوال هذه الحرب الداخلية إلى أن أرسل الأمبراطور أخيراً القائد مارسيوس توربو بجيش جرار إلى مصر لمحاربتهم وبعد قتال عنيف جرى فى عدة مواقع إنهزم اليهود شر هزيمة وقتل ألوف منهم وجردوا عقب هزيمتهم من أمتيازاتهم الوطنية تجريداً شرعياً , وبهذه الهزيمة ضاعت آمالهم وخابت أحلامهم فيما ينتظرون من عودة الحرية ووطنهم إليهم ومن ذلك العهد أصبحوا يعتنقون المسيحية أفواجاً أفواجاً .

****************

ويعتقد بعض المؤرخين أن قصة أهل الكهف حدثت فى عصر تراجان

***************

الأمبراطور تراجان هو الذى قتل سمعان أسقف أورشليم

******************************

لأمبراطور تراجان هو الذى أمر بقتل كرذونوس بابا الأسكندرية رقم 4

أضطهد المسيحيين فى عصر تراجان بسبب أنهم كانوا ينظرون إليهم كشيعة أو طائفة من طوائف اليهود , وقد ذكرت مراجع عديدة أن كرذونوس البابا القبطى رقم 4 أستشهد فى عهد تراجان

This site was last updated 09/30/13