Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا مكسميوس البطريرك رقم 15

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
البابا ديوينسيوس الـ 14
البابا مكسميوس الـ 15
شهداء الفيوم
إكتشاف كنيسة أثرية
بابا أهملة المؤرخون
الشهيد  يوليوس الأقفهصي
زنوبيا تحتل مصر
آثار الوادى الجديد
البابا ثاؤؤنا الـ 16
شهداء وقديسين ق3ج2
الإمبراطور ديسيوس
Untitled 616
Untitled 617

Hit Counter

 

 

البابا مكسميوس البطريرك رقم 15

 

الأباطرة المعاصرون

 

 جاللوناوس و كلوديوس و اوريليانوس و تاسيتوس و بربوس و كاروس

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسةالدومينيكوم الديونيسي
محل الدفنكنيسة بوكاليا

ولد البابا مكسيموس من أبوين مسيحيين تقيين في مدينة الإسكندرية فى عصر حكم الأمبراطور الرومانى  جاللوناونوس ( غالينوس) وعلماه وهذباه وألحقاه بمدرسة الإسكندرية عندما أن كان العلامة القبطى أوريجانوس مديرًا لها ، وقد فاق أقرانه في تعلم اللغة اليونانية ثم درس العلوم الدينية والفلسفية وتفوق فى دراسته ، وكان رجلاً يحب الرب يسوع ويسير على تعاليمه فرسمه البابا ياروكلاس الثالث عشر شماسًا على كنيسة الإسكندرية ثم رسمه البابا ديونيسيوس الرابع عشر قسًا وعينه واعظًا للكنيسة المرقسية فتفانى في خدمة الشعب وتعليمه.
وأشتهر القس مكسيموس في الفضيلة والعلم اختاره الآباء الأساقفة لكرسي البطريركية بعد نياحة البابا ديونيسيوس ، وقد تمت رسامته بطريركًا لما كان مشهودًا به من أنه قد تحمل الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس بصبرٍ عجيبٍ وهدوء ورضى، فذكر له الشعب هذا الاحتمال وانتخبه ليكون الخليفة الخامس عشر للقديس مرقس. وقد تمت رسامته في 13 هاتور  9/11/ 264م وفي عهده استتب السلام لأن نار الاضطهادات التي كانت مشتعلة في رئاسة البابا ديونيسيوس كانت قد أخمدت.

البابا يتلقى رسائل إيمانية

بعد مدة يسيرة أرسل مجمع إنطاكية المكاني ويقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة (1) : " رسائل إلى ديونوسيوس بطرك روما ومكسيموس بابا الأسكندرية وإلى جميع أساقفة المسكونة ( العالم ) والقسوس والشمامسة وجميع بنى المعمودية والبيعة السمائية المتفقة (2) أنهم أتفقوا بإجماع روحانى على حرم بولس السميساطي وأتباعه وأسباب الحرم ,  : " أنه لا يجب ( أى بولس السميساطى ) أن يسمى بأسم بولس الرسول " ، فانتهز البابا هذه الفرصة وقرأها على كهنة الإسكندرية ثم حرر رسالة إلى شعبه يطلعه فيها على سموم هذه البدعة وحذره من الانزلاق فيها. كذلك حذرهم من بدعة ماني، فكتب رسالة أوضح فيها ما تنطوي عليه من ضلال فكانت هذه الرسالة الرعوية أشبه بالبلسم الشافي للقلوب الجريحة وتعريف بالهرطقات .

أما سقراطيس فقد توفى فى لادقية وجلس بعده أوساويوس ثم جلس بعده أناطوليوس وكانا كلاهما مؤيدين بالروح القدس والتعاليم الروحانية ومن بعدهما جلس أسطفانوس على كرسى لادقية وكان رجلاً ممتلئاً حكمة فبنى الكنائس التى كانت هدمت فى مدينته ورمم الباقية منها بمعونة الرب

وكان ثاودتوس الأسقف فى زمان الأضطهاد , وكان مسحقاً الأسمين أسمه وأسم أسقفيته فقد كان معنى أسمه عطية الرب , وكان محباً للشعب وراعياً وطبيباً ماهراً لصلاح نفوسهم حتى قيل أنه لم يكن له شبه فى محبته .

وكان أغابيوس أسقف قيصرية فلسطين مثله أيضاً وكان قد تعب مع شعبه بمحبة عظيمة وكان محباً للفقراء وممسكا شعبه مثل عبد أمين للرب , وأستحق بعد ذلك نوال أكليل الشهادة مع كثيرين من قسوس الأسكندرية , وأستشهدوا أيضاً اللذين معهم بيروس ومليطيوس الذى صار أسقف بنطس وهو الذى أطلق عليه أسم " العسل الشهد " لأجل حلاوة لسانه المملوء من تعاليم الرب ونعمته وكان محباً للصدقة على المساكين ولا يدخر شيئاً , وكانت تعاليمه من الأنجيل يحث الناس على الثبات فى المسيح فى زمن تشتيتهم وأضطهادهم.

وعندما تنيح همنايوس أسقف أورشليم جلس بعده زيداس , ولما تنيح صار بعده ارمون , وكان هذا متعباً فى زمان الأضطهاد

حصار الأسكندرية 

وزحف عسكر من روما إلى مدينة الأسكندرية وحاصرها وكان أناطوليوس المعلم ما زال فى المدينة وكان يريد السلام وأقاذ الناس من الحرب فأجتمع مع كبار رجال المدينة وأقترح عليهم أن : يخرجوا الرجال العجائز والأطفال والنساء من المدينة لأنهم غير مطلوبين فى الحرب وقال لهم : " وأفعلوا أنتم ما تريدون بمدينتكم , وتبقون فى أيديكم الغلات المخزونة عندكم " فأقتنعوا بهذا الأقتراح وأجتمعوا فى اليوم التالى جند المدينة ورؤساءها وتشاوروا فى ذلك فرأوا أن يخرج الشيوخ والعجائز والنساء والأطفال فأخرجوهم من الأبواب فى الليل - فأمر الملك كلاديوس بعد هذا بقتل جند المدينة لأنهم أخرجوا الأهالى منها وخربو المدينة - وكان أوسابيوس أسقف لادقية قد جاء إلى الأسكندرية أثناء الحصار ومعه أسقف آخر ومعهم المعلم أناطوليوس من أجل المجمع الذى أجتمع بأنطاكية من أجل مناقشة بولس السميساطي , فكان بين المتحاربين مثل الطبيب أو الأب الذى يداوى المصابين من الجهتين , وبعد أنتهاء القتال بالأسكندرية كتب المعلم أناطوليوس تعاليم كثيرة وأقبل عليها اهل مدينة الأسكندرية لما فيها من كلمات منفعة , ومن الكتابات التى كتبها : حساب الفصح .

وفى أول يوم من الشهر بعد المجمع الذى كان بأنطاكية لمناقشة بدعة بولس السميساطي أقيم ثاوتكنص أسقفاً على كرسى قيسارية فلسطين   
وبدأ حكم أوريليانوس فى اضطهاد الكنيسة ولكن لم تكن معونة الرب معه فيما أراد أن يفعله , ومات بعد 6 سنين وحكم تاسيتوس بعده الأمبراطورية الرومانية وفى أثناء حكمه ظهر مانى ( راجع ما قاله الأنبا ساويرس فى كتاب تاريخ البطاركة (3)  )

وفى تلك اليام توفى فيلكس بطرك روما وقد مكث فيلكس فى البطريركية 5 سنين وجلس بعده أوطيخيانوس وكانت مدته قصيرة فقد جلس عشرة شهور وتنيح وجلس بعده مرقلينوس

وأيضاً فى ذلك الزمان أخذ بطريركية أنطاكية بعد دمنوس تيماوس

 

ومات الأمبراطور اورليانوس وحكم بعده بربوس الذى ظل يحكم ست سنين ثم مات ثم حكم بعده كاروس وكرنوس ونوماريانوس فحكموا ثلاث سنين وماتو وحكم بعدهم الأمبراطور دقليديانوس الذى أمر باضطهاد المسيحيين يعتبر من ضمن أقسى الأضطهادات التى واجهتها المسيحية فهدم الكنائس وأحرق كتب المقدسة وكتب الصلوات وغيرها وقتل الساقفة والكهنة وعدد لا يحصى من المسيحيين .

  
استمر هذا البطريرك في رعاية شعبه مجاهدًا وحارسًا لهم ومثبتًا للإيمان بالعظات والرسائل الرعوية والإنذارات. على أن ما اشتهر به من قداسة ومداومة على التعليم جعلت شعبه يجله مدى حياته وبعد مماته. وقد قضى في الكرسي البابوي مدة ثمانى عشر سنة وخمسة أشهر وانتقل في 14 برمودة سنة 282 م.

========================

المــــــــــــــــراجع

(1) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 28 - 31

(2) ربما قصد الرهبان أو ربما الأساقفة - لأن الأنبا ساويرس  قال فى تاريخ البطاركة تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 28 - 33 : عن البيعة السمائية المتفقة ويسمونهم ويقولون فى كتابهم : -

 البنس وهمانوس وتاوفيلس وتاوتكنص ومكسيموس وبرقلس ونيقوموس وأيليانوس وبولس وبروطغونوس وولانوس وهيركس وأوطاخيوس وتادروس وملخيون ولوكسيوس وبقيتهم الذين فى المدن والقرى القريبة منا قد كتبنا إليكم اخوتنا الساقفة القديسين والشعوب المحبين للسيد المسيح أبن الآب ندعوكم إلى الصلاة للرب أن يزيل عنكم مؤامرة بولس السيمساطى الذى معه تعليم يولد الموت أكثر من أى واحد لكى تكونوا مهنا بقلب واحد مثل ديونيسيوس بطرك الأسكندرية وبرمليانوس أسقف قادوقية الذين كتبوا إلينا إلى أنطاكية حتى هدمنا رئيس الضلالة الذى لم يعلموا شيئاً من أقاويلة الردية لأننا نحن الذين قرأنا كتبه فى المجمع بأيمانه الفاسد وشهدنا بهذا ومن معنا وبعد ذلك عاهدنا بولس أن يتوب , وكان يهزأ ويغدر بنا  وقسى فلبه ولم يتب وظل على ضلاله مفترياً على الرب وعلى مسيحه فأنكر وجحد الرب فى إيمانه ووصف وضع بولس السميساطى أنه أنتقل من الإيمان الأرثوذكسى إلى الضلالة والهلاك وكان شخصاً فقيراً لم يرث شيئاً من آبائه وأسلافه ولم يرزق شيئاً من عمل صنعه بيده , ولكنه أغتنى من مال البيعة ( الكنيسة ) فكان ينهب الهياكل بالناموس ( القانون ) وكان إذا قضى بين الناس فكان يأخذ نقوداً رشوة وإذا دفع الخصوم أكثر كان ينحاز معهم على الآخرين , وكان يظهر للناس أنه عابد للرب وكان يسير فى الشوارع وحوله أعوان ويتسلط ويتحكم على الضعفاء , ويحب أن يسمى بأسم ألسقفية ويقلق الناس ويزعجهم بكثرة من يصحبهم من الأعوان والأصحاب , ويحمل كتب يقرأها كأنه يطلب الخراج ( الجزية ) ويوهم الناس أنه مقدم (جامع للضرائب) ومعه رجال مسلحين يسيرون قدامة وخلفة يأتمرون بأمره , وكان يبغض التعاليم المسيحية الروحية , ويحب التعاليم الغريبة الفلسفية , ويرفض أى غريب يدخل إلى الكنيسة , ويطلب الكرامة ممن حوله فيمجدونه ويعظموا أعمالة , ويحب المجد العالمى الفارغ بكل أنواعه , لدرجة انه وضع كرسى له منبر عالى كأنه تلميذ السيد المسيح وهو غريب عن البيعة ( الكنيسة ) ويعمل أعمالاً ليست من اعمال التلاميذ , وكان قد أمر النساء أن يقرأن فى ليالى العياد وفى جمعة الفصح بدلاً المزامير والتسابيح , وكان ألأخوة المسيحيين هناك يسدون آذانهم إذا قاموا يقرأن , وكان لا يقبل الكتب , ولا يقول أن المسيح هو ابن الآب وكلممته , ولا نزل من السماء وتجسد من مريم العذراء , بل كان يجدف تجديفاً كثيراً , ويظهر أنه تابعاً لنا , فإجتمعنا فى مجمع , وقطعناه ( حرمناة ) , وأقمنا بدلاً منه إنساناً محباً للرب أسمه دمنوس أبن الطوبانى ديمتريانوس وهو الآن فى البيعة ( الكنيسة ) مستحق لمجدها كاتبناكم ( أى أرسلنا رسالة ) بهذا لتكاتبوا هذا الأسقف الجديد وتقبلوا كتبه (رسائلة) كترتيب (نظام) الكنيسة فأما بولس السميساطي فقد مرق من الإيمان وأخذ دمنوس أسقفيته , ونحن بانطاكية  

(3) بدعة مانى  فى عصر الأمبراطور بريوس ظهر أنسان ردئ يسمى مانى وفعل أفعالاً رديئة وجدف على الرب ضابط الكل وعلى الأبن الوحيد وعلى الروح القدس المنبثق من ألاب وجسر على القول أنه (أى مانى ) هو البارقليط , وكان مانى عبداً لأمرأة أرملة ثرية جداً وكان قد آوت رجلاً ساحراً مشهور من أهل فلسطين , ولكنه وقع من فوق السطح ومات , فلما أصبحت وحيدة أشترت هذه المرأة ذلك العبد السوء (يقصد مانى ) فعلمته المرأة الكتابة والقراءة أيضاً فعلمته ما تعرفه فلما كبر أعطته كتب السحر التى كان الساحر يستعملها , فلما قرأها وعرف منها السحر ذهب إلى الفرس الذين كانوا يشتهرون بالسحر فى ذلك العصر ومن هناك ذهب إلى المكان الذى يجتمع فيه السحرة والعرافون والمنجمون , فتعلم هناك الألاعيب الشيطانية وأصبح حاذقاً فى العلوم الشيطانية وعرف علوم السحر كلها فى المنطقة الممتدة من فلسطين إلى فارس فظهر له الشيطان وقواة وحبب له مقاومة الكنيسة , فأضل قوماً بسحرة , وحمل الناس الأموال إليه  وأشترى صبياناً وصبايا يخدمون شهواته النجسة . وكان يستعبدهم بسحرة ويضل جماعة من الناس ويقول لهم أنه البارقليط الذى وعد به السيد المسيح فى أنجيل يوحنا بإرساله .

وكان هناك أنسان مسيحى غنى أسمه مرقاس رئيس مدينة فى أحدى مدن الشام , وكان أسقف مدينته أسمه أرشلاوس , وكان مرقاس معه روح وبركة أبراهيم وأسحق ويعقوب وهو تلميذ فى الكنيسة وهو يتواجد فيها بصورة مستمرة فى صلوات العشية وباكر وكان مع غناه مثل الفقير الذى لا شيئ له , وكان يسمع مواعظ الأسقف كما يجب ويفعل الخير من ماله مع أهل مدينته , وكان بابه مفتوح لكل من يأتيه من المساكين والمظلومين بسبب الخراج ( الضرائب) وغيرهم وكان مثل أيوب قديس العهد القديم , ولما أستولوا الفرس على ضيعة (بلد) قريبة منه وأخربوا البلد وقتلوا كثيراً من أهلها فذهب إليهم أهل المسبيون وسألوه أن يصنع معهم رحمة فأجاب سؤالهم بمحبة فأستدعى قائد الفرس وأخذ منه عدداً من المسبيين فلما حضر إليه أخرج له ولمن معه من الجند مالاً وقال لهم خذوا ما شئتم عن هؤلاء المسبيين فلما رأوا أنه يفعل الخير لهؤلاء الناس ولن يستفيد هو شيئاً لأمتنعوا عن أخذ المال كله وقالوا : " لن نفعل كما قلت ولكن أدفع أنت ما شئت للرجال الجنود الذين معنا  " فأتفقوا بينهم على ثلاثة دنانير عن كل شخص مسبى فخلص جميع المسبيين الذين كانوا معهم , ودفع المال عنهم , وتسلم السبى من الفرس وأعالهم سبعة أيام وكان يمر ويعالج المرضى مثل أولاده , وأرسسلهم إلى بلدهم ودفن من قتله الفرس , ثم بنى للأحياء الذين ليس لهم مأوى مساكن وأطمأنت قلوب أهل البلد وبنى لهم كنائس بدلاً من التى هدمها الفرس , وكان ما فعله هذا الرجل العظيم موضع حديث كل الشام وكثر ماله وحصل على محبة أهل بلدته ولما سمع الهرطوقى مانى عنه ففكر وقال : إن أنا أقنعته وأنضم لى فجميع أهل الشام يكون تحت أمرى وينضموا إلى " فكتبوا إليه رسالة يقول له فيها : " البارقليط مانى يكتب إلى مرقاس أنى سمعت عن جودة أعمالك فعرفت انك تكون لى تلميذ مصطفى لى لأعرفك الطريق المستقيم الذى أمرنى المسيح لأعلم الناس بها والآن فقد أضلكم معلموكم إذ يقولوا ان الإله حل فى بطن أمرأة وقال الأنبياء قولاً غير الحق عن المسيح لأن إلاه العهد القديم شرير لا يريد أن يؤخذ منه شئ أما إلاه العهد الجديد فهو إلاه صالح إذ أخذوا منه لا يصيح ولا يسمع صوته .. "  وقال كلاماً كثيراً فيه تجديف ولا يجوز ذكره ولم يقل الشيطان مثله , وسلم الرسالة إلى واحد من أتباعه  وذهب ليسلمها إلى مرفاس , فلما سار الرسول فى طريقه فى الشام لم يقبله أحد فى طريقه ليأويه عنده ولم يبيع أحد له غذاء فى الطريق فجاع وكان يأكل الحشائش ووصل بصعوبة إلى مرقلس فلما اخذ مرقلس الرسالة وقرأة ثم أرسلها إلى الأسقف أرشلاوس وجعل الرسول فى مكان وقام وذهب إلى الأسقف ثم أرسل إلى الرسول ليأتى إلى الأسقف الذى سأله عن سيرة مانى هذا وكيف حاله .. فأعلمه الرسول , ولكن الرسول عندما علم بحسن ضيافة الأسقف ومرقلس وطيبتهما وأعمالهما الحسنة رغب ألا يغادر المكان ويقيم عندهما عندما سمع كلامهما المختلف عن مانى , ولكن عرض مرقلس عليه بالرجوع بجواب الرسالة ودفع للرسول ثلاثة دنانير , فقال أغفر لى يا سيدى : " أننى لن أعود إليه " ففرح بخلاص نفسه من شباك هرطقة الموت , وكتب مرقلس إلى مانى بجواب وبعثه غليه مع أحد عبيده , وقال الأب أرشلاوس لهذا العبد : " لا تأخذ منه شيئاً ولا تأكل ولا تشرب عنده " ولكن بعد سبعة أيام وجدوا مانى قد وصل إلى المدينة التى بها مرقلس وكان يلبس أسكيماً وأستخارة (يعتقد قميص شفاف من تحته ) ويلبس عليهما رداء نازل على رجليه مزين بصور من قدامة وخلفه وكان يصحبه 32 صبياً وصبية يمشون أمامه وخلفه , وعندما دخل منزل مرقلس ذهب مباشرة إلى كرسى فى وسط المنزل وجلس عليه , وكان مانى يظن أنهم أستدعوه ليتعلموا منه , فأرسل مرقلس وأستدعى الأسقف أرشلاوس , فلما حضر ورأى مانى جالساً فى وسط المنزل تعجب على قلة حيائة , فسأله ألأسقف أرشلاوس قائلاً : " ما هو أسمك ؟ " .. فقال : " أسمى البارقليط " قال له أرشلاوس : " أنت البارقليط الذى قال السيد المسيح يرسله إلينا " .. فقال : " نعم " فقال الأسقف : " كم عمرك ؟  " قال 35 سنة " فقال أرشلاوس الأسقف : " المخلص المسيح قال لتلاميذة : وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا « مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5 لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ  " ( أع 1 : 4 - 5 ) والبارقليط الذى هو الروح القدس بعد عشرة ايام من صعودة كما قال حل البارقليط على الرسل فى عيد العنصرة , وهو بعد تمام 50 يوماً بعد الفصح , وإذا كنت أنت البارقليط فبلا شك لكان ما زال التلاميذ ينتظرونك فى أورشليم , وهذا الأمر من السيد المسيح مر عليه 300 سنة ولكن التلاميذ خرجوا من اورشليم وبشروا بعد أن حل عليهم الروح القدس وخرجت أصواتهم فى جميع الأرض وأنتهى كلامهم إلى اقطار المسكونة , لو كان الأمر كما قلت ما كانوا بشروا ولظلوا احياء فى أورشليم إلى الآن , ومن أين رأيت السيد المسيح وعمرك 35 سنة فقط , وشيئاً آخر لقد أمر السيد المسيح ألا نجلس فى صدور المجالس , وها أنت قد جلست فى أعلى موضع فى البيت ..

فقال له مانى : " أليس الأنجيل يقول : " أنى أرسل إليكم البارقليط " فقال له أرشلوس : " إن كنت تؤمن بالأنجيل فهو يقول للسيدة العذراء مريم : " فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: « اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الإِله "  ثم أحضر رسالته التى أرسلها إلى مرقلس وفيها يجحد ميلاد المسيح من أمرأة وينكر موته وقيامته من بين الأموات , فبدأ مانى يتكلم ويقول بهرطقته : أنه إلاهين أحدهما للنور والآخر للظلمة وكثيراً من أفكاره الهرطوقية " فقال له الأسقف أرشلاوس   : إذا أنا أفحمتك على مقدار كذبك فأنت تثبت لى  عن أفكارك بحجج ولكنى سأحضر لك أمه لا يعرفون إله السماء ليفحموا كلامك " وأرسل وأحضر رجلين أحدهما طبيب , والآخر كاتب وقالا لهما اسمعا ما يقوله ما يقوله هذا الرجل : " هل فى كتبكم كلام تقبلونه وكلام ترفضونه " فقالا : " إذا كان فى كتبنا فسوف نقبله ولا نرفض منه شيئاً ولكن إذا أختلف عما هو موجود فلن نستطيع قرائته ولن نقبله " فقال الأسقف لهما : " هذا الرجل (مانى) يبشر ويقول : أنه تلميذ المسيح ويرفض أوامر المسيح " فقالا له : " لن نقبله ولن نقترب من شئ يفعله " وهنا تكلم مانى وسمع جميع الحاضرين تجديفه ووثبوا عليه ليقتلوه , فمنعهم الأسقف وقال لهم : " نحن لا نمد أيدينا بالدماء : " يقتل بيد غيرنا " ثم نفاة من المدينة وقال له : " أحذر أن تحضر إلى منطقتنا لئلا تموت " .

وخرج من بيت مرقاس والمدينة التى يرأسها وذهب إلى بلدة أخرى بها قس يحب أضافة الغرباء فأضافه عنده وآواة لمدة شهر ولم يكن يعرفه فبدأ مانى يكلم القس عن بدعته وهرطقته الرديئة .. فقال له القس : " لم أسمع قط بهذا الكلام , ولكنى سأرسل إلى أرشلاوس ليأتى ويسمع منك ما تقوله , فإن كان صحيحاً قبلناه " فلما سمع مانى أسم أرشلاوس قلق لذلك لمعرفته بشجاعة هذا الأسقف وحكمة الرب التى فى فمه , فقرر مغادرة الشام وعودته إلى بلاد فارس .

ويقول الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة : " وذهب مانى إلى بلاد فارس وأستمر على عادته فى النجديف فحكم عليه البارقليط الحقيقى بحكمته وسلط عليه أمبراطور الفرس .. فسلخ جلده ورماه للوحوش فأكلوه .

 (4) بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 66.
 

This site was last updated 06/06/08