Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سـور القاهرة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
سور القاهرة
حديقة الأورمان
الآثار الإسلامية وتعاطى المخدرات
أحياء القاهرة حى بولاق
Untitled 1668
Untitled 1669
Untitled 1670
Untitled 1671
Untitled 1672
Untitled 1673
Untitled 1674
Untitled 1675
Untitled 1676
Untitled 1677
Untitled 1678
Untitled 1679
Untitled 1680
Untitled 1681
وكالة بازرعة فى العصر الفاطمى
أسقف الكنيسة اليونانية
أبواب القاهرة
الصقلى وبناء القاهرة
New Page 6445
كنائس القاهرة
البيمارستان
New Page 6446

Hit Counter

 

****************************************************************************************

من هو جوهر القائد الذى بنى القاهرة وغزا مصر ؟
وقال المقريزى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 74 من 167 )  : " وجوهر هذا‏:‏ مملوك رومي رباه المعز لدين الله أبو تميم معد وكناه بأبي الحسن وعظم محله عنده في سنة سبع وأربعين وثلثمائة وصار في رتبة الوزارة فصيره قائد جيوشه وبعثه في صفر منها ومعه عساكر كثيرة فيهم الأمير‏:‏ زيري بن مناد الصنهاجي وغيره من الأكابر فسار إلى تاهرت وأوقع بعدة أقوام وافتتح مدنًا وسار إلى فاس فنازلها مدة ولم ينل منها شيئًا فرحل عنها سجلماسة وحارب ثائرًا فأسره بها وانتهى في مسيره إلى البحر المحيط واصطاد منه سمكًا وبعثه في قلة ماء إلى مولاه المعز وأعلمه أنه قد استولى على ما مر به من المدائن والأمم حتى انتهى إلى البحر المحيط ثم عاد إلى فاس فألح عليه بالقتال إلى أن أخذها عنوة وأسر صاحبها وحمله هو والثائر بسجلماسة في قفصين مع هدية إلى المعز وعاد في أخريات السنة وقد عظم شأنه وبعد صيته ثم لما قوي عزم المعز على تسيير الجيوش لأخذ مصر وتهيأ أمرها فقدم عليها القائد جوهرًا وبرز إلى رمادة ومعه ما ينيف على مائة ألف فارس وبين يديه أكثر من ألف صندوق من المال وكان المعز يخرج إليه في كل يوم ويخلو به وأطلق يده في بيوت أمواله فأخذ منها ما يريد زيادة على ما حمله معه وخرج إليه يومًا فقام جوهر بين يديه وقد اجتمع الجيش فالتفت المعز إلى المشايخ الذين وجههم مع جوهر وقال‏:‏ والله لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر ولتدخلن إلى مصر بالأردية من غير حرب ولتنزلن في خرابات ابن طولون وتبنى مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا وأمر المعز بإفراغ الذهب في هيئة الأرحية وحملها مع جوهر على الجمال ظاهرة وأمر أولاده وإخوانه الأمراء وولي العهد وسائر أهل الدولة أن يمشوا في خدمته وهو راكب وكتب إلى سائر عماله يأمرهم إذا قدم عليهم جوهر أن يترجلوا مشاة في خدمته فلما قدم برقة افتدى صاحبها من ترجله ومشيه في ركابه بخمسين ألف دينار ذهبًا فأبى جوهر إلا أن يمشي في ركابه ورد المال فمشى ولما رحل من القيروان إلى مصر في يوم السبت رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلثمائة

********************************

  سور القاهرة
وقال المقريزى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 74 من 167 )  : "
اعلم أن القاهرة مذ أسست عمل سورها ثلاث مرات‏:‏

الأولى‏:‏ وضعه القائد جوهر

والمرة الثانية‏:‏ وضعه أمير الجيوش بدر الجمالي في أيام الخليفة المستنصر

والمرة الثالثة‏:‏ بناه الأمير الخصي بهاء الدين قراقوش الأسدي في سلطنة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول ملوك القاهرة‏.‏

السور الأول‏:‏

كان من لبن 0طين مخلوط بالتبن ) وضعه جوهر القائد على مناخه الذي نزل به هو وعساكره حيث القاهرة الآن فأداره على القصر والجامع وذلك أنه لما سار من الجيزة بعد زوال الشمس من يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلثمائة بعساكره وقصد إلى مناخه الذي رسمه له مولاه الإمام المعز لدين الله أبو تميم معد واستقرت به الدار اختط القصر وأصبح المصريون يهنونه فوجدوه قد حفر الأساس في الليل فأدار السور اللبن وسماها المنصورية إلى أن قدم المعز لدين الله من بلاد المغرب إلى مصر ونزل بها فسماها‏:‏ القاهرة‏.‏

تبديل أسم عاصمة مصر من المنصورية إلى القاهرة
ويقال في سبب تسميتها‏:‏ إن القائد جوهرًا لما أراد بناءها أحضر المنجمين وعرفهم أنه يريد عمارة بلد ظاهر مصر ليقيم بها الجند وأمرهم باختيار طالع سعيد لوضع الأساس بحيث لا يخرج البلد عن نسلهم أبدًا فاختاروا طالعًا لوضع الأساس وطالعًا لحفر السور وجعلوا بدائر السوق قوائم خشب بين كل قائمتين جبل فيه أجراس وقالوا للعمال‏:‏ إذا تحركت الأجراس فارموا ما بأيديكم من الطين والحجارة فوقفوا ينتظرون الوقت الصالح لذلك فاتفق أن غرابًا وقع على حبل من تلك الحبال التي فيها الأجراس فتحركت كلها فظن العمال أن المنجمين قد حركوها فألقوا ما بأيديهم من الطين والحجارة وبنوا فصاح المنجمون‏:‏ القاهرة في الطالع فمضى ذلك وفاتهم ما قصدوه‏.‏
ويقال‏:‏ إن المريخ كان في الطالع عند ابتداء وضع الأساس وهو قاهر الفلك فسموها‏:‏ القاهرة واقتضى نظرهم أنها لا تزال تحت القهر وأدخل في دائر هذه السور بئر العظام وجعل القاهرة حارات للواصلين صحبته وصحبة مولاه المعز وعمر القصر بترتيب ألقاه إليه المعز‏.‏
ويقال‏:‏ إن المعز لما رأى القاهرة لم يعجبه مكانها وقال الجوهر‏:‏ لما فاتك عمارة القاهرة بالساحل كان ينبغي عمارتها بهذا الجبل يعني سطح الجرف الذي يعرف اليوم بالرصد المشرف على جامع راشدة ورتب في القصر جميع ما يحتاج إليه الخلفاء بحيث لا تراهم الأعين في النقلة من مكان إلى مكان وجعل في ساحاته البحرة والميدان والبستان وتقدم بعمارة المصلى بظاهر القاهرة وقد أدركت من هذا السور اللبن قطعًا وآخر ما رأيت منه قطعة كبيرة كانت فيما بين باب البرقية ودرب بطوط هدمها شخص من الناس في سنة ثلاث وثمانمائة فشاهدت من كبر لبنها ما يتعجب منه في زمننا حتى أن اللبنة تكون قدر ذراع في ثلثي ذراع وعرض جدار السور‏:‏ عدة أذرع يسع أن يمر به فارسان وكان بعيدًا عن السور الحجر الموجود الآن وبينهما نحو الخميسن ذراعًا وما أحسب أنه بقي الآن من هذا السور اللبن شيء‏.‏
*************************

السور الثاني‏:‏

بناء أمير الجيوش بدر الجمالي في سنة ثمانين وأربعمائة وزاد فيه الزيادات التي فيما بين بابي زويلة وباب زويلة الكبير وفيما بين باب الفتوح الذي عند حارة بهاء الدين وباب الفتوح الآن وزاد عند باب النصر أيضًا جميع الحربة التي تجاه جامع الحاكم الآن إلى باب النصر وجعل السور من لبن وأقام الأبواب من حجارة وفي نصف جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وثمانمائة ابتدئ بهدم السور الحجم فيما بين باب زويلة الكبير وباب الفرج عندما هدم الملك المؤيد شيخ الدور ليبتني جامعه فوجد عرض السور في الأماكن نحو العشرة أذرع‏.‏
*********************************


السور الثالث‏:‏

ابتدأ في عمارته السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة ست وستين وخمسمائة وهو يومئذ على وزارة العاضد لدين الله فلما كانت سنة تسع وستين وقد استولى على المملكة انتدب لعمل السور الطواشي بهاء الدين قراقوش الأسدي فبناه بالحجارة على ما هو عليه الآن وقصد أن يجعل على القاهرة ومصر والقلعة سورًا واحدًا فزاد في سور القاهرة القطعة التي من باب القنطرة إلى باب الشعرية ومن باب الشعرية إلى باب البحر وبنى قلعة المقس وهي برج كبير وجعله على النيل بجانب جامع المقس وانقطع السور من هناك وكان في أمله مد السور من المقس إلى أن يتصل بسور مصر وزاد في سور القاهرة قطعة مما يلي باب النصر ممتدة إلى باب البرقية وإلى درب بطوط وإلى خارج باب الوزير ليتصل بسور قلعة الجبل فانقطع من مكان يقرب الآن من الصوة تحت القلعة لموت وإلى الآن آثار الجد وظاهرة لمن تأملها فيما بين آخر السور إلى جهة القلعة وكذلك لم يتهيأ له أن يصل سور قلعة الجبل بسور مصر وجاء دور هذا السور المحيط بالقاهرة الآن تسعة وعشرين ألف ذراع وثلثمائة ذراع وذراعين بذراع العمل وهو الذراع الهاشمي من ذلك ما بين قلعة المقس على شاطئ النيل والبرج بالكوم الأحمر بساحل مصر عشرة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع ومن قلعة المقس إلى حائط قلعة الجبل بمسجد سعد الدولة ثمانية آلاف وثلثمائة واثنان وتسعون ذراعًا ومن جانب حائط قلعة الجبل من جهة مسجد سعد الدولة إلى البرج بالكوم الأحمر سبعة آلاف ومائتا ذراع ومن وراء القلعة بحيال مسجد سعد الدولة ثلاثة آلاف ومائتان وعشرة أذرع وذلك طول قوسه في أبراجه من النيل إلى النيل وقلعة المقس المذكور كانت برجًا مطلًا على النيل في شرقي جامع المقس ولم تزل إلى أن هدمها الوزير الصاحب شمس الدين عبد الله المقسي عندما جدد الجامع المذكور في سنة سبعين وسبعمائة وجعل في مكان البرج المذكور جنينته وذكر أنه وجد في البرج مالًا وإنه إنما جدد الجامع منه والعامة تقول اليوم جامع المقسي بالإضافة وكان يحيط بسور القاهرة خندق شرع في حفره من باب الفتوح إلى المقس في المحرم سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وكان أيضًا من الجهة الشرقية خارج باب النصر إلى باب البرقية وما بعده وشاهدت آثار الخندق باقية ومن ورائه سور بأبراج له عرض كبير مبني بالحجارة إلا أن الخندق انطم وتهدمت الأسوار التي كانت ورائه وهذا السور هو الذي ذكره القاضي الفاضل في كتابه إلى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فقال‏:‏ والله يحيي المولى حتى يستدير بالبلدين نطاقه ويمتد عليهما رواقه فما عقيلة ما كان معصمها ليترك بغير سوار ولا خصراه ليتحلى بغير منطقة تضار والآن قد استقرت خواطر الناس وأمنوا به من يد تتخطف ومن يد مجرم يقدم ولا يتوقف‏.‏
ووما ذكره المقريزى
المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 113 من 167 ) : "
خان السبيل هذا الخان خارج باب الفتوح قال ابن عبد الظاهر‏:‏ خان السبيل بناه الأمير بهاء الدين أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسديّ خادم أسد الدين شيركوه وعتيقه لأبناء السبيل والمسافرين بغير أجرة وبه بئر ساقية وحوض‏.‏ وقراقوش هذا‏:‏ هو الذي بنى السور المحيط بالقاهرة ومصر وما بينهما وبنى قلعة الجبل وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام وعمر بالمقس رباطًا وأسره الفرنج في عكا وهو واليها فافتكه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بعشرة آلاف دينار وتوفي مستهل رجب سنة سبع وسبعين وخمسمائة ودفن بسفح الجبل المقطم من القرافة‏



أمير الجيوش‏:‏ أبو النجم بدر الجمالي كان مملوكًا أرمنيًا لجمال الدولة بن عمار فلذلك عرف‏:‏ بالجمال وما زال يأخذ بالجد من زمن سبيه فيما يباشره ويوطن نفسه على قوة العزم وينتقل في الخدم حتى ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر في يوم الأربعاء ثالث عشري ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة ثم سار منها كالهارب في ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من رجب سنة ست وخمسين ثم وليها ثانيًا يوم الأحد سادس شعبان سنة ثمان وخمسين فبلغه قتل ولده شعبان بعسقلان فخرج في شهر رمضان سنة ستين وأربعمائة فثار العسكر وأخربوا قصره وتقلد نيابة عكا فلما كانت الشدة بمصر من شدة الغلاء وكثرة الفتن والأحوال بالحضرة قد فسدت والأمور قد تغيرت وطوائف العسكر قد شغبت والوزراء ينعون بالاسم دون نفاذ الأمر والنهي والرخاء قد أيس منه والصلاح لا مطمع فيه ولواته قد ملكت الريف والصعيد بأيدي العبيد والطرقات قد انقطعت برًا وبحرًا إلا بالخفارة الثقيلة فلما قتل بلدكوش ‏:‏ ناصر الدولة حسين بن حمدان كتب المستنصر إليه يستدعيه ليكون المتولي لتدبير دولته فاشترك أن يحضر معه من يختاره معه عسكرًا وركب البحر من عكا في أول كانون وسار بمائة مركب بعد أن قيل له‏:‏ إن العادة لم تجر بركوب البحر في الشتاء لهيجانه وخوف التلف فأبى عليهم وأقلع فتمادى الصحو والسكون مع الريح الطيبة مدة أربعين يومًا حتى كثر التعجب من ذلك وعد من سعادته فوصل إلى تنيس ودمياط واقترض المال من تجارها ومياسيرها وقام بأمر ضيافته وما يحتاج إليه من الغلال‏:‏ سليمان اللواتي كبير أهل البحيرة وسار إلى قليوب فنزل بها وأرسل إلى المستنصر يقول‏:‏ لا أدخل إلى مصر حتى تقبض على بلدكوش وكان أحد الأمراء وقد اشتد على المستنصر بعد قتل ابن حمدان فبادر المستنصر وقبض عليه واعتقله بخزانة البنود فقدم بدر عشية الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة خمس وستين وأربعمائة فتهيأ له أن قبض على جميع أمراء الدولة وذلك أنه لما قدم لم يكن عند الأمراء علم من استدعائه فما منهم إلا من أضافه وقدم إليه فلما انقضت نوبهم في ضيافته استدعاهم إلى منزله في دعوة صنعها لهم وبيت مع أصحابه أن القوم إذا أجنهم الليل فإنهم لا بد يحتاجون إلى الخلاء فمن قام منهم إلى الخلاء يقتل هناك ووكل بكل واحدًا واحدًا من أصحابه وأنعم عليه بجميع ما يتركه ذلك الأمير من دار ومال وإقطاع وغيره فصار الأمراء إليه وظلوا نهارهم عنده وباتوا مطمئنين فما طلع ضوء النهار حتى استولى أصحابه على جميع دور الأمراء وصارت رؤوسهم بين يديه فقويت شوكته وعظم أمره وخلع عليه المستنصر بالطيلسان المقور وقلده وزارة السيف والقلم فصارت القضاة والدعاة وسائر المستخدمين من تحت يده وزيد في ألقابه أمير الجيوش كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين وتتبع المفسدين فلم يبق منهم أحدًا حتى قتله وقتل من أماثل المصريين وقضاتهم ووزرائهم جماعة ثم خرج إلى الوجه البحري فأسرف في قتل من هنالك من لواتة واستصفى أموالهم وأزاح المفسدين وأفناهم بأنواع القتل وصار إلى البر الشرقي فقتل منه كثيرًا من المفسدين ونزل إلى الإسكندرية وقد ثار بها جماعة مع ابنه الأوحد فحاصرها أيامًا من المحرم سنة سبع وسبعين وأربعمائة إلى أن أخذها عنوة وقتل جماعة ممن كان بها وعمر جامع العطارين من مال المصادرات وفرغ من بنائه في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وأربعمائة ثم سار إلى الصعيد فحارب جهينة والثعالبة وأفتى أكثرهم بالقتل وغنم من الأموال ما لا يعرف قدره كثرة فصلح به حال الإقليم بعد فساده ثم جهز العساكر لمحاربة البلاد الشامية فصارت إليها غير مرة وحاربت أهلها ولم يظفر منها بطائل واستناب ولده شاهنشاه وجعله ولي عهده‏.‏

فلما كان في سنة سبع وثمانين وأربعمائة مات في ربيع الآخر وقيل‏:‏ في جمادى الأولى منها وقد تحكم في مصر تحكم الملوك ولم يبق للمستنصر معه أمر واستبد بالأمور فضبطها أحسن ضبط وكان شديد الهيبة وافر الحرمة مخوف السطوة قتل من مصر خلائق لا يحصيها إلا خالقها منها أنه قتل من أهل البحيرة نحو العشرين ألف إنسان إلى غير ذلك من أهل دمياط والإسكندرية والغربية والشرقية وبلاد الصعيد وأسوان وأهل القاهرة ومصر إلا أنه عمر البلاد وأصلحها بعد فسادها وخرابها بإتلاف المفسدين من أهلها وكان له يوم مات نحو الثمانين سنة وكانت له محاسن منها‏:‏ أنه أباح الأرض للمزارعين ثلاث سنين حتى ترفعت أحوال الفلاحين واستغنوا في أيامه ومنها حضور التجار إلى مصر لكثرة عدله بعد انتزاحهم منها في أيام الشدة ومنا كثرة كرمه وكانت مدة أيامه بمصر إحدى وعشرين سنة وهو أول وزراء السيوف الذين حجروا على الخلفاء بمصر‏.
 

المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثاني  ( 69 من 167 )  : " ذكر القاهرة قاهرة المعز لدين الله اعلم‏:‏ أن القاهرة المعزية رابع موضع انتقل سرير السلطنة إليه من أرض مصر في الدولة الإسلامية وذلك أن الإمارة بمدينة الفسطاط ثم صار محلها العسكر خارج الفسطاط فلما عمرت القطائع صارت دار الإمارة إلى أن خربت فسكن الأمراء بالعسكر إلى أن قدم القائد جوهر بعساكر مولاه المعز لدين الله معد فبنى القاهرة حصنًا ومعقلًا بين يدي المدينة وصارت القاهرة دار خلافة ينزلها الخليفة بحرمه وخواصه إلى أن انقرضت الدولة الفاطمية‏.‏

فسكنها من بعدهم‏:‏ السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وابنه الملك العزيز عثمان وابنه الملك المنصور محمد ثم الملك العادل أبو بكر بن أيوب وابنه الملك الكامل محمد وانتقل من القاهرة إلى قلعة الجبل فسكنها بحرمه وخواصه وسكنها الملوك من بعده إلى يومنا هذا فصارت القاهرة مدينة سكنى بعدما كانت حصنًا يعتقل به ودار خلافة يلتجأ إليها فهانت بعد العز وابتذلت بعد الاحترام وهذا شأن الملوك ما زالوا يطمسون آثار من قبلهم ويميتون ذكر أعدائهم فقد هدموا بذلك السبب أكثر المدن والحصون وكذلك كانوا أيام العجم وفي الجاهلية العرب وهم على ذلك في أيام الإسلام فقد هدم عثمان بن عفان صومعة غمدان وهدم الآطام التي كانت بالمدينة وقد هدم زياد كل قصر ومصنع كان لابن عامر وقد هدم بنو العباس مدن الشام لبني مروان‏:‏ وإذا تأملت البقاع وجدتها تشقى كما تشقى الرجال وتسعد وسيأتي من أخبار القاهرة والكلام على خططها وآثارها ما تنتهي إليه قدرتي ويصل إلى معرفته علمي وفوق كل ذي علم عليم‏.‏

 

This site was last updated 02/24/10